الأثر السياسي للغزو الصليبي على بلاد الشام

الملخص : 

تعرَّض جزء من المشرق الإسلامي خلال القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي لغزو صليبي من قبل الغرب الأوربي، لم يشهد لها مثيل في تاريخ الحروب، حيث اتخذت من الدين ستاراً لإخفاء ما انطوت عليه من مطامع وأهداف غير نبيلة لحروب الإفرنج الصليبيين. إنَّ نجاح الإفرنج (الصليبيين) في بداية هذه الحروب لم يكن بسبب كثرة أعدادهم وقوتهم، وما تلقوه من مساعدات، بل يرجع أساساً إلى تفرق كلمة المسلمين، ونشوب الفتن الداخلية، واضطراب الأمن، وما أنتجه الإفرنج الصليبيون من غدر وخيانة للعملاء، والسكان المحليين على الرغم من كل ما قدموه لهم من مساعدات,وكان تأثير الحركة الصليبية أكثر حدَّة في بلاد الشام مقارنة بالمناطق العربية الأخرى، ولاسيَّما التداعيات السياسية، حيث استمر الاستيطان الصليبي في هذه المنطقة لما يقارب من مائتي عام، منذ أواخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، والتي انتهت بطرد الصليبيين من بلاد الشام بأكملها على أيدي المماليك في عهد السلطان الأشرف خليل بن السلطان المنصور قلاوون عام (690ه/1291م) ، إذ تقدَّم الإفرنج نحو الشرق، وهم يحملون روح العداء والبغضاء للمسلمين لما سمعوه من رجال الدين المسيحي من قيام المسلمين بالاعتداء على إخوانهم المسيحيين في الشرق.

لم تكن الذرائع التي أشاعها دعاة الحرب الصليبية في غرب أوربا لحركتهم عن وصف من مؤرخ نصراني منصف قد أشار بصورة واضحة أن المسيحيين كانوا تحت رعاية السلاجقة، وأن هؤلاء المسيحيين كانوا في حال أفضل من إخوانهم الذين عاشوا في كنف الإمبراطورية البيزنطية، وإن ما أصابهم في بلاد الشام وأسيا الصغرى من متاعب إنَّما نتج عن القتال بين السلاجقة والبيزنطيين, وركزت هذا البحث على الكشف عن معرفة الدور السياسي للعزو الصليبي على اطراف بلاد الشام.

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M