العالم بعد تخفيف الإغلاق: هل نحن على موعد مع موجة ثانية من جائحة كورونا؟

دلال العكيلي

 

لا يزال فيروس كورونا يثير قلقا واسعا حول العالم مما يؤدي إلى قرارات استثنائية، يراها البعض أحيانا مبالغة، لدرء أخطاره، وهناك دول خففت القيود اذ يمكن للأشخاص في جمهورية التشيك الآن التسوق في متاجر الأجهزة والدراجات، ولعب التنس، والذهاب للسباحة، وتخطط النمسا لإعادة فتح متاجر أصغر بعد عيد الفصح وستقوم الدنمارك بإعادة فتح رياض الأطفال والمدارس إذا ظلت حالات فيروس كورونا مستقرة، وسيعود الأطفال في النرويج إلى رياض الأطفال بعد ذلك بأسبوع، هذه الدول هي الأولى في الغرب التي تبدأ بشق طريقها تدريجيًا خارج حدود الحياة اليومية التي تفرضها الحكومات للحد من انتشار الفيروس، وسيرغب الآخرون في معرفة الدروس التي يمكن تعلمها لأنهم يتطلعون أيضًا إلى طريق خروج من الإغلاق وسط تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية في المنزل.

وبالنسبة للرياضية المحترفة إيرينا جيلاروفا، من جمهورية التشيك، فإن تخفيف القيود يعني أنها يمكن أن تعود إلى التدريب في ملعب جوليسكا في براغ للمرة الأولى منذ إغلاق بلدها، وقال دكتور بيتر دروباك، خبير الصحة العالمية من جامعة أكسفورد، لـCNN إن تلك الدول التي تخفف قيودها الآن “أمثلة مهمة وتعطي الأمل” للغرب، وأضاف أنه “لا يزال لدينا الكثير لتعلمه حول كيفية الخروج من عمليات الإغلاق بأمان وفعالية”.

وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتور هانز كلوغ، قد حذر من أن الوضع في أوروبا ما زال “مثيرا للقلق” وأصر أن “الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف الإجراءات”، وقال إن أوروبا “لا تزال في قلب الوباء”، مع وجود سبع من بين الدول العشر الأكثر تضررا على مستوى العالم في القارة، واقترحت دراسة تستند إلى تفشي المرض في الصين، نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية، أن عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم لا ينبغي رفعها بالكامل حتى يتم العثور على لقاح للمرض.

مكان أفضل بكثير

ولا يوجد أي دولة من التي تخطط لتخفيف قيودها في الأيام القادمة من بين الأكثر تضرراً في أوروبا، وستحرص على تجنب موجة ثانية من الإصابات فكيف وصلت إلى هنا؟ ووفقًا لدروباك، فإن الدول التي تستعد لتخفيف القيود لديها شيء مشترك: كانت من بين الدول الأولى في أوروبا التي طبقت عمليات الإغلاق أو إجراءات التباعد الاجتماعي الحادة، وسرعان ما قامت بتوسيع اختبارات الفيروس.

وقال دروباك: “لقد وضعوا هذه الأشياء في مكانها ونتيجة لذلك تجاوزوا بالفعل ذروة العدوى هناك”، مضيفاً أن عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس في هذه الدول يصل إلى عشرات أو مئات، وليس الآلاف، “وهذه الدول في وضع أفضل بكثير بسبب العمل الاستباقي”، وأوضح دروباك أن ما أعلنته الدول عن الكيفية التي تخطط بها تدريجياً لتخفيف القيود “تبدو معقولة وذكية”.

وأشار إلى أنها عملية تدريجية للغاية، وستكون هذه الدول قادرة على تعلم وتتبع الأشياء من حيث الإصابات الجديدة ولكن إذا خففت كثيرا وبدأت العدوى في الارتفاع، يمكنها التراجع قليلاً هذه هي الطريقة التي سيكون على كل دولة اتباعها”، وأضاف أن الدول الأخرى التي تتطلع إلى السير في هذا الطريق تحتاج إلى تلبية ثلاثة معايير عامة، خاصة إذا كانت تريد تجنب الموجة الثانية.

وقال أولا، إنها بحاجة إلى “ثني المنحنى” ورؤية انخفاض ثابت في عدد الحالات الجديدة ثانيًا، يجب أن تكون أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها قادرة على التكيف دون اللجوء إلى تدابير الأزمات مثل مستشفيات الطوارئ، وثالثاً، يحتاجون إلى نظام للاختبار الشامل، وتتبع الاتصال والعزلة، بحيث يمكن عزل المرضى في وقت مبكر قبل أن يصيبوا الآخرين.

الدنمارك “تمشي على حبل مشدود”

وقالت الدنمارك إنها تخطط لإعادة الأطفال إلى المدرسة ورياض الأطفال اعتبارًا من 15 أبريل، إذا بقيت حالات الإصابة بالفيروس مستقرة، لكن الحياة هناك ستبقى بعيدة عن وضعها الطبيعي، وقالت الحكومة إن العديد من القيود ستبقى كما هي وقد يتم التخلص منها على مراحل، وتم تمديد حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص حتى 10 مايو وستبقى جميع الخدمات الكنسية ودور السينما ومراكز التسوق مغلقة أيضًا، وقالت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن إن جميع المهرجانات والتجمعات الكبيرة ستظل محظورة حتى أغسطس وستبقى حدود الدنمارك مغلقة.

ونقلت وكالة رويترز عن فريدريكسن قولها في مؤتمر صحفي “من المحتمل أن يكون هذا أشبه بالسير على حبل مشدود.. إذا وقفنا في الطريق ممكن أن نسقط وإذا مشينا بسرعة كبيرة قد يحدث خطأ. لذلك، يجب أن نتخذ خطوة حذرة في كل مرة”، وكانت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5.8 مليون نسمة من بين أو الدول الأوروبية التي أغلقت حدودها في 13 مارس. وفي ذلك الأسبوع نفسه، أغلقت المدارس والمقاهي والمحلات التجارية، وكذلك حظرت التجمعات لأكثر من 10 أشخاص وزيارات للمستشفيات.

إعادة فتح المتاجر التشيكية

تحركت تشيكيا أيضًا بسرعة لفرض قيود على السفر وحظر المناسبات الكبيرة وإغلاق الشركات غير الضرورية، بعد إعلان حالة الطوارئ في 12 مارس وبشكل غير عادي في أوروبا، طلبت أيضًا من سكانها البالغ عددهم 10.7 مليون شخص تغطية وجوههم بالأقنعة أو الأوشحة عندما يكونوا خارج المنزل بدءاً من 19 مارس، ويبدو أن جهود الاحتواء الصارمة هذه تؤتي ثمارها الآن، حيث أعلنت الحكومة أنها ستبدأ في تخفيف بعض القيود.

النمسا: نهج خطوة بخطوة

تتخذ النمسا المجاورة، حيث ارتبط منتجع الرياضات الشتوية الشهير إيشغل، في مقاطعة تيرول، الشهر الماضي بانتشار فيروس كورونا إلى أجزاء أخرى من أوروبا، نهجًا مختلفًا مع تخفيف القيود، وأعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أن البلاد تستعد “للقيامة” بعد عيد الفصح، من خلال إعادة فتح بعض المحلات التجارية الصغيرة ومتاجر الأجهزة ومتاجر الحدائق اعتبارًا من 14 أبريل ولكنها ستطلب الآن أيضًا من الأشخاص ارتداء أقنعة الوجه أثناء التوجه لمحلات السوبر ماركت وعند استخدام المواصلات العامة.

واعتبارًا من 1 مايو، سيتم فتح جميع المتاجر ومراكز التسوق ومصففي الشعر؛ وفي غضون ذلك، سيتم افتتاح المطاعم والفنادق اعتبارا من منتصف مايو على أقرب تقدير في عملية تدريجية وقال كورتز إن هذا سيحدث “في ظل ظروف أمنية صارمة بالطبع”، كما حذر من أن خطر الإصابة بالفيروس لم ينته بعد، مستشهداً بسنغافورة التي شهدت عودة في الحالات في الأيام الأخيرة، وستقرر الحكومة في نهاية أبريل ما إذا كانت ستمدد الدراسة من المنزل إلى ما بعد منتصف شهر مايو، ولن تُعقد أي مناسبات رئيسية حتى نهاية يونيو.

النرويج: تفاؤل حذر

وتتخذ النرويج نهجًا مختلفًا مرة أخرى، مع إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس لأنها تسهل إجراءات الإحتواء التي تم اعتمادها في منتصف مارسن وقالت رئيسة الوزراء إرنا سولبرغ إنها ستبدأ في تقليص إجراءات الإغلاق اعتبارًا من 20 أبريل، عندما ستبدأ رياض الأطفال في إعادة فتح أبوابها، سيعاد فتح المدارس للتلاميذ في الصفوف من الأول إلى الرابع، وقالت رئيسة الوزراء إن الحكومة تعتقد أن أحدث الإحصائيات توفر أساسا “للتفاؤل الحذر”، مشيرة إلى أن معدل الإصابة قد استقر.

ألمانيا: أمل حذر

البعض الآخر يتخذ خطوات أولية لتخفيف عمليات الإغلاق، في حين لم يتم تحديد موعد ثابت حتى الآن، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أحدث الأرقام عن فيروس كورونا في بلادها تبعث على “أمل حذر” لكنها حذرت من أن الألمان يجب أن يلتزموا بالقيود الحالية خلال عطلة عيد الفصح، وقالت إن القرار بشأن ما إذا كان سيتم تخفيف الإجراءات وكيفية تخفيفها سيعتمد على دراسة علمية واسعة.

وقال وزير الصحة ينس شبان في وقت سابق إن البلاد شهدت “تسطيحا” في الإصابات المبلغ عنها حديثا مع سريان الإجراءات المقيدة على الحياة العامة، وأضاف أن ألمانيا تجري حاليًا 100 ألف اختبار للفيروس يوميًا، ولا تزال 40٪ من أسرة العناية المركزة شاغرة على الرغم من الأزمة، وقال شبان: “نريد العودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية – لكننا ما زلنا نبتعد عن الحياة اليومية كما عرفناها قبل الوباء”، كما تدرس سويسرا طريقة للخروج من الأزمة على الرغم من تمديد قيود التباعد الاجتماعي حتى 26 أبريل، فقد أشارت حكومتها إلى أنه يمكن تخفيف الإجراءات الأخرى في وقت لاحق من هذا الشهر – بما في ذلك مراقبة الحدود، وإغلاق المدارس وحظر التجمعات – إذا تم الحفاظ على انتشار الفيروس تحت السيطرة، بينما تسير هذه البلدان وغيرها على حبل مشدود بين حماية الصحة العامة والحفاظ على اقتصاداتها على قيد الحياة، فمن الواضح أن العديد من المآزق تكمن في المستقبل.

الصين: الثانويات تعيد فتح أبوابها

أعلنت السلطات الصينية أن ثاويات مقاطعة هوباي، وعاصمتها ووهان، في وسط الصين، بؤرة تفشي وباء كوفيد-19، ستفتح أبوابها اعتبارا من 6 أيار/مايو للطلاب، وأغلقت المدارس والجامعات في الصين أواخر كانون الثاني/يناير للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وأعلنت سلطات هوباي على موقعها الإلكتروني أن امتحانات البكالوريا (المعروفة بغاكاو في الصين، أو مسابقات الدخول إلى الجامعة) تبدأ في 7 تموز/يوليو كما في سائر أنحاء البلاد، أي بعد شهر من موعدها التقليدي.

وهوباي التي يبلغ عدد سكانها 59 مليون نسمة، أي ما يساوي عدد سكان إيطاليا، هي أكثر المقاطعات تضررا من الوباء في الصين، وسجلت فيها نسبة 97% من إجمالي 4632 وفاة، و82% من مجموع 82747 إصابة أعلنت رسميا في البلاد، وأغلقت مقاطعة هوباي بكاملها تقريبا منذ أواخر كانون الثاني/يناير. وأنهت عاصمتها ووهان الحجر الصحي في 9 نيسان/أبريل، وسبق أن فتحت معظم المقاطعات الصينية الأخرى المنشآت التعليمية، لا سيما لطلاب الصف النهائي في الثانوية، باستثناء العاصمة بكين.

ترامب يملك القرار المطلق

سجلت بريطانيا، التي تواجه حكومتها انتقادات بسبب البطء في إجراء الفحوص وعدم توفير معدات وقاية على الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس، خامس أعلى حصيلة وفيات في العالم بالفيروس وقال مستشار بارز في الحكومة إن البلد قد يصبح الأكثر تضررا في أوروبا، وبلغت حصيلة الوفيات في المستشفيات البريطانية 12107 وقال وزير الخارجية دومينيك راب إن إجراءات العزل العام لن تخفف عند مراجعتها وذكرت صحيفة تايمز إن الإجراءات ستمدد حتى السابع من مايو أيار على الأقل.

ومدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العزل العام حتى 11 مايو أيار، كما مددت الهند إجراءات العزل العام حتى الثالث من مايو أيار بعدما تجاوزت حالات الإصابة لديها عشرة آلاف ومددت جارتاها باكستان ونيبال القيود أيضا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا قد تحتاج إلى استدعاء الجيش للمساعدة في معالجة الأزمة وحذرت موسكو من احتمال عدم وجود أسرة شاغرة بمستشفيات العاصمة في غضون أسابيع، ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توقع العودة إلى العمل بعد عيد الفصح، عن أسلوب تعامله مع أزمة تفشي كورونا، وقال إنه لا ينوي عزل كبير خبراء الصحة الأمريكيين الذي صرح بأن التدخل في وقت مبكر كان من الممكن أن ينقذ المزيد من الأرواح.

وشكل حكام عشر ولايات أمريكية على الساحلين الشرقي والغربي للبلاد تكتلين إقليميين يوم الاثنين لتنسيق إعادة الاقتصاد إلى العمل تدريجيا مع ظهور بوادر فيما يبدو على انحسار أزمة كورونا، وفي إفادة للصحفيين هاجم ترامب التغطية الإعلامية وقال إنه يملك القرار المطلق لاستئناف العمل، وقال حاكم ولاية نيويورك الأمريكية آندرو كومو إنه لن يلتزم بأي أمر يصدره ترامب بإنهاء إجراءات العزل العام في الولاية بطريقة غير آمنة خلال تفشي فيروس كورونا.

سويسرا تبدأ تخفيف قيود كورونا

قالت الحكومة السويسرية إنها ستبدأ تدريجيا اعتبارا من 27 أبريل نيسان في تخفيف القيود الجذرية التي فرضتها الشهر الماضي لمواجهة فيروس كورونا، وأوضحت أنها ستتيح للمستشفيات العمل في كل القطاعات وستسمح بفتح محلات تصفيف الشعر والمساج على أن يعقب ذلك فتح المدارس الإلزامية والمتاجر والأسواق اعتبارا من 11 مايو أيار، وستشمل المرحلة الثالثة فتح المدارس الثانوية والمهنية والجامعات اعتبارا من الثامن من يونيو حزيران.

الهند تستأنف العمل في مصانع ومزارع بالمناطق الريفية

فتحت بعض المتاجر والشركات أبوابها في المناطق الريفية بالهند في إطار خروج تدريجي من إجراءات العزل العام المفروضة منذ أسابيع والتي حولت الملايين إلى عاطلين عن العمل يعانون نقص المواد الغذائية، بينما ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بأكثر من 1500 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ويخضع سكان الهند الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة لإجراءات عزل من أشد الإجراءات المطبقة في العالم إذ يُحظر على السكان الخروج من منازلهم إلا لشراء الطعام والأدوية حتى الثالث من مايو أيار.

لكن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي قالت إنها ستسمح باستئناف بعض الأنشطة، بما يشمل أنشطة مصانع ومزارع، اعتبارا في المناطق النائية التي تشهد انتشارا أقل لمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس، وعاودت شركات صغيرة فتح أبوابها في المناطق الريفية بولاية أوتار براديش الأكثر كثافة سكانية بعد العزل العام لالذي فُرض في أواخر مارس آذار، لكن الشرطة انتشرت لضمان حفاظ الناس على التباعد الاجتماعي.

وذهبت مجموعة صغيرة من عمال البناء إلى مركز لتوظيف العمالة آملين في تكليفهم بأعمال يومية، لكن الشرطة فرقتهم، وفر مئات الآلاف من العمال من المدن الكبيرة عائدين إلى قراهم وعجزوا عن شراء الطعام أو سداد الإيجار بعد إعلان مودي الشهر الماضي عن إجراءات العزل لمدة 21 يوما، والتي مدّ أجلها لاحقا 19 يومان، وقالت بونيا ساليلا سريفاستافا السكرتيرة المشتركة لدى وزارة الداخلية التي تدير عودة النشاط الاقتصادي “التركيز منصب على صناعات وزراعات مختارة وبرنامج لضمان التوظيف في الريف”، وقال مسؤول آخر إن هذا الانتشار المتفاوت يسمح للمسؤولين في مجال الصحة بتركيز جهودهم على أكثر المناطق تضررا، أو ما يسمى المناطق الحمراء، مثل دلهي ومومباي، بينما تسمح السلطات باستئناف الأنشطة في الولايات الأخرى.

وذكر مكتب رئيس وزراء ولاية جوجارات بغرب الهند أن العمل استؤنف في حوالي أربعة آلاف مصنع بالولاية، وهي من المناطق التي تضم أكبر عدد من المصانع بالبلاد، ويقول منتقدو مودي إنه كان ينبغي عليه أن يخطط بشكل أفضل لإجراءات العزل للحد من تأثر الاقتصاد، وقال راهول غاندي زعيم حزب المؤتمر المعارض في تغريدة الأسبوع الماضي “يحتاج الأمر تحديثا ذكيا بإجراء فحوص جماعية لعزل البؤر الساخنة لتفشي الفيروس والسماح للشركات في مناطق أخرى بالعودة للعمل تدريجيا”.

الكوريون الجنوبيون يعودون للعمل

بدأ الكوريون الجنوبيون في العودة للعمل والازدحام في المراكز التجارية والحدائق وملاعب الجولف وبعض المطاعم بعد أن خففت كوريا الجنوبية قواعد التباعد الاجتماعي مع استمرار اتجاه حالات فيروس كورونا نحو التراجع، وأنهى عدد متزايد من الشركات من بينها إس كيه انوفيشن ونافر سياسة العمل من المنازل أو تخفيفها في الأسابيع الأخيرة على الرغم من استمرار شركات كثيرة في تطبيق ساعات عمل مرنة والحد من التنقل والاجتماعات المباشرة.

وامتلأت الحدائق والجبال وملاعب الجولف بالزائرين في مطلع الأسبوع في حين بدأت المراكز التجارية والمطاعم في العودة ببطء لطبيعتها، ويرسم استمرار تعافي كوريا الجنوبية من أول تفش ضخم لفيروس كورونا خارج الصين صورة متناقضة مع ما يحدث في دول كثيرة أخرى ما زالت عواصمها مغلقة وتطبق أوامر شاملة للبقاء في المنازل، وقال كيم تاي-هيونج وهو مهندس محطات كهرباء يبلغ من العمر 31 عاما ويعيش في سول “إنني عضو في نادي محلي لكرة القدم وخرجنا للعب لأول مرة منذ شهرين كنا نضع كمامات أثناء اللعب، مازلنا نشعر بقلق من فيروس كورونا ولكن الطقس كان بديعا وشعرت بانتعاش كبير”

ومددت كوريا الجنوبية سياسة التباعد الاجتماعي 16 يوما ولكنها منحت بعض التخفيف للمنشآت الدينية والرياضية التي فرضت عليها سابقا قيودا صارمة، ويهدف هذا القرار إلى إعادة فتح رابع أكبر اقتصاد في آسيا بشكل حذر مع استمرار تأرجح عدد حالات الإصابة اليومية بكورنا عند مستوى 20 حالة أو أقل معظمها لأشخاص قادمين من الخارج، وأعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها 13 حالة إصابة جديدة بكورونا يوم الاثنين بعد يوم من تسجيل ثماني حالات فقط والتي مثلت أول زيادة يومية تتألف من رقم واحد منذ تسجيل 909 حالات إصابة في ذروة انتشار المرض.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/reports/23024

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M