ا. د. جواد كاظم النصر الله
الملخّص
يتناول الباحث رواية نزول الوحي وتلقيه من قبل النبي الاعظم9 وكيف نقلت بشكل مشوّه للحقيقة التي فارقت مقام الرسول والمرسل فضلا مجانبتها لقواعد الوحي واصول بعث الانبياء والرسل، وقد تابع الباحث اصول هذه الروايات في كتبها ووقف عندها بعين ناقده شكلا ومضمونا عارضا. بيئة الوحي النازل على النبي الاعظم9 وكيف كان اللقاء بالوحي (الملك) مظهر الحقائق في هذا الموقف والحادثة العظيمة كاشفا عن جملة من خصوصيات النبي المتعلقة بهذه الواقعة الرسالية وكيف كان النبي الاعظم9 منزه عن كل الاساطير التي اختلقها صناع ووضاع هذه الروايات الاسطورية الذين جهلوا حقيقة النبوة ومقام النبي9 المؤكّد بالروايات الصحيحة المتواترة المعظّمة المنزلة على خاتم الانبياء وسيد المرسلين قبل النبوة والرسالة وبعدها
الكلمات المفتاحية
{إقرأ, الوحي, غار حراء, ورقة بن نوفل}
Abstracts
Read … Nor Am I A Reader: A Revelation or a Nightmare
Prof. Dr. Jawad Kadhem Al-Nasr
University of Basra / College of Arts
The researcher details the story of the revelation and its reception by the Great Prophet (PBUH), as well as how the story was distorted from the truth upon conveyance. Such tales are regarded below the Prophet’s status, in addition to juxtaposing the rules of revelation and the origins of the resurrection of the Prophets and Messengers.
Moreover, the researcher has made it his mission to follow up on the origins of these tales in their resources. Accordingly, he has presented them with a critical eye in both form and content. Thus, the paper goes through all the trouble to enumerate the environment of the revelation which was revealed to the Great Prophet (PBUH) and how the encounter with the revelation (Al-Malik) was the manifestation of the facts in this situation and also the great incident. As a result, the research goes on to reveal a number of the Prophet’s peculiarities related to this missionary event and how the Great Prophet (PBUH) was acquitted from all the myths invented by the tale-tellers, those who wrongfully narrated these myths and were blindly ignorant to the truth of prophethood and the status of the Prophet (PBUH).
Consequently, all was confirmed by authentic and repeative narratives that were revealed to the Final Prophet and the Master of the Messengers, Prophet Mohammed (PBUH), before and after the His prophethood and the message.
Keywords: Read; The Revelation; Cave of Hira; Waraqah Bin Nawfal
غدت رواية (إقرأ.. ما أنا بقارئ) كأنّها الرواية المثلى التي تحكي لنا كيف أصبح النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) نبيّا، فهي الرواية المعتمدة في كتب السيرة والتاريخ والحديث والفقه والتفسير والأدب واللغة وغيرها، وفي حياتنا المعاصرة غدت حديث الإذاعات والفضائيّات والجرائد والمسابقات والمدارس والجامعات والمساجد، مع أنّ تلك الرواية تحمل كثيرًا من الإساءات لمقام النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعطي المبرّر للغير في الطعن بشخص النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعقليّته ونبوّته.
ولأجل الوقوف على ذلك لا بدّ أولًا من الوقوف على نّص الرواية أعلاه التي سننقلها من أهمّ مصادر الحديث عند المسلمين، وهو صحيح البخاريّ الذي أوردها مرّتين باختلاف قليل:
(( عن الزهريّ عن عروة بن الزبير بن العوام عن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة أنّها قالت:
أوّل ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه، وهو التعبّد في الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى جاءه الحقّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثمّ أرسلني، فقال: إقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثالثة ثمّ أرسلني، فقال: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربّك الأكرم، فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده، فأخذ يُحدّث نفسه: أتتحدّث عنّي نساء قريش أنّي جننت لأذهبّن إلى هذا الوادي وألقينّ نفسي من حالق، قال: فلما ذهب تبدّى له جبرئيل بصورته العظمى، حينما يكون في ست ماية جناح، فانشغل بالنظر إليه حتى جاءته رسل خديجة، فرجع إلى بيت خديجة، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زمّلوني زمّلوني! فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت: خديجة كلّا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنّك لتَصِل الرحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ، وإنّي لأرجو أن تكون نبيّ هذه الأمّة، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، ابن عم خديجة، وكان امرأً قد تنصّر في الجاهلّية، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما رأى، فقال له ورقة:هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أَوَمخرجيَّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عُوديَ، وإنْ يدركني يومك، أنصرك نصرًا مؤزّرًا، ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّى، وفتر الوحي)) [1].
هذا النصّ يحكي لنا كيف أصبح النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيًّا ونحن بحاجة للوقوف عنده طويلًا:
أوّلًا: مقدّمات النبوّة (الرؤيا الصالحة): تؤكّد الرواية أنّ أوّل علائم الوحي كان الرؤيا الصالحة أو الصادقة في النوم، فكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)لا يرى رؤيا إلّا وجاءت مثل فلق الصبح.
وهنا نشير إلى:
أ ـ إنّ الوحي لم يأت مباشرة، وإنّما كانت له مقدّمات، وهي الرؤيا الصادقة أو الصالحة في النوم.
ب ـ لا إشكال أنّ الرؤيا عند الأنبياء من صور الوحي، إذ إنّ مصادر الوحي متعدّدة وهي:
1ـ اللقاء المباشر بالذات الإلهيّة، وهذا ما حدث للنبيّ موسى (عليه السلام) [2]، وما حدث مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حينما عرج[3] به إلى السماء، وانتهى إلى سدرة المنتهى، فهناك كان لقاؤه مع الذات الإلهيّة[4].
2 ـ الملائكة: يعدّ لقاء الأنبياء بالملائكة من مصادر الوحي، ولعلّ أشهرهم الملاك جبرئيل، فهو صاحب الوحي، وقد نعته القرآن (مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ).[5] ، وكانت مهمّته تبليغ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصّ القرآنيّ، وشرح معانيه، والأحاديث القدسيّة، وهي ما يصدر عن الله تعالى ولا يدخل ضمن القرآن، فضلّا عن ملائكة آخرين.
3 ـ الإلهام: معلومة إلهيّة يقذفها الله في ذات المخلوق سواء أكان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا أو جمادًا، قال تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى).[6]، وقال: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).[7]، وقال: (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ).[8]، و(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).[9] .
أمّا بالنسبة إلى الأنبياء، فيعدّ الإلهام من مصادر الوحي التي لا تنقطع عن الأنبياء على الدوام، فيما يقال إنّه (إلقاء المعنى في قلب النبيّ أو نفثه في روعه) بصورة يحسّ بأنّه تلقّاه من الله تعالى[10].
4 ـ الرؤيا: إنّ ما يراه النائم في المنام يقسم إلى أقسام ثلاث،
أ ـ أضغاث أحلام: وهو ما يراه النائم في المنام إنعكاسًا لأحلامه ورغباته في اليقظة، فهو يتمنّى أن يملك شيئًا ما أو يقوم بعمل ما، فيرى تحقّق ذلك في منامه، فهو ممّا لا تأويل له كما ورد في القرآن (وقَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)..[11]
ب ـ الكابوس: وهو الأمر المخيف والمرعب الذي يراه النائم في منامه، بسبب نومه وهو خائف من أمر ما، أو ينام وهو مريض أو ممتلئ من الطعام أو متعب جدًّا.
ج ـ الرؤيا: هي معلومة من الله يقذفها في نفس النائم، وهي نسبيّة بالنسبة إلى عموم البشر، ولكن كل ما يراه الأنبياء والمعصومون في المنام هو رؤيا فقط، أي معلومات إلهيّة، كما في رؤيا النبيّ إبراهيم(عليه السلام) لمّا أمره الله بذبح ولده إسماعيل[12]، ورؤيا النبيّ يوسف (عليه السلام) التي أنبأته بمستقبل علاقته بوالديه وأخوته[13]، ورؤيا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بدخول المسجد الحرام[14]، ورؤيا الشجرة[15].
لكن ثمّة إشكال هنا مفاده أنّ هذه الرؤيا التي وُصفت بالصادقة أو الصالحة إنّما جاءت تمهيدًا للنبوّة أو تنبيهًا للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ليتقبّل نبوّته، وكأنّه لم يكن يعلم بنبوّته، فيقول الماورديّ وهو يجعل الرؤيا الصادقة أوّل مدارج النبوّة حتى علم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّه نبيّ مبعوث ورسول مبلّغ: (الرؤيا الصادقة في منامه بما سيؤول إليه أمره، فكان ذلك إنكارًا بها ليروّض لها نفسه، ويختبر فيها حواسه، فيقوم بها إذا بعث، وهو عليها قويّ، وبها مليّ)[16].
ويبقى السؤال ما هي تلك الرؤى التي كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يراها في المنام وتأتي مثل فلق الصبح؟. وهل كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل بمقتضاها كوحي؟. هل أخبر أحدًا عنها؟.
إنّ المسألة أعلاه أخذت حيّزًا أكثر مما ينبغي، فتعدّت مقام التهيئة والتنبيه إلى أن يكون لقاؤه مع الوحي عبر الرؤيا، فتكون الرؤيا هي الصورة الأولى للوحي التي نُبِّأَ بها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. والملاحظ أنّه بدلًا من أن تأخذ الرؤيا مهمّة التهيئة للنبوّة، فإنّها جعلت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) شاكًّا مرتابًا، واتّهم نفسه باتهامات وظنون غير لائقة كما أدلت بذلك الرواية التي نحن بصددها، فَغَدَت هذه الرؤى والمنامات من موارد الطعن في نبوّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وثغرة ينفذ منها الخصوم لضرب الإسلام ونبيّه العظيم[17].
نعم، سيتضح الهدف من هذه الرؤيا بعد قليل.
ثانيًا: الخلاء:
تشير الرواية أنّه كان من مقدّمات النبوّة بعد الرؤيا الصالحة أن حُبّب للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الخلاء، بعيدًا عن أهل مكّة، وحدّدت الرواية خلوة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غار حراء، جاء في الرواية أعلاه: (( ثمّ حُبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه، وهو التعبّد في الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء)).
هنا لدينا جملة أمور
أ ـ الخلاء:
تقول الرواية أنّه حُبّب إلى النبيّ الخلاء، وهو البعد والمجانبة للناس، والانفراد بنفسه عنهم[18]، ومن هنا سمّي الغائط بالخلاء، لأنّه يقع بعيدًا عن البيوت[19].
ب ـ التحنّث.
يظهر من النصّ أنّ الهدف من حبّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للخلاء لغرض التعبّد، وهذا شأن الصالحين والعارفين، فمع الخلوة فراغ القلب، وهي معيْنة على التأمّل في ملكوت الله تعالى، وبها ينقطع عن مألوف البشر[20]، وهو ما عُرف بالتحنّث،أو التحنّف، بإبدال الثاء فاء، وقد تُبْدَل الفاء ثاءً في كثير من كلامهم[21]، وهي إشارة إلى ما جاء في القرآن من وصف إبراهيم (عليه السلام) بـ (كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).[22]، والحنيف هو المائل عن الشر إلى الخير، أو المائل عن الشرك إلى التوحيد، فيكون عابدًا على ملّة إبراهيم الحنيفيّة[23]. وقد وَصف أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك الخلوة والتحنّث بالجوار فقال: ((ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ)[24]، والجوار- بالكسر- بمعنى المجاورة، وهي الاعتكاف[25]، ولا فرق بين الجوار والاعتكاف إلا من وجه واحد، وهو أن الاعتكاف لا يكون إلا داخل المسجد، والجوار قد يكون خارج المسجد؛ ولذلك لم يسمّ جواره (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتكافًا؛ لأنّ حراء ليس من المسجد، ولكنه من جبال الحرم[26].
ج ـ غار حراء
غار: نقب في الجبل وجمعه غيران[27].
حراء: بكسر أوّله ممدود، على وزن فِعَال: جبل بمكة، بعضهم يذكّره ويصرّفه، وبعضهم يؤنّثه ولا يصرّفه. [28]
وحراء هو جبل طويل بينه وبين مكّة نحو ثلاثة أميال[29] على يسار الذاهب من مكّة إلى منى[30]، ومن خصائص هذا الغار أنّ المصلّي فيه يرى الكعبة وهي في واد بين جبال؛ لأنّ الغار أعلى من الجبال التي حولها، فكأنّه مفصل للعبادة مع استقبال الكعبة ومشاهدتها[31].
فكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعتكف لعبادة الله في ذلك الغار؛ إذ كان جدّه عبد المطلب أوّل من تحنّث فيه، فيتعّبد فيه الليالي ذوات العدد، فإذا دخل شهر رمضان صعده وأطعم المساكين[32]. يقول ابن حجر[33]: (وكأنّه مما بقي عندهم من أمور الشرع على سنن الاعتكاف… إنّما لم ينازعوا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غار حراء مع مزيد الفضل فيه على غيره؛ لأنّ جدّه عبد المطلب أوّل من كان يخلو فيه من قريش، وكانوا يعظّمونه لجلالته وكبر سنه، فتبعه على ذلك من كان يتألّه، فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يخلو بمكان جدّه، وسلّم له ذلك أعمامه لكرامته عليهم).
والغريب أنّ ثمّة من يذهب إلى أنّ عادة التحنّث في غار حراء إنّما كانت عادةً عامّةً في المجتمع القرشيّ، وليست خاصّة بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وببعض الموحّدين، فيرون أنّ القرشيّين الوثنيّين كانوا يمارسونها في الجاهليّة أيضا[34]، لكن هذا ما لا توافقه المعلومات على اعتزاله عن عادات قريش وتقاليدهم ولم يرد ذكر إلى أنّهم يتحّنثون شهريًّا. ولماذا يتحنّثون وهم وثنيّون، والتحنّث تعني العبادة لله؟ فهل كانوا يمارسونها دينيًّا أم اجتماعيًّا أم ماذا؟[35]
ولكن على أيّ شريعة كان يتعبّد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل على شريعة من تقدّمه من الأنبياء، أم بشريعة محدّدة من الشرائع السابقة كنوح أو إبراهيم أو موسى أو عيسى، أم أنّه لم يتعبّد بشرع أحد[36]. فمما لا شكّ فيه أنّ النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مؤمنًا موحّدًا، يعبد الله ويلتزم بما ثبت له أنّه شرع الله تعالى مما هو من دين الحنيفيّة شريعة إبراهيم (عليه السلام)، وبما يؤدّي إليه عقله الفطريّ السليم، وأنّه كان مؤيّدًا مسدّدًا، وأنّه كان أفضل الخلق وأكملهم خَلْقًا وخُلُقًا وعقلًا، وكان الملك يعّلمه ويدلّه على محاسن الأخلاق. هذا فضلًا عن أنّنا نجدهم ينقلون عنه(صلى الله عليه وآله وسلم): أنّه كان يلتزم بأمور لا تُعرف إلّا من قبل الشرع، وكان لا يأكل الميتة، ويلتزم بالتسمية والتحميد، إلى غير ذلك مما يجده المتتبّع لسيرته. ومن المعلوم أنّ ثمّة آيات ودلائل تشير إلى أنّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) والنبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) هما أصحاب شريعة عالميّة وقد بُعثا إلى الناس كافة. بينما كان موسى وعيسى(عليهم السلام) قد بُعثا إلى بني إسرائيل خاصّة، وربما يمكن القول: إنّ جميع الأنبياء (عليه السلام)، منذ آدم وإلى النبيّ الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا يعرفون جميع أحكام الشريعة، ويعملون بها في أنفسهم، وإن كانت دعوتهم للناس لها هذا الشمول والسعة[37]. فضلًا عن أن الآيات القرآنيّة المتعدّدة قد حرصت على ربط هذه الأمّة بإبراهيم (عليه السلام) [38].
إنّ هذا وإن كان ظاهره أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر بذلك بعد البعثة، وبعد نزول الوحي عليه، لكنّه يثبت أيضًا: أنّه لا مانع من تعبّده (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بعثته بما ثبت له أنّه من دين الحنيفيّة، ومن شرع إبراهيم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس في ذلك أيّ غضاضة، ولا يلزم من ذلك أن يكون نبيّ الله إبراهيم أفضل من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ التفاضل إنّما هو في ما هو أبعد من ذلك. هذا كلّه، لو لم نقتنع بالأدلة الدالّة على نبوّته منذ صغره (صلى الله عليه وآله وسلم). يضاف إلى ذلك إشارة الروايات أعلاه إلى تحنّثه وما دلّت عليه هذه اللفظة من تعبّده بالحنيفيّة. واستنادًا إلى ذلك تبطل الروايات التي تتنافى مع إيمانه وتسديده الإلهيّ، مما ينسب إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) من مخالفة شرائع الله مما همّ به أو فعله قبل البعثة[39].
أمّا عن مدّة إقامة ومجاورة وخلوة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في غار حراء، فقد وصفتها الرواية ((كان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه، وهو التعبّد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها)). فيظهر أنّها لا تتجاوز الليالي ذوات العدد، ولعّلها تقصد ليالي رمضان في العشرة الأخيرة التي صادفت فيما بعد نزول القرآن الكريم، وأنّ مجاورته من فترة لأخرى، فيعود لخديجة ويتزوّد منها ثم يعود لخلوته ومجاورته وتعبّده. وأشارت بعضها أنّ مدّة الإقامة في غار حراء تدوم شهرًا كاملًا[40]. بل خصّت بعض الروايات أنّها في الليالي ذوات العدد[41]. وأشارت روايات أخرى إلى أنّ اللقاء بالوحي إنّما كان أثناء تعبّده في غار حراء في شهر رمضان تحديدًا[42]. فهل انتخب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) شهر رمضان لخلوته جريًا على عادة جدّه عبد المطلب ؟.
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) عن تلك المجاورة:(ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي) [43]، وهذا يعني أنّ تربية أمير المؤمنين (عليه السلام) لم تقتصر على وجوده في بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل كان يتبعه حتى خارج مكّة أيّام تعبّد النبيّ وتحنّثه[44]؛ إذ يشير (عليه السلام) إلى ذلك صراحة بقوله: (ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي)[45]. فيشير الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى حدث مهمّ متعلّق بحياة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أو قبيل بعثته الشريفة، وهو دأب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على المجاورة في غار حراء في كلّ سنة، وهذا ما يتفق مع مرويّات التاريخ التي تواترت في ذكر هذه الحادثة [46].
ولكن هل كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده في الغار أم كان معه أحد.؟
هنا لدينا عدّة آراء:
الأوّل: أنّه كان وحده ولم يرافقه أحد[47].
الثاني: كان برفقته السيّدة خديجة (عليه السلام) [48].
الثالث: وجود (أهله معه)،[49] ولم يعرف لنا من هم أهله وقتذاك، ومنهم من يضيف: ( ومعه أهله خديجة وعليّ بن أبي طالب وخادم)[50].
الرابع: إنّ كلام الإمام عليّ (عليه السلام) صريح بكونه مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتحدث عن هذا المفصل المهمّ من حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة الشريفة، إذ يشير إلى اختصاصه (صلى الله عليه وآله وسلم) برفقة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في اعتكافه في ذلك الغار، فيقول: فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي[51]. وجاء ما يعضد ذلك في الروايات وفي كلام أمير المؤمنين نفسه في الخطبة ذاتها[52].
ثالثًا: اللقاء بالوحي:
لنرى كيف كان أوّل لقاء بين النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الملك جبرئيل:
جاء في الرواية: ((حتى جاءه فجئه الحقّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ منّي الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربّك الأكرم)).
نلاحظ أنّه ليس ثمّة مقدّمات لهذا اللقاء الذي كان مفاجئًا للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يعرف كيف بدأ اللقاء، إذ تشير الرواية (( فجاءه الملك، فقال: اقرأ)).
نلاحظ هنا:
أوّلًا: بأيّ صورة رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الملك؟ هل بصورة بشريّة؟ أم بصورة أخرى؟
ثانيًا: الملاحظ أنّه لم يحصل تعريف بين الاثنين، فلم يخبر الملك عن هويّته وعن مهمّته، كما سنرى في قصة موسى (عليه السلام).
ثالثًا: أنّ اللقاء بدأ بأمر من جبرئيل (اقرأ). .
ولكن ما معنى اقرأ هنا؟ وما الذي يقرأه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ هل كان عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاب؟ أم أنّ جبرئيل جلب كتابًا؟ وما طبيعة هذا الكتاب؟ ومن أيّ شي صنع؟ ثم ألم يكن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعرف القراءة والكتابة كما يزعم بعضهم؟ فكيف يأمره جبرئيل بالقراءة؟[53] أم أنّ الأمر من الله؟ فالله يعلم أنّ النبيّ لا يعرف القراءة؟ أم أنّ جبرئيل يتصرّف من ذاته؟ فكيف يصدر عنه أمر وهو الأمين على الوحي؟
ولكن ماذا كان جواب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)حسب الرواية؟
جاء في الرواية: ((قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثالثة ثمّ أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربّك الأكرم)).
حسب الرواية أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أجاب بأنّه ((ما أنا بقارئ))، فماذا كان ردّ فعل الملك؟ يظهر من ظاهر الرواية أنّه عاقب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على عدم تمكّنه من القراءة، وذلك ((غطّني))، والغطّ هو العصر الشديد.[54] قال ابن منظور[55]: ((وفي حديث ابتداء الوَحْي: فأَخَذني جِبريلُ فَغَطَّنِي؛ الغَطُّ: العَصْرُ الشديد والكَبْسُ، ومنه الغَطُّ في الماء الغَوْصُ، قيل: إِنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هل يقول من تلقاء نفسه شيئًا))، ولكن ما الهدف والقصد من هذ التصرّف مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هل هو عقوبة أم أمر آخر؟!!
قال ابن حجر: ((الحكمة في هذا الغّط شغله عن الالتفات لشيء آخر أو لإظهار الشدّة والجدّ في الأمر تنبيهًا على ثقل القول الذي سيلقى إليه. فلما ظهر أنّه صبر على ذلك ألقى إليه، وهذا وإن كان بالنسبة إلى علم الله حاصل، لكن لعلّ المراد إبرازه للظاهر بالنسبة إليه صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: ليختبر هل يقول من قبل نفسه شيئًا؟ فلما لم يأتِ بشيء دلّ على أنّه لا يقدر عليه، وقيل: أراه أن يعلّمه أنّ القراءة ليست من قدرته، ولو أكره عليها. وقيل: الحكمة فيه أنّ التخييل والوهم والوسوسة ليست من صفات الجسم، فلمّا وقع ذلك لجسمه على أنّه من أمر الله، وذكر بعض من لقيناه أنّ هذا من خصائص النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ لم يُنقل عن أحد من الأنبياء أنّه جرى له عند ابتداء الوحي مثل ذلك)). [56]
إنّ هذا العصر الشديد تكرّر ثلاث مرّات، حسب تكرار أمر الملك، واستمرار النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على قوله بأنّه ((ليس بقارئ))، فيعمد الملك إلى عصره عصرًا شديدًا، ولا نعرف السبب في تكرار أمره ثلاث مرّات، وجواب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرّات، وعصره ثلاث مرّات، ثمّ قرأ الملك آيات من سورة العلق، والغريب أنّ ابن حجر قد برّر حالات العصر الثلاث بحوادث تاريخيّة سيمرّ بها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: ((وفي تكرير الغطّ الإشارة إلى الشدائد الثلاث التي وقعت له، وهي الحصر في الشعب وخروجه في الهجرة وما وقع له يوم أحد وفي الإرسالات الثلاث إشارة إلى حصول التيسير له عقب الثلاث المذكورة في الدنيا والبرزخ والآخرة)). [57]
ولكن ماذا كان يقصد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله ((ما أنا بقارئ))؟
هنا يمكن أن نضع أربع احتمالات:
الأوّل: ما أنا بقارئ: أنّ ما هنا (نافية) [58]. فهنا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ينفي معرفته بالقراءة، فالمَلَك يطلب منه أن يقرأ، فكان جوابه أنّه لا يعرف القراءة؟ ولكن السؤال هنا لماذا عاقبه الملك بالعصر الشديد؟!!.
ثانيًا: ما أنا بقارئ: تأتي ما هنا (استفهاميّة) [59] أي ما الذي أقرأ، فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس لديه كتاب، والملك لم يأت بكتاب، إذًا ماذا يقرأ؟ وهنا أيضّا يتكرّر السؤال وهو أنّه لماذا عاقبة الملك بالعصر الشديد؟!!
ثالثًا: ما أنا بقارئ: تأتي ما هنا بمعنى (الرفض والامتناع) [60]: هنا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفض القراءة بلا سبب، وبسبب رفضه عاقبه الملك بالعصر الشديد، ولكن هل يصحّ ذلك من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الملك؟!!
رابعًا: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم مراد الملك خطأ؛ إذ إنّ الملك لا يأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقراءة، وإنّما الملك بصدد قراءة السورة[61]، فبمجرّد أن يبدأ بالكلمة الأولى منها وهي (اقرأ)، يبادره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: ما أنا بقارئ؟ فيعمد الملك إلى محاسبته بالعصر الشديد، وقد تكرّرت العقوبة ثلاثًا لتكرار قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) معارضًا الملك، ولكن بعد المرّة الثالثة، سكت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فعندها أكمل الملك قراءة الآيات.
ولكن الملاحظ أنّ الملك نسي البسملة التي هي جزء من كلّ سورة ما عدا سورة براءة.
رابعًا: كيف انتهى اللقاء؟
إنّ اللقاء انتهى مجهول النهاية كما كانت بدايته مجهولة، فالرواية تكتفي بقراءة الملك بضعة آيات من سورة العلق، ولا تشير كيف انتهى اللقاء. من هنا لم يفهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ما حصل؟ بل أصابه الخوف، ((فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده)).
وقبل أن ننتقل إلى تفاصيل ما بعد اللقاء لنقف قليلًا عند الرؤية القرآنيّة لبعثة الأنبياء، ولنأخذ مثالًا على ذلك النبيّ موسى (عليه السلام)، وكيف حصل اللقاء الأوّل بينه وبين الذات الإلهيّة، سنجد أنّ الله يعرف بذاته وبموسى، ثم يوضح له طبيعة المهمّة التي يجب أن يضطلع بها، وبعد أن فهم موسى المراد منه، وجّه أسئلة إلى الله تعالى وقد أجابه تعالى على أسئلته.
قال تعالى: ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى).[62]
هكذا كان اللقاء الأوّل بين الله تعالى وبين موسى (عليه السلام). فيا ترى كيف كان اللقاء الحقيقيّ بين النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الملك!؟.
ولنعد الآن لنكمل قصّة بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وما حصل بعد رحيل الملك عنه، تشير الرواية أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الطريق أخذ يحدّث نفسه: (( أتتحدّث عنّي نساء قريش أنّي جننت)).
لكن الأمر الغريب أنّه لماذا يتبادر إلى ذهن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء؟ هل كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) زير نساء؟ فهل عرف بعلاقاته مع النساء؟ أليس الأجدر بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقول: ماذا تتحدّث عنّي أشراف العرب أو حكماء العرب، لا أن يذهب فكره مع النساء؟ وهذا يلقي بظلاله على الراوي، وتوجّهاته النفسيّة والعقديّة تجاه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
وحسب ظاهر الرواية أنّه حتّى يتخلّص النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من تقوّلات النساء عنه، وجد الحلّ سريعًا بقتل نفسه منتحرًا، (( لأذهبنّ إلى هذا الوادي، وألقين نفسي من حالق))، وهنا يقصد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جبلًا في مكّة، ولكن الراوي نسي أن يذكر أيّ جبل هو من جبال مكّة الكثيرة.
ولكن هل انتحر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
هنا الراوي يبتدع من خياله، (( فلما ذهب تبدّى له جبرئيل بصورته العظمى)) ولكن ما هذه الصورة؟ يشرح لنا ذلك ((حينما يكون في ست ماية جناح))، ولا نعلم لماذا ((600)) جناح، ويظهر أنّ العقل العربيّ البدويّ يومذاك نظر إلى الطائر الذي يحتاج إلى جناحين ليرتفع إلى مكان قريب عن الأرض، ولكن جبرئيل يطير إلى السماء، وهي مسافة بعيدة تتطلّب عددًا كبيرًا من الأجنحة حتّى يصل إلى السماء. ومع ذلك يبقى السؤال لماذا 600 جناح تحديدًا.؟
هذه الصورة الغريبة شغلت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنظر إليه عن محاولته الانتحار حتى جاءته رسل خديجة. والسؤال هنا: لماذا ذكرت الرواية (رسل خديجة)؟ ولعلّها تأتي في سياق التأكيد على فقر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولئك الرسل (الغلمان) هم لخديجة، فهو لا يملك شيئًا.
وحينما عاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو لم يعد إلى بيته وإنّما إلى بيت خديجة، وهي إشارة إلى تلك الروايات التي أكّدت على فقر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ إذ وُلد يتيمًا، وتربّى على يد أبي طالب، الذي أكثرت الروايات الحديث عن فقره مما دعا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون تارة راعيًا للغنم في ديار بني سعد حينما أخذته حليمة للإرضاع[63]، ولا ندري هل أخذته حليمة للإرضاع كصبيّ دون السنتين أم راعيًا للأغنام، وهذا يعني أنّ عمره أكبر من ذلك؛ لذلك اقتضى الأمر اختلاق الأسباب لبقاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لست سنوات في ديار بني سعد[64].
وتارة يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) راعيّا لأهل مكّة كأجير مقابل قراريط، وهي نقود تُدفع للحاجيّات الحقيرة[65]، إشارة إلى قلّة المبلغ الذي يُعطى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقاء رعيه للغنم.
ولكن أنّى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون راعيًا للغنم في مكًة.
أ ـ من الناحية الجغرافيّة: أنّ أرض مكّة أرض جبليّة لا تصلح للزراعة والرعي، فهي كما وصفها النبيّ إبراهيم عيله السلام (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ).[66].
ب ـ من الناحية الاجتماعيّة: أنّ النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسرة كريمة عريقة فهو من بني هاشم، وجدّه عبد المطلب الذي دعته العرب بـ(إبراهيم الثاني)[67]، الذي نحر مئة من الإبل يومًا ما[68]، فكيف لحفيده أن يكون راعيًا عند أهل مكّة، وهل هناك في مكّة من هو أرقى اجتماعيًّا من النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
من هنا أكّدت الروايات على فقر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى اضطر للزواج من امرأة ثريّة في الأربعين من عمرها وكانت متزوّجة من اثنين قبله[69]، وانتقل لبيتها وعندها تفرّغ للعبادة.
إنّ كلّ ذلك لا واقع له، فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان عاملًا في التجارة كأيّ فرد من أبناء قومه مع عمّه أبي طالب[70]، ونتيجة لبراعته في التجارة ونجاحه عرضت عليه خديجة الزواج، وكانت في الثامنة والعشرين من عمرها، ولم تكن متزوّجة قبله[71].
لكن الرواية هنا في صدد رفع مكانة خديجة على حساب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهي صاحبة البيت، فضلًا عن موقفها المتّزن حيال ما رآه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار مقابل موقف النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ففي الوقت الذي كان فيه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) خائفًا مذعورًا، يصيح زمّلوني! زمّلوني!، أي لفّوني (والتزميل التلفيف، وقال ذلك لشدّة ما لحقه من هول الأمور جرت العادة بسكون الرعدة بالتلفيف)[72].
هل أرادت الرواية أن تشير بطرف خفيّ إلى أنّ ما رآه النبيّ في الغار إنّما كان كابوسًا رآه في منامه، ولقد انتبه من نومه فزعًا، مما رآه من غطّ الملك إيّاه ثلاثًا حتى بلغ منه الجهد، وإذا به ينتبه ليجد أنّ ما كان إنّما هو كابوس رآه في النوم؛ لذا أخذ يصيح زمّلوني زمّلوني.
وإذا بخديجة في غاية الاتّزان والحكمة، فقالت: (كلّا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنّك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ، وإنّي لأرجو أن تكون نبيّ هذه الأمّة)) [73].
هنا حدّدت خديجة صفات كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يتّصف بها، وهي: صلة الرحم، وحمل الكلّ، وإكساب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على نوائب الحقّ.
وترى من خلال هذه الصفات أنّها تؤهل زوجها محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون نبيّ هذه الأمّة.
ولكن:
أوّلًا: هذه صفات أخلاقيّة معروفة عند كثير من العرب قبل الإسلام.
ثانيًا: هل ما رآه النبيّ وما سمعه في الغار فيه دلالة على النبوّة.
ثالثًا: من أين جاءت لخديجة فكرة النبوّة، وأنّها ترجو أن يكون زوجها نبيّ هذه الأمّة؟
وتنتقل الرواية لبيان إجراء اتخذته خديجة لكي تتأكد من أن ما حصل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو النبوّة، فأخذت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى شخص يدعى ورقة بن نوفل لتعرض عليه ما جرى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
تقول الرواية: ((فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عم خديجة، وكان امرؤ قد تنصّر في الجاهلّية، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أومخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عُودي، وإن يدركني يومك، أنصرك نصرًا مؤزّرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفّى، وفتر الوحي…)).
نلاحظ في الرواية أنّها تعّرف بورقة بن نوفل، فهو ابن عمّ السيّدة خديجة؛ إذ هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، أمّا السيّدة خديجة فهي خديجة ابنة خويلد بن أسد، وتشير إلى أنّه ترك عبادة الأوثان، واعتنق النصرانيّة قبل الإسلام، وأنّه كان يكتب باللغة العبرانيّة؛ لذا هو يكتب من الإنجيل بالعبريّة، ثمّ هو شيخ كبير قد أصابه العمى.
وهنا نلاحظ:
1 ـ إنّ العقيدة التي تبنّاها ورقة بعد تركه الأوثان موضع خلاف حولها، فهل غدا ورقة من الأحناف، وهم بقايا ملّة النبيّ إبراهيم (عليه السلام)، أم أنّه اعتنق المسيحيّة كما تذهب بعض الأخبار بذهابه إلى الشام[74].
2 ـ كيف تعلم اللغة العبرانيّة؟ ولماذا لم يتعلّم السريانيّة اللغة التي كُتب فيها الإنجيل، أم أنّ هذا خطأ من الراوي وتدلّ على ثقافة الراوي المتواضعة؛ إذ يجهل أنّ اللغة التي يتبنّاها النصارى هي السريانيّة، أمّا العبرانيّة فهي لغة اليهود.
3 ـ ما هو أثر ورقة التوحيديّ ودوره في مكّة؟ وما موقف أهل مكّة منه؟ هل دخل في سجال معهم؟ هل وجد نقدًا لآلهتهم؟.
ثمّ تشير الرواية إلى أنّ السيّدة خديجة قدّمت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ورقة قائلة: ((يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك))، فهو بالنسبة لها ابن عمّ، وهذا صحيح لأنّهما من أسد بن عبد العزى بن قصي، فهي تقابل ورقة في النسب، أمّا بالنسبة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي؛ إذ إنّ ورقة يقابل عبد الله والد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في النسب لذلك قالت له: اسمع من ابن أخيك.
ولما سأل ورقة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عما رأى وأخبره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بما رأى قال ورقة: (( هذا الناموس الذي نزل الله على موسى))، وهنا نتساءل:
1 ـ ما معنى الناموس؟ قيل: هو صاحب السر، وقيل هو صاحب سر الخير، والجاسوس صاحب سر الشر؛ والأول هو الصحيح الذي عليه الجمهور، والمراد بالناموس هنا جبريل (عليه السلام). [75]
2 ـ لماذا ذكر ورقة موسى (عليه السلام) وهو نبيّ اليهود، وكان الأجدر أن يذكر عيسى (عليه السلام) نبيّ النصارى.
3 ـ أنّ موسى لم يأته ناموس (الوحي)، وإنّما كُلّم مباشرة من الله تعالى ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [76].
4 ـ ما الذي رآه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار حتى عدّه ورقة دليلًا على النبوّة، فكل الذي حصل هو تهجّم على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعصره بشدّة، ثمّ عدّة آيات لفظيّات لا ندري كيف استقى منهنّ ورقة فعرف أنّ الأمر هو نبوّة.
ثمّ تشير الرواية إلى سرعة تنبّؤ ورقة بمصير دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ إذ سيؤول الأمر إلى إخراجه من مكّة قائلًا: ((يا ليتني فيها جذًعا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أَوَمخرجيّ همّ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عُودي، وإنْ يدركني يومك، أنصرك نصرًا مؤزّرًا )).
هنا ورقة يتمنّى أنّه يكون حيًّا حينما يتمّ إخراج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكّة، أو ليته يكون شابًّا قويًّا، فيتساءل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هل الأمر يستدعي إخراجي، فيجيب بنعم؛ لأنّه لم يأت أحد بالنبوّة إلّا عودي من قومه، ثمّ أكّد ورقة أنّه إنْ بقي حيًّا فسينصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نصرًا مؤزّرًا، وهنا نلاحظ:
1 ـ ماذا يقصد ورقة عن اليوم بقوله: ((وإن يدركني يومك))، هل يوم بدء الدعوة[77]؟ فها هو النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كُلّف وورقة بن نوفل حيّ، فأين دوره. أمّا أنّه كان يقصد يوم الهجرة[78] فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الهجرة هيأ الله له أنصارًا من خارج مكّة، وهم أهل يثرب.
2 ـ ماذا يقصد ورقة بالنصرة هنا، هل النصرة الجسديّة؟ والحال أنّه لم يكن ورقة بن نوفل معروفًا بالشجاعة، سيّما أنّ الرواية تشير إلى أنّه أصبح شيخًا وقد عمي.!!!
أم النصرة الاجتماعيّة؟ ولم يكن لورقة تلك المكانة الاجتماعيّة الكبيرة في قريش.!!
أم أنّه يقصد النصرة العقديّة؟ إلّا أنّه لم يعهد أن ورقة قد جاهر قريشًا بالتوحيد ونبذ عبادة الأوثان.
3 ـ ما الذي يُفهم من موقف ورقة هنا من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهل هو معلّم للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن خلاله عرف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه أصبح نبيًّا، وأنّ ما جرى له في الغار هو لقاء مع الوحي، فمن التابع ومن المتبوع، أليس الأجدر هنا اختيار ورقة للنبوّة.
4 ـ هل يعدّ ورقة هنا مسلمًا، وهل يكون أّول المسلمين؟ هل يمكن القول إنّه ترك النصرانيّة واعتنق الإسلام، إذن يكون هنا أوّل من أسلم وعندها نسدل الستار في الفكر الإسلاميّ حول من هو أوّل من أسلم عليّ أم أبي بكر؟!!
5 ـ ولكن ماذا عن خديجة، فهي قد سبقت ورقة بن نوفل في اكتشاف أمر ما جرى في الغار، وتنبّأت أنّ ما جرى يفيد أنّ زوجها أصبح نبيّ هذه الأمّة، فهي هنا سبقت أبا بكر والإمام عليّ (عليه السلام) بل حتى ورقة بن نوفل، إذا وجب أن تكون هي أوّل من أسلم، ولولا أنّ النساء لا يمكن أن يكنّ نبيّات، لكان الأولى أن تختارها السماء نبيّة، وهي الأبصر بالأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قدّمته الرواية لا يعي شيئًا.
6 ـ اتّضح أنّ ما ذكره الملك في الغار بقوله ( إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق* إقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم).، إنّها أوّل ما نزل من القرآن على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالسماء استفتحت العلاقة مع النبيّ ببضعة آيات قرآنيّة، لم يفهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المراد منها – كما مرّ – لولا ورقة بن نوفل النصرانيّ، ومع ذلك فإنّ ثمّة من علماء المسلمين من يرى أنّ أوّل ما نزل من القرآن هو فاتحة الكتاب أي سورة الحمد[79].
ثمّ انتهت الرواية للقول: (( ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّى)). ويظهر من الرواية سرعة وفاة ورقة بن نوفل، بعد أن أخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيرته حول ما جرى في غار حراء وأنّه أصبح نبيًّا، وقد اقتنع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فورًا دون أيّ تساؤلات منه سوى ما أبداه من تعجّب حول إخراجه من مكّة، فأكّد له ورقة ذلك؛ لأنّه لم يأتِ أحد بمثل ما جاء به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلّا عُوديَ. ولم يتضح كم بقي ورقة بن نوفل بعد ذلك؟ وهل أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ دعوته وورقة لا زال حيًّا أم لا؟
تشير بعض الروايات أنّ ورقة بقي حيًّا إلى زمان محنة المسلمين؛ إذ كان يمرّ ببلال وهو يعذّب، ويقول: (لئن قتلتموه على هذا لأتّخذنه حنانًا) [80]، فأين نصرته يا ترى؟
ثمّ جاء في الرواية بعد وفاة ورقة بن نوفل: ((وفتر الوحي فترة حتى حزن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بلغنا حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلّما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل، فقال: يا محمّد! إنّك رسول الله حقًّا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل، تبدّى له جبريل. فقال له مثل ذلك)).
وفتور الوحي هنا يعني توقّفه عن النزول، ويظهر أنّ هذا التوقّف مباشرة بعد أحداث الغار، ويفسّر ابن حجر ذلك: ((وفتور الوحي عبارة عن تأخّره مدّة من الزمان وكان ذلك ليذهب ما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) وجده من الروع وليحصل له التشوّف إلى العود، فقد روى المؤلف في التعبير من طريق معمر ما يدلّ على ذلك))[81].
لكن الرواية تؤكّد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن متأكّدًا من صحّة ما قاله ورقه له، فيحزن حزنًا شديدًا، لذلك كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرر أن ينتحر ((يتردّى من رؤوس شواهق الجبال))، لكنّه كلّما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل. فيقول له: يا محمّد إنّك رسول الله حقًّا! فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع عن الانتحار، لكن الوحي لم ينزل، فيعاود النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لينتحر ((يتردّى من رؤوس شواهق الجبال))، فيعاد ذات السيناريو، فكلّما أوفى بذروة جبل ليلقي منه نفسه، تبدّى له جبريل، فيقول له: يا محمّد، إنّك رسول الله حقًّا! فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع عن الانتحار.
وهنا تنتهي الرواية التي تحكي لنا كيف أصبح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)نبيًّا.
سلسلة السند
علينا الآن الوقوف عند سند الرواية؛ ليتبيّن لنا مكانة رواتها ومدى مقبوليّتهم وفق المنهج العلميّ التاريخيّ، فعند النظر في سلسلة السند سنجد ضعفًا واضحًا في سندها، ورواتها هم:
أ ـ الزهريّ
هو أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهريّ ت124 من التابعين، نزيل الشام، وكان عاملًا لبني أمّيّة[82]، وفد في حدود سنة 80هـ على عبد الملك بن مروان الذي أعجب به ووصله وقضى دينه، ثم صار مؤدِّبًا لولد هشام بن عبد الملك، ومن جلسائه[83]. وقد عاب عليه بعض العلماء صحبته للخلفاء. [84].
اختلف في أمره، فهناك من ذهب إلى توثيقه وتعديله[85]، وهناك من اتهمه بالتدليس.[86]، وعدّه ابن أبي الحديد[87] من المنحرفين عن الإمام عليّ (عليه السلام) وادّعى الزهريّ أنّ أوّل من أسلم هو زيد بن حارثة[88]، وروى روايات في مسألة فدك في صالح نظام الحكم.[89] وادّعى أنّ السيّدة فاطمة(عليها السلام) توفّيت بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بستة أشهر ليبعد التهمة عن خصومها. [90]
من هنا فإنّ الزهري روّج لهذه الرواية الهادفة إلى الحطّ من قدر النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
ب ـ عروة بن الزبير:
هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام، تابعيٌ، من أبرز فقهاء المدينة، كان ملازمًا لخالته أمّ المؤمنين عائشة[91]، حتى عدّوه أعلم الناس بحديثها[92]، فبدا وكأنّه الوريث الفكريّ لها؛ إذ إنّ ثمّة نسبة كبيرة من الأحاديث المنسوبة لها تمرّ عن طريق عروة[93] ؛ لذا وثّقوه[94]، لكنّه كان معاديًا لأمير المؤمنين (عليه السلام)؛ ولذا عدّه ابن أبي الحديد من المنحرفين عنه[95]؛ إذ كان أحد الذين انتدبهم معاوية في لجنة شكّلها، وكان من أبرز مهامها تحريف التاريخ وسلب فضائل الإمام (عليه السلام) ووضع المثالب له[96]. وكان من المقرّبين من البلاط الأمويّ، ومن ندماء عبد الملك بن مروان[97]. توفي سنة 101هـ. [98]
ج ـ السيّدة عائشة:
هي الثالثة من زوجات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتي اختُلِف في أمرها هل كانت متزوّجة قبل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا؟[99] والظاهر أنّ صغر سنّها جعلها تخلق متاعب للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى وصل الأمر إلى أن هدّدها القرآن.[100]. وحينما توفي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اختلفت الآراء هل دفن (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتها أم في بيت الصدّيقة فاطمة(عليها السلام)؟[101]
وعلى أثر اختلافات السقيفة فاز أبوها بالحكم، وما لبثت أن ازدادت مكانتها لدى الخليفة عمر بن الخطاب، حيث أصبحت المفضّلة في العطاء على سائر نساء النبيّ[102]، إلّا أّن اختلافها مع الخليفة عثمان جعلها تشنّ حمله دعائيّة ضدّه حتى مقتله، إلّا أنّها لمّا علمت بتولّي الإمام عليّ (عليه السلام) الخلافة تظاهرت بالندم على قتل عثمان، فقادت المعادين للإمام عليّ (عليه السلام) نحو البصرة، فكانت حرب الجمل التي أسفرت عن هزيمة أصحاب الجمل، وإرجاعها معزّزة إلى بيتها، ولكنها استمرت تذكر الإمام عليّ (عليه السلام) بسوء حتى مقتل أخيها محمّد بن أبي بكر على يد معاوية، ثمّ بعد استشهاد الإمام عليّ (عليه السلام) بدأت تذكر فضائل الإمام (عليه السلام)، وما لبثت أن ماتت في ظروف غامضة.[103]
الملاحظ أنّ السيّدة عائشة تحمل الرقم الثاني بعد أبي هريرة في من يروي الأحاديث النبويّة، حيث روت 2210 حديثًا عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)،[104] وهذه الأحاديث لم يثبت صحّة أكثرها، وثمّة عدد كبير منها رُوي عن ابن أختها عروة بن الزبير، سيّما الأحاديث التي ترفع من شأن أسرة آل العوام وآل حزام، وتقلّل من شأن الإمام عليّ(عليه السلام)، ولا نعلم على وجه الدقّة هل حقًا أنّ هذه الأحاديث لأمّ المؤمنين؟ أم أنّها دُسّت من قبل الزبيريّين والأمويّين!!.
يبقى السؤال حول إنفراد السيّدة عائشة برواية الحدث الأهمّ من أحداث السيرة النبويّة، مع العلم أنّها لم تكن مولودة بعد على بعض الروايات، وحتى لو كانت مولودة على روايات أخرى فإنّ عمرها لا يساعد على رواية هذه الرواية المبكرة، فضلًا عن أنّها لم تكن زوجة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتذاك، ولم تذكر لنا من الذي أخبرها بذلك، فهل هو النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فإذا كان كذلك فلماذا اختصّها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دون سائر زوجاته بذلك؟ أم أنّ من أخبرها هو والدها أبو بكر فلماذا اختصّه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دون سائر الصحابة من المهاجرين والأنصار. وقد عدّ النوويّ[105] روايتها هذه مرسلة.
أم أنّ المسؤول عن صنع أحداث الرواية هو عروة بن الزبير الذي جعل من زوجتي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهما خالته عائشة (الراوية) وخديجة (المنقذة للنبيّ) وهي من أسرة عروة فضلًا عن ورقة بن نوفل من أسرة عروة بن الزبير أيضًا.
نخلص للقول إنّ الرواية أرادت القول أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أصبح نبيًّا لمّا بلغ الأربعين، أي أنّه أمضى أربعين سنة من عمره ليس بنبيّ، وهذا خلاف الرؤية القرآنيّة التي تؤكّد أنّ النبوّة صفة ملاصقة للنبيّ منذ ولادته، كما في قصّة النبيّ عيسى (عليه السلام) الذي أعلن عن نبوّته من اليوم الأوّل لولادته، قال تعالى: ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ). [106].
إذن كلّ نبيّ يكون نبيًّا منذ ولادته، لكنّ الله يحدّد له الزمن الذي يجهر بدعوته، فكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على مشهور الروايات أنّه بعث لمّا بلغ الأربعين، وقد أشار الإمام عليّ (عليه السلام) إلى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مسدَّدًا منذ كان فطيمًا من قبل أحد الملائكة، إذ قال (عليه السلام): ((ولَقَدْ قَرَنَ اللَّه بِه مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيمًا أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه، يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه)) [107]. بل ثمّة من ينسب للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال ((كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين))[108]، وذمّة من يذهب إلى أبعد من ذلك، مستندًا على الحديث القدسيّ: ((يا محمّد، لولاك لما خلقت الأفلاك))، [109] فتكون نبوّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سابقة للخلق بأجمعه، بل هو علّة الخلق.
وخلاصة القول هل ما حصل للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار كان وحيًا أم كان كابوسًا مرعبًا، صورته عقول لا تفقه حقيقة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم). وهذه الرواية هي واحدة من كثير من الروايات التي تعاطت مع السيرة النبويّة دون دراسة معمّقة للواقع النبويّ، وهنا يأتي حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام عليّ (عليه السلام): يا عليّ لا يعرفني إلّا الله وأنت.
إذًا أصبح لزامًا علينا لمعرفة حقيقة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرجوع لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فعنده نجد الفهم الواضح والبيان الجليّ للحقيقة المحمّديّة[110].
مصادر الدراسة
1- القرآن الكريم
2- الآلوسيّ: محمود شكري البغداديّ (1342هـ/ 1924م).
3- بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، تصحيح: محمّد بهجة الأثريّ، ط1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 2009م.
4- ابن الأثير: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمّد 544-606هـ.
5- النهاية في غريب الحديث والأثر، تح: طاهر الزواويّ- محمود الصناجيّ، ط4، قم، 1364ش.
6- ابن إسحاق: محمّد ت151هـ.
7- السير والمغازي، تح: سهيل زكّار، ط1، دار الفكر، ب. مكا، 1978م.
8- البخاريّ: أبو عبد الله إسماعيل بن محمّد ت 256هـ.
9- التاريخ الكبير، المكتب الإسلاميّة، ديار بكر، ب.ت.
10- الصحيح، دار الفكر، بيروت، 1401 هـ.
11- برو:محمّد علي.
12- أين دُفن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ط3، مؤسسة النشر الإسلاميّ، قم، 1417هـ.
13- البكريّ: أبو عبيد الله عبد الله بن عبد العزيز ت 487هـ.
14- معجم ما استعجم، تح: مصطفى السقّا، ط3، عالم الكتب، بيروت، 1983م.
15- البلاذريّ: أحمد بن يحيى بن جابر ت279هـ.
16- أنساب الأشراف، تح: محمّد باقر المحموديّ، منشورات الأعلميّ، ط1، بيروت، 1974م.
17ـ أنساب الأشراف، تح: سهيل زكار ـ رياض زركلي، ط1، دار الفكر، بيروت، ب.ت.
18- البيهقيّ: أبو بكر أحمد بن الحسين (384 – 458ه).
19- دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، وثّق أصوله وخرّج حديثه وعلّق عليه: عبد المعطي قلعجي، ط1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1985م.
20- جواد علي (1907 ـ 1987م).
21- المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ط1، آونددانش، 2006م.
22- الجوهريّ: إسماعيل بن حمّاد، ت ( 393هـ/1003م).
23- الصحاح، تح: احمد عبد الغفور، ط4، دار العلم للملايين، بيروت، 1987م.
24- ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس الرازيّ ت327 هـ.
25- كتاب الجرح والتعديل، ط1، مط: دائرة المعارف العثمانيّة، الناشر: دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، 1952م.
26- الحاكم النيسابوريّ: محمّد بن محمّد ت405هـ.
27- المستدرك، تح: يوسف المرعشليّ، دار المعرفة، بيروت، 1406هـ.
28- ابن حبان: محمّد البستيّ التميميّ ت 354هـ.
29- كتاب الثقات، ط1، حيدر آباد الدكن، الهند، 1393هـ.
30- ابن حبيب: محمّد البغداديّ، ت ما بعد 279هـ.
31- المحبر، تح:ايلزة ليختن شتير، المكتب التجاريّ للطباعة والنشر، بيروت، 1942.
32- ابن حجر العسقلانيّ: أحمد بن علي ت 852هـ
33- تهذيب التهذيب، تح: صدقي جميل العطّار، ط1، دار الفكر، 1995.
34- طبقات المدلّسين، تح: عاصم بن عبد الله، ط1، مكتبة المنار، الأردن، ب.ت.
35- فتح الباري، ط 2، دار المعرفة، بيروت، ب.ت.
36- ابن أبي الحديد: عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائنيّ 586-656هـ.
37- شرح نهج البلاغة، تح: محمّد أبو الفضل إبراهيم، ط1، دار الجيل، بيروت، 1987.
38- ابن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن محمّد ( 164-241هـ ).
39- المسند، ب.محق، دار صادر، بيروت، ب.ت.
40- الدمياطيّ: أبو بكر البكريّ بن السيّد محمّد شطّا، ت1310هـ.
41- ـ إعانة الطالبين، ط1، دار الفكر، بيروت، 1997م.
42- الدينوريّ: ابو حنيفة ت282هـ
43- الأخبار الطوال، تح: عبد المنعم عامر، ط1، دار إحياء الكتب العربية،1960م.
44- الذهبيّ: شمس الدين محمّد بن أحمد 748ه/1347م.
45- تاريخ الإسلام، تح: عمر عبد السلام، دار الكتاب العربيّ، بيروت، 1987.
46- تذكرة الحفّاظ، ب.محق، ب.ط، مكتبة الحرم المكّيّ، ب.مكا، ب.ت.
47- سير أعلام النبلاء، تح: محب الدين العمرويّ، ط1، بيروت، 1997.
48- الزبيديّ: محمّد مرتضى ت 1205هـ.
49- تاج العروس، مكتبة الحياة، بيروت، ب.ت.
50- زيني دحلان: احمد ت 1304هـ
51- السيرة النبويّة، الطبعة الجديدة، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، ب.ت.
52- سبط ابن العجميّ: ت 841هـ.
53- كتاب التبيين لأسماء المدلّسين، تح: يحيى شفيق، ط1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1986م.
54- ابن سعد: محمّد ت230هـ.
55- الطبقات الكبرى، تح: إحسان عباس، بيروت، 1978م.
56- السهيليّ: أبو القاسم عبد الرحمن، ت 581ه.
57- الروض الآنف في شرح السيرة النبويّة، تعليق: عمر عبد السلام، ط1، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت،2000م.
58- ابن سيّد الناس: محمّد بن عبد الله بن يحيى 671-734هـ.
59- عيون الأثر، مؤسّسة عز الدين، ب.ط، بيروت، 1986.
60- السيوطيّ: أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ت911هـ.
61- كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب، دار الكتاب العربيّ، 1320 هـ.
62- الشافعيّ: أبو عبد الله محمّد بن إدريس (150-204هـ ).
63- مسند الشافعيّ، دار الكتب العلميّة، بيروت، ب. ت.
64- ـ الشرهانيّ: حسين علي.
65-حياة السيّدة خديجة بنت خويلد، ط1، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 2005م.
66- الشريف الرضيّ: أبو الحسن محمّد بن الحسين (359-406هـ).
67- نهج البلاغة، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلميّة: صبحي الصالح، ط 6، دار الأسوة، طهران، 1429 هـ.
68- ابن شهر آشوب: أبو عبد الله محمّد بن علي ت 588هـ.
69- مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدريّة، النجف، 1376هـ.
70- الصالحيّ: محمّد بن يوسف الشاميّ ت942هـ.
71- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، تح: عادل أحمد، ط1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1414هـ.
72- الصدوق: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن بن بابويه القمّيّ ت 381هـ.
73- المقنع، مؤسّسة الإمام الهادي (عليه السلام)، 1415هـ.
74- الصنعانيّ: أبو بكر عبد الرزاق بن همام، 211هـ/827م.
75- المصنف، تح: حبيب الله الأعظميّ، المجلس العلمي، ب. ت.
76- الطائي: نجاح.
77- اغتيال الخليفة أبو بكر والسيدة عائشة، ط1، دار الهدى للتراث، بيروت، 1998م.
78- الطبرسيّ: أبو علي الفضل بن الحسن ت548 هـ.
79- مجمع البيان في تفسير القرآن، حقّقه وعلّق عليه: لجنة من العلماء، قدَّم له: السيّد محسن الأمين العامليّ، ط1، مؤسّسة الأعلميّ، بيروت، 1995.
80- الطبريّ: أبو جعفر محمّد بن جرير ت 310هـ.
81- تاريخ الأمم والملوك، مؤسّسة الأعلميّ، بيروت، ب. ت.
82- الطوسيّ: أبو جعفر محمّد بن الحسن ( 385 ـ 460هـ ).
83- تهذيب الأحكام، تح: السيد حسن الخرسان وآخرين، ط4، دار الكتب الإسلاميّة، 1390هـ.
84- العامليّ: جعفر مرتضى (1945 ـ 2019هـ).
85- دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام، ط2، مؤسسة النشر الإسلاميّ، قم،1409هـ.
86- الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ط6، المركز الإسلاميّ للدراسات، بيروت،2010 م.
87- العاملي: ياسين عيسى.
88- الاصطلاحات الفقهيّة في الرسائل العمليّة، ط1، دار البلاغة، بيروت، 1993م.
89- العجليّ: أحمد بن عبد الله ت 261هـ.
90- معرفة الثقات، ط1، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، 1405هـ.
91- ابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعيّ ( 499-571هـ ).
92- تاريخ مدينة دمشق، تح: علي شيري، ب.ط، دار الفكر، بيروت، 1995م.
93- العسكريّ: مرتضى ت2007م.
94- أحاديث أم المؤمنين عائشة، ط7، مطبعة القدير، نشر كلّيّة أصول الدين، بيروت، 1425ه.
95- العواد: انتصار عدنان.
96- السيرة النبويّة في رؤية أمير المؤمنين (عليه السلام) دراسة في نهج البلاغة، ط2، دار الفيحاء، بيروت، 2015.
97- العينيّ: بدر الدين ت 855 هـ.
98- عمدة القارئ شرح صحيح البخاريّ، ب. ط، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، ب. ت.
99- ابن فارس: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ت395 هـ.
100- معجم مقايس اللغة، تح وضبط: عبد السلام محمّد هارون، مكتب الإعلام الإسلاميّ، قم، 1404 هـ.
101- الفارس: محمّد خضير جاسم.
102- السيرة النبويّة في مرويّات ومدوّنات عروة بن الزبير التاريخيّة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلّيّة الآداب، جامعة البصرة، 2010م.
103- الفراهيديّ: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد ( 100 ـ 175 هـ ).
104- العين، تح: مهدي المخزومي و إبراهيم السامرائيّ، دار الهجرة ط 2، 1409هـ.
105- الكليني: أبو جعفر محمّد بن يعقوب ت 329 هـ.
106- الكافي، تح علي أكبر غفّاري،ط3، دار الكتب الإسلاميّة، 1388 هـ.
107- الكوراني: علي.
108- السيرة النبويّة برواية أهل البيت (عليهم السلام)، الطبعة الجديدة، دار المرتضى، بيروت، 2009 م.
109- المازندرانيّ: موسى محمّد صالح ت 1081هـ.
110- شرح أصول الكافي، ضبط وتصحيح: علي عاشور، ط 1، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، 2000.
111- الماورديّ: أبو الحسن علي بن محمّد البصريّ ت450هـ.
112- الأحكام السلطانيّة والولايات الدينيّة، تح: عماد زكي الباروديّ، المكتبة التوفيقيّة، القاهرة، ب. ت.
113- أعلام النبوّة، تح: سعيد محمّد اللحام، ط1، دار مكتبة الهلال، بيروت، 1989.
114- المجلسيّ: محمّد باقر ت1111هـ.
115- بحار الأنوار، ط2، مؤسّسة الوفاء، بيروت، 1983.
116- المزي: أبو الحجاج يوسف ت 742 هـ.
117- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تح: د. بشار عواد، ط4، مؤسّسة الرسالة، 1406 هـ.
118- مسلم بن الحجاج النيسابوري ت 261 هـ.
119- صحيح مسلم، ب. محق، دار الفكر، بيروت، ب. ت.
120- المقريزيّ: تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي (ت845هـ/1442م).
121- إمتاع الأسماع بما للنبيّ من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق وتعليق: محمّد عبد الحميد، منشورات محمّد علي بيضون، ط 1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1999.
122- ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم ت 711هـ/1311م.
123- لسان العرب، ط1، دار أحياء التراث العربيّ، أدب الحوزة، ب. ت.
124- ناجي: عبد الجبار.
125- نقد الرواية التاريخيّة عصر الرسالة أنموذجًا، ط1، دار المحجّة البيضاء، بيروت، 2011 م.
126- النصرالله: جواد كاظم
127- الإسراء والمعراج دراسة في ردّ الشبهات الاسرائيليّة، منشور ضمن كتاب (الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) نبراس الحقيقة ومنطلق الكمال)، لمجموعة من الباحثين، دار الفيحاء، 2015م. ص55 ـ 80.
128- أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام) في رحاب البصرة، مطبعة الغدير، البصرة، 2013.
129- الإمام عليّ (عليه السلام) في فكر معتزلة بغداد، ط1، مؤسّسة علوم نهج البلاغة، العتبة الحسينيّة، كربلاء، 2017م.
130ـ الجاهليّة فترة زمنيّة أم حالة نفسيّة، مجلّة أبحاث البصرة، مج 31، العدد (1)، الجزء (أ)، كلّيّة التربية للعلوم الإنسانيّة، جامعة البصرة، 2006م. ص5 ـ 43.
131ـ رضاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الرؤية العقديّة والرواية التاريخيّة، مجلّة العقيدة، العددان (11 ـ 12)، المركز الاستراتيجيّ،1437هـ/2018م. ص67 ـ 116.
132- فضائل أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) المنسوبة لغيره،الحلقة الأولى (الولادة في الكعبة)، ط1، مركز الأبحاث العقائديّة، النجف، 2009.
133- النبوّة والإمامة في مرحلة التأسيس. منشور ضمن كتاب (النبوّة والإمامة في عصر التأسيس) لمجموعة باحثين، ط1، مؤسّسة علوم نهج البلاغة، 2018م. ص9 ـ 101.
134ـ نشأة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في ديار بني سعد، مجلّة دراسات تاريخيّة، العدد التاسع، كلّيّة دراسات تاريخيّة، جامعة البصرة، 2010. ص1 ـ 33.
135- هيأة كتابة التاريخ برئاسة معاوية، مجلّة رسالة الرافدين، العدد الخامس، 2008. ص89 ـ 117.
136- النوويّ: محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف الدمشقيّ (631_676 هـ).
137- شرح صحيح مسلم، ب.محق، ط 2، دار الكتاب العربيّ، بيروت، 1987.
138- المجموع من شرح المهذّب، دار الفكر، ب.ت.
139- ابن هشام: أبو محمّد عبد الملك الحميريّ ت 218 هـ.
140- السيرة النبويّة، تح: محمّد محيي الدين، الناشر: مكتبة محمّد علي، مصر، 1963.
141- الهيثميّ: نور الدين علي بن أبي بكر (ت807هـ).
142- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، مكتبة القدسيّ، القاهرة، 1352-1353هـ.
143- الواحديّ: أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوريّ ت 478 هـ
144- أسباب النزول، دار الباز، مؤسسة الحلبيّ، القاهرة، 1986.
145- اليعقوبيّ: أحمد بن أبي يعقوب ت بعد 292 هـ.
146- التاريخ، تح محمّد صادق بحر العلوم، ط4، النجف، 1974.
[1] ينظر: البخاريّ: صحيح البخاريّ 1/3 ـ 4، 6/87 ـ 88 , 8/67 ـ68، وينظر: الصنعانيّ: المصنف 5/321 ـ323، ابن حنبل: مسند أحمد 6/232 ـ 233، البيهقيّ: دلائل النبوّة 2/135 ـ 137، المقريزيّ: إمتاع الأسماع 3/3 ـ 11، العينيّ: عمدة القاري 1/46 ـ47، السيوطيّ: كفاية الطالب 1/92، الصالحيّ: سبل الهدى والرشاد 2/236.
[2] قال تعالى (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )). سورة النساء الآية 164.
[3] يتصوّر بعض الناس أنّ الإسراء والمعراج أمر واحد، وإنّما هما حادثتان مختلفتان، فالإسراء هو حركة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو ما أشارت إليه سورة الإسراء، الآية (1). أمّا المعراج فهو الصعود، وهو حركة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من المسجد الحرام في الأرض إلى السماء السابعة، وهو ما أشارت إليه سورة النجم الآيات 12 ـ 18. ينظر: النصرالله: الإسراء والمعراج ص55 ـ 80.
[4] سورة النجم الآيات 12 ـ 16.
[5] سورة التكوير الآية 21.
[6] سورة القصص الآية 7.
[7] سورة النحل الآية 68.
[8] سورة فصّلت الآية 12.
[9] سورة فصّلت الآية 11.
[10] الشافعيّ: المسند ص233. الكلينيّ: الكافي 2/74، 5/80. الطوسيّ: تهذيب الأحكام 6/321. الهيثميّ: مجمع الزوائد 4/71.
[11] سورة يوسف الآية 44.
[12] سورة الصافات الآيات 102 ـ 107.
[13] سورة يوسف الآيتان 4 ـ 5.
[14] سورة الفتح الآية 27.
[15] سورة الإسراء الآية 60.
[16] الماورديّ: أعلام النبوّة: ص 235.
[17] العوّاد: السيرة النبويّة ص427.
[18] الفراهيديّ: العين 4/306، الجوهريّ: الصحاح 6/2330، ابن فارس: معجم مقاييس اللغة 2/204.
[19] ابن منظور: لسان العرب 1/394.
[20] النوويّ: شرح صحيح مسلم: 2 / 198، ابن حجر: فتح الباري 1/21.
[21] ابن هشام: السيرة النبويّة: 1/154، ابن حجر: فتح الباري 1/21.
[22] سورة آل عمران الآية 67.
[23] عن الأحناف ينظر: الآلوسي: نهاية الإرب 2/ 236ـ 276، جواد علي: المفصّل في تاريخ العرب 6/351 ـ 399.
[24] الشريف الرضيّ: نهج البلاغة ص300.
[25] الاعتكاف: لغة مأخوذ من عكف: أي الإقبال على الشيء. الفراهيديّ: العين: 1/205-206، وهو من العبادات وفحواه المكوث في المسجد، وعدم الخروج منه إلّا لحاجة ضروريّة كزيارة مريض أو تشييع جنازة، ويجب أن يكون صائمًا وأن لا يقلّ عن ثلاثة أيّام. ينظر: الصدوق: المقنع: ص180،209، النوويّ: المجموع: 6/474، النصرالله: الإمام عليّ (عليه السلام) في رحاب البصرة ص153.
[26] السهيليّ: الروض الآنف 2/256.
[27] ابن حجر: فتح الباري 1/21.
[28] معجم ما استعجم 2/432، ابن منظور: لسان العرب 14/174.
[29] الميل: ثلث الفرسخ أو أربعة آلاف ذراع عند المحدّثين، ويساوي 1609 متر. العاملي: الاصطلاحات الفقهيّة ص213.
[30] النوويّ: شرح صحيح مسلم 2/198.
[31] الكورانيّ: السيرة النبويّة برواية أهل البيت ص169.
[32] زيني دحلان: السيرة الدحلانيّة1/22.
[33] فتح الباري 12/312.
[34] ابن هشام: السيرة النبويّة 1/154 ـ 157، الطبريّ: تاريخ 2/48 ـ 49، ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/115 ـ 116.
[35] عبد الجبار ناجي: نقد الرواية التاريخيّة ص228، 243.
[36] الماورديّ: أعلام النبوّة ص 233 – 234.
[37] العامليّ: الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): 2/90.
[38] ينظر: سورة البقرة الآية 135. سورة آل عمران الآيتان 68، 95، سورة النساء الآية 125، سورة الأنعام الآية 161 سورة النحل الآية 123، سورة الحج الآية 78.
[39] العامليّ: الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم 2/91 – 98.
[40] ابن هشام: السيرة النبويّة 1/154. ابن سيّد الناس: عيون الاثر 1/115.
[41] الصنعانيّ: المصنف: 5 /322. ابن حنبل: المسند: 6/233. البخاريّ: الصحيح: 1/3، 6/88، 8/67. الطبريّ: تاريخ: 2/47.
[42] الطبريّ: تاريخ: 2/48. الذهبيّ: تاريخ الإسلام 1/131.
[43] الشريف الرضيّ: نهج البلاغة ص300.
[44] عن تربية الإمام علي (عليه السلام) في بيت الرسالة ينظر: النصرالله: الإمام عليّ في فكر معتزلة بغداد ص155 ـ 250، النبوّة والإمامة في مرحلة التأسيس ص17 ـ 52.
[45] الشريف الرضيّ: نهج البلاغة: ص300.
[46] البخاريّ: الصحيح: 1/3، 6/ 88. مسلم: الصحيح 1/97. الحاكم: المستدرك 3/183.
[47] الصنعانيّ: المصنّف 5/321- 322، البخاري: الصحيح: 8/67.
[48] المقريزيّ: إمتاع الأسماع: 3/19.
[49] ابن إسحاق: السيَر والمغازي: ص121.
[50] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/208، المجلسي: بحار الأنوار 15/363.
[51] الشريف الرضي: نهج البلاغة: ص300.
[52] حين تحدّث قائلًا: « وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وآله، بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِه، ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرْفَه، وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه، ومَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ ولَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ، ولَقَدْ قَرَنَ اللَّه بِه صلّى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيمًا أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه، يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه، ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَمًا، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه». الشريف الرضيّ: نهج البلاغة: ص300.
[53] عن مصطلح (النبيّ الأمّيّ) وإشكاليّة عدم المعرفة بالقراءة والكتابة ينظر: النصرالله: الجاهليّة فترة زمنيّة أم حالة نفسيّة؟ ص9 ـ 12.
[54] بنظر: ابن الأثير: النهاية 3/373، الزبيديّ: تاج العروس 10/354،
[55] لسان العرب 7/362.
[56] فتح الباري 8/551 ـ 552.
[57] ابن حجر: فتح الباري 8/552.
[58] ابن حجر: فتح الباري 1/22.
[59] ابن حجر: فتح الباري 1/22.
[60] ابن حجر: فتح الباري 1/22.
[61] ابن حجر: فتح الباري 8/ 551.
[62] سورة طه الآيات 9 ـ 48.
[63] لمزيد من التفاصيل عن دعوى إرضاع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في ديار بني سعد. ينظر: ابن إسحاق: السير والمغازي ص48، 51، ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/53، النصرالله: رضاعة الأنبياء ص84.
[64] النصرالله: نشأة النبيّ في ديار بني سعد ص11.
[65] الجوهريّ: الصحاح: 3/1151؛ ابن حجر: فتح الباري: 4/364.
[66] سورة إبراهيم الآية 37.
[67] اليعقوبي: التاريخ 2/11.
[68] تشير رواية ابن إسحاق ومن تلاه أنّ عبد المطلب نذر إن وُلد له عشرة من الأبناء، أن ينحر أحدهم عند الكعبة، وقد خرجت القرعة على ابنه عبد الله الذي فداه بمئة من الإبل، في رواية يغلب عليها الطابع الأسطوريّ. ينظر: ابن إسحاق: السير والمغازي ص33 ـ 40، ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/88 ـ 89.
[69] الشرهانيّ: حياة السيّدة خديجة ص75 ـ 158.
[70] ينظر: البلاذريّ: أنساب الأشراف 1/ 96 ـ 97، المقريزيّ: إمتاع الأسماع 1/14.
[71] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/131، 4/136، 8/17، ابن حبيب: المحبر ص79، البلاذريّ: أنساب الأشراف 1/.97.
[72] ابن حجر: فتح الباري 8/553.
[73] البخاريّ: صحيح 1/3، 3/58، 6/88، 8/67، مسلم: صحيح مسلم 1/97.
[74] ينظر: الاآلوسي: بلوغ الإرب 2/ 263، جواد علي: المفصّل في تاريخ العرب 6/ 391 ـ 394.
[75] ابن حجر: فتح الباري 1/23.
[76] سورة النساء الآية 164.
[77] ابن حجر: فتح الباري 1/25.
[78] ابن حجر: فتح الباري 1/26.
[79] ابن حجر: فتح الباري 8/548.
[80] ابن إسحاق: السير والمغازي 2/275، ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 10/441، ابن حجر: فتح الباري 1/26.
[81] ابن حجر: فتح الباري 1/26.
[82] ابن شهر اشوب: مناقب آل أبي طالب 3/298.
[83] الذهبيّ: تذكرة الحفّاظ 1/109.
[84] الذهبيّ: سير أعلام النبلاء 5/344.
[85] البخاريّ: التاريخ الكبير 1/220 ـ 221، العجليّ: معرفة الثقات 2/253، ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 8/72، 74، ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 55/309، الذهبيّ: سير أعلام النبلاء 5/326 ـ 350، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/396.
[86] الذهبيّ: سير أعلام النبلاء: 5/338، ابن العجميّ: التبيين لأسماء المدلّسين ص50، ابن حجر: طبقات المدلّسين ص45.
[87] شرح نهج البلاغة: 4/69، 4/102.
[88] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/124 ـ 125.
[89] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 16/217.
[90] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 16/280.
[91] ابن سعد: الطبقات 5/178 ـ 182، الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/421 ـ 422.
[92] المزّيّ:تهذيب الكمال 20/18.
[93] النصر الله: فضائل أمير المؤمنين عليّ المنسوبة لغيره، ص139ـ 140.
[94] الطبقات الكبرى 5/179، العجليّ: معرفة الثقات 2/133، ابن حبّان: الثقات 5/194 ـ 195، المزّيّ: تهذيب الكمال 20/179، الذهبيّ: تذكرة الحفّاظ 1/62 ـ 63، ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/163 ـ 166.
[95] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/63.
[96] ينظر:النصر الله: هيئة كتابة التاريخ برئاسة معاوية: ص89 ـ 117.
[97] الدينوريّ: الأخبار الطوال: ص315 ـ 316.
[98] لمزيد من التفاصيل ينظر: الفارس: السيرة النبويّة في مرويّات عروة بن الزبير ص9 ـ 163.
[99] ابن سعد: الطبقات 8 /58.
[100] الواحدي: أسباب النزول ص 292 ـ 293. الطبرسي: مجمع البيان 10/ 58 ـ64.
[101] برو: أين دفن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ص3 وما بعدها. العاملي: دراسات في التاريخ 1/169 ـ182.
[102] الماورديّ: الأحكام السلطانيّة 1/228.
[103] الطائيّ: اغتيال الخليفة أبو بكر والسيّدة عائشة ص107 ـ 109.
[104] مرتضى العسكريّ: أحاديث أمّ المؤمنين عائشة 2/19 وما بعدها.
[105] شرح صحيح مسلم 2/197.
[106] سورة مريم الآيات 29 ـ 33.
[107] الشريف الرضيّ: نهج البلاغة ص300.
[108] المقريزيّ: إمتاع الأسماع 3/119.
[109] المازندرانيّ: شرح أصول الكافي 9/61، الدمياطيّ: إعانة الطالبيّين 1/13.
[110] ينظر تفاصيل ذلك: انتصار عدنان العوّاد: السيرة النبويّة في رؤية أمير المؤمنين (عليه السلام) دراسة في نهج البلاغة (الصفحات جميعًا).
.
رابط المصدر: