يبدو أن دويلة قطر تحاول ان تبقى على نفس المنهج الذي يعتمد التطاول في تدخله بشؤون الدول الاخرى رغم حجمهم السياسي والجغرافي الصغيرين ، فهي بذلك تحاول ان تجد لنفسها موطئ قدم على مستوى السياسة العالمية كي تعوض عن دورها البسيط وحجمها الذي يتناسب ووجودها كدولة على خارطة العالم وسط العمالقة من الدول الاخرى ولعل التوبيخ الذي قدمه وزير الخارجية الروسي الى رئيس وزراء ووزير الخارجية حمد آل ثاني في بداية الازمة السورية وفي أروقة مجلس الامن كان هو الرادع القوي لتلك السياسة القبيحة التي يحاولون ترسيخها بأموال السحت الحرام ودس أنوفهم في شؤون الدول الاخرى ، وليس خافيا على احد ان قطر وحكامها ومخابراتها تدعم وبقوة ما حصل ويحصل الى الان في العراق وسوريا وحتى لبنان من دعم لوجستي ومالي وسياسي لكل الفصائل الارهابية وما نتج عنها من تنظيم ارهابي خطير يهدد حتى العالم الغربي وهو تنظيم داعش كون أغلب قادة هذا التنظيم الاجرامي لهم اتصالات بدوائر المخابرات الخليجية ومنها هذه الدويلة .
رغم كل ما تم توجيهه من نصائح على لسان السياسيين العراقيين ووسائل الاعلام المتعددة والمطالبة بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية يبقى أمثال تميم امير قطر وغيره من حكام الخليج يتدخلون في الشأن العراقي ويحاولون ان يجعلوا من انفسهم أوصياء ومصلحين للحالة السياسية العراقية وهو ما جاء على لسان تميم بن ثاني وهو يصف الحالة في اليمن والعراق بأنها حربا أهلية وخارج شرعية الدولة ولا أعلم هل ان هذا الامير يفهم معنى التحرر في الدفاع الوطني عن تراب الوطن من ابنائه ليصف ذلك بأنها مليشيات طائفية وحربا أهلية ، والتساؤل ضد من تلك الحرب اذا كان العدو هو تنظيم داعش الارهابي الذي اجمع عليه كل أحرار العالم بأنهم ابشع من خَلَقَ الله على وجه الارض في القتل والدمار الذي لا يستثني شيئا لأن الحشد الشعبي في العراق هي قوة لا يفهمها كل أمراء الخليج وحكامها بأنهم احرار يقاتلون من اجل الارض والعرض والدين وكل المقدسات السماوية وكذا هو الحال في اليمن الذي يتمثل بالحوثيين وهم يدافعون عن كرامتهم التي يريد حكام السعودية ومن تحالف معهم اهدارها واركاعهم لحكام فاشلين امثال عبد الهادي وغيره من ربائب قصور الرياض.
العراق بلد عظيم وكبير بتاريخه وموقعه الاقليمي والعالمي وله ثقله في المنطقة فمن يكون تميم وغيره لكي يتحدث ويتطاول على سياسته وسيادته ويحدد مجريات العمل فيه كدولة وشعب ؟ حيث اشار تميم بن آل ثاني في كلمته داخل أروقة الأمم المتحدة (حالتي العراق واليمن تؤكدان أن الميليشيات خارج شرعية الدولة تعني حربا أهلية”، لافتا الى أن “الخلافات بين إيران وقطر سياسية وليست مذهبية) ومن هنا كان لزاما على وزير الخارجية العراقي ان يرد وبقوة على هكذا تطاول وتدخل الذي لا يؤدي الا الى الدمار وزيادة الفرقة بين ابناء العراق وهو تأجيج ممنهج تعتمده امثال تلك الدول الصغيرة كي تثبت للعالم أنها في الساحة ولديها أوراق ضغط يمكن استعمالها من خلال