تتزايد الهجمات بطائرات بدون طيار على نقاط تواجد التحالف في العراق، مما يزيد من احتمالية وقوع قتلى في صفوف القوات الأمريكية. وتُظهر الطائرات المسيّرة علامات على استهدافها بدقة شديدة لأصول “الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع” التابعة للتحالف فضلاً عن دفاعاته الصاروخية، والتي من المحتمل أن تكون جهوداً رامية لإخراج هذه الأصول من العراق.
جاء الهجوم الجوي الأمريكي على قواعد الميليشيات العراقية في الساعات الأولى من يوم 28 حزيران/يونيو (بالتوقيت المحلي العراقي) رداً على تنامي آفة الطائرات بدون طيار والهجمات الصاروخية (أي النيران غير المباشرة) على أهداف أمريكية وعراقية. ويوجز هذا التقرير القصير الاتجاهات الرئيسية في مثل هذه الهجمات خلال العام الماضي.
الاتجاه الأول: المقاومة تتزايد والردع يتدهور.
اشتدت اتجاهات تنفيذ الهجمات بنيران غير مباشرة في العراق لتصل إلى 13 هجوماً شهرياً في كانون الثاني/يناير 2020 بعد قيام الولايات المتحدة بقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ثم انخفضت إلى ما يصل إلى هجومين شهرياً. واشتدت مرة أخرى لتصل إلى 12 هجوماً في آب/أغسطس 2020، ثم انخفضت إلى هجوماً واحداً أو هجومين شهرياً مع تصاعد التهديدات الانتقامية الأمريكية وإعلان فصائل المقاومة “هدنة مشروطة“. والآن يرتفع عدد الهجمات مجدداً، مع قفزة نوعية كبيرة هذه المرة، حيث يفوق عدد الطائرات المسيّرة عدد الصواريخ للمرة الأولى. وقد تدهور الردع بشكل واضح منذ كانون الثاني/يناير 2021، الذي قد يتزامن مع نهاية تهديد إدارة ترامب بالانتقام غير المتناسب. وفي الماضي، أدى مثل هذا التصعيد في النيران غير المباشرة إلى سقوط قتلى أمريكيين ولم يتوقف إلا عندما أعيد فرض الردع بحزم.
الاتجاه الثاني: فصائل المقاومة تتقبّل خطراً أكبر يتمثل في مقتل أشخاص أمريكيين.
من المفيد النظر إلى النسبة المئوية لهجمات المقاومة التي استهدفت “نقاط الوجود”، أي المواقع التي يتواجد فيها أفراد التحالف بالفعل. فحتى صيف 2020، كانت جميع هجمات المقاومة عبارة عن ضربات صاروخية استهدفت مثل هذه النقاط، وهي تكتيك محفوف بالمخاطر بطبيعته من شأنه أن يتسبب في سقوط ضحايا أمريكيين ويجر انتقام أمريكي. واعتباراً من تموز/يوليو 2020، شهدت “استراتيجية القافلة” قيام المقاومة بنقل أنشطتها الحركية إلى مساحة “أكثر أماناً”، أي مهاجمة القوافل اللوجستية التي يقودها العراقيون والتي لا تحتوي على أفراد من التحالف – وهي استراتيجية وصفتها سلسلة “الأضواء الكاشفة للميليشيات” على أنها “مقاومة وهمية”.
وقد يتغير هذا الاتجاه الآن من جديد. والسؤال الرئيسي للمحللين هو ما إذا كان العدد المتزايد من ضربات الطائرات بدون طيار والصواريخ على نقاط تواجد التحالف (التي تشكل ما يقرب من ثلث الهجمات في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2021) هو عودة إلى تكتيكات المقاومة الأكثر خطورة وحقيقية. وتستمر عملية إطلاق الصواريخ غير الموجهة، التي تحمل معها خطر مقتل الأفراد. ويمكن التحكم بشكل أكبر في الطائرات بدون طيار ولكنها لا تزال غير قاتلة بالتأكيد، حيث يتم توجيهها من خلال إحداثيات نظام “تحديد المواقع العالمي” بدلاً من الصور التلفزيونية في الوقت الفعلي.
الاتجاه الثالث: هجمات الميليشيات بطائرات بدون طيار تشهد نمواً سريعاً في الكمية والنوعية.
كانت هناك هجمات وعمليات استطلاعية بطائرات بدون طيار في العراق أكثر مما تشير إليه مقاييس الحكومة الأمريكية. ووفقاً لإحصاءات “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، تم شن 10 هجمات بطائرات مسيّرة في عام 2021 ضد أهداف داخل العراق. (بالإضافة إلى ضربة واحدة بطائرة بدون طيار انطلقت من العراق وضربت الرياض في السعودية).
4 آذار/مارس: اختراق الطائرات المسيّرة لمجمّعات قيادية في بغداد وأربيل
14 نيسان/أبريل: قصف حظيرة طائرات أمريكية في “مطار أربيل الدولي”
28 نيسان/أبريل: قصف على موقع للتحالف
8 أيار/مايو: هجوم على “قاعدة الأسد الجوية”
11 أيار/مايو: ضربة على موقع للتحالف بالقرب من أربيل
6 حزيران/يونيو: ضربة بطائرتين بدون طيار على “قاعدة الأسد الجوية”
9 حزيران/يونيو: ضربة على موقع التحالف في “مطار بغداد الدولي”
15حزيران/يونيو: ضربة بطائرتين بدون طيار على موقع التحالف في “مطار بغداد الدولي”
20حزيران/يونيو: هجوم على “قاعدة الأسد الجوية”
27 حزيران/يونيو: ضربة نفذتها 4 طائرات مسيّرة بالقرب من مجمّعات القيادة في أربيل
ومن أجل تنفيذ الضربات، استُعين بثلاثة أنواع رئيسية من الطائرات المسيّرة: النوع الرئيسي وهو ما يسمى بـ “KAS-04″ أو طائرة “صماد” الثابتة الجناحين التي تم استخدامها للمرة الأولى في اليمن من قبل قوات الحوثي التي تزوّدها إيران بالأسلحة. وفي هجمات الطائرات بدون طيار في 9 و 15 حزيران/يونيو ضد الملحق المضاف [الخاص ب قوات] التحالف في “مطار بغداد الدولي” تم استخدام طائرات مسيّرة أصغر حجماً يبدو أنها ذخيرة متسكعة من طراز “سويتش بليد” و”كويوتي”، استولت عليها الميليشيات في سوريا وتم عكس هندستها. أمّا هجمات 27 حزيران/يونيو فقد تضمنت ثالث فئة من الطائرات المسيّرة، التي انكشفت هذا العام في العراق، حيث تحمل رؤوساً حربية عليها ملصقات تصنيع إيرانية مع مجموعة متنوعة من مكونات الهيكل والأجنحة والمحركات. ويبدو أن جميع الطائرات المسيّرة موجهة بواسطة نظام “تحديد المواقع العالمي” مع مجموعة إحداثيات مبرمجة بشكل مسبق. وتُظهر الطائرات المسيّرة أيضاً علامات على استهدافها بدقة شديدة لأصول “الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع” التابعة للتحالف فضلاً عن دفاعاته الصاروخية، والتي من المحتمل أن تكون جهوداً رامية لإخراج هذه الأصول من العراق.
.