إعداد: ألاء السيد محمود السيد , محمود عاطف أحمد محمد , راندا قدري عبد الهادي عواد , مصطفى محمد عبد العظيم , نورهان السيد صلاح – إشراف : د. الشيماء عبد السلام إبراهيم – كلية السياسة والاقتصاد – جامعة بنى سويف – مصر
المستلخص:
إن الأمن السيبرانى قضية تشغل الدول فى العصر الحديث، حيث صعوبة التتابع وشن هجمات تكاد أن تجعل المواطن العادى يشعر بالخوف، وتفقد الدولة عنصر من عناصر الأمن القومى التى تسعى إلى تحقيقه، كما أن الحرب السيبرانية تُعد من أرخص أنواع الحروب، التى لاترهق ميزانية الدولة والخسائر البشرية مقارنة بتكاليف الحروب العسكرية التقليدية.
نجد أن إيران من أكثر الدول التى تقوم بهجمات إلكترونية ضد إسرائيل، فقد نفذت إيران هجمات واسعة النطاق ضد أنظمة إسرائيلية حساسة وحيوية، وكذلك إسرائيل، فقد نفذت إيران ضد مؤسسات ومنظمات فى إسرائيل خلال شهري أغسطس وأكتوبر 2021، عدة عمليات سيبرانية هجومية، ومن وجهة نظر الإسرائيلين وفقاً للتقاريرهم أن إيران وإسرائيل أكثر من يواجه هجمات ضد إسرائيل، ولكن مع إختلاف نشاط كلا منهما، فإن تهتم إيران بالهجوم الإلكترونى على المنظمات الحيوية والعسكرية وشركات تصنيع السلاح، فى حين أن إسرائيل تهتم بالهجمات على المنشآت النووية المملوكة لإيراني وتدميرها، والمناطق الحيوية والمؤاني والممرات الملاحية.
Abstract
Cybersecurity is an issue that preoccupies countries in the modern era, where the difficulty of sequencing and launching attacks almost makes the ordinary citizen feel fear, and the state loses an element of the national security that it seeks to achieve, and cyberwarfare is one of the cheapest types of wars, which does not burden the state budget and losses humanity compared to the costs of conventional military wars.
We find that Iran is one of the countries that most carries out cyberattacks against Israel. Iran has carried out large-scale attacks against sensitive and vital Israeli systems, as well as Israel. Iran has carried out several offensive cyber operations against institutions and organizations in Israel during August and October 2021. From the point of view of The Israelis, according to their reports, are the ones who face attacks against Israel more than Iran and Israel, but with the different activity of each of them, Iran is interested in electronic attacks on vital and military organizations and arms manufacturing companies, while Israel is interested in attacks on Iranian-owned nuclear facilities and their destruction, vital areas, ports and passages navigational.
مقدمة:
أصبحت الحرب السيبرانية في ظل البيئة الإلكترونية المتطورة واقعاً وبعداً حربياً جديداً، تتنافس من خلالها الدول لصنع تأثيرات ضد الخصوم، وربما لا يستنزف جهد ودون خسائر بشرية ويجعل التحكم في النتائج أمراً ممكناً بعكس الحروب التقليدية، التى لا يمكن التحكم بنتائجها وصعوبة حسمها، لذا فإن تلك المعطيات تشير إلى أن البيئة الإلكترونية أصبحت بيئة خصبة للتنافس، كما أن الكثير من الدول أصبح تدرك أهمية تطوير إستراتيجياتها في المجال السيبراني لخلق قدرة ردع نسبية في هذا المجال، الأمر الذي يضع التهديدات السيبرانية على خارطة المستقبلية الأساسية التي في تواجه الدول.
وقد أدركت إيران ما يوفره البعد السيبراني من قدرات وإمكانيات عابرة للحدود خصوصاً بعد تعرضها للهجوم الذي استهدف منشآتها النووية عام 2010، والمواجهة التي حدثت مع المعارضة التي انتهجت أساليب جديدة من خلال استخدام المنصات الإلكترونية للتأثير وتوسيع دائرة الانتشار للمعارضة للضغط على الحكومة، وذلك عند استخدام منصة تويتر لتنسيق فعاليات الإنتفاضة الخضراء عام 2009، وبالتالي قررت إيران الدخول في المجال السيبراني، للحصول على المعرفة وإمتلاك قدرة تقنية تستطيع من خلالها حماية منشآتها من الإختراق وتهديد المناوئين لها داخلياً وخارجياً.
تمتلك إسرائيل إمكانيات إلكترونية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية تجعلها قادرة على تحجيم الطموحات الإيرانية في إمتلاك الأسلحة ذات الطبيعة الرادعة والهجومية.
تطورت الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل، وتحول مصرح الصراع بين الجانبين، ليتضمن البنية التحتية المدنية الأساسية، و على الرغم من أن إسرائيل تمكنت حتى الأن من التعامل مع الهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية المدنية دون أن تتعرض لأضرار كبيرة، لكنها قد تصبح أكثر عرضة للخطر، مع تسارع سباق التسلح السيبراني وإكتساب إيران قدرات أكثر تعقيداً، فضلاً عن تناول تقارير للتغيرات التي طرأت على قدرات إيران في المجال السيبراني واعتمادها على برامج قليلة التكلفة، بغرض التأثير على خصومهم وتحقيق فوائد أخري من خلالها، وهناك دراسات أخرى تطرقت إلى إتجاه إيران لحشد القدرات الوطنية الإيرانية في المجال السيبراني، وهو ما ينذر بأن نطاق الصراع في المجال السيبراني سوف يتسع وستكون له تأثيرات مهمة خلال المرحلة المقبلة.
وتتنافس العديد من الدول علي القوي السيبرانية وهو ما قائم بالفعل في الواقع الملموس، حيث يتم شن هجمات سيبرانية في الخفاء ومن دون أن يشعر بها أحد سوى الطرف الذي يتعرض لهذا الهجوم، وهنا نوضح أبرز الهجمات السيبيرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل حيث بدأت بالهجوم السيبراني على منشأة نطنز النووية الإيرانية عام 2010 عرف بهجوم “ستاكسنت” واستمرت الهجمات خلال الفترة من عام 2010 حتى عام 2014، أي قبل توقيع الاتفاق النووي مع إيران، كما تعرضت ايران لعدد من الهجمات السيبرانية التي إتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها، في المقابل شنت إيران هجوماً واحداً عام 2014 تزامناً مع عملية الجرف الصامد الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وخلال السنوات من 2015 وحتى 2018 أي سنوات اتفاق النووي لم يتم رصد أي هجمات سيبرانية إسرائيلية ضد ايران أو ايرانية ضد إسرائيل، وبعد بضع شهور من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووي عام 2018، عادت الهجمات السيبرانية مرة أخرى بين إيران وإسرائيل، وشهد عام 2020 ذروة هذه الهجمات المتبادلة بين الطرفين، كما شهد عام 2021 أشهرها بتكرار هجوم ستاكسنت على منشأة نووية إيرانية تزامناً مع مفاوضات العودة إلى الإتفاق النووي.
أولاً: إشكالية الدراسة:
تدور إشكالية الدراسة حول الصراعات السيبرانية بين دولتي إيران وإسرائيل، وأثر هذه الصراعات علي الأمن القومي الإسرائيلي، فقد تعرضت إيران للعديد من الهجمات السيبرانية الإسرائيلية -على سبيل المثال وليس الحصر- كالهجوم السيبراني علي منشأتها النووية من قبل دولة إسرائيل، والهجوم علي الشبكة الإستراتيجة النووية عام 2012، وكذلك تعرضت إسرائيل للعديد من الهجمات السيبرانية، كالهجوم عليها أثناء تنفيذ عملية الجرف الصاعد العسكرية عام 2014.
فتحاول الدراسة محاولة الوقوف علي معرفة أثر الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي علي الأمن القومي الإسرائيلي خلال الفترة من 2013-2022.
ثانياً: تساؤلات الدراسة:
تُعد إيران من الدول التي تشن العديد من الهجمات السيرانية على إسرائيل؛ مما أدى ازداد المخاوف الإسرائيلية؛ نظراً لتهديد الأمن القومي لإسرائيلي، ويتمثل التساؤل الرئيسي للدراسة، فيما يلي، “إلي أي مدي تؤثر الصراعات السيبرانية بين دولتي إيران وإسرائيل علي الأمن القومي الإسرائيلي (2013-2022) ؟ “
وقد تفرع عن هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية، تتمثل فيما يلي:
- ما هى القُدرات السيبرانية لكلا من إيران وإسرائيل (2010-2022)؟
- لماذا إيران وإسرائيل يشنان هجمات سيبرانية متبادلة (2010-2022)؟
- مدي تأثير الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2013 و2022؟
رابعاً: أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة في عنصرين أساسين، وهما الأهمية العلمية للدراسة والأهمية العملية للدراسة، ويتم التعرف عليهما فيما يلي:
- الأهمية العلمية:
تكمن الأهمية العلمية للدراسة، فيما يلي:
-
- عدم وجود دراسات عربية كافية تناولت مجال الصراع السييراني بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أهمية هذه الصراعات السيبرانية التي تعد حقلاً جديداً في مجال الدراسات الاستراتيجية والأمنية.
- التعرف على مفهوم الصراع السيبراني وطبيعته وخصائصه، وتأثيره على أمن الدول وسلامتها.
-
- دراسة العلاقات بين إيران وإسرائيل لمعرفة مقدمات هذا الصراع السيبراني وتوابعه.
- التعرف على أحداث الصراع ونتائجه وتأثيره على الأمن القومي الاسرائيلي ومتابعة تسلسل الهجمات السيبرانية التي شنتها كلاً من إسرائيل وإيران على بعضهما.
- كما تكمن الأهمية العلمية للدراسة في وضع سيناريوهات متوقعة للعلاقة بين الدولتين مستقبلاً والتنبؤ بمستقبل هذا الصراع السيبراني.
- الأهمية العملية:
تتمثل الأهمية العملية للدراسة، فيما يلي:
- تحليل الجوانب المختلفة للهجمات الإلكترونية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ودراسة وتحليل تلك الهجمات وتأثيرها بشكل خاص على الأمن القومي الإسرائيلي، والطرق والأدوات التي يتم استخدامها لردع تلك الهجمات.
- كما تتمثل أهمية الدراسة العملية في معرفة أكثر من شكل للهجمات السيبرانية التي استخدمتها كلتا الدولتين للتأثير على الطرف الأخر وإحداث أكبر قدر من الأضرار في كلا أجهزة الخصم.
رابعاً: أهداف الدراسة:
تتمثل أهداف الدراسة، فيما يلى:
الهدف الأول: التعرف على ماهية الحروب السيبرانية.
الهدف الثانى: التعرف على طبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وأسباب تطورها لحرب سيبرانية بين الدولتين.
الهدف الثالث: دراسة أثر الحرب السيبرانية الإيرانية الإسرائيلية على الأمن القومى الإسرائيلى.
الهدف الرابع: دراسة سبل مواجهة الصراع السيبرانى.
الهدف الخامس: شكل وطبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية مستقبلًا.
خامساً: حدود الدراسة:
تتضمن حدود الدراسة الإطار الموضوعي والإطار الزمني والإطار المكاني
- الإطار الموضوعي:
يدور الموضوع حول أثر الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي علي الأمن القومي الإسرائيلي، وكذلك الهجمات التي تتعرض لها كل دولة من الدولتي محل الدراسة فقط دون غيرهما.
- يرجع أسباب اختيار موضوع الدراسة إلى:
- خطورة الصراع السيبراني وأهميته على الساحة الدولية حيث أصبحت الصراعات السيبرانية وحروب الفضاء الإلكتروني هي الصورة الحديثة للحرب بين الدول، وهي لا تقل خطورة وأهمية عن حروب الأسلحة والحروب النووية حيث أصبح التسلح السيبراني وامتلاك أكبر قدر من التكنولوجيا هو ما يتصارع عليه الدول في الوقت الحاضر؛ لإثبات أهميتها وآفاقها على الدول الأخرى على الساحة الدولية.
- ما يميز هذه الدراسة كون العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تحظى بإهتماماً سياسياً كبيراً؛ نظراً للأهمية الإستراتيجية والسياسية للدولتين في المنطقة.
- ندرة المراجع العربية التي تتناول الصراع السيبراني بين دولتي إيران وإسرائيل.
- الترقب الدولي لأحداث هذا الصراع السيبراني لمعرفة توابعه والتخوف من تصعيد الأمور بين دولتي إيران وإسرائيل.
ب) الإطار الزمني:
إن النطاق الزمني للدراسة فى الفترة بين عامي 2013 و2022.
تتمثل فترة البداية في فترة عام 2013 ، وذلك بالرغم من أن الحرب السيبرانية بين كلا من إيران بدأت قبل هذا التاريخ، حيث تبدأ من عام 2013 الذي تم عقد الإتفاق النووى من قبل إسرائيل مع إيران، نظراً إلى الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها إيران من قبل إسرائيل فى منشأتها النووية، وتنتهى الفترة الزمانية فى عام 2022 حيث وقوف حدود الدراسة الزمانية عند هذا العام؛ نظراً إلى أنه العام الذي يتم إنتهاء كتابة البحث فيه.
ج) الإطار المكاني:
تركز الدراسة علي دولتي ايران واسرائيل وذلك يرجع إلي أنهم وجهان لعملة واحدة فرغم الصراع هناك تعاون خفى ورغم التعاون هناك صراع، وهذا الصراع فى تطور مستمر حتى اصبح صراع فى الفضاء الالكترونى الذى يشتد يوم بعد يوم بسبب التقنيات المتطورة التى يتم استخدامها فى إيران وإسرائيل.
سادساً: منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة على اقتراب المصلحة القومية:
يعد اقتراب المصلحة القومية إحدى الاقترابات البحثية الرئيسية فى حقل العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، وهو يعد تفسير واضح للمدرسة الواقعية التى استندت إلى ثلاثة مفاهيم رئيسية: القوة، توازن القوة، المصلحة الوطنية.
- المقولات الأساسية للاقتراب:
يعتبر هذا الإقتراب أن الهدف الأساسى للدول العظمى هو تحقيق مصلحتها القومية وتتمثل بعض مقولاته فيما يلى:
- المصلحة الوطنية هى الهدف المستمر والنهائى للسياسة الخارجية، والقوة المحركة للسياسة الخارجية لاى دولة.
- المصلحة القومية هى الموجه الدائم لسلوك وسياسات الدول ومضمون هذه المصلحة يتأثر بالإطار السياسى والثقافى السائد فى المجتمع _ اى الظروف الواقعية المحيطة بالدولة_ ، وذلك ايضا على قدر امكانات الدولة وبالتالى فهو مضمون متغير.
- تتفاعل الدول فى ثلاث حالات (التوافق- التناقض- التعارض) الذى يصل بتلك الدول حد الصراع والحروب، فالهدف لكل دولة هو تحقيق مصلحتها وإظهار تفوقها.
- كيفية تطبيق الاقتراب على هذه الدراسة:
من خلال مقولات الاقتراب يمكن تطبيق هذه المقولات من خلال ما يلي:
- يستخدما اقتراب المصلحة القومية يسهم في معرفة كيفية كون المصلحة القومية هي المحرك في العلاقات الدولية بين (إيران وإسرائيل)، حيث سعى كلتا الدولتان إلى إبراز قوتها وتفوقها على الدولة الأخرى.
- توضيح سبب رؤية إسرائيل ان إيران مهددا وجوديا لها وأن ليس من مصلحة إسرائيل التسلح النووي الإيراني
- محاولة إسرائيل منع إيران من تطوير قوتها وأسلحتها النووية، وقد أوضحت إسرائيل موقفها من خلال التهديدات باستخدام القوة العسكرية، وفرض المزيد من العقوبات الدولية على إيران حيث لن تقبل بأن تصبح إيران مسلحة نوويا.
- تطبيق مبدأ إظهار الدول لتفوقها من خلال قيام كلا من إيران وإسرائيل بشن هجمات سيبرانية على كلا منهما.
سابعاً: الإطار المفاهيمي:
يتضمن الإطار المفاهيمي كلا من المفاهيم الأساسية والمفاهيم المرتبطة والمفاهيم المختلطة:
- المفاهيم الأساسية:
تشمل المفاهيم الأساسية كل من مفهوم الصراعات السيبرانية، مفهوم الأمن القومي.
- مفهوم الصراعات السيبرانية:
هجمات إلكترونية بقيادة عسكرية، تقوم باختراق الأنظمة الإلكترونية العالمية وكل ما يعتمد على التكنولوجيا، لتضرّ بالحواسيب والأجهزة التي تستخدم شبكة الإنترنت العالمية، والتي قد تُفضي إلى نتائج كارثية، مثل سرقة بيانات خاصة، وغيرها من الكوارث التي قد تكون عالمية، مثل الحروب النووية وغيرها.
- مفهوم الأمن القومي:
قدرة الدولة على حماية مواردها وأراضيها ومصالحها من كافة التهديدات الخارجيّة والداخلية، ويتصل كذلك بقدرة الدولة على حماية مواطنيها، وتحسين كل من نوعية الحياة وجودتها ومستواها.
يعرف والتر ليبمان الأمن القومي على أنه: “القوة العسكرية للدول، والتي تضمن لها عدم تضحيتها الكاملة بجميع مقدراتها تجنباً لويلات الحروب، مع قدرتها وإمكانياتها على حماية نفسها عسكرياً أن اقتضت الضرورة”.
يعرف هنري كيسنجر الأمن القومي بأنه: “حماية مقدرات الشعوب من أجل حفظ حقها في البقاء”.
- المفاهيم المرتبطة:
تتضمن المفاهيم المرتبطة كلا من مفهوم الأمن السيبراني، مفهوم الفضاء السيبراني، مفهوم الردع السيبراني، مفهوم الفضاء الإلكتروني.
- مفهوم الأمن السيبراني:
مجموعـة مـن المهمات والوسائل والسياسات والإجراءات الأمنية والمبادئ التوجيهية والمقاربات لإدارة المخاطر، والتدريبات والممارسات الفضلي والتقنيات التي يمكـن اسـتخدامها لحماية البيئـة الـسيبرانية وموجـودات المؤسسات والمستخدمين.
- مفهوم الفضاء السيبراني:
الفضاء السيبراني عبارة عن بيئة تفاعلية حديثة، تشمل عناصر مادية وغير مادية، مكون من مجموعة من الأجهزة الرقميـة، وأنظمة الشبكات والبرمجيات، والمستخدمين سواء مشغلين أو مستعملين.
- مفهوم الردع السيبراني:
يعرف الردع السيبراني بأنه منع الأعمـال الـضـارة ضـد الأصـول الوطنية في القضاء والأصول التي تدعم العمليات الفضائية.
- مفهوم الفضاء الإلكتروني:
عالم افتراضي يتشابك مع عالمنا المادي، يتأثر به ويؤثر فيه بشكل معقد حيث تقوم العلاقة بين العالمين على نظرة تكاملية تحمل بين طياتها مزايا ومخاطر.
يعرف عبد القادر محمد فهمي الفضاء الإلكتروني بانه يمثل “مجموع الشبكات الحاسوب في العالم وكل ما ترتبط به وتتحكم في هذه الشبكات، وهو لا يقتصر على الشبكات الانترنت فقط، بل يشمل كل شبكات الحاسوب”.
يعرف الفضاء الالكتروني اجرائيا بأنه مجموع شبكات الحاسوب وكل ما ترتبط به وتتحكم فيه هذه الشبكات”.
ج) المفاهيم المختلطة:
تتضمن المفاهيم المختلطة عدة مفاهيم تتمثل في مفهوم الهجمات السيبرانية، مفهوم أمن المعلومات، مفهوم الجيوش الإلكترونية، مفهوم القوة السيبرانية، مفهوم الجريمة السيبرانية، مفهوم الحرب السيبرانية، مفهوم الأسلحة السيبرانية، مفهوم سباق التسلح السيبراني، مفهوم الإرهاب السيبراني.
- مفهوم الهجمات السيبرانية:
تعرف بأنها فعل يقوض من قدرات ووظائف شبكة الكمبيوتر لغرض قومي أو سياسي، من خلال استغلال نقطة ضعف معينة تمكن المهاجم مـن التلاعب بالنظام.
- مفهوم أمن المعلومات:
وهو عبارة عن مجموع من الإجراءات التقنية والإدارية تشمل العمليات والآليات التي يتم اتخاذها لمنع أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به بالتجسس أو الاختراق لاستخدام أو سـوء الاستغلال للمعلومات والبيانات الإلكترونية الموجـودة علـى نـظـم الاتصالات والمعلومات.
كما تضمن تأمين وحماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية للمواطنين، كما تشمل استمرارية عمل حماية معدات الحاسب الآلي ونظم المعلومات والاتصالات والخـدمات مـن أي تلف او تغير.
- مفهوم الجيوش الإلكترونية:
هي مصطلح يطلق على مجموعات مدربة تعمل وفق أجندات خاصة وتهدف إلى التأثير على الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة، وإسكات وتشويه سمعة المناوئين، إلى جانب ترويج الإشاعات والأكاذيب وخلق البلبلة، عبر حسابات بأسماء وهمية تدار عن طريق روبوتات.
- مفهوم القوة السيبرانية:
هي القدرة على الحصول على النتائج المرجوة مـن خلال استخدام مصادر المعلومات المرتبطة بالفضاء السيبراني، أي أنهـا القدرة على استخدام الفضاء السيبراني لإيجاد مزايا للدولة، والتأثير على الأحداث المتعلقة بالبيئات التشغيلية الأخرى وذلك عبر أدوات سيبرانية.
- مفهوم الجريمة السيبرانية:
عبارة عـن الفـعـل غير المشروع الـذي يـمـس مصلحة أو حقاً ويتعلق بالمكونات المادية وغير المادية للوسائل السيبرانية، ويكون المشرع قد قدر حمايتها بنصوص التجريم والعقاب بأن اعتبر الاعتداء عليها جريمة معاقب عليها بجزاء جنائي.
- مفهوم الحرب السيبرانية:
هي حروب خفية، أو نزاع ينشأ في الفضاء السيبراني من خلال اعتداء دولة او افراد باستخدام التأثير الرقمي وذلك للأضرار بقدرات دولة أخرى وذلك يكون عن طريق تهديد انظمة اتصالاتها وتدمير قواعد بياناتها.
وفقاً لتعريف مكتب الامم المتحدة فإن الحرب السيبرانية “تستخدم لوصف مجموعة واسعة من الجرائم بما في ذلك جرائم تتمثل في هجمات سيبرانية ضد البيانات وأنظمة الحاسبات مثل القرصنة والتزوير والاحتيال مثل التصيد الاحتيالي”.
تعرف منظمة التعاون والاقتصاد والتنمية الحرب السيبرانية: “على انها كل فعل او امتناع من شأنه الاعتداء على الاصول المادية والمعنوية يكون ناتجا بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن تدخل التقنية المعلوماتية”.
- مفهوم الأسلحة السيبرانية:
الادوات التي تستخدم في شن هجمات سيبرانية تهدد امن وسلامة عمل أجهزه الحاسب وشبكاتها والمعلومات المخزنة عليها وتتميز بأنها قليلة التكلفة وسريعة جدا.
- مفهوم سباق التسلح:
بأنه تنافس على امتلاك وتطوير الأسلحة السيبرانية بهدف استخدامها في أغراض الهجوم والدفاع في الفضاء السيبراني الافتراضية.
- مفهوم الإرهاب السيبراني:
التهديد باستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية او استخدام العنف داخل الفضاء السيبراني.
ثامناً: الدراسات السابقة:
تنوعت الدراسات السابقة بين عدة محاور، المحور الأول يتناول الأمن السيبراني، والمحور الثاني يتناول مخاطر الحروب الإلكترونية وكيفية التصدي لها، بينما المحور الثالث فيتضمن الهجمات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
المحور الأول: دراسات تناولت الأمن السيبراني:
تناول هذا المحور دراسة واحدة، أوضحت صور الاختراق الإلكتروني والأمن السيبراني، وجاءت الدراسة فيما يلي:
- دراسة أميرة عبد العظيم محمد عبد الجواد، المخاطر السيبرانية وسبل مواجهتها في القانون الدولي العام، (2020)[1]
يهدف هذا البحث إلى توضيح مخاطر الأمن السيبراني، وصور الاختراق والمخاطر السيبرانية، وتتضمن هذا الدراسة على توصيات وآليات لمكافحة مخاطر الفضاء السيبراني وضمان سلامته، وتوصلت إلى أن الحرب السيبرانية هي بديل للحرب التقليدية، وتهديد للسيادة القومية للدولة، وتفيد هذا الدراسة في كونها تتناول كافة أشكال وصور المخاطر السيبرانية، كما أن الدراسة سوف تنطلق من تأثير الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأمن القومي الإسرائيلي.
المحور الثاني: دراسات تناولت مخاطر الحروب الإلكترونية وكيفية التصدي لها:
تناول هذا المحور دراستين الأولى عربية وتناولت مفهوم الحرب الإلكترونية وخصائصها وكيفية مواجهتها، والثانية أجنبية المخاطر التي تؤثر على أمن الدولة، وجاءت هذه الدراسات فيما يلي:
- دراسة صلاح حيدر عبد الواحد، حروب الفضاء الإلكتروني؛ دراسة في مفهومها وخصائصها وسبل مواجهتها، (2021)[2].
تناقش هذا الدراسة نمط جديد من الحروب وهى الحروب السيبرانية، التي يُستخدم فيها أسلحة فوق التقليدية، وتوصلت هذه الدراسة إلي أن الفضاء الإلكتروني هو ميدان الحروب المستقبلية، إن الهجمات الإلكترونية عززت من سويات وفرص الحرب المتماثلة مع تمكين دول متفاوتة في القوة من شن هجمات ضد دول أقوى منها، وأن التحدي الأكبر الذى يوجه التنظيم القانوني لهذه الهجمات هو عدم وجود إدارة دولية، وينطلق موضوع الدراسة من الهجمات السيبرانية بشكل عام، ثم يتناول تأثير الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأمن القومي الإسرائيلي بشكل خاص؛ حيث تراءي أن الحروب السيبرانية والفضاء الإلكتروني أصبح من الموضوعات الشغالة للمنظومات الدولية وكافة الدول حتى القوي المهيمنة منها، لذلك تسعى الدراسة بشكل خاص لدراسة أثر الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2013 و2022.
- دراسة مموهان بي غازلوا، تحليل الصراع في الحرب الإلكترونية ودراسات حالة، (2017)[3].
تناقش هذه الورقة عدد من الحالات على مدى السنوات الماضية، والتي تشير إلى تورط دولة ما في هجوم إلكتروني على دولة أخرى، وتلك الهجمات ساهمت في نشأة نوع جديد من الحروب يختلف عن الحروب التقليدية عُرفت باسم “الحرب الإلكترونية”، كما طرح الفضاء السيبراني عدد متزايد من المخاطر والتحديات المختلفة، وحالياً أصبح هناك إجماع دولي حول قضية الحفاظ على النظام في الفضاء السيبراني، وأصبح الفضاء الإلكتروني منصة جديدة للتفاعلات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، بالإضافة إلى أهميتها وأثرها في الاستقرار الاجتماعي والأمن القومي والتنمية الاقتصادية والتواصل الثقافي، وتفيد هذه الورقة الدراسة حيث تناولت العديد من حالات الدراسة المختلفة منها دراسة حالة “قضية يلوسون” بين إيران وإسرائيل؛ وتنطلق الدراسة من دراسة تأثير الهجمات الإيرانية على الأمن المعلوماتي الإسرائيلي.
المحور الثالث: دراسات تناولت الهجمات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل:
تناول هذا المحور دراستين الأولى عربية الهجمات السيبرانية المتبادلة والحرب الإلكترونية الدائرة بين إيران وإسرائيل، وعرضت القدرات السيبرانية لكلا من إيران وإسرائيل، والثانية أجنبية أن إسرائيل تتعرض باستمرار للعديد من الهجمات الإلكترونية من جهات فاعلة قد تكون دول وقد تكون مجموعات القراصنة أو أفراد، وجاءت هذه الدراسات فيما يلي:
- أحمد بن على الميموني، الجبهة النَّشِطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، (2020)[4].
تناقش هذه الورقة البحثية الهجمات السيبرانية المتبادلة والحرب الإلكترونية الدائرة بين إيران وإسرائيل، وعرضت القدرات السيبرانية لكلا من إيران وإسرائيل، ومن ثم الهجمات المتبادلة بين طرفي النزاع، ورصدت هذه الدراسة الهجمات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل في الفترة من 2010 وحتى 2020، وستكمل الدراسة الهجمات السيبرانية بين إيران وإسرائيل حتى عام 2022، كما تتناول تأثير الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأمن القومي الإسرائيلي في الفترة بين 2013 حتى 2022.
- ماثيو إس كوهين، تشارلز د. فريليتش، غابي سيبوني، إسرائيل والفضاء الإلكتروني: تهديد فريد واستجابة، (2016)[5]
تتناول هذه الورقة المخاطر والفرص التي يفرضها عالم الإنترنت على الدول من خلال دراسة الاستخدام الإسرائيلي للفضاء السيبراني، وأشرت هذه الورقة إلى أن إسرائيل تتعرض باستمرار للعديد من الهجمات الإلكترونية من جهات فاعلة قد تكون دول وقد تكون مجموعات القراصنة أو أفراد؛ مما أدى إلى جعل إسرائيل تطوير قدراتها السيبرانية، كما أشرت إلى أن إسرائيل من الدول التي لم تتعرض للهجمات فقط بل إنها من الدول التي كانت رائدة في الهجوم السيبراني، وتنطلق الدراسة من دراسة تأثير الهجمات الإيرانية علي الأمن القومي الإسرائيلي، وأن إسرائيل من الدول التي تستخدم الفضاء الإلكتروني بشكل فعال دفاعياً وهجوماً.
تاسعًا: تقسيم الدراسة:
تم تقسيم الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول، ثم خاتمة وتتمثل فيما يلي:
الفصل الأول: الصراعات السيبرانية وحروب الفضاء الإلكتروني
المبحث الأول: ماهية الصراعات السيبرانية.
المبحث الثاني: آليات مواجهة الصراعات السيبرانية.
المبحث الثالث: النماذج التطبيقية للصراعات السيبرانية.
الفصل الثاني: طبيعة الصراع الإيراني الإسرائيلي
المبحث الأول: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية (1947- 1979).
المبحث الثاني: أبعاد الأمن القومي الإيراني.
المبحث الثالث: الصراع من أجل الهيمنة والقوة النووية في المنطقة.
الفصل الثالث: أثر الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي على الأمن القومي الإسرائيلي (2010- 2022)
المبحث الاول: القدرات والهجمات السيبرانية الإيرانية (2010- 2022).
المبحث الثاني: القدرات والهجمات السيبرانية الإسرائيلية (2010- 2022).
المبحث الثالث: تأثير الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي على الأمن القومي الإسرائيلي (2013- 2022).
الفصل الأول
الصراعات السيبرانية وحروب الفضاء الإلكتروني
مقدمة:
أصبح النظام الدولي الحالي يؤثر فيه الفضاء السيبراني بصورة واضحة، حيث أصبح الفضاء السيبراني ساحة لحروب بين الدول تُدار بأسلحة وأدوات مختلفة عن الحروب التقليدية، حيث تختلف الحروب السيبرانية عن الحروب التقليدية في أنها لا تهدف الى تدمير الأسلحة والمعدات العسكرية للعدو او الاستيلاء على أرض العدو؛ بل تهدف لإلحاق الضرر البالغ بالبنية التحتية للعدو بأقل كلفة ممكنة، ويرجع اعتماد بعض الدول للحروب السيبرانية عن الحروب التقليدية في الخصائص المميزة لها.
كان للفضاء الإلكتروني دور فعال في ادارة التفاعلات على الساحة الدولية، فقد حدثت عدة هجمات سيبرانية بين عدد من الدول، وخاصة بين إيران وإسرائيل حيث سيطر مبدأ حماية المصلحة الوطنية في نشأة صراع سيبراني بين الدولتين بالإضافة لرغبة كلا الدولتين في الهيمنة وإبراز تفوقها وهيمنتها على الساحة الدولية، ونظرًا لما تشكله الحروب السيبرانية من خطر على أمن الدول وجب على الدول اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وتشمل هذه التدابير عدة جوانب منها تدابير سياسية وتنظيمية، تدابير أمنية واستخبارية، وتدابير فنية.
تتناول الدراسة من خلال هذا الفصل بعض النماذج التطبيقية للحروب السيبرانية وأمثلة لبعض الهجمات السيبرانية، فضلًا عن الخصائص التي تتميز بها الصراعات السيرانية، وتحاول توضيح السبل والإمكانات المتاحة لمواجهة الهجمات السيبرانية وحماية أمن الدولة من خطر الصراعات السيبرانية، وذلك من خلال ثلاثة مباحث رئيسية وهي:
المبحث الأول: ماهية الصراعات السيبرانية.
المبحث الثاني: آليات مواجهة الصراعات السيبرانية.
المبحث الثالث: النماذج التطبيقية للصراعات السيبرانية.
المبحث الأول
ماهية الصراعات السيبرانية
تمهيد:
أحدثت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ثورة شاملة في جميع نواحي الحياة، فقد زادت هيمنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي النسق العام لنظام الدولي، فأصبح امتلاك الدولة لتطور تكنولوجي أحد عناصر قوتها؛ مما جعل الفضاء الإلكتروني ساحة لحدوث الصراع، وبالتالي أصبحنا أمام جرائم حقيقية متكاملة الأركان تتم عن طريق الشبكات كالعمليات الإرهابية الإلكترونية والصراعات السيبرانية، وكذلك القرصنة، فأصبحت الدول تستخدم قوتها التكنولوجية في اعتبارات الهيمنة والأمن والحرب، فظهرت الحرب السيبرانية وامتازت ببعض الخائص التي كانت دافع لبعض الفاعلين الدوليين في انتهاجها، بالإضافة لما قد تحققه هذه الحرب من نتائج.
إذا تواجد صراع سيبراني تحركه دوافع سياسية ويتم فيه استخدام قوات هجومية ودفاعية عبر الفضاء الإلكتروني، ويوجد صراع سيبراني ذو طبيعة ناعمة، يدور حول الحصول على المعلومات والتأثير في المشاعر والأفكار، وشن حرب نفسية وإعلامية، كما يأخذ طابعا تنافسيا حول الاستحواذ على سبق التقدم والتكنولوجيا وسرقة الأسرار الاقتصادية والعلمية، والعمل على اختراق الأمن القومي للدول، كما يستخدم كوسيلة من وسائل الصراع داخل الدولة.[6]
يتضمن هذا المبحث ثلاثة محاور وهم، المحور الأول بعنوان مكونات الفضاء الإلكتروني للحرب السيبرانية، والمحور الثاني بعنوان خصائص الصراع السيبراني، والمحور الثالث بعنوان صور وآليات عمل الحروب السيبرانية.
المحور الأول: مكونات الفضاء الإلكتروني للحرب السيبرانية:
شهد الفضاء الإلكتروني حروب سيبرانية، وذلك من خلال فاعلين في المجال السيبراني، والأدوات المستخدمة في العمليات السيبرانية وتوضحهم الدراسة فيما يلي: –
اولًا: الفواعل في مجال استخدام القوة السيبرانية:
تنقسم الفواعل في مجال استخدام القوة السيبرانية الى الدولة كفاعل رئيسي، والفاعلين من غير الدول:[7]
- الدولة كفاعل رئيسي: وهنا تعد الدولة هي الفاعل الأساسي في الفضاء الالكتروني وبمكنها اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية فضاءها الالكتروني أو الدخول في حرب سيبرانية فالدول هي التي لديها قدرة كبيرة على تنفيذ هجمات الكترونية وتطوير البنية التحتية لممارسة الحروب الالكترونية من داخل حدودها، لذلك تعد الدولة هي الفاعل الأكثر قوة في مجال الفضاء السيبراني، ففي نهاية عام 2008م استطاعت حوالي 180 دولة أن تمتلك ترسانة من الأسلحة السيبرانية.
لكن بدأ دور الدولة كوحدة أساسية في المجتمع الدولي يتراجع – وفقًا لرؤية زبيغنيو ريجنسكى- وذلك لبزوغ فواعل غير دولية بدأت تنشط بشكل أكبر، فأصبحت المصارف الدولية والشركات متعددة الجنسيات والجماعات الإرهابية ذات البعد العالمي لها دور كبير ونشط في المجتمع الدولي.[8]
- الفاعلين من غير الدول: فقد أصبح هناك من يزاحم الدولة في الفضاء الالكتروني في توجهاتها واداراتها وفق سياسة معينة، وهم جماعة او منظمة تتمتع باستقلالية او بقدر من الحرية في السعي لتحقيق أهدافها، ويستخدمون القوة الالكترونية لأغراض هجومية بالأساس الا ان قدرتهم على تنفيذ أي هجوم الكتروني مؤثر تتطلب مساعدة أجهزة استخباراتية متطورة تمكنهم من اختراق المواقع الإلكترونية واستهداف الانظمة الدفاعية، ويمكن تقسيهم الى ما يلي:
- الشركات متعددة الجنسية: وهي عبارة عن شركات ذات بعد اقتصادي تقوم باحتكار المال والأسواق، وتحظى بامتياز من قبل الدول طمعًا في الاستثمار، كما تضغط على الدول لنقص قيمة الضرائب والجمارك، حيث تمتلك بعض شركات التكنولوجيا موارد القوة تفوق قدرة بعض الدول ولا تنقصها سوى شرعية ممارسة القوة التي ماتزال حكرا على الدول مثل شركة جوجل وفيسبوك التي تمتلك قواعد بيانات عملاقة تمكنها من استغلال واستكشاف الأسواق والتأثير في اقتصاد الدول وفي ثقافة المجتمعات وتوجهاتها.[9]
- المنظمات الدولية: وهي عبارة عن هيئات أنشئتها الدول بإرادتها للإشراف على أمر مشترك بينهم ولها اختصاصات ذاتية تباشرها هذه الهيئات في المجتمع الدولي وفى مواجهة الدول الأعضاء ذاتها، وهي ظاهرة حديثة نسبيًا فقد ظهرت أول منظمة دولية عام 1815م وكانت ” اللجنة المركزية لتنظيم الملاحة في الراين” ثم بدأ يظهر عدد من المنظمات الدولية وبدأ يزداد عددها لتلبية ضرورات الحياة في الجماعات الدولية.
- الأفراد القراصنة: الذين يمتلكون معرفة تكنولوجية والقدرة على تطبيقها وعادة ما يكون هناك صعوبات في الكشف عن هويتهم ومن الصعب تتبعهم.
- المنظمات الاجرامية: تقوم هذه المنظمات بعملية القرصنة الالكترونية وسرقة المعلومات واختراق الحسابات البنكية وتحويل الأموال.
- الجماعات الارهابية: التي تعد من أبرز الفواعل خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حيث تستغل الفضاء الالكتروني في عملية التجنيد والتعبئة والدعاية وجمع الأموال والمتطوعين، كما تحاول جمع المعلومات حول الأهداف العسكرية وكيفية التعامل مع الأسلحة وتدريب المجندين الجدد.
ونتيجة تطور التعامل مع الفضاء الالكتروني من الفواعل الدولية وغير الدولية أدى ذلك للاستخدام المفرط من جانب الدول وغيرها للفضاء الالكتروني والقوة السيبرانية في أعمال تخدم مصالح المستخدمين وتضر بمصالح الأخرين مما جعله أداة فعالة في ادارة التفاعلات بين الفواعل المختلفة بطرق مختلفة سواء كانت حروب سيبرانية أو ارهاب الكتروني.[10]
ثانيًا: الأدوات المستخدمة في الحرب السيبرانية:
وتتمثل فيما يحتاجه الفاعلين لعمليات الهجوم السيبراني او في الحرب السيبرانية وتتضمن: (الأجهزة، الانترنت، البرمجيات، الشبكات، الفيروسات) وفيما يلي توضيح لهم:[11]
- الأجهزة: وهي تتمثل في الجزء المادي بالإضافة للأجهزة الملحقة بها التي يتم بها تنفيذ المهام المطلوبة.
- الإنترنت: يُعرف بأنه الترابط الهائل لشبكات الحاسوب وذلك على نطاق عالمي، ويسمح بتبادل المعلومات والمصادر.
- البرمجيات: تتمثل في تعليمات مبرمجة ومفصلة، تستطيع السيطرة على مكونات الأجهزة المادية في نظام المعلومات، فهي برامج الحاسوب التي تحكم عمل المكونات المادية وتتولى مهام تطبيقات مختلفة.
- الشبكات: وهي عبارة عن مجموعة من الحواسيب المرتبطة معًا عبر خطوط اتصال تسمح لمستخدميها مشاركة البيانات والمعلومات فيما بينهم.
- الهاكر: وهو شخص ذو كفاءة عالية في استخدام جميع الأدوات السابقة، والمنفذ لعمليات الهجوم السيبرانية.
المحور الثاني: خصائص الصراع السيبراني:
أصبح الفضاء السيبراني ساحة ومجال لحروب السيبرانية، إذ تعتمد هذه النوع من الحروب على نظم الكمبيوتر وشبكات الانترنت ومخزون هائل من البيانات والمعلومات، وذلك دون التقيد بالحدود الجغرافية[12]، فظهر التفوق التكنولوجي كعنصر هام للفاعليين الدوليين، فعمدت الدول على تعزيز قوتها السيبرانية لشن هجمات وحروب لتحقيق مصالحها نظرًا لما شهدته من خصائص ميزت الحروب السيبرانية تتناولها الدراسة فيما يلي:
- تتسم الصراعات السيبرانية بشبكية غير مركزية: حيث أنها لم يكن لها ثقل مركزي واضح، حيث غياب القيادة وتشتيت الفكر، وهذه الصراعات غير مفهومة الأبعاد، فهي لا تعترف بسيادة الدول، ولا تخضع لمبادئ القانون الدولي والإنساني، ولا تحكمها أي أخلاقيات، حيث تسود مبادئ الفوضة الخلاقة.[13]
- انخفاض التكلفة المادية: للحروب الإلكترونية بالمقارنة مع تكلفة الحروب التقليدية، فهي لا تحتاج إلى معدات أو جيوش مُجهزة وبالتالي لا يكون هناك إراقة للدماء، كما أن احتمالية إلحاق الخسائر من الجهة المُهاجمة تكون مُنعدمة مع إلحاق ضرر بالعدو.
- مبدأ إخلاء المسئولية: إذ أن حروب الفضاء الإلكتروني تتسم بصعوبة تحديد الجهة المُهاجمة مما يُساعد على إمكانية التلاعب والتمويه العالية فيما يتعلق بمصدر ومكان شن الهجوم الإلكتروني.[14]
- صعوبة معرفة مصدر الهجمات: فعلي الرغم مما وصلت اليه التكنولوجيا في عملية التتبع، فإنها تتقدم أيضا في عمليات التمويه والإخفاء، بصورة تجعل معرفة مصدر الهجمات شبه مستحيلة، فالهجمات الأمريكية على المفاعل النووي الإيراني عام 2010، والهجمات الكورية الشمالية على شركة سوني 2015، والهجمات الصينية المتكررة على الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذه الهجمات لم يتم تبنيها صراحة من قبل الدول المعتدية.[15]
- تعدد الأهداف: بحيث أن هذه الحروب تستهدف مجموعة من الأهداف ولا تقتصر على الأهداف العسكرية فقط بل قد يكون الهدف منها طمس هوية الدولة وهنا يكون هدفها ثقافي وقد يكون الهدف منها هو تدمير أجهزة المعلومات لمجموعة من المؤسسات المالية في الدولة وهنا يكون هدفها اقتصادي خاصةً بعد تحول مُعظم قطاعات الدولة للرقمنة، أي أنها تستهدف البنى التحتية للدولة.
- يُمكن أن تكون الحروب الإلكترونية من فاعليين من غير الدول: حيث أن الأسلحة المُستخدمة في هذه الحروب ليست حكراً في يد الدولة وبالتالي يُمكن وصفها بأنها حروب غير تناظرية، فنتيجة لتكلفتها المُتدنية وأنها لا تحتاج لمقاتلات متطورة أو امتلاك أسلحة مُكلفة وإنما يكفي للقيام بها أن يكون هناك تطوير للبرمجيات وامتلاك أجهزة الحاسوب وكيفية التعامل معها، جعل فاعليين أيضاً من غير الدول تقوم بها.[16]
- فشل إمكانية تطبيق مبدأ الردع: والتي عادةً ما يُستخدم من دولة ضد أخرى في الحروب التقليدية أو النووية، ولكن في الحروب الإلكترونية بسبب صعوبة تحديد الجهة المُهاجمة يكون من الصعب تتبع الهدف وبالتالي يكون من الصعب ردعه، حيث يتم اللجوء اليها لتجنب انتهاك المواثيق الدولية[17]
- يتم فيها استخدام أساليب متنوعة: ولا تعتمد على أسلوب معين، فمن أهم أسلحة الفضاء الإلكتروني؛ التجسس المعلوماتي وهي أحد أشهر أقدم أسلحة الحروب الإلكترونية، الاختراق الإلكتروني، القرصنة الإلكترونية، وسائل الإعلام التي تلعب دوراً محورياً في العصر الحديث في طمس هوية الدولة وإفساد شبابها نظراً لإقبال عدد كبير من الجماهير عليها، وهناك أيضاً الأقمار الاصطناعية فهي أكفئ الوسائل التقنية وأكثرها تعقيداً في حسم المعارك.[18]
- صعوبة منع الهجمات الصفرية: حيث يتميز الفضاء الإلكتروني بالتحديث التكنولوجي المستمر، حيث يتم اختراع وتطوير الفيروسات في معامل خاصة لم يتم الكشف عنها مثل فيروس “ستاكنت”، كما أن هذه الفيروسات تستغل الثغرات الحديثة الموجودة في الأنظمة الإلكترونية قبل تحديثها، وبالتالي يتم استغلالها لشن هجمة إلكترونية، ومن ثم يفشل تحقيق الردع بسبب الهجمات السيبرانية.[19]
- صراعات لا تناظرية: فالتكلفة متدنية نسبيا للأدوات اللازمة لشن مثل هذه الحروب، وبالتالي ليس هناك حاجة لقدرات ضخمة لتشكيل تهديدا خطيرا وحقيقيا علي دولة ما، كما يتمتع المهاجم بأفضلية واضحة، فهذه الحروب تتميز بالسرعة والمرونة والمراوغة ومن الصعوبة نجاع عمليات الدفاع.
- المخاطر تتعدي استهداف المواقع العسكرية: حيث هناك جهود متزايدة لاستهداف البني التحتية المدنية والحساسة، كاستهداف شبكات الكهرباء والطاقة، وشبكات النقل، والنظام المالي، والمنشأت النفطية والصناعية، والمائية، بواسطة فيروس يمكنه احداث أضرار مادية حقيقية تؤدي إلى دمار هائل.[20]
- غياب القواعد القانونية: التي تنظم هذه الحرب، فهي لا تتحدد بنطاق جغرافي معين، وتستهدف جميع المواقع، فهي لا تتم بقواعد معينة.[21]
- اختلاف طبيعتها عن الحروب التقليدية: يعد الفضاء الإلكتروني الذي يتم فيه الصراعات السيبرانية، هو فضاء افتراضي وطبيعته مختلفة عن طبيعة العالم المادي، فهي لا تعرف الحدود الزمنية والمكانية، ومن المتعذر فيها تحديد مصدر الضربات وخط سيرها، ولا يوجد فيها أيا من الاعتبارات والتكتيكات العسكرية السائدة في الحروب التقليدية، كل ذلك جعل منها نوعا جديدا من المواجهات مغايرا عما عرفته البشرية.[22]
- عدم القدرة علي ردع المعتدي: يسود حرب الفضاء الإلكتروني حالة من ضباب الحرب، وبالتالي يؤدي ذلك إلي عدم القدرة علي ردع المعتدي المحتمل، فجوهر العقيدة العسكرية في حرب الفضاء الإلكتروني تقوم علي أساس السعي لكسب الحروب من خلال ضرب القلب الاستراتيجي للهياكل الإلكترونية للخصم مع الاستمرار في تطوير استراتيجيات وقدرات الحماية، كما يتضح أيضا أن حروب الفضاء الإلكتروني باتت ركن أساسي في الصراعات حول العالم، وقد حدث ذلك بالتزامن مع الثورة الصناعية الرابعة، وما نتج عنها من طمس للخطوط المادية والواقعية، والتحول نحو الاقتصاد الرقمي، وتطوير الأسلحة “الربوت” التي تعتمد علي أنظمة التحكم عن بعد.[23]
- نموذجا للحرب اللاتماثلية: تعد الحرب الإلكترونية نموذجا بارزا للحرب اللاتماثلية، هي الحرب التي تتم في الفضاء الإلكتروني ولها القدرة العالية على توجيه ضربات إلى الخصم بدقة في أسرع وقت وبأقل تكلفة، عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة، وقدرات عقلية تتسم بالذكاء لضمان الاستحواذ على المعلومات الدقيقة مستخدمة في ذلك مجموعة من الأسلحة الإلكترونية؛ لاستهداف الدول والمنظمات والأفراد عبر القيام بعمليتي الهجوم والدفاع إلكترونيا في ظل دعم إلكتروني مستمر لاتخاذ القرارات الفورية؛ وذلك للتأثير إيه القطاعات المهمة، مما يعني أن الحرب الإلكترونية تنطلق من المعلومة لتصل إلى المعلومة، فهي تعمل على استخدام المعلومات بوصفها شرطا وهدفا و وسيلة لبلوغ النتيجة في معلومة.[24]
المحور الثالث: صور وآليات عمل الحروب السيرانية:
قامت ثورة المعلومات والاتصالات والتطور التكنولوجي بتغيير طبيعة الصراعات والحروب، حيث أضافت صور وأساليب جديدة ومختلفة، وجعلت امتلاك القدرة التكنولوجية أحد الدعائم المهمة في هذه الحرب وفيما يلي توضيح صور هذه الحروب وآلياتها:
اولًا: صور الحروب السيبرانية:
لقد غيرت ثورة المعلومات والاتصالات من طبيعة الصراعات والحروب فقد أضافت صور وأساليب جديدة للحرب منها:[25]
- الحروب الموجهة: تستند هذه الحرب إلى المعلوماتية أو القنابل الذكية وتهدف لشل قدرات العدو، وتتم باستخدام هياكل القيادة والاتصال مع المؤسسات الفكرية فهي تستخدم أكثر الأسلحة ذكاءًا كما تتطلب وجود قوات ووحدات صغيرة ومترابطة لكي تتمكن من تنسيق هجماتها بشكل متكرر، ومن أبرز الدول التي تمتلك هذه القوات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وكندا. وقد استُخدمت القنابل الذكية في حرب الخليج الثانية عام 1991م، كما استُخدمت في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003م حيث اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على استراتيجية (الصدمة والترويع) للتأثير في إرادة الخصم.
- الحروب التجسسية: تتم من خلال سيطرة الاتصالات على أجهزة الأمن والأجهزة المخابراتية، فهذه الأجهزة تتم مراقبتها بشكل كامل تقريبًا لمعرفة المعلومات، حيث يوجد وكلاء متخصصون في كل بلدان العالم مدعومون بأقمار صناعية تجسسية لجمع المعلومات، وتسعى الدول لإنفاق ثرواتها على قواعدها التنصتية ونصب وسائل ذات تقنية عالية الكفاءة للتجسس على العالم.
- حروب الشبكات: تقوم بالتأثير على نشاطات وأعمال الخصم وذلك إذا كان الخصم يستخدم تقنيات وأساليب حديثة، حيث تتم حروب الشبكات من خلال الفعاليات التقنية والتشويش، وهي تعتمد على تحجيم قدرات العدو.
- الحروب الفضائية: تعود جزور هذا النوع من الحروب لعام 1983م عندما سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير برنامج حرب النجوم وامتلاك قدرات مطلقة لصد أي هجوم صاروخي، ومنذ ذلك الوقت طور الفضاء العمليات العسكرية الأرضية للمراقبة والاتصالات والرصد الجوي، وتعرف حرب النجوم بأنها تتضمن البدء بوضع أسلحة في مدارات حول الأرض تمكنها من تدمير القاذفات الاستراتيجية والصواريخ النووية خلال ثوان معدودة من اطلاقها.[26]
إذاً في هذا السياق تستهدف الصراعات السيبرانية ثلاث مستويات: [27]
المستوي الأول: يستهدف الفرد حيث أن أسرار الأشخاص تكون غير محمية، وكذلك الأسماء والرموز التي تمارس بشكل اعتيادي، تصبح مجال متاجرة، وبالتالي عند نشوب نزاع لا يوجد شيء يمنع الخصم من التهديد، عبر استهداف العائلات، مستخدما محتويات الحاسوب والمعلومات.
المستوي الثاني: يستهدف حرب المعلومات من خلال التجسس الصناعي والاقتصادي على الدول والمنظمات الغير حكومية، حيث وفقا للكثير من المعلومات، يوجد دول كثيرة تقوم بالتجسس في هذين المجالين للقضاء على الطرف الأخر.[28]
المستوي الثالث: يستهدف حرب معلومات موجهة من أمة ضد أمة، ويمكن أن يتضمن التجسس على المجموعات المنظمة في إطار الحكومات، أو التشكيلات الإرهابية التي تمتلك أدوات الحكومة نفسها.
ثانيًا: آليات عمل الحروب السيبرانية:
تحتاج هذه الحروب لتوفر تقنيات تكنولوجية حديثة ومتطورة من برمجيات وشبكات انترنت وأجهزة اتصالات وحواسيب، كما تحتاج توفر معلومات عن الجهة المستهدفة، وقدرات عقلية وذهنية للتعامل مع هذه الأدوات وتستغل المعلومات بصورة صحيحة، لذلك تحتاج الى بنية تحتية تكنولوجية قوية وفيما يلي صور وأنماط عمل هذه الحروب:
- سرقة كلمة المرور للخصم: للتسلل إلى النظام وذلك قد يتم من خلال التخمين او الخداع أو باستخدام البرمجيات الخبيثة، لسطو كلمة المرور والتجسس على المستخدم.[29]
- هجمات رفض أداء الخدمة أو حرمان المستخدم من الخدمة: تتم غالبا ضد البنوك والمؤسسات للتأثير فيها أو لدفع فدية مالية، حيث يتم توجيه بعض الهجمات الإلكترونية لأجهزة الخصم من خلال إطلاق حزمة كبيرة من المهام والطلبات للخادم بصورة تفوق قدرة هذا الخادم، ما يؤدى لتوقفه بصورة كلية او جزئية وبالتالي إبطال عمله، كما تعرف بإنكار الخدمة، وهي تعمل من خلال زيادة التحميل على الانترنت للشبكات، مما يزعج الشركات والمنظمات حيث يمنع المستخدم الشرعي من الوصول الى الخدمات.
- اختراق شبكات الحاسب الآلي: تتم من خلال اختراق الشبكات وتغذيتها بمعلومات محرفة، أو نشر فيروسات لتعطيل الشبكات أو التشويش على مصادر المعلومات، فهي تهدف للسيطرة على معلومات الخصم وضرب معلوماته.[30]
- التجسس على شبكات الحاسب الآلي: تعنى الدخول غير المشروع لشبكات الخصم بهدف التجسس والوصول الى بياناته دون تدميرها، ومنها التجسس على أسرار عسكرية ومعلومات استخباراتية.[31]
- إتلاف المعلومات: عن طريق اختراق شبكات الخصم، والوصول الى معلوماته والتعديل فيها دون علم المستخدم الشرعي، حيث تبقى البيانات لكن تكون مضللة دون أن يكتشف الضحية ذلك، مما قد يؤدى إلى أضرار ونتائج كارثية، خاصة إذا كانت المعلومات متعلقة بخطط عسكرية أو مواعيد أو خرائط سرية.
- تدمير المعلومات: يتم مسح وتدمير كامل للأصول والمعلومات الموجودة على شبكات الخصم.
وتوضيحًا لما سبق لا يقتصر أعمال الهجمات السيبرانية على الجانب التقني أو العسكري فقط بل يشمل كافة الجوانب الأخرى مثل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة انه لا يقتصر فقط على الدول، بل تصاعد دور الفاعلين من غير الدول وظهر ذلك في النماذج التطبيقية الفعلية للحروب السيبرانية.
المبحث الثاني
آليات مواجهة الصراعات السيبرانية
تمهيد:
شهد الواقع الدولي معاناة عدد من الدول من الهجمات السيبرانية نتيجة لإدراك الدول خطورة الفضاء الإلكتروني على أمنها، والتي تختلف شدتها وضررها، حيث سيتم الهجوم الإلكتروني بخطورته حيث قد يؤدى لأضرار بالغة، حيث تقوم الهجمات الالكترونية بتهديد امن الدول ولها أثر مدمر تخريبى، فعملت الدول على حماية مصالحها، كما تعمل المنظمات الدولية والمؤسسات الاكاديمية على تطوير أطر عمل لمساعدة قادة الحكومات على حمايتها من خطر الحرب والهجوم السيبراني. [32]
يتضمن هذا المبحث محورين أساسين يتمثل في، المحور الأول بعنوان تدابير مواجهة الهجمات السيبرانية،
المحور الثاني بعنوان سبل مواجهة الجرائم والحروب الإلكترونية في الأنظمة الدولية.
المحور الأول: تدابير مواجهة الهجمات السيبرانية:
يوجد العديد من المنظومات التقنية والاتفاقيات الدولية التي نشأت من أجل الحد من الهجمات الإلكترونية، والتصدي للعمليات الهجوم والاختراق السيبراني، حيث تتعدد أساليب وتدابير المواجهة والتصدي التقنية للهجمات الإلكترونية، وهناك ثلاثة أنواع من التدابير التقنية، النوع الأول التدابير السياسية والتنظيمية، والنوع الثاني التدابير الأمنية والاستخبارية السيبرانية، والنوع الثالث التدابير الفنية، كذلك لا ننسى جهود الاتفاقيات الدولية للحد من الإرهابي السيبراني.
اولًا: التدابير السياسية والتنظيمية: وتشتمل على “السياسات السيبرانية” التي تكون عبارة عن سياسة الدولة على المستويين المحلي والدولي تحدد توجهاتها في الفضاء السيبراني، وهناك العديد من الدول الكبري الناشطة في الفضاء الإلكتروني رأت أن في العولمة السيبرانية إنتهاك للسيادة القومية، بل وأنشئت شبكات قومية خاصة كالصين وروسيا[33]، وكذلك إنشاء دولة إيران شبكة قومية عُرفت بإسم “إنترنت حلال”، وتمتلك الدول _ التي تختص بالصراع السيبراني _ جماعات سيبرانية وسيطة تعمل لصالحها مثل الجيوش أو ما أُطلق عليه الذباب الإلكتروني، وكذلك تشتمل على “الجوانب التنظيمية والتشريعية” حيث أن التشريعيات القانونية تراعى الجوانب الموضوعية.
حيث تنظم العمل في المجال الرقمي بإنشاء قوانين خاصة، وتحديد طبيعة الجرائم والعقوبات الملائمة والرادعة لها، كما تشتمل على “الإستراتيجيات الدولية” تتضمن كل السياسات التي تحدد توجه الدولة في هذا المجال، كالمؤسسات المخولة بتنظيم النشاطات الرقمية وضبطها ومواكبة التشريعات التطور الحاصل في هذا المجال، والاهتمام بتوعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة، وأخيراً تشتمل التدابير السياسية والتنظيمية على “الاتفاقيات الإقليمية والتعاون الدولي” تتضمن هذه الاتفاقيات التحالفات السيبرانية والاتفاقيات الثنائية بين الدول[34].
ثانيًا: التدابير الأمنية والإستخبارية السيبرانية: يكمن الدور الأبرز للجهات الأمنية السيبرانية في مجال التوعية والقيام بإجراءات الإستخبارات السيبرانية المضادة والمدافعة؛ لكشف ومعالجة ثغرات الأنظمة المحلية، القيام بالتحقيقات الفنية، ومتابعة النشاطات والأسلحة السيبرانية المستحدثة، ومراقبة الفضاء الرقمي ومدى التزام المستخدمين بالمعايير المرعية محلياً ودولياً، بالإضافة إلى توظيف القراصنة المحليين واستقطابهم ليكونوا جيوشاً إلكترونية لصالحها[35].
ثالثًا: التدابير الفنية: تتضمن هذه التدابير تطوير البرمجيات والتطبيقات والأدوات والبنية التحتية الإلكترونية اللازمة للمواجهة والتصدي للهجمات الإلكترونية، ويوجد ثلاثة أنواع من التقنيات والأنظمة الأكثر انتشارا وكفاءةً، ويوجد برامج للحماية كبرنامج “الجدران النارية Firewall”، كما تتوافر برامج مضادة للبرمجيات الخبيثة من الفيروسات “Antivirus Program”، وأنظمة كشف التسلل “IDS” يتم عرضها فيما يلي:
- يعتبر “الجدار الناري Firewall“:- من أهم وسائل الدفاع التقنية لصد الهجمات الإلكترونية من محاولات اختراق وبث للبرمجيات الضارة، وتقوم جدران الحماية على مبدأ الفصل بين المناطق الموثوق بها والمناطق غير الموثوق بها في شبكات الحاسوب، ويقوم بمراقبة العمليات التي تمر بالشبكة ويرفض أو يسمح فقط بمرور البرامج طبقاً لقواعد معينة، جاءت التسمية من الحائط الذي يُبنى بالطوب الأحمر العازل بشكل يوقف انتقال النيران داخل البيوت، ويطلق على هذا الحائط الطوبى بالحائط الناري، وظهرت هذه التقنية في أواخر عقد الثمانيات من القرن الماضي، وذلك نظراً لعدد من الاختراقات لشبكة الإنترنت، وقد ظهر منها عدة أجيال.
عُرف الجيل الأول ب “مرشحات العبوة Packet Filters”، ويقوم مبدأ عمله على ترشيح العبوة، وتتمثل في أنه يسمح بمرور العبوة التي تتطابق مع شروط الجدار، أو يرفضها ويرسل إشارة خطأ (Error) للمصدر.
وظهر الجيل الثاني وعُرف ب “فلتر محدد الحالة Stateful Filter”؛ وذلك نظراً لعيوب الجيل الأول المتمثلة في أن هذا النظام لم يكن يعير اهتماما إلى كون العبوة جزءاً من تيار من المعلومات والبيانات المتدفقة إذا لا يقوم بتخزين سلسلة من البيانات والمعلومات؛ لذلك يقوم الجيل الثاني بمراقبة حقول معينة في المعلومات المستقبلة ويقارنها بالحقول المناظرة لها في سلسلة كاملة من المعلومات الواردة ضمن السياق نفسه، ومن ثم يرفض المعلومات التي لا تلتزم بقواعد السياق.[36]
ثم ظهر الجيل الثالث “طبقات التطبيقات Application Layer”، يتعامل مع التطبيقات والأنظمة المُعقدة، ومن ثم يمكن اكتشاف إذا كان البرنامج يستخدم بطريقة مؤذية أو غير مرغوب.[37]
- تعتبر “مضادات الفيروسات Antivirus Program“:- هي برامج مستخدمة من أجل اكتشاف البرمجيات الضارة ومنعها من إلحاق الضرر بالحاسوب أو سرقة البيانات، ويتصدى لبرامج التجسس وأحصنة طروادة وهى عبارة عن شيفرات صغيرة تقوم ببعض المهام الخفية وتركز على إضعاف قوي الدفاع واختراق جهاز الحاسوب، وكذلك التصدي للديدان الحاسوبية والتي تصنع أعمال تدميرية، وقد طُورت برامج مضادات الفيروسات في أواخر الثمانيات من القرن العشرين؛ نظراً لتزايد حجم المخاطر التي تهدد الحاسب، وتعمل مضادات الفيروسات على مقارنة محتويات الملف إلى قاموس فحص الفيروس، بالإضافة إلى أسلوب أخر يكون عبارة عن الكشف على نشاط البرمجيات الضارة، كذلك أسلوب مضاهاة الملف، ويُنفذ البرنامج في بيئة افتراضية وتسجيل الإجراءات التي ينفذها، واعتمادا على هذه الإجراءات يستطيع برنامج مضاد الفيروسات تحديد ما إذا كان ضار أم لا ثم تتخذ الإجراءات المناسبة[38].
- تعتبر “أنظمة كشف التسلل Intrusion Detection System“: واختصارها (IDS)، وهو برنامج صُمم من أجل الكشف عن محاولات الوصول إلى نظام الحاسب الألى الغير مرغوب بها أو التلاعب بالنظام أو تعطيله، وتتخذ هذه المحاولات أشكال عديدة ككسر الحماية أو استخدام البرامج الضارة (الفيروسات، حصان طروادة، والديدان)، وتتكون أنظمة كشف التسلل من جهاز استشعار ولوحة تحكم لمراقبة التنبهات والتحكم بأجهزة الاستشعار، والمحرك يقوم بتسجيل إدخالات الأحداث المتلقاة من خلال أجهزة الاستشعار.[39]
- يوجد وسائل تقنية وفنية أخرى لا تحتاج استخدام البرمجيات أو أنظمة معقدة: وذلك من خلال اللجوء إلى عمل فصل جزئي احتياطي بين الشبكات، بحيث يتم تقسيم الشبكات إلى شبكات فرعية “Subnetting“، يكون لكل واحدة قواعد محددة للدخول؛ بهدف الحد من الإتصال بينها وبين أيّ شيء خارج هذه الشبكة، كما يوجد إجراء من خلال عمل نسخ احتياطي “Backup“ بحيث يتم هذا النسخ بشكل دوري منتظم لكل الملفات والمعلومات والبيانات المهمة المتواجدة على هذه الشبكة، وكلما كانت عمليات النسخ دورية على مدد زمنية قصيرة كلما كان حجم البيانات التي من الممكن فقدانها أقل.[40]
المحور الثاني: سبل مواجهة الجرائم والحروب الإلكترونية في الأنظمة الدولية:
لاقى الاهتمام العالمي بمواجهة جرائم الانترنت اهتمامًا عالميا، وكانت أولى الدول التي سنت تشريعات خاصة بجرائم الانترنت والحاسب الآلي هي دولة السويد، حيث صدر قانون البيانات السويدي عام 1973م لمعالجة قضايا الاحتيال عن طريق الانترنت، والتي تشمل الدخول غير المشروع على بيانات الحاسوب واختراق او تزوير البيانات، كما تم عقد المؤتمرات الدولية والندوات المختلفة مجابهة هذه الجرائم وفيما يلي عرض للجهود الدولية المبذولة لمواجهة هذه الجرائم.[41]
اولًا: دور المنظمات الدولية في مواجهة الهجمات السيبرانية:
تلعب العديد من المنظمات دوراً هاماً في تعزيز العمل المشترك بين الدولي خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل كان لابد من التعاون الدولي في تنظيم التشريعيات والإجراءات الوطنية لمواجهة الهجمات الإلكترونية، فبدأت الجهود الدولية والاتفاقيات الخاصة بالحد ومكافحة الإرهاب الإلكتروني.
- منظمة الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها:
يأتي على رأس المنظمات الدولية “منظمة الأمم المتحدة”، وعقدت في سبيل مكافحة الجرائم الإلكترونية عدد من المؤتمرات بداية من المؤتمر السابع في ميلانو 1985 حتى المؤتمر الثاني عشر في 2010، والمؤتمر الخامس عشر عام 1994م وجاءت التوصيات ذات صلة بجرائم المعلومات، كما تواصلت جهود الأمم المتحدة من خلال عدة مؤتمرات، وكان أهمها المؤتمر التاسع عام 1995 في القاهرة؛ لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين، كما عقد المؤتمر العاشر في بودابست عام 2000 وأوصى بالعمل الجاد من أجل الحد من جرائم تقنية المعلومات المتزايدة.
- المنظمة العالمية للملكية الفكرية: تم إنشائها بموجب اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية في استكهولم في 14 يوليو 1967، وقد شكلت بهدف دراسة الأساليب المناسبة لحماية برامج الحاسب الألى من خلال أعضائها.[42]
كما أصدرت الأمم المتحدة عددا من القرارات ذات الصلة بأمن الفضاء السيبراني منها قرار في 20 ديسمبر 2002م بشأن إرساء ثقافة عالمية للأمن السيبراني أقرت فيه بضرورة دعم الجهود الوطنية لتبادل المعلومات والتعاون في هذا المجال للتصدي للهجمات السيبرانية على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.[43]
- الاتحاد الدولي للاتصالات:
تمثلت جهود الإتحاد الدولي للاتصالات – وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة – ويعمل الإتحاد على مساعدة الحكومات في الاتفاق على مبادئ مشتركة تفيد الحكومات والصناعات التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية للاتصالات، وقد وضع الاتحاد الدولي للاتصالات سبعة أهداف لتعزيز الأمن السيبراني العالمي، وتتمثل في الأتى:[44]
- وضع استراتيجيات لتطوير نموذج التشريعيات السيبرانية يكون قابلاً للتطبيق محلياً وعالمياً بالتوازي مع التدابير القانونية الوطنية والدولية المعتمدة.
- وضع استراتيجيات لتهيئة الأرضية الوطنية والإقليمية المناسبة لوضع الهيكليات التنظيمية والسياسات المتعلقة بجرائم الانترنت.
- وضع استراتيجية لتحديد الحد الأدنى المقبول عالمياً في موضوع معايير ونظم تطبيقات البرامج والأنظمة.
- وضع استراتيجيات لوضع بيئة عالمية للمراقبة والإنذار والرد المبكر مع ضمان قيام التنسيق عبر الحدود.
- وضع استراتيجيات لإنشاء نظام هوية رقمي عالمي وتطبيقه وتحديد الهيكليات التنظيمية اللازمة لضمان الاعتراف بالوثائق الرقمية للأفراد عبر الحدود الجغرافية.
- تطوير استراتيجية عالمية لتسهيل بناء القدرات البشرية والمؤسسية لتعزيز المعرفة والدراية في مختلف القطاعات وفى جميع المجالات المعلوماتية.
- تقديم المشورة بشأن إمكانية اعتماد إطار استراتيجي عالمي لأصحاب المصلحة من أجل التعاون الدولي والحوار والتعاون في جميع المجالات.
ثانيًا: دور بعض الدول في مواجهة الهجمات السيبرانية:
قامت بعض الدول بوضع استراتيجيات للتعامل مع الأمن السيبراني وتفادى التهديدات الناتجة عن التكنولوجيا، فقد ظهرت بعض الجهود الدولية الوطنية للحد من مشكلات الجرائم الالكترونية سيتم عرض بعضها فيما يلي:
- مصر:
تم عقد المؤتمر الأول لجمعيات قانون الانترنت في القاهرة 27 سبتمبر 2004م، وقد وضع اللبنة الأولى لإنشاء جمعيات ومنظمات أهلية للعمل التطوعي في مجال قانون الانترنت، فتم تأسيس الجمعية المصرية لمكافحة الجرائم المعلوماتية والانترنت نتيجة لدعوة المؤتمر، حيث تعتبر ” الجمعية المصرية لمكافحة جرائم المعلوماتية والانترنت” منظمة مصرية غير حكومية خاضعة للقانون المصري، وتقوم الجمعية بالأنشطة التالية: مكافحة كافة أشكال الجرائم التي تقع ضد المعلوماتية في كافة أشكالها، تسعى لعقد اتفاقيات بين الجهات المماثلة لها في كافة الدول العربية لمكافحة جرائم الانترنت.[45]
- فرنسا:[46]
إن فرنسا لها دور رائد في هذا المجال على المستوى الأوروبي، ويرتكز نشاطها على عدة ركائز، تتمثل في الآتي:
- مراعاة مسائل أمن الفضاء الإلكتروني مراعاة فعلية، خاصة في إطار إعداد الخطة الرقمية الأوروبية للمفوضية الأوروبية الجديدة؛ لذلك لابد من العمل على تعزيز مكانة الاتحاد الأوروبي على نحو يتوافق ومصالحنا الوطنية على صعيد السوق الداخلية والتعاون الأمني والقضائي والعلاقات الخارجية والأمن والدفاع وحماية المؤسسات الأوروبية من الهجمات الإلكترونية المحتملة، وذلك من خلال إيلاء أهمية كبيرة لهذه الرهانات.
- تكثيف التعاون بين الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي في حال حدوث أزمة إلكترونية المصدر.
- اعتماد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي “رزمة من الأدوات” في مجال دبلوماسية الفضاء الإلكتروني والاستعانة بها، إذ إنها تزود الدول الأعضاء بمجموعة من الخيارات المتنوعة، تضم نظام جزاءات فردية يُطبّق على الصعيد العالمي ويتيح التصدي للأزمات الإلكترونية على نحو المشترك.
- حرصت فرنسا على أن يتبع الاتحاد الأوروبي نهجاً مستقلاً ومتدرجاً في هذه العملية، يقوم على احترام القانون الدولي والحوار ومراعاة الولاية السيادية للدول الأعضاء.[47]
كما لفرنسا عدة مبادرات في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر، يدعو نداء باريس من أجل الثقة والأمن في الفضاء الإلكتروني الذي عُقد في 12 نوفمبر 2018 جميع الجهات الفاعلة إلى العمل معاً من أجل التصدي للتهديدات الجديدة التي تعرض حياة المواطنين والبنى التحتية للخطر، وتتمحور هذه المبادرة حول تسعة مبادئ مشتركة تمثل فرصاً لطرح الأفكار واتخاذ الإجراءات المناسبة، ويُعد نداء باريس اليوم أوسع مبادرة متعددة الأطراف في مجال أمن الفضاء الإلكتروني، فهي تحظى بدعم أكثر من 1200 جهة داعمة من جميع قارات العالم تنبثق من القطاعَين العام والخاص ومن المجتمع المدني، وتضمّ المبادرة من بين مجمل الجهات الداعمة 80 دولة وأكثر من 700 منشأة وجمعية مهنية وأكثر من 390 منظمة من المجتمع المدني، فضلًا عن مجموعة من السلطات العامة والسلطات المحلية، وتلتزم الجهات الداعمة بالعمل يداً واحدةً من أجل تنفيذ مبادئ نداء باريس واتباع سلوك مسؤول في مجال الفضاء الإلكتروني.
- الصين:[48]
قد نشرت الصين 347 قمراً اصطناعياً من بينها 35 قمراً أُطلقت خلال الأشهر الستة الماضية؛ بهدف مراقبة القوات الأمريكية ومتابعتها واستهدافها ومهاجمتها، كما كشفت وثيقة مسربة تحمل شعار وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أن الصين تطور سلاحاً سيبرانياً يمكنه السيطرة على الأقمار الاصطناعية للعدو، ووفقاً لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن هذا السلاح قادر على شل مهمات التواصل والمراقبة الاستخبارية، كما انه قادر على تعطيل الأقمار الاصطناعية المعادية والتحكم بها، وهو جزء أساسي من طموح الصين للسيطرة على المعلومات، والذي تعتبره الصين مجالاً لخوض الصراع مع الغرب.
أكد المركز الوطني الصيني للاستجابة الطارئة لفيروسات الحاسبات، أن السلاح السيبراني للشم والسرقة “Suctionchar” يعتبر واحداً من أكثر الأسلحة التي استخدمت بشكل مباشر وأدت إلى سرقة كم كبير من البيانات الحساسة، وأن هذا السلاح يستطيع سرقة الحسابات وكلمات المرور لمجموعة متنوعة من خدمات الإدارة عن بعد وخدمات نقل الملفات على الخوادم المستهدفة، نظراً لكونه شديد التخفي وقابل للتكيف مع البيئة، كما أكد الخبراء الى أنه يمكن لمكتب عمليات الاختراق الخاصة توجيه “Suctionchar” لاستهداف الخوادم بمساعدة منصة سلاح مهاجمة الثغرات الأمنية “Acid Fox” و “NOPEN Trojan” وأسلحة سيبرانية أخرى لها القدرة على مهاجمة الثغرات الأمنية والسيطرة المستمرة على الخوادم المصابة، وأن بمجرد الحصول على أسماء المستخدمين وكلمات المرور، فإن من الممكن لمكتب عمليات الاختراق الخاصة استخدامها في اختراق خوادم وأجهزة شبكات أخرى لسرقة الملفات أو توجيه أسلحة سيبرانية أخرى.
المبحث الثالث
النماذج التطبيقية للحروب السيبرانية
تمهيد:
أدت الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الى بروز الفضاء السيبراني ليكون أحد مجالات الصراع والتنافس بين القوى الكبرى، وظهر مفهوم الحرب السيبرانية التي تعتبر من أهم حروب المستقبل، والتي لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية، وأضحى الفضاء السيبراني عنصر مؤثر في النظام الدولي وفي الصراعات الدولية نظرا لما يحمله من أدوات تكنولوجية متطورة تلعب دورا هاما في عمليات الحشد والتعبئة في العالم، فضلا عن التأثير في القيم الأساسية.
وتستخدم العديد من الدول القدرات التي يوفرها الفضاء السيبراني لاعتبارات كثيرة منها الأمن والقوة العسكرية، وهذا جعل تلك الدول تدخل الفضاء الالكتروني ضمن حساباتها الاستراتيجية وأمنها القومي، وهناك كثير من الدول وفواعل من غير الدول أصبحت نموذج لتطبيق الحروب السيبرانية كروسيا وإيران وأمريكا واسرائيل والصين وغيرها من الدول.
يتضمن هذا المبحث ثلاثة محاور تتمثل فيما يلي، المحور الأول بعنوان أهم الهجمات السيبرانية العالمية في الفترة من 1998م _ 2019، والمحور الثاني بعنوان أهم الجيوش السيبرانية التي تمكنت الدول الكبرى من إنشائها، والمحور الثالث بعنوان أبرز النماذج التطبيقية للحروب السيبرانية.
المحور الأول: أهم الهجمات السيبرانية العالمية في الفترة من 1998- 2019:
كان للفضاء الإلكتروني دور فعال في ادارة التفاعلات على الساحة العالمية ومن اهم هذه الهجمات السيبرانية:
اولًا: الهجمات السيبرانية التي حدثت من عام 1998 – 2005:[49]
- الهجمات السيبرانية التي نفذت من باكستان ضد الهند، واستهدفت “مركز لهبة للبحوث الذرية ” في يونيو 1998م.
- الهجمات السيبرانية بين الصين وتايوان عام 1999م، وقد ادي هذا النزاع السيبراني بينهما الى اختراق مواقع تايوانيه.
- الحرب السيبرانية بين اسرائيل وفلسطين عام 2000م.
- الحرب السيبرانية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية عام 2001م، والذي بدأت بعد تحطم طائرة التجسس الأمريكية، حيث تم استهداف الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الصين.
- الاختراق الذي حدث على وكالة ناسا الفضائية عام2003م، والذي أطلق عليها اسم ” تيتان المطر”.
- الحروب السيبرانية بين كوريا واليابان عام 2005م، بسبب الصراع الاقليمي حول ” دو كدو”.
ثانيًا: أبرز الهجمات السيبرانية التي حدثت من عام ٢٠٠٧ – ٢٠١٩:[50]
- تعرضت استونيا عام 2007م: الى أعنف الهجمات السيبرانية، بعد خلافها مع روسيا بسبب مشروع نقل نصب تذكاري يعود الى العهد السوفيتي السابق، حيث تعرضت الى هجوم هدد الامن القومي للدولة واستمر الهجوم لمدة ثلاثة اسابيع، شلت خلاله تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية واستهدف الهجوم أنظمة البنوك والمصارف وشبكات الاتصال [51].
- شنت إسرائيل هجوم سيبراني على سوريا عام 2007م: وذلك على انظمه الدفاع الجوية السورية، ومن ثم قصف محطة نووية مشتبه بها قيد الإنشاء في سوريا، ونفذت إسرائيل الهجوم وأطلق عليه اسم ” عملية البستان “، حيث تم اختراق نظام رادار الدفاع الجوي السوري عن طريق برنامج حاسوبي يسمى ” سوتر”. [52]
- الهجوم الذي شن ضد جورجيا في أغسطس عام 2008م: بعد الصراع الذي نشب بين روسيا وجورجيا على استراليا، فالاختراق السيبراني ادى الى توقف خدمة الانترنت في جورجيا وتوقف الاتصالات الداخلية واتهمت جورجيا روسيا وراء هذه الهجمات. [53]
- من اقوى الهجمات التي حدثت عام 2014 م: هي شركة ” Sony ” الأمريكية حيث تعرضت الى هجوم سيبراني.
- الحرب السيبرانية الروسية على المانيا: حيث تعرضت المانيا الى عمليه قرصنة كبرى عام ٢٠١٥م، من خلال تسريب وثائق سرية رسمية منها الوثائق التي سربت من البرلمان الالماني وكانت الهجمات السيبرانية تستهدف الاحزاب والمؤسسات الألمانية قبل فترة الانتخابات الألمانية.
- الهجمات السيبرانية لتنظيم ” داعش الارهابي”: حيث استخدم الاعلام والمنصات الرقمية لنشر الأفكار، وانشاء مقاطع فيديو لمدة 13 دقيقة وباللغة الإنجليزية تحت عنوان ” لا حياة بلا جهاد ” والذي يضم شهادات لمقاتلين من استراليا وبريطانيا، وهو نوع من جذب الشباب في امريكا واوروبا، وايضا التشجيع على تجنيد النساء وذلك من خلال انشاء فيلم ” لهيب الحرب” الذي تم الاعلان من خلاله مسؤولية عن هجمات باريس عام 2015 م، وأعلن التنظيم أيضا مسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء مصر في العام ذاته.[54]
- تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية الى هجمات سيبرانية عام 2016 م: مستهدفة أنظمة الانتخابات في البلاد، يهدف فوز ” دونالد ترامب ” ضد المرشحة الديمقراطية ” هيلاري كلينتون ” وتوجهت الاتهامات نحو موسكو بشأن هذه الهجمات، مما دفع مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي “” FBI عام ٢٠١٦ إلى نشر تقريرا يبين حقيقة هذه الهجمات وسمي التقرير ب ” التقرير التحليلي المشترك “.[55]
- صدر تقرير عن ” كاسبر سكاي لاب ” عن أسوأ الهجمات السيبرانية عام 2017م: وكانت هجمات عرفت ب “يوم الصفر” واشار التقرير إلى ان أسوأ الهجمات التي نفذت في هذا العام من قبل عصابتي ” Sofacy ” و” Turla ” واللتان يتحدث أفرادها اللغة الروسية ، واستهدفت الهجمات الأجهزة التي تعمل على نظام ” الأندرويد ” وتم استغلال الثغرات الأمنية لأحداث الأضرار الكبيرة واستغل القراصنة الثغرات الأمنية في أنظمة” مايكروسوفت ” حيث تم وضع قفل على الأجهزة وحبس الملفات مقابل الحصول على فدية وعرفت هذه الهجمات باسم ” وانا كراي ” وهو أسوأ برامج الفدية السيبرانية ، والهجوم الاخر حدث في يونيو عام 2017 م ، الذي استهدف مؤسسات في أوكرانيا ، وروسيا ، وبعض الدول الأوروبية والذي عرف باسم ” Expetr “.[56]
- في سبتمبر عام 2019 م: اتهمت شركة ” هواوي ” الحكومة الأمريكية باختراق شبكات المعلومات لتعطيل عملياتها التجارية.
- في يوليو عام 2019م: اعلنت الشركات الكبرى الصناعية الألمانية منها (Siemens, Hankel، Basp) عن تعرضها لهجمات سيبرانية ومن المحتمل انها مرتبطة بالحكومة الصينية.
- اعلان شركه ” مايكروسوفت ” في يوليو عام 2019 م: باكتشاف ما يقارب 800 هجوم الكتروني على مدار عام 2018 م، حيث استهدفت الهجمات مؤسسات الفكر والرأي، والمنظمات الغير حكومية، واغلب الهجمات وقعت في روسيا، وكوريا الشمالية، وإيران.
- في يوليو عام 2019 م: أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشن عمليات الكترونية ضد الكمبيوترات الإيرانية، للسيطرة على عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف.
- في مايو عام 2019 م: طورت إيران شبكة من المواقع والحسابات، التي تستخدم لنشر معلومات كاذبة عن السعودية وامريكا.
- في مارس عام 2019 م: استهداف البنية التحتية الرقمية في السعودية من قبل مجموعة تجسس إلكترونية إيرانية.
- اخترق جهاز المخابرات الإيراني في مارس عام 2019 م: الهاتف المحمول التابع لرئيس جيش الدفاع الاسرائيلي السابق، وزعيم المعارضة الإسرائيلية ” بيتي غانتز “قبل فترة من الانتخابات الإسرائيلية.
- كشفت اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية في يناير عام 2019: عن استهدافها من قبل المتسللين الروس في الفترة التي تلت انتخابات التجدد النصفي عام 2018 م.[57]
المحور الثاني: أهم الجيوش السيبرانية التي تمكنت الدول الكبرى من انشائها: ١٢
تتمثل أهم الجيوش السيبرانية فيما يلي:
- الوحدات الست في الولايات المتحدة الأمريكية: تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الالكترونية علي ست عناصر هي الوحدة الأمريكية لقيادة الفضاء الالكتروني وهي المختصة بالتنسيق والتخطيط وإدارة عمليات الهروب الالكترونية مع باقي الفروع التي تتبعها.
- كوريا الشمالية: تمتلك كوريا الشمالية وحدة خاصة بالحروب الإلكترونية هي ” المكتب 121″ وأهدافه الرئيسية هي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وأنشئ عام 1998.
- اللواء ٧٧ البريطاني: انضمت بريطانيا للحروب الإلكترونية باللواء ٧٧ في أوائل عام ٢٠١٥، ويركز في الأساس على الحسابات المؤيدة للإرهابيين على تويتر حيث يعمل على شن الحروب النفسية، ويتكون من ٢٠٠٠جندي.
- مخابرات الإشارة الروسية: مجموعات من الهاكرز يعملون لصالح استخبارات الإشارة الروسية، وكانت أحدث الهجمات التي يشنها هاكر روس بحسب ” سي إن إن” هو اختراق وزارة الخارجية الأمريكية، واختراق أنظمة البيت الأبيض لدرجة تسريب جدول أعمال الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
- الوحدة “61398” الصينية: تشتهر الصين بامتلاكها أحد أفضل الجيوش في الحروب الإلكترونية في العالم ورغم عدم الكشف رسمياً عن الوحدة المسئولة عن عمليات الاختراق الصينية إلا أن وزارة العدل الأمريكية قالت إن الوحدة هي مصدر حروب الصين الإلكترونية.
- كوماندوز الجيش الاسرائيلي: اشتهرت إسرائيل باستخدام وحدة كوماندوز اسرائيلية تركز على 30 موقع بالإضافة إلى العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وتبث رسائلها بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والعبرية والفرنسية والإسبانية.
- جيش إيران الإلكتروني: في السنوات الأخيرة برزت إيران كقوة في الحروب الإلكترونية من خلال جيش إيران الإلكتروني الذي أظهر قدرة على اختراق أهدافه ببراعة على حد قول معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي.
المحور الثالث: أبرز النماذج التطبيقية للحروب السيبرانية:
تتمثل أبرز النماذج التطبيقية للحروب السيبرانية فيما يلي:
- الهجمات الإلكترونية بين روسيا وأوكرانيا:
تعرضت وزارة الكهرباء الأوكرانية عام 2015 لهجمات إلكترونية على شبكة الكهرباء الأوكرانية، وأوضحت المصادر أن متسللين استخدموا شبكة الإنترنت ومقرها روسيا قاموا بهذا الهجوم مما تسبب بانقطاع الكهرباء وكان أول هجوم ناجم عن هجوم الكتروني.
وقعت سلسلة من الهجمات الإلكترونية من روسيا ضد أوكرانيا حول شبه جزيرة القرم استهدفت البنوك والوزارات وشركة الكهرباء وتم فيها استخدام برمجيات خبيثة مما نتج عنه تعطيل أنظمة المعلومات وتعطيل أعمال الشركات الحكومية والخاصة.[58]
- الصراع السيبراني بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا:
كان الصراع بين روسيا والولايات المتحدة يتم فيه استخدام شتى أنواع الأسلحة، وحديثاً أصبح الصراع بين الدولتين قائم على تطبيق السيبرانية والفضاء الإلكتروني حيث أدي ظهور الجيوش الإلكترونية إلى كشف نوايا الحروب الإلكترونية الجديدة، وهذا ما كشف عنه وزير الدفاع الروسي ” سيرنجي شويفو” أن بلاده أنشأت بالفعل جيشاً الكترونياً تابعاً لوزارة الدفاع، ويتوقع أن يكون هذا الجيش بردع الدعاية المغرضة ضد بلاده، ولاشك أن الحرب الإلكترونية التي أعلنها الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين” على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 التي تهدف للتأثير فيها لمصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشكلت عهداً جديداً في الحروب الإلكترونية وباتت بوابة حرب المعلوماتية، وانعكست أثارها على الأرض في الولايات المتحدة فكانت المرة الأولى التي تنتقل الحرب الإلكترونية بين الدول للساحة الديمقراطية بعد أن كانت تقتصر على استهداف المنشآت العسكرية و الاستخباراتية.[59]
كما أن الخطورة التي تشكلها أجهزة التشويش الروسية على القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا، وذلك نقلاً عن مصادر عسكرية أمريكية وبحسب التقارير فإن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا تضطر بشكل متزايد إلى الدفاع عن نفسها أمام هجمات إلكترونية روسية التي لها عواقب مميتة. وذكر ضباط أمريكيون اختبروا التشويش المعروف باسم الحرب الإلكترونية، إنه لا يقل عن الهجمات التقليدية بالقنابل والمدفعية.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن توسع عمليات التجسس الأمريكية على روسيا، مشيرة إلى أنها وصلت إلى أوسع نطاق لها منذ نهاية الحرب الباردة، والتجسس الأمريكي على روسيا شمل العديد من المفاصل الحيوية، بالإضافة إلى أنظمة الأقمار الصناعية، وهو ما أدى إلى تخصيص ميزانيات كبيرة لهذه الأعمال، وهي المبالغ التي خصصت سابقاً لمكافحة الإرهاب وتغطية الحروب الأمريكية، وأن الأنشطة التجسسية الأمريكية التي تم إخفاؤها عن الرأي العام، تعتبر جزءاً من الصراع والمنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في أعقاب عقدين من الهدوء، هدوء لن يستمر في أعقاب التوترات المتصاعدة بين البلدين على خلفية العديد من القضايا.[60]
- الهجمات الإلكترونية بين إيران وإسرائيل:
حدث في عام 2010 ومع ظهور فيروس ستاكسنت، والذي يعتبر نقطة تحول هامة في مجال الأسلحة الإلكترونية، وذلك بانتقال الفيروس من مرحلة تدمير أو سرقة البيانات الى إصابة المكون المادي نفسه؛ حيث قام بتعطيل ما يقرب من 1000 طرد مركزي، وهو ما أثر على عملية تخصيب اليورانيوم للمفاعل النووي الإيراني وقد تبنت إسرائيل المسؤولية عن شن هجمات ستاكسنت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية.[61]
تطورت الحرب الإلكترونية في عام 2019م بين الدولتين حيث أعلنت وحدة الدفاع الإلكترونية الاسرائيلية أنها أحبطت عملية اختراق ايرانية استهدفت نظام التنبيه ضد الصواريخ الإسرائيلية، وفي العام التالي 2020 أعلن جهاز الأمن الوطني الإلكتروني في إسرائيل أنه أحبط هجوم الكرتوني على منظومة المياه في إسرائيل كما تضمن الهجوم الأنظمة الحاسوبية لست منشآت مياه في إسرائيل ورجحت إسرائيل وقوف إيران وراء هذا الهجوم وذلك لأن من الصعب التحقق من هوية المعتدي، وفي 2020 تعرضت إيران لتفجيرات غامضة استهدفت مواقع عدة أهمها منشأة نظنز النووية وهي المبني الرئيسي لتخصيب اليورانيوم بإيران.
- الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران:
يعد برنامج إيران للحرب الإلكترونية أحد أجنحة النظام الإيراني لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي بدأ تشكيله عام 2012 ويشرف على إدارته المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، وقد أشار الضابط السابق في الحرس الثوري والباحث الفيزيائي “محسن فخري زاده” بقوله ” إن إيران عملت على تطوير قدراتها الإلكترونية منذ تأسيس المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، واستغل النظام الإيراني البرنامج لشن هجمات إلكترونية وتنفيذ عمليات تجسس إلكترونية في محاولة الحاق الضرر بالبنى الأساسية المالية والأمنية والسياسية الخاصة بالدول المعادية لإيران”.[62]
وقبيل أعوام من توصل المجتمع الدولي إلى الاتفاق النووي مع طهران، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الإلكترونية على مشروع إيران النووي، بهدف إضعاف قدرة طهران النووية، وإجبارها على التنازل على طاولة المفاوضات، حيث أنه تم إرسال الفيروسات الخبيثة لتخريب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي أضعف قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
لم تكن واشنطن في الوقت نفسه بمأمن من الهجمات الإلكترونية، ففي يوم الجمعة 23 مارس 2018 وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جنائية وفرضت عقوبات على شركة إيرانية وعلى تسعة ناشطين إيرانيين، لاختراقهم أنظمة مئات الجامعات والشركات وضحايا آخرين لسرقة البحوث والبيانات الأكاديمية والملكية الفكرية, ووصفت وزارة العدل الأمريكية القراصنة بأنهم عصابة تسلل الكتروني، حاول أفرادها اختراق مئات الجامعات حول العالم، وهم أفراد تابعين للحرس الثوري الإيراني، فضلا ً عن اختراقهم عشرات من الشركات وقطاعات من الحكومة الأمريكية لحساب الحكومة الإيرانية، وحسب ما صدر من تقارير صادرة عن الوزارة وضحت فيه: “إن الهجوم الذي وصفته بإحدى كبرى الهجمات الإلكترونية التي ترعاها دولة إيران، بدأ منذ 2013 على الأقل وبه تمت سرقة أكثر من 31 تيرابايت من البيانات الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية من 144 جامعة أمريكية و 176 جامعة في 21 دولة أخرى.[63]
الفصل الثاني
طبيعة الصراع الإيراني الإسرائيلي
مقدمة:
مرت العلاقات الدولية بين إيران وإسرائيل بحالة من التذبذب، حيث كانت علاقات وطيدة ثم صراع وهكذا، وذلك بتوالي الأحداث والظروف السياسية حيث، كانت العلاقة وطيدة بين الدولتين في الستينات، كما أثرت حرب 1967م على العلاقات بين الدولتين وأيضا حرب 1973م، معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ١٩٧٨م.
تحولت العلاقات الى الصراع بعد التغير الايديولوجي في إيران عام 1979م، ومن ثم نشهد الصراع من أجل الهيمنة والقوة النووية بين الدولتين، حيث تسعى إيران كقوة صاعدة إلى السيطرة والهيمنة على المستوى الدولي والإقليمي، وخاصة على مستوى الشرق الأوسط، ومن ثم نشهد صراع سيبراني بين الدولتين انطلاقًا من مبدأ تأمين المصلحة الوطنية للدولتين، حيث كلتا الدولتان ترغب في الهيمنة الدولية عن طريق استخدام قوتها.
تتناول الدراسة في هذا الفصل تاريخ العلاقات الإيرانية الإسرائيلية منذ 1947 حتى الثورة الإسلامية 1979، ثم التحول إلى الصراع بعد التغيير الإيديولوجي في إيران 1979، الصراع القائم بين إيران وإسرائيل من أجل الهيمنة والقوة النووية في المنطقة وذلك من خلال ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية (1947- 1979).
المبحث الثاني: أبعاد الأمن القومي الإيراني.
المبحث الثالث: الصراع من أجل الهيمنة والقوة النووية في المنطقة (2013-2022).
المبحث الأول
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية (1947 – 1979)
تمهيد:
مرت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بتاريخ طويل من التذبذب بین القوة والضعف وذلك حسب الظروف السیاسیة التي سادت إیران منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي وحتى قیام الثورة الإيرانية في العام 1979م، فقبل نجاح الثورة الإسلامية، كانت هناك علاقات قویة بین إیران وإسرائيل، حیث اعترفت إیران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي بهذه الدولة بعد عامین من تأسيسها في 6/3/1950م، وبالرغم من أن حكومة مصدق اتخذت قرارًا بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس في 6/7/1951م، وبينما عد العرب أن هذا القرار یأتي من منطلق التراجع عن الاعتراف الرسمي بإسرائيل، فقد اتخذت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بعدًا أكثر عمقًا في أواخر عقد الخمسينات.
يتضمن هذا المبحث محورين هما، المحور الأول بعنوان العلاقات الايرانية الاسرائيلية منذ (1947-1950)، المحور الثاني بعنوان أثر الحروب والمعاهدات على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.
المحور الأول: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية منذ ١٩٤٧ حتى ١٩٥٠:
بمكن القول واقعياً أن هناك تحالفًا استراتيجيا قد تم بین الدولتين واستمر هذا التحالف حتى سقوط الحكم البهلوي في العام 1979م. وقد تحالفت كلتا الدولتان في المجال الأمني في مواجهة الأعداء المشتركين أي العرب والاتحاد السوفییتي السابق، إذ بلغت العلاقات بینهما في المجال الأمني أعلى مستوياتها، وبتحالف إسرائيل مع إیران استطاعت الأولى الخروج من حصارها السياسي الإقليمي وتعميق علاقاتها مع الدول الأخرى من ناحية، وحاولت تغییر الترتيبات الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط بإقامة علاقات مع دول الجوار غیر العربية (من إیران وتركیا) من ناحية أخرى.
اولًا: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بعد الاعتراف الإيراني بدولة اسرائيل عام ١٩٥٠:
كانت الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على تجاوز المحيط العربي المعادي لها بإقامة تحالفات مع المحيط الأبعد الذي يعادي أيضاً المحيط العربي نفسه، أو بأسوأ الأحوال لا يقيم صداقة معه مثل (إيران، تركيا، إثيوبيا).
وُجد أن موقع إيران في هذا المحيط شديد الأهمية لمصالحها بسبب اختلافها المذهبي ومنازعة العرب على الخليج وشط العرب، وكان الشاه يحاول أن يقيم توازناً دقيقاً بين علاقاته العربية وبين علاقته مع إسرائيل، التي كان يعتبر وجودها كدولة غير عربية موالية للغرب يعزز أمنه.
اعترفت إیران بإسرائيل في الخامس عشر من مارس في العام 1950م وكان الاعتراف الإيراني نابعاً من منطلق الاعتراف بالأمر الواقع وهو أن دولة إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة وأن اعتراف إیران بها كان أمراً بدیهیاً وواقعیاً، فكان للاعتراف قدسية نشاط اقتصادي دبلوماسي سیاسي إیراني في إسرائيل، كما كان لیهود إیران نشاطات اقتصادية واجتماعية مختلفة في إیران، الا أنه تلك النشاطات لم يتم التركيز عليها أو اظهارها حتى صدر قرار الاعتراف.
كان تأثير الولایات المتحدة الكبير على حكومة الشاه محمد رضا التي كانت قد بدأت بتسلم المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي كان هدفها بناء قوة عسكرية إيرانية تقف في مواجهة التهديد السوفییتي من الشمال، وقد أسهمت تلك المساعدات بشكل كبیر في تدخل الولایات المتحدة في القرار الإيراني السياسي والضغط على حكومة رضا للاعتراف بإسرائيل، والى جانب ذلك فقد كان اعتراف تركیا، وهي إحدى الدول الإسلامية، بدولة إسرائيل في 1949م، والذي تبعه تبادل دبلوماسي بین البلدین في إقدام إیران على اتخاذ قرار الاعتراف، فقد ضمنت إيران لاسيما بعد الاعتراف التركي بأنها لن تكون محط اهتمام من الدول العربية والإسلامية كونها اعترفت بإسرائيل.
كان هذا الاعتراف لم يستمر سوي عام واحد، فبعد ترأس محمد مصدق الحكومة الإيرانية(١٩٥١- ١٩٥٣) قام بإلغاء هذا الاعتراف وأغلق القنصلية الإيرانية في القدس، وسحب ممثل إيران من إسرائيل، وطلب كنت ممثل إسرائيل في إيران مغادرة الأراضي الإيرانية وقام بإجرائه هذا تحت ضغط وتأثير أعضاء البرلمان فضلاً عن ضغوط المرجعيات الدينية وفي مقدمتها آية الله العظمى وأبو القاسم الكاشاني، الذين كتابة جميعاً حكومة مصدق بإلغاء هذا الاعتراف فضلاً عن رغبة مصدق في كسب ثقة الدول العربية إلى جانب الأمم المتحدة في صناعة مع بريطانيا بشأن تأميم النفط الإيراني.[64]
ثانيًا: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بعد عودة اعتراف إيران بإسرائيل:
شهدت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تطوراً كبيرا بعد عودة الشاه إلى إیران الذي أعاد بدوره اعتراف إیران بإسرائيل، ففي المرحلة الأولى كانت العلاقة سرية بين الشاه وإسرائيل، وكان حريصاً على أن يبقي العلاقة بينه شخصياً وبين مسؤولين إسرائيليين غير مباشرين خارج نطاق وزارة الخارجية الإيرانية، مع أن إسرائيل ضغطت بشدة عليه للاعتراف بها وتحويل العلاقة إلى علنية وسربت من أجل ذلك أخباراً إلى الصحافة، إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً الاعتراف بوجودها كدولة، مؤثراً عدم استفزاز جيرانه العرب.
تطورت العلاقة الايرانية الاسرائيلية بسبب نشاط الطائفة اليهودية الإيرانية، في تلك المرحلة قدّم الشاه لإسرائيل خدمات من خلال تسهيل هجرة اليهود الإيرانيين والعراقيين إليها عبر الخط التركي، في الوقت الذي كانت فيه بأشد الحاجة إلى تعديل الميزان الديموغرافي المائل بوضوح إلى الجانب الفلسطيني، وبالمقابل دعمته في الأوساط السياسية الأمريكية والغربية عامة.[65]
تطورت العلاقة شيئاً فشيئاً، وقويت أكثر أواخر الستينات وأوائل السبعينات عندما نشب النزاع بين الشاه وبين العراق حول شط العرب، فاستفاد الشاه من التقدم التقني والعسكري الإسرائيلي، وتوصلت إسرائيل إلى إيجاد بعثة إسرائيلية غير معلنة في طهران تشرف على بعثات الضباط الإيرانيين إليها للتدريب العسكري، واستقبال الضباط الإسرائيليين لتدريب أجهزة الأمن الإيرانية (السافاك) على كيفية استجواب المعارضين لحكم الشاه والمتهمين جرى كل ذلك بسرية، حتى إن الشاه أبقى زيارات مسؤوليه طي الكتمان، وكانت إسرائيل تراعي عدم إحراجه فلا تختم جوازاتهم عند دخولهم إليها أو خروجهم تاركة الختم التركي وحده عليها. أما البعثة الإيرانية في إسرائيل فـكمثيلتها الإسرائيلية، مثّلت سفارة غير رسمية حملت اسماً رمزياً للتمويه وإبعاد النظر عن إيرانيتها.
نشبت أزمة غير متوقعة بين الشاه ومصر في عهد عبد الناصر، بسبب تصريح للشاه يعلن فيه اعترافه بإسرائيل، اشتد بعدها توتر العلاقات بينه وبين الدول العربية ولا سيما الخليجية منها.٤٢
خاف الشاه من هجوم عراقي بدعم مصري تسهله دول الخليج، فمتن التحالف مع إسرائيل ونسق معها عسكرياً، ولم يهدأ التوتر إلا بعد مجيء السادات وبروز علاقته الغربية وابتعاده عن السوفييت وارساله إشارات إيجابية إلى الشاه. وبعد توقيع معاهدة الجزائر مع العراق لتقاسم مياه شط العرب، شعر الشاه بأهمية علاقته مع جيرانه العرب فبدأت علاقته بإسرائيل تضعف واقتصرت على تنمية ترسانته العسكرية والاعتماد عليها في تحقيق الطموح الإيراني للسيطرة على المنطقة.[66]
المحور الثاني: أثر الحروب والمعاهدات على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية:
أثرت مجموعة من الحروب على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية كان من أبرزها حرب 1967، وحرب أكتوبر 1973، وذلك من خلال:
اولًا: تداعيات حرب ١٩٦٧ على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية:
كان الموقف الإيراني من الحرب بعد اجتماع الشاه محمد رضا برئيس الحكومة أمیر عباس هويدا؛ حیث أعلنت الحكومة الإيرانية عقب الاجتماع قراراتها وهي: –
- المطالبة باجتماع مجلس الأمن على الفور.
- وقف إطلاق النار في الحال.
- انسحاب الجیش الإسرائيلي إلى حدود ما قبل 5 يونيو 1967م.
- حل النزاع بمعرفة ھیئة الأمم المتحدة.
- تأييد حقوق العرب.
كان للتفوق العسكري للقوات الاسرائيلية علي العرب في الحرب موضع ترحيب من الحكومة الايرانية، وأشارت مصادر الي أن الشاه غمره الفرح وقام بتوزيع سبائك الذهب علي مقربية ومساعديه فرحاً بنصر اسرائيل، وهزيمة جمال عبد الناصر وأنه امتدح الجيش الإسرائيلي، ورفضت حكومة الشاه عدة مطالب عربية رسمية طالبت بقطع تصدير النقط الإيراني لإسرائيل قبل الحرب وفي اثنائها وبعدها.
وكانت حجتها أنها لیست لدیها سيطرة على اتحاد شركات النفط الدولية (الكونسورتیوم) الدولي الذي یستغل حقول إیران النفطية، وسمحت الحكومة الإيرانية للیهود الإیرانیین بالسفر لإسرائيل للمساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب، وسمح الشاه لأحد أثرياء الیهود في إیران المدعو “سعید حلیمي” الممثل لأحد الشركات الإنجليزية في إیران بالتبرع بمبلغ ملیون دولار لإسرائیل.[67]
أدركت إیران بعد النصر الإسرائيلي في حرب العام 1967م أهمية علاقاتها مع إسرائيل السیاسیة والاستراتيجية وفائدتها، لیس فقط في منطقة دائرة الاهتمام الإيراني وإنما بالتصدي لأي امتداد سوفیتي أو شیوعي نحو منطقة الشرق الأوسط أيضاً.
رسمت إیران من هذا المنطلق موقفها من حرب ١٩٦٧ وما تلاها ومن الصراع العربي الإسرائيلي كله، على مبدأ المنفعة والمصلحة التي ستجنیها من تلك المواقف، ولعل التفوق العسكري الإسرائيلي على العرب في حرب ١٩٦٧ كان المنطلق لتصريحات المسؤولين الإیرانیین المتكررة في حق إسرائيل في الوجود وفي بناء دولتهم، كان الأساس في توسيع مجال التعاون الإيراني وتوثیقها أيضا وفي نمو العلاقات بین الدولتين. [68]
ثانيًا: أثر حرب اكتوبر ١٩٧٣ على العلاقات الإسرائيلية الإيرانية:
أحدث انتصار العرب السریع في الحرب صدمة لشاه إیران فالقدرة التي أبدتها القوات المصریة والسورية، قللت من هیبة الجیش الإسرائيلي وأدي هذا الانتصار إلى إعادة إیران النظر في علاقاتها مع إسرائيل.
أبدت إیران موقفاً ضعیفاً تجاه الحرب منذ بدایتها وأعربت ببرقیة بعثت بها إلى الجمعیة العامة للامم المتحدة یوم التاسع من أكتوبر عن قلق الحكومة الإیرانیة لتجدد القتال في الشرق الأوسط، ودعت جمیع الأمم المحبة للسلام إلى بذل إمكاناتها لوضع حد لإراقة الدماء، وكررت إیران إعلان تأييدها للقضیة العربیة و دعت في البرقیة ذاتها إلى ضرورة انسحاب إسرائیل من الأراضي التي احتلتها في العام 1967م، ودعت إلى ضرورة تنفیذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) الصادر بتاریخ الثاني والعشرون من أكتوبر للعام 1967م القاضي بانسحاب القوات الإسرائیلیة من الأراضي التي احتلتها في حرب ١٩٦٧.[69]
تحسنت العلاقات بین إیران ومصر بعد عودتها في العام 1970م ورأى الشاه أن مصلحة بلاده تقتضي بلورة الموقف الإیراني تجاه الدول العربیة، لا سیما مصر وسوریا اللتان حسنت علاقات زعمائها الشخصیة مع شاه إیران، وعلى إثر ذلك أبدى شاه إیران تعاطفاً وتأییداً للدول العربية في حربها ضد إسرائيل.[70]
رفض الشاه من منطلق عدم الإضرار بالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية, الانضمام إلى الحظر النفطي العربي على إسرائيل في العام 1973م واستخدامها سلاحاً في الحرب، وأبقى على استمرار تدفق الإمدادات النفطية لإسرائیل، فضلاً عن ذلك كشف بعض الوثائق التي ضبطت في السفارة الأمریكیة في طهران بعد الثورة الإسلامیة، أن بعض ضباط الاستخبارات الإیرانیة قاموا بتقدیم تقاریر سریة إلى إسرائیل قبل حرب اكتوبر، كانت فیها إشارات تحذیریة وبشكل موثوق حول هجوم مرتقب یقوم به العرب ضد إسرائیل وهو إشارة إلى حرب اكتوبر.[71]
حاول الشاه طوال فترة حكمه أن یحافظ على سریة علاقاته مع إسرائیل والتقلیل من شأنها أمام الدول العربیة والإسلامیة، إلا أن الرسالة التي بعثت بها رئیسة وزراء إسرائیل السابقة “غولدا مائیر” إلى الشاه تفصح عن مدى قوة ومتانة وعمق العلاقات بین إیران وإسرائیل فقالت فیها:
“الآن وقد وصلت العلاقات بین إسرائیل وإیران إلى أعلى المستویات بتأیید جهود سیادتكم، لماذا لا یتم الإعلان رسمیاً عن هذه العلاقات، ثم تسأل مائیر الشاه قائلة: ” أَلم یحن الوقت بعد لأن ینتقل عشقكم وحبكم لنا من طور الخفاء إلى مرحلة العلن بعقد رسمي وعلني؟ ویكتب الشاه رداً على الرسالة: ” إن عشقنا وحبنا الخفي وغیر المعلن، الذي یمارس بسریة لهو أكثر إثارة للذة والمتعة من وجود عقد رسمي وعلني”، وهذا ما أكدته الوثائق المصنفة بدرجة سري للغایة التي أشارت إلى مدى ما كانت عليه العلاقات بين الشاه وإسرائيل.[72]
ثالثًا: أثر معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ١٩٧٨ على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية:
اتسمت العلاقات المصریة الإیرانیة بالإیجابیة في عهد الرئیس المصري أنور السادات وانعكست هذه العلاقة في العلاقات الودیة التي كانت تربط إیران وإسرائیل، ومن هنا بدأ الشاه مساعیه للقیام بدور الوسیط لإجراء حوار مباشر بین السادات والإسرائیلیین، وذلك لتوافق وجهتي النظر للشاه والسادات حول طبیعة ومستقبل الدولة الإسرائیلیة، ورحب الشاه برغبة السادات في السلام واستجاب لطلبه، فقام بتوجیه دعوة إلى رئیسة وزراء إسرائیل جولدا مائیر التي لبت الدعوة ووصلت إلى طهران في منتصف العام 1972م وقد طلب الشاه من مائیر في أثناء لقائه بها تفهم مواقف مصر وضرورة التجاوب معها.[73]
أثناء الزیارة التي قام بها الشاه إلى الولایات المتحدة في العام 1973م أوضح للرئیس نیسكون أن استمرار الصراع العربي الإسرائیلي في منطقة الشرق الأوسط قد یؤدي إلى إلحاق الضرر بالسلام والاستقرار في المنطقة والخلیج العربي.[74]
وأكد الشاه في أعقاب حرب أكتوبر على ضرورة الانسحاب الإسرائیلي الكامل من الأراضي المحتلة بما فیها القدس، وأعرب الشاه لوزیر الخارجیة الأمریكي هنري كیسنجر عن استعداد إیران لتزوید إسرائیل بـ 60 %من حاجاتها النفطیة بالمجان إلى أن تتم تسویة المشكلة بینها وبین مصر، وأعلن الشاه في أثناء زیارة السادات إلى طهران في أبريل من العام 1975م، عن اتفاقه التام مع السادات بشأن الصراع العربي الإسرائیلي وقال: “ندعم الرئیس وسیاسات بلده مئة بالمئة”.
وأكد الشاه في زیارته التي قام بها للقاهرة في ديسمبر في العام ١٩٧٥م على أن السلام والاستقرار لن یعم الشرق الأوسط من دون أن تحل القضیة الفلسطینیة ویتم إنهاء الصراع العربي الإسرائیلي، وقد أدلى الشاه في أحد أحادیثه لإحدى الصحف الأمریكیة ١٩٧٨: ” إنْ لم یتم تحقیق تقدم في مسیرة السلام فسیكون بالإمكان استخدام سلاح النفط ضد إسرائیل”.[75]
كان لتصلب الموقف الإسرائیلي من عملیة السلام ورفضها إعادة الحقوق العربیة المغتصبة كاملة زادت إیران من تصريحاتها المناوئة لإسرائیل بغیة حملها على الإذعان لمواكبة عملیة السلام، وقد شهد الشاه في زیارته للهند في العام 1978م على الموقف الإسرائیلي من عملیة السلام، ووصف رئیس الوزراء الهندي الأسبق “موراجي ریساري” موقف إسرائیل بالمبهم والمتطرف والعنید.[76]
واستمرت جهود شاه إیران في سعیه لإنشاء توافق في المواقف بین مصر وإسرائیل مستنداً على أهمية وموقع إیران في المنطقة وعلاقاتها مع كل من إسرائیل ومصر، وقد أیدت إیران المبادرات الأمریكیة الخاصة بتسویة النزاع العربي الإسرائیلي كافة، وأیدت بعدها زیارة السادات إلى القدس المحتلة، وقال السادات في هذا الصدد: ” إن الزیارة التي قام بها إلى القدس جاءت بالتنسیق والتخطیط مع شاه إیران وقد توصل الجانبان المصري والإسرائیلي إلى اتفاق كامب دیفید للسلام في العام 1978م بجهود وإشراف أمریكي”.[77]
المبحث الثاني
أبعاد الأمن القومي الإيراني
تمهيد:
يعد الامن القومي لأي دولة فى العالم هو الأهم والذي تحاول بكل قوتها الحفاظ عليها، ويُعرف الأمن القومي بأنه قدرة الدولة فى الحفاظ على مصالحها والدفاع عنها.
تقوم نظرية الأمن الإيرانية على فكره المبادأة، وذلك باعتبار ان إيران تتمتع بمبررات تاريخية وجغرافية تجعل لديها حق في وضع نظرية أمنية تحقق طموحاتها ومصالحها وتكون قابلة للتطبيق وفقا المتغيرات الدولية، والجانب العسكري لم يلعب دورا اساسيا بعد الحرب العراقية وحرب الخليج وتلاها الازمات الأخرى.[78]
يتضمن هذا المبحث محورين وهما، المحور الأول بعنوان أبعاد الأمن القومي الإيراني، والمحور الثاني بعنوان وسائل الدعم لملامح الأمن القومي الإيراني.
المحور الأول: أبعاد الأمن القومي الإيراني:
تعتمد نظرية الأمن القومي الإيراني على بعدين أساسين وهما، البعد عقائدي الذي يتمثل في تغيير مظاهر سلوك المنطقة باتجاه قيد ال البيت للالتفاف حولها وتنفيذ وصاياها ودمج العبادة بالسياسة، والبعد الثاني هو البعد النضالي الذي يتمثل في إيجاد قوة ذاتية من دول المنطقة بكل امكانياتها البشرية والعسكرية والاقتصادية تحويل دون وجود قوة اجنبية.
أولا: الرؤية الأمنية للأمن القومي الإيراني بعد قيام الثورة:[79]
- المحافظة على قيم ومبادئ الثورة من الانفلات.
- الحفاظ على الانسجام الداخلي الإيراني وفاعلية النظام السياسي لدفع ومواجهة اي تهديد.
- ضمان استقلال دول الخليج وسيادتها على أرضها.
- إقامة نوع من الترتيبات الأمنية المشتركة، واسناد الترتيبات الى العلاقات الدينية والتاريخية بين دول المنطقة وإقامة تعاون مشترك بين دول الخليج ورفض اي تدخل أجنبي في هذه الترتيبات.
- تطوير القدرة العسكرية واتمام البرنامج النووي الإيراني من دون خلق أزمة دولية، وذلك لتتمكن من ردع الوجود الامريكي والخطر الاسرائيلي في المنطقة.
ثانيا: التحديات التي تواجه الأمن القومي الإيراني:[80]
- عسكرة الأزمات:
بدأت تتغير الاستراتيجية الأمريكية بعد احداث ايلول في عام 2001 م من الاعتماد على الدبلوماسية في التعامل مع الأزمات إلى الاعتماد على الجيش والحروب لحل الأزمات الدولية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصدرها الى العالم، ونتيجة لأحداث 11 ايلول قامت امريكا بشن حرب على افغانستان تحت شعار محاربة الإرهاب، ثم بعد ذلك ادرجت إيران والعراق وكوريا الشمالية فيما يسمى ب ” محور الشر”، ثم بعد ذلك حدثت الحرب الأمريكية على العراق.[81]
- العولمة:
كانت أهم ظاهرة حدثت في القرن العشرين، وكان لظهورها تأثير واضح على شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأدت الى تحولات على الساحة الدولية، ونتيجة لذلك واجه الاقتصاد الإيراني خطر كبيراً، وكان أحد اهم مشكلاته الاقتصادية هو ارتباطه بالدخل النقدي بالنفط.
كان عدم استقرار الامن السياسي والاقتصادي وعند حدوث اضطرابات يستطيع المشترون مقاطعة شراء النفط والتحكم بأسعاره، وبالتالي سيكون هناك ضغط على الاقتصاد الداخلي ويحدث نوع من الاختلال وعدم التوازن مما يهدد تأمين المصالح القومية.
تدرك القيادة الإيرانية على الصعيد السياسي مخاطر الهيمنة الدولية وخاصة امريكا التي رافقت ظاهرة العولمة وان تفقد جزء من استقلالها السياسي والاجتماعي للحكومة والشعب، لذلك تجاوزت ربط العولمة بالأمركة وأدركت الآثار السلبية التي تتحقق عبر التكاليف الباهظة الناتجة عن التهميش والحرمان من إمكانية التنمية.[82]
- التهديدات الناجمة عن صراع الحدود مع الدول المجاورة:
ما زالت إيران تدخل العديد من السرعات الحدودية مع العراق والامارات، حيث لم توقع إيران والعراق على اتفاقية تسوية الحدود بينهما، بالرغم من إقدام العراق على قبول اتفاقية الجزائر في عام 1990 م، وتنازلت عن الأراضي المتنازع عليها مع إيران، اما على الجانب الآخر فإيران تحتل جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى المتنازع عليها مع دولة الإمارات في مدخل الخليج.
ما زالت إيران تلعب دورا رئيسيا في مجريات السياسة في الخليج العربي، حيث طرحت أقامه نظام دفاعي يأخذ شكل حلف يضم الدول الرئيسية في منطقة الخليج خاصة التي ترتبط معها بعلاقات قوية، وفي حالة فشل يتم العودة الى الدفاع المنفرد، وتشكيل ما يسمى بسوق أسيوية بين إيران والهند وباكستان، والهدف من هذا التشكيل مواجهة القومية العربية لتأمين الصلة بين المجتمع العسكري الخليجي والمجتمع الاقتصادي الجديد.[83]
هدفت الحرب العراقية الإيرانية إلى تغيير توازن القوى الإقليمي في المنطقة بمحاولتها فرض مفهومها الامني للخليج ، وعندما انتهت الحرب سعت إيران إلى استغلال الظروف لتبعد العراق عن دوره الإقليمي ، وإقامة علاقات جديدة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة السعودية والكويت ، وهدفت دول مجلس الخليج إلى موازنة القوة والخطر العراقيين ، وبهذا استأنفت دول مجلس التعاون الخليجي علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في مطلع عام 1991 م، وكان هناك زيارات متبادلة بين مسؤولي ايران والسعودية وايضا الكويت والامارات وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.[84]
ثالثا: أهم مظاهر الأمن القومي الإيراني في الخليج:
- رؤية إيران لإسرائيل باعتبارها الخطر الأكبر على أمنها القومي ورفض إقامة علاقات معها وتدعيم حركات المعارضة المسلحة والجهاد ضدها.
- ما زالت إيران تؤمن بأهمية تصدير مبادئ الثورة.
- عملت إيران على الابقاء على استراتيجية تتعارض جذريا مع الاستراتيجية الأمريكية وأبرز معالمها هو رفض الوجود العسكري خاصة الأمريكي في الخليج.
- ان تبقى إيران احتلالها للجزر الإماراتية الثلاثة لأنها تعد موقعا حيويا استراتيجيا لها وذلك بالرغم من محاولات الامارات لتسوية الأمر بشكل سلمي.
- سعت إيران إلى تطوير قدراتها العسكرية التقليدية والغير تقليدية لأنها ما زالت تؤمن بالخطر بتكرار الحرب مع العراق او احتمالات من وجود الخطر العسكري الأجنبي في مياه الخليج.
تتحدد القناعة الإيرانية بفكرة الهيمنة والسيطرة على الخليج في ثلاثة عوامل أساسية:
- العامل التاريخي: يتصل بأثر الخبرة السابقة في تشكيل الإدراك الإيراني لكيفية المحافظة على وحدة التراب.
- العامل الجيوب استراتيجي: يقوم على تقييم مجمل عناصر القوة الإيرانية مقارنة بنظيراتها العربية الخليجية.
- العامل الايديولوجي: يرتبط بطبيعة العقيدة الدينية الشيعية وتكييفها لماهية السلطة السياسية.
سعت دول الخليج الى تحسين قدرتها الدفاعية ضد الصواريخ وبناء قدرة هجومية لا يستهان بها، وترى إيران في دول الخليج تهديدا امنيا لا يستهان به خاصة بسبب علاقاتها مع امريكا، وخشية ان تستخدم امريكا منشآتها العسكرية في تلك الدول لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية لذلك كانت تهدد بتوجيه ضربات الى تلك الدول في حالة حدوث ذلك.[85]
تتمتع إيران بموقع استراتيجي متميز حيث تسيطر على سبع جزر من الجزر الثمانية المركزية القريبة من مضيق هرمز، مما يجعلها تتحكم بسهولة نسبية بحركة الملاحة في دول الخليج، ولكن إيران غير قادرة على إغلاق المضيق لفتره طويلة، لأن هذا سيقودها الى مواجهة مباشرة مع امريكا، وايضا ستمس إمكانية استيراد النفط المصفى إليها، وبتصديرها للنفط الخام الذي يمثل 80% من دخلها، بجانب ضعف سلاحها الجوي والمقدرة الأمريكية على تدمير مواقع صواريخها.
المحور الثاني: وسائل الدعم لملامح الأمن القومي الإيراني:
تتمثل وسائل دعم الأمن القومي الإيراني في القوة الصاروخية والبرنامج النووي الإيراني، وهو ما توضحه الدراسة فيما يلي:
أولا: القوة الصاروخية:
تمتلك إيران مخزون كبير من صواريخ أرض _ أرض في الشرق الأوسط، وتشير التقديرات إلى أنها تمتلك ألف صاروخ يتراوح مداه بين 150 _ ٢٠٠٠ كليو متراً، ويبدو انها تمتلك أكثر من ثلاثمائة صاروخ من طراز شهاب ذات مدى متوسط ايضا.[86]
كان السبب الرئيسي لقيام إيران بتطوير الصواريخ مرتبط بصورة أساسية بالحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، وذلك من خلال توجيه ضربة الى العمق العراقي رداً على الهجمات الصاروخية العراقية عليها، وايضا ضعف السلاح الجوي الإيراني بسبب تقادم الطائرات وعجز إيران في الحصول على قطع الغيار الأساسية من الغرب بسبب العقوبات المفروضة عليها، كان من ضمن الاسباب التي دفعتها الى تطوير الصواريخ وتكثيفها وتوسيع نطاقها وقدرتها التدميرية.[87]
أثارت النشاطات الإيرانية الصاروخية مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي من ان تصبح مؤسساتها ومنشآتها وفي أية حرب مع إيران عرضة للصواريخ الإيرانية بصورة مكثفة ولزمن طويل، وزاد هذه المخاوف التصريح الذي أدلي به الجنرال علي سمحاني _ وزير الدفاع الإيراني السابق _ الذي تطرق فيه إلى طبيعة الرد الإيراني تجاه دول مجلس التعاون الخليجي إذا ما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم، حيث ستقوم إيران بهجوم صاروخي خاطف على دول الخليج ويشمل الهجوم القواعد الأمريكية ومحطة الطاقة ومصافي النفط.[88]
وتزايدت مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي من قيام إيران بتوجيه ضربة لها ازاء الصعوبات التي يجدها المجتمع الدولي في الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية[89]، واحتمال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجوم، ولذلك عبر الملك السعودي عن قلقه بشأن تعرض المنشآت النفطية للصواريخ الإيرانية أكثر من قلقه من تعرضه للعمليات الإرهابية.[90]
تتفوق دول مجلس التعاون الخليجي على إيران في مجالات معينة من مجالات التسليح، حيث تتميز بنوعية وكفاءة الأسلحة مقارنه بالتي تمتلكها إيران، كما ان الاتفاق الخليجي على التسليح كبير جداً مقارنة بالمتوسط العالمي، وتنفق السعودية والامارات أكبر المبالغ النقدية لشراء المعدات الحربية، خاصة انه من الصعب معرفة نسبة المبالغ المخصصة لتعزيز القوة العسكرية.
نمت ميزانية الأمن السعودي من 24.٩ مليار دولار في عام 2001 م، الى 41.٢ مليار دولار في عام 2009 م، اي بنسبه 65%، وقفزت ميزانية دولة الإمارات العربية في تلك الفترة بنسبه 700%، من ١.٩ مليار دولار الي ١٥.٤ مليار دولار، وكذلك ميزانيتا الكويت والبحرين الأمنية، واللتين زادتا بنسبه 35% للكويت، و80% للبحرين، واشترت السعودية والامارات طائرات مقاتلة حديثة وذخائر متقدمة.
ثانيا: البرنامج النووي الإيراني:
بدأ البرنامج النووي الإيراني في عام 1974م إبان حكم الشام ، حيث وقع الشاه في ذلك العام على اتفاقية التعاون النووي مع الحكومة الفرنسية في برنامج تخصيص في عملية تركيز اليورانيوم ، وبعد عامين وقعت الحكومة الإيرانية على اتفاقية أخرى مع شركة سيمنز الألمانية ، تضمنت تلك الاتفاقية قيام الشركة الألمانية بأنشاء مفاعلين نوويين بمدينة” بوشهر” بجنوب إيران ، حيث تم إنشاء 85% من المفاعل الاول ، وكانت تنتهي عملية إنشاء الثاني ، ولكن عندما قامت الثورة الإيرانية عام 1979م أدى ذلك الى وقف أعمال البناء وانهاء النشاط النووي الإيراني.
تعرضت المفاعلات النووية الإيرانية عند دخول الحرب العراقية الإيرانية للضرب من قبل الطائرات العراقية مما أدى الى تحطيم أجزاء عديدة منها، ورفضت الشركة الألمانية القيام بأعمال إصلاحية نظراً للضغوط الأمريكية، وعاقب انتهاء حرب الخليج الثانية، استطاعت إيران ان تنشئ في عام 1992م مفاعلا نوويا، وفي عام 19٩٣م وافقت الصين على إنشاء مفاعلين نوويين بمدينة ” استغلال” القريبة من بوشهر.[91]
اسباب اهتمام إيران بتطوير برنامجا نووياً:
- السلاح النووي الإسرائيلي: حيث ان إسرائيل تمتلك ترسانة نووية ضخمه تقدر بمئات الرؤوس النووية.
- الوجود العسكري الأجنبي في الخليج: والمحاولات المستمرة في احتواء تحركات إيران ومراقبة نشاطها العسكري والنووي.
- الطموح الإقليمي: تتمتع إيران بثقل إقليمي على الصعيد السياسي والعسكري والديني في المنطقة، وعند تعزيز البرنامج النووي يزيد من مكانتها الإقليمية ويضعها على خريطة الدول الرئيسية في المنطقة.[92]
مما لا شك فيه أن امتلاك إيران سلاح نووي يعمل على اختلال التوازن في الخليج العربي ويضرب المصالح الأمريكية ، حيث ستصبح فاعلاً قوياً واساسيا في تشكيل النظام الإقليمي في المنطقة ، وبالتالي تكون قادرة على فرض ارادتها وردع دول مجلس التعاون الخليجي ، وتنامت قوة إيران العسكرية مع بداية القرن الجديد وعملت على تطوير برامج نووية لتصبح اللاعب الاول والفاعل الرئيسي في المنطقة[93]، واعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي على امريكا في حفظ أمنها ، وأثر هذا السلوك سلباً على دور دول المجلس في الحوار مع ايران للحد من برنامجها النووي وجعله دوراً محدوداً ، حيث في الفترة من عام 2002م وحتى عام 2005م ، بقيت دول مجلس التعاون صامتة.
بدأت الدول العربية مع بداية عام 2005م بالحديث عن مخاطر البرنامج النووي الإيراني وانعكاساته السلبية المحتملة على كل شعوب منطقه الخليج[94]، واعتمدت دول مجلس التعاون على الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية للتركيز على إيران وردعها واختارت الطريقة العملية في تعاملها مع إيران كقوة إقليمية في الخليج، بعيداً عن الطريقة المثالية او عن الأخذ بطريقة الأمن الجماعي.
تأثرت دول مجلس التعاون الخليجي بالعديد من المتغيرات الإقليمية، ودفعها ذلك الى اختيار السياسة المشار إليها ادناه في تعاملها مع البرنامج النووي الإيراني ومن اهمها ما يلي:
- الاعتقاد السائد لدي دول مجلس التعاون الخليجي بحق إيران بامتلاك برنامج نووي.
- الوضع في العراق.
- الوضع الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي ذاتها.
كان السبب الاول نتيجة للقناعة المتولدة لديه حكومات المنطقة العربية بأحقية إيران بامتلاك برامج نووية أسوة بمن يمتلك أسلحة نووية من دول المنطقة مثل إسرائيل وباكستان والهند ودول اخرى، وبالنسبة للسبب الثاني فيرجع الى معرفة دول المجلس بحجم التغلغل الإيراني في العراق وقلقا من هذا الوجود خصوصا بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، وظهور مجموعة النظام الجديدة في السلطة التي ترتبط غالبيتها الشيعية بعلاقات سياسية متطورة مع القيادة الإيرانية وترتكز على مذهبية شيعية.
لعب الدور الإيراني في المنطقة عبر مراحل تاريخية متتالية تهديداً لدول الخليج العربي ، واحتلت إيران الجزر العربية الثلاثة ، وسعت الى زعزعة النظام السياسي في السعودية والبحرين ، وبهذه السياسات أصبح لدي قيادات المنطقة وشعوبها تخوف وقلق تجاهها ، ومع تطور الأحداث في المنطقة تحدثت بعض دول مجلس التعاون الخليجي في مؤتمر القمة الخليجي الذي عقد عام 2006م ، عن خطورة البرنامج النووي الإيراني وانتقدت تدخلها في الشأن العراقي ، وطرحت مبادرة أمنية خليجية دعت لإيجاد معاهدة إقليمية تنص على نزع أسلحة الدمار الشامل في منطقه الخليج والشرق الاوسط.
المبحث الثالث
الصراع من أجل الهيمنة والقوة النووية في المنطقة (2013-2022) م.
تمهيد:
توالى عدد من الهجمات والمستهدفات الإلكترونية المتبادلة بين إيران وإسرائيل وقد تم الكشف عن عدد منها، بالإضافة إلا أن بعض هذ الهجمات كان لها صلة بمصالح دول أخرى – مثال الولايات المتحدة الأمريكية – وتعود جذور هذا التنافس السيبراني إلى عام 2001م مع وصول الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن وإدارة المحافظين الجدد إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والذى كان يطمح إلى إعادة هيكلة الشرق الأوسط بما يضمن المصالح الامريكية، وقد تزامن هذا الطموح مع رغبة إسرائيل أيضًا في بسط هيمنتها على الشرق الأوسط، ولتنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية هذا الطموح خاضت حربين حتى الان لا تزال تؤثر نتائجها على مجريات الأمور في الشرق الأوسط.
تمثلت هاتان الحربان فى: الأولى تمثلت فى حرب حلف شمال الاطلنطى على أفغانستان 2001م عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م والتي كانت تحت شعار ” الحرب على الإرهاب “، والثانية كانت حرب الولايات المتحدة على العراق 2003م والتي عُرفت بعملية ” حرية العراق “، وقد نتج عن هاتين الحربين تحسن البيئة الأمنية الإقليمية بالنسبة لإيران؛ حيث تخلصت من عقبتين إقليميتين بالنسبة لها والمتمثلتان في حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان آنذاك، ونظام صدام حسين الذى كان يلعب دور الموازن الإقليمي بالنسبة لإيران، ونتيجة لتخلص إيران من هاتين العقبتين تطلعت إلى توسيع نفوذها وإلى الهيمنة الإقليمية، لكن هذه التطلعات التوسعية تصادمت مع تطلعات إسرائيل أيضًا، ومن ثم بدأ التنافس بينهما حول المكانة والنفوذ في الشرق الأوسط.
ويتضمن هذا المبحث محورين وهما، المحور الأول بعنوان سعى إيران نحو الهيمنة الإقليمية والدولية، المحور الثاني بعنوان دوافع امتلاك إيران للقوة النووية.
المحور الأول: سعى إيران نحو الهيمنة الإقليمية والدولية:
تسعى إيران كقوة صاعدة إلى السيطرة والهيمنة على المستوى الدولي والإقليمي، وخاصة على مستوى الشرق الأوسط، فإن الصراع الإيراني الإسرائيلي يأتي على رأس الصراعات الموجودة على مسرح السياسة العالمية، فيتعهد القادة الإيرانيون بالقضاء على إسرائيل بالإضافة إلى السعي لامتلاك القوة النووية التي من شأنها أن تدعم التهديد، وذلك وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرج؛ كما تسعى إسرائيل منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية؛ حيث يهاجم كل منهما الأخر بهدوء، حيث يتجنب الطرفين الإشتباكات المفتوحة التى تخاطر بالتصعيد إلى حرب شاملة، وفضلوا التصرف بإنكار معقول، وفى الأونة الأخيرة أصبحت الإشتباكات أكثر وضوحاً، خاصةً بعد الهجوم على مستودع ذخيرة إيران فى غارة بطائرة دون طيار فى 28 يناير مع إفادة صحيفتين أمريكيتين بأن إسرائيل مسؤولة عن التفجير.[95]
نجد أن الميدان العسكري للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول غربية أخري تسعى إلى إعادة تشكيل قواتها فى الخليج، الذي كان هدفها الأول احتواء العراق واحتياجه قبل سقوط صدام، ثم إعادة بنائه _ والذي لم يحدث حتى الأن _ للتعاطى مع إيران بشكل أفضل وقد تطلبت إعادة التشكيل منع دخول الشاحنات المحملة بالسلع الممنوعة إلى إيران، والقدرة على التعاطى مع العدائية الإيرانية المتجددة والمفترضة من قبلهم ضد حلفاء الغرب فى منطقة الشرق الأوسط[96].
قام الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بتغيير صورة الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها على وجه الخصوص إسرائيل والسعودية والإمارات فجعلها أكثر دراماتيكية، حيث يعمل ترامب على تأجيج الصراع وايقاد نيران الحرب على إيران بالمستوى الأدنى للحروب والمتمثل في استعراض القوة كنوع من أنواع التهديد والردع باستعراض القوة دون التهديد باستعمالها أو استعمالها الفعلي.[97]
تسعى إيران إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وذلك يجعلها تصدم مع القوة الكبري التي تلعب الدور الأبرز والأهم على مسرح السياسة العالمية على المستوي الإقليمي، ولكن الصدام هذا من الصعب أن يصل إلى الحرب الشاملة وذلك لعدة أسباب من شأنها أن تؤثر بشكل على أمن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة إسرائيل؛ وبالتالي تؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية، وأسباب أخري تتمثل في الاتي:[98]
- العمق والوضع الجيوبولوتيكي لدولة إيران الذي يمنحها قدرات مضافة تجعل من احتلالها وغزوها أمراً صعباً.
- الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن لها أن تفرط أو تُخاطر بأمن حليفتها الأولى إسرائيل، حيث أن أول رشقة صواريخ أمريكية تجاه المدن الإيرانية سوف يصاحبها عشرات الرشقات من الصواريخ تجاه إسرائيل، ومن الممكن أن تأتى الهجمات من مناطق لا تستطيع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية التعامل معها.
- سياسة الولايات المتحدة تجاه دول الخليج والتي تقوم على المنفعة الأحادية بحجة تأمين الحماية لهذه الدول من خطر إيران؛ أي في حالة محاربة إيران والحد من سعيها نحو الهيمنة؛ سينعكس على سياسة الولايات المتحدة (المنفعة الأحادية) بالتغيير الجذري؛ حيث لن يتبقى ذرائع وحجج لهذه السياسة؛ وبالتالي ستخسر الولايات المتحدة الأمريكية مصدراً حيوياً من مصادر دخلها القومي في مجال بيع الأسلحة للدول الخليج العربي؛ حيث لن يصبح هناك حاجة إلى سباق التسلح الذي جعل دول الخليج في مركز الصدارة في شراء الأسلحة.[99]
- خطورة وضع الأمن الإقليمي الذي يتسم حالياً بالهشاشة والضعف؛ مما قد يؤدى إلى دفع قوي إقليمية ليست للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة عليها، وتقوم بعمليات من شأنها أن تستهدف المصالح الأمريكية.
تسعى إيران إلى تحقيق أهداف إستراتيجية من تحريك إيران لشيعة الخليج، تتمثل فيما يلي:[100]
- إن إيران تريد أن تبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، وتريد أن تكون قوة، كما أن هناك صراع قائم في الشرق الأوسط، حيث يوجد ثلاثة قوى إقليمية تتصارع على القيادة والزعامة والسيطرة، وفى ظل غياب المنافس العربي القوي، فكانت مصر هي الدولة القوية المواجهة للتحالف الثلاثي (تركيا الأتاتوريكة الأطلسية، وإيران الفارسية، إسرائيل الصهونية).
- تتدخل إيران في الوضع العربي عامةً والوضع الخليجي خاصةً، حيث تضغط إيران بالكتلة البشرية الشيعية القريبة من إيران، كالتدخل الإيراني والمشروع الإيراني في العراق.
المحور الثاني: القوة النووية الإيرانية:
أكدت إيران دائما أن تجاربها النووية، ومحاولة بناء مفاعلاتها النووية وتطويرها، هي بالدرجة الأولي لخدمة أهداف سلمية داخل إيران، بالرغم مما يشاع أن بناء المفاعلات النووية هي لخدمة أهداف عسكرية، فاستمرار إيران في تطوير ملفها النووي سوف يؤدي إلى حدوث تنافر في المنطقة، وخاصة بعد إعلان الرئيس الإيراني “أحمد نجاد” بنجاح إيران في تخصيب مادة اليورانيوم داخل مفاعلاتها النووية.[101]
أعلنت إيران أنها قد انضمت إلى مجموعة الدول التي تملك التكنولوجيا النووية، وأنها مصممة على الوصول إلى المستوي الصناعي لتخصيب اليورانيوم على أساس الضوابط الدولية، حيث أعلنت عن نجاح 164 عملية تخصيب لليورانيوم في منشأة “ناتانز النووية”، وقد كان لدي إيران العديد من الدوافع للقيام بتطوير قوتها النووية.[102]
تمثلت هذه الدوافع فيما يلي:
- تعزيز المكانة السياسية الدولية:
إن امتلاك السلاح النووي يساعد في تقوية الدول للحصول على مكاسب سياسية في تفاوضها مع الدول الإقليمية والعالمية، وبالتالي امتلاك إيران للنووي سوف يساعدها على تحقيق مكاسب سياسية تحقق الأمن والاستقرار والهيبة.
- الأمن والاستقلال الكامل:
تري إيران أن القوي العظمي في العالم التي تمتلك معظم مشاريعها ومصالحها في المنطقة أنها تشكل تهديد لأمنها القومي، ولا يمكن مواجهتها إلا من خلال امتلاك قوة ردعة بحجم السلاح النووي.[103]
- امتلاك القوة العسكرية: –
تستند الدوافع العسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني، إلى أن الفكر الإستراتيجي الإيراني ركز بشدة على الدروس المستفادة من العراقية الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران، فلا بد لها أن تستعد لأي احتمالات في المستقبل.[104]
- استخدامها في المجال الاقتصادي:
ظلت إيران تؤكد دائما أن برنامجها النووي يندرج في سياق الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، حيث توفير طاقة كهربائية تناسب الزيادة السكانية العالية، كما أن بناء هذه المفاعلات سوف يحد من استهلاك الطاقة المتولدة عن الغاز والنفط، مما يؤدي إلى تصديرهم والحصول على عوائد مالية.[105]
- رغبتها في لحاق القوي الإقليمية المجاورة: –
يعد من دوافع دولة إيران لامتلاك القدرات النووية، هو رغبتها في لحاق القوي الإقليمية المجاورة لها، كما أن سعي إيران إلى امتلاك السلاح النووي يعبر عن رفض إيران لسياسة الغرب التي تغض الطرف عن مطالب دول منطقة الشرق الأوسط بتطبيق التفتيش الدولي على المنشآت النووية في إسرائيل، أو على الأقل مطالبة إسرائيل بالتوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، ولكن في النهاية كانت دول الغرب تتغاضي عن هذه المطالب.[106]
تري العديد من الدول أن امتلاك إيران للقدرات النووية يشكل تهديد لوجود دولة إسرائيل في المنطقة في ظل مشاعر العداء الإيراني المعلن لها، مما يؤدي إلى اختلال موازين القوي الإقليمية، ويدفع باتجاه سباق التسلح، واندفاع الدول الإقليمية الأخرى للسعي لامتلاك السلاح النووي؛ وذلك لمواكبة ما يحدث في دولة إيران من تطور في قدراتها العسكرية والنووية.[107]
يتضح مما سبق وجود موقف عدائي بين دولتي إيران وإسرائيل، حيث رفضت اسرائيل حصول إيران على تكنولوجيا نووية تمكنها من إتمام دورة الوقود النووي بمفرده، وذلك لدعوي التخوف من نوايا طهران في الحصول على أسلحة دمار شامل.[108]
الفصل الثالث
أثر الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي على الأمن القومي الإسرائيلي
(2013 – 2022)
مقدمة:
تخوض إيران وإسرائيل حربًا سيبرانية ضد بعضهما البعض، وذلك في إطار الصراع الدائر بينهما على المشروع النووي الإيراني، وقد تنامى مؤخرًا الهجوم السيبراني بين كلا من إيران وإسرائيل على المنشآت – خاصة الحساسة – ذلك وقد عزمت إيران على الدخول في ساحة السجال السيبراني؛ لامتلاك المعرفة في هذا الجال والقدرة لحماية منشاتها من الاختراق، وتهديد المناوئين لها داخليًا وخارجيًا، ومن جهة إسرائيل فهي تمتلك القدرة النووية بالإضافة إلى أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها منحها قدرة سيبرانية أكبر تستطيع من خلالها تحجيم الطموحات الإيرانية في المجال السيبراني.
يتناول هذا الفصل مدى فعالية الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل من خلال توضيح قدرات كلتا الدولتين على حدي، بالإضافة للهجمات السيبرانية المتبادلة بين الطرفين، ومدى تأثير هذا الصراع على الأمن القومي الإسرائيلي، وذلك من خلال ثلاثة مباحث رئيسية وهم:
المبحث الأول: القدرات والهجمات السيبرانية الإيرانية (2010- 2022).
المبحث الثاني: القدرات والهجمات السيبرانية الإسرائيلية (2010- 2022).
المبحث الثالث: تأثير الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي على الأمن القومي الإسرائيلي (2013- 2022).
المبحث الأول
القدرات والهجمات السيبرانية الإيرانية (2010- 2022)
تمهيد:
تميل إيران للتباهي بإنجازاتها بين الحين والأخر، خصوصًا ما يتعلق بالإنجازات التقنية والعسكرية وتنفيذ الهجمات السيبرانية، فذلك يُنمى الشعور لديها بالريادة والقدرة على مجابهة الدول الكبرى والتصدي للخصوم، ويصرف نظر الشعب الإيراني عن التحديات الداخلية، كما أن إيران تبذل الكثير من الجهود لرفع إمكانياتها في المجال السيبراني.
حيث بالرغم من أنها وصلت إلى قدرات جيدة في مجال التخريب والاختراق والحصول على بعض المعلومات من خلال استهداف الأنظمة قليلة الحماية، إلا أنها تعاني بعض القصور في قدراتها الإلكترونية في عملية التحكم في الأنظمة المستهدفة وتشغيلها، أو فيما يُعرف بالتحكم الصناعي، وبالتالي فهي تبذل الكثير من الجهود لرفع إمكاناتها في هذا المجال.
لذلك نعرض في هذا المبحث قدرات إيران السيبرانية، بالإضافة لبعض الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها إسرائيل، وأيضًا الولايات المتحدة الأمريكية _ باعتبارها مشاركة في مساندة إسرائيل وقامت أيضًا بشن بعض الهجمات الإلكترونية على إيران _، والتي نظرًا لبعض الشواهد تم الاشتباه في إيران بكونها الفاعل.
يتناول هذا المبحث محورين وهما، المحور الأول بعنوان القدرات السيبرانية الإيرانية (2013 – 2022)، والمحور الثاني بعنوان الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية (2013 – 2022).
المحور الأول: القدرات السيبرانية الإيرانية (2010- 2022):
عملت إيران على بناء قدرات الحرب الإلكترونية والاستطلاعية لتحييد القدرات التقنية العالمية لمنافسيها في المنطقة ولمعارضي النظام في الداخل والخارج، واستعمال تلك القدرات في التجسس والتخريب، وقد تبنت إيران استراتيجية من خلالها تقود مؤسسة الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة لها، مجاميع من الميليشيات والفصائل الرقمية التي اما انها تنتمي إليها بشكل مباشر او تدين لها بالولاء، ليشكلوا كيانا افتراضيا تأسس منذ عام 2005 م، واطلق عليه “جيش فضاء إيران الالكتروني” الذي يعد احد الاذرع الرقمية التي يستخدمها النظام؛ لشن هجمات إلكترونية على المعارضة ومناهضي النظام في العالم والدول التي تقف عائقا امام البرنامج النووي الإيراني.[109]
اولًا: تطور القدرات السيبرانية الإيرانية:
تزايد اهتمام إيران بتطوير قدراتها السيبرانية خلال العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، حيث في عام 2005 م، فكر الحرس الثوري الإيراني في انشاء قياده سيبرانية إيرانية.
ولكن كان هناك متغيران اساسيان لعبوا دورا هاما في تزايد الاهتمام بتطوير القدرات السيبرانية الإيرانية: –
اولهما: إدراك إيران بأن امريكا تستهدف تغيير النظام الإيراني ودعم المعارضة الداخلية وتأكد هذا عقب اندلاع ” الثورة الخضراء ” في إيران عام 2009 م، وذلك عقب فوز الرئيس الاسبق احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.
ثانيهما: إدراك قادة إيران بأن الفضاء السيبراني أصبح أداه مهمة تستخدم من قبل الخصوم في استهداف وتعطيل البرنامج النووي الايراني، وتأكد هذا عقب هجوم ” ستاكسنت “الشهير على منشأه نطنز النووية عام 2010م.
أدى هذان المتغيران إلى رسم وتحديد أهداف إيران من تطوير قدراتها السيبرانية، حيث تهدف من جانب صون استقرار نظامها السياسي واستخدام الفضاء للتجسس على المعارضين، ومن جانب آخر تستهدف استخدام الفضاء السيبراني لأغراض الهجوم والدفاع من اجل إدارة صراعاتها الدولية مع خصومها لاسيما امريكا والسعودية وإسرائيل.[110]
لتحقيق الهدفين السابقين تصاعد الانفاق الإيراني على تحسين قدراتها السيبرانية منذ عام 2011 بدرجه ملحوظة[111]، حيث أسست عام 2012 جهاز ” هاكتفست ” بهدف التجسس على المعارضة الإيرانية[112]، وفي ذات العام أسست المجلس الاعلى للفضاء السيبراني بهدف رسم الإستراتيجية السيبرانية الإيرانية في مجالي الدفاع والهجوم[113]، وفي عام 2013م أسست الانترنت الوطني والبريد الإلكتروني الوطني.[114]
وعندما ازدادت الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها إيران ومنشآتها سواء مدنية كانت او نووية، وطورت إيران ما يعرف ب ” القلعة الرقمية “التي بدأت تشغيلها عام 2019م، وذلك بهدف صد اي هجوم سيبراني يهدف لإنكار وقطع الخدمات [115]، واهتمت إيران في مجال تطوير قدراتها السيبرانية بالاعتماد على الذات مثلما فعلت إسرائيل، حيث انتشرت في إيران مؤسسات دراسية، ومراكز بحوث علمية متخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات وبرمجة الحاسوب، وصد الهجمات الإلكترونية.[116]
ثانيًا: مكونات المنظومة السيبرانية الإيرانية:
تتضمن منظومه القدرات السيبرانية الإيرانية قدرات بشرية مدربة في مجالات تقنية المعلومات والاختراق الإلكتروني، وفق تنظيم إداري يصل الى المستويات العليا من الدولة، للتنظيم والإشراف على الجهات المعنية بالحرب السيبرانية وذلك على النحو التالي: –
- المجلس الاعلى للسايبر: تم تشكيله بقرار من المرشد الإيراني علي خامنئي وذلك في عام 2012م، ويضم في عضويته المسؤولين في الجهات الحكومية الرئيسية، برئاسة رئيس الجمهورية، ويتولى المجلس الإشراف على جميع الجهات التي لها علاقة بالسايبر ويحدد السياسات ومجالات العمل.
- قيادة دفاع السايبر: ومهمتها دفاعية، حيث تهدف الى حماية المنشآت الوطنية ضد اي هجوم إلكتروني.
- الجيش الإلكتروني الإيراني: يهتم بالجانب الهجومي من السايبر ويتبع لقيادة الحرس الثوري/ القوات الإلكترونية، ويضم خبرات عالية في مجال تقنية المعلومات والهاكرز المحترفين (لمهاجمة وسائل الاعلام، ومصالح الدول الغربية والمعادية، والمعارضين، وجمع المعلومات).
- دعم منتديات القرصنة المعلوماتية: وتعمل الكثير من المجموعات الإلكترونية تحت مظلة النظام الإيراني، الذي ضم جميع القراصنة الموجودين في الفضاء الرقمي الإيراني، وجند آخرين من خارجها، وعمد إلى تشكيل كيانات رقمية لتحقيق غاياته السياسية في المنطقة، وذلك عن طريق ممارسة التهديدات والهجمات والتجسس الإلكتروني والاحتيال الرقمي لبسط نفوذه في المنطقة.
خصصت إيران جزءًا كبيرًا من ميزانيتها من أجل تطوير قدراتها السيبرانية، حيث ارتفعت ميزانية الأمن السيبراني الإيراني خلال الاعوام من عام 2013 الى عام 2017 بنسبة 1200٪، وتحدث عن ذلك مدير أمن السايبر ونائب رئيس جامعة جورج واشنطن فرانك تشيلوبو في عام ٢٠١٧م، ” ان إيران خصصت خلال السنوات الأخيرة الكثير من الاموال لبناء قدرات هجومية، ولمهاجمة الشبكات واختراق الحواسيب، واثناء حكم الرئيس حسن روحاني، تضاعفت ميزانية السايبر 12 مرة، وجعل إيران واحدة من القوى السيبرانية الكبرى الخمسة، وكذلك دمجت إيران عمليات السايبر في استراتيجيتها وعقيدتها العسكرية.[117]
المحور الثاني: الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية (2013 – 2022):
قامت إيران بشن مجموعة من الهجمات السيبرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية نوضحها فيما يلي:
اولًا: هجمات سيبرانية إيرانية ضد إسرائيل:
- هجوم سيبراني إيراني ضد إسرائيل أثناء عملية “الجرف الصامد” ضد غزة عام 2014م:
قامت إيران بالقيام بعدة هجمات سيبرانية عام 2014م ضد إسرائيل، وذلك أثناء قيام إسرائيل بعملية ” الجرف الصامد” ضد غزة، وتم توجيه الاتهام إلى إيران وذلك لكونها حليف حركة حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007م، وقد شمل الهجوم مواقع وأنظمة مدنية وعسكرية وبنى تحتية، وقد أعلنت إسرائيل أن الهجوم لم ينتج عنه أضرار بالغة، وقد كان حساب وزير الدفاع الإسرائيلي على تويتر أحد الأهداف التي تم اختراقها ولكن تم استعادتها مرة أخرى.[118]
- هجوم سيبراني إيراني ضد شبكة المياه الإسرائيلية عام 2020م:
تعرضت منشئات المياه التابعة لمصلحة المياه الإسرائيلية خلال يومي 24- 25 أبريل 2020م لعدة هجمات إلكترونية، وقد قدم رئيس مصلحة المياه تقريرًا عن الحادث لرئيس قسم السايبر في تل أبيب للتعامل مع الحادث.
وقد تضمن التقرير أن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها منشأت المياه حيث تم وقتها توجيه العاملين فى المشروع بتغيير الكلمات السرية للأنظمة الرئيسية، وفصل بعض الأنظمة عن الاتصال بالإنترنت، وبالتالى لم ينتج عن هذه الهجمات أى أضرار، وقد أشار الجانب الإسرائيلى إلى أن الهجوم كان يهدف إلى تعطيل أجهزة الحواسيب التى تتحكم فى توزيع المياه المعالجة من الصرف الصحى، وأيضا تعطيل مضخات الكلورين والمواد الكيميائية المستعملة فى عملية المعالجة[119]، وقد نشرت صحيفة (Financial Times) لاحقًا معلومات تشير إلى أن إيران هدفت من خلال هذا الهجوم إلى تسميم الإسرائيليين عن طريق زيادة نسبة الكلور في الماء.
- هجوم سيبراني إيراني لبعض المواقع الإلكترونية الهامة في إسرائيل في 14 مارس 2022م:[120]
تعرضت إسرائيل في 14 مارس 2022م لهجوم سيبراني طال عدد من المؤسسات الحكومية الإسرائيلية وفى مقدمتها موقع الحكومة الإسرائيلية والوزارات التالية (وزارة الداخلية- وزارة الصحة- وزارة العدل- وزارة الرفاه) ومكتب رئيس الوزراء، وذلك لأن الهجوم أسفر عن تعطيل عدد من المواقع الإسرائيلية التي تستخدم النطاق (GOV.IL)، وهو الموقع الذي يتم استخدامه في جميع المواقع الحكومية الإسرائيلية ماعدا المواقع المتعلقة بشؤون الدفاع.
- هجوم سيبراني إيراني على مراكز أبحاث فيروس كورونا الإسرائيلية في مايو 2020م:[121]
تم شن هجوم سيبراني على بعض مراكز الأبحاث الإسرائيلية المختصة بفيروس كورونا المستجد، وقد استهدف الهجوم الإضرار بجهود تلك المراكز في تطوير لقاحات فيروس كورونا المستجد، ولم تستهدف سرقة المعلومات، ولكن لم ينتج عن الهجوم أضرار بالغة، ونظرًا لأن هذا الهجوم حدث بعد حوالي أسبوع من الهجوم الإسرائيلي السيبراني على ميناء بندر رجائي الإيراني؛ أُثيرت الشكوك نحو تورط إيران بالهجوم.
- اختراق إيران ووكلائها عشرات المؤسسات الإسرائيلية العامة والخاصة في عام 2021م:
قامت إيران بالمشاركة مع وكلائها بشن اختراق لعشرات المؤسسات الإسرائيلية العامة والخاصة، وذلك بهدف التجسس وسرقة المعلومات الحساسة وغير ذلك، وللقيام بذلك استعانت إيران بعدد من جماعات القرصنة مثل مجموعة “عصا موسى” _ والتي تهدف لإلحاق الضرر بالشركات الإسرائيلية عن طريق تسريب بياناتها الحساسة المسروقة_ وقد سبق أن قامت هذه المجموعة باختراق بيانات شركة “رافاييل للدفاع” وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وثلاث شركات هندسية إسرائيلية، وكان ذلك في نوفمبر عام 2021م، حيث قامت بسرقة البيانات والمخططات الهندسية وبيانات العملاء واتفاقيات عملها.[122]
ثانيًا: الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية:[123]
أخذت الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الصور والأشكال التي تتمثل فيما يلي:
- هجوم سيبراني إيراني ضد بنوك ومؤسسات مالية أمريكية في الفترة 2011 – 2013م:
قام مجموعة من المبرمجين الإيرانيين خلال الأعوام 2011م- 2013م بالقيام بسلسلة من الهجمات الإلكترونية استهدفت عدد (47) من أهم البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية، أدت إلى تكبدها خسائر كبيرة؛ فقد تسببت تلك الهجمات في إعاقة الالاف من عملاء البنوك من الوصول إلى حساباتهم البنكية، ومن أمثلة تلك البنوك التي تم مهاجمتها (Bank of America) و (JP Morgan).
- هجوم سيبراني إيراني على نظام تحكم لسد للمياه خارج مدينة نيويورك عام 2013م:
قامت الخلايا الإلكترونية الإيرانية عام 2013م بالهجوم على نظام تحكم في سد للمياه خارج مدينة نيويورك؛ حيث حاول المهاجمون تفريغ السد من المياه لكن لم تنجح هذه المحاولة؛ حيث بمحض الصدفة كانت بوابة السد مفصولة عن التحكم الإلكتروني نظرًا لأعمال الصيانة التي تصادف توقيتها مع توقيت الهجوم.
- هجوم إلكتروني إيراني على نظام مجموعة شركات أمريكية عام 2014م:
حدث عام 2014م هجوم إلكتروني إيراني ضد نظام مجموعة شركات تدعي (Sands Las Vegas corporation)، حيث كان هذا الهجوم ردًا على مطالبة رئيس مجموعة هذه الشركات باستخدام السلاح النووي ضد إيران، ونتج عن هذا الهجوم تعطيل أنظمة معلومات هذه الشركات، والاستيلاء على معلومات وبيانات عملائها.
- سلسلة من الهجمات الإلكترونية الإيرانية على جامعات ومؤسسات أمريكية: [124]
استمرت مجموعة من الهجمات الإلكترونية الإيرانية خلال الأعوام 2013- 2017م، حيث قامت مجموعة إيرانية بسلسلة من الهجمات المكثفة على الجامعات والمؤسسات الأمريكية، وقد استهدفت تلك الهجمات عدد (144) من الأنظمة في تلك الجامعات والمؤسسات العلمية الأمريكية، ونتج عنها الاستيلاء تقريبًا على 31 تيرا بايت من الوثائق والبيانات، كما قامت بمهاجمة انظمة 176 جامعة في 21 دولة، ومهاجمة عدد (47) من أنظمة شركات داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الرسمية الأمريكية.
المبحث الثاني
القدرات والهجمات السيبرانية الإسرائيلية (2010- 2022)
تمهيد:
أصبح المجال السيبراني ميدان لتنافس الدول فيما بينها، وإجراء استثمارات ذات فائدة مادية ومدخول لميزانية الدول، وقد تحوّل لسلاح فعال مثله مثل الأسلحة العسكرية، وبات يشكل تهديدا للأمن القومي للدول، وعلى الرغم من سعي إسرائيل للتميّز في هذا المجال عبر زيادة قوتها السيبرانية إلا ان ذلك لم يقف حائلاً أمام تعرضها لهجمات سيبرانية إيرانية. لذلك على الرغم من احتلال الشركات الاسرائيلية لمراتب متقدمة في مجال السايبر إلا أنها ما زالت تتخوّف من قدرات إيران في هذا المجال، تطلق إسرائيل بين الفنية والأخرى تقدمها التقني السيبراني، وذلك على شكل وحدات للتجسس المعلوماتي والرقمي المصوبة نحو أعدائها، والأجهزة الالية والإلكترونية الهادفة لجمع المعلومات والبرامج المخصصة الأغراض الحرب الإلكترونية.
يتضمن هذا المبحث محورين وهما، المحور الأول بعنوان القدرات السيبرانية الإسرائيلية (2013- 2022)، والمحور الثاني بعنوان الهجمات السيبرانية الإسرائيلية (2013- 2022).
المحور الأول: القدرات السيبرانية الإسرائيلية:
تطلق إسرائيل بين الفنية والأخرى تقدمها التقني السيبراني، وذلك على شكل وحدات للتجسس المعلوماتي والرقمي المصوبة نحو أعدائها، والأجهزة الآلية والإلكترونية الهادفة لجمع المعلومات والبرامج المخصصة لأغراض الحرب الإلكترونية.[125]
أولًا: أهداف الوحدات والمعدات التقنية والمعلوماتية الإسرائيلية ما يلي:
- الوحدة 8200:
هي وحدة عسكرية تكنولوجية تختص في قضايا القرصنة والتجسس الإلكتروني، وكانت هذه الوحدة مخصصة في البداية لتتبع حركة المقاومة الفلسطينية، ولكن عملها تطور مع تطور التقنية الإلكترونية الجارية، حيث قامت اسرائيل بضم العديد من المؤهلين للعمل في المجال الرقمي والمعلوماتي.[126]
- وحدة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية مع إيران:
استجابة للدواعي الأمنية وتصاعد وتيرة التوتر بين إيران وإسرائيل؛ قام الجيش الإسرائيلي بإنشاء هذه الوحدة في صفوفه؛ وذلك بهدف الاستعداد لحرب المعلومات والتكنولوجيا من الناحية الدفاعية، والهجومية، وتنفيذ بعض المهام التكنولوجية باختراق أجهزة الحاسوب في إسرائيل، حيث يشرف علي عمل هذه الوحدة،الوحدة8200، وتخضع مباشرة إلي قيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتختص باختراق منظومة الحواسيب الإلكترونية في المشروع النووي، وكذلك الجيش الإيراني، وضمان استمرارية الهجوم علي البنية التحتية المدنية في إيران، خاصة أنظمة الحاسوب العاملة في إيران بهدف شلها، ووقف عملها وتكبدها مخاسر مادية ومعنوية.[127]
- صخور التجسس:
هي عبارة عن صخور صناعية تشبه تماما الصخور الطبيعية، حيث يتم وضع أدوات التصنت والمراقبة والاختراق والتصوير بداخلها، ومن ثم التحكم بها بشكل آلي، وآحيانا تكون صخور طبيعية بشكل كامل، وقامت إسرائيل باستخدام هذا الأسلوب في إيران بالقرب من محطة “فردو” والتي هي من أهم محطات تخصيب اليورانيوم في إيران.
- فرق قرصنة الكمبيوتر الإسرائيلية:
هي عبارة عن فرق مكونة من نخب من عناصر الجيش الإسرائيلي المتخصصين بالشأن المعلوماتي، ومخصصة لمواجهة الحرب الإلكترونية، وعمليات القرصنة المحسوبة ضد الساحة الإسرائيلية، حيث قامت قيادة أركان الجيش الإسرائيلي بتجميع ما يقارب عن 300 خبير تكنولوجي من عناصر الجيش الإسرائيلي، ووضعتهم ضمن فرق للقرصنة؛ وذلك لحماية الشركات الوطنية الإسرائيلية من خطر الاختراق الإلكتروني، إضافة إلي تعزيز قدرات قوات الجيش الإسرائيلي في مجال الحرب الإلكترونية، وتدريب عناصر جهازي الشباك والموساد علي فك رموز الشيفرات المعلوماتية.[128]
- حزمة القرارات الاستراتيجية المعلوماتية الإسرائيلية:
قامت إسرائيل بالعديد من التدابير الاستراتيجية الحكومية السياسية والإلكترونية لحماية فضائها الإلكتروني، كان أهمها إطلاق المشروع المعروف بالبنية التحتية الإلكترونية لعصر الإنترنت عام 1977 والذي خصصته إسرائيل لوزارة المالية، وحددت أهدافها بحماية المعلومات في الوزرات الإسرائيلية بشكل عام.[129]
ثانيًا: أبعاد القدرات السيبرانية الإسرائيلية:
تتعدد أبعاد القدرات السيبرانية الإسرائيلية، ومنها:
- البعد الأمني والمعلوماتي السيبراني:
يشار إلي أن إسرائيل تمتلك يشار إلي أن إسرائيل تمتلك في منطقة النقيب الغربي واحدة من قواعد التنصت الكبرى التابعة للوحدة 8200 بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتقوم هذه القاعدة بالتجسس علي المحادثات الهاتفية، والتسلل إلي عناوين البريد الإلكتروني للحكومات والمنظمات الدولية، والشركات الأجنبية، وتغطي القاعدة منطقة واسعة في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، كما أشار قائد الوحدة السابق “يائير كوهين” أن 90٪ من المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية تأتي عن طريق الوحدة، ولا توجد عملية استخباراتية كبري لا تشارك فيه هذه الوحدة.[130]
- البعد العسكري السيبراني:
قامت هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي عام 2003، بتأسيس شعبة تحمل اسم “شعبة المعالجة عن بعد”، بهدف توفير استجابة فورية لحالات التعرض لهجمات سيبرانية معادية، وبهدف الربط بين نظم الحواسيب العسكرية بالجيش الإسرائيلي، كما أعلنت هذه الشعبة عن برنامج مستقبلي يحمل اسم ” كود المستقبل”؛ وذلك بهدف تحسين مدي جاهزية الجيش الإسرائيلي للعمل غي كجال الفضاء السيبراني، كما قام الجيش الإسرائيلي بتأسيس غرفة “الحرب الرقمية” عام 2013،بهدف تمكين الجيش من العمل بشكل سلس في الفضاء الإلكتروني، ويعتبر الجيش الإسرائيلي هذه الغرفة مركز أعصاب الدولة في عمليات الحماية والاعتراض.[131]
- البعد الإستراتيجي السيبراني:
تدعي إسرائيل أن مجال الفضاء السيبراني يكشفها أمام مخاطر أساسية بارزة، ومن بينها مخاطر تعرض البنية الحيوية والمؤسسات الأمنية لاعتداءات تتعلق بأدائها لوظائفها، بالإضافة إلى إمكانية تضرر الاقتصاد، كما تزعم إسرائيل انها تقف أمام أعداء لديهم دوافع واضحة لمواجهتها في كافة المجالات الممكنة، وبالتالي تعمل إسرائيل على بلورة استراتيجية قوية لحماية الفضاء السيبراني، من شأنها أن تحقق الأهداف الاستراتيجية بالحد الأدنى من الموارد.[132]
المحور الثاني: الهجمات السيبرانية الإسرائيلية:
تتمتع إسرائيل بقوة وقدرات سيبرانية تجعلها من الدول ذات قوة ومركز في هذه المجال، كما أن دول العالم بدأت تلجأ إلى هذه الحرب التي تعتبر من أخسر الوسائل مقارنة بالحروب التقليدية وما تنفقه من أموال وأرواح بشرية؛ فنفذت إسرائيل عدة هجمات على دولة إيران نتناولها فيما يلي.
أولًا: الهجمات السيبرانية الإسرائيلية ضد إيران:
أخذت الهجمات السيبرانية الإسرائيلية ضد الدولة الإيرانية العديد من الصور والأشكال، والتي تتمثل فيما يلي:
- استهداف منشآت إيران النووية:[133]
تم هجوم إلكتروني في نوفمبر2010 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ لإيقاف إنتاج اليورانيوم كجزء من برنامج النووي، وكان من خلال فيروس يُسمى “Virus Stuxnet”، تم تحميله على وصلة تخزين “USB stick”؛ مما أدى إلى تدمير1000 وحدة تخصيب، كما تسبب الهجوم في الحد من قدرات إيران النووية، وهذا كان أحد أهم الأسباب في سعى إيران لامتلاك القوة السيبرانية، كما قامت إيران بعمل خط إنترنت وطني ما عُرف باسم “إنترنت حلال” أو “شبكة المعلومات الوطنية الإيرانية”، بالإضافة إلى محاولة تقييد استخدام المواطنين للشبكة الافتراضية “VPN”.
- عملية الألعاب الأولمبية:
تم اكتشاف قطعة من البرمجيات الخبيثة تسمىStuxnet على أجهزة الكمبيوتر داخل المنشأة النووية الإيرانية في نطنز عام 2010، وقد تم تصميم هذا البرنامج الضار؛ لاستهداف أنظمة البيئة الصناعية، وبعد تنشيط البرنامج؛ بدأت أجهزة الطرد المركزي النووية في تغيير سرعتها باستمرار؛ مما أدى إلى كسر أجهزة الطرد المركزي، ويعتقد أن البرمجيات الخبيثة صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع إسرائيل بهدف تدمير أجهزة الطرد المركزي في منشآت الطاقة النووية؛ مما يؤدى إلى تأخير برنامج إيران النووي.
- فيروسات (Duqu وFlame):[134]
إن هذه الفيروسات طورتها إسرائيل عام 2012؛ بهدف جمع المعلومات الاستخبارية عن الخصوم والأعداء، ويُزعم أن فيروس Flame تم تطويره بشكل مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؛ لكى تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في إبطاء البرنامج النووي الإيراني، حيث تم استخدام فيروس Duqu من قبل إسرائيل؛ لجمع المعلومات عن المحادثات الجارية بين الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حول القدرات النووية الإيرانية، وأن هذان الفيروسين تم تقييمهما على أنهما متطوران للغاية؛ بما يوضح قدرات إسرائيل في جمع المعلومات الاستخباراتية على هذه الجبهة.
- برنامج التجسس (NSO Group Pegasus 2016):
شركة NSO Groupهي تكنولوجيا إسرائيلية متخصصة في تقديم تطبيقات المراقبة للعملاء مثل الحكومات ووكالات إنفاذ القانون، ويطلق على أحد تطبيقاته اسم “Pegasus”، وهو عبارة عن برامج تجسس للهواتف المحمولة عند تجبيته على هاتف دون نعرفه المستخدم أو طلب إذنه، فيبدأ في جمع بيانات الهدف مثل كلمات المرور وجهات الاتصال وأحداث التقويم، وقد أظهر تحقيق من “Citizen Lab” أن “Pegasus” تم استخدامه من قبل 3 عميل مختلف في 45 دولة لعمليات المراقبة.
- قصف الجيش الإسرائيلي مبنى يضم مقر وحدة إلكترونية تابعة لحماس:[135]
قامت إسرائيل في عام 2019 بقصف مبنى يضم مقراً لوحدة إلكترونية لحماس رداً على محاولة سابقة لهجوم إلكتروني من قبل جماعة حماس، وكانت تلك أول مرة ينفذ فيها الجيش غارة رداً على هجوم إلكتروني، بدلاص من الرد بهجوم إلكتروني أقوى كما هو متعارف عليه.
- هجوم إسرائيل الإلكتروني على ميناء “الشهيد رجائى”:[136]
هذا الميناء مُطل على مضيق هرمز، ففي يوم 9 مايو 2020 حدث هجوم سيبراني إسرائيلي على ميناء الشهيد رجائي؛ كان السبب في تعطيل الحركية الملاحية عبر الممرات والطرق المؤدية إلى الميناء، ويعتبر هذا الهجوم ما هو إلا انتقام لمحاولة الهجوم الإلكتروني الإيراني على أنظمة توزيع المياه في إسرائيل، وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الهجوم كان ذو دقة عالية؛ وتسبب في أضرار ذو مخاطر كبيرة لحقت بالميناء الإيراني، حيث أن الهجوم الإلكتروني لم يخترق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمنظمة، ولكن تسلل إلى عدد من أنظمة التشغيل الخاصة وتدميرها إلا أن صفيحة إسرائيلية أشارت إلى أن نظام الحماية السيبراني الإيراني المُسمى “بالحصن الرقمي”، والذى تدعى إيران أن له قدرة على الحماية، وأنه تم تطوير في دول مستقلة لم يكن فعال وتم اختراقه مرات عدة.
- هجمات على المنشآت النووية الإيرانية في “نطنز”:[137]
إن هذه الهجمات يُشتبه أنها هجمات سيبرانية إسرائيلية، وقد نُفذت هذه الهجمات في 30 يونيو 2020؛ وقد استهدفت من الهجمات الغامضة المنشأت النووية الإيرانية في نطنز ومواقع عسكرية فى بارشين، ولم تؤكد أى من الجهتين تحديد ماهية هذه الهجمات، ولكن إيران أقرت أنها هذه الهجمات كانت عبارة عن عمليات تخريبية، فى حين ألمحت التصريحيات الإسرائيلية والأمريكية إلى أنها هجمات سيبرانية لتعطيل برنامج إيران النووي.
- الهجوم الإلكتروني “ستوكس نت” على مصنع الصلب فى إيران:[138]
تم تنفيذ هذا الهجوم فى 27 يونيو 2022، وقد أعلنت جماعة تُدعى “بريداتوري سبارو” أى العصفور المفترس مسؤوليتها عن الهجوم وأنها تسببت بالحريق الخطير فى الممصنع، كما نشرت مقطع فيديو يدعم قولها؛ وكان الهجوم رداً على أعمال عدوانية قامت بتنفيذها الدولة الإيرانية إلا أن الجماعة لم تحدد تلك الأعمال.
كما بدأت جماعة القرصنة مشاركة قدر هائل من البيانات التى تزعم سرقتها من الشركات الإيرانية بما فى ذلك رسائل إلكترونية سرية، كما أن على صفحة الجماعة على تطبيق تليغرام، نشرت جماعة “بريداتوري سبارو” بيان تقول فيه أن شركات الصلب هذه تخضع لعقوبات دولية ورغم ذلك تباشر عملها، وأن هذه الهجمات الإلكترونية يتم تنفيذ بعناية لحماية الأبرياء؛ مما أدى إلى الشك فى أن هذه الجماعة تعمل تحت رعاية جيش دولة ما؛ لأنها تلتزم بعمل تقييم للمخاطر قبل أن يبدأ فى تنفيذ أى عملية.
ويعتقد كثير أن إسرائيل هى وراء هجوم ستوكس نت، حيث جاءت صوت التخمينات مرتفعاً نحو إسرائيل؛ مما استتبع رداً من الحكومة الإسرائيلية، وجه وزير الدفاع ” بينى غانتس” بإجراء تحقيق فى تسريبات دفعت صحفيين إسرائيليين إلى التلميح بقوة بأن إسرائيل ضالعة فى الهجوم، وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي “غانتس” عن قلقه من أن تكون سياسة الغموض المُنتهجة من قبل إسرائيل إزاء إيران تتعرض للمخالفة، وكذلك أعلنت جماعة “العصفور المفترس” مسؤوليتها عن هجوم استهدف نظام الدفع فى محطات الوقود العمومية فى إيران، والهجوم على لوحة الإعلانات الرقمية فى الطرق، والتى جلعتها تعرض رسالة تقول “خامنئى، أين وقودنا”، وذلك إشارة إلى القائد الأعلى فى إيران على خامنئي.
المبحث الثالث
تأثير الصراع السيبراني الإيراني الإسرائيلي على الأمن القومي الإسرائيلي (2013- 2022)
تمهيد:
يُعرف الأمن القومي لأي دولة في العالم، بأنه قدرتها على الحفاظ على مصالحها والدفاع عنها. لكن تعريف الأمن القومي الإسرائيلي يكاد يكون شاذاً عن جميع تلك المفاهيم، إذ يعرف دافيد بن غوريون الأمن القومي الإسرائيلي بقوله: هو «الدفاع عن الوجود»، مرهوناً بالهاجس الأمني الذي يقوم على الفرضية القائلة بأن إسرائيل موجودة في حالة خطر كياني دائم. لذلك، فإن مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي يمتد ليشمل محاولة التأثير في خط التفاعلات الإقليمية التي تضمن منع أي تحديد لقدرات إسرائيل السياسية والجيوبوليتيكية، الأمر الذي يفرض احتكاكاً دائماً مع محيطها الإقليمي وفرض التعامل معها على أساس واقعي لا يمكن تغييره، وهو ما يضع إسرائيل أمام معضلات استراتيجية تتطلب استراتيجيا عسكرية فعالة.
لا يوجد نص مكتوب وواضح ومتكامل لنظرية الأمن الإسرائيلي، إذ إن قسماً منها تم تداوله شفهياً، والقسم الآخر تمت كتابته على شكل قوانين سنها البرلمان الإسرائيلي، وقرارات صادرة عن حكومات إسرائيل المتعاقبة، وكذلك على شكل تعليمات من قيادات عسكرية بارزة في الجيش وأوامر هيئة الأركان العليا، إضافة إلى كتب وكتيبات إرشاد صادرة عن أذرع الجيش الإسرائيلي. بهذا، فإن الأسس الاستراتيجية، الأمنية والعلمية والتنظيمية، كما هي موجودة في هذه المصادر، تُكوّن نظرية الأمن لإسرائيل التي كانت وما زالت فعالة حتى المرحلة الراهنة.[139]
يتضمن هذا المبحث محورين، وهما، المحور الأول بعنوان تأثير الهجمات السيبرانية الأيرانية على إسرائيل (2013- 2022)، والمحور الثاني بعنوان الجهود الإسرائيلية لحماية الأمن القومى من الهجمات السيبرانية الإيرانية (2013 – 2022).
المحور الأول: تأثير الهجمات السيبرانية الايرانية على إسرائيل.
لا يوجد نموذج محدد لنظرية الأمن الإسرائيلي التي تتجاوب مع متطلبات الواقع الإسرائيلي، وإنما هناك تراكم بالتدريج لمبادئ وأسس الاستراتيجيات الأمنية المبنية على التجربة العسكرية منذ الاستيطان اليهودي في فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر، والتجربة التي اكتسبتها المنظمات العسكرية من خلال الحرب العالمية الثانية والنكبة، إضافة إلى المعطيات الجيوسياسية.
أولًا: أثر الهجمات السيبرانية الايرانية على المنشآت الإسرائيلية والبنى التحتية:
تعتبر مهاجمة البنية التحتية المدنية الحيوية مستوى خطيرًا على نطاق الهجوم السيبراني، وبحسب تقارير إعلامية هاجمت إيران البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في إسرائيل، التي ردت بهجوم إلكتروني على البنية التحتية في ميناء بندر عباس الإيراني، على الرغم من أن هذه الهجمات ليست الأولى، إلا أنها توضح أن مسرح الصراع بين البلدين يشمل البنية التحتية المدنية الأساسية.
تمكنت إسرائيل حتى الآن من التعامل مع الهجمات الإلكترونية ضد مثل هذه البنى التحتية دون التعرض لأضرار كبيرة، لكنها قد تصبح أكثر عرضة للخطر مع تسارع سباق التسلح السيبراني وإتقان إيران لقدراتها.
يجب على إسرائيل أن تفترض أنه ستكون هناك محاولات هجوم إضافية وأكثر تعقيدًا من تلك التي تم تسجيلها حتى الآن. نفذ الهجوم المنسوب لإيران على شبكة المياه الإسرائيلية في عدة مواقع في أنحاء البلاد في 24-25 أبريل 2020 (قبل عيد الاستقلال وفي بداية المرحلة الأولى من خطة الخروج من إغلاق كورونا) في إحدى المحطات، تم تسجيل انحرافات و “مخالفات” في البيانات؛ في محطة أخرى، تم فصل المضخة عن الوضع التلقائي (المتحكم فيه) ودخلت حيز التشغيل دون انقطاع.
وفي شركة مياه أخرى كان هناك استيلاء على نظام التشغيل (Ynet) في إحدى الحالات، توقفت مضخة الماء عن العمل لفترة قصيرة، حيث كان القلق الذي طرحه النظام السيبراني الوطني هو أنه كان على إسرائيل أن تتعامل أثناء أزمة كورونا مع نقص مؤقت في المياه أو خلط الكلور أو مواد كيميائية أخرى بجرعة خاطئة كان من الممكن أن تتسبب في أضرار وكارثة.[140]
وفي أعقاب الهجوم، نُشر بيان باسم سلطة المياه والنظام الإلكتروني الوطني في إسرائيل جاء فيه: “تم الكشف مؤخرًا عن محاولة هجوم إلكتروني على أنظمة التحكم والسيطرة في قطاع المياه. تم التعامل معها من قبل سلطة المياه والنظام السيبراني الوطني، مع التأكيد على أنه لم يكن هناك أي ضرر لإمدادات المياه وأنه كان ولا يزال طبيعيًا.
عرّف رئيس النظام الإلكتروني الإسرائيلي “إيغال أونا”، (28 مايو) الهجوم بأنه “نقطة تحول” في تاريخ الحروب الإلكترونية الإسرائيلية. ووفقا له، فإن “محاولة الهجوم على إسرائيل تم تنسيقها وتنظيمها بهدف إلحاق الضرر بشبكة المياه الإنسانية الخاصة بنا، وإذا نجحت، لكان علينا التعامل مع الأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين وحتى النقص المؤقت في المياه الذي يمكن أن تسببت في أضرار وكارثة “.
قدر “إيريك بيربينغ” الرئيس السابق لجهاز الشاباك السيبراني، أن الهجوم يشهد على قدرة الدولة، الذي يقوم على استخبارات دقيقة. أشار اللواء (احتياط) البروفيسور يتسحاق بن إسرائيل، رئيس مركز الإنترنت في جامعة تل أبيب، إلى أن هذه هي المحاولة الثالثة على الأقل لمهاجمة شبكات المياه في إسرائيل، والتي لم تنجح.
ثانيًا: الإضرار بمؤسسات البحث العلمي:
أفادت أخبار القناة في مايو 2020، أنه تم الكشف عن هجمات إلكترونية تهدف إلى إلحاق الضرر بمؤسسات البحث الإسرائيلية، والتي تشارك من بين أمور أخرى، في تطوير الأدوية واللقاحات ضد فيروس الكورونا، وبحسب التقرير لم يكن الغرض من الهجوم جمع المعلومات بل التسبب في الدمار. إذا كانت هذه خطوة أخرى تتعلق بالحرب الإلكترونية بين إسرائيل وإيران، فإن نطاق الهجوم الإيراني سيكون أوسع.
ثالثًا: تأثير الهجمات السيبرانية الايرانية على المدنيين في اسرائيل:
لم تعد الهجمات تقتصر على البنى التحتية، بل تعدتها لتطاول حياة المدنيين الخاصة بحيث أدت تلك الاقتحامات وعمليات القرصنة إلى حدوث أعطال وأضرار في حياتهم اليومية عن طريق تسريب معلومات مهمة، إضافة إلى تحديات أخرى. وكانت الهجمات السيبرانية الإيرانية على الأهداف الإسرائيلية منذ عام 2020 عبارة عن عمليات للحصول على الفدية يتم تنفيذها من قبل مجموعتي القرصنة الإيرانيتين المعروفتين “بلاك شادو” و”باي2كي”.[141]
وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” في ديسمبر 2020 أعلنت مجموعة “بلاك شادو” BlackShadow مسؤوليتها عن الهجوم “الضخم” على شركة “شيربيت” التي تمتلك معلومات عن كثر من المستخدمين الحكوميين، وأكدت هيئة الأسواق المالية الإسرائيلية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل حدوث هجوم إلكتروني على شركة التأمين وتسريب معلومات في عملية الاختراق.
وعلى الرغم أن الشركة أعلنت أن أنظمتها الدفاعية كانت قادرة على صد الهجوم، إلا أن “بلاك شادو” نشرت آلاف الوثائق التي تثبت غير ذلك وكتبت المجموعة في تغريدة “نفذ فريق شادو هجوماً إلكترونياً عملاقاً وحدث هجوم كبير على شبكة الإنترنت التابعة لشركة شيربيت التي تقع في المجال الاقتصادي لإسرائيل، مردفه في هذا العمل، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمراكز البيانات، تم تسريب معلومات عن جزء كبير من مشتركي الشركة، “وقالت إنها جعلت وثائق هويات المشتركين وبياناتهم المالية ومستندات أخرى متعلقة بالشركة” متاحة للتنزيل.
وبعد مرور يومين على الحادثة طالب “الهاكرز” بالحصول على نحو مليون دولار في مقابل عدم نشر المعلومات وقالت المجموعة ذاتها إنه إذا لم يتم تحويل المبلغ المطلوب البالغ 50 “بيتكوين” (950.000 دولار) إلى حسابها في غضون 24 ساعة فسوف تقوم بنشر أو بيع البيانات مهددة بأن المبلغ سيتضاعف إلى 100 “بيتكوين” بعد 24 ساعة و200 “بيتكوين” بعد 24 ساعة أخرى، ومن ثم بعد مرور 72 ساعة، هدد “الهاكرز” ببيع البيانات لطرف ثالث.
ومنذ بداية العام الحالي تعرضت منصات إعلامية إسرائيلية للقرصنة في الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني ونشرت الصفحة الرئيسة في صحيفة “جيروزالم بوست” رسماً توضيحياً يمثل سليماني وذكر موقع قناة “سي أن” الأميركية أن الرسم التوضيحي أظهر جسماً يشبه الرصاصة يطلق من حلقة حمراء كان يضعها في إصبعه، في إشارة واضحة إلى الخاتم المميز الذي كان يضعه سليماني في إصبعه”، وتم استبدال الصفحة الرئيسة بصورة عن تفجير مفاعل “ديمونا” الإسرائيلي، إضافة إلى نص يقول “نحن قريبون منكم حيث لا تدرون”.[142]
المحور الثاني: الجهود الإسرائيلية لحماية الأمن القومي من الهجمات السيبرانية الايرانية:
تأسست سلطة الدفاع السيبراني القومي الإسرائيلي عام 2016، تحت مسؤولية رئاسة الحكومة مباشرة، ووظيفتها الرئيسية هي إدارة جميع الجهود الدفاعية والعملانية في الفضاء السيبراني وتشغيلها وتنفيذها، الأمر الذي يتيح الرد الدفاعي الكامل والدائم على الهجمات السيبرانية، بما في ذلك التعامل مع تهديدات الفضاء السيبراني والحوادث السيبرانية في وقت حقيقي، وصياغة تقدير للوضع الحالي.
وفي يونيو 2015، تم تأسيس فرع سيبراني مستقل يقود نشاط الجيش الإسرائيلي الدفاعي والهجومي في الفضاء السيبراني، إذ يتولى الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن قيادة الدفاع السيبراني للدولة في زمن الحرب. وتستند الحرب السيبرانية إلى قدرات إسرائيلية مستقلة، تجمع بين الابتكار المحلي والتقنيات العالمية.
كما أن المقاربات التي تتخذها إسرائيل تندمج في المتطلبات الثلاثة الأصلية الخاصة بمفهوم إسرائيل التقليدي بشأن الأمن القومي:
اولًا: الردع:
يمكن للقدرات السيبرانية المتقدمة أن تكون وسيلة فعالة لردع أعداء إسرائيل. وكان أحد الأمثلة لذلك عملية Stuxnet التي تنسب إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تم فيها تعطيل أداء أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.
ثانيًا: الإنذار المبكر:
الاعتماد على التقنيات السيبرانية المتقدمة لجمع المعلومات الدقيقة بشأن نيات الخصم وخططه المستقبلية. وأن تمنع من الوصول إلى قواعد البيانات الخاصة بها في الوقت نفسه. وهكذا، يمكن لأجهزة إسرائيل الأمنية أن تقدم للمؤسسة الدفاعية إنذارات فعالة بشأن نيات الخصم بغية اتخاذ التدابير الضرورية ضده في اللحظة الصحيحة.
ثالثًا: الانتصار العملاني الحاسم:
يمكن للجيش الإسرائيلي، باستعمال أدواته السيبرانية المتقدمة، أن يكسب أفضلية في القتال تمكّنه من قلب الميزان لمصلحته. وعلى سبيل المثال، جرى تعطيل أجهزة الرادار السورية خلال الهجوم على المفاعل النووي السوري عام 2007، والذي نُسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، وذلك بواسطة رمز معادٍ يبدو أنه كان يبث إشارات عادية، وهذا ما مكّن سلاح الجو الإسرائيلي من اختراق المجال الجوي السوري من دون أن يُكتشف، واستهداف المجمّع النووي وتدميره بالكامل،[143] ومن احتمالات من الممكن ان تتلاشى الحرب التقليدية بفعل التقدم الهائل في التكنولوجيا العسكرية.
الخاتمة:
إن الحرب السيبرانية في ظل البيئة الإلكترونية المتطورة، أصبحت واقعا وبُعدا حربيا جديدا تتنافس من خلاله الدول لصنع تأثيرات ضد الخصوم، وبما لا يستنزف الجهد، ودون خسائر بشرية، ويجعل التحكم في النتائج أمرا مُمكنا، بعكس الحروب التقليدية، التي عندما تبدأ لا يمكن التحكم بنتائجها وصعوبة حسمها، فالبيئة الإلكترونية أصبحت بيئة خصبة للتنافس، وأن الحروب السيبرانية ستكون حاضرة في السجالات المستقبلية، وستلعب دورا في جعل الحروب تتم في نطاقات تكتيكية محدودة لا تمتد إلى حروب شاملة، وبالتالي فإن الكثير من الدول أصبحت تدرك أهمية تطوير إستراتيجياتها في المجال السيبراني لخلق قدرة ردع نسبية في هذا المجال، الأمر الذي يضع التهديدات السيبرانية على خارطة التهديدات المستقبلية الأساسية التي تواجه الدول.
بالنسبة لإسرائيل، فمن الواضح أنها تتبنى سياسة إلكترونية رادعة ضد الهجمات الإلكترونية الإيرانية، لإيصال رسالة مفادها أن قدرة إسرائيل تتفوق على القدرات الإيرانية، وأنَّ المنشآت المدنية الحيوية يُمكن إعاقتها واستهدافها بسهولة، لذا فمن المحتمل أيضًا أن تصبح الحروب السيبرانية بين الجانبين أكثر توثرا في ظل محاولة كل طرف لإضافة الردع الإلكتروني إلى مكوناته الرادعة الأخرى.
إن المواجهة السيبرانية الراهنة تزيد من تعقيد البيئة الأمنية لإسرائيل حيث تختلف قواعدها عن قواعد الحرب المعروفة حتّى الآن، وليس هناك أي أهمية للجغرافيا في بيئة الحرب السيبرانية، فضلا عن أن القدرات الإلكترونية المتطورة قد تصل إلى الميليشيات التي تدعمها إيران، مثل (حزب الله وحماس).
ومن الجدير بالذكر أن المخاطر السيبرانية تُعد من ضمن التحديات المتنامية، ومن المؤثرات المهددة للبيئة الأمنية العالمية، والاقتصاد العالمي، وقد تم تصنيفها من ضمن المخاطر العشرة التي تواجه العالم، ما يعني أن الحرب السيبرانية ستكون ميدانًا للمنافسة بين إيران وإسرائيل في المستقبل، يدفعهم في ذلك الرغبة في امتلاك هذا النوع من الردع والتفوق على الآخر، ويغذيهم ما قاموا به من استثمارات في هذه التقنية لسنوات مضت.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
اولًا: بروز الحروب السيبرانية كأداة تستخدمها الدول لإلحاق الضرر بأعدائها، بل وأصبحت القوة السيبرانية من أهم أدوات الحرب على الساحة الدولية.
ثانيًا: ظهور إيران كقوة سيبرانية كبرى على الساحة الدولية من خلال جيش إيران الالكتروني الذي أظهر قدرة على اختراق أهدافه ببراعة، بل واعتباره نداً لإسرائيل والولايات المتحدة.
ثالثًا: على الرغم من تفوق إسرائيل التكنولوجي والاقتصادي إلا أن تطور القدرات الهجومية السيبرانية لإسرائيل أثرت بشكل سلبي على المواقع المدنية والأمنية لإسرائيل.
رابعًا: كان للثورة الإسلامية الايرانية ١٩٧٩ أثراً في تحول العلاقات الايرانية الإسرائيلية حيث تلخصت الرؤية الأمنية للأمن القومي الإيراني في تطوير قدرتها العسكرية وإتمام برنامجها النووي لردع الوجود الأمريكي والخطر الإسرائيلي في المنطقة.
خامسًا: كان تفوق إيران في محاولة بناء المفاعل النووي وتطويره أحد اسباب العداء الإسرائيلي لها، والهجوم السيبراني الإسرائيلي المستمر خوفاً من أن تشكل إيران تهديداً لتواجد إسرائيل في المنطقة.
سادسًا: مثلت الهجمات السيبرانية التي وجهتها إيران لإسرائيل تهديداً لأمنها القومي حيث تسببت تلك الهجمات في تدمير المنشآت والبني التحتية بسبب الهجوم الإيراني على شبكة المياه الاسرائيلية، والاضرار بمؤسسات البحث العلمي.
سابعًا: لم تقتصر الهجمات الايرانية على البنية التحتية لإسرائيل فحسب بل تسببت في إلحاق الضرر بالمدنيين الإسرائيليين وتعطيل حياتهم اليومية.
ثامنًا: بذلت إسرائيل جهودها لحماية أمنها القومي من الهجمات السيبرانية الايرانية حيث أسست سلطة الدفاع السيبراني القومي الإسرائيلي عام 2016، تحت مسؤولية رئاسة الحكومة مباشرة، ووظيفتها الرئيسية هي إدارة جميع الجهود الدفاعية والعملانية في الفضاء السيبراني وتشغيلها وتنفيذها، الأمر الذي يتيح الرد الدفاعي الكامل والدائم على الهجمات السيبرانية.
توصيات الدراسة:
اولًا: ضرورة تفعيل دور القانون الدولي ووضع قواعد وآليات توائم شكل الحرب الجديد مستوعبة بذلك التطور الحاصل في المجال التكنولوجي، وتكثيف الجهود الدولية لسن هذه القوانين لمواجهة الحرب الحديثة التي فرضت نفسها على الساحة الدولية.
ثانيًا: العمل على تأمين البنية التحتية الكونية للمعلومات وإدخالها ضمن المنشآت المدنية المحظور استهدافها من قبل أطراف الصراع في حالة الحرب.
ثالثًا: تطوير برامج حماية الكترونية لمواجهة الهجمات الإلكترونية، وفي سبيل ذلك عقد شراكات بين الدول والقطاع الخاص في كل دولة لتطوير البنية التحتية، وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية.
رابعًا: تعزيز الحوار والتنسيق وتبادل المعلومات بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في إطار مكافحة إساءة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
خامسًا: انشاء اقسام خاصة في الدولة لمواجهة الاختراقات والحروب السيبرانية وعلى ايدي متخصصين في هذا المجال.
سادسًا: التواصل مع خبراء معلوماتيين وذلك لإيجاد برمجية معينة تقوم بفصل البنية التحتية والشبكات السيبرانية العسكرية عن المدنية وذلك لحماية السكان المدنيين من مخاطر الهجمات السيبرانية.
سابعًا: أهمية دور المجتمع الدولي في رفع الوعي عن طريق إعداد برامج توعوية حول الأمن الإلكتروني يتم تقديمها وبثها بطريقة واضحة ومبسطة لعامة الناس.
ثامنًا: العمل على تزويد الجيوش بتقنيات ومهارات التعامل مع التهديدات السيبرانية ويتم ذلك من خلال تعليم وتدريب المهندسين المعلوماتيين العاملين في القوات المسلحة، على اكتساب مهارات الأمن السيبراني من أجل أن يكونوا قادرين على تولي مسؤوليات حماية البنية التحتية الوطنية من تهديدات الهجمات السيبرانية القائمة حالياً وتلك المستقبلية.
تاسعًا: أهمية سعي الدول النامية لتطوير وتحديث أمنها السيبراني والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى والخبرات الموجودة لديها وذلك كله في سبيل تحصين بنيتها الرقمية.
عاشرًا: على الدول الكبرى أن تستغل التطور التكنولوجي في مجال الثورة المعلوماتية بما يخدم رفاهية الدول بصورة عامة والإنسان بصورة خاصة، بدل من تسخيرها في الصراعات والحروب.
الملخص:
تعد الحرب التقليدية ذات تكلفة مرتفعة من حيث التكاليف المادية والبشرية، ولا يكون هناك طرف منتصر، إنما يكون طرف خاسر وطرف أقل خسارةً.
لا تفضل كلا من إيران وإسرائيل الحرب الشاملة بالرغم من المواجهان غير التقليدية التي تدور بين طرفي النزاع، حيث يظل قرار الحرب الشاملة مرهوناً بحسابات أخرى لا تتعلق بموقف كل من إيران وإسرائيل، كالمصالح والعلاقات بين الدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الداعم الأول لإسرائيل.
بدأت كلا من إسرائيل وإيران بتطوير القدرات الهجومية السيبرانية على نحو كبير خلال العقد السابق، ولكن ثمة أمر حول الصراع السيبراني ظل ثابتاً، وهو خصائص الصراع الذي ينسم بالسرية، ولكن خلال عامي 2020 و2021 شهد العالم تغير ديناميكي تنتقل من السرية إلى صراع سيبراني علني وأكثر انفتاحاً.
بدأت نقطة التحول في هذا الصراع في ابريل 2020 عندما حاولت إيران إلحاق الضرر بهيئة المياه ومنشآت معالجة الصرف الصحي في إسرائيل، وقد ظنت هيئة المياه الإسرائيلية بأنه عطل فني، ولكن تم اكتشاف أنه هجوم سيبراني، وفى شهر مايو من نفس العام استهدف هجوم سيبراني أنظمة الكمبيوتر في ميناء الشهيد رجائي لافي بندر عباس قرب مضيق هوزم؛ وقد أدى هذا الهجوم إلى إلحاق الضرر بأنظمة التشغيل بشركان خاصة لعدة ساعات، ويظل الصراع قائماً بسعى كل من الطرفين فى زيادة قدراته العسكرية السيبرانية؛ لأجل ردع الطرف الأخر.
Summary:
Conventional warfare is costly in terms of material and human costs, and there is no winning party, but a losing party and a lesser party.
Iran and Israel do not prefer all-out war despite the unconventional confrontations taking place between the two parties to the conflict, as the decision of total war remains subject to other calculations that are not related to the position of both Iran and Israel, such as interests and relations between countries, especially the United States of America, which is the first supporter of Israel.
Both Israel and Iran have begun to develop cyber offensive capabilities significantly over the past decade, but there is something about cyber conflict that has remained constant, which is the characteristics of a secret conflict, but during 2020 and 2021 the world witnessed a dynamic change moving from secrecy to a more open and open cyber conflict.
The turning point in this conflict began in April 2020 when Iran tried to damage the Water Authority and sewage treatment facilities in Israel, and the Israel Water Authority thought it was a technical malfunction, but it was discovered that it was a cyberattack, and in May of the same year a cyber attack targeted computer systems in the port of the martyr Rajai Lafi Bandar Abbas near the Strait of Homes; from both sides in increasing its cyber military capabilities in order to deter the other side
قائمة المراجع:
المراجع العربية:
اولًا: الكتب:
- عباس بدران، الحرب الالكترونية: الاشتباك في عالم المعلومات، مركز دراسات الحكومة الالكترونية، (بيروت: ط2، 2010).
- تريتا بارزي، حلف المصالح المشتركة (التعاملات السرية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية)، أمين الأيوبي (مترجم)، الدار العربية للعلوم 2008م.
- مني جبور، السيبرانية: هاجس العصر، المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، (بيروت، 2017).
- خليفة، ايهاب، الحرب السيبرانية: الاستعداد لقيادة المعارك العسكرية في الميدان الخامس، مركز العربي للنشر والتوزيع، (القاهرة: ط1، 2020).
- رياض الراوي، البرنامج النووي الايراني وأثره على منطقة الشرق الأوسط، دار الأوائل للنشر والتوزيع، (سوريا: ط 2، 2008).
- محمد سلطان، قضايا قانونية في أمن المعلومات وحماية البيئة الالكترونية، (الكويت: دار ناشري، 2010).
- الياس شوفاني، أمن اسرائيل الاستراتيجي، (دمشق: درا الحصاد للطباعة والنشر، ط1، 2009).
- علاء طاهر، حرب الفضاء ونظرية الحرب الاسرائيلي، (باريس: الصلاح للدراسات الاستراتيجية، ط1، 1991).
- فيصل عبد الغفار، الحرب الالكترونية، (عمان: الجنادرية للنشر، 2015).
- جمال غيطاس، أمن المعلومات والأمن القومي، (القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر، ط1، 2007).
- فرد كابلان، المنطقة المعتمة: التاريخ السري للحرب السيبرانية، ترجمة لؤي عبد المجيد، (الكويت 2019).
- محمود محارب، حرب في الفضاء الالكتروني: اتجاهات وتأثيرات على اسرائيل، (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2011).
- احسان مرتضي، الأمن القومي الاسرائيلي: في تطوراته المفهومية والعملانية، (بيروت: دار باحث للدراسات، ط2، 2006).
- منير فخر الدين وآخرون، دليل إسرائيل العام 2020، (فلسطين: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2021).
- حسن يوسف، دماء على أبواب الموساد: اغتيالات علماء العرب، (القاهرة: سما للنشر والتوزيع، 2016).
ثانيًا: الدوريات العلمية:
- خالد بن سلطان ال سعود، أمن منطقة الخليج العربي من منظور وطني، أبو ظبي، مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، 2000.
- فاطمة الزهراء عبد الفتاح، تطور توظيف جماعات العنف للإرهاب السيبراني، مجلة السياسة الدولية، (القاهرة: مصر، العدد 208, المجلد 52)، ابريل 2017.
- أحمد الميموني، تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، العدد12، 2020.
- أحمد بن على الميموني، الجبهة النشطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، تصدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، السنة الرابعة، العدد الثاني عشر، أكتوبر 2020.
- إدريس، محمد السعيد، تطور العلاقات المصرية الإيرانية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2000.
- أميرة عبد العظيم محمد، المخاطر السيبرانية وسبل مواجهتها في القانون الدولي العام، مجلة الشريعة والقانون، الجزء الثالث، العدد 35، 2020م.
- إيران تتهم الغرب بهجوم الكتروني على برنامجها النووي، مجلة الدراسات الإيرانية، السنة الرابعة، العدد الثاني عشر اكتوبر ٢٠٢٠.
- إيناس سليمان، دور الأمن السيبراني في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، مجلة العلوم القانونية والإنسانية، المجلد64 العدد1، 2021.
- ايناس ممدوح محمد محمد سليمان ، دور الأمن السيبراني فى مواجهة الإرهاب الإلكتروني، مجلة العلوم القانونية والاقتصادية، كلية الحقوق، جامعة عين شمس، مجلد 64، العدد 1، يناير 2022.
- البستكي، نصرة عبد الله، أمن الخليج من غزو الكويت إلى غزو العراق، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ٢٠٠٣.
- جمال السويدي، الحرب الإلكترونية في ظل عصر المعلومات، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، مجلة رؤي استراتيجية، المجلد4، العدد19، 2017.
- حازم خليل، استغلال الفضاء السيبراني في الحروب الغير تقليدية، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الاسكندرية، العدد 15، 2023.
- أميرة صديق، الفضاء السيبراني كساحة لإدارة التنافس الإيرانى-الإسرائيلى حول النفوذ في الشرق الأوسط، مجلة قضايا اسيوية، تصدر عن المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، العدد 9، يوليو 2021.
- حسين حسين صالح، حروب الفضاء الإلكترونية وتأثيرها في الصراعات الدولية، مجلة الاندلس للعلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 10، العدد 66، يناير 2023.
- رغدة البهى، الهجوم السيبرانى الإيرانى على إسرائيل.. خلفيات ودلالات، المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، مارس 2022.
- نورة شلوش، القرصنة الإلكترونية فى الفضاء السيبرانى “التهديد المتصاعد لأمن الدول”، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، المجلد 8، العدد 2، 2018.
- ربيع يحي، إسرائيل وخطوات الهيمنة على ساحة الفضاء السيبراني في الشرق الأوسط: دراسة حول الاستعدادات ومحاور عمل الدول العبرية في عصر الإنترنت، مجلة رؤي استراتيجية، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظبي، 2013.
- زروقة إسماعيل الفضاء السيبراني والتحول في مفاهيم القوة والصراع، مجلة العلوم القانونية والسياسية، المجلد 10، العدد1، 2019.
- شلقي، محمد عباس، العولمة وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني، مختارات إيرانية، عدد ٣٢، حزيران ٢٠٠٢م.
- عباس بدران، الحرب الإلكترونية: الاشتباك في عالم المعلومات، مركز الدراسات الحكومية الإلكترونية، (لبنان: بيروت، ط 1)، 2010.
- فانس، سيروس، المذكرات أو خيارات صعبة، ط 2، المركز العربي للمعلومات، بيروت 1984.
- القاسمي، خالد محمد، الخليج العربي في السياسة الدولية: قضايا ومشكلات، القاهرة، دار الثقافة العربية، ١٩٨٧م.
- أحمد بن على الميمونى، الجبهة النشطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، السنة الرابعة، العدد الثانى عشر، أكتوبر 2020.
- مراد، خليل علي، سياسة الولايات المتحدة في الخليج العربي، جامعة البصرة، العدد 1، 1985.
- مصطفى، أمين، إيران وفلسطين بين عهدين، المركز العربي لأبحاث والتوثيق، بيروت 1996.
- منظمة التحرير الفلسطينية، الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، وقائع وتفاعلات، مركز الأبحاث، بيروت، 1974.
- مهابة، أحمد، إيران بين التاج والعمامة، دار الحرية، 1989.
- الموسوي، سيد حسن، السياسة الأمريكية وإيران، فصيلة إيران والعرب، عدد٥، ٢٠٠٢م.
- نزار عبد القادر، الدوافع الإيرانية والجهود الدولية للاحتواء، مجلة الدفاع الوطني، العدد 57، 2005.
- النفيسي، عبد الله، إيران والخليج، مجلة السياسة الدولية، العدد ١٣٧، حزيران ١٩٩٩م.
- نورهان الشيخ، المصلحة الوطنية: طغيان الواقعية وتراجع المثالية في العلاقات الدولية، المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية (القاهرة: سلسلة مفاهيم، مجلد 1, ط 1) ،2009.
- هاني السلاوي، ظاهرة الحرب الهجينة في العلاقات الدولية، (مجلة العلوم الإنسانية: دار المنظومة، المجلد 13، العدد2)، 2022.
- يوال وجنسك ” ميزان التوازن العسكري التقليدي في الخليج “، جامعة البصرة، الجزء ١٣، العدد ١، حزيران ٢٠١٠م.
ثالثًا: الرسائل العلمية:
- حمد الخالدي، السلاح النووي الإيراني وأثره على دول الخليج العربي، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 2007.
- صلاح حيدر عبد الواحد، حروب الفضاء الإلكتروني: دراسة في مفهومها وخصائصها وسبل مواجهتها، رسالة ماجستير، قسم العلوم السياسية، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، تموز 2021.
- عبد الله عاشوري، فواعل السياسة العامة العالمية وانعكاسها على دور الدولة بعد الحرب الباردة، رسالة ماجستير، الجزائر (جامعة الحاج لخضر باتنة: كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2014).
- عبد الله المطيري، أمن الخليج العربي والتحدي النووي الإيراني، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الاداب والعلوم، 2011.
- عبد الله دغش العجمي، المشكلات العملية والقانونية للجرائم الإلكترونية دراسة مقارنة، رسالة ماجستير، (جامعة الشرق الأوسط، 2014م).
- فؤاد عاطف العبادي، السياسة الخارجية الإيرانية وأثرها على أمن الخليج العربي (1991 – 2012)، رسالة ماجستير، قسم العلوم السياسية، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2012.
- محمد مهني، تأثير الإرهاب الإلكتروني على تغير مفهوم القوة في العلاقات الدولية: توظيف المنظمات الارهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، رسالة ماجستير، (جامعة محمد بو ضياف: الجزائر، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، 2018م).
- نايف الغامدي العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وتأثيرها على مجلس التعاون لدول الخليج العربي، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، كلية الدراسات العليا، 2013.
- وليد جعود، دور الحرب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية، كلية الدراسات العليا، فلسطين، 2013.
رابعًا: المواقع الالكترونية:
- السفير بلال المصري، منطقة الخليج العربي أداة في الصراع الصهيوني- الإيراني، المركز الديمقراطي العربي، 25 يونيو 2022.
متاح على الرابط: https://www.democraticac.de/?p=82940؟
تاريخ التصفح: 18/ 3/2022
- د. رغدة البهي، الردع السيبراني: المفهوم والإشكاليات والمتطلبات، المركز الديمقراطي العربي، 21 فبراير 2017.
متاح على الرابط: https://www.democraticac.de/?p=43837
تاريخ التصفح: 16/ 3/2023
- نسرين الشحات، الابعاد العسكرية للقوة السيبرانية على الأمن القومي للدول “دراسة حالة إسرائيل، المركز الديمقراطي العربي، 29 أبريل 2016.
متاح على الرابط: https://www.democraticac.de/?p=30962
تاريخ التصفح: 16/ 3/2023
- د. محمد محمد عبد ربه، دور إيران في إدارة الجبهات الداخلية فى الشرق الأوسط وانعكاسها على إسرائيل: دراسة حالة دول محور القاومة والممانعة، المركز الديمقراطى العربى، 13 مارس 2020.
متاح على الرابط: https://www.democraticac.de/?p=65141
تاريخ التصفح: 12/ 3/ 2023
- سعيد عكاشة، لماذا لا تفضى إيران وإسرائيل سيناريو الحرب الشاملة؟، المستقبل للأبحاث والدرسات المتقدمة، 14 يونيو 2022.
متاح على الرابط: https://cutt.us/xzEH7
تاريخ التصفح: 15/ 3/ 2023
- مهند مصطفى، تصعيد الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مركز الامارات للسياسات، 26 يوليو 2022.
متاح على الرابط: https://www.epc.ae/ar/details/featured/taseid-alharb-alsaybiraniat-bayn-iisrayiyl-wa-iiran
تاريخ التصفح: 12/ 3/ 2023
- اية حسين محمود، دور الحروب الالكترونية فى الصراع الإيرانى الإسرائيلى ( 2006- 2017)، المركز العربى للبحوث والدراسات، 21 نوفمبر 2020.
متاح على الرابط: http://www.acrseg.org/41764
تاريخ التصفح: 11/ 3/ 2023
- حازم سعيد، إيران وإسرائيل.. سيناريوهات واحتمالات المواجهة المباشرة، مركز أفق المستقبل للاستشارات، 24 أكتوبر 2021.
متاح على الرابط: https://ofckw.com/item.aspx?id=50419
تاريخ التصفح: 17/ 3/ 2023
- أيمن علامة، تنافس فى المجال السيبرانى بين إسرائيل وإيران، مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، 2 أبريل 2022.
متاح على الرابط: https://www.bahethcenter.net/essaydetails.php?eid=38255&cid=86
تاريخ التصفح: 15/ 3/ 2023
- د. هدى النعيمى، الهجمات السيبرانية وتصاعد المنفسة الدولية، مجلة الجندى، 1 يونيو 2022.
متاح على الرابط: https://cutt.us/sco19
تاريخ التصفح: 12/ 3 / 2023
- سوسن مهنا، “الحروب السيبرانية” وجه قبيح للتطور أم بديل ” رحيم” للألة العسكرية؟، اندبندنت عربية، 4 أكتوبر 2022.
متاح على الرابط: https://cutt.us/t5nYH
تاريخ التصفح: 12/ 3 / 2023
- د. كمال الأسطل، الجيوش السيربانية والإلكترونية في العالم، الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، 30 يوليو2021.
متاح على الرابط : https://cutt.us/ZLOmm
تاريخ التصفح: 18 / 3 / 2023
- أحمد حمدي, تعرف على أبرز الهجمات السيبرانية لعامي 2018/2019 , جريدة ماكس الالكترونية, 3 نوفمبر 2011.
متاح على الرابط: https://cutt.us/KQNEz
تاريخ التصفح: 18/ 3/ 2023
- محمود الحمدان، الإرهاب الإلكتروني وسُبل المواجهة، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، 21 يناير 2021.
متاح على الرابط: https://cutt.us/LOsBT
تاريخ التصفح: 15/ 2/ 2023
- دلال العكيلى، عصر الجيوش الإلكترونية مالا تعرفه عن الجيوش غير المرئية، شبكة النبأ المعلوماتية، 4 ابريل 2018.
متاح على الرابط: https://m.annabaa.org/arabic/informatics/14777
تاريخ التصفح: 10/2/ 2023
- مصطفى، أمين، إيران وفلسطين بين عهدين، المركز العربي لأبحاث والتوثيق، بيروت 1996.
متاح على الرابط: https://cutt.us/kjk19
تاريخ التصفح: 25/2/ 2023
- عادل رفيق، ، الجيوبوليتيكس السيبرانية والاستقرار في الشرق الأوسط، ترجمات، المعهد المصري للدراسات، اسطنبول _ تركيا، يناير
متاح على الرابط: https://cutt.us/gfg19
تاريخ التصفح: 22/ 3/ 2023
- عاموس هرئيل ، تقرير تابع للأمم المتحدة : سرعت إيران تجاربها علي الصواريخ بعيدة المدى “، مركز افق المستقبل للاستشارات ، ١٠ يونيو، ٢٠١١م .
متاح على الرابط: https://cutt.us/geb19
تاريخ التصفح: 22/ 3/ 2023
- إيهاب خليفة ستاكسنت ٢: سيناريو افتراضي للهجوم السيبراني على البرنامج النووي الإيراني، مركز المستقبل للدراسات والابحاث، الامارات العربية المتحدة، ١٤ ابريل ٢٠٢١
متاح على الرابط: https://futureuae.com
تاريخ التصفح: 10/2/2023
- يوسف ملمان: ” شخصية إيرانية رفيعة: إذا ما تعرضت لهجوم سنقوم بهجوم صاروخي خاطف على دول الخليج “، مركز افق المستقبل للاستشارات، ١١ يونيو، ٢٠١١م.
متاح على الرابط: https://www.afaq.net/essaydetails.php?eid=37685&cid=86
تاريخ التصفح: 10/ 2/ 2023
- رغدة البهي، الهجوم السيبراني الإيراني على إسرائيل.. خلفيات ودلالات، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، مارس 2022.
متاح على الرابط: https://www.Egyptioncenter.net/essaydetails.php
تاريخ التصفح: 11/ 2/ 2023
- سرين علي، الأبعاد العسكرية للقوة السيبرانية على الأمن القومي للدول دراسة حالة اسرائيل، 2016.
متاح على الرابط: https://democraticac.de/?p=30962
تاريخ التصفح: 14/22023
- فادي ميده، دراسة حول القدرات الإسرائيلية في مجال الحرب السيبرانية، مركز توازن للأبحاث والدراسات، 2020.
متاح على الرابط:
https://tawazon-trs.com/category/studies-and-research /
تاريخ التصفح: 23/4/2023
- جو تئدي، ماذا نعرف عن قراصنة “العصفور المفترس” الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن حريق مصنع في إيران، BBC NEWS، 12 يوليو 2022.
متاح على الرابط: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-62124759
تاريخ التصفح: 10 /4/ 2023
- دافيد سايمون طوف وصموئيل إيبان، “حرب السايبر بين إسرائيل وإيران ترتفع درجة”، معهد دراسات الأمن القومي، 2/6/2020.
متاح على الرابط:
https://www.inss.org.il/he/publication/iran-israel-cyber-war/
تاريخ التصفح: 24/ 4/2023
المراجع الأجنبية:
Books:
- Carina Solmirano and Pieter Wezerman (2010), “Military Spending and Arms Procurement in the Gulf States” SIPRI Yearbook, October.
Research studies:
- Emile El-Hokayem and Matteo Legrenzi (2006): The Arab Gulf States in the Shadow of the Iranian Nuclear Challenge, Working Paper, Henry. L. Stimson Center in Washington D.C. May 26.
- Simon Henderson (2003), the New Pillar: Conservative Arab Gulf States and US. Strategy, Washington Institute for Near East Policy, Washington. D. C.
- Larijani (2010): Don’t Allow Iran Attack from Gulf “, Kuwait Times, 28 January.
Journal:
- Gary Sick (1987), Iran Quest for Superower Status, Foreign affairs, spring, vol, 65, N.O,4, U.S.A.
- Jushua R. Itzikowitz Shifrinson (2011), “A crude threat: The Limits of an Iranian Missile Campaign against Saudi Arabian Oil” International Security. Vol. 36 No. 1 Summer.
- Adam Antous (2011), Jay Solomon and Julian Barnes,”U.S. Plans Bomb Sale in Gulf to Counter Iran” Wall Street Journal,11 November.
- Bahgat, Gawdat (2006): Nuclear Proliferation, the Islamic Republic of Iran, Iranian Studies Journal Volume 39, N3, September.
Websites:
- Ellen Laipson and Emile El-Hokayem (2006), “The Arab-Israeli Conflict and Regional Security“, in James Russell, Ed, Critical Issues Facing the Middle East: Security, Politics and Economics, New York, Pal grave Macmillan, Forthcoming .
https://link.springer.com/chapter/10.1057/9781403983206_7
- Defence Intelligence Agency, unclassified Report to Congress on the Military power of Iran, April 2010 .
- Gulf States Set to Spend more on Armament“, Foundational Times, 3 May 2010 .
https://arxiv.org/abs/1001.0050
[1] أميرة عبد العظيم محمد عبد الجواد، المخاطر السيبرانية وسبل مواجهتها في القانون الدولي العام، مجلة الشريعة والقانون،( العدد ال35، الجزء الثالث، 2020).
[2] صلاح حيدر عبدالواحد، حروب الفضاء الإلكتروني؛ دراسة فى مفهومها وخصائصها وسبل مواجهتها، رسالة ماجستير،( جامعة الشرق الأوسط: كلية الآداب والعلوم، يوليو 2021).
[3] Mohan B. Gazula, Cyber Warfare Conflict Analysis And Case Studies, Working paper CISL# 2017-10, Sloan School Of Management, Room E62-422, Massachusetts Instiute of Technology, Cambridg, MA02142, May 2017.
[4] أحمد بن على الميمونى، الجبهة النَّشِطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، (العدد الثانى عشر، السنة الرابعة، أكتوبر 2020).
[5] Matthew S. Cohen, Charles D. Freilich, Gabi Siboni, Israel and Cyberspace: Unique Threat and Response, International Studies Perspectives, 2016.
[6] زروقة إسماعيل، الفضاء السيبراني والتحول في مفاهيم القوة والصراع، مجلة العلوم القانونية والسياسية، (المجلد 10، العدد1، 2019)، ص21.
[7] تغريد صفاء، أثر السيبرانية فى تطور القوة، مجلة حمورابى، ( العراق: السنة الثامنة، العدد 33-34، 2020)، ص ص 154- 156.
[8] بدران، عباس، الحرب الالكترونية: الاشتباك في عالم المعلومات، مركز دراسات الحكومة الالكترونية، (بيروت، الطبعة الثانية، 2010).
[9] كمال الأسطل، الجيوش السيربانية والإلكترونية في العالم، الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، 30 يوليو2021.
[10] محمد سلطان، قضايا قانونية في أمن المعلومات وحماية البيئة الالكترونية،( الكويت دار ناشري، 2010).
[11] تغريد صفاء، مرجع سابق، ص 151.
[12] د. نورة شلوش، القرصنة الإلكترونية فى الفضاء السيبرانى “التهديد المتصاعد لأمن الدول”، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، المجلد 8، العدد 2، 2018، ص190.
[13] خليل، حازم، ،استغلال الفضاء السيبراني في الحروب الغير تقليدية، المجلة العلمية لكلية الدراسات الإقتصادية والعلوم السياسية جامعة الاسكندرية، العدد 15، 2023، ص274 ص275.
[14] صلاح عبد الواحد، حروب الفضاء الإلكتروني، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، 2012، ص41.
[15] أحمد الميمونى، تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، العدد12، 2020 ، ص ص 75 – 79.
[16] صلاح عبد الواحد ، مرجع سابق، ص40
[17] هاني السيلاوي، ظاهرة الحرب الهجينة في العلاقات الدولية، (مجلة العلوم الإنسانية: دار المنظومة، المجلد 13، العدد2)، 2022، ص16.
[18] عباس بدران، الحرب الإلكترونية: الإشتباك في عالم المعلومات، مركز الدراسات الحكومية الإلكترونية،( لبنان: بيروت، ط 1)، 2010، ص35.
[19] زروقة، إسماعيل، مرجع سابق، ص ص1016: 1031.
[20] إيناس سليمان، دور الأمن السيبراني في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، مجلة العلوم القانونية والإنسانية، المجلد64 العدد1، 2021، ص16.
[21] حازم محمد خليل، استغلال الفضاء السيبرانى فى الحروب غير التقليدية: دراسة فى الوكالة السيبرانية والإرهاب السيبرانى، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الاسكندرية، المجلد 8، العدد 15، يناير 2023، ص 267.
[22] عبد الواحد، صلاح، مرجع سابق، ص47
[23] السيلاوي، هاني، مرجع سابق، ص7.
[24] جمال السويدي، الحرب الإلكترونية في ظل عصر المعلومات، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، مجلة رؤي استراتيحية، المجلد4، العدد19، 2017، ص139
[25] حسين حسين صالح، حروب الفضاء الإلكترونية وتأثيرها فى الصراعات الدولية، مجلة الاندلس للعلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 10، العدد 66، يناير 2023، ص 141، 142.
[26]جمال غيطاس، أمن المعلومات والأمن القومي، (القاهرة: نهضة مصر لطباعة والنشر، 2007، ط1)، ص12.
[27] حازم محمد خليل، مرجع سابق، ص275.
[28]ايهاب خليفة، الحرب السيبرانية: الاستعداد لقيادة المعارك العسكرية في الميدان الخامس،( القاهرة: مركز العربي للنشر والتوزيع، 2020، ط 1)، ص 22.
[29] نورة شلوش، مرجع سابق، ص 191.
[30] حازم محمد خليل، مرجع سابق، ص 279.
[31] المرجع السابق، ص 279.
[32] محمد مهنى، تأثير الإرهاب الالكترونى على تغير مفهوم القوة فى العلاقات الدولية: توظيف المنظمات الارهابية لمواقع التواصل الاجتماعى، رسالة ماجستير، (جامعة محمد بو ضياف: الجزائر، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، 2018م)، ص 21.
[33] محمود الحمدان، الإرهاب الإلكتروني وسُبل المواجهة، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ص ص 3-4.
[34] محمود الحمدان، مرجع سابق، ص 4.
[35] فيصل عبدالغفار، الحرب الالكترونية، (عمان: الجنادرية للنشر، 2015)، ص 6 .
[36] محمود محارب، حرب في الفضاء الالكتروني: اتجاهات وتأثيرات علي اسرائيل، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة ، 2011.
[37] صلاح حيدر عبد الواحد، حروب الفضاء الإلكتروني: دراسة في مفهومها وخصائصها وسبل مواجهتها، رسالة ماجستير، ( جامعة الشرق الأوسط: كلية الآداب والعلوم، تموز 2021)، ص ص 57- 59.
[38] صلاح حيدر عبد الواحد، مرجع سابق، ص ص 60-61.
[39] مني جبور، السيبرانية: هاجس العصر، المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية،( بيروت، 2017).
[40] صلاح حيدر عبد الواحد، مرجع سابق، ص ص 60-61.
[41] ابراهيم رمضان، الجريمة الالكترونية وسبل مواجهتها فى الشريعة الإسلامية والأنظمة الدولية (دراسة تحليلية مقارنة)، مجلة كلية الشريعة والقانون، طنطا، 2015م، ص 389.
[42] ايناس سليمان ممدوح محمد محمد، دور الأمن السيبراني فى مواجهة الإرهاب الإلكتروني، مجلة العلوم القانونية والاقتصادية، كلية الحقوق، جامعة عين شمس، مجلد 64، العدد 1، يناير 2021، ص ص 32-34.
[43]أميرة عبد العظيم محمد، المخاطر السيبرانية وسبل مواجهتها فى القانون الدولى العام، مجلة الشريعة والقانون، الجزء الثالث، العدد 35، 2020م، ص 483.
[44] ايناس سليمان، مرجع سابق، ص ص 34-35.
[45]عبدالله دغش العجمى، المشكلات العملية والقانونية للجرائم الإلكترونية دراسة مقارنة، رسالة ماجستير، ( جامعة الشرق الأوسط، 2014م)، ص 102 – 106.
[46] France Diplomacy, Garantir la cybersécurité, Ministère de l’Europe et des Affaires étrangères, Mise à jour : janvier 2022, Date de visite : 26 avril 2023,
[47] حسن يوسف، دماء على أبواب الموساد: اغتيالات علماء العرب، (القاهرة: سما للنشر والتوزيع، 2016).
[48] أليشا رحمن ساركار، الصين تصنع أسلحة سيبرانية مضادة للأقمار الاصطناعية المعادية، INDEPENDENT عربية، تاريخ النشر: الإثنين24 ابريل 2023، تاريخ الزيارة: الاربعاء 26 ابريل 2023.
متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/444326/%
[49] Gandhi, Robin, edt, Dimensions of syber attacks, vol, technology and society, magazine, spring2011pp 32-33.
[50] Bidelmun, scotty, difining and deterring cyber war fare, strategy research project, USA,2000 P 39.
[51] Liaropoulos, Andrew, fower and security in cyberface: imblications for the west phhalian state system, center for wuropean and north American Affaris, 2018, p545
[52]كابلان, فرد, المنطقة المعتمة: التاريخ السري للحرب السيبرانية, ترجمة لؤي عبدالمجيد, الكويت 2019، ص192, 193.
[53] فاطمة الزهراء عبدالفتاح، تطور توظيف جماعات العنف للارهاب السيبراني، مجلة السياسة الدولية, (القاهرة: مصر, العدد 208, المجلد 52 ), ابريل 2017 صفحة 26.
[54] فاطمة الزهراء عبدالفتاح، تطور توظيف جماعات العنف للارهاب السيبراني، مجلة السياسة الدولية, (القاهرة: مصر, العدد 208, المجلد 52 ), ابريل 2017 صفحة 26.
[55]الولايات المتحدة تتهم روسيا بالوقوقف وراء هجمات الكترونية للتدخل في الانتخابات الرئاسية، الموقع الالكتروني لقناة
BBC NEW, 8/10/2016 (http://www.bbc.com).
[56] أسوأ الهجمات الجزئية التي تعرض لها العالم بالربع الثاني من 2017, مقال منشور على العربية CNN, تاريخ النشر 15/8/2017 http://arabic.CNN.com).
[57] أحمد حمدي، تعرف على أبرز الهجمات السيبرانية لعامي 2018/2019, جريدة ماكس الالكترونية, 3 نوفمبر 2011.
[58] دلال العكيلى، عصر الجيوش الإلكترونية مالا تعرفه عن الجيوش غير المرئية، شبكة النبأ المعلوماتية، 4 ابريل 2018.
[59] دلال العكيلى، المرجع السابق.
[60] الفضاء السيبراني ساحة حروب جديدة قد تشعل العالم، الجزيرة، 2003. متاح على الرابط www.aljazeera.net
[61] المرجع السابق.
[62] عصر الجيوش الإلكترونية مالا تعرفه عن الجيوش غير المرئية، مرجع سابق.
[63] تداعيات الحرب الإلكترونية على العلاقات الدولية، دراسة في الهجوم الإلكتروني على إيران، فيروس ستاكس نت. دراسة منشورة على الانترنت بتاريخ 1/6/2020م. متاح على الرابط التالي: asjp.cerist.dz/enartide
[64] مصطفى، أمين، إيران وفلسطين بين عهدين، المركز العربي لأبحاث والتوثيق، بيروت 1996, ص 30.
[65]تريتا بارزي، حلف المصالح المشتركة (التعاملات السرية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية)، أمين الأيوبي (مترجم)، الدار العربية للعلوم (2008)، ص 76.
[66] نورهان الشيخ، المصلحة الوطنية: طغيان الواقعية وتراجع المثالية في العلاقات الدولية، سلسلة مفاهيم، (القاهرة: المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، مجلد 1, ط 1, 2009).
[67] موسى شحادة، علاقات إسرائيل مع دول العالم (1967- 1970)، (مصر: 1971،) ص 377.
[68] المرجع السابق، ص 379.
[69] منظمة التحرير الفلسطينية، الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، وقائع وتفاعلات، مركز الأبحاث، بيروت، 1974, ص 394.
[70] أحمد مهابة، إيران بين التاج والعمامة، دار الحرية، 1989, ص 161.
[71] سايروس فانس، المذكرات أو خيارات صعبة، ط 2، المركز العربي للمعلومات، (بيروت )1984، ص 168.
[72] محمد السعيد إدريس، تطور العلاقات المصرية الإيرانية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2000، ص 231.
[73] شموئيل سيجف، المثلث الإيراني_ العلاقات السرية الإيرانية الأمريكية، ترجمة: غازي السعدي، (عمان: دار الجليل، 1983)، ص 122.
[74] شموئيل سيجف، مرجع سابق, ص 171.
[75] شموئيل سيجف، مرجع سابق، ص 171.
[76] شموئيل سيجف، المثلث الإيراني_ العلاقات السرية الإيرانية الأمريكية، ترجمة: غازي السعدي، عمان، دار الجليل، 1983, ص 171.
[77] خليل علي مراد، سياسة الولايات المتحدة في الخليج العربي، مجلة جامعة البصرة، (العدد 1، 1985)، ص 24.
[78] Garysick, Iran Quest for superpower status, foreign affairs, spring, 1987.
[79] خالد بن سلطان ال سعود، أمن منطقة الخليج العربي من منظور وطني، أبو ظبي، مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ص١٧.
[80] عبدالله النفيسي، إيران والخليج، مجلة السياسة الدولية، (العدد ١٣٧، حزيران ١٩٩٩)، ص٦٣.
[81] سيد حسن الموسوي، السياسة الأمريكية وإيران، فصيلة إيران والعرب، (عدد٥، ٢٠٠٢)، ص٤ .
[82] محمد عباس شلقي، العولمة وتأثيرها علي الاقتصاد الإيراني ، مختارات إيرانية ، (عدد ٣٢ ، حزيران ٢٠٠٢)، ص٤٤ .
[83] خالد محمد القاسمي، الخليج العربي في السياسة الدولية: قضايا ومشكلات ، (القاهرة : دار الثقافة العربية ، ١٩٨٧) ، ص٢٧ .
[84] نصرة عبدالله البستكي، أمن الخليج من غزو الكويت إلي غزو العراق، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، (بيروت ،٢٠٠٣) ، ص١٤١ .
[85] يوآل جوجنسكي ” ميزان التوازن العسكري التقليدي في الخليج، مجلة جامعة البصرة، (الجزء ١٣ ، العدد ١ حزيران ٢٠١٠)، ص 16.
[86] Defense, Unclassified Report to congress on the Military power of Iran, April 2010.
[87] عاموس هرئيل، تقرير تابع للأمم المتحدة: سرعت إيران تجاربها على الصواريخ بعيدة المدى، “، مركز افق المستقبل للاستشارات، ١٠ يونيو ٢٠١١م.
[88] يوسف ملمان: ” شخصية إيرانية رفيعة: إذا ما تعرضت لهجوم سنقوم بهجوم صاروخي خاطف على دول الخليج، “، مركز افق المستقبل للاستشارات، ٢٠١١م.
[89] معهد أبحاث الاتصالات الشرق أوسطي MEMRI ملخص انباء من الشرق الأوسط ١٠ تموز ٢٠١١م.
[90] JushuaR. Itzikowitz shifrinson ” A crude threat: the Limits of an Iranian Missile campaign Against Suadi Arabian Oil ” International security. Vol. 36 No.1 summer 2011 p. 186.
[91] تميم هاني خلاف، القدرات النووية الإيرانية، السياسة الدولية، (عدد ١٤٢، اكتوبر، ٢٠٠٠)، ص١٥١.
[92] تميم هاني خلاف، المرجع السابق، ص١٥٢.
[93] Bahgat, Gawdat inuclear proliferation, the Islamic Republic of Iran, Iranian studies journal volume 39, N3, September 2006.
[94] Emile El-Hokayem Challenge, Working paper, Henry, Stimson Center in Washington D.C, May 26, 2006, P1.
[95] هبة غمري، رغم الهجمات الأخيرة.. هل تتجنب إسرائيل وإيران الحرب الشاملة، المصرى اليوم، تاريخ النشر: الثلاثاء 31/1/2023، تاريخ الدخول: الأربعاء 8/2/2023.
متاح على الرابط: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2807143 .
[96] حسن البيضاني، الصراع العسكري في الشرق الأوسط.. بين التصعيد وفرض الهيمنة، العدد 30، السنة السابعة، مجلة حمورأبى، ربيع 2019، ص 40.
[97] حسن البيضاني، الصراع العسكري في الشرق الأوسط.. بين التصعيد وفرض الهيمنة، العدد 30، مركز افق المستقبل، ربيع 2019، ص 40.
[98] المرجع السابق، ص 41.
[99] نايف بن محمد بن سعيد الغامدي، العلاقات الإيرانية الإسرائيلية للفترة من (1951م – 2012م) وتأثيراتها على مجلس التعاون لدول الخليج العربية، رسالة ماجستير، (الجامعة الأردنية: كلية الدراسات العليا، نيسان 2013)، ص ص 153 – 154.
[100] فؤاد عاطف العبادي، السياسة الخارجية الإيرانية وأثرها على أمن الخليج العربي (1991 – 2012)، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط: كلية الآداب والعلوم، 2012)، ص ص130 – 132.
[101] نايف الغامدي، العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وتأثيرها على مجلس التعاون لدول الخليج العربي، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، كلية الدراسات العليا، 2013، ص150.
[102] عبد الله المطيري، أمن الخليج العربي والتحدي النووي الإيراني، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الأداب والعلوم، 2011، ص51.
[103] محمود فتحي، الأمن القومي الإيراني مصادر التهديد وآليات المواجهة، أبو ظبي، الطبعة الأولي، 2016، ص361.
[104] عبد الله المطيري، مرجع سابق، ص53.
[105] أحمد محمود، الأزمة النووية الجديدة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، مجلة مختارات إيرانية، (العدد30)، ص82.
[106] عبد الله المطيري، مرجع سابق، ص58.
[107] نزار عبد القادر، الدوافع الإيرانية والجهود الدولية للإحتواء، مجلة الدفاع الوطني، العدد 57، 2005، ص59.
[108] حمد الخالدي، السلاح النووي الإيراني وأثره على دول الخليج العربي، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 2007، ص12.
[109]رياض الراوي، البرنامج النووي الايراني واثره علي منطقة الشرق الأوسط، (سوريا: دار الأوائل للنشر والتوزيع، ط2، 2008).
[110] Fareed zakaria (August 20,2014), Iran’s Emergence as a cyber power, access, strategic studies institute, 30/4/2021
http://www.strategicstudiesinstitute,army.mil/index.cfm/articles/Iran’s_emergence_as_cyber_power/20/08/2014 .
[111] عادل رفيق، الجيوبوليتيكس السيبرانية والاستقرار في الشرق الأوسط، ترجمات، المعهد المصري للدراسات، (اسطنبول _ تركيا: يناير 2018)، ص٤.
[112] إيهاب خليفة، ستاكسنت ٢: سيناريو افتراضي للهجوم السيبراني علي البرنامج النووي الإيراني، مركز المستقبل للدراسات والابحاث، الامارات العربية المتحدة، ١٤ ابريل ٢٠٢١، المقال متاح علي https://futureuae.com
[113] عادل رفيق، مرجع سابق.
[114] James Andrew Lewis ( june 25 , 2019 ), Iran and cyber power access, center for strategic and international studies, 30/4/2021
available at : https://www.csis.org/analysis
[115] الهجمات السيبرانية على إيران: أبعاد وتداعيات، مركز الإمارات للسياسات، ٥ مارس ٢٠٢٠.
[116] إيران تتهم الغرب بهجوم الكتروني علي برنامجها النووي، مجلة الدراسات الإيرانية، (السنة الرابعة، العدد الثاني عشر اكتوبر ٢٠٢٠)، ص ٦٩، ٧١.
[117] غابي سيبدي، سابي وافرمسكي، أنشطة إيران في المجال السيبراني: تحديد الأنماط وفهم الاستراتيجية (ترجمة) المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ١ مارس ٢٠٢٠ م.
[118] أميرة صديق، الفضاء السيبرانى كساحة لإدارة التنافس الإيرانى-الإسرائيلى حول النفوذ فى الشرق الأوسط، مجلة قضايا اسيوية، تصدر عن المركز الديمقراطى العربى للدراسات الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية، (العدد 9، يوليو 2021)، ص125.
[119] Raved, Ahiya, Cyber-attack targeted Israel’s water supply, internal report claims, Ynet News, 24 April 2020. Availabe at: https://bit.ly/324oLlU
[120] رغدة البهى، الهجوم السيبرانى الإيرانى على إسرائيل.. خلفيات ودلالات، المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، مارس 2022.
[121] أميرة صديق، الفضاء السيبرانى كساحة لإدارة التنافس الإيرانى-الإسرائيلى حول النفوذ فى الشرق الأوسط، مجلة قضايا اسيوية، تصدر عن المركز الديمقراطى العربى للدراسات الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية، (العدد 9، يوليو 2021)، ص 127.
[122] رغدة البهى، الهجوم السيبرانى الإيرانى على إسرائيل.. خلفيات ودلالات، المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، مارس 2022.
[123] أحمد بن على الميمونى، الجبهة النشطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، تصدر عن المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، السنة الرابعة، العدد الثانى عشر، أكتوبر 2020، ص ص 74- 80.
[124] أحمد بن على الميمونى، الجبهة النشطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، تصدر عن المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، السنة الرابعة، العدد الثانى عشر، أكتوبر 2020، ص77.
[125]الياس شوفاني، أمن اسرائيل الاستراتيجي، (دمشق: درا الحصاد للطباعة والنشر، ط1، 2009)، ص 82.
[126] سرين علي، الأبعاد العسكرية للقوة السيبرانية على الأمن القومي للدول دراسة حالة اسرائيل، 2016، متاح على الرابط: https://democraticac.de/?p=30962
[127] وليد جعلود، دور الحرب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي، رسالة ماحستير، (جامعة النجاح الوطنية: كلية الدراسات العليا، فلسطين، 2013)، ص160.
[128] وليد جعلود، مرجع سابق، ص160.
[129] علاء طاهر، حرب الفضاء ونظرية الحرب الاسرائيلي، الصلاح للدراسات الاستراتيجية، باريس: 1991، ص56
[130] ربيع يحي، إسرائيل وخطوات الهيمنة علي ساحة الفضاء السيبراني في الشرق الأوسط: دراسة حول الاستعدادات ومحاور عمل الدول العبرية في عصر الإنترنت، مجلة رؤي استراتيجية، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبوظبي، 2013، ص72.
[131] فادي ميده، دراسة حول القدرات الإسرائيلية في مجال الحرب السيبرانية، مركز توازن للأبحاث والدراسات، 2020.
متاح على الرابط: https://tawazon-trs.com/category/studies-and-research /
[132] ربيع يحي، مرجع سابق، ص73.
[133] أحمد بن على الميمونى، الجبهة النشطة: تداعيات المواجهة السيبرانية بين إيران وإسرائيل، مجلة الدراسات الإيرانية، المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، (السنة الرابعة، العدد الثانى عشر، أكتوبر2020 )، ص 76
[134] المرجع السابق، https://www.huntandhackett.com/threats/israel
[135] Anna Ahronheim, Israel has foiled dozens of cyber attacks by Iran over last year, IDF says, 21 september 2022.
Available at: https://m.jpost.com/israel-news/article-717786 .
[136] أحمد بن على الميمونى، مرجع سابق، ص79.
[137] احسان مرتضي، الأمن القومي الاسرائيلي: في تطوراته المفهومية والعملانية، دار باحث للدراسات، (بيروت:2006) ، ط2، ص 63
[138] جو تيدي، ماذا نعرف عن قراصنة “العصفور المفترس” الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن حريق مصنع فى إيران، BBC NEWS, 12 يوليو 2022.
متاح على الرابط: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-62124759
[139]Gabi Siboni, Yuval Bazak, Gal Perl Finkel,«The Development of Security: Military Thinking in the IDF,» Strategic Assessment, vol. 21, no. 1 (April 2018)
[140] دافيد سايمون طوف وشموئيل إيبان، “حرب السايبر بين إسرائيل وإيران ترتفع درجة”، معهد دراسات الأمن القومي، 2/6/2020. متاح على الرابط https://www.inss.org.il/he/publication/iran-israel-cyber-war/
[141] سوسن مهنا، الحروب السيبرانية وجه قبيح للتطور أم بديل رحيم لليلة العسكرية، اندبندنت عربية بودكاست، ٤ أكتوبر ٢٠٢٢.
[142] سوسن مهنا، الحروب السيبرانية وجه قبيح للتطور أم بديل رحيم لليلة العسكرية، اندبندنت عربية بودكاست، ٤ أكتوبر ٢٠٢٢.
[143] Dan Meridor, Ron Eldadi, «Israel’s National Security Doctrine: The Report of the Committee on the Formulation of the National Security Doctrine, Ten Years Later,» Memorandum, February 2019.