أجسادنا أكثر صدقاً من كلماتنا، تساعدنا أيضاً على تحليل سلوك شخص ما، فهناك الكثير من إشارات الجسم التي يجب أن تنتبه إليها المرأة، يمكن أن تساعدها على قراءة شخص مثل كتاب مفتوح، من خلالها قد تتمكن من استخلاص الاستنتاجات الصحيحة حول ما إذا كان الشخص: يكذب، قلقاً، أو متعباً، وبحسب خبراء علم النفس، لغة الجسد تعبر دائماً عن مكنونه، والإيماءة لدى الإنسان، جزء أساسي من التواصل البشري القديم وتعدُّ الصورة المتشكلة لما نفكر فيه، فهي لا توضح مقاصدنا ونوايانا فحسب، وإنما تصف مواقعنا كما تظهر للآخرين، وانعكاساً لجذورنا، ولثقافتنا ولموقعنا الوظيفي، ولمشاعرنا أيضاً (فالإيماءة هي الإنسان) هي لغة حركة لجزء من أجزاء الجسد أو أكثر تحمل تعبيراً ما، وتحوي دلالات معينة، تشتغل آلياتها على تراكب عناصرها الداخلية لتوليد المعنى دون الإفصاح عنه تماماً، إذ أنها تعتمد الإيحاء، لها خصائص وسمات تنبثق من بناءها الداخلي، تخضع لسلطة المرجع المتداول، وتتوقف عند حدود القيم والأعراف والتقاليد.
الإيماءة كجزء من سلوك إنساني توالدت وتنامت وانتقلت من خلال غريزة إنسانية أخرى، ألا وهي غريزة المحاكاة (Imitation)، التي تدفع الذات إلى فهم الجوانب السلوكية الإيجابية وطرح السلبية منها ضمن المنظومة السلوكية والمعرفية لها؛ فالمحاكاة طريقة أولية ومثلى في تعلم ونقل العديد من الجوانب السلوكية والأدائية واللغوية والثقافية … الخ كما عدّها (أرسطو) وسيلة مثلى في التربية والتعليم، فللأطفال قدرة فائقة على محاكاة تعابير الوجه منذ الشهر الأول للولادة لذا يمكن أن نستنتج بأن الدلالة التطورية للمحاكاة دلالة تساعدنا في تمثيلنا للأنماط السلوكية الثقافية، كما تساهم أيضاً في التواصل مع الأقران الآخرين معتمدين في ذلك على مهارة الأداء في التعبير والإيحاء بأنماط تشكيلية عدة، لهذا تصبح هذه اللغة الجسدية (الإيماءة) إحدى اللغات التي تؤسس المحاكاة دعائمها الأساس، دون أن تتحدد في تشكيل ما، لذا فقد أصبحت ذات معانٍ متغيرة وفقاً للسياق الذي ترد فيه إذن فغريزة المحاكاة تنمي وتنقل وتحيي الإيماءة.
أنَّ الإيماءة ليست ظاهرة سطحية بل هي ظاهرة متكاملة تحمل في داخلها دلالة عميقة ، إذ تؤثر الجوانب النفسية في عملية الكشف عن كوامن النفس وخفاياها من كبت ورغبات تفصح عن تقلبات الأنا، لتصبح الإيماءة هوية اجتماعية، وثقافية، ونفسية معبرة، فالإيماءة في الواقع لا توجد ككينونة منعزلة، ولا يمكن فصلها عن الخطاب أو الموضوع العام كما نفصل الكلمة، وهي لا تستقر بمفردها بل إنها تحتاج إلى سلوك قراءاتي يضاف إلى وسطها وأولها وآخرها حتى يكتمل كيانها المعنوي، فالحركة متصلة بالفعل، ولذا يتعذر وضع معجم للإيماءات ذلك إنها قابلة للتحليل فقط، (بحسب موقع المهرجانات في الوطن العربي).
كيف تترجم حركات الآخرين؟
لغة الجسد هي ترجمة لحركات الإنسان عند التحدث، ومنها الإيماءات التي يحدثها، والتي لها دلالات كثيرة توضح شخصيته، وإذا أردت أن ترى الأشخاص من حولك بنظرة مختلفة تعرف على لغة الجسد، تكشف لغة الجسد ما يدور بداخل الإنسان مثل الشعور بالخوف أو القلق أو الحزن أو حتى الفرح، ويستطيع من يعرف هذه اللغة التعرف على المشاعر الخفية لدى الآخرين في المواقف المختلفة، بعد دراسات في مجال لغة الجسد تم التعرف على أهم الإيماءات:
لغة العيون: عند الشعور بالسعادة والفرح سوف تلاحظ اتساع بؤبؤ العين، وعند التحدث بصدق يتجه البصر إلى اتجاه اليمين، كما أنه يدل على تذكر الأقوال والأفعال المختلفة، وعند الكذب يتجه البصر إلى اتجاه اليسار، والذي يدل على عدم الصدق في الأقوال، أن النظر في العين مباشرة عند المصافحة يدل على الثقة وزيادة الاحترام للشخص، والشخص الذى ينظر إلى الجانبين أثناء التحدث يدل على الشخصية العصبية والمشتتة، وكذلك عند نظر الشخص أثناء التحدث إلى مكان بعيد فهذا يدل على زيادة التفكير والتركيز.
لغة الرأس: الرأس الثابتة عند التحدث تدل على القوة والتحدي، والرأس التي تتمايل أثناء الحديث تدل على الشخصية العاطفية والتي تميل إلى المزاح، والرأس المنخفضة عند التحدث تدل على الشعور بالخجل.
لغة الفم: عند الشعور بالخوف والقلق يمضغ الإنسان الشفة السفلى، كما يدل على عدم الثقة بالنفس وعدم الشعور بالأمان، وتغطية الفم باليد أثناء التحدث من الممكن أن تدل على أن يكون الشخص مهذبا، وهذا عند التثاؤب أو الشعور بالسعال، ولكن أثناء التحدث تدل على العبوس وعدم الشعور بالرضى، الابتسامة قد يكون لها أكثر من دلالة فمنها الحقيقية، ومنها الزائفة وهذا يمكن ملاحظته بسهولة.
فرك الأصابع: فرك الأصابع أثناء التحدث أو أثناء المناقشة يدل على عدم الشعور بالراحة، والتوتر والقلق من شيء معين، كما يدل على الارتباك بشكل واضح، وعدم الثقة في النفس.
وضعية الجلوس: إن جلوس الشخص مستقيما يدل على شخصية واثقة بنفسها ويدل على زيادة نسبة التركيز، والجلوس منحنيا إلى الأمام يدل على الشعور بالملل واللامبالاة، (بحسب العين الإخبارية).
أخطاء في لغة الجسد قد تكشف سلبيات شخصيتك
تمتلك أجسادنا لغة خاصة بها، ومن المحتمل ألا تكون الكلمات التي نعبّر بها لطيفة بشكل دائم، لكن ما يبدو ثابتا أن لغة الجسد قد تصبح جزءا لا يتجزأ من هويتنا، لدرجة لا يمكن تخيلها، لكن كيف يمكن أن تسيء لنا لغة الجسد، هذا ما كشف عنه موقع “لادرز” الأميركي المتخصص في الأخبار ذات العلاقة بالوظائف وفي تقديم المشورة وخدمة البحث عن وظائف، وأكد الموقع على أهمية الأمر وعلى ضرورة معرفة أن الوقت قد حان لفهم بعض الأمور حتى لا نقوم بتخريب حياتنا المهنية.
وبحسب نتائج دراسة أجراها موقع “تالنت سمارت” وشملت أكثر من مليون شخص، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي يمثلون المستويات العليا من الأداء العالي، و90% منهم من كبار الشخصيات على وجه التحديد، ويعود هذا لأن هؤلاء الناس يفهمون قوة الإشارات غير المعلنة خلال التواصل مع الآخرين ويراقبون لغة الجسد الخاصة بهم وفقا لذلك، وعندما تعمل بجد وتفعل كل ما بوسعك لتحقيق أهدافك، فإن أي شيء يمكن أن يمنحك ميزة قوية وسوف يساعدك على تبسيط طريقك نحو النجاح. تأكد فقط أنك لا تقع ضحية لأي من هذه الأخطاء التي نجمل أبرزها فيما يلي:
الحركات المبالغ فيها
يمكن أن تشير الحركات المبالغ فيها إلى أنك لا تظهر الحقيقة، بينما تدل الإيماءات الصغيرة المتحكم فيها على الرزانة والثقة، وتوحي الإيماءات التلقائية مثل فتح الذراعين أو إظهار راحة اليد بأنه ليس لدى الشخص ما يخفيه.
تشبيك الذراعين
يمكن أن يوحي تشبيك الساعدين بأنك شخص غير منفتح على ما يقوله الآخرون، وأنك تضع حاجزا ماديا بينك وبينهم، حتى إذا كنت تبتسم أو تشارك في محادثة لطيفة.
غياب الاتساق
يؤدي عدم الاتساق بين كلماتك وتعبيرات وجهك إلى شعور الناس بأن هناك شيئا ما ليس صحيحا، وقد يدفعهم ذلك للشكّ في أنك تحاول خداعهم.
الابتعاد عن الآخرين
إذا قررت أن تبعد نفسك عن الآخرين أو ألا تتمادى في محادثتك، فإن ذلك سيوحي أنك غير مهتم وغير مرتاح، وربما أنك لا تثق في الشخص المتحدث.
التراخي
يمثّل التراخي علامة على عدم الاحترام. فهذا يعني أنك تشعر بالملل وليس لديك رغبة في أن تكون في مكانك، وكأنك تقول لمديرك بصوت عال “لا أفهم لماذا يجب أن أستمع إليك”.
تفادي التواصل البصري
محاولتك تفادي التواصل عبر العين يجعل الأمر يبدو كما لو كان لديك شيئا تخفيه، وهذا يثير الشكوك. كما يمكن أن يشير نقص الاتصال البصري أيضا إلى غياب الثقة والاهتمام.
التململ
يوحي التململ أو قيامك بتثبيت شعرك بأنك قلق ومشتت، وسوف ينظر إليك الناس على أنك مهتم بشكل كبير بمظهرك الجسدي وغير معني بما فيه الكفاية بحياتك المهنية.
النظر للساعة
يعتبر نظرك المتكرر للساعة بينما تتحدث إلى شخص علامة واضحة على عدم الاحترام، ونفاد الصبر، والأنانية، وهو يرسل رسالة مفادها أنه لديك أشياء أفضل للقيام بها من التحدث إلى الشخص الذي تتعامل معه.
إذا كنت تقترب كثيراً من شخص ما (أقرب من القدم والنصف) فهذا يعني أنك لا تحترم أو لا تفهم المساحة الشخصية إذا كنت تقترب كثيراً من شخص ما (أقرب من القدم والنصف) فهذا يعني أنك لا تحترم أو لا تفهم المساحة الشخصية (غيتي)
التجهم
يرسل التجهم والتعابير التي تشير إلى أنك غير سعيد بشكل عام رسالة مفادها أنك منزعج ممن حولك، في حين تشير الابتسامة إلى أنك منفتح وجدير بالثقة، وقد أظهرت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي أن الدماغ البشري يستجيب بشكل إيجابي لشخص مبتسم، وهذا يترك انطباعا إيجابيا دائما.
المصافحات الضعيفة
تدل المصافحات الضعيفة على أنك تفتقر إلى السلطة والثقة، في حين أن المصافحة القوية للغاية يمكن اعتبارها محاولة عدوانية للهيمنة، وهو أمر سيء بنفس الدرجة. إذن يمكنك تكييف مصافحة لكل شخص طبقا للموقف الذي أنت فيه.
الاقتراب المفرط
إذا كنت تقترب كثيراً من شخص ما (أقرب من القدم والنصف)، فهذا يعني أنك لا تحترم أو لا تفهم المساحة الشخصية. هذا سيجعل الناس غير مرتاحين للغاية عندما يكونون حولك، يشار إلى أن تجنبك هذه الأخطاء في لغة الجسد سيساعدك على تكوين علاقات أقوى، على المستوى المهني والشخصي.
تحليل الشخصية في علم النفس
يتميز كل إنسان بشخصية معيّنة، والتي تشمل كل صفات الفرد وتجعله فريداً مميزاً عن الآخرين. مع العلم أن التشابه بين الخصائص العامة للشخصية بين الأفراد تكمن، وانما الشخصية تبقى كبصمة للفرد.
هناك العديد من الشّخصيات التي نعيش معها، ومنها:
الشخصية النرجسية، وتظهر لدى الشخص الذي يهتم بنفسه كثيراً ويكثر من تقدير ذاته، لكنه يتعامل بالسّطحية في التعامل مع الأمور، أي من خلال محاولة استغلال نقاط ضعف الآخرين، والتسلط عليهم. يحب استغلال الآخرين والاستفادة منهم لتحقيق مكاسب شخصية.
الشخصية المنطوية، أي الرّغبة في العزلة والانفراد. يتميز الشخص المنطوي بانحسار عواطفه، وقسوة قلبه، وبرودة مشاعره. كما وانه لا يبالي للآخرين، ولا يتأثر بالتعليقات الموجهة اليه. يفضل العمل الفردوي، والتّخصصات التي تدعم ذلك المجال.
الشخصية العصبية، نتيجةً الضغط الذي يتعرّض له الفرد، وعدم قدرته على الردّ على الإساءات الموجّهة إليه، يتوتر ويشعر بالصّداع في الرّأس، أو إرهاق في عضلات الجسم.
الشخصية الجذابة، وهي من سمات الثقة بالنفس، لأنها تعكس جاذبية الفرد المطلقة. ومن خصائص شخصيته: المرح والإيجابيّة، حيث أنّ الشخص المتشائم يكون غير محبوب ممّن حوله، والشّخص الإيجابيّ يكون قادراً على نشر روح الألفة والترابط بين الآخرين.
وميزات الشخصية ثلاثة:
الشخصيّة الحنونة: تفهم مشاكل الآخرين وخصوصاً العاطفيّة منها، تتجنب جرح مشاعر النّاس من حولها، وتصرّ على إسعاد الآخرين والتحسّر معهم على أحزانهم.
الشخصيّة اللنفاويّة: وهي موضوعيّة ونظاميّة وذات حكمة كبيرة، وتعطي صاحبها القدرة على التأنّي وعدم الانفعال، حيث يتميّز بعدم حساسيته وقدرته على تحليل المواقف بعقلانيّة، ويتّسم بالهدوء وأحياناً بالبرود وبطء الحركة، وتتميز ايضاً بالمثابرة.
الشخصيّة الشغوفة: تجمع بين الانفعاليّة والحيويّة التي تُقدّم الشخصيّة الشغوفة، والمهتمّة بتحقيق رغباتها، والوصول إلى النّجاح على الصعيد الاجتماعيّ. غالباً ما تحب السلطة والقيادة، وتملكون إرادةً قويّةً قد تُفسّر أحياناً بأنّها قسوة.
علامات توضح أن محدثك يكذب عليك
الانطباعات الشخصية وحدها لا يمكن أن تجعلك متأكدا بنسبة مائة في المائة من أن الشخص الذي يتحدث معك يكذب عليك. لكن باحثين توصلوا إلى تحديد علامات كثيرة يجب الانتباه إليها لأنها قد تكشف أن محدثك يكذب عليك. هنا بعضها، الكذب من العادات اليومية الموجودة في حياتنا، يفعله الصغير والكبير والمتعلم والجاهل، بل ومن هم في أعلى المناصب. وشغلت قضية كشف الكذب أبحاث العلماء، الذين توصلوا إلى ملاحظات قد تكشف الكذابين، هنا بعض منها:
رفرفة العين بشكل متكرر
هناك قاعدة راسخة بأن من يكذب أثناء الحديث لا ينظر إليك في عينيك. ويقول موقع “واتسون” السويسري نقلا عن دراسة، إن هذه القاعدة ليست صحيحة، وإنما العكس، فالكذابون المتمرسون ينظرون غالبا في عين من يواجهون حتى يكسبون ثقته ويبعدون شكوكه. أما الأفضل فهو ملاحظة تكرار رفة العين، فكثير من الناس ترفرف أعينهم بشكل متكرر عند الكذب.
تنافر في لغة الجسد
من يكذب لا يشعر عادة بالراحة في وجود من يكذب عليه، وقد يظهر ذلك من خلال لغة الجسد، كأن يتحرك في مقعده بشكل غريب أو يشبك ذراعيه أو يضع يديه على عينه أو فمه، أو يقطع بشكل سريع إيماءات تظهر عليه ليخفي إشارات غير لفظيه قد تكشفه. لكن يجب تخوي الحذر فقد تكون لتلك الحركات كلها أسباب أخرى غير الكذب.
تعابير الوجه
حتى الكذابين المتمرسين الذين بإمكانهم التحكم في لغسة جسدهم بشكل كبير غالبا ما يفقدون السيطرة على تعابير وجوهم. فهناك تعابير وجه في منتهى الدقة، تقع في جزء من الثانية تكشف عن انفعالات داخل المتحدث مثل الغضب أو الاحتقار أو الكراهية. بل حتى السعادة بنجاح الكذب تكشفها أيضا تعابير دقيقة في الوجه.
تفاصيل في غير موضعها
يؤكد موقع “واتسون” أن من الأشياء التي تدعو للريبة في محدثك هو أن يسرد تفاصيل كثيرة كمقدمة لحكاية ما، ثم عندما يصل إلى لب الحكاية تجده يبخل في التفاصيل ويحاول إغلاق الموضوع بشكل سريع.
كثرة الحلف والتوكيد
من يردد بين كل جملة وأختها عبارات مثل “بكل صدق” و”بصراحة تامة” و “لكي أقول الحقيقة” أو حتى يحاول تأكيد ما يقول من خلال جمل القسم مثل “أقسم..” و “أحلف..” أو غيرها، فإنه غالبا يكون لديه مشكلة مع الحقيقة، حسب “واتسون”.
استراتيجية المماطلة
من يكذب يشعر بضغوط خصوصا عندما يفاجئ بسؤال يحتاج لإجابة سريعة مناسبة. ومن أجل كسب الوقت للوصول لإجابة تبدو مقنعة، يستخدم الكذاب طرقا مختلفة منها مثلا تكرار السؤال كلمة كلمة قبل الإجابة، أو أن يسأل هو بنفسه “ماذا من فضلك؟”، وربما يماطل لمزيد من الوقت بسؤال أطول. غير أن الحذر مطلوب فقد يكون يستفسر فعلا لأنه لم يفهم السؤال.
تجميل تسلسل الأحداث
من يحكي قصة حقيقية يتكلم عادة بتلقائية ودون تفكير عميق، ويميل الإنسان إلى ذكر المهم والمثير في القصة أولا. أما من يحكي قصة كذب معقدة، فإنه يتمسك بتتبع تسلسل الأحداث بدقة حتى لا تفلت منه أشياء تكشف كذبه، حسبما ينقل موقع “فزن انود فورشن”. لذلك عند التحقيق في جرائم يطلب المحققون من المتكلم أن يحكي القصة من نهايتها مثلا أو من منظور آخر.
تجميل الكلام
بشكل غريزي يميل الكذاب إلى تجميل الأشياء التي يحكي عنها كلاما غير حقيقي. ولذلك ينصح موقع “واتسون” بمراقبة ألفاظ المتكلم المشكوك فيه بشكل دقيق. فمثلا عند السؤال: هل قمت بسرقة محفظة نقودي؟ تكون إجابة الكذاب “لا، لم آخذ محفظتك”.
تسطيح الأمر وترك الثغرات
الكذابون المتمرسون يقومون أيضا بتسطيح الأمور، أي ترك الجوهر والكلام عما ليس مهما، وذلك للحصول على ثغرة للتهرب وقت الضرورة. ويستخدمون مثلا عبارات نمطية مثل: “بقدر ما أتذكر” و”أساسا” و”إذا لم أكن مخطئا” و”وإن لم تخني الذاكرة” وغيرها. فبمثل هذه العبارات يصبح من السهل عليهم الإجابة دون قول الحقيقة فعلا، حسب موقع “واتسون”.
أسرار “لغة اليد” التي تجعلك أكثر جاذبية وإقناعا
أفادت أبحاث علمية أُجريت على أشخاصٍ يلقون خطابات عامة بأن إيماءات أياديهم يمكن أن تُغيّر وبشكل فعال الطريقة التي يُنظر بها إليهم من جانب الجماهير، كما يقول دافيد روبسون في السطور التالية، يجدر بك في المرة المقبلة التي تشاهد فيها خطاباً سياسياً أو محاضرةً من تلك التي تتضمنها سلسلة مؤتمرات “تي إي دي” (TED) العالمية، أن تولي اهتمامك ولو لدقيقة، لإلقاء نظرة عن كثب ليديّ المحاضر، لترصد هل حركاتهما بطيئةٌ أم مفعمةٌ بالحيوية، وما إذا كان صاحبهما يحركهما بشكلٍ محدودٍ أم يفرد ذراعيه على اتساعهما، وما إذا كانت هاتان اليدان تتحركان في أغلب الوقت رأسياً أم أفقياً، فمن المعروف على نطاقٍ واسعٍ أن الطريقة التي تُستقبل بها رسالةٌ ما قد تتأثر بالإشارات والإيماءات غير اللفظية لمُرْسِلِها، بشكلٍ أكبر من تأثرها بالكلمات المنطوقة ذاتها.
وعلى سبيل المثال، اكتشفت “بي بي سي كابيتال” مؤخراً أن الصوت الأكثر عمقاً يعزز التصورات الخاصة بأن صاحبه يحظى بقدرٍ أكبر من السلطة والنفوذ، بل إن ذلك يؤثر – على ما يبدو – في الدخل المادي للرؤساء التنفيذيين ومدة بقائهم في كنف الشركات التي يعملون لحسابها.
الآن خَلُصَت سلسلة أبحاث أجراها الباحث ماركوس كوبنشتاينر من جامعة فيينا مؤخراً لدراسة الطريقة التي “يتكلم بها الناس بأيديهم” إلى نتائج لافتةٍ للنظر، فقد تبين أن إشارات اليد وتلويحاتها تكشف عن عناصر مهمة في شخصيتك كأن تكون انبساطياً أو مُهيمناً، حتى مع وضع مختلف العوامل الأخرى المتعلقة بذلك الأمر في الحسبان. بل إن هذه الإيماءات قادرةٌ على أن تغير تصور الآخرين عن طول قامتك، لتجعلك تبدو أطول أو أقصر مما أنت عليه، بعدة سنتيمترات أعلى أو أقل.
ومن شأن نتائج دراسات كوبنشتاينر أن تعيد إلى الذهن – على ما يبدو – البحث الشهير الذي أُجري حول ما يُعرف بـ”الوَقْفات المُهيمنة أو المُسيطرة”، وهي عبارة عن استراتيجيةٍ لاتخاذ وضعيةٍ جسديةٍ تقف فيها منتصباً واضعاً يديْك على وركيْك ومُباعداً بين ساقيك، على غرار الطريقة التي تقف بها شخصية “المرأة الخارقة” على سبيل المثال.
ويُعتقد أن هذه الإيماءات واللفتات الصغيرة تُحدثْ ردود فعلٍ تتلقاها الدماغ على شكل “رجع صدى” أو “تغذيةٍ عكسيةٍ”، ما يدفع المرء للشعور بأنه صاحب شخصية أكثر ثقة وحزماً، قبل أن يتحدث أمام الجماهير، وفي هذا الصدد تقول الأستاذة في جامعة هارفارد إيمي كَدي – التي أجرت الكثير من الدراسات المتعلقة بـ”الوقفة المُهيمنة” – إن الإنسان يتظاهر بأنه يحظى بتلك الثقة إلى أن يتمكن من أن يتمتع بها بالفعل.
ورغم أن أبحاث كَدي لاقت انتقادات في ظل وجود بعض الشكوك الجدية بشأن مدى دقة ومصداقية نتائجها، فإن الدراسة الأخيرة التي تحدثنا عنها في بداية هذه السطور، أظهرت أن للوقوف في وضعياتٍ توحي بالهيمنة والسيطرة تأثيراً قوياً على ما يبلوره الناس من تصوراتٍ بشأن أنفسهم.
غير أن هناك بعض الاختلافات المهمة بين الدراسة الأخيرة والأبحاث التي جرت في السابق حول “الوقفات المُهيمنة”. فتلك الوقفات كانت مُصممةً في الأساس لكي يقوم بها المرء بعيداً عن الأنظار لكي يزيد ثقته بنفسه قبل مشاركته في اجتماعٍ ما، كما أنها تُمثل – بوجهٍ عامٍ – وضعياتٍ جسديةً ساكنةً وثابتةً، أكثر من كونها أوضاعاً متحركةً.
أما بحث كوبنشتاينر فيختار محوراً مختلفاً له تماماً، إذ يتناول بالفحص والدراسة حركات أيادي الخطباء والمتحدثين خلال إلقائهم لكلماتهم، والطرق التي يؤثر بها ذلك على ما يُشكل عنهم من تصورات.
وفي الدراسات التي يجريها هذا الخبير، يُستعان عادةً بمقاطع مصورة لخطاباتٍ حقيقية ألقاها سياسيون. ثم تُحول صور هؤلاء الخطباء إلى رسومٍ متحركة مُبسطّة بشدة، تكتفي بإظهار قوام الشخص في هيئة خطوط مجردة لا تكشف عن ملامحه بأي شكلٍ من الأشكال، وهو ما يلغي تأثير ما يُوصف بالعوامل المُربكة لأفراد العينة مثل تعبيرات الوجه، بحكم أن هذه التعبيرات لن تكون ظاهرةً أمام المبحوثين عندما تُعرض عليهم تلك الرسوم.
وطُلِبَ من المشاركين في الدراسة بعد ذلك إعطاء تقييمهم للشخصيات المرسومة التي يرونها أمامهم في هذه المقاطع المصورة الصامتة، وذلك ليستنبطوا من حركاتها الجسدية ما إذا كان أصحاب تلك الأشكال يتسمون بخصالٍ شخصيةٍ معينةٍ.
وبرغم أنه بدا أن هناك صفاتٍ يصعب استنباط وجودها من عدمه من خلال مراقبة إيماءات اليد وإشاراتها مثل التحلي بضميرٍ حيٍ، فإن بعض الصفات الأخرى كانت مرئيةَ وظاهرةً بوضوح، فعلى سبيل المثال، بدا أن كون المرء صاحب شخصيةٍ انبساطيةٍ مرتبطاً أكثر بقيامه بتحريك يديه – عموماً – لمراتٍ أكثر، على أن يتخلل ذلك فتراتٌ قصيرةٌ تتوقف فيها اليدين عن الحركة، أما بلورة مفهومٍ عن شخصٍ ما بأنه يحظى بسلطة ونفوذ فقد بدا – حسب الدراسة – متصلا بمدى اتساع الحيز الذي يُحرك فيه يديْه بشكلٍ رأسيٍ؛ ما إذا كانت يداك تتحركان – مثلاً – من على مستوى المنصة التي تقف وراءها، مُرتفعةً حتى مستوى كتفك أم لا، وأشارت النتائج إلى أنه يُنظر إلى من يحركون – على نحوٍ منتظمٍ – أياديهم على هذه الشاكلة التي تأخذ حيزاً واسعاً، على أنهم أقل سلاسةً في التعامل وأكثر هيمنةً وسيطرةً في الوقت نفسه.
ومع ذلك، فإنه يشك في أن الكثيرين يلجؤون إلى الأداء المصطنع بعض الشيء في إشاراتهم وإيماءاتهم، برغم أن هذا ربما يكون يسيراً على بعض أنماط الشخصيات أكثر من بعضها الآخر. ويُعقّب كوبنشتاينر على ذلك قائلاً: “يمكنك أن تُحْدِثَ سلوكياتٍ بعينها، وكذلك نتائج وانطباعاتٍ معينةً لدى الناس، ولكن ربما يكون هناك حدودٌ لذلك”، وبالنظر إلى أن إلقاء كلمةٍ أمام جمهورٍ عام يُصنَّف باستمرارٍ على أنه المصدر الأكبر لشعورنا بالخوف المرضي، فإن أي نصيحةٍ ولو بسيطة تستهدف تحسين هذه التجربة قد تعزز الثقة وإن على نحوٍ طفيف، وهو ما سيلقى بالقطع ترحيباً من جانب الكثيرين، لذا فلتدع يديك تتحدث، وربما ستكتشف حينذاك أن الكلمات ستعتني بنفسها جيداً.
رابط المصدر: