اعداد : العربي الكزرى – باحث في سلك الماستر. – كلية أصول الدين -تطوان- المغرب.
الملخص :
تناولت فيه الأثر الكبير للعقيدة في الوقاية من الجوائح والأمراض ،و أن للإيمان أثر كبير على مشاعر الأفراد، وسلوكهم ،وأن العقيدة تمثل وقاية وعلاجا من العديد من الجوائح ،وتطرقت لبعض من جوانبها، وأثر هذه الجوانب في الوقاية من الجوائح وعلاجها،،كما ذكرتُ في هذا البحث أن قوة الصلة بالله تعالى أمر أساسي في البناء النفسي للمسلم حتى تكون حياته خالية من الخوف من هذه الجوائح ، كما أن المؤمن بالله إيمانا صادقا لا يخاف من شيء في هذه الحياة الدنيا، فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة لله تعالى ، فالذي يؤمن باليوم الآخر وبالقضاء والقدر يعلم أن هذه الحياة الدنيا لا تساوي شيئا بالمقارنة مع دار البقاء فهي قصيرة جدا، وعندما يمرض أو يعلم عن هذه الجوائح لا يصيبه القلق والخوف الشديد، كما أن للإيمان بالله عز وجل دوراً كبيرا في تحقيق السلم والأمن النفسي للمؤمن كل بحسب درجة إيمانه، فكل ما زاد الإيمان بالله زاد الأمان وحصلت الطمأنينة وزاد انتفاعه بهذا الإيمان.
أولا : أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
تتلخص أهمية الموضوع وأسباب اختياره فيما يأتي:
- أهمية العقيدة في تقوية مناعة الفرد،وصيانة المجتمع للوقاية من الجوائح.
- أن قوة عقيدة المسلم والتزامه المنهج الصحيح ، سبب لتحقيق السلم المجتمعي.
- توضيح أهم ما يحققه السلم المجتمعي في حياة الفرد والمجتمع.
ثانيا: مشكلة البحث: ما الدور الذي تلعبه العقيدة في تقوية مناعة الفرد وصيانة المجتمع؟وكيف تحقق السلم والأمن في المجتمع؟
ثالثا:الدراسات السابقة: في حدود اطلاع الباحث على لم يعثر على عنوان بهذا الموضوع ، فقط بعض الأفكار المثناثرة هنا وهناك عن الموضوع ،خاصة في بعض الرسائل والمقالات والله أعلم .
رابعا: منهج البحث وطريقته:
يعتمد منهج البحث على المنهج الوصفي التحليلي ، أما خطوات العمل فقد كانت على النحو الآتي:
- 1-عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها في السور بذكر السورة ورقم الآية.
- 2-تخريج الأحاديث من مصادرها ، في الصحيحين وغيرهما .
- 3-ثوتيق المصادر والمراجع .
خامسا: صعوبات البحث:
- 1-قلة المصادر والمراجع التي تتحدث عن الموضوع .
- 2-تشعب موضوع البحث .
- 3-ضيق الوقت مع شهر رمضان الكريم ، والتزاماته.
سادسا:خطة البحث :
-
- المبحث الأول : العقيدة الإسلامية وأهميتها في تقوية مناعة الفرد .
- المطلب الأول : تعريف العقيدة الإسلامية .
- المطلب الثاني: أهمية العقيدة في تقوية مناعة الفرد.
- المبحث الثاني : أثر العقيدة الإسلامية في حفظ السلم المجتمعي.
- المطلب الأول : أثر الإيمان بالله في حفظ كيان المجتمع .
- المطلب الثاني : أثر الإيمان بالله في حفظ السلم النظام.
خاتمة. نسأل الله التوفيق والسداد .
المقدمة:
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين ضوابط السلوك الإنساني الرشيد، والصلاة والسلام على من أرسى قواعد السلامة والشرف والعفة بمنهج سديد، سيدنا محمد ، خير خلق الله، وعلى آله وصحبه الدعاة الهداة، ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين
أما بعد :
يمكن اعتبار الدّين والمرض ظاهرتين اجتماعيتين متلازمتين تاريخيا،فالمرض بوصفه خللاً لا يصيب الجسد وحده بل يتعداه ليصيب الجوانب الاجتماعية والثقافية لحياة الإنسان، ووجود الجوائح والمصائب يشعر الإنسان بالقلق والهلع . فعلى المستوى الفردي يشعر الأفراد الخوف ، فتتضخم مخاوفهم، أما على المستوى الجماعي يتوتر الناس لخشيتهم من الموت.ويمكن أن يتحول هذا الضغط النفسي لديهم إلى شعور بالغضب على الحكومات والقطاع الطبي والعاملين فيه، فالإنسان عندما يشعر بالتهديد والقلق يعبر عن ذلك بشكل غضب على الآخرين أحيانا.
ولذلك كان للإيمان بالله تعالى دوراً هام في تحقيق الأمن النفسي للإنسان كل بحسب درجة إيمانه، فكل ما زاد الإيمان زادة الطمأنينة الحاصلة للإنسان وزاد انتفاعه بهذا الإيمان، وآثار الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي ،الإيمان بالقضاء والقدر ، اليمان بأسائه وصفاته، يملأ القلب سكينة وشجاعة وثقة بأن الأرواح بيد الله تعالى فهو المحيي المميت وعندها لا يفزع المسلم ولا يخاف إلا من الله تعالى.
قال الله – عز وجل:{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ } [الرعد: 11]. قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونَهُ بأمرِ الله، فإذا جاء القدر خَلُّوْا عنه، ومن حفظِ اللَّهِ للعبدِ: أن يحفظَهُ في صحةِ بدنِهِ، ([1]) وذلك لتحقيق السلم المجتمعي الذي هو من أهم حاجات الفرد ، وقد أهتم العلماء على مر الزمن بقضايا السلم المجتمعي ، فهو من أهم مطالب الحياة، و لا تتحقق أهم مطالبها إلا بتوفره ، بل هو ضرورة لكل جهد إنساني، فردا كان أو جماعة ، وذلك بغية تحقيق مصالح الفرد والجماعة ، والتاريخ البشري يدل على أن تحقيق السلم كان غاية بعيدة المنال ، وأن السلم لم يعم الناس إلا خلال فترات معينة جراء الجوائح والأوبئة والحروب ، إن للسلم حضور شامل في حياة الإنسان، ولا يتوفر السلم للفرد بمجرد ضمان سلمه على حياته فحسب، بل يحتاج إلى أمن على عقيدته التي يؤمن بها، وعلى هويته الفكرية والثقافية، وعلى موارد حياته المادية.
المبحث الأول : العقيدة الإسلامية وأهميتها في تقوية مناعة الفرد .
تمهيد:
المنهج الإسلامي يرتكز على مجموعة من المسلمات العقدية والفلسفية في الاجتماع في مواجهة هذه الجوائح ، وعلى مجموعة من القواعد في النظر إلى الأصول الثلاثة التي هي :الحياة، الإنسان، والكون، ؛ هذه الأصول تتحدد علاقتها بالخالق عز وجل وبشريعته السمحة حاكمة تحدد مصادر التشريع، ونمط العلاقات الاجتماعية بين الناس، حيث توحيده عز وجل، ومعيارية الشريعة الإسلامية والتراحم بين البشر كنمط حاكم للعلاقات بين الناس. وفي هذا الإطار العام يأتي المنهج الإسلامي لمواجهة مرض جائحة كورونا ، حيث إن الحفاظ على الجسد من أهم مقاصد وأهداف الشريعة الإسلامية الغراء ، ومن أهم سبل القوة والتي عبر عنها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : «المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» . ([2]) فالمنهج الإسلامي يعمل على تجفيف منابع المرض، ومعالجة مصادره، وخلافا لبعض القوانين الوضعية ، التي تعمل فقط على صعيد التعامل مع الآثار من باب المحافظة على حرية الأفراد، في الوقت الذي قد تدمر فيه حقوق الأمم والشعوب .
المطلب الأول : تعريف العقيدة الإسلامية .
سيختص هذا المطلب بالتعريف بالعقيدة في اللغة والاصطلاح :
العقيدة لغة:
تدور مادة “عقد” بين عدة معان، منها: التأكيد ،والشد، والربط ، والعهد، والملازمة، ([3]).
أ- التأكيد. يقال: عقد البيع، إذا أكده. ومنه العقد المكتوب في البيع؛ إذ هو لم يكتب إلا بعد إيقاع البيع وتأكيده.
ب- الربط والشد بقوة. يقال: عقد الحبل، يعقده عقدا، إذا ربطه وشده بقوة.
ت- العهد، يقال: بين هذه القبيلة وتلك عقد أي: عهد. وجمعه عقود. ومنه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود} [المائدة: 1] ؛ أي: أوفوا بالعهود التي أكدتموها.
د- الملازمة. يقال: عقد قلبه الشيء، إذا لزمه. منها قوله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» ([4])؛ فمعقود في نواصيها أي: ملازم لها.
العقيدة اصطلاحا:
بعد التعريف ببعض معاني العقيدة لغة: ننتقل إلى المعنى العقيدة الذي تعارف عليه أهل العلم؛ إذ من المعلوم أن لكل علم مصطلحاته الخاصة به، فما تعريف العقيدة في اصطلاحا ؟.
أ- التصديق الجازم فيما يجب لله عز وجل من الوحدانية، والربوبية، والإفراد بالعبادة، والإيمان بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا([5]).ومن هنا سُمّيت الكتب التي تبحث في وحدانية الله كتب الاعتقاد.
ب-ما عقد الإنسان قلبه عليه، ودان لله عز وجل به([6]).
المطلب الثاني: أهمية العقيدة في تقوية مناعة الفرد.
إن في الكتاب والسنة الوقاية لكثير من الأمراض والجوائح ،وهذا من رحمة الباري عز وجل ، فقد جعل الفرقان شفاء وعلاج للمؤمنين،وما عليهم سوى الرجوع إليه ،وإلى سنة الحبيب لينالوا السعادة في الدنيا والآخرة.
كما أن للعقيدة أثرا كبيرا في الوقاية من الجوائح ، كما أن لها أثر كبير على مشاعر الأفراد، وسلوكهم ، و أنها تمثل وقاية وعلاجا من العديد من الجوائح ، وسأتطرق لبعض من جوانبها، وأثر هذه الجوانب في الوقاية هذه الجوائح وعلاجها:
أولا: في القضاء والقدر.
إن قوة الصلة بالله تعالى أمر أساسي في البناء النفسي للمسلم حتى تكون حياته خالية من الخوف من الأمراض ،والعقيدة الإسلامية في القضاء والقدر تقي الإنسان من الحزن والخوف .
يقول الحبيب : عن ابن عباس قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « يا غلام أو يا غليم، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم يكتبه الله لك لم يقدروا على ذلك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك، قضي القضاء وجفت الأقلام، وطويت الصحف ” وروينا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ” اللهم إني أسألك الصحة، والعفة، والأمانة وحسن الخلق، والرضا بالقدر “، وفي حديث آخر: ” وأسألك الرضا بعد القضاء ” » ([7]) فعندما يعلم الفرد أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة ، فإنه لا يقلق من الأمراض ، لأن لن يصيبه إلا ما كتب الله له، فلما الخوف إذن؟.
إن المؤمن بالله إيمانا صادقا لا يخاف من شيء في هذه الحياة الدنيا، فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة لله تعالى، ولا يمكن لأي إنسان أو لأي قوة أخرى في هذه الحياة أن تلحق به ضررا أو تمنع عنه خيرا إلا بمشيئة لله تعالى أيضا، فالإنسان الصادق الإيمان لا يمكن أن يتملكه الخوف أو القلق يقول الخالق عز وجل ” {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30 ]” ([8])
إن الناس في هذه الحياة تخضع لأمر لله تعالى من حيث مدة الحياة المقدرة له ، فلا دخل لأي قوة كيف ما كان نوعا ولا أي جائحة ، في تحديد الزمكان الذي تنتهي بها حياته ، فعلى الناس أن لا تقلق حول الموت أو الشعور بالخوف من الأمراض أو من أي أمور أخرى قد يتصور أنها تهدد حياته،يقول الباري عز وجل {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51]، وَقَوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الْحَدِيدِ: 22] وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 168] وَقَالَ تَعَالَى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النِّسَاءِ: 78], وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الْجُمُعَةِ: 8] . ([9])
فالتوكل على لله تعالى بالنسبة للإنسان المؤمن حين يسعى ويقوم بعمله يؤدي إلى الطمأنينة وراحة النفس والإحساس الدائم بأن معه خالقه العظيم الذي يستطيع الاعتماد عليه مما يخفف عنه وطأة الخوف من مواجهة هذه الجوائح، ويمنحه الشعور بالطمأنينة، والسعادة. ([10])
ثانيا:الإيمان باليوم الآخر.
إننا نؤمن بانتهاء وجود هذا العالم الدنيوي، عند انتهاء الأجل: فينحل نظام هذا الكون، فيخرب الكون العلوي، كما يخرب الكون السفلي، ليكون وجود العالم الأخروي في كون آخر، ونظام آخر، إذ الذي قدر على خلقه ونظامه، قادر على إعدامه وإبطال نظامه، وعلى خلق مثله ونظامه، يقول تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ} [هُودٍ: 103، 104] ([11]) ، فالذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الحياة الدنيا لا تساوي شيئا بالمقارنة مع دار البقاء فهي قصيرة جدا، فعندما يمرض أو يعلم عن هذه الجوائح لا يصيبه القلق والخوف الشديد، بل يتذكر قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» ([12]). فالإيمان القوي باليوم الآخر يجعلنا نتقبل الأحداث بأفراحها وأقراحها ، بسقمها وصحتها، بحيث لا يكون لها تأثير سلبي علينا.
ثالثا: الإيمان بأسماء لله وصفاته:
يعتقد الكثير من الناس ، أن الإيمان بأسماء الله عز وجل هي فقط مجرد قضية عقدية مجردة ، دون أي أثر في حياة المسلم، فالذي يؤمن بأن لله هو الملك، يؤمن بأنه -عز وجل – الحق في المنع والعطاء فلا يعترض على أمره، والذي يؤمن بأنه سبحانه حكيم لا يقدر أمرا إلا
لحكمة ،سواء أدركها الإنسان أم لم يدركها،ولعل قصة الخضر وموسى( عليهما السلام )، وقد علم الله من وجوه الحكمة في ذلك ما لم يعلمه موسى عليه السلام، بل علم الخضر فيه ، ما لم يعلم موسى (عليهما السلام)، بل قال الخضر لموسى: ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلاَّ كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر ([13]). بل قال الله تعالى: {فلا تَضْرِبُوا لله الأمثالَ إنَّ الله يعلمُ وأنتم لا تعلمون} [النحل: 74] وهي من أنفع آية في هذا المعنى. فإنه يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيرا له.فلا يفوت الإنسان في هذه الدنيا شيء إلا وهو يعلم أن الخير فيما يقدره له لله عز وجل وبهذا يحقق المسلم جزءا من الإيمان بأسمائه وصفاته ،ويحقق استقراره ؤأمنه النفسي،وأن في طيات هذه المحن و الجوائح منحا ربانية،وفي كل عقوبةٍ ظاهرة نعمة باطنة. ([14])
رابعا:مفهوم المسلم للجوائح و والابتلاءات.
للإيمان بالخالق عز وجل أثرا هاما في الوقاية من الجوائح والابتلاءات بصفة عامة، فالمؤمن يثق في الله عز وجل ويجد دائما المخرج من الغم والهم ويجد الحل للابتلاءات والاختبارات التي تواجهه ، وذلك بالاتجاه إلى لله تعالى ،وهو يعلم أنه عز وجل هو الذي يبث البلاء وهو الذي يكشفه يقول الله تعالى:{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50]، وكل هذا مصلحة للمريض في ذلك وأظهرها وأوضحها أنه بهذا الابتلاء يتبوأ المرتبة العليا عند الله جل وعلا، ولا يتميز أهل الصلاح من غيرهم إلا بتجاوز الامتحانات والاختبارات التي يختبرهم الله بها، وذلك ليرفعهم الله عنده درجات، وأي مصلحة أعظم من هذه المصلحة ،و لتمحيص المؤمنين، وتمييز الخبيث من الطيب، قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2]. ([15])
فالرجوع إلى لله تعالى هو الحل الأمثل إزاء هذه الجوائح، والاتصال بالخالق، ويكون ذلك عن طريق:
أولا: الدعاء. بالدعاء تتحقق الآمال , وتتيسر الأمور , وتُقضى الحاجات , وتُفرج الكربات , فينبغي للعبد أن يُلح على الله عز وجل بالدعاء حتى يستجيب له .والدعاء منه ما يكون وقائياً , ومنه ما يكون علاجياً , فالدعاء الوقائي: مثل دعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « اللهم إني أعوذ بك من الهم , والحزن , والعجز , والكسل , والبخل , والجبن , وضلع الدين , وغلبة الرجال » ([16])
ثانيا :الإخلاص :متى لازم العبد الإخلاص وجعله شعاره نجّاه الله عز وجل من الكربات.
ثالثا :التوكل على الله لما هُدد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بجيوش الكفر والضلال قال : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } [آلِ عِمْرَانَ: 174]، : فعندما أُلقي إبراهيم (عليه السلام ) في النار قال الملك خازن المطر: أي رب خليلك إبراهيم. رجى أن يؤذن له فيرسل المطر فكان أمر الله عز وجل أسرع من ذلك., فجعلها الله عليه برداً وسلاماً . ([17])
رابعا: الصبر:يقول الإمام أبو الحسن الأشعري ، في الإبانة : إن سأل سائل مِن أهل القدر، فقال: هل يخلو العبد من أن يكون بين نعمة يجب عليه أن يشكر الله عليها، أو بلية يجب عليه الصبر عليها؟
قيل له: العبد لا يخلو من نعمة وبلية، والنعمة يجب على العبد أن يشكر الله عليها، والبلايا على ضربين:منها ما يجب الصبر عليها كالأمراض والأسقام وما أشبه ذلك.
ومنها ما يجب عليه الإقلاع عنها كالكفر والمعاصي. ([18]) وفي موضع آخر يقول أن الصبر على المصائب واجب. ([19])
كما أن الصبر على البلاء يؤدي إلى التحمل دون الاستسلام لليأس، وقد ثبت تجريبيا أن تقوية الوازع الديني والتمسك بالعقيدة والإيمان القوي بالله تعالى من الأمور التي تفيد عمليا في علاج حالات الاضطرابات النفسية، يقول سبحانه {وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة} [البقرة: 45] أي اسْتَعِينُوا بِاللَّه واصبروا على أَمر الله واصبروا على أدب الله سُبْحَانَهُ ([20]).
والمسلم يؤمن بأن الجوائح قد تكون علامة على محبة الله عز وجل للعبد، لإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم واختبرهم ، و يكون الاختبار على قدر الإيمان، يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): « أشد الناس بلاء: الأنبیاء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل » ([21])فإنه يرفع بها الدرجات، أو يحط عنهم السيئات. ([22]) كما يؤمن المصاب بأن حصول الجائحة وصبره عليها فيه تكفير لسيئاته و رفع لدرجاته، فإذا اعتقد المسلم هذا، اطمأن بإيمانه وازداد توكله على الله و استسلامه لقدره.فالمؤمن في كل أحواله في خير، يقول لله تعالى{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} . [البقرة: 216]، رغم أن سياق الحديث عن القتال لكن القاعدة فيها يمكن أ تكون عامة، فهناك أمور في الدنيا يكرها الإنسان ويتمنى عدم وقوعها ثم يكتشف المستقبل أن ما حدث من الألم والمرض منة من الخالق عز وجل على المريض، فالشدائد والمصاعب تصنع الإنسان. ([23])إن المفهوم الإسلامي للبلاء مفهوم خاص وعظيم، ويمكنه بمفرده أن يقي من الجوائح والمصائب.
المبحث الثالث : أثر العقيدة الإسلامية في حفظ السلم المجتمعي.
تمهيد :
إن مفهوم السلم الاجتماعي يقصد به وجود حالة السلام والوئام الإنساني داخل بيئة المجتمع المعاش كعنصر أساسي من عناصر تقدم وتطور بناء المجتمع وأفراده، وبالسلم الحامل للسلام والوئام تتعاضد الجهود بين أفراد المجتمع الواحد ، وتوحد قدراتهم وتعاونهم في خدمة بعضهم البعض وخدمة وصلاح وطنهم.
قبل الحديث عن أثر العقيدة في حفظ السلم المجتمعي لابد من التعريف بالسلم المجتمي فما المقصود بالسلم المجتمعي ، لغة واصطلاحا؟
أولا: السلم .
نبدأ أولا مع المركب الأول من مصطلح السلم المجتمعي لنتعرف على السلم في لغة :
السلم لغة: من المسالمة، تقول: أنا سلم لمن سالمني وتسالموا تصالحوا والمسالمة المصالحة. ([24])
قال ابن الأثير: يروى بكسر السين وفتحيا وهما لغتان للصلح؛ فالسَلم بفتح السين واللام بمعنى الاستسلام والانقياد، ومن ذلك قوله تعالى:{وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلمَ}. [النساء: 90 ]،أي استسلموا وانقادوا لكم. ([25])
واصطلاحا:التعري من الآفات الظاهرة والباطنة. ([26])
ثانيا : الاجتماعي .
أما المركب الإضافي الثاني من مصطلح السلم المجتمعي هو الاجتماعي وهو في اللغة :
مصدر اجتمع أي الالتقاء ، تقول: اجتمعت بأصدقائي أي التقيت بهم واجتمع المهندسون في نقابة المهندسين، أي التقوا، ورجل اجتماعي أي كثير الاختلاط بالناس. ([27])
وجَمِيعٌ وأَجْمَعُ وأَجْمَعُونَ يستعمل لتأكيد الاجتماع عمى الأمر، ويوم الجمعة سمي بذلك لاجتماع الناس فيه، وقيل مسجد جامع أي الأمر الجامع والوقت الجامع. ([28])
اصطلاحا: تقارب الأجسام بعضها من بعض. ([29])
ثالثا: مفهوم السلم الاجتماعي .
بعد أن تم التعرف على معنى السلم ومعنى الاجتماعي لغة واصطلاحا ، ننتقل للتعريف بالمركب الإضافي السلم الاجتماعي:
وقد عرفه البدوي بأنه: “توافر الاستقرار والأمن والعدل الكافل لحقوق الأفراد في مجتمع ما، أو بين مجتمعات أو دول” ([30]).
رابعا: التأصيل الشرعي للسلم الاجتماعي في الكتاب والسنة:
أ-التأصيل الشرعي للسلم الاجتماعي في القرآن الكريم:
لقد أولى القرآن الكريم اهتماما كبيرً لكثير من القضايا الاجتماعية، ومنها الأمن والسلم؛ فجاءت الآيات الكريمة التي تبين فضيلة الأمن والسلم، والداعية إلى بناء مجتمع سلمي آمن، والتي نشرع في بيانها على الشكل التالي:يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً}[البقرة:208] ،السلم هو الإسلام ،وهذا خطاب منه سبحانه إلى عباده المؤمنين لدخول في السلم كافة. ([31])
والمستفاد من هذه الآية أن الله عز وجل أمر عباده المؤمنين الدخول في شرائع الإسلام كافة والالتزام بالسلم الذي لا يتحقق إلا بالالتزام بالأوامر والنواهي.
وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 126]، لقد دعا إبراهيم (عليه السلام ) ربه سبحانه وتعالى أن يجعل مكة آمنة، والحرم آمنا من كل مكروه وشر، واستجاب الله له وجعل هذا البلد آمنا ، أي حرم فيها قطع الشجر وقتل البشر والاعتداء على ساكنيها. ([32])وهذه الآيات تؤكد أن نعمة الأمن نعمة عظيمة امتن بها الله، عز وجل على الناس.
ب-التأصيل الشرعي للسلم الاجتماعي في السنة:
إن المتأمل لسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يجد أنها قد أعطت موضوع السلم الاجتماعي الاهتمام الكبير، لكونه غاية ومقصد شرعي معتبر من مقاصد الشريعة الإسلامية،وقد تضافرت في ذلك مجموعة من النصوص على اعتباره ،يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم)«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» ([33])(معافى في جسده) أي صحيحا بدنه،([34]) وهذا الحديث يبين أهميته الأمن في حياة المسلم لكونه نعمة عظيمة من بها الخالق سبحانه، فيجب المحافظة عليها ، فمن أصبح آمناً في نفسه من تربص الأعداء وكل من يروع أمن المسلمين وبصحة جيدة وعنده ما يكفيه من طعام فقد جمعت له الدنيا بخيراتها، وهذه النعم لا بد من توافرها في المجتمع الإسلامي حتى ينعم بالاستقرار ويتحقق فيها السلم الاجتماعي. ([35])
وقال (صلى الله عليه وسلم): « المُسلم مَنْ سَلمَ المُسْلمُونَ مِنْ لِسَانِه وَيَدِهِ، وَالمهاجِرُ مَنْ هجَرَ مَا نَهى اللَّه عَنْه » ([36])وقال الحبيب « لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه » ([37]) إن الأمن على النفس نعمة عظيمة مَنَّها ربنا سبحانه وتعالى على عباده ، وجعل التعدي عليها موجبا للعقاب، والإسلام يحرص على تمكين العلاقات الجوارية بين المسملين وتنظيمها، وبما أن الجار هو الوحيد القادر على معرفة أحوال جاره، وكشف أسراره، والمبالغة في إيذائه، فقد نهى عن إيذائه، ورتب عقوبة غليظة فجعل حرمان دخول الجنة مرتبطا بأذية الجار. ([38])
المطلب الأول : أثر الإيمان بالله في حفظ كيان المجتمع .
لقد حرص الإسلام على حفظ النفس، وهو أحد المقاصد الخمسة ، وهي محفوظة بشرع القصاص وقد نبه الله تعالى عليه بقوله ولكم في القصاص حياة ، ([39])وجعله مقصداً من أهم مقاصده، وحفظ النفس كلي يندرج تحته حفظ العقل كما عبر عن ذلك الشاطبي ([40])، واهتم الإسلام بصحة الأبدان لأن الحياة متوقفة عليها، يقول في ذلك المصطفى « فإن لجسدك عليك حقاً » ([41]) ، فمن حق الجسد عليك أن تقيه الأمراض، وتداويه إذا مرض. وحرَّم كل ما يتسبب بهلاك الإنسان أو ضعفه، قال : « لا ضرر ولا ضرار » ([42]). وأوصى بالتداوي وضمن لنا وجود الدواء بعد بذل الجهد في الوصول إليه، قال : « ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً » ([43]).
وهذه الأيام المباركة التي تجتاح فيها جائحة “كورونا” العالم بسرعة ، وتنقل العدوى إلى الناس، وإعلان منظمة الصحة العالمية أن هذه الجائحة أسوأ أزمة صحية تواجه العالم، وقد عجز الطب عن توفير العلاج الناجع لها، والإنسانية في أمس الحاجة لمعرفة رأي الشريعة الإسلامية في التعامل مع هذه النازلة يقول الدكتور طارق رشيد بعد البحث الطويل، وسؤال المختصين تبين لنا ما يلي:
أولاً: الابتعاد عن المرضى المصابين بهذا الداء الخطير لقوله : « فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد » ([44]). وقد بايع النبي رجلا مجذوماً بالسلامة دون المصافحة، فعن عمرو بن الشَّريد عن أبيه قال: « كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي إنا قد بايعناك فارجع » ([45]).
ثانياً: الحجر الصحي لحصار المرض، وعدم انتشاره؛ فلا يخرج الإنسان من بيئة موبوءة إلى سليمة، ولا يدخل في بيئة موبوءة وهو في بيئة سليمة لقول النبي : « إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها » ([46]). وقال رسول الله : « لا يُوردنَّ مُمرِضٌ على مُصِحِّ » ([47]).
ثالثًا: الالتزام بالإرشادات الصحية المُوصى بها من قِبل الأطباء وأهل الاختصاص للحدّ من تفشي المرض، مثل عدم التقبيل والمصافحة، وغسل اليدين بانتظام واستخدام المحلول المُعقِّم، وتفادي التواجد مع حشود من الناس، حفاظًا على النفس والمجتمع وطاعة لأُولي الأمر، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: 59].
رابعًا: تعليق صلاة الجمعة والجماعة؛ لأنَّ حفظ النفس البشرية من الهلاك والأمراض والمخاطر وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية. والدليل على هذا ما رُوي عن عبد الله بن عباس، أنَّه قال لمؤذنه في يوم مطير: « إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حيّ على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم » ، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: « أَتعجبون مِن ذا، قد فعل ذا مَن هو خير منّي، إنَّ الجمعة عَزْمَة، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحَض » ([48]).
فقد بيَّن الحديث أنَّ النبي رخَّص للناس في الليلة الباردة وفي الليلة المطيرة ترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد، ولا شك أن هذه الرخصة في الوباء أَولى؛ لأنه يؤدي إلى هلاك النفوس أو وقوعها في المرض أو الخوف الشديد نتيجة عدم توصل العلماء حتى الآن إلى دواء لهذا الفيروس.
وبعد استقراء النصوص الشرعية خلص الفقهاء إلى أنَّ المرض، أَو الخوف على النفس أو المال أو الأهل رُخَصٌ تبيح ترك صلاة الجمعة، أو الجماعة لقول النبي : « مَن سمع المنادي فلم يمنعه من إتباعه عذر » ، قالوا: وما العذر؟ قال: « خوف أو مرض » ([49]) ([50]).
المطلب الثاني : أثر الإيمان بالله في حفظ السلم النظام.
إن للإيمان بالله عز وجل دوراً كبيرا في تحقيق السلم والأمن النفسي للمؤمن كل بحسب درجة إيمانه، فكل ما زاد الإيمان بالله زاد الأمان وحصلت الطمأنينة وزاد انتفاعه بهذا الإيمان، وآثار الإيمان بالله في تحقيق السلم المجتمعي كثيرة متنوعة متجددة من أبرزها:
الإيمان بالخالق يدخل المؤمن في حمى الله عز وجل ، ومن كان تحت رعايته سبحانه وحفظه ما كان ليضيع، وهذا يورث الفرد السكينة والاطمئنان، ويشعره بالأمن وراحة البال وطيب العيش من جميع العوادي الحسية، بل والمعنوية والروحية أيضاً، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38] ، فيدفع عنهم بأمره الكوني وأمره الشرعي السوء، وإما خاصًّا بشيء كما يدفع عنهم الذل والخذلان ويؤيدهم بالعز والنصر. ([51])
كما يورث الإيمان بالله عز وجل النفس الهداية للخير عند حلول الجوائح التي تطيش بعقل وروح الإنسان فلربما أهلكته ودفعته إلى أفعال كارثية تعود عليه أو على غيره بالسوء ، فالأيمان به سبحانه يورث هداية للنفس تخرجه من مصيبته وتهديه للتعاطي الإيجابي مع هذه الجائحة فتزيده خيرا على خير، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11] أخبر تعالى أن ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في الأنفس إلا بإذن الله، أي: بقدره وأمره ، وأن من أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله جازاه الله تعالى بهداية قلبه التي هي أصل كل سعادة وخير في الدنيا والآخرة.
كما أن الإيمان بالله تعالى يزكي النفس ويطهرها من الأدران والأمراض، تلك الأدران التي تمرض الروح وتوهن النفس وتجعلها عرضة لكل أنواع الاضطرابات النفسية، ذلك أن إصلاح اعتقاد النفس البشرية بجعلها معبدة لله وحده . ([52])
الخاتمة:
للعقيدة أثرا كبيرا في الوقاية من الجوائح ، كما أن لها الأثر الكبير على مشاعر الأفراد، وسلوكهم ، وهي تمثل وقاية وعلاجا من العديد من الجوائح ، وسأتطرق لبعض من جوانبها، وأثر هذه الجوانب في الوقاية من الجوائح وعلاجها:
أولا: في القضاء والقدر فإن قوة الصلة بالله تعالى أمر أساسي في البناء النفسي للمسلم حتى تكون حياته خالية من الخوف من الأمراض إن المؤمن بالله إيمانا صادقا لا يخاف من شيء في هذه الحياة الدنيا، فهو يعلم انه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة لله تعالى
ثانيا:ا لإيمان باليوم الآخر.
فالذي يؤمن بانتهاء وجود هذا العالم الدنيوي، عند انتهاء أجل وجوده فالذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الحياة الدنيا لا تساوي شيئا بالمقارنة مع دار البقاء فهي قصيرة جدا، فعندما يمرض أو يعلم عن هذه الجوائح لا يصيبه القلق والخوف الشديد.
ثالثا: الإيمان بأسماء لله وصفاته: يعتقد الكثير من الناس ، أن الإيمان بأسماء الله عز وجل هي فقط مجرد قضية عقدية مجردة ، دون أي أثر في حياة المسلم، فالذي يؤمن بأن لله هو الملك، يؤمن بأنه -عز وجل – الحق في المنع والعطاء فلا يعترض على أمره .
والإنسانية في أمس الحاجة لمعرفة رأي الشريعة الإسلامية في التعامل مع هذه الجوائح لمعرفة كيف يتعامل مع هذه النازلة نازلة “كورونا”:
أولاً :يجب الابتعاد عن المرضى المصابين بهذا الداء الخطير.
ثانياً: الحجر الصحي لحصار المرض، وعدم انتشاره.
ثالثًا: الالتزام بالإرشادات الصحية المُوصى بها من قِبل الأطباء وأهل الاختصاص.
رابعًا: تعليق صلاة الجمعة والجماعة؛ لأنَّ حفظ النفس البشرية من الهلاك والأمراض والمخاطر وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية.
كما للإيمان بالله عز وجل دور كبير في تحقيق السلم والأمن النفسي للمؤمن كل بحسب درجة إيمانه، فكل ما زاد الإيمان بالله زاد الأمان وحصلت الطمأنينة وزاد انتفاعه بهذا الإيمان.
نسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يرفع عنّا هذا الوباء، ويحفظ بلادنا وأهلنا وإخواننا وأبناءنا من كل مرض ومكروه.
والحمد لله رب العالمين.
المصادر والمراجع:
1-القرآن الكريم.
2-الإبانة عن أصول الديانة ،أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (المتوفى: 324هـ) ،المحقق: د. فوقية حسين محمود ،الناشر: دار الأنصار – القاهرة ،الطبعة: الأولى، 1397.
3- رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب ،أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (المتوفى: 324هـ)
المحقق: عبد الله شاكر محمد الجنيدي ،الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية ،الطبعة: 1413هـ.
4- التعرف لمذهب أهل التصوف ،أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري الحنفي (المتوفى: 380هـ) ،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
5-الحبائك في أخبار الملائك ،عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) ،تحقيق: خادم السنة المطهرة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ،الطبعة: الأولى، 1405 هـ – 1985 م.
6- كتاب الأيمان “ومعالمه، وسننه، واستكماله، ودرجاته” ،أبو عُبيد القاسم بن سلاّم بن عبد الله الهروي البغدادي (المتوفى: 224هـ) ،المحقق: محمد نصر الدين الألباني ،الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ،الطبعة: الأولى، 1421هـ -2000م.
7- أدلة معتقد أبي حنيفة في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام ،علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ) ،المحقق: مشهور بن حسن بن سلمان
الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية – السعودية ،الطبعة: الأولى، 1413هـ – 1993ه.
8- فيض القدير شرح الجامع الصغير ،زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) ،الناشر: المكتبة التجارية الكبرى – مصر ،الطبعة: الأولى، 1356.
9-المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) ،المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي
الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
10-العقيدة الإسلامية وتاريخها للدكتور محمد أمان الجامي. نشر دار المنار، ط1، 1414، الرياض.
11- لسان العرب لابن منظور. طبعة دار صادر، بيروت – لبنان.
12- الكشاف للزمخشري. طبع دار المعرفة، بيروت – لبنان.
13- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ) ،تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار ،الناشر: دار العلم للملايين – بيروت ،الطبعة: الرابعة 1407 هـ .
14-القاموس المحيط للفيروزآبادي. طبع مؤسسة الرسالة، ط3، 1407هـ – 1987م، بيروت.
15-صحيح مسلم. نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
16-الأسئلة والأجوبة في العقيدة للشيخ صالح الأطرم. نشر دار الوطن، ط1، 1413هـ، الرياض.
17-الأسئلة والأجوبة الأصولية للشيخ السلمان. نشر دار الإشعاع، ط8، 1402هـ، الرياض.
18-أساس البلاغة للزمخشري. طبعة دار الفكر، 1409هـ-1989م، بيروت – لبنان.
19- البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن مغيرة. الأدب المفرد، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،بيروت:دار البشائر الإسلامية، 1409 ه/ 1989 م.
20- النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف. المنهاج شرح صحيح مسلم، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1392 ه.
21- الألوسي، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني. روح المعاني، تحقيق: عمي عبد الباري عطية ،بيروت: دار الكتب العلمية، 1415 ه.
22- البدوي، خالد بن محمد. الحوار وبناء السلم الاجتماعي، الرياض: مركز الملك عبد العزيز الحوار الوطني، 1432 ه/ 2011 م.
23- المبارك فوري ، أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ،بيروت: دار الكتب العملية.
24- لاشين، موسى شاهين. فتح المنعم شرح صحيح مسمم، دار الشروق، 1423 ه/ 2002 م.
25- المومني، محمد سليمان،السلم الاجتماعي دراسة تأصيلية،مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات الشرعية والقانونية، تاريخ النشر 2017.
26- المحصول ،أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ) ،دراسة وتحقيق: الدكتور طه جابر فياض العلواني
الناشر: مؤسسة الرسالة ،الطبعة: الثالثة، 1418 هـ – 1997 م.
27- الموافقات ،إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (المتوفى: 790هـ) ،المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ،الناشر: دار ابن عفان ،الطبعة: الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.
28- فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد ،حامد بن محمد بن حسين بن محسن
المحقق: بكر بن عبد الله أبو زيد ،الناشر: دار المؤيد ،الطبعة: الأولى 1417هـ /1996م.
29- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير. تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمد حسين شمس الدين. د.ط ،بيروت: دار الكتب العلمية.
30- القزويني، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد. سنن ابن ماجة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. د. ط دار إحياء الكتب العربية.
31- يسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد ،سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (المتوفى: 1233هـ) ،المحقق: زهير الشاويش ،الناشر: المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق ،الطبعة: الأولى، 1423هـ/2002م.
32- ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني. معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399 ه/ 1979 م.
33- الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد. المفردات في غ ريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان الداودي ،دمشق/ط ،1 ،بيروت: دار القمم/الدار الشامية، 1412 ه.
34- الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشريف. التعريفات،ط 1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1403 ه/ 1983 م.
35- روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي) ،زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ) .الناشر: دار العاصمة – المملكة العربية السعودية ،الطبعة: الأولى 1422 – 2001 م.
36- الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ،عبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (المتوفى: 1359هـ) ،رواية: محمد الصالح رمضان ،دار النشر: مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بو داود وشركاؤهما، الجزائر ،الطبعة: الثانية.
37- شعب الإيمان ،أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ) ،حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد ،أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند ،الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2003 م.
38- المستدرك على الصحيحين ،أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ) ،تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا ،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة: الأولى، 1411 – 1990.
39- العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ،ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ) ،حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلّق عليه: شعيب الأرنؤوط ،الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ،الطبعة: الثالثة، 1415 هـ – 1994 م.
40- الاكتئاب (أسبابه – أعراضه – أنواعه – طرق علاجه)،ثائر عاشور، دار الخليج.
41- سنن ابن ماجه نابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ) ،تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،الناشر: دار إحياء الكتب العربية – فيصل عيسى البابي الحلبي.
42- الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ،أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ) ،المحقق: كمال يوسف الحوت
الناشر: مكتبة الرشد – الرياض ،الطبعة: الأولى، 1409.
43- الأمن الصحي في الإسلام، الدكتور طارق رشيد، http://alqudsnews.net/post/ .
44- أثر الإيمان بالله تعالى في تحقيق الأمن النفسي، الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق،
: https://www.alukah.net/web/lwaiheq/0/100432/#ixzz6Muw1QRq
جدول المحتويات:
المقدمة: 4
المبحث الأول : العقيدة الإسلامية وأهميتها في تقوية مناعة الفرد . 5
المطلب الأول : تعريف العقيدة الإسلامية . 6
المطلب الثاني: أهمية العقيدة في تقوية مناعة الفرد. 7
المبحث الثالث : أثر العقيدة الإسلامية في حفظ السلم المجتمعي. 11
المطلب الأول : أثر الإيمان بالله في حفظ كيان المجتمع . 14
المطلب الثاني : أثر الإيمان بالله في حفظ السلم النظام. 16
الخاتمة. 17
المصادر والمراجع: 18
([1] ) يُنظر:روائع التفسير لابن رجب الحنبلي،(1/575).
([2] )صحيح مسلم ،كتاب القدر ، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة،الرقم 2664، (4/2052).
([3] ) يُنظر:أساس البلاغة للزمخشري( 2/ 132) والكشاف له( 1/ 466)،الصحاح للجوهري(2/ 510)،ولسان العرب لابن منظور، ( 3/ 295)، والقاموس المحيط للفيروزآبادي (ص383).
([4] ) صحيح مسلم : كتاب الزكاة، الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة،(3/1492)، الرقم (1871).
([5] ) يُنظر: الأسئلة والأجوبة في العقيدة،صالح الأطرم (ص7).
([6] ) يُنظر: الأسئلة والأجوبة الأصولية ،للسلمان (ص23).
([7] ) يُنظر: شعب الإيمان، البيهقي،(1/374) الرقم (192).
([8] ) يُنظر: العقائد الإسلامية لابن باديس، (ص117)، العلاج النفسي للاضطرابات النفسية، أسماء بوعود، (ص12)، الاكتئاب، ثائر عاشور، (ص302).
([9] ) يُنظر: العواصم و القوصم لابن الوزير (6/124) ،العلاج النفسي للاضطرابات النفسية، أسماء بوعود، (ص11)، الاكتئاب، ثائر عاشور، (ص306).
([10] ) يُنظر: المرجع السابق، لابن الوزير،(5/301)، العقائد الإسلامية لابن باديس، (ص119)، العلاج النفسي للاضطرابات النفسية، أسماء بوعود، (ص15)، الاكتئاب، ثائر عاشور، (ص304).
([11] ) يُنظر: العقائد الإسلامية لابن باديس، (ص118).
([12] ) المستدرك على الصحيحين ،للحاكم ،كتاب الرقاق، (4/341، رقم الحديث 7847.
([13] ) يُنظر: العواصم والقواصم، لابن الوزير، (5/300).
([14] ) يُنظر: المرجع السابق، (6/124).
([15] )يُنظر:المرجع السابق،(6/125)،العلاج النفسي للاضطرابات النفسية،أسماء بوعود،(ص11)،الاكتئاب،ثائر عاشور، (ص306).
([16] ) صحيح البخاري : كتاب الجهاد والسير، باب من غزا لصبي لخدمة، (4/36(، رقم الحديث2893).
([17] ) ينظر: الحبائك في أخبار الملائك، جلال الدين السيوطي،(ص54)،علاج الهم والحزن ،محمد القحطاني، (ص3)
([18] ) يُنظر:الإبانة عن أصول الديانة ،أبو الحسن الأشعري، (ص208).
([19] ) يُنظر: رسالة إلى أهل الثغر، أبو الحسن الأشعري ،(ص132).
([20] ) يُنظر: التعرف لمذهب أهل التصوف، الكلاباذي (ص94).
([21] ) يُنظر : المعجم الكبير للطبراني،(24/245)رقم الحديث( 629).
([22] ) يُنظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، أبو الأشبال،(ص16).
([23] ) يُنظر: العلاج النفسي للاضطرابات النفسية، أسماء بوعود، (ص8-9)، الاكتئاب، ثائر عاشور، (ص 307-308).
([24] ) يُنظر:لسان العرب،لابن منظور(12/297)،المفردات،الراغب الأصفهاني(1/423)،معجم مقاييس اللغة،لابن فارس (3/91).
([25] ) ينظر :المراجع السابقة.
([26] ) يُنظر : المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، (1/421).
([27] ) يُنظر : معجم اللغة العربية المعاصرة ، أحمد مختار (1/394).
([28] ) يُنظر : مرجع سابق، الراغب الأصفهاني، (1/202).
([29] ) يُنظر : التعريفات ، الجرجاني (1/10).
([30] ) يُنظر: الحوار وبناء السلم الاجتماعي البدوي، (ص12)، السلم الاجتماعي، محمد المومني، (ص5).
([31] ) يُنظر:كتاب الأيمان، أبو عُبيد القاسم بن سلاّم،(ص51).
([32] ) يٌنظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير(1/422)،روح المعاني، الألوسي(1/379)، أدلة معتقد أبي حنيفة، مشهور،(ص124).
([33] ) الأدب المفرد، البخاري : باب من أصبح آمنا في سربه ،(1/112)، الرقم ( 300).
([34] ) يُنظر: فيض القدير ،المناوي، (6/68).
([35] ) يُنظر :تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، المبارك فوري: (9/7).
([36] ) صحيح البخاري : كتاب الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (1/11)الرقم (10)، صحيح مسلم: ، كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأموره أفضل،( 1/65)،الرقم (41 ).
([37] ) أخرجه مسلم،في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار ، (1/68)، رقم الحديث(46).
([38] ) يُنظر: المنهاج شرح النووي على مسلم، النووي: (2/17)،الرقم ( 46)، فتح المنعم ، موسى شاهين لاشين (1/170).
([39] ) يُنظر:المحصول ، للرازي، (5/160)
([40] ) يُنظر: الموافقات ، للشاطبي، (6/401).
([41] ) صحيح البخاري:كتاب الصومن باب حق الجسم في الصوم، (3/39 )رقم الحديث (1975).
([42] ) سنن ابن ماجه:كتاب الأحكام ، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره ( 2/784)، الرقم (2341).
([43] ) صحيح البخاري: كتاب الطب، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ،( 7/122)رقم الحديث (5678).
([44] ) مصنف ابن أبي شيبة: كتاب الاطعمة، باب من كان يتقي المجذوم ،( 5/142) ، رقم الحديث( 24543).
([45] ) صحيح مسلم:كتاب السلام ،باب اجتناب المجدوب،( 4/ 1752) ، رقم الحديث (2232).
([46] ) صحيح البخاري ، كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون،( 7/130 )،رقم الحديث (5728).
([47] ) المرجع السابق:كتاب الطب ، باب لا هامة، (7/ 138).الرقم (5770).
([48] ) المرجع السابق: كتاب الجمعة، باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر،( 2/6 )،رقم الحديث (901).
([49] ) سنن أبي داود:كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة(1/143) رقم الحديث( 551).
([50] ) يُنظر: الأمن الصحي في الإسلام، الدكتور طارق رشيد،(ص1-2-3-4-5).
([51] ) يُنظر: فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد، حامد بن محمد،(ص106) ، أثر الإيمان بالله تعالى في تحقيق الأمن النفسي، اللويحق،(ص4).
([52] ) يُنظر: يسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، سليمان بن عبد الله ،(ص362)، وأثر الإيمان بالله تعالى في تحقيق الأمن النفسي، اللويحق،(ص2).
رابط المصدر: