دخلت المساعدات العسكرية المقدمة من الدول الأوروبية لأوكرانيا فعليًا في مرحلة جديدة، تتزامن مع بدء الصفحة الثانية من العمليات العسكرية الروسية في الجبهات الأوكرانية شرقًا وجنوبًا. طبيعة هذه المساعدات وحجمها، توحي بشكل واضح أن الهدف الأساسي من زيادة كم ونوع المنظومات العسكرية التي وصلت أو في طريقها إلى كييف، هو إطالة أمد المعركة الحالية وتحويلها إلى “حرب استنزاف”، لا يلقى فيها الداعمون بالًا للخسائر المادية طالما ظلت القوات الروسية بعيدة عن تحقيق أهدافها الميدانية في أوكرانيا، سواء السيطرة على كامل مناطق الدونباس أو إتمام السيطرة على الساحل الأوكراني.
المرحلة الأولى من التسليح الغربي لأوكرانيا بدأت فعليًا منتصف يناير الماضي، حين أقرت واشنطن مساعدات عسكرية عاجلة بقيمة 200 مليون دولار لصالح وزارة الدفاع الأوكرانية، وقد تركزت بشكل رئيسٍ على الصواريخ المضادة للدبابات، مثل 300 صاروخ مضاد للدبابات من نوع “جافلين”، وقاذفات الصواريخ المضادة للتحصينات “SMAW-D”، بجانب ذخائر متنوعة. كذلك منحت واشنطن الأذن لبعض الدول الحليفة كي تزود أوكرانيا بمساعدات عسكرية طارئة، مثل أستونيا التي زودت أوكرانيا بالمزيد من صواريخ “جافلين”، وليتوانيا التي أرسلت صواريخ “ستينجر” المضادة للطائرات، وأرسلت بريطانيا نحو 2000 صاروخ مضاد للدبابات سويدي الصنع من نوع “NLAW”.
عقب بدء العمليات القتالية تزايدت وتيرة الدعم التسليحي المقدم لأوكرانيا من الدول الأوروبية، حيث أقر الاتحاد الأوروبي مساعدات بقيمة 450 مليون يورو، وكذا فعلت الولايات المتحدة التي رصدت مساعدات جديدة بقيمة 350 مليون دولار، مع دخول بعض الدول التي كانت تحافظ على مستوى معين من الحياد في النزاعات الإقليمية مثل السويد إلى مضمار المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، حيث قدمت إلى أوكرانيا خمسة آلاف صاروخ مضاد للدروع من نوع “AT-4” مع خمسة آلاف خوذة ومثلها من الدروع الواقية. كذلك فعلت فنلندا التي قدمت إلى أوكرانيا 2500 بندقية هجومية و150 ألف قطعة ذخيرة، بجانب 1500 صاروخ كتفي مضاد للدروع.
ألمانيا من جانبها أعلنت أواخر يناير الماضي عن تقديمها – للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- مساعدات قتالية إلى أوكرانيا، بحيث سترسل إليها من هولندا وأستونيا ألف مدفع مضاد للدبابات، بجانب 500 صاروخ كتفي مضاد للطائرات من نوع “ستينجر”، بجانب سماحها لهولندا بتصدير 400 صاروخ كتفي مضاد للدبابات ألماني الصنع من نوع “بانزرفاوست-3″، أضيفت إلى أسلحة أخرى ترسلها هولندا إلى أوكرانيا تتضمن 200 صاروخ كتفي مضاد للطائرات من نوع “ستينجر” ومائة بندقية قنص، وكذلك معدات أخرى ترسلها النرويج وبلجيكا وإستونيا تشمل المزيد من صواريخ “جافلين” و”ستينجر”، بجانب صواريخ “لاو” الكتفية المضادة للدبابات.
إذن كان التركيز الأكبر في المرحلة الأولى من مراحل الدعم التسليحي الغربي المقدم لأوكرانيا، منصبًا على الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات، لكن في المرحلة الثانية من مراحل هذا الدعم، يلاحظ اتجاه استراتيجية القوى الغربية فيما يتعلق بالأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا حثيثًا نحو مستوى أعلى من الدعم، يتعدى المرحلة السابقة التي شكلت الصواريخ الكتفية المضادة للطائرات والمضادة للدبابات المحور الأساسي فيها. المرحلة الجديدة تتضمن على ما يبدو الانتقال إلى مدافع الهاوتزر الثقيلة ذاتية الحركة، وناقلات الجند المدرعة وعربات القتال المدرعة، بجانب عدة أنواع من الطائرات بدون طيار والذخائر دقيقة التوجيه.
مدافع الهاوتزر الثقيلة.. أداة أساسية في حروب الاستنزاف
تعد مدافع الهاوتزر الثقيلة سواء كانت مقطورة أو ذاتية الحركة من أهم الأدوات الفعالة في “حروب الاستنزاف”، وهو شكل الحرب الذي تستهدف كييف فرضه على الوحدات الروسية المقاتلة في الشرق والجنوب. على مستوى المدافع المقطورة والمدفعية الصاروخية، تلقت كييف أكثر من مائة مدفع من نوع “أم-777” أمريكية الصنع من كل من كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، علمًا أن هذه المدافع تتزود بذخائر “Excalibur” الدقيقة التي يتم توجيهها عن طريق نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”. تلقت كييف كذلك تسعة مدافع سوفيتية الصنع من نوع “D-30” من أستونيا. وبالنسبة للمدفعية الصاروخية، تسلم الجيش الأوكراني الشهر الحالي من بولندا عدة راجمات صاروخية سوفيتية من نوع “جراد” عيار 122، بجانب راجمات مناظرة أخرى من جمهورية التشيك تسمى “RM-70”. وتتوارد بعض الأنباء عن إمكانية تزويد كييف بـ راجمات “HIMARS” الصاروخية الثقيلة، التي تعتبر سلاحًا هجوميًا فعالًا يمكن أن يتم به قصف الأراضي الروسية، بعمق يتراوح بين 70 و300 كيلو متر.
أما فيما يتعلق بالمدفعية الأهم وهي المدفعية ذاتية الحركة، فقد تلقت أوكرانيا منذ مطلع الشهر الجاري عدة أنواع من مدافع الهاوتزر وراجمات الصواريخ، منها المدفع ذاتي الحركة من عيار 152 ملم “دانا” الذي ظهر بشكل مفاجئ في عمليات الجيش الأوكراني، ويعتقد أن جمهورية التشيك قامت بتزويد كييف بأعداد غير محددة منه، علمًا أن وزير الدفاع السلوفاكي، ياروسلاف ناد، أعلن أن بلاده تجري حاليًا محادثات مع الحكومة الأوكرانية لتزويدها بمدافع مماثلة لكن من عيار 155، تدعى “Zuzana 2”. يضاف هذا إلى أكثر من 20 مدفعًا سوفيتيًا ذاتي الحركة من نوع “فوزديكا” عيار 122 ملم، قامت كل من بولندا والتشيك بإرسالها إلى أوكرانيا الشهر الجاري، وتضاف هذه المدافع إلى المدافع الأمريكية ذاتية الحركة من عيار 155 ملم “إم-109” التي بدأت واشنطن في إرسالها لكييف عبر ليتوانيا، علمًا أن كلا من بلجيكا وإيطاليا تبحثان توريد أعداد إضافية من هذا المدفع إلى أوكرانيا.
اللافت هنا أن أنواع أكثر تقدمًا من المدافع ذاتية الحركة باتت كييف قاب قوسين أو أدنى من امتلاكها، فقد قررت فرنسا إرسال ما بين ستة إلى أثنى عشرة مدفع ذاتي الحركة من نوع “قيصر” عيار 155 ملم، وهو أحدث أنواع المدافع الفرنسية التي تتميز بمعدل عالٍ لإطلاق النار في الدقيقة الواحدة. وسبق وأن حصلت كييف من هولندا على خمسة مدافع ألمانية ذاتية الحركة من نوع “بي زد إتش-2000” عيار 155 ملم، ويتوقع أن تحصل على أعداد إضافية من هذا النوع، بعد أن قدمت الشركة المصنعة لهذه المدافع – شركة Krauss-Maffei Wegmann – اقتراحًا للحكومة الألمانية يقضى بتزويد الجيش الأوكراني بمائة مدفع إضافي من هذا النوع الذي تفكر إيطاليا أيضًا في تزويد أوكرانيا به. بريطانيا أيضًا تبحث في تزويد كييف بنحو 20 مدفعًا ذاتي الحركة من نوع “AS-90” عيار 155 ملم. وأعلنت السويد من جانبها أنها ستزود كييف بالمدفع ذاتي الحركة “Archer FH77 BW L52” من عيار 155 ملم، الذي يتميز بالسرعة الفائقة في الاستعداد للإطلاق وبمعدل نيران يبلغ ثلاث قذائف في أقل من دقيقة واحدة.
العربات المدرعة والدبابات.. تعويض الخسائر الأوكرانية
كان لكل من بولندا وسلوفاكيا والتشيك دور أساسي في تعويض خسائر أوكرانيا من الدبابات، وذلك بتزويد كييف – عبر السكك الحديدية – بأعداد من دبابات القتال الرئيسية سوفيتية التصميم “تي-72”. هذا الدور ساهم بشكل كبير في سد الفجوة الكبيرة التي أصابت القطاعات المدرعة الأوكرانية جراء النشاط الجوي الروسي المكثف. بد أن كييف ترغب في توسيع دائرة استفادتها من الدعم الأوروبي في هذا الصدد، فطلبت بشكل رسمي من الدول الأوروبية تزويدها بناقلات جند مدرعة، وعربات قتال مدرعة، وعربات مقاومة للألغام.
اتجهت كييف في البداية إلى برلين التي طلبت منها التزود بـ35 دبابة من نوع “ليوبارد-1” ومائة ناقلة جند مدرعة من نوع “ماردر”، وهو طلب لم يلق تجاوبًا آنيًا من جانب ألمانيا، إلا أن شركة “راينميتال” الألمانية للصناعات العسكرية قامت الخميس الماضي بتقديم طلب رسمي إلى وزارة الاقتصاد الألمانية للسماح لها ببيع مائة ناقلة مدرعة من هذا النوع إلى أوكرانيا، وقد تمت إحالة هذا الطلب إلى مجلس الأمن الفيدرالي الذي يترأسه المستشار الألماني أولاف شولتز، إلا أنه تم رفض هذا الطلب، ما حدا بالحكومة الأوكرانية للتواصل مباشرة مع الشركة الألمانية لبحث هذا الأمر خاصة أن برلين رفضت تزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد-1″، الموجودة تحت التخزين في مستودعات الجيش الألماني بسبب نقص الذخائر الخاصة بها، ورفض الدول الأوروبية التي تشغل هذا النوع من الدبابات مثل اليونان وتركيا تزويد أوكرانيا بدبابات من ترسانتها الخاصة.
رغم هذا الوضع إلا أن ألمانيا – مدفوعة بالضغوط الداخلية والخارجية – بدأت في رفع مستوى دعمها العسكري لكييف، حيث أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت الإثنين الماضي، أن الحكومة الألمانية قررت تسليم أوكرانيا نحو 66 دبابة من نوع “ليوبارد-1″، ومنظومات الدفاع الجوي ذاتية الحركة “Gepard” وهي عبارة عن مدفعين مضادين للطائرات من عيار 35 ملم يتم توجيه نيرانهما بالرادار، وتمثل هذه المنظومة إضافة للدفاع الجوي الأوكراني على المستوى قصير المدى، وهي تأتي بمواكبة استلام كييف منظومة “ستار سترايك” البريطانية المضادة للطائرات بنسخها المتعددة. كما يمكن اعتبار إقدام برلين على هذه الخطوة، بمثابة دليل على الجدية التي بات يتسم بها الموقف الألماني حيال مساعدة كييف عسكريًا. يضاف إلى ذلك اعتزام برلين تزويد أوكرانيا بمائة شاحنة ثقيلة لنقل الدبابات من نوع “Man HX81″، كما ستزود سلوفينيا بناقلات جند مدرعة مقابل إرسال التطوير السلوفيني لدبابات “تي-72″، المسمى “M-84” إلى أوكرانيا.
جدير بالذكر أن مجلس الأمن الفيدرالي الألماني قد وافق مؤخرًا على تزويد الجيش الأوكراني بثمان وخمسين عربة قتال مدرعة من نوع “PBV-501”، التي تعتبر نسخة من عربات القتال المدرعة سوفيتية الصنع “بي إم بي-1″، كانت تخدم ضمن وحدات الجيش في ألمانيا الشرقية ومن ثم انتقلت إلى الخدمة في الجيش الألماني عقب توحيد شطري ألمانيا أوائل التسعينيات، وتم بيعها لاحقًا إلى الجيش السويدي عام 1997. بعد ذلك منح الجيش السويدي إحدى الشركات التشيكية عقدًا بقيمة 25 مليون دولار لإعادة تأهيل 350 عربة من هذه النسخة بحيث تتوافق مع معايير حلف الناتو، وتم هذا بالفعل بين عامي 1998 و2001، لكن تبقى لدى الشركة التشيكية نحو 58 عربة من هذه النسخة حاولت بيعها للجيش الأوكراني عام 2019 لكن رفضت برلين حينها الموافقة على هذه الصفقة، وهو ما حدث عكسه تمامًا بعد ذلك وهذا يعتبر من آثار التغيرات الجذرية التي طرأت في العقيدة العسكرية الألمانية.
أستراليا من جانبها استجابت لمناشدة رئيس الوزراء الأوكراني زيلينكسي لتزويد بلاده بعربات مدرعة مقاومة للألغام، ووافقت على إرسال عدد غير محدد من عربات القتال المقاومة للألغام “بوشماستر” التي تنتجها بشكل مشترك كل من شركة “تاليس أستراليا” و”أوشكوش” الأمريكية، وبدأت أستراليا في التفكير في تصنيعها أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وتمتلك أستراليا نحو 1000 عربة من هذا النوع وقد تجاوبت أستراليا بشكل سريع مع الطلب الأوكراني، وبدأت عمليات نقل عدة عربات من هذا النوع إلى أوكرانيا. يضاف إلى كل ما سبق، مائة عربة مدرعة أمريكية الصنع من نوع “هامفي”، ومائتي ناقلة جند مجنزرة من نوع “إم-113″، بريطانيا من جانبها أقرت أوائل الشهر الجاري حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بقيمة 120 مليون يورو، تتضمن تزويد أوكرانيا بـ 120 عربة مدرعة متنوعة المهام، من نوع “ماستيف” و”سباراتان” وسامسون” و”ساماريتان” و”جاكال” و”ستورمر”، وهذه الأخيرة تعتبر بمثابة منظومة دفاع جوي ذاتية الحركة.
محاولة تجديد الوسائط الجوية الأوكرانية
فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة في أوكرانيا فقد صدر هذا الشهر، تصريح مفاجئ من جانب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية تحدث فيه عن زيادة أعداد الطائرات العاملة في سلاح الجو الأوكراني، نتيجة تلقي كييف – بمساعدة أمريكية – قطع غيار أساسية للطائرات السوفيتية في ترسانتها بحيث تمت إضافة 20 طائرة إلى الترسانة العاملة في سلاح الجو الأوكراني. أعاد هذا التصريح إلى الأذهان الاقتراح البولندي السابق حول منح كييف مقاتلات “ميج-29” السوفيتية، وكذلك المحاولات البلغارية في هذا الصدد، وهنا لابد من أن نذكر أن رومانيا – التي أوقف سلاحها الجوي تشغيل مقاتلات “ميج-21” السوفيتية – وسلوفاكيا، التي توشك على إخراج مقاتلات “ميج-29” من الخدمة بدأت في التفكير جديًا في منح كييف هذه المقاتلات أملًا في أن تحصل على مقاتلات أمريكية حديثة بدلًا منها.
تبدو سلوفاكيا – التي نقلت إلى أوكرانيا منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى الوحيدة في حوزتها “إس-300 بي إم يو” – تحاول استغلال الظرف الحالي، من أجل إخراج مقاتلات “ميج-29” من الخدمة في سلاحها الجوي وإدخال مقاتلات حديثة بدلًا منها، وهي خطوة إن تمت فسيكون لها تأثير مباشر على جاهزية سلاح الجو الأوكراني خاصة حال تمكنت هذه الطائرات من التمركز بأمان في قواعد جوية غربي أوكرانيا. ويبقى الخيار السلوفاكي هو الأكثر واقعية فيما يتعلق بسلاح الجو الأوكراني نظرًا لخبرة الأوكران في تشغيل مقاتلات “ميج-29″، ووجود بنية تحتية خاصة بهذه المقاتلات على الأراضي الأوكرانية، وإن كان تأثير هذا الخيار سيكون محدودًا نظرًا لأن النسخة التي تمتلكها سلوفاكيا من هذه المقاتلة أقدم من النسخة التي تمتلكها أوكرانيا، وعليه، فإن الجانب الرمزي لهذه الخطوة سيكون تأثيره أكبر من الجانب العملياتي.
بجانب مروحيات النقل الروسية الصنع “مي-17” والبالغ عددها إحدى عشرة مروحية كانت واشنطن قد اشترتها سابقًا لصالح الجيش الأفغاني وحاليًا تقوم بنقلها لأوكرانيا، تستهدف كييف الحصول على مجموعة من الطائرات بدون طيار، حيث طلبت كييف تزويدها بطائرات هجومية أمريكية بدون طيار من نوع “إم كيو-9 ريبر”، وقد تم بحث ملف هذه الطائرات ضمن لقاء جمع مسؤولين أوكرانيين مؤخرًا مع ممثلين عن شركة “جنرال أتوميكس” المنتجة لهذه الطائرات، التي سيشكل دخولها للخدمة في الجيش الأوكراني نقلة تصعيدية في التسليح النوعي لكييف خاصة أن كييف طرحت أيضًا الحصول على صواريخ “بريمستون” الموجهة بالليزر والبالغ مداها 12 كيلو متر، ويمكن إطلاقها من على متن هذه الطائرات أو من منصات أرضية. يضاف ما سبق ذخيرة “سويتش بلايد” الجوالة التي ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بنسختين منها، الأولى، ضد الأفراد وتسمى “سويتش بلايد 300″، والثانية، “سويتش بلايد 600” مزودة برأس حربي مضاد للدروع. ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا أيضًا بالذخيرة الجوالة “فونيكس جوست” وهي نسخة تم تطويرها خصيصًا لصالح أوكرانيا بعدد 21 طائرة، يمكنها الطيران لمسافة 39 كيلو مترًا والتحليق في الجو لمدة 40 دقيقة. جدير بالذكر أن نوع ثالث من أنواع الذخائر الجوالة قد ظهر خلال المعارك الميدانية، وهي الذخيرة “WARMATR” بولندية الصنع.
معضلات طارئة في خطة تسليح أوكرانيا
التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حول عدم قدرة بلاده على تتبع مسار الأسلحة وضمان عدم وقوعها في أيدي الخصوم، طرحت إحدى أهم المعضلات الناتجة عن خطة تسليح أوكرانيا ألا وهي مسألة انتشار الأسلحة وتتبع اتجاهات تحركها وتخزينها، واحتمالية وقوع هذه الأسلحة في يد جهات معادية أو إرهابية. كذلك ظهرت مسألة تناقص مخزونات وزارة الدفاع الأمريكية من الأسلحة والذخائر، فقد جاءت معظم المنظومات القتالية والدفاعية التي وصلت إلى كييف من مخزونات الولايات المتحدة وحلفائها، وتستغرق عملية سد العجز الذي طرأ في هذه المخزونات أشهر عدة وربما سنوات، وهذا دفع المسؤولين الأمريكيين إلى بدء مناقشات مع شركات صناعة السلاح الأمريكية حول الطاقة الإنتاجية والمهلة اللازمة لسد الفجوة التي طرأت على هذه المخزونات
من أمثلة هذه الفجوات، ما حدث في مخزونات صواريخ “ستينجر” المضادة للطائرات في الولايات المتحدة التي تم إغلاق خط إنتاجها الرئيسي في ديسمبر 2020. وأعيد الإنتاج في هذا الخط عام 2021، لكن بوتيرة بطيئة للغاية لا تستطيع تعويض العجز في هذا النوع من الأسلحة الذي يعاني من عدم كفاءة أجزاء عديدة بها بسبب عدم استبدال الصواريخ القديمة التي يناهز عمرها 29 عامًا. التخزين الطويل لهذه المنظومات القتالية، كانت له آثار سلبية على الحالة الفنية لهذه الأسلحة عن استخدامها ميدانيًا، حيث عانت صواريخ “NLAW” البريطانية المضادة للدروع من مشاكل في بطارية تشغيلها نتيجة لبرودة الأجواء، وهو ما دفع الجيش الأوكراني لإجراء تعديلات على هذه البطاريات واستبدالها ببطاريات خارجية.
موسكو من جانبها، كانت تضع خط الإمداد المار من الحدود البولندية نحو كييف ضمن دائرة اهتمامها، وقصفت عدة مرات الجانب الغربي من البلاد مستهدفةً مراكز تجميع الأسلحة، وقاعدة للتدريب العمليات المتقدم، في محيط منطقة “يافوريف”. ويلاحظ أن موسكو منذ الإثنين الماضي بدأت في قصف خطوط الشحن الحديدية، ومستودعات التخزين وسط وغرب أوكرانيا، وكذلك قصف محطات السكك الحديدية الرئيسية في هذا النطاق وهي (كورستن – كوفل – برديشيف – زمرينكا – زودلبونيف)، بجانب “كراسنا” جنوب غرب أوديسا، وذلك بهدف إبطاء عملية وصول وتوزيع الأسلحة والمنظومات القتالية الغربية في أوكرانيا، لكن يبقى السؤال، هل تستطيع موسكو إنهاء عملياتها في شرق وجنوب أوكرانيا قبيل تمكن القوى الغربية من تحويل الميدان الأوكراني إلى نقطة استنزاف للجيش الروسي، هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة.
.
رابط المصدر: