اغتيال حسن نصر الله: دلالات التوقيت وانعكاسات داخلية وإقليمية محتملة

أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت الموافق الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2024، اغتيال الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” في غارة جوية إسرائيلية، بعد أن علمت تل أبيب أنه سيجتمع مع عدد من كبار القادة في مقر القيادة المركزية للجماعة تحت الأرض، وهو ما يثير عددًا من التساؤلات؛ من بينها، لماذا قامت إسرائيل باغتيال “نصر الله” الآن؟، وما العلاقة التي تربط حزب الله بمحور المقاومة خاصة في اليمن وسوريا؟ وما انعكاسات اغتيال الأمين العام لحزب الله على دور الحوثيين والنظام السوري في المرحلة القادمة؟

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لحزب الله في توقيت بالغ الأهمية وهو ما سنوضحه فيما يلي. 

شخص نتنياهو: يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات جنائية متعددة، حيث طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان” إصدار مذكرة اعتقال بحق “نتنياهو” في مايو الماضي، ويخشى الأخير من الملاحقة القضائية، ولعل هذا ما يفسر تعنته في التوصل لاتفاق وقيامه بتوسيع رقعة الصراع في جنوب لبنان، هذا فضلًا عن قراره اغتيال أمين عام حزب الله. إذ يريد “نتنياهو” إثبات أنه حقق مكسبًا سياسيًا بنجاحه في اغتيال “نصر الله” الذي لعب دورًا مهمًا في تشكيل حزب الله بالشكل الذي هو عليه اليوم، والذي مثّل طوال عقود تهديدًا لإسرائيل.

وعليه قد تعزز تلك العملية من مكانة “نتنياهو” خاصةً بعدما واجه العديد من الانتقادات في الداخل الإسرائيلي بسبب إخفاقه في تحقيق أي انتصار، فمن ناحية، قد يخفف ذلك من حِدة الضغط الداخلي عليه من الحكومة اليمينية المتطرفة التي تهدده بالاستقالة ويحسن أيضًا من صورته أمام الشعب والمعارضة، ومن ناحية أخرى، قد ينظر إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله على أنه انتصار كبير للاستخبارات الإسرائيلية بعد فشلها في الكشف عن عملية “طوفان الأقصى”، خاصةً أنه كان يعتبر المحرك الرئيسي لمحور المقاومة، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف جالانت”: “إن عملية اغتيال حسن نصر الله هي الأهم في تاريخ إسرائيل”.

الانتخابات الأمريكية: يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والعسكرية قبل انطلاق الانتخابات الأمريكية، لا سيما مع تقارب النِسب التي يحصل عليها كل من نائبة الرئيس الحالي ” كامالا هاريس” والرئيس السابق “دونالد ترامب” في استطلاعات الرأي مقارنة بما كان يحصل عليه الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” من نِسب، حيث كشف استطلاع رأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” وجامعة “سيينا”، في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2024، تعادل نائبة الرئيس الحالي “هاريس” والرئيس السابق “ترامب” في ميشيغان، حيث حصلت “هاريس” على 48 % بينما حصل “ترامب” على 47%، وفي ويسكونسن، حصلت “هاريس” على 49% فيما حصل “ترامب” على 47%.

وبناءً على ما تقدم، يتخوف “نتنياهو” من احتمالية فوز المرشحة الديمقراطية “هاريس” في الانتخابات الرئاسية؛ حيث ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتوقع من “هاريس” أن تتعامل مع إسرائيل مثلما يتعامل “بايدن”، فلن تسمح نائبة الرئيس الحالي بمواصلة الحرب الإسرائيلية على حساب الإسرائيليين والفلسطينيين، لا سيما أنها أكدت في أثناء لقائها مع “نتنياهو”، في يوليو الماضي، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى حل الدولتين.

ضبط النفس الإيراني: استفادت إسرائيل من حساسية توقيت اغتيال “نصر الله” بالنسبة لإيران سواء من حيث الضغط الأمريكي، لأن “نتنياهو” يعلم جيدًا أنه تم الضغط على طهران من قبل الولايات المتحدة لتجنب التصعيد طوال الفترة الماضية، أو من حيث الأوضاع المُضطربة التي تشهدها البلاد، فشكلت العملية ضربة موجعة للنظام الإيراني في ظل الاضطرابات داخل النظام الإيراني، والتي تتمثل في حادثة وفاة الرئيس الإيراني السابق “إبراهيم رئيسي”، وعودة الجدل حول من سيخلف المرشد الأعلى “علي خامنئي”، والأزمة الاقتصادية التي تشهدها طهران، وتعثر المفاوضات النووية، واقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وتخوف إيران من احتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق “ترامب” إلى الحكم، مما قد يعني فرض مزيد من العقوبات عليها؛ ليمنعها من تصنيع القنبلة النووية، إذ يرى “ترامب” أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” للملف النووي الإيراني، مكنت طهران من الاقتراب من تصنيع القنبلة النووية.

وبناءً على ما تقدم، عملت إيران طوال الشهور الماضية على ضبط النفس، وتجلى ذلك في أكثر من مناسبة، حيث ما كان الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق إلا لحفظ ماء الوجه، هذا إلى جانب اعتبار أن وفاة الرئيس الإيراني السابق “إبراهيم رئيسي” كان بسبب سوء الأحوال الجوية وليس عملية اغتيال، علاوة على ذلك، حتى كتابة هذه السطور، لم ترد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس “إسماعيل هنية” الذي تم اغتياله في طهران. بيد أن عدم الرد الإيراني على كل تلك الاستفزازات الإسرائيلية لا سيما اغتيال “نصر الله”، قد يثير شكوكًا حول مصداقية طهران في دعم وكلائها، وحول فكرة محور المقاومة التي عملت على تصديرها لسنوات.

شكلت إيران ما يسمى بمحور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لكن مقارنةً بباقي المليشيات الموالية لإيران، يُعد حزب الله الأهم في ذلك المحور؛ نظرًا لقدرته العسكرية التي طورها طوال عقود، وانطلاقًا من الخبرة التي اكتسبها كأقدم ذراع لإيران في المنطقة اعتمدت عليه طهران في تدريب جماعة الحوثي والفصائل الموالية لها في سوريا وهو ما سنستعرضه على النحو التالي: 

علاقة حزب الله والحوثيين: صدر تقرير عن مراقبي تطبيق عقوبات الأمم المتحدة في السادس والعشرين من سبتمبر عام 2024، يوضح أن الحوثيين تطوروا “من جماعة مسلحة محلية بقدرات محدودة إلى منظمة عسكرية قوية”، و”ذلك بدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله”، كما أضافوا “أن الحوثيين كانوا يتلقون تدريبات تكتيكية وفنية خارج اليمن خلال سفرهم بجوازات سفر مزيفة إلى إيران ولبنان والعراق”.

وبالفعل، لعب حزب الله دورًا مهمًا في تدريب عناصر من جماعة أنصار الله في معسكرات تابعة له في لبنان-لا سيما أن عددًا من المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا تخضع لسيطرة حزب الله، وهو ما يُسهل إدخال اليمنيين بطريقة غير شرعية- وسوريا والعراق وذلك بعد إعطاء إيران الضوء الأخضر لحزب الله للقيام بذلك، ولم ينكر الأخير تقديمه للخبرات العسكرية للحوثيين.

إذ قام القيادي في حزب الله “محمد حسين سرور”، الذي اغتالته إسرائيل في السادس والعشرين من سبتمبر عام 2024، بتدريب الحوثيين على استخدام القذائف وإطلاقها باتجاه المملكة العربية السعودية، كما أشارت التقارير إلى عودة “سرور” من اليمن إلى لبنان قبل ثلاثة أيام فقط من اغتياله. كما اعترف “أبو محمد” مشرف وحدة الصواريخ التابعة للجماعة، عندما سلم نفسه للجيش الوطني اليمني في عام 2017، بدور حزب الله في تدريب عناصر الحوثي حيث قال: “هناك خبراء إيرانيون ولبنانيون من حزب الله في معسكرات سرية في صعدة يدربون الحوثي على الأسلحة”.

تجدر الإشارة إلى أن حزب الله قدم لجماعة الحوثي خبراته العسكرية في أربعة مجالات؛ أولًا: التخطيط الاستراتيجي، قدم حزب الله خبراته للحوثيين من خلال التدريب على التخطيط للعمليات العسكرية، ثانيًا: التدريب الميداني، درب حزب الله جماعة أنصار الله على استخدام العبوات والصواريخ المضادة للدروع وكيفية إدارة عمليات عبر الحدود، ثالثًا: التدريب السيبراني، قام حزب الله بتدريب جماعة الحوثي على خرق الشبكات والحصول على المعلومات المهمة، رابعًا: الإعلام الحربي، درب حزب الله العاملين في القطاع الإعلامي، من خلال إخضاعهم لدورات وتخريجهم لاحقًا، كما دعم الآلة الإعلامية، حيث أنشأ الحوثيون قناة “المسيرة” كوسيلة إعلامية رسمية ناطقة باسم الحوثيين في عام 2011، وتضم القناة طاقمًا إعلاميًا وميدانيًا معظمه من لبنان، كما تستفيد من القمر الصناعي الخاص بـ “تلفزيون المنار” التابع لـ “حزب الله” للبث.

علاقة حزب الله وسوريا: لعب حزب الله دورًا رئيسيًا في الحرب الأهلية السورية وفي بقاء نظام “بشار الأسد”، فمنذ المظاهرات الأولى في عام 2011 أعلن دعمه للنظام السوري، وتجدر الإشارة إلى أنه في بداية الصراع اقتصرت أنشطة حزب الله في سوريا على أدوار استشارية -خوفًا من عواقب التورط على استقرار لبنان وموقف حزب الله-، ولكن في أوائل عام 2013 انضم حزب الله إلى إيران وروسيا في دعم الحكومة السورية ضد الجماعات السنية؛ حيث قاتل أكثر من سبعة آلاف مقاتل من حزب الله في التحالف الموالي للرئيس السوري لاستعادة الأراضي التي فقدوها، خاصة في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

وفي سياق متصل، قام حزب الله بتدريب المليشيات الموالية للنظام على القنص، وكيفية التعامل مع المتفجرات والدبابات، وعلى القتال في بيئات مختلفة كالمناطق الجبلية أو الصحراوية أو داخل المدن، ويعتبر مركز التدريب الموجود في مدينة القصير في سوريا أكبر مركز تدريب تابع لحزب الله في البلاد. كما ساعد حزب الله “الأسد” على تطوير قوات غير نظامية من مليشيات محلية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تشكلت كثير من المليشيات التي ينتشر العديد منها في سوريا بإشراف مباشر من حزب الله وبدعم من الحرس الثوري الإيراني، ومن بينها “لواء فاطميون”، و”حركة النجباء”، و”فيلق الوعد الصادق”، هذا إلى جانب تشكليه لمليشيات محلية، مثل “لواء رضا”.

يحمل اغتيال “نصر الله” عددًا من الانعكاسات على دور النظام السوري والحوثيين في الفترة القادمة على النحو التالي. 

فرصة للصعود: حاولت جماعة الحوثي في السنوات الماضية التمتع بالاستقلالية عن إيران، فعلى سبيل المثال، أعلنت الجماعة في عام 2019 وقف إطلاق النار من جانب واحد مع السعودية، وهو ما كان يتعارض مع المصالح الإيرانية آنذاك، ومن ناحية أخرى، حاول الحوثيون تقليل اعتمادهم على الأسلحة الإيرانية والبحث عن مصادر أخرى. ويمكننا الاستدلال على ذلك الطرح أيضًا من خلال حديث “علي البخيتي”، المتحدث السابق باسم الجماعة، حيث انشق عنها وتحول لمعارض قبل نحو عقد من الزمن: “إن إيران لا تسيطر على الحوثي وأن قرارهم مستقل وليسوا مثل بقية جماعات إيران المسلحة في العراق وسوريا”.

وبناءً على ما تقدم، على الرغم من أن الحوثيين جزء من محور المقاومة، فإنهم يتمتعون بقدر من الاستقلال مقارنة بباقي وكلاء إيران في المنطقة، وعليه، قد يكون من الصعب أن يردع اغتيال “حسن نصر الله” جماعة الحوثي، أو أن يتوقفوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر تحت ضغط إيراني، حيث في الوقت الذي حذرت فيه طهران وكلاءها في العراق من المضي قدمًا في الهجمات ضد القواعد الأمريكية، كان الحوثيون يواصلون تهديدهم للملاحة البحرية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك حيث نفذت الجماعة عملية عسكرية في تل أبيب بطائرة مسيرة اسمها “يافا”، لديها القدرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، في يوليو الماضي، كما أطلق الحوثيون على إسرائيل صاروخًا بالستيًا ذا تقنية عالية تجاوز منظومات العدو وبلغ مسافة تقدر بـ 2040 كلم في السادس عشر من سبتمبر عام 2024، هذا إلى جانب إعلان أنصار الله في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2024، إطلاق صاروخ بالستي على مطار “بن غوريون” الإسرائيلي بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتانياهو” إلى تل أبيب عبر هذا المطار. كما أكد بيان الحوثيين الذي نعوا فيه “نصر الله” على أن “إسرائيل لن تحقق شيئًا من آمالها باغتيال نصر الله، وأن أحرار اليمن سيواصلون الجهاد”. هذا بالإضافة إلى استهداف جماعة الحوثي لمواقع عسكرية إسرائيلية في تل أبيب وإيلات بمسيرات في الأول من أكتوبر الجاري، ردًا على الهجمات الإسرائيلية على منشآت مدنية في محافظة الحديدة، والذي أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 57 آخرين.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض التقارير أشارت إلى أن زعيم جماعة الحوثي “عبد الملك الحوثي”، قلد أسلوب “نصر الله” وحضوره التلفزيوني لفترة طويلة، وبالتالي فإن وفاة “نصر الله” يمكن أن تضع “عبد الملك الحوثي” في موقع يؤهله لدور أكثر بروزًا داخل شبكة وكلاء إيران، خاصةً بعدما استعادوا الزخم حولهم مرة أخرى.

استمرار الصمت: يُعد النظام السوري جزءًا من محور المقاومة، كما تعتبر العلاقة بين “الأسد” وحزب الله وطيدة مقارنةً بالعلاقة مع الحوثيين؛ نظرًا لدور حزب الله في الحفاظ على النظام السوري كما سبقت الإشارة، وعلى الرغم من قوة الترابط بينهم فإنه منذ عملية السابع من أكتوبر عام 2023 وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، اتبع “الأسد” سياسة ابتعد فيها كل البعد عما يجري في المنطقة ونأى بنفسه ليس فقط عن وحدة الساحات على غرار باقي محور المقاومة، بل أيضًا عن الرد على انتهاك إسرائيل لسيادة الأراضي السورية من خلال استهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي، ومواصلتها استهداف الفصائل الموالية لإيران في سوريا والتي أسفرت عن مقتل قياديين رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني.

يأتي هذا الصمت السوري في محاولة من “الأسد” موازنة علاقاته بين إيران من ناحية وبين روسيا والدول العربية من ناحية أخرى، حيث حثت موسكو دمشق على عدم الانخراط في الصراع الدائر بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية، علاوة على ذلك، طوال السنوات الماضية عانت سوريا من العزلة وتم تجميد عضويتها في جامعة الدول العربية قبل أن تعود إليها في مايو عام 2023، كما ألقت الحرب الأهلية في سوريا بظلالها على دمشق، ولعل هذا من ضمن الأسباب التي تفسر عدم تدخل “الأسد”، خاصةً أن الأخير تلقى تحذيرًا من تل أبيب، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فستدمر إسرائيل نظامه، لأن رد إسرائيل لن يكون على أهداف إيرانية في سوريا، بل سيطول النظام نفسه، وعليه من المرجح أن لا يغير اغتيال “نصر الله” في سياسة النظام السوري.

ختامًا، يعكس اغتيال الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” استمرار تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ورغبته في توسيع رقعة الصراع على الرغم من الجهود الإقليمية والدولية التي تدفع باتجاه التهدئة، مُراهنًا على ضبط النفس الإيراني “الصبر الاستراتيجي” وعدم قدرة حزب الله على استجماع قدراته على إثر الصدمة التي يعيشها الآن، بيد أنه من الممكن أن تتغير الأمور، فمن ناحية، قد تخرج إيران عن صمتها خاصةً أن الوقت الحالي يختبر -أكثر من أي وقت مضى- محور المقاومة الذي ظلت تروج له طهران ومدى ارتباطها بالأذرع الموالية لها، ومن ناحية أخرى قد يجمع حزب الله شتات نفسه لا سيما أنه حتى الآن لم يستخدم كل قدراته العسكرية التي بناها طوال عقود. 

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M