د.رعدهادي جبارة
برز موضوع الانتخابات الرئاسية الايرانية ولما يكاد العالم يتخلص من ازمة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي غمرة انشغال العالم بها؛ أُعلِن عن انطلاق عمل الهيئة المشرفة على تنظيم الانتخابات الرئاسية الايرانية في 1 اذار المقبل، و نحن الان في منتصف تشرين الثاني 2020 اي انه لم يتبق سوى 3 اشهر على انطلاقها.
واول سؤال يتبادر الى ذهن القارئ هو: [من هم المرشحون المحتملون المشاركون في هذه الانتخابات؟ وماهي انتماءاتهم]؟
رسميا؛
لم يعلن اسم اي مرشح لانه لم يبدأ الترشيح وإنما هناك بوادر وجس نبض، و تنبؤات وتوقعات، و توجد دلائل وشواهد على تحفز شخصيات وتهأب أسماء معينة للفوز بمفاتيح مبنى رئاسه الجمهورية في شارع باستور بطهران ، و نتطرق هنا الى بعض الاسماء المحتملة.
فمن معسكر الاصوليين يبرز اسم محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الاسلامي الذي سبق وان جرب حظه في الانتخابات السابقة ولم يحصل على غالبية الاصوات في وجود منافسين أقوياء كإبراهيم رئيسي وحسن روحاني . وقاليباف ضابط كبير في حرس الثورة الإسلامية برتبة لواء ، وكان قائدا لسلاح الجو في الحرس وقائدا لقوات الامن الداخلي ( الشرطة ) و رئيسا لبلدية طهران (عمدة) ولديه طموح قوي وأنصار في الطبقه السياسية.
وليس بعيدا عنه العميد سعيد محمد قائد مقر خاتم الانبياء التابع لحرس الثورة الإسلامية الذي يوصف بانه من أبرز الاسماء المنافسة لقاليباف ،ولم يحسم ترشحه.
وهناك إسمان آخران سبق وأن خاضا الانتخابات الرئاسية ولم يتمكنا من الوصول الى مقر رئاسة الجمهورية في باستور و هما د.سعيد جليلي و اللواء محسن رضائي، فالاول كان كبير المفاوضين في الملف النووي والآن عضو بمجلس الامن القومي الاعلى، والثاني كان قائدا لحرس الثورة الاسلامي وهو الان سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام. وثمة مرشحون محتملون اخرون كضرغامي الرئيس الاسبق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون و قاضي زاده هاشمي الذي استأجر عمارة من 4 طوابق في احد ارقى شوارع العاصمه ويشغل حاليا منصب النائب الاول لرئيس مجلس الشورى .
واما مرشحو التيار الاصلاحي المتوقع مشاركتهم بالانتخابات فيبرز اسم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الشاب د.محمد جواد آذري جهرمي ، ووزير الاسكان و المواصلات السابق عباس اخوندي، و نجل الرئيس الاسبق محسن هاشمي رفسنجاني عمدة طهران السابق و د.محمد رضا عارف النائب الاول الاسبق لرئيس الجمهورية ، و يحتمل ترشُّح النائب الاول للرئيس روحاني السيد اسحاق جهانغيري. بل هناك مرشح قوي ربما يكون قنبلة الموسم الانتخابي و هو وزير الخارجية الحالي د. محمد جواد ظريف.
بالنسبه للمستقلين هناك احتمال قوي بترشح رئيس مجلس الشورى السابق د.علي اكبر لاريجاني بعد ان يثق من الحصول على ثقة الناخبين به كرئيس للجمهورية بعد رئاسته للبرلمان 8 سنوات و لمؤسسه الإذاعة والتلفزيون حوالي 10سنوات.
وتسربت معلومات عن احتمال ترشح السيد حسن الخميني حفيد الامام الخميني الراحل لو نجحت ضغوط الاصلاحيين باقناعه . طبعا العميد حسين دهقان وزير الدفاع الاسبق ورئيس جامعة الاركان التابعة للحرس حاليا ، وعلي نيكزاد وزير النقل والاسكان الاسبق ضمن المرشحين المتوقعين.
وتبقى هناك مفاجآت وأسماء أخرى تتربص الفرصة الأخيرة لمهلة التسجيل وربما في اليوم الاخير ،وهؤلاء لا يرغبون في طرح أنفسهم حاليا لئلا تحترق ورقتهم عبر التسقيط السياسي. فمن الذي سيفوز بمفاتيح “باستور” يا ترى؟
*باحث اسلامي، دبلوماسي سابق.
المصدر: عبر منصات التواصل للمركز