الملخص :
ان السياسة الخارجية لكل دولة بحاجة إلى التحديث والتوافق مع الظروف السائدة في أوقات مختلفة حسب الاحتياجات والقدرات والظروف الإقليمية والدولية المتغيرة. لقد تعرضت منطقة الشرق الأوسط دائما لتغيرات مختلفة وجوهرية جعلت أسس ومجالات السياسة الخارجية للدول أكثر أهمية من ذي قبل، ولوحظ تجلياتها الموضوعية على الساحة الإقليمية. يعتبر العراق من أكثر الدول فعالية وحسما في الاعتبارات الأمنية والسياسية والاقتصادية للمنطقة.
بعد الهجوم الأمريكي على هذا البلد في مارس 2003، حدثت تطورات جوهرية في السياقات السياسية والقانونية والاجتماعية الداخلية وكذلك السياسة الخارجية لهذا البلد، التي كان لا بد من اتخاذ قراراتها واستراتيجياتها وفقا للظروف الجديدة. في هذا البحث ة يطرح السؤال الأساسي وهو كيف يمكن تحليل أسس وسياقات التوازن في سياسة العراق تجاه البلدين إيران والسعودية؟ وبعبارة أخرى، ما هي الاستراتيجية التي قادت العراق إلى هذا الاتجاه؟ وتتركز فرضية البحث على أن الاعتبارات والقيود في البعدين الداخلي والخارجي دفعت العراق إلى تبني سياسة خارجية متوازنة تجاه إيران والمملكة العربية السعودية بهدف تعظيم مصالحه الوطنية.