
ازداد استخدام الجماعات المتطرفة والإرهابية للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. أظهرت الجماعات الجهادية، على وجه الخصوص، فهماً متطوراً لكيفية عمل الشبكات الاجتماعية وأطلقت حملات وسائط اجتماعية منسقة ومنظمة تنظيماً جيداً لتجنيد أتباع ولتعزيز أو تمجيد أعمال الإرهاب والتطرف العنيف.
استجابةً لذلك، عزز الاتحاد الأوروبي من جهوده الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت وسن تشريعات وقوانين، وتعاون مع شركات منصات التواصل الاجتماعي لحذف المحتوى المتطرف.
مراقبة المحتوى المتطرف على الإنترنت
تم اعتماد لائحة الاتحاد الأوروبي لمراقبة المحتوى المتطرف على الإنترنت في 28 أبريل 2021، ودخل حيز التنفيذ 7 يونيو 2021 الذي يتناول نشر المتطرف عبر الإنترنت. الهدف من التشريع هو الإزالة السريعة للمحتوى “المتطرف” على الإنترنت وإنشاء أداة مشتركة واحدة لجميع الدول الأعضاء. لهذا الغرض ستنطبق القواعد على مقدمي خدمات الاستضافة الذين يقدمون خدمات داخل الاتحاد الأوروبي، سواء كانت مؤسستهم الرئيسية في الدول الأعضاء أم لا. وهذه القواعد تلزم منصات التواصل وشركات الانترنت بحذف أي محتوى ذو طابع إرهابي خلال مدة ساعة واحدة فقط من نشره. أمن المعلومات في أوروبا ـ تداعيات إنتهاك الخصوصية
وتشمل مضامين النشر في الإنترنت، التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو التي تحرض على ارتكاب جرائم إرهابية أو توفر تسهيلات لارتكاب جرائم إرهابية، ويندرج داخل هذا الإطار الطرق التعليمية لصنع متفجرات وأسلحة نارية، لأغراض إرهابية.وصف نائب رئيس المفوضية ماغاريتس شيناس، هذه القواعد بـ” التاريخية”، مشيراً إلى أنها تساهم في منع انتشار المحتوى الإرهابي على الانترنيت، فـ “هي خطوة هامة على طريق تامين رد أوروبي فاعل على الإرهاب والتطرف”، وفقاً لـ ” EU Reporter” في 8 يونيو 2021.
قانون الخدمات الرقمية (DSA)
وصل الاتحاد الأوروبي في 23 ابريل 2022 إلى اتفاق يستهدف خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، والمحتويات الضارة الأخرى الموجودة على شبكة الإنترنت. ويركز الاتفاق على قواعد جديدة، تتطلب من شركات التكنولوجيا العملاقة بذل المزيد من الجهد لمراقبة المحتوى على منصاتها، ودفع رسوم للجهات المنظمة التي تراقب مدى امتثالها. أمن المعلومات في أوروبا ـ القواعد والإجراءات
وقانون الخدمات الرقمية (DSA)، هو الشق الثاني من استراتيجية رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، مارغريت فيستاغر، للحد من هيمنة وحدة غوغل التابعة لألفابت، وميتا فيسبوك سابقاً، وغيرهما من شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة. وسيجبر القانون شركات التكنولوجيا الكبرى، على مراقبة نفسها بشكل أكثر صرامة، ويسهل على المستخدمين الإبلاغ عن المشكلات، كما ويمكّن الاتفاق المنظمين من معاقبة الشركات غير الممتثلة بغرامات تقدر بالمليارات. وفقاً لـ ” ” CNN NEWSفي 22 ابريل 2022.
المنصات الأوروبية لمراقبة المحتوى المتطرف على الانترنت
كلف مجلس العدل والشؤون الداخلية اليوروبول بإنشاء وحدة إحالة الإنترنت التابعة للاتحاد الأوروبي (EU IRU) ، كجزء من منتدى الإنترنت الأوسع للاتحاد الأوروبي ، للحد من تأثير محتوى الإنترنت الذي يروج للإرهاب أو التطرف العنيف. مكافحة الارهاب ..مهام وصلاحيات اليوروبول
وفي السنوات الأخيرة، دخلت السلطات الأمنية الأوروبية في شراكات طوعية مع مشغلي المنصات الرئيسية على الإنترنت، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اضطلعت “يوروبول “ بدور رائد مع وحدة الإحالة عبر الإنترنت التابعة لها ومنتدى الإنترنت التابع للاتحاد الأوروبي ، والذي يضم ممثلين عن الشركات الرئيسية (YouTube / Google) و Facebook و Microsoft و Twitter بالتنسيق مع منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب ، الذي يربط نفس الجهات الفاعلة في القطاع الخاص والاتحاد الأوروبي مع 29 دولة أخرى والأمم المتحدة ، وهذا ما عمل على تقليص الدعاية المتطرفة بشكل كبير. وفيما يلي عرض لأبرز الوحدات والمنصات الأوروبية لمراقبة المحتوى على الانترنت:
ـ وحدة الإحالة عبر الإنترنت في الاتحاد الأوروبي (IRU)
عقب هجمات شارلي إيبدو في باريس 2015، أسس الاتحاد الأوروبي وحدة مستقلة داخل اليوروبول، تعمل على كشف وتحقيق المحتوى المتطرف ولاسيما المحتوى الإعلامي الخاص بالجماعات الإسلاموية، وسميت تلك الوحدة بوحدة الإحالة بالانترنت ( The EU Internet Referral Unit) المعروفة اختصاراً بـ (EU IRU )، وبدأت العمل رسميّا في الأول من يوليو لعام 2015.
تكتشف وحدة الإحالة عبر الإنترنت في الاتحاد الأوروبي المحتوى الضار على الإنترنت وفي وسائل التواصل الاجتماعي وتحقق فيه. وتضطلع بالمهام الأساسية التالية:
- دعم السلطات المختصة في الاتحاد الأوروبي من خلال توفير التحليل الاستراتيجي والتشغيلي
- الإبلاغ عن المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف على الإنترنت ومشاركته مع الشركاء المعنيين
- الكشف عن محتوى الإنترنت الذي تستخدمه شبكات التهريب لجذب المهاجرين واللاجئين وطلب إزالته
- تنفيذ ودعم عملية الإحالة بسرعة.
تمر عملية التحليل للعمليات الإرهابية داخل الوحدة بعدد من المهام، وهي:
- مرحلة التحديد والمراقبة: يبحث موظفو الوحدة على منصات الإنترنت عن المحتوى الإرهابي، مثل استعمال العنف تجاه المدنيين، أو الهجرة لأرض الخلافة، ومحتويات التكفير بأي مواطن.
- مرحلة التحليل والتقييم: إذ يتم إرسال المحتوى لقاعدة بيانات الوحدة المركزية، ليتم تحليل المحتوى بواسطة الخبراء وموظفي الوحدة، وهم من يتولون عملية التقييم ما إذا كانت المحتوى إرهابيًّا أم لا.
- مرحلة الإحالة: وفي حالة تقييم المحتوى على أنه محتوى إرهابي تتم إحالته إلى الشركة المعنية، لتبدأ لديها مراحل أخرى خاصة بتقييمها الخاص. ونظرًا لمحدودية الموارد الخاصة بالوحدة وقلة عدد موظفيها، فأنها تركز عملها على المنصات الكبيرة والرئيسية لنشر المحتوى الإرهابي مثل فيسبوك وتويتر. ولذا سميت الوحدة باسم مرحلة عملها الأخيرة.
وفي عام 2020 قامت وحدة الإحالة عبر الإنترنت بإحالة ما يقارب (20.000) محتوى. منهم (16.763) محتوى يتعلق بالإرهاب والتطرف، و (2.518) متعلق بالهجرة غير الشرعية، وفقاً لتقرير الشفافية لـ “IRU” الصادر في 10 ديسمبر 2021.
ـ منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب (GIFCT)
هو منظمة غير حكومية مصممة لمنع الإرهابيين والمتطرفين العنيفين من استغلال المنصات الرقمية. تم تأسيس المنتدى من قبل Facebook و Microsoft و Twitter و YouTube في عام 2017، لتعزيز التعاون الفني بين الشركات الأعضاء، وتطوير البحوث ذات الصلة، وتبادل المعرفة مع منصات أصغر. ثم توسعت عضوية (GIFCT) لتتجاوز الشركات المؤسسة لتشمل أكثر من (10) منصات متنوعة ملتزمة بالجهود عبر الصناعة لمواجهة انتشار المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف على الإنترنت.
وقد تطورت هذه الجهود بالتزامن مع دعوة “كرايستشيرش” للعمل، وهي مبادرة التزمت بها الحكومات ومنصات التكنولوجيا ومنظمات المجتمع المدني بعد إطلاق النار على مسجد في مارس 2019 في كرايستشيرش بنيوزيلندا والانتشار الفيروسي لمقطع الفيديو المباشر للجاني. وبالإضافة إلى نداء كرايستشيرش، وقعت شركات التكنولوجيا أيضاً على خطة من تسع نقاط لدعم جهود القضاء على المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف عبر الإنترنت.
ويهدف منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب إلى:
- تمكين مجموعة واسعة من شركات التكنولوجيا، بشكل مستقل وجماعي، من خلال العمليات والأدوات لمنع إساءة استخدام برامجها من قبل الإرهابيين والمتطرفين العنيفين والرد عليها
- تمكين مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين حول إساءة استخدام الإرهابيين والمتطرفين العنيفين للإنترنت وتشجيع أصحاب المصلحة على الوفاء بالالتزامات الرئيسية المتوافقة مع مهمة (GIFCT).
- تعزيز الحوار المدني عبر الإنترنت وتمكين الجهود لتوجيه البدائل الإيجابية لرسائل الإرهابيين والمتطرفين العنيفين
- تعزيز الفهم الواسع لعمليات الإرهاب والتطرف العنيف وتطورها، بما في ذلك تقاطع الأنشطة عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت.
منذ إنشاء إطار الاستجابة للحوادث، بدأت الشركات الأعضاء اتصالات استجابة لما يزيد عن (193) حدثاً إرهابياً أو عنفا ًجماعياً في أقرب وقت ممكن من الوقت الفعلي، وفقاً لتقرير “GIFCT” ديسمبر 2021.
ـ تطبيق شبكة تبادل المعلومات الآمنة (SIENA)
هو نظام أساسي حديث تم إطلاقه في يوليو 2009، يلبي احتياجات الاتصالات الخاصة بإنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، يستخدم لإدارة تبادل المعلومات التشغيلية والاستراتيجية المتعلقة بالجريمة فيما بين الدول الأعضاء، واليوروبول وتعاون الأطراف الثالثة الشركاء التي أبرمت معها اليوروبول اتفاقيات تعاون / ترتيبات عمل.
بدأت الكيانات والدول التالية في استخدامه:
- وكالات إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي
- شركاء متعاونون مثل Eurojust و Frontex و OLAF و Interpol
- الدول المتعاونة خارج الاتحاد الأوروبي، مثل أستراليا وكندا والنرويج وليختنشتاين ومولدوفا وسويسرا والولايات المتحدة.
وبموجب برنامج تجريبي تم الاتفاق عليه بين اليوروبول ومكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية في عام 2015، يتم نشر(SIENA) في مكاتب الشرطة المركزية في جميع الولايات الفيدرالية في ألمانيا.
تمت إضافة أداة إلى (SIENA) سمحت لها بالتعامل مع المحتوى المحظور حول مكافحة الإرهاب. ردا على ذلك، تم ربط وحدات مكافحة الإرهاب بالمنصة ، وبالتالي تعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات في هذا المجال الرئيسي.
في السنوات الأخيرة، تم أيضاً إتاحة الوصول إلى (SIENA) لوحدات إنفاذ القانون المتخصصة ومبادرات مختلفة، مثل مكاتب استرداد الأصول (AROs) ، ومراكز التعاون الجمركي للشرطة (PCCCs) ، ووحدات معلومات الركاب (PIUs)، والمالية وحدات الاستخبارات (FIUs) وفرق البحث النشط الهارب (ENFAST) ووحدات التكتيكات الخاصة (ATLAS) ومبادرة (Nordic Los) ومبادرة La (ke of Constance).
في بداية عام 2020، تم ربط (49) سلطة لمكافحة الإرهاب ببيئة مكافحة الإرهاب في تطبيق شبكة تبادل المعلومات الآمنة (SIENA). وخلال العام 2021 تم تبادل أكثر من (1.5) مليون رسالة وأكثر من (100000) حالة، بزيادة قدرها (25%) عن عام 2020. فيما يوجد (2200) سلطة وطنية مختصة من (51) دولة، و (14) منظمة / وكالة دولية . وينشط حالياً أكثر من (16000) مستخدم نشط في (SIENA). وفقاً لـ”يوروبيل” في 26 نوفمبر 2021.
ـ ملف تحليل النشاط الإرهابي (AWF)
هو نظام معالجة المعلومات متميز ومستقل من نظام تحليل اليوروبول، وهو مرتبط مع كل من مراكز التنسيق لتعكس الأولويات الحالية في مكافحة الإرهاب، وبالتالي تحسين التحليل التشغيلي، تحليل المطابقة بين الحالات والظواهر والاستجابات المنسقة.
في الواقع، فإن (AWF) هي الأداة القانونية الوحيدة الموجودة على المستوى الأوروبي لـ تخزين ومعالجة وتحليل المعلومات الواقعية في وقت واحد (البيانات “الصلبة”) وعلى وجه الخصوص “الذكاء” أو البيانات “الناعمة”، بما في ذلك البيانات الشخصية لـ طبيعة حساسة. نتيجة لذلك، فإن عدد فئات البيانات التي يُسمح بتخزينها ومعالجتها هو أوسع ما يكون داخل (AWF) لمكافحة الإرهاب .
يتم جمع المعلومات ومطابقتها وتحليلها في هذه البيئات الآمنة للغاية، ويتم ذلك من قبل فرق متخصصة من محللي مكافحة الإرهاب وخبراء مكافحة الإرهاب. يستخدم أكثر من (100) متخصص في لاهاي قاعدة بيانات (AWF) لمساعدة المحققين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي على فهم ومعالجة الجريمة وجماعات الجريمة المنظمة بشكل أفضل – يحتوي النظام على أكثر من (33) مليون إدخال نشط. وفقاُ لـ ” BBC”.
التقييم
تعكس الهجمات الإرهابية في أوروبا، إن الإرهاب أصبح محلياً عبر الذئاب المنفردة وأصبح الإنترنت له دورا كبيراً في توجيه الذئاب المنفردة.
استطاعت أوروبا أن تتقدم باحترافية في مسألة إنشاء المنصات الإلكترونية لمكافحة الإرهاب وتكثيف الجهود من أجل الحد من التطرف واحتواء تهديدات “الجهاديين” والمتطرفين على الأراضي الأوروبية.
وبالرغم من جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت ورغم التقنيات التكنولوجية المتطورة المستخدمة في حذف المحتوى المتطرف، تستخدم التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة تكتيكات وتقنيات جديدة للهروب من الرقابة.
تعتبر تقنية “DEEP WEB” من أهم التقنيات التي تتيح للجماعات المتطرفة والإرهابية نشر مواد متطرفة يصعب تعقبها بسهولة وتتيح تصفح الشباب للمحتوى المتطرف بسهولة، ما يقوض جهود الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
التحدي الذي يواجه الحكومات تحديدا وربما محركات الإنترنيت بشكل أقل هو إيجاد موازنة بين رصد ومتابعة خطاب الكراهية وحرية التعبيير عن الرأي في زمن العولمة والرقمنة وتكنولوجيا G5(الجيل الخامس) من التكنولوجيا الرقمية.
يواجه اليوروبول نفسه تناقض التشريعات الأوروبية لمواجهة المحتوى الإرهابي، فما يمكن أن يعتبر محتوى إرهابياً بدولة ما، لا يعتد به إرهاباً بدولة أخرى، فتنسيق التشريعات الأوروبية فيما يخص المحتوى الإرهابي سيؤدى لحذف المزيد من الدعاوى المتطرفة. تختلف شروط نوع المحتوى المسموح به بشكل كبير من بلد إلى آخر، بل ومن منصة إلكترونية لمنصة أخرى.
اتخذت الغالبية العظمى من شركات التكنولوجيا خطوات مهمة لحماية منصاتها من الانتهاكات الإرهابية. ومع ذلك، تظل بيئة الإنترنت مساحة جذابة للشبكات الإجرامية الإرهابية التي تواصل استهداف الخدمات التي تقدمها شركات التكنولوجيا لأغراض التوظيف وجمع الأموال والدعاية.
بات ضروريا تعزيز الاتحاد الأوروبي تعاونه واتفاقياته مع محركات الأنترنيت، وتشديد الرقابة على المحتوى المتطرف.
الهوامش
Security Union: EU rules on removing terrorist content online enter into force
https://bit.ly/3FPXGoU
EU agrees on landmark law aimed at forcing Big Tech firms to tackle illegal content
https://cnb.cx/3MCqYKp
EU Internet Referral Unit – EU IRU
https://bit.ly/38txbcK
EU IRU Transparency Report 2020
https://bit.ly/3wuIXLP
Secure Information Exchange Network Application (SIENA)
https://bit.ly/3FW0ocC
The Global Internet Forum to Counter Terrorism (GIFCT)
https://gifct.org/about/
GIFCT Annual Report 2021
https://bit.ly/3lhm757
EUROPOL New AWF Concept – Guide for MS and Third Parties
https://bit.ly/3LfqFU8
Inside Europol
https://bbc.in/3a6R1ec