لقد تعددت التعاريف الخاصة بالإستراتيجية نظرا لتعدد تصورات واتجاهات الباحثين والمتخصصين في الشؤون الإستراتيجية، لكن هناك اتفاق على أنها سلوك المؤسسة تجاه المحيط، لا سيما منه المحيط المباشر أي الصناعة (السوق) التي تنشط ضمنها، حيث تهتم بعلاقة المؤسسة بالبيئة الخارجية والداخلية، وبتحديد الأهداف طويلة الأجل وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف في ظروف عدم التأكد.
وفي هذا المقال سنتعرض إلى تعريفها، ومستوياتها.
تعريف الإستراتيجية
قبل محاولة إعطاء تعريف للإستراتيجية، سنحاول ذكر جذور هذه الأخيرة.
تعود جذور مصطلح الإستراتيجية إلى الأصل الإغريقي “Strategia ” وتعني “فن الحرب”، لذلـك فـإن نقل هذا المصطلح إلى الإدارة سيعني بصورة أولية على الأقل “فن الإدارة أو القيادة”. (1)
وقد انتقل هذا المفهوم إلى مجال الأعمال والمؤسسات، وكانت أول التطبيقات لنظام التخطيط الاستراتيجي خلال الفترة 1961 – 1965 بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث احتل العمل الرائد لـ Andrews-R Kenneth في كتابه ” The strategy corprate of concept “مكانة بارزة في تشكيل حقل الإدارة الإستراتيجية، حيث عرف الإستراتيجية على أنها مماثلة بين ما تستطيع المؤسسة عمله (أي تحديد عناصر القوة والضعف)، وما يجب أن تفعله (الفرص والتهديدات البيئية).
كما عرف Ansoff الإستراتيجية من خلال تصنيفه للقرارات في المؤسسة إلى: (2)
هي القرارات التي تسمح بإدارة وهيكلة الموارد للحصول على أحسن النتائج الممكنة.
هي تلك القرارات التي تحافظ على سير وتفعيل نشاطات الاستغلال في المؤسسة لتحقيق أعظم الأرباح وفقا للسياسات المرسومة.
تتمثل في القرارات التي تخص المشاكل الخارجية للمؤسسة، وبشكل خاص تلك المتعلقة باختيار الأزواج (منتج، سوق). يتضح من تعريف Ansoff أن إستراتيجية المؤسسة ترتبط بالعوامل الخارجية للمؤسسة دون الداخلية، وتنحصر علاقات المؤسسة بالمحيط الخارجي في اختيار المنتجات والأسواق المستهدفة.
إذا هي فن التوفيق الاقتصادي بين قوى المؤسسة لتمكينها من بلوغ الأهداف المحددة في إطار السياسة العامة .
إضافة إلى هذه المفاهيم، قدمت للإستراتيجية تعريفات من بعض الكتاب المعاصرين، نذكر منها ما يلي:(3)
وتسعى إلى تحقيق أهداف وغايات المؤسسة في الأمدين المتوسط والطويل.
ومن خلال هذه التعاريف تتضح المحاور الأساسية التي يقوم عليها مضمون الإستراتيجية، وهي:
وضع الأهداف طويلة المدى وتحديد الوسائل المناسبة مع تخصيص الموارد اللازمة لذلك، إضافة إلى تحديد نمط التعامل مع الفرص والتهديدات، وبالتالي فللإستراتيجية ثلاثة أبعاد أو عناصر أساسية هي: موارد، خطة، هدف.
والشكل التالي يوضح هذه العناصر:
المصدر: رحيم حسين، إستراتيجية المؤسسة، ط 01 ،دار بهاء الدين للنشر والتوزيع، قسنطينة، 2008 ،ص 09 . |
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن الفصل بينها في الواقع، فالموارد مهما كانت لن تكون ذات معنى إذا لم تسخر لتحقيق هدف معين ونافع، وفي نفس الوقت لا يمكن تحقيق الهدف في غياب منطق فعال في استخدام هذه الموارد.
وتعني التغذية الرجعية إعادة النظر في الموارد أو في العمليات أو في كليهما، حسب ما ينتج عن تحليل الانحراف بين الهدف المخطط والهدف المحقق، بل قد يكون مكمن الخلل في الهدف نفسه وبالتالي يعاد النظر فيه.(7)
- المراجع
- (1) علي حسين علي وآخرون، الإدارة الحديثة لمنظمات الأعمال، دار الحامد للنشر والتوزيع، عمان، 1999 ،ص 434 .
- (2) عبد الماليك مزهودة، دروس في الإدارة الإستراتيجية للمؤسسات، الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية بسكرة، الجزائر، ، 2006/2005 ص 09.
- (3) عبد الماليك مزهودة، مرجع سابق، ص 41 .
- (4) محمد أحمد عوض، الإدارة الإستراتيجية (الأصول والأسس العلمية)، الدار الجامعية، الإسكندرية، 1999 ،ص 11 .
- (5) A.D.Chandler, Stratégies et structures de l’entreprise, Editions d’Organisation, Paris, 1972,
- (6) محمد قاسم القريوتي، نظرية المنظمة والتنظيم، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، 2000 ،ص 124 .
- (7) رحيم حسين، إستراتيجية المؤسسة، ط 01 ،دار بهاء الدين للنشر والتوزيع، قسنطينة، 2008 ،ص 10.
للتوسع في موضوع الاستراتيجسة وأنواعها يرجى تحميل الملف أسفله.
مفهوم الاستراتيجية pdf
رابط المصدر:
https://www.b-sociology.com/2021/02/What-is-the%20strategy.html