الأقصى قبل رمضان… توتر يغذيه خطاب تحريضي

وعلى أي حال، ليست هذه التوترات المتزايدة الناجمة عن التطرف الديني بالجديدة كلية، فلأكثر من قرن مضى، كانت التهديدات الحقيقي منها أو المتصور لسلامة الأماكن المقدسة في الأقصى– الموقع الذي يعده اليهود جبل الهيكل– وراء اندلاع أعمال عنف في القدس. ولكن ما يبدأ في القدس لا يبقى في القدس، بل يمتد خارجها على الدوام ليثير موجات ارتدادية صادمة في المنطقة وخارجها.

هناك بعد خاص للقدس/الأقصى في حرب غزة، فقد وجدت استطلاعات الرأي التي أجريت في فلسطين المحتلة والعالم العربي باستمرار أن غالبية الذين شملهم الاستطلاع يرون أن تدنيس الأقصى والتهديدات التي يتعرض لها من أهم الأسباب الكامنة وراء الحرب. كما كشفت محاضر اجتماعات قيادة “حماس”، التي نشرتها المخابرات الإسرائيلية مؤخرا، أن التهديد الذي يتعرض له المسجد الأقصى كان أحد الدافعين الرئيسيين لشن الهجوم في هذا الوقت (الثاني هو معارضة التطبيع الإسرائيلي السعودي).

لا بد من القول منذ البداية إن الكثير من التهديدات المتصورة كان مجرد شائعات متهورة لا وجود لها ببساطة. مع ذلك، وبينما قد يكون مريحا أن نعزو كل هذا إلى “أخبار مزيفة” خبيثة، فإن الحال ليس هكذا دائما. ومع أن الكثير من هذه المزاعم يروج لها المتطرفون بخبث لإثارة الغضب بين عامة الناس، فإن الأحداث التي وقعت في السنوات الأخيرة تشير بوضوح إلى أن بعض هذه المزاعم لا يخلو من أساس، وأن هناك أسبابا بالفعل تستدعي القلق عند المسلمين.

دعونا نفحص بعض هذه الادعاءات:

الصهاينة يحفرون وينقبون تحت الحرم الشريف/جبل الهيكل. هذا ادعاء زائف. لا وجود لحفريات كهذه، وإلا لعلمنا وعلم بقية العالم بها. ومع ذلك، فإن هذا الخوف ليس مبالغا فيه تماما. ففي الثمانينات حاول مستوطنون من القدس الشرقية الوصول إلى الساحة عبر آبار تحت الأرض. اكتشفها الوقف، وتلا ذلك معارك على الصخور تحت الأرض بين المستوطنين وحراس الوقف، وكان أن أغلقت الآبار بالإسمنت ولم تفتح ثانية أبدا.

مع ذلك، وعلى الرغم من أنه لا توجد حفريات تنتهك محيط المسجد الأقصى، هناك بالفعل حفريات كبيرة تجري بجوار الجدار الذي يحيط بالحرم القدسي، وليس داخله.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حفريات ضخمة تجري منذ سنوات تحت الحي الإسلامي في البلدة القديمة، وقريبا من المسجد الأقصى، إنما ليس فيه. وقد وصف المؤرخ الجغرافي الإسرائيلي الراحل ميرون بنفينستي هذه الحفريات على النحو التالي: “أنشئت شبكة واسعة من الأنفاق دون أي تخطيط، وكلفت أرواحا بشرية وملايين الشواقل، بما يسمح بزيارة القدس الواقعة تحت الأرض، التي تمتد بدءا مما بات يعرف باسم مدينة داود وحتى الأسوار الشمالية للبلدة القديمة.

وتنسج هذه المدينة الواقعة تحت الأرض قصة ملفقة- بأنها ديزني لاند- صممت لتمحو آلافا من السنين من التاريخ غير اليهودي ولتقيم رابطا مباشرا مزعوما يمتد من فترة الهيكل الثاني وحتى اليوم. بهذه الطريقة تتحول خنادق الصرف الصحي والأقبية المتعفنة إلى مواقع مقدسة ومواقع يهودية تاريخية ملفقة، بحيث لا يواجه من يعبرها الواقع المحرج الذي يكشف أن المدينة القديمة وجبل الهيكل يعجان بالفلسطينيين، وبحيث يرى ساحة المدينة خالية من العرب مجددا”. (ميرون بنفينستي: حلم الصبرة البيضاء).

إن الادعاء بأن هناك حفريات تحت المسجد الأقصى ادعاء باطل، بينما الحفريات التي تنفذ فعلا خارجه ينبغي ان تكون مصدر قلق كبير.

إسرائيل تعتزم هدم المساجد واستبدالها بالهيكل. هذا ادعاء زائف آخر. إن أي تهديد محتمل للمباني الموجودة في الساحة- سواء الهياكل المادية للأقصى والحرم الشريف، أو عشرات الأماكن المقدسة الثانوية المنتشرة في الحرم- تعده أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية دوما أحد أكبر التهديدات لمصالح إسرائيل الحيوية. ويقضي عملاء المخابرات الإسرائيلية ليالي بلا نوم وهم يشعرون بالقلق حتى من احتمال حدوث ذلك. ولديهم ما يدعوهم للقلق، فقد خططت مجموعات من الإرهابيين اليهود في الماضي لتنفيذ هجوم كهذا. إلا أن هجومهم أحبط لحسن الحظ في الوقت المناسب. كما كان يُنظر في الماضي إلى أولئك الذين يدعون إلى بناء كنيس يهودي أو حتى إلى إعادة بناء الهيكل اليهودي، على أنهم مجموعة هامشية مجنونة. أما اليوم فهناك من هم في مواقع السلطة في إسرائيل ولا يخفون مثل هذه النيات. إن احتمال حدوث أي ضرر مادي للأقصى أمر بعيد، لكن القلق بشأن ذلك ليس ضربا من جنون الارتياب.

أ ف ب

مصلون يهود عند حائط المبكى 

إسرائيل تنتهك الوضع الراهن في الأقصى/جبل الهيكل. وهذا التأكيد صحيح جزئيا. والأدق أن نقول إن الوضع الراهن قد تآكل في السنوات الأخيرة، لكن لم يحدث أنه انهار حتى الآن. إحدى الصعوبات التي تجعل الأمر مشوشا إلى حد ما وجود تفسيرات مختلفة لمصطلح “الوضع الراهن”، الذي لم يأخذ صياغته الرسمية أو يكتب على الإطلاق. وكان نتنياهو هو أفضل من عبر عن التعريف “الأساس” للوضع الراهن: “المسلمون يصلون في جبل الهيكل. غير المسلمين يزورون جبل الهيكل”. ومع دقة هذا التعريف فإنه لا يكفي لوصف تعقيدات الوضع الراهن.

قد يكون التعريف الأكثر تفصيلا إلى حد ما للوضع الراهن شيئا من هذا القبيل:

“الأقصى/جبل الهيكل هو مكان عبادة للمسلمين حصريا، وهو مفتوح للزيارات المحترمة من غير المسلمين، بالاتفاق مع سلطات الوقف المستقلة، ووفقا لقواعد اللياقة المتبعة في المكان”.

نقترح استخدام هذا الوصف كمعيار يمكننا باستخدامه قياس الانحراف عن الوضع الراهن.

الصلاة اليهودية. تقليديا، كانت الصلاة اليهودية على الجبل محظورة على نحو صارم. إلا أن الشرطة الإسرائيلية باتت أكثر تساهلا في السنوات الأخيرة وسمحت للزوار اليهود بالصلاة. في البداية، غضت الشرطة الطرف عن “الصلاة الصامتة” التي أصبحت أقل صمتا وأكثر ضجيجا. وادعاء إسرائيل بأنها تحافظ على الوضع الراهن في مسألة الصلاة اليهودية أكثر من مجرد خداع. إنها كاذبة. صحيح أن الأعداد قليلة والأماكن محددة لكن الصلوات تقام.

 سلطة الوقف. بعد حرب 1967، سمحت إسرائيل بقدر كبير من الحكم الذاتي للأوقاف الأردنية، وتركت تتعامل مع شؤونها بأقل تدخل إسرائيلي. وقد أشير إلى هذه الترتيبات لاحقا وكرست في معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية عام 1994. أما اليوم فقد تآكل هذا الاستقلال أيضا. وقيدت إسرائيل على نحو متزايد سلطة الوقف، وأصرت على أنه ينبغي الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية حتى في الأنشطة الأكثر دنيوية، مثل أعمال الصيانة البسيطة أو الروتينية. ومع أن الوقف أدى في الماضي دورا رئيسا في الحفاظ على النظام في الحرم، فإن إسرائيل نفسها قوضت قدرته على القيام بذلك.

وأدى تراجع سلطة الوقف بالطبع إلى تغير في دور الشرطة الإسرائيلية وطبيعة وجودها. ففي الماضي كانت الشرطة متمركزة على محيط الجبل، مع وجود رمزي لها فقط في الساحة نفسها. ولا تدخل الشرطة إلى الجبل إلا في الحالات القصوى، أي عندما تقع حوادث عنف لا يستطيع الوقف وحده احتواؤها. وإذا كانت الشرطة قبل عدة سنوات واحدة من أكثر عناصر الاستقرار في الأقصى، فقد تغير دورها اليوم تغيرا كبيرا. وما عاد يُنظر إليها بوصفها “وسيطا عادلا”، بل بوصفها قوة مؤازرة لحركات جبل الهيكل المختلفة تخدم مصالحهم على حساب مصالح المصلين المسلمين.

اللباقة. إن الطريقة التي يتصرف بها الزوار عند زيارتهم الأقصى هي الأقل إثارة للاهتمام، ولكنها ربما تكون العنصر الأكثر تأثيرا في الوضع الراهن. ومثال واحد سيكون كافيا. ففي السنوات التي أعقبت حرب 1967، كان مئات الإسرائيليين يزورون المسجد الأقصى يوميا دون أن يقع أي حادث. ولم يكن من الضروري أن يكون الزوار برفقة حراس الوقف أو الشرطة. لأنه وببساطة غير ضروري. أما اليوم فترافق مجموعات الزوار اليهود المرتبطين بحركات جبل الهيكل عن قرب عناصر من الشرطة الإسرائيلية، التي يرافقها بدورها حراس الوقف.

إلى ماذا يمكن أن يعزى هذا التغيير؟ قبل سنوات، عندما كان اليهود يزورون الجبل، كانت طريقة تصرفهم تبعث برسالة واضحة: “نحن ضيوفكم”. أما اليوم، فيتصرف الزوار بطريقة تبعث برسالة مختلفة كليا (أكبر تجسيد لذلك وزير الأمن القومي بن غفير): “نحن لسنا ضيوفكم. نحن المالكون وأنتم مستأجرون لدينا. نحن هنا لجمع الإيجار. يجب أن تستعدوا للطرد”.

لقد أصبح الأقصى/جبل الهيكل ساحة لانتصار القوميين المتطرفين. يمكن القول باختصار، قبل عشر سنوات، كان الأقصى الموقع الأقل احتلالا في القدس، والمساحة الآمنة النادرة، وربما الفريدة للفلسطينيين. أما اليوم، فيعد الأقصى أكثر الأماكن احتلالا في القدس، حيث تكون يد الحكم الإسرائيلي هي الأثقل.

إذن، أين يتركنا كل هذا في وقت تستعر فيه الحرب الوحشية، وتكاد كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية تصل إلى نقطة الغليان، وشهر رمضان على الأبواب؟

أسباب الهدوء الخادع

منذ نشوب الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ساد “هدوء” في القدس الشرقية عموما، والأقصى على الأخص، بشكل  مفاجئ. لكن هذا الهدوء خادع. إن الأسباب التي أدت إلى عدم اندلاع احتجاجات عنيفة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما توقع كثيرون، معقدة وغير مفهومة بشكل كامل. وبغض النظر، هناك عدد من العوامل التي ساعدت في الحفاظ على الاستقرار في الأقصى.

أظهرت الشرطة الإسرائيلية المتمركزة على البوابات وعشرات الآلاف من المصلين المسلمين ضبطا كبيرا للنفس. وقد أصبحت الشرطة على وجه التحديد أقل عدوانية مما كانت عليه في الماضي القريب بشكل ملحوظ. هناك مؤشرات جلية على أنه بينما أصدر بن غفير تعليماته للشرطة في القدس الشرقية بأن تكون “صارمة”، فقد جُرد من سلطته على الشرطة في الحرم الشريف وما حوله، والأوامر الصادرة للشرطة تأتي من مكتب رئيس الوزراء. والنتائج واضحة وملموسة.

وقد انخفضت أعداد المصلين المسلمين والزوار غير المسلمين بشكل حاد. إذ تسمح الشرطة لمجموعات صغيرة فقط من نشطاء جبل الهيكل بالزيارة في أي وقت، وهي لا تبدي أي تسامح مع السلوك التحريضي.

أ ب

فلسطيني يسير في باحة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة 

تعتبر الأسباب التي أدت إلى انخفاض عدد الزوار المسلمين إشكالية إلى درجة كبيرة. فالضفة الغربية تحت الإغلاق، ولا يمكن لمسلمي الضفة الغربية الوصول إلى المسجد الأقصى على الإطلاق. وعادة ما يحضر عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل لأداء صلاة الجمعة أسبوعيا. لكن ومنذ اندلاع الحرب، أصبح حضورهم ضئيلا. حيث  لم يُسمح بالدخول إلا للرجال الذين تزيد أعمارهم على 45 عاما في القدس الشرقية. وفي أيام الجمعة، يتعرض الفلسطينيون الشباب للإيقاف عند نقاط التفتيش خارج البلدة القديمة. وقد اختار الكثيرون الصلاة في الشوارع، التي كان يعقبها اشتباكات مع الشرطة.

إن الهدوء النسبي في القدس الشرقية والضفة الغربية خادع. فمذبحة إراقة الدماء المستمرة في غزة، ويد الشرطة ذات الوطأة التي يزداد ثقلها، مع الطحن والإذلال اليومي للحكم الإسرائيلي، وفوق كل شيء، اليأس، كل هذا أدى إلى تراكم غضب شديد تحت السطح مباشرة. إذا ترك هذا الغضب دون مراقبة، فإن انفجاره سوف يكون مجرد مسألة وقت. كما أن الديناميكيات الموصوفة المتعلقة برمضان والأقصى تجعل هذه المخاوف أكثر حدة.

كانت الإجراءات المتخذة لتقليل أعداد زوار الأقصى بمثابة رهان، وقد نجحت في الحفاظ على الهدوء حتى الآن. لكن من المرجح أن يلعب الاستمرار في اتخاذ مثل هذه الإجراءات خلال شهر رمضان المقبل دورا عكسيا.

إن سنوات من التآكل المستمر للوضع الراهن في الأقصى/جبل الهيكل لا يمكن عكسها، كما لا يمكن إصلاح الضرر بقرار واحد أو حتى بسلسلة من القرارات. وسوف يحتاج الأمر إلى عملية مطولة ومضنية يتمكن من خلالها أصحاب المصلحة ذوو النوايا الحسنة أن يستعيدوا حالة التوازن بهدوء.

ومع ذلك، فإن الحرب في غزة والتوترات الإقليمية الحالية لن تنتظر. فهي تمثل اشتباكا فوريا وحازما. إذ لا توجد قضية أو حدث واحد لديه القدرة على إثارة حرب إقليمية أكبر من حادثة تحريضية مفتعلة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وفي إسرائيل، كانت بعض الخطوط قد وضعت بالفعل. وقد أدلى وزير الأمن القومي العنصري، إيتمار بن غفير، بآرائه فيما يتعلق بالأقصى ورمضان، ولم يترك مجالا للشك في أن مخاطر العنف لا تثير مخاوفه. في الواقع، من غير المستبعد أن يكون اندلاع العنف هو ما يسعى إليه بالتحديد.

أ ف ب

شرطي إسرائيلي يفحص هوية مصلين قبل دخولهم المسجد الأقصى 

يصر بن غفير على فرض قيود صارمة على الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وفيما يخص المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل يقترح السماح بوصول الرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما فقط. وسوف تفرض قيود أكثر صرامة، ولكن غير معلنة، على سكان شرق القدس. سوف يمنع السكان المسلمون في الضفة الغربية الخاضعة للإغلاق، من دخول القدس وأداء فروض العبادة في الأقصى بشكل كلي.

وفي المقابل، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات الإسرائيلي يعارضان ذلك، مؤكدين أن هذا النوع من العقاب الجماعي غير مبرر، كما أنه ينطوي على خطر كبير. إنهم لا يرفضون هذه القيود الشاملة فحسب، بل يؤكدون أنه من الممكن ومن الضروري أيضا توفير إمكانية الوصول إلى الأقصى من الضفة الغربية، وأن الفشل في القيام بذلك وحده كافٍ ليهدد بإثارة أعمال عنف واسعة النطاق. وحتى الآن، كان نتنياهو يدعم بن غفير مبدئيا.

وكما لو أن هذا الوضع ليس متقلبا أو معقدا بما فيه الكفاية، فقد تردد أن “حماس” تصر على إدراج قضية الأقصى في محادثات إطلاق سراح الرهائن/وقف إطلاق النار.

إن العواقب المحتملة لاندلاع أعمال العنف على خلفية الحرب في غزة يُنظر إليها بجدية بالغة من جانب كل من إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، ومن جانب اللاعبين الرئيسين في المجتمع الدولي أيضا.

ورغم ذلك، فإن كل ما سبق قد لا يكون كافيا. لحسن الحظ، ربما تكون الظروف الحالية قد خلقت فرصا جديدة تحمل قابلية لتحقيق الاستقرار. فنتنياهو يعطي الأولوية للتطبيع مع العالم العربي دائما، وهذا جعله يولي انتباها أكثر من أي وقت مضى للأصوات في الجامعة العربية بشكل عام وفي دول الخليج بشكل خاص. لا أحد يستطيع أن يقول للأردن أو مصر أو دول الخليج إن الأقصى ليس من شأنهم. سوف يحتاج إلى الإصغاء بكل تأكيد.

وأخيرا، فإن تأمين سلامة القدس وجميع أماكنها المقدسة، وسلامة المسجد الأقصى بشكل خاص، يجب أن يحتل مكانة بارزة كهدف رئيس لأي سيناريو لـ”اليوم التالي” المحتمل.