تواجه استثمارات الرياح البحرية تحديات جسيمة قد تعرقل نمو حصتها في مزيج الكهرباء عالميًا، ضمن مساعي التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري التقليدية مثل الفحم والغاز.
وكشف تحليل جديد النقاب عن أن 40% من قدرات المشروعات المرتقبة التي سيُتَّخذ بشأنها قرار الاستثمار النهائي بين عامي 2024 و2030، “في خطر”.
ووفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، تصل قدرات إنتاج الكهرباء من كل المشروعات بانتظار قرار الاستثمار النهائي إلى 380 غيغاواط.
وبحسب شركة “ويستوود غلوبال إنرجي” المتخصصة في استشارات الطاقة وأبحاثها (West wood energy) ومقرها لندن، يصل إجمالي القدرات المركبة لمشروعات الرياح البحرية حاليًا أكثر من 50 غيغاواط، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 350 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.
مستقبل استثمارات الرياح البحرية
تتوقّع شركة ويستوود غلوبال إنرجي أن مطورين مثل شركتي توتال إنرجي (TotalEnergies) و”بي بي” (BP) يحملون سجل مخاطر أكبر من غيرهم؛ لأن لديهم مشروعات ضخمة لكن مع قدرة تشغيلية محدودة أو معدومة، بحسب نص التحليل المنشور على الموقع الرسمي للشركة.
يُقارن ذلك بشركتي أورستد (Ørsted) و”آر دبليو إي” الألمانية (RWE) اللتين تحتفظان بسجل إنجازات حافل مع سجل مخاطر أقل للمشروعات التي لم تصل بعد لقرار الاستثمار النهائي.
من جانبه، يرى كبير محللي شؤون الرياح البحرية في الشركة باهزاد أيوب، أن حالة عدم اليقين متفشية في سوق الرياح البحرية، كما أدى تنوع المطورين المتزايد بالإضافة إلى ظهور أساليب تطوير وتسويق، إلى خلق مشهد معقّد.
وما يزيد من تفاقم الوضع هو تنوع مشهد المستثمرين بدءًا من شركات النفط والغاز الكبرى وصناديق الاستثمار العامة حتى بيوت الأزياء.
لكن على الرغم من حالة عدم اليقين؛ فإن أيوب يقول إن ثمة فرصة مهمة أمامنا لاستغلالها لكن أولًا يتعين علينا فهم المخاطر المحيطة.
وكشف أيوب عن وجود مخاطر كبيرة تواجه المشروعات المرتقبة قبل الوصول إلى مرحلة قرار الاستثمار النهائي، وأن 9% فقط “محتمل وصولها للقرار” ونسبة 51% “ممكن وصولها للقرار” و40% في خطر.
3 سيناريوهات
من أجل إجراء تقييم يرتكز على المخاطر فيما يخص استثمارات الرياح البحرية، طورت شركة ويست وود الاستشارية مشروعًا بحثيًا لتقديم رؤى قابلة للتنفيذ ترتكز على ملف المخاطر لكل مطور على حدة، وهو ما يرسي نهجًا أكثر تحديدًا لتخصيص الاستثمارات.
وبناء على ذلك، تقول الشركة إن هناك 3 سيناريوهات بشأن مستويات حالة اليقين لتقييم قدرات مشروعات الرياح البحرية المحتمل وصولها لقرار الاستثمار النهائي بحلول 2030.
تقدم تلك السيناريوهات نظرة فاحصة لمستقبل السوق، وتكشف عن الوتيرة المحتملة لاستثمارات الرياح البحرية وتأثيرها غير المباشر في فرص سلاسل التوريد.
بحسب السيناريو المرتفع، ستصل 504 غيغاواط من قدرات المشروعات للقرار بحلول 2030، لكن في الحالة المتوسطة والمنخفضة ستصل إلى ما يزيد قليلًا على 351 و157 غيغاواط على الترتيب.
ومن المتوقع أن تهيمن أوروبا على السيناريوهات الـ3، لتستحوذ على الكم الأكبر من القدرات التراكمية (للمشروعات التي ستصل إلى قرار الاستثمار النهائي في 2030) عند 208 غيغاواط.
وجزءًا من تلك النسبة، يقع الجزء الأكبر (47%) داخل حدود حالة اليقين المحتمل.
على العكس، تعكس دول منطقة بقية آسيا الجزء الأكبر من القدرات المحفوفة بالمخاطر، تليها بقية دول العالم (كل البلدان ما عدا الولايات المتحدة)، ويعود ذلك إلى عدم نضوج الأسواق أو تطورها والسجل المحدود للمطورين.
يُشار هنا إلى أن تعريف “بقية دول آسيا” يختلف على حسب المنظمة أو المؤسسة الصادر عنها التقرير؛ فالبعض مثل أوبك يذكر دولتي الهند والصين، ثم يخصص بيانات منفصلة لـ”بقية دول آسيا”.
وبحسب الشركة، تستحوذ الولايات المتحدة على 67% من إجمالي قدرات مشروعات الرياح البحرية المرتقبة بالمنطقة.
وعلى الرغم من حالات التأخير وإلغاء المشروعات هناك نتيجة للفجوة بين التكاليف المرتفعة والإيرادات المتوقعة؛ فإن عدد المشروعات المحفوفة بالمخاطر “ضئيل نسبيًا”، بحسب التحليل.
موضوعات متعلقة..
- صناعة الرياح البحرية الأوروبية.. كيف تكسر قيود سلاسل الإمدادات؟
- استثمارات طاقة الرياح البحرية في أوروبا تحقق رقمًا قياسيًا جديدًا (تقرير)
- طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة تكافح للعودة إلى الصدارة
المصدر : https://attaqa.net/2024/02/02/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d8%af-%d8%aa%d8%b4%d9%87%d8%af-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82/#google_vignette