راس المال الاجتماعي التنظيمي: مدخل في اقتصاديات الثقة

Muayad Al-Saidi

ملخص

يشير بيتر ف. دراكر ( P. F. Drucker ) إلى أن شيئاَ ما يجب تذكره حول المنظمة وهو أنه لا توجد نتائج داخل جدرانها بل أن نتيجة المنظمة هي زبون راضٍ . ونتيجة المستشفى هو مريض معافى ونتيجة المدرسة هي طالب تعلم شيئاً بوسعه أن يطبقه بعد عشر سنوات ، وداخل المنظمة هناك فقط مركز الكلفة ، والنتائج لا توجد إلاّ خارجها حيث الزبون موطن الربح ( باور ، 1997 ، 90-91 ) . إن هذا التطور في مفهوم دور المنظمات اليوم جاء على أعقاب ثلاثة مراحل مرت بها منظمات الأعمال ، إذا كانت فترة 1800-1920 هي مرحلة إدارة تعظيم الأرباح وكانت المسؤولية الأساسية لمنظمات الأعمال تعظيم العائد المادي والتوجه نحو المصلحة الذاتية الصرفة ، أما مرحلة أواخر العشرينيات إلى بداية الستينيات فقد توجه اهتمام المنظمات إلى تحقيق الربح الملائم الذي يحقق المصلحة الذاتية ومصالح الأطراف الأخرى مثل المساهمين والعاملين ، وأخيراً فإن مسؤولية المنظمات اتجهت نحو إدارة نوعية الحياة للفترة من أواخر الستينيات حتى الوقت الحاضر والتي تقر أهمية الربح ولكن الأفراد أهم من النقود ، إذ ظهر اهتمام المنظمات بالعائد الاجتماعي وأخذ مفهوم المعايير المتعددة هو الذي يحدد كفاءة وفاعلية المنظمات بعدما كانت المعايير الأحادية المتمثلة بالربح المادي هي الأساس بالربح المادي هي الأساس الأول والأخير في ذلك واليوم تبرز على واجهة الأدبيات الإدارية مواضيع كثيرة غيرت النظرة التقليدية لمفهوم رأس المال والربحية والأسهم … الخ من المفاهيم المالية ، فلم يعد رأس المال ذلك المفهوم التقليدي الذي ازدحمت به أدبيات الإدارة خلال العقود المنصرمة المبكرة من القرن العشرين فالأفراد اليوم هم رأسمال وعنصر استثمار ، والثقة عنصر من عناصر رأس المال ، والمعرفة تمثل جانباً آخر من رأس المال كما أن الربحية اختلفت مفاهيمها هي الأخرى فلم تعد الربحية تتمثل بالعوائد السائلة التي تتولد نتيجة استثمار الموجودات الثابتة والمتداولة في المنظمة فالسمعة عائد والثقة عائد ( ثقة الجمهور بالمنظمة أم ثقة المجهزين بالمنظمة أم الثقة التنظيمية ) ، وفي الوقت الذي تحصل المنظمات على جزءً من رؤوس أموالها من مصادر تمويلية خارجية فإنها بنفس الوقت تجتذب رؤوس الأموال الفكرية أو الأفراد المعروفين بثقتهم وأخلاقهم الإدارية والتنظيمية العالية .وهو مصدر من مصادر التمويل السلوكي في المنظمات . وعلى هذا الأساس ينطلق هذا البحث لعرض مفهوم وأهمية رأس المال الاجتماعي بوصفه مصدراً من مصادر التمويل السلوكي في المنظمات اليوم والذي يشكل ضآلة منظمات القرن الواحد والعشرين الذي اتجهت الأنظار فيه إلى الاهتمام بالأفراد بوصفهم عنصر استثمارياً مهماً يسهم في خلق الميزة التنافسية وما يجب على هذه المنظمات اتخاذه من أجل المحافظة على هذا العنصر من خلال تصميم الأعمال بما يحقق آدمية الأفراد واحترام التعامل معهم ، داخل المنظمة وخارجها ، عاملين أم مستهلكين أم مجهزين من خلال إبراز دور الثقة وأهميتها إذ يعتبر هذا البحث مدخلاً في اقتصاديات الثقة ، الموضوع الذي يعد من أكثر المواضيع تجاهلاً في العلوم السلوكية في مجال إدارة الأعمال اذ لم يحضى بالاهتمام اللازم . كخطوة متواضعة على طريق إثراء دراسات الثقة وإدارتها مستقبلاً .

 

للاطلاع على البحث كاملا الدخول الى:

https://www.researchgate.net/profile/Muayad_Al-Saidi/publication/320864998_ras_almal_alajtmay_altnzymy_mdkhl_fy_aqtsadyat_althqt/links/5a024b98a6fdcc55a15b5af2/ras-almal-alajtmay-altnzymy-mdkhl-fy-aqtsadyat-althqt.pdf

 

رابط المصدر:

https://www.researchgate.net/publication/320864998_ras_almal_alajtmay_altnzymy_mdkhl_fy_aqtsadyat_althqt

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M