د. عماد رزيك – كلية القانون والسياسة بجامعة الأنبار
شكَّل يوم الثامن من تموز/ يوليو 2022 صدمةً كبيرةً في اليابان، إذ شهد اغتيال رئيس الوزراء السابق (شينزوآبي) الذي يُعدُّ واحداً من أطول رؤساء الوزراء حكماً، وأشهر السياسيين الذين عرفتهم اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ونشأة النظام السياسي الحالي عام 1945. جاء هذا الحدث المفاجئ في وقت تمرُّ فيه البلاد بمنعطفات مفصلية، إذ إنَّ انتخابات مجلس الشيوخ على الأبواب، ويشهد العالم أزمات متعددة، ومنها الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء والصحة، وغيرها، ولم يقتصر صدى الحدث على الداخل الياباني، بل امتدَّ إلى مختلف أنحاء العالم، إذ نُعِيَ الراحل من قبل زعماء الدول؛ ممَّا يؤكِّد مكانته الدولية، والتي دفعت الرئيس الأمريكي (جو بايدن) إلى وصفه بالصديق المخلص للولايات المتحدة، كما قامت المؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة بتنكيس الأعلام ليومين حداداً عليه. يثير هذا الاهتمام الكبير الذي حَظِيَ به الحدث داخلياً وخارجياً التساؤلَ حول مدى ثقلها، خصوصاً إذا ما علمنا أنَّ (شينزو آبي) أعلن استقالته من منصبة؛ لأسباب صحية في حزيران/يونيو 2020، ولم يكمل دورة ولايته الأخيرة، فمن أين لرئيس وزراء سابق ومستقيل كل هذا التأثير في النظام السياسي؟ وكيف لسياسي فرد أن يحوز على كل تلك المكانة المرموقة في مجتمع يقدِّس الثقافة الجماعية على حساب الفرد، ولم يشهد بروز شخصيات كارزمية إلا في حالات نادرة؟ والأهم من هذا وذاك، ما تداعيات هذا الحدث الجلل على النظام السياسي الياباني؟ وما الاستجابات الحكومية الطارئة في الأسابيع المنصرمة التي تلت وقوعه؟
لقد وجدت الحكومة وال أحزاب السياسية في اليابان نفسها أمام حدث مفصلي، وغير متوقَّع فَرَضَ عليها إعادة التقييم، والاستجابة السريعة؛ لتداعيات فقدان شخصية تُعدُّ ركناً أساسياً في العملية السياسية، بل يُعدُّ عَرَّاباً لكثيرٍ من الإستراتيجيات. إذ ما يزال الحدث ساخناً، فإنَّ الإحاطة بطبيعة التداعيات والاستجابات الحكومية لها يستدعي أولاً بيان طبيعة مكانة (شينزو آبي) في النظام السياسي، وثانياً بيان طبيعة الاستجابة الحكومية للحدث.
لقراءة المزيد اضغط هنا
.
رابط المصدر: