الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا قادرة على دفع الاقتصادات النامية نحو مسار التنمية المستدامة، ولكن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تطبيق نهج منسق ومتكامل لتطوير وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي من قبل الدول الأفريقية.
خلفية وتطور الذكاء الاصطناعي:
تاريخ الذكاء الاصطناعي:
بدأت الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي في الخمسينيات من القرن العشرين، في عام 1956، تم عقد مؤتمر في جامعة دارتموث حول الذكاء الاصطناعي، والذي يعتبر أول مؤتمر في هذا المجال، في السبعينيات والثمانينيات، تم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الشبكات العصبية والخوارزميات الجينية، في التسعينيات، تم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والتعلم العميق.[1]
مفاهيم أساسية في الذكاء الاصطناعي:
- – التعلم الآلي: هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعلم من البيانات.
- – التعلم العميق: هو فرع من فروع التعلم الآلي الذي يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعلم من البيانات باستخدام الشبكات العصبية العميقة.
- – الشبكات العصبية: هي نماذج رياضية تهدف إلى محاكاة سلوك الدماغ البشري.
- – الخوارزميات الجينية: هي خوارزميات تهدف إلى حل المشاكل باستخدام تقنيات التطور.[2]
- تطبيقات الذكاء الاصطناعي:
- – الروبوتات: هي أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التحرك والتفاعل مع البيئة.
- – التعرف على الصور: هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعرف على الصور.
- – التعرف على الكلام: هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعرف على الكلام.
- – الأنظمة الخبيرة: هي أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل الاستشارة والتشخيص.[3]
- = تطور الذكاء الاصطناعي في افريقيا
- الذكاء الاصطناعي في أفريقيا هو مجال سريع النمو، حيث تقوم العديد من الدول الأفريقية بتطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
- تاريخ تطور الذكاء الاصطناعي في أفريقيا:
- -في السبعينيات والثمانينيات، بدأت بعض الدول الأفريقية في تطوير برامج البحث في مجال الذكاء الاصطناعي.
- – في التسعينيات، تم إنشاء بعض المراكز البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي في بعض الدول الأفريقية.
- – في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت بعض الدول الأفريقية في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.[4]
تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره في أفريقيا لا يزال في مراحله الأولى، ومع ذلك، فإن طبيعة الذكاء الاصطناعي تَعِد بإحداث تغييرات اجتماعية وثقافية جوهرية في أفريقيا بما في ذلك في مجالات مثل الأنشطة السياسية والحد من الفقر والاستدامة البيئية.
وتتمثل الدول التي تهيمن على الذكاء الاصطناعي في المناطق الأساسية للقارة في: جنوب أفريقيا وكينيا ومصر ونيجيريا، ومع ذلك كانت موريشيوس أول دولة في أفريقيا تنشر استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وتتمتع بنظام بيئي تكنولوجي واستثماري جذاب.[5]
يعتبر الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية ذات إمكانات هائلة لتطوير الاقتصادات الأفريقية وإعادة تشكيل المشهد الاجتماعي والثقافي للقارة، وتمتد هذه الإمكانات إلى قطاعات مختلفة، وتوفر فرصًا لإحداث ثورة في العمليات التجارية، وتعزيز الإنتاجية، وتحسين الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والأنظمة القانونية والنقل في أفريقيا، بالإضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على معالجة التحديات الملحة والتخفيف من التفاوتات القائمة، مما يجعله محفزًا للتغيير الإيجابي.[6]
= تحديات الذكاء الإصطناعي في أفريقيا:
يواجه الذكاء الاصطناعي في أفريقيا تحديات من بينها: الافتقار إلى المهارات التقنية خاصة بين الشباب، وايضا توفير البيانات تحد حيث يعتمد نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي على توافر بيانات عالية الجودة ومتنوعة ، وهناك تحدٍّ كبير وهو صعوبة تدريب سكانها على أنظمة الذكاء الاصطناعي، كذلك صعوبة توفير البيانات التي تعكس بدقة السكان المحليين، اضافة إلى ضعف البحث والتطوير فى القارة.
وأيضاً ندرة السياسات والتشريعات: هناك ندرة في السياسات المتعلقة بأولوية تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في أفريقيا؛ فهناك دول أخرى مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وغانا وكينيا وافقت على تشريعات خصوصية البيانات التي يمكن استخدامها للتحكم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، فإن جميع أطر السياسات لا تزال في مهدها، مما يترك يجعل الذكاء الاصطناعي غير منظم إلى حد كبير.[7]
التطلعات الإفريقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصراعات الداخلية:
بينما لا يُعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في المعارك العسكرية حول العالم أمراً جديداً، فإنه مع توظيفه من قِبل إسرائيل في حربها على قطاع غزة ولبنان، اتخذ هذا الأمر بُعداً جديداً؛ نظراً لإختلاف التقنيات المستخدمة من جانب، والقدرة على استهداف أكبر عدد من الأشخاص من جانب آخر.
و جعل هذا القادة الأفارقة الذين يواجهون أزمات وصراعات داخلية، يتطلعون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استهداف خصومهم أو مواجهة التمردات الداخلية والجماعات الإرهابية.[8]
الأجندة الإفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي :
تتمحور هذه الأجندة حول مسارين هما:
1 – الموقف الإفريقي الجمعي المتمثل في مفوضية الاتحاد الإفريقي: التي من المُتوقع أن تعرض الميثاق الرقمي الإفريقي وكذلك الاستراتيجية الإفريقية للذكاء الاصطناعي، وتؤكد ضرورة دعم إفريقيا لاستخدام أحدث التقنيات الرقمية في القطاعات كافة، ووضع القارة على المسار العالمي فيما يخص تطبيقات الذكاء الاصطناعي وكذلك التوافق حول الاعتبارات الأخلاقية لهذه التطبيقات.
2- الموقف الأُحادي للزعماء الأفارقة الذين ستُتاح الفرصة لهم لتأكيد ضرورة تكييف الذكاء الاصطناعي مع الواقع الإفريقي، وأن تكون أنظمته قادرة على عكس التنوع واللغة والثقافة والتاريخ للقارة السمراء. كما سيكون هناك تنافس بين الدول الإفريقية على عقد مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون مع الدول الكبرى والشركات التكنولوجية.[9]
حوكمة الذكاء الاصطناعي في أفريقيا:
تتمتع أفريقيا بإمكانيات هائلة، ومن خلال تبني نهج يركز على أفريقيا والابتعاد عن النماذج التي تناسب الجميع، يمكن بناء اقتصادات شاملة ومرنة ومستدامة، مما يتطلب التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني والشعب نفسه لخلق مستقبل يتقاسم فيه الجميع الرخاء، وترى اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بالتكنولوجيا الناشئة ( (APET أن أفريقيا تقف في لحظة محورية لمعالجة التحديات الملحة مثل عدم المساواة وتغير المناخ والضعف الاقتصادي من خلال نهج جديد لحوكمة الذكاء الاصطناعي وديناميكيات السوق وأطر السياسات، للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، يتم تشجيع أفريقيا على الاستفادة من نقاط قوتها وفرصها الفريدة.[10]
وهذا يستلزم إعادة التفكير في حوكمة الذكاء الاصطناعي من خلال التحول بعيدًا عن النماذج التي يهيمن عليها الغرب وتبني أطر تركز على أفريقيا وتعطي الأولوية لحقوق الإنسان والإدماج وسيادة البيانات والقدرة على التفسير والشفافية والمشاركة الديمقراطية.
وفي حالة الخدمات العامة، فإن قدرة الحكومات على ضمان الاستخدام الفعال للموارد في تقديم الخدمات العامة تضعف بسبب عوامل مثل الفساد وانعدام الشفافية، فضلاً عن أساليب تقديم الخدمات العامة التي تكافح من أجل الاستجابة للاحتياجات الحالية، ومن خلال الأتمتة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تبسيط العمليات وخفض التكاليف بشكل كبير، فضلًا عن تخفف الأعباء الإدارية والأعمال الورقية والتراكمات، ما يزيد من كفاءة القطاع العام والسرعة التي يمكن بها تقديم الخدمات العامة[11]
فرص التعاون بين دول القارة الأفريقية في مجالات الذكاء الاصطناعي:
- تطوير البنية التحتية الرقمية المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير البنية التحتية الرقمية المشتركة، مثل شبكات الاتصالات والإنترنت، لتعزيز الوصول إلى الذكاء الاصطناعي.
- تبادل الخبرات والمهارات: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تبادل الخبرات والمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز القدرات البشرية والتقنية.
- تطوير البرامج التعليمية المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير البرامج التعليمية المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز التعليم والتدريب في هذا المجال.
- تطوير مشاريع البحث والتطوير المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير مشاريع البحث والتطوير المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الابتكار والتنمية في هذا المجال.
- تطوير السياسات والتشريعات المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير السياسات والتشريعات المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الحوكمة والتنظيم في هذا المجال.
- تطوير مشاريع التنمية الاقتصادية المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير مشاريع التنمية الاقتصادية المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.
- تطوير مشاريع الصحة العامة المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير مشاريع الصحة العامة المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الصحة العامة والرعاية الصحية في أفريقيا.
- تطوير مشاريع التعليم المشتركة: يمكن للدول الأفريقية التعاون في تطوير مشاريع التعليم المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعزيز التعليم والتعلم في أفريقيا. [12]
توصيات لتعزيز مجال الذكاء الإصطناعي في أفريقيا:
- الذكاء الاصطناعي في أفريقيا يعتبر مجالًا واعدًا ومتناميًا، وإلي بعض التوصيات لتعزيزه:[13]
التوصيات الاستراتيجية
- . تطوير البنية التحتية الرقمية: تحسين البنية التحتية للإنترنت والتقنيات الرقمية لتعزيز الوصول إلى الذكاء الاصطناعي.
- تطوير القدرات البشرية: تدريب وتأهيل المواهب الأفريقية في مجالات الذكاء الاصطناعي.
- تشجيع الابتكار: دعم الشركات الناشئة والبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي.
- تطوير السياسات والتنظيمات: وضع سياسات وتنظيمات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.
التوصيات التكنولوجية
- تطوير اللغة الأفريقية: تطوير الذكاء الاصطناعي لتعزيز اللغات الأفريقية.
- تطوير الحلول الصحية: استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العامة.
- تطوير الحلول التعليمية: استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
- تطوير الحلول الزراعية: استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة.
التوصيات الاقتصادية
- تطوير القطاع الخاص: تشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
- تطوير التعاون الدولي: تعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي.
- تطوير الصناعات الجديدة: استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صناعات جديدة.
- تطوير فرص العمل: فرص عمل جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويمكن اقتراح إلى الحكومات الأفريقية لإنشاء مجموعات عمل تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، إشراك الأوساط الأكاديمية والمؤسسات الأفريقية وشركات القطاع العام لإعداد إستراتيجية للذكاء الإصطناعي على مستوى القارة في مختلف المجالات .