الإستخبارات التركية تعيد تشكيل الجماعات الإرهابية من داخل سوريا.

لامار اركندي

 

بات واضحا، ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متورط، بالعمل مع المجموعات والتنظيمات الارهابية من داخل سوريا، منذ عام 2011، وبدا يستخدمهما ورقة سياسية، للضغط على اطراف اقليمية ودولية من اجل تنفيذ مطامعه التوسعية في المنطقة.

بدون شك، ان وضع التنظيمات الارهابية ابرزها داعش والنصرة، على قائمة الإرهاب الدولية، تمثل عب ء على اردوغان، وهذا ما دفعه يفكر، بإعادة “تشكيلها” وتوظيفها لخدمة مطامعه، داخل سوريا وخارجها، منها ليبيا واليمن وسيناء ومناطق اخرى.

لم يعد خافياً على أحد سياسات أردوغان ، لكن هناك تفاصيل تتعلق بأنشطة الاستخبارات التركية التي تتحرك على الارض، بشكل واضح داخل الاراضي السورية، من اجل “اللعب” بورقة “الجهاديين” على الجغرافيا السورية  وتبرز مشكلة ان اطرافاً دولية منها روسيا وامريكا، هي الاخرى لديها اتفاقات ومصالح مع أردوغان، وهذا مايعقد المشهد داخل سوريا وخارجها.

سياسات إردوغان هذه، تثير الكثير من الشكوك، حول صمت واشنطن وموسكو و بروكسل، الاتحاد الأوروبي، حيال تحركات  الرئيس التركي  واستثماره الأزمات بما يخدم مصالحه مع انشغال المجتمع الدولي اليوم بقضايا هامة.

وضمن الجهود الاستقصائية التي تبذلها، مجموعة من الناشطين والصحفيين الاستقصائيين، حصلنا على تسريب ، من داخل “فصيل احرار الشرقية ” ومن مصدر موثوق  تحت كنية ” أبو عكبة”  تكشف أنشطة الاستخبارات التركية على الارض.

وتقول المصادر، ان اجتماعاً لقياديين بارزين من تنظيم داعش  جمعهم مع ضباط أتراك في مدينة تل أبيض يوم السادس والعشرين من مارس  2020 وجرى الاجتماع بحماية الجيش الوطني السوري المعارض لتشكيل كيان عسكري جديد.

ابرز “الجهاديين” الذين حضروا الاجتماع

ـ فايز العقال:  والي الرقة إبان  حكم داعش للرقة

واشقائه :

1- ـ خالد العقال : مؤسس وكالة اعماق الناطقة باسم تنظيم داعش.

2- فاضل العقال : مسؤول المفخخات في تنظيم داعش

مثنى الكجل : أمني كتيبة التمساح ومسؤول تسليح داعش في القطاع الغربي لولاية الرقة.

ـ اسماعيل عيدو:   ذراع الاستخبارات التركية وقيادي بارز في داعش  والمطلوب لدى التحالف الدولي ضمن القائمة السوداء للإرهاب والذي فر لتركيا بعد تحرير المدينة على يد الوحدات الكردية.

والمعلومات كشفت عن ان المخابرات التركية  اعتقلت اسماعيل عيدو  عند وصوله  لتركيا وسجنته بضعة اشهر وأفرجت عنه لقاء مهام يؤديها عيدو لصالح أنقرة.

ـ فيصل بلو “أمير تل ابيض” : وهو أحد الأشخاص الأربعة الذي نفذ عملية اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً.

عاد  بلو  الذي يمتلك  مجموعة محطات وقود في تل ابيض تعرف بمحطات بلو لتل ابيض بعد ان روج لمقتله بطائرات التحالف في 2016 ليتبين  بعد ظهور في مدينة سلوك بريف تل ابيض بعد سيطرة الاتراك على المدينة وريفها انه لازال على قيد الحياة, وكان قد شكل كتيبة لواء القادسية قبل شهرين فقط، من اعلان تركيا عمليتها العسكرية المسماة ” نبع السلام ” ضد الاكراد في أكتوبر 2019 وتبنت كتيبته في بيان نشرتها على موقعها على تويتر خطاباً على غرار خطابات تنظيم داعش وتوعد البيان بقتل الأكراد واصفاً إياهم بالكفرة  والملحدين

ـ اسماعيل الحفيان و ـ حسين أبو آية  قادة كتائب كانت منضوية سابقاً في تنظيم داعش وآخرين

وعقب انتهاء الاجتماع بدأت تركيا بتحشيد قواتها العسكرية غرب مدينة تل ابيض التي احتلتها بمؤازرة الجيش السوري المعارض ، والمسجلة معظم فصائله على القوائم السوداء للإرهاب العالمي ويبدو أنها قد تتجهز لاقتناص أية فرصة لضوء اخضر قد يفتح لها ابواب التوسع لقضم مزيد من المدن السورية وهي تجهد في اقناع الجانب الروسي مقايضة قد تسمح لها بموجبها مد يدها في كوباني ومنبج وتل رفعت وعين عيسى مقابل السماح للأخيرة اخراج التنظيمات الأكثر تشدداً من إدلب وعودتها  أي المدينة لحضن النظام السوري .

تركيا وإعادة تشكيل الجماعات الجهادية من داخل سوريا

بدأت تركيا إعادة تشكيل وهيكلة التنظيمات السورية المتطرفة، كونها موضوعة على قائمة الارهاب الدولي، والمقربة من تنظيم داعش والنصرة،  منها فصيل احرار الشرقية بقيادة المدعو ” حاتم ابو شقرا”، من اجل ارسال  المزيد من المرتزقة الجهاديين الى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق وكذلك الى مناطق اخرى.

التحقيقات كشفت عن وصول قافلة جوية من “احرار الشرقية”  قبل يومين والبالغة عددها ال 500 مسلح الى ليبيا للقتال الى جانب جيش السراج ولازالت دفعات جديدة أخرى من فصيل احرار الشرقية والشرقية تتحضر لتنقل عبر طائرات مدنية من مطار استنبول الى مطار معتيقة بطرابلس ومطار مصراته .

فيما تحدثت المعلومات الواردة من داخل مدينة عفرين عن وصول دفعة جديدة من جثث المرتزقة  السوريين قادمة من ليبيا عبر معبر حوار كلس بريف مدينة حلب الشمالي بينهم محمد عطا عكرمة القيادي بفرقة الحمزة وكشف المرصد السوري لحقوق الانسان منتصف الشهر الجاري عن وصول 17  جثة لمسلحي الفصائل السورية قادمة من ليبيا فيما قال الناشطون في عفرين عن دفن الفصائل لقتلاهم الذين قتلوا في المعارك التي خاضوها إلى جانب مليشيات غنيوة الككلي الموالية لحكومة الوفاق في ليبيا  ودفنهم في قرية جنديرس بريف عفرين .

الخلاصة

ما تقوم به الاستخبارات التركية من داخل سوريا عبر تدريبها ونقلها “الجهاديين” والمرتزقة، لليبيا واليمن  ومستقبلاً بلدان عربية أخرى في القارة الأفريقية مرشحة لأطماع تركيا  يمثل تهديدا لأمن المنطقة أولاً، وللأمن الدولي ثانياً. فمازالت أجهزة الاستخبارات التركية، تتحكم  بقادة التنظيمات الارهابية، وتعيد تشكيلها  بأسماء جديدة بما يخدم طموحاتها، كتنظيم داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية، ناهيك عن أن وحدات الاستخبارات التركية، اصبحت  تمثل واحدة من أهم ، وحدات عمل  الجماعات الارهابية التي دربتهم عسكرياً ومددتهم بالمعلومات في الشرق الأوسط.

ويكمن خطر انشطة الاستخبارات التركية اليوم في سوريا وليبيا واليمن، وتتعداها في بلدان أخرى  ولكن بدون شك، هي منصات ومصادر تهديد للأمن العالمي .

وما تحتاجه دول المنطقة والعالم اليوم وأكثر من أي وقت مضى هو تفعيل مؤتمرات واجتماعات اقليمية ودولية، تكشف وتفضح حقيقة ممارسات ومخاطر اجندات تركيا وعمل اجهزة استخباراتها ضد الامن الاقليمي والدولي، وتفعيل قضايا قانونية ضدها في محاكم دولية  تلجم عملها في تدمير كيانات دول بأكملها  والأزمة السورية والليبية واليمنية تختصر الصورة  الحقيقية لما قد تؤول اليه مستقبل دول أخرى هي ايضاً مرشحة على طاولات الأطماع التركية وهيمنتها على دول المنطقة .

 

رابط المصدر:

https://www.europarabct.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b4%d9%83%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7/888

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M