تقديم :
المدرسة مؤسّسة من أهم مؤسّسات التّنشئة الاجتماعيّة الضّروريّة لحياة الأفراد، عبر جميع مراحل نموهم من الطّفولة الى ما قبل الجامعة؛ إذ تُساهم المدرسة في تربية الأجيال وتطوير المُجتمعات وتقدُّمها وهي المكان الذّي يُتعلّمُ فيه مختلف العلوم؛ على اعتبار أنّها المؤسّسة الثّانية للطّفل بعد البيت.
لذلك تُولي الدّول أهميّة كُبرى لهذه المؤسّسة التّعليميّة من أجل النّهٌوض بها ومواكبة التّطور العالمي ولاسيًما الجزائر؛ فهي واحدة من بين هذه الدّول التًي تسعى جاهدة إلى تطوير منظومتها التربوية؛ من خلال ماتقوم به من إصلاح و تجديد مواكبة بهذا العالم في سبيل بناء مؤسّسات ترْبوية ذات مُناخ مدرسيّ يطمح إلى إدارة صفيّة ناجحة ذات كفاءات عالية، من أجل تحصيل دراسيّ يسمو إلى التوقعات المرجوة؛ فهي بهذا تعمل جاهدة من أجل التّخفيف من المشكلات الصًفيّة وتحقيق المردود الدًراسي الجيّد والعناية بالمعلم والبرناج الدراسي والإدارة المدرسية، وهذا بفضل قياداتٍ تربويّة فعّالة ومتميزة وإدارة صفيّة تحتكم إلى الكًفاءة والجودة والقدرة على التّسييروإطارات تسهر على نجاح التعليم في المدرسة الجزائرية.
إذ يكمن مفتاح التّعليم النّاجح في العمليّة التّربويّة ككل في الإدارة الصّفيّة التّي تقوم على أسس ومعايير ذات مبادئ وقوانين وخبرة وحكمة ومعارف مدروسة، ومنهجيّة وخطة، وأنماط قياديّة تختلف من معلّم لآخر باختلاف تخصّصاتِهم وانتماءاتِهم ، والتّي من مهامها أيضا العناية بالمتعلّم؛ إذ تبنى فيها العلاقات الإنسانيّة وتتطوّر؛ فيكون المعلّم القائد الذّي له دّور مهم في تهيئة الظّروف المناسبة للمتعلّم داخل الّصّف الدّراسي، وإثارة الحماسة والرّغبة والدّافعيّة والتّميّز وتهذيب السّلوك؛ كلّها عوامل تصل بالمتعلّمين إلى النّجاح ومنه نجاح وصحة المجتمع. فالمعلم هو القدوة داخل الصف، وهو الكفاءة التي يجب أن تكون مسلحة بالعلم والأخلاق معا، حتى يصل بالتلميذ إلى المراتب العلى.
فالمعلّم هو المسير والمنشط الأهم للصّف أو القسم كما يسمى في المدرسة الجزائريّة، فبفضل المعلّم يكسب التّلميذ المتعلم المعلومة الصحيحة ويفهمها كما يجب أن تُفهم. وهو الذي يحرك الصف وينشطه ويعمل عل تحقيق التفاعل الفعال الهادف حتى يخلق جوا مناسبا لتحقيق النشاط الصفي الذي يرسم معالم النجاح في آخر الموسم الدّراسي.
على هذا الأساس يتطلب من بعض المعلّمين -بحسب تخصّصاتهم-ـ بذل مجهودات أكبر نظرا لاختلاف المادّة التّعليميّة من حيث طبيعتها وصعوبتها، حيث كل مادة من المواد تتطلب من المعلّم إستراتيجيّة في التّعامل مع المتعلّمين داخل الصّف لما لكل مادّة من من المواد خصوصيّة وأهميّة في نفس الوقت، فالكثير من الباحثين اهتموا بالإدارة الصّفية فبحثوا في تحسين مستوى التّحصيل فيها، وتذليل المشكلات التّي تعرقل سير الدّرس سواء كانت مشكلات معرفية أو أخلاقية أو أدائية أو نظاميّة.
كما نوضح أن الإدارة الصّفية تعني معاملة المعلّم للمتعلّمين وهذه المعالة قد تتأثر لنمط شخصية المعلّم؛ حيث نجد المعلّم الديمقراطي والمعلّم الديكتاتوري، والمعلّم الفوضوي او التسيبي، فهي أنماط نعتقد أنها ترتبط بطبيعة شخصية المعلّم مع ما إكتسبه من معلومات وتكوين بيداغوجي.