1- الاستخبارات الصينية تُصعد أنْشِطَتها داخل ألمانيا
تميزت العلاقات السياسية والاقتصادية بين ألمانيا والصين بـ”التنوع والعمق” لكن بعد تنامي الأنشطة التجسسية في ألمانيا والتهديدات التي تطلقها الصين تجاه تايوان وقضايا حقوق الإنسان وسياسات بكين في بحر الصين الجنوبي، بدأت السياسة الألمانية تتحول وأصبحت أكثر تشدداً تجاه الصين. ودعا العديد من الأحزاب السياسية في ألمانيا إلى مزيد من البقظة الحذر الشديد بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع الصين.
توتر العلاقات الألمانية الصينية
تعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين لألمانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وتعتبر الأسواق الصينية مهمة بالنسبة إلى ألمانيا حيث تصدر ألمانيا للصين الأجهزة الإلكترونية والسيارات التي تستهلكها الطبقة المتوسطة المتنامية في الصين. وتفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لألمانيا حيث شكلت ما يقرب من (10%) من التجارة الخارجية للبلاد البالغة (2.6) تريليون يورو العام 2021. ورغم ذلك توترت العلاقات بين برلين وبكين لا سيما فيما يتعلق بالعديد من القضايا منها تهديداتها المتصاعدة تجاه تايوان ومخاوف حول “حقوق الإنسان” بالإضافة إلى تنفيذ الصين لـ”عمليات تجسسية معقدة” على المؤسسات الألمانية خاصة المؤسسة العسكرية الألمانية منذ سنوات، وأصبح التباعد السياسي يعكس نفسه على العلاقات الاقتصادية.
تنامي عمليات التجسس
تزايد تهديد التجسس الصناعي على الشركات الألمانية العاملة في الصين بواسطة وكالات حكومية صينية، وأصبحت الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة الحجم في مرمي وكالات الاستخبارات الصينية ،هذه الوكالات تتمتع بموارد ضخمة تتيح لها التجسس الصناعي، حيث يعمل لدى وكالة الاستخبارات الصينية المتخصصة في الجوانب الفنية بمفردها (100) ألف موظف.
فحصت الأجهزة الأمنية الألمانية في 29 أكتوبر 2022 إمكانية إقامة الصين مكتب غير مرخص من أجل دعم عمل الشرطة الصينية في مدينة “فرانكفورت” الألمانية، وأجرت السلطات الألمانية التحقيقات فيما إذا كانت الحكومة الصينية تدير مركز شرطة غير قانوني.
زود سياسي ألماني الاستخبارات الصينية بين عامي 2010 و2019 بمعلومات “حصل عليها بشكل رئيس بفضل غلاقاته السياسية رفيعة المستوى” في إطار إدارته مجموعة الدراسات، وتلقى تمويلاً للتوجه إلى الاجتماعات مع ضباط الاستخبارات الصينية” و”تقاضى مكافآت مالية في 6 يوليو 2021.
وجه الادعاء الألماني في 2 أغسطس 2021 الاتهام لمواطنة ألمانية تحمل الجنسية الإيطالية بالتجسس لصالح الاستخبارات الصينية، متهمة بدعم أنشطة زوجها التجسسية منذ العام 2010″.
تبين بعد فحص (26) سيرة ذاتية لكبار الباحثين الصينيين الذين أقاموا في ألمانيا لفترة طويلة في السنوات العشر الماضية يعملون في مجال أبحاث الرياضيات، وعلوم الكمبيوتر والعلوم الطبيعية والتكنولوجيا، وجميع أصحابها يعملون في جامعات النخبة التي تتعاون بشكل وثيق مع الجيش الصيني. وهناك (22) من الذين تم اختيارهم أعيدوا إلى الصين عبر برنامج (1000) موهبة حيث حصل (12) منهم على منحة دراسية من مؤسسة “هومبولت” الألمانية، وحوالي “ثلث” جميع المناصب الإدارية العلمية في الصين يشغلها أشخاص تم تدريبهم وتأهيلهم في ألمانيا، بما في ذلك بعض النتخصصين الذيي يقودون أبحاث المواد العسكرية ويؤهلون الشباب للصناعات العسكرية. تجسس ـ عملاء الصين يخترقون ألمانيا!
تحذيرات الاستخبارات الألمانية من التهديدات الصينية
حذرت الاستخبارات الألمانية العسكرية في 30 أكتوبر 2022 من مخاطرمتنوعة مصدرها أنشطة أجهزة استخباراتية خارجية خاصة من أجهزة الاستخبارات الصينية التي تهدد القوات المسلحة الألمانية، وأضافت الاستخبارات الألمانية أن تلك الدول تستخدم كل الوسائل المتوافرة لديها من أجل الوصول لمعلومات ولتوسيع النفوذ داخل ألمانيا، وسجلت الاستخبارات الألمانية العديد من محاولات التجسس بـ “مستوى عال” عبر عمليات متكررة بطائرات بدون طيار فوق مواقع عسكرية تابعة للجيش الألماني ومراكز تدريب للجنود الأوكرانيين.
أخبر “برونو كال” رئيس المخابرات الخارجية الألمانية برلمانيين في 17 أكتوبر 2022 أنه يرى السماح للجهات الفاعلة الصينية بالمشاركة في مشاريع البنية التحتية الألمانية مثل حصة مقترحة بنسبة (35٪) من شركة الشحن العملاقة “كوسكو” في محطة الحاويات في هامبورغ “أمر بالغ الأهمية”. وأكد “بالطبع الميناء على سبيل المثال ، هو نوع البنية التحتية الحيوية التي يتعين عليك فحصها بعناية فائقة قبل الدخول في التزام”. وفي إشارة إلى التهديد الذي تشكله “الصين الصاعدة عالمياً”. أمن سيبراني: ألمانيا ماذا بعد إقالة مدير الأمن السيبراني، لوجود شبهات حول علاقته بالاستخبارات الروسية ؟
مخاوف من تمدد الصين اقتصادياً في ألمانيا
يسمح قانون التجارة الخارجية في ألمانيا للحكومة الألمانية مراجعة ما إذا كان استحواذ مستثمر أجنبي على شركة ألمانية يمثل خطراً على النظام العام أو أمن ألمانيا، ففي عام 2020 أوقفت الحكومة الألمانية استحواذ مجموعة تسلح صينية على شركة ألمانية متخصصة في مجال تقنيات شبكة الجيل الخامس والأقمار الصناعية والرادار، وفسرت الحكومة الألمانية القرار بأن هذه الخطوة ستسفر عن “أخطار فعلية وشديدة” على أمن ألمانيا.
سعت بعض الشركات الألمانية في مشاريع مشتركة مع شركات صينية بقيمة (2.4) مليار يورو (2.3 مليار دولار) مما دفع الساسة في ألمانيا في 21 أكتوبر 2022 إلى انتقاد تمسك ديوان المستشارية في برلين بخطط استحواذ الصين على حصة من ميناء حاويات في “هامبورغ” ورفضوا بيع البنية التحتية الحيوية للصين لأنه بعد خطأ فادح ويجب إيقافه لتأثيراته السلبية على مسار اتخاذ القرار والسياسة الأمنية لألمانيا، فضلاً عن تأثيره على الاقتصاد الألماني.
دعت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بربوك” في 12 أكتوبر 2022 إلى المزيد من الحذر في العلاقات التجارية مع الصين وأضافت “بربوك” “يجب علينا مواءمة سياستنا، ولكن قبل كل شيء العلاقات الاقتصادية مع الصين الموجودة اليوم”. ونوهت الوزيرة إلى أن الدولة الأوروبية صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا يجب أن تتعلم من انهيار علاقاتها مع روسيا وأن أن الدرس المستفاد من سياسة ألمانيا مع روسيا هو أننا يجب “ألا نعتمد وجودياً على أية دولة لا تشاركنا قيمنا”.
حذّرت المفوضية الأوروبية الحكومة الألمانية من مشروع استثمار صيني في محطة في ميناء “هامبورغ” وواجه المستشار الألماني “أولاف شولتز” وابلاً من الانتقادات عقب الاتهامات والانتقادات التي اتهمته بالتخطيط للدفع قدماً بمشروع استثمار صيني لشركة “كوسكو” للشحن في مرفأ هامبورغ رغم تحفظات من حكومته. وأصدرت المفوضية الأوروبية رأياً سلبياً باعتبار أن استثماراً كهذا قد يتسبب بتسريب معلومات حساسة عن نشاط الموانئ إلى الصين لكن يبقى رأي المفوضية الأوروبية استشارياً فقط إذ إن القرار النهائي في يد الحكومة الاتحادية الألمانية. ملف أمن سيبراني ـ مخاطر الهجمات السيبرانية، التضليل الإعلامي وانتهاك الخصوصية
**
2- الاستخبارات الروسية، تزايد أنْشِطَة التجسس داخل ألمانيا ؟
سجلت الاستخبارات الألمانية كثيرا من محاولات التجسس من دول معادية داخل ألمانيا خصوصاً من روسيا وقد شهدت ألمانيا عمليات تجسّس نُسبت إلى الاستخبارات الروسية تتضمن تلك الأنشطة، التجسس على العديد من المؤسسات الألمانية والسياسيين بالإضافة إلى التورط في عمليات اغتيال واختراق منشآت شديدة الحساسية، كذلك التجسس على الشركات الألمانية والمؤسسات البحثية الاقتصادية عبر عملاء يعملون لدى السفارات والبعثات الدبلوماسية وذلك لمحاولة التأثيرعلى صناعة القرار السياسي في ألمانيا.
جواسيس الاستخبارات الروسية في ألمانيا
يوجد ثلاثة أنواع من العملاء الروس يعملون في أوروبا لاسيما ألمانيا عملاء “مُعلنون” وغالبًا ما يشغلون أدوارا مثل الملحق الدفاعي والعمل في الاستخبارات العسكرية الروسية، والعملاء “غير المصرح” بهم الذين قد يتنكرون من قبل الاستخبارات الروسية الخارجية “SVR” كجزء من وفد تجاري، والعملاء “غير القانونيين” وهم عملاء نائمون يعملون بشكل خفي. ولا يزال عشرات العملاء الروس ينشطون في ألمانيا وتستخدم روسيا العملاء لمحاولة التأثيرعلى صناعة القرار السياسي في ألمانيا حيث جندت روسيا عملاء من “الدائرة المقربة” للمستشارة الألمانية السابقة “أنجيلا ميركل” وفي أجهزة المخابرات النمساوية وتعتبر تلك الشبكة مجرد جزء من شبكة أوسع للكرملين في دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك جمهورية التشيك وقبرص وفرنسا واليونان ولاتفيا وليتوانيا وبولندا. هكذا يعمل العملاء العرافون السريون داخل الاستخبارات الروسية
أنشطة تجسس روسيا في ألمانيا
تطبق السلطات الأمنية قواعد صارمة على الجواسيس الروس المشتبه بهم و تواصل ألمانيا توفير الحماية للمعارضة الروسية ومنحت السلطات الألمانية حوالي (240) تصريح إقامة للروس منذ مايو 2022 ومن بين الذين حصلوا على تصريح إقامة (144) من المعارضة في روسيا. واستغلت الاستخبارات الروسية تلك التصاريح حيث تقدم جاسوس روسي للحصول على تأشيرة في موسكو وقدم خطاب دعوة من القنصلية العامة الروسية في “لايبزيغ” وبعد رفض طلبه قدم الجاسوس الروسي طلب تأشيرة جديد، وأثناء المحاولة الثانية قررت الدائرة القنصلية الألمانية منحه التأشيرة رغم تحذيرات المكتب الاتحادي لحماية الدستور وبعد ذلك اعترفت السلطات الألمانية بالخطأ وأعلنت أن التأشيرة باطلة في العاشر من أكتوبر 2022.
تشمل أنشطة أجهزة الاستخبارات الروسية في ألمانيا التجسس الموجه ضد السياسة والمكاتب الإدارية المختلفة كذلك الشركات المبتكرة والمؤسسات البحثية الاقتصادية هي أيضًا بؤرة التجسس الاقتصادي من قبل أجهزة الاستخبارات الروسية.
اكتشفت أجهزة الاستخبارات الألمانية العديد من الجواسيس المتواجدين داخل مؤسساتها سواء داخل المؤسسات العسكرية أو السفارات أو داخل الشركات الموجودة لديها، حيث أتهم ضابط احتياط ألماني في أغسطس 2022 بنقل معلومات حساسة حول قوات الاحتياط في الجيش الألماني و”الدفاع المدني” وحول تبعات العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو منذ عام 2014 إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، ونقل معلومات حول مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الذي يربط روسيا بألمانيا.
تورطت الاستخبارات الروسية في عمليات اغتيال داخل ألمانيا، ففي عام 2019 أدين “فاديم كراسيكوف” بقتل مقاتل شيشاني سابق في برلين وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي الأول من أغسطس 2022 طالبت روسيا إدراجه في صفقة تبادل مقترحة للولايات المتحدة ويعتبر الطلب إشكاليًا لعدة أسباب، من بينها أن “كراسيكوف” لا يزال محتجزًا في ألمانيا ولأن الطلب لم يتم توصيله رسميًا ولكن من جهاز الاستخبارات “FSB”
حققت الأجهزة الأمنية الألمانية في 31 أغسطس 2022 مع موظفين كبيرين مسؤولين عن ملف الطاقة في وزارة الاقتصاد الألمانية، حول تجسساً لصالح روسيا وأتضح من دراسة دقيقة لأدائهما في العمل أن أحد المشتبه بهما درس في روسيا وأنهم يدافعون عن روسيا وأنتقدوا قرارات حكومة المستشار “أولاف شولتس” بشأن الطاقة.
وجدت السلطات الأمنية الألمانية في أكتوبر 2021 العديد من الجواسيس الروس يعملون في شركات للأمن المعلوماتي ونقلوا بيانات حول مجلس النواب الألماني إلى روسيا، كما كشف عن جواسيس يعملون لدى السفارات والبعثات الدبلوماسية بنقل معلومات لموسكو بالإضافة إلى علماء روسيين تجسسوا على برامج أمنية لحساب موسكو.
ألقت الشرطة الألمانية في العاشر من أغسطس 2021 القبض علي “ديفيد سميث”حارس أمن بريطاني يعمل لدى السفارة البريطانية في برلين بتهمة التجسس لصالح روسيا.
أثبتت الأدلة لجهاز مكافحة التجسس العسكري في ألمانيا في اغسطس 2022 أن جهاز الاستخبارات الروسي أصبح نشطاً في ألمانيا حيث تجسس علي دورات لتدريب جنود أوكرانيين داخل ألمانيا، وعلى استخدام أسلحة جديدة في قواعد عسكرية في ألمانيا. وأشارت الاستخبارات الألمانية إلى وجود مركبات على مقربة من مداخل مخيّمات التدريب العسكري إلي جانب وجود طائرات مسيّرة تحلق فوق ميادين التمرينات مرات عدة.
تستغل موسكو البعثات الدبلوماسية في ألمانيا في التجسس وتحاول استقطاب عملاء للبحث عن معلومات أنشطة عسكرية ألمانية وتهريب معدات تستخدم في صناعة الأسلحة. ففي عام 2019 استقطب “ليونيد ستروكوف” ـ ضابط في الاستخبارات الروسية ـ ونائب القنصل الروسي رسمياً في ميونيخ طالب الدكتوراه الروسي “إيلنورن” في جامعة “أوغسبورغ” بحجة أنه له زميلاً في بنك روسي كان يبحث عن فرص استثمارية في شركات الفضاء. وطلب “ستروكوف” منه المساعدة وجمع ملفات ووثائق عن مركبة الإطلاق الأوروبية “آريان 6″. الاستخبارات الصينية تُصعد أنْشِطَتها داخل ألمانيا
تزايد التجسس الاقتصادي الروسي
تزايد مخاطر استهداف روسيا للقطاع الاقتصادي الألماني من خلال عمليات تجسس بعد أن أصبح الاقتصاد الروسي منعزلاً عن المعرفة والتكنولوجيا، وحذرت الاستخبارات الداخلية الألمانية من ذلك في17 مايو2022. وأشارت الاستخبارات أن هناك خطر من أن يكون المزيد من محاولات الاستدراج خاصة للموظفين في قطاعات الاقتصاد والبحث العلمي ذات الصلة في روسيا في ألمانيا وأن الموظفين الذين يحملون الجنسية الروسية معرضون للخطر بشكل خاص لأنه يمكن أن يحدث الاتصال على نحو عابر تماماً أويضطروا لإقامة اتصال مع مؤسسات أو سلطات دبلوماسية في موطنهم.
تحذيرات الاستخبارات الألمانية من روسيا
ذكرت “مارتينا روزنبرغ” رئيسة المخابرات العسكرية بألمانيا في 30 أكتوبر 2022 أن هناك تزايد في نشاط أجهزة استخباراتية معادية داخل ألمانيا خصوصاً من روسيا وأضافت أن الاستخبارات العسكرية تسجل كثيرا من محاولات التجسس، ولوحظ عمليات متكررة بطائرات بدون طيار فوق مواقع عسكرية تابعة للجيش الألماني ومراكز تدريب للجنود الأوكرانيين. الاستخبارات ـ ماهو الدور الذي تلعبه خلال الحروب والنزاعات الدولية. ملف؟
طالبت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور الشركات والموظفين في ألمانيا في 17 مايو2022 بتوخي الحذر فيما يتعلق بكلمات المرور ومعلومات الشركات ورسائل البريد الإلكتروني المشبوهة، وأوصت بتحذير الموظفين المعينين حديثاً والذين يحملون الجنسية الروسية من محاولات الأجهزة الاستخباراتية للاتصال ودعت إلى توفير قنوات للإبلاغ عن حالات مشتبه بها.
حذرت الاستخبارات الألمانية في السابع من مارس 2022 من إمكانية استهداف الشركات التي تشكل جزءاً من البنية التحتية الحيوية والمؤسسات السياسية والعسكرية في ألمانيا.
أكدت الاستخبارات الألمانية في 17 فبراير 2022 أن أنشطة أجهزة المخابرات الروسية في ألمانيا لاتزال دون تغيير وعلى “مستوى عالٍ” لسنوات عديدة وإن القدرة على النشاط المكثف موجودة بالتأكيد حيث يقدر العدد الإجمالي لموظفي أجهزة الاستخبارات الروسية الثلاثة بحوالي (400000) موظف.
تصاعدت التحذيرات بشأن اهتمام روسيا باستجلاء أمور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية بألمانيا، وصارت الأساليب والاستراتيجيات التي تنتهجها موسكو في ألمانيا أكثر تعقيداً، وباتت ترقى إلى مستواها في أثناء الحرب الباردة فعلي سبيل المثال استخدمت موسكو أساليب جديدة جديدة مثل “دبلوماسية اللقاحات والكمامات” خلال أزمة تفشي فيروس كورونا.
**
3- الاستخبارات الألمانية، تقييم القدرات والصلاحيات
تنشط الاستخبارات خلال الحروب والنزاعات، وهذا ماينطبق على الاستخبارات الروسية والصينية بتزايد أنشطتها على الأراضي الألمانية. ورغم الرقابة المشددة للاستخبارات الألمانية، لكن نجحت استخبارات روسيا والصين بتجنيد عملاء قريبين جدا من صناع القرار ومن مكتب المستشارية الألمانية، وهذا مايمثل خرق أمني كبير.
مجتمع الاستخبارات الألماني الداخلي
يعتبرمجتمع الاستخبارات الألماني الداخلي ، اتحاد يتكون من 16 ولاية فيدرالية. كل من هذه الولايات الفيدرالية لها دستورها الخاص وكذلك جهاز المخابرات المحلية الخاص بها (Landesbehörde für Verfassungsschutz). داخل أراضي حدودها الفيدرالية ، تقوم أجهزة الاستخبارات المحلية بجمع معلومات حول الجهود الموجهة ضد النظام الأساسي الديمقراطي.الاستخبارات الروسية، تزايد أنْشِطَة التجسس داخل ألمانيا
يعمل جهاز المخابرات الداخلية في كل ولاية فيدرالية بشكل مستقل ولا يخضع لتعليمات ال Bundesamt für Verfassungsschutz (BfV) ، وهو جهاز محلي يتبع للوكالة الفيدرالية. وإن مهمة حماية الدستور يتم تنفيذها بشكل مشترك من قبل الوكالة الفيدرالية والولايات. وفقًا للقانون الاتحادي بشأن حماية الدستور، فإن الوكالات المحلية ملزمة بالتعاون وكذلك دعم ومساعدة بعضهم البعض.
ويكون تقاسم المهام بين BfV وكالة الاستخبارات الفيدرالية، حماية الدستور وأجهزة الاستخبارات المحلية للولايات الفيدرالية على النحو التالي :
ـ تعد أجهزة الاستخبارات المحلية للولايات الفيدرالية مسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالجهود المتطرفة والأنشطة التي تشكل خطرًا أمنيًا والأنشطة نيابة عن أجهزة الاستخبارات الأجنبية داخل ولاياتها الفيدرالي.
ـ تكون وكالة الاستخبارات الداخلية، حماية الدستور معنية بجمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالجهود والأنشطة التي تهم البلد ككل أو التي تهدف إلى استخدام العنف أو التحضير له أو دعمه أو الترويج له. تعمل الوكالة داخل مجتمع الاستخبارات المحلي الألماني كهيئة مركزية لها، فهي تنسق وتدعم أجهزة الاستخبارات المحلية للولايات الفيدرالية في أداء واجباتها.
وكالة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” (BfV)
يقوم المكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV) بتقييم المخاطر التي تشكلها الجماعات المتطرفة المختلفة. تجري الوكالة عمليات مراقبة وتتسلل إلى الجماعات المتطرفة لجمع معلومات عن تنظيمها ومواردها المالية وأسلحتها وخطط عملها. تتمثل مهمة وكالة حماية الدستور في مراقبة المتطرفين والجماعات شبه العسكرية التي تشكل تهديدًا محتملاً للمصالح الوطنية. وحصلت على تخصيص موارد استخباراتية واسعة النطاق لرصد وتدمير الجماعات النازية الجديدة المحظورة بموجب القانون الألماني.
وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية Bundesnachrichtendienst (BND)
هي وكالة استخبارات فيدرالية، وتتعامل ال (BND) مع الاستخبارات الداخلية وهي جزء من مكتب المستشار الاتحادي، المكتب التنفيذي للحكومة الألمانية. تدير دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) شبكة كبيرة من العملاء في جميع أنحاء العالم وتجري مراقبة واسعة النطاق للإشارات الراديوية والإشارات في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا.
تجمع دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية المعلومات ذات الصلة بمواقع ومحاكمة الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات غير الشرعيين وغاسلي الأموال وتجار الأسلحة من خلال العمل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى ، وخاصة الشرطة الجنائية الفيدرالية. وفقًا للقانون الدولي ، تجري دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية عمليات استخباراتية تهدف إلى مكافحة التجسس ومنع انتشار والمواد النووية.
بصرف النظر عن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية ، فإن مجتمع الاستخبارات الألماني يميز تقليديًا بين الاستخبارات الداخلية والخارجية ويقسم وكالات الاستخبارات العسكرية والمدنية وفقًا لذلك. ويكون تنسيق الاستخبارات العسكرية من قبل الفروع للقوات المسلحة ووزارة الدفاع.
وكالة الاستخبارات العسكرية (ANBw)، مكتب استخبارات القوات المسلحة الفيدرالية
تنسق وكالة الاستخبارات العسكرية عمليات مختلف بين فروع المخابرات العسكرية ويسهل تبادل المعلومات الاستخباراتية الحيوية مع الوكالات المدنية في مجتمع المخابرات الألماني.وتعتبر وكالة الاستخبارات العسكرية معنية بتقييم بشكل أساسي القوة العسكرية والعمليات والموقف السياسي للجيوش الأجنبية .
الأمن العسكري Militaerischer Abschirmdienst (MAD)
“مارتينا روزينبرغ “هي المسؤولة عن عمليات مكافحة التجسس ويقوم أحد مكاتب الاستخبارات الفيدرالية ، بجمع معلومات استخبارية عن عمليات الاستخبارات الأجنبية ، وتقييم أنظمة الأمن التي تهدف إلى حماية المواد السرية والحفاظ على السرية العسكرية. تقدم الوكالة المشورة للقوات المسلحة والحكومة الألمانية بشأن القضايا الأمنية. تعتمد وكالة مكافحة التجسس على الجهود التعاونية لـ Amt für Fernmeldwesen Bundeswehr (AFMBw) ، مكتب المراقبة اللاسلكية للقوات المسلحة الفيدرالية ، عند إجراء عمليات المراقبة.تجسس ـ عملاء الصين يخترقون ألمانيا!
الإطارالقانوني لجمع المعلومات الاستخباراتية
غيرت ألمانيا مرة أخرى إطارها القانوني لجمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية في مارس 2021. ويوسع القانون الجديد سلطات”استخبارات الإشارة” SIGINT الألمانية ويسمح لها باختراق مزودي خدمات الإنترنت الأجانب. من بين العديد من القواعد واللوائح الجديدة المعقدة ، هناك خمس ميزات لقانون وكالة الاستخبارات الخارجية BND المعدل تتراوح من جمع البيانات الوصفية غير المقيدة إلى قدرات الاختبار الواسعة والحماية الأساسية الجديدة لحرية الصحافة.
وحذر رؤساء وكالات التجسس الألمانية من “مخاطر” الاستخبارات الصينية في جلسة استماع برلمانية خلال شهر نوفمبر 2022. كما نصحوا بعدم منح بكين الكثير من النفوذ عندما يتعلق الأمر بالتعاون والبنية التحتية. أدلى “برونو كال” رئيس جهاز المخابرات المخابرات الخارجيةBND بهذا التصريح في شهادة أدلى بها جنبًا إلى جنب مع رئيسة مكافحة التجسس العسكري” (MAD) مارتينا روزنبرغ” و”توماس هالدينوانغ” ، رئيس المكتب الفيدرالي لحماية الدستور (BfV) وكالة المخابرات المحلية ، في جلسة استماع علنية سنوية أمام البوندستاغ . حذر رؤساء التجسس الثلاثة على وجه التحديد من التهديد الذي تشكله الصين في جلسة استماع تضمنت مناقشة حول الوضع الحالي مع روسيا.
وحذر رئيس دائرة الاستخبارات الخارجية الألمانية من صعود الصين عالميًا . أخبر رئيس الوكالة البرلمان أنه يرى السماح للجهات الفاعلة الصينية بالمشاركة في مشاريع البنية التحتية الألمانية ، مثل حصة مقترحة بنسبة 35٪ من شركة الشحن العملاقة كوسكو في محطة الحاويات في هامبورغ ، “أمر بالغ الأهمية.” وقال “بالطبع الميناء، على سبيل المثال ، هو احد انواع البنية التحتية الحيوية التي يتعين عليك فحصها بعناية فائقة قبل الدخول في التزام”. وفي إشارة إلى التهديد الذي تشكله “الصين، قال رئيس الوكالة إن ألمانيا: “يجب أن تكون مستعدة لحقيقة تهديدات “روسيا من جهة والصين من جهة اخرى” . وردد”هالدينفانغ” رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية تحذيرات ، قائلاً: “يجب ألا نسمح بوضع يمكن للدولة الصينية أن تؤثر فيه على الأحداث السياسية في ألمانيا”.
المخابرات الألمانية الخارجية تقدم المعلومات إلى أوكرانيا
قدمت وكالة الاستخبارات الخارجية(BND) لأوكرانيا معلومات قيمة من منطقة الحرب في أوكرانيا منذ بداية الصيف وإرسلت الوكالة أكثر من 100 تقرير تحتوي على صور الأقمار الصناعية وتفاصيل حول المواقع الروسية التي اعترضها الجواسيس الألمان إلى الخدمات الخاصة الأوكرانية كجزء من عملية سرية . وكان التعاون مابين الدوائر الأمنية والاستخبارات الاتحادية الألمانية والخدمات الخاصة الأوكرانية .الاستخبارات الصينية تُصعد أنْشِطَتها داخل ألمانيا
تلقت كييف خلال شهر أبريل 2022 معدات تقنية خاصة لنقل البيانات بشكل آمن. أوضحت الحكومة الألمانية أن البيانات “غير مناسبة” لتصعيد الهجمات على القوات الروسية. وقالت الحكومة الألمانية يجب أن يكون الأوكرانيون قادرين على معالجة المعلومات بمساعدة صور المواقع الروسية أو تفاصيل مرافق تخزين الذخيرة الموجودة في الأراضي التي تحتلها روسيا. وأجرت دائرة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية تحقيقات فيما إذا كان تقديم الدعم الاستخباراتي قانونيًا وحصلت على المشورة القانونية فيما يتعلق بشرعية نقل هذه المعلومات إلى أوكرانيا. وتنقل ألمانيا المعلومات من أوكرانيا فقط عن طريق BND ؛ ولا يتم الإعلان عن أي معلومات حول المنشآت العسكرية الموجودة على الأراضي الروسية.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– تعد الصين شريكاً تجارياً رئيسياً لألمانيا خاصة في مجال صناعة السيارات، واستثمرت الشركات الألمانية بكثافة في الصين على الرغم من المخاوف بشأن تجسس الصين الصناعي على التكنولوجيا الألمانية وتأثيراته السلبية على وضع ألمانيا الاقتصادي.
– كشفت التقارير الصادرة من الاستخباراتية الألمانية عن تنامي أنشطة التجسس الصينية عبر ممثلي الشركات والأكاديميين و الطلاب. وتعرضت البنى التحتية الألمانية للعديد من الهجمات بالإضافة إلى تجسس عملاء الاستخبارات الصينية على طالبي اللجوء من أقلية الإيغور المتواجدين في ألمانيا.
– بات تنامي أنشطة الصين التجسسية على ألمانيا تمثل إشكالية لألمانيا، إذ أن العمليات التجسسية تنعكس بالنسبة لألمانيا بأنه أهم شريك اقتصادي في أوروبا لبكين. الاستخبارات الألمانية كشفت عن العديد من محاولات التجسس على المؤسسات العسكرية في البلاد.
– دفعت المساعي الصينية للاستحواذ على حصة في ميناء هامبورغ والتوترات بشأن تايوان والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان إلى تصاعد دعوات الساسة الألمان إلى تبنى نهج سياسي جديد تجاه الصين وعدم تكرار خطأ برلين مع روسيا حتى لا تعتمد مرة أخرى على دول لا تشارك برلين سياستها.
– تصاعدت الخلافات داخل ألمانيا بين “ديوان المستشارية” والعديد من أحزاب المعارضة وعدد من الوزارات في ضوء خطط استحواذ الصين على حصة من ميناء حاويات في “هامبورغ” وطالبت المعاضة الألمانية أن تظل في أيدي القطاع العام كجزء من البنية التحتية الحيوية.
– بالرغم من تحذيرات الاستخبارات الألمانية، إلا أنه من المحتمل أن تعمل الحكومة الألمانية على تعزيز العلاقة الاقتصادية مع الصين، خصوصاً في وقت تعاني برلين من تبعات أزمة الطاقة عالمياً ويتجه اقتصادها، الأكبر في أوروبا، نحو الركود. ما يعزز هذا السيناريو هو زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز لبكين في 04 نوفمبر 2022 بصحبة وفد من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الألمان، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لـ”دويتش بانك” وشركة الصناعات التكنولوجية “سيمنز” وعملاق صناعة السيارات “بي إم دابليو”، وهي تعد أول زيارة لزعيم أوروبي من مجموعة السبعة للصين منذ أزمة كورونا، وسط انتقادات غربية واسعة بأنه “يكرر خطأ ميركل بتعزيز العلاقات السياسية مع روسيا”، فيما رد شولتز على الانتقادات بأن “على أوروبا نهج سياسة جديدة مع الصين”. وأبلغ المستشار الألماني الرئيس الصيني بأنه يرغب بـزيادة تطوير التعاون الاقتصادي مع الصين رغم وجهات النظر المختلفة بين البلدين.
ـ بات متوقعاً أن يمثل انفتاح ألمانيا على العلماء الصينيين في ألمانيا خطراً كبيراً على الأمن القومي الألماني. ومن المرجح أن تحجم الأجهزة الأمنية الألمانية متمثلة في الاستخبارات الألمانية وأجهزة مكافحة التجسس عن قبول بيع البنية التحتية الحيوية إلى الصين.
**
– اتخذت أساليب واستراتيجيات وكالات الاستخبارات الروسية بعداً آخر أكثر تعقيداً في ألمانيا، ومما لا شك أن حالات التجسس في ألمانيا من قبل روسيا كانت متوقعه خصوصاً بعد أزمة روسيا وأوكرنيا.
– ترفق روسيا عملها أنشطتها التجسسية بشكل متزايد بعمليات اغتيال للمعارضة الروسية الذين فروا إلى ألمانيا، كذلك الجنود الروس المتواجدين في ألمانيا والمنشقين عن الأجهزة العسكرية والأمنية الروسية.
– اعتادت ألمانيا في بعض الأحيان فقط طرد الجواسيس الروس المشتبه بهم الذين تم اعتمادهم كدبلوماسيين، لكن في ظل أزمة أوكرانيا وتنامي أنشطة روسيا التجسسية في ألمانيا طردت برلين (40) موظفاً في السفارة الروسية.
– تميل موسكو إلى الرد على مثل عمليات الطرد من خلال طرد عدد متساوٍ من الألمان من روسيا، ومن المحتمل أن تكون برلين شديدة الحذر مع عمليات الطرد هذه خوفاً من أنها فقد نفوذها في روسيا.
– تتصاعد المخاوف بشأن عمليات التخريب المحتملة في ألمانيا التي تستهدف على سبيل المثال شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. ولا يمكن استبعاد محاولة موسكو إثارة الاضطرابات في ألمانيا مثل تسليم متفجرات للمتطرفين خاصة جماعات اليمين المتطرف المواليين لروسيا.
– تدفع أنشطة الاستخبارات الروسية في ألمانيا السلطات إلى تغيير نهجها تجاه روسيا ومعالجة الثغرات وأوجه القصور للأجهزة الاستخباراتية الألمانية على المستوى الفيدرالي، واتخاذ إجراءات لحماية المستشارية والوزارات الرئيسية مثل حقائب الخارجية والداخلية والدفاع والاقتصاد والبرلمان الألماني من التجسس.
**
– نجحت موسكو يالتخلص من معارضيها داخل ألمانيا، رغم نفي موسكو تنفيذها مثل هذا النوع من العمليات، ومهما كان رد روسيا، فأن ذلك يعتبر مأخذ كبير على الاستخبارات الألمانية، بإنها غير قادرة على توفير الحماية لجماعات معارضة حصلت حق اللجوء أو الأقامة. هذا النوع من العمليات انعكس على العلاقة مابين البلدين وشهدت العلاقات الدبلوماسية توتراُ وطرد عدد من اعضاء البعثة الدبلوماسية في سفارة روسيا ببرلين وبالعكس.
– ان أجهزة استخبارات روسيا والصين وغيرها تعتمد دوما أسلوب العمل خلف واجهات “قانونية” منها شرعية مثل العمل الدبلوماسي ومنها غير شرعية، العمل خلف واجهات مثل شركات ومنظمات وغيرها وهذا مايعقد الأمر.
– تواجه ألمانيا مشكلة وجود شركات ومنظمات مشتركة أو متعددة الجنسية، يسمح لأعضاء المنظمة او الشركات التواصل مع دول خارج ألمانيا وهذا مايمثل تحدياُ كبيراُ للاستخبارات الألمانية، بالفصل مابين العلاقة الأدارية وعلاقة “الجاسوسية”.
– تعاني الاستخبارات الألمانية من “معضلة” وهي الصلاحيات، هي تحتاج دوما العودة إلى القضاء لأصدار التصريحات من أجل القيام بأعمال تعرضية ضد جواسيس محتملين على أراضيها.
– يبدو إن الاستخبارات الألمانية تواجه “موجة” تجسس أكبر من قدراتها الفنية ومواردها البشرية، كون دول كبرى مثل الصين وروسيا معروفة بحجم موااردها البشرية والمالية والفنية.
– تعاني ألمانيا كثيراً من خرُوقات أمنية ومن هجمات سيبرانية، وخاصة خلال جائحة كورونا ثم حرب أوكرانيا، واعترفت ألمانيا بوجود ثغرات أمنية وخروقات سيبرانية تعرض أمنها القومي، تلك الهجمات استهدفت البنى التحتية ومؤسسات مثل البرلمان والدفاع وغيرها.
– كشفت ألمانيا عن عدد من عملاء يعملون لدول أجنبية أبرزها الصين وروسيا وإيران في قضايا التجسس التقليدي.
– تزايد تهديد التجسس على الشركات الألمانية العاملة في الصين بواسطة وكالات حكومية صينية، وأصبحت الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة الحجم في مرمي وكالات الاستخبارات الصينية.
– تستهدف استخبارات الصين مراكز البحوث والخبراء والجامعات أكثر من غيرها. ورغم تحذيرات الاستخبارات الداخلية من أنشطة استخبارات أجنبية فقد سجلت ألمانيا محاولات تجسس ضد مؤسساتها، ابرزها مقرات الدفاع والتدريب خلال حرب أوكرانيا.
– ما تبحثه الاستخبارات الأجنبية في الوقت الحاضر خاصة استخبارات الصين وروسيا هو: حجم إمدات الأسلحة التي تقدمها ألمانيا إلى أوكرانيا، حجم موجودات مخازن الدفاع من الأسلحة، مراكز تدريب الجنود الأوكرانيين، قدرة ألمانيا بتحمل أزمة الطاقة، مدى “سخط” المواطن الألماني على سياسات الحكومة نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار. يبقى التجسس التقليدي قائماً، رغم تطور وسائل التواصل الجتماعي وتصاعد تهدديات الهجمات السيبرانية.
– تزايد أنشطة التجسس الصينية عبر ممثلي الشركات والأكاديميين و الطلاب. وتعرضت البنى التحتية الألمانية للعديد من الهجمات بالإضافة إلى تجسس عملاء الاستخبارات الصينية على طالبي اللجوء من أقلية الإيغور المتواجدين في ألمانيا.
– بات مرجحاً ان تشهد ألمانيا تزايد أنشطة أجهزة الاستخبارات الأجنبية من داخل أراضيها، خاصة روسيا خلال حرب أوكرانيا وكذلك الصين، طالما هناك دوراُ توسعياُ للصين في ألمانيا وربما أوروبا، وهذا ما يضع الاستخبارات الألمانية على المحك مع تحديات جديدة وزخم عمليات تجسس تقليدي وسيبراني أوسع من قدراتها الحالية.
– إن ماتحتاجه الاستخبارات الألمانية تعزيز مواردها البشرية والفنية والمالية لمواجهة التحديات لكي تتماشى استخباراتها مع الدور الجديد الذي تلعبه ألمانيا إقليميا ودولياً.
الهوامش
تحذيرات ألمانية من تهديدات أجهزة استخباراتية “معادية”
https://bit.ly/3STEV8M
China spying on Germany, say intelligence chiefs
https://bit.ly/3STZNwA
ألمانيا- انتقادات لخطط استحواذ الصين على حصة بميناء بهامبورغ
https://bit.ly/3SUeZKv
ألمانيا تحقق في قيام الصين بإدارة مركز شرطة غير مرخص على أراضيها
https://bit.ly/3TPNQJM
ألمانيا تدعو لمزيد من الحذر في العلاقات مع الصين
https://bit.ly/3UaHqEQ
تمويلاً للتوجه إلى الاجتماعات مع ضباط الاستخبارات الصينية” و”تقاضى مكافآت”.
https://bit.ly/3NmqcSE
**
بدء محاكمة ضابط احتياط ألماني بتهمة التجسس لصالح روسيا
https://bit.ly/3E3cy3X
شكوك في ألمانيا حول وقوف روسيا وراء “تخريب” طال السكك الحديد
https://bit.ly/3T1q4JC
German cybersecurity chief sacked following reports of Russia ties
https://bit.ly/3E0jQWa
الاستخبارات الألمانية تحذر من تزايد مخاطر التجسس الاقتصادي الروسي
https://bit.ly/3FLOq74
تحذيرات ألمانية من تهديدات أجهزة استخباراتية “معادية”
https://bit.ly/3Ur48bR
الاستخبارات الألمانية تحذّر من هجمات إلكترونية روسية ضد منشآت حكومية وخاصة
https://bit.ly/3fD4nlq
**
Bundesamt für Verfassungsschutz – The German domestic intelligence services
bit.ly/3NV2rBu
Germany, Intelligence and Security | Encyclopedia.com
bit.ly/3Ushp4i
Zentrum für Nachrichtenwesen der Bundeswehr
bit.ly/3Tt9TFb
Militärischer Abschirmdienst – Wikipedia
bit.ly/3G54AbT
China spying on Germany, say intelligence chiefs – DW – 10/17/2022
bit.ly/3UNXHjA
Der Spiegel: German Intel Gave Over 100 Reports to Ukrainian Special Services – Kyiv Post – Ukraine’s Global Voice
bit.ly/3A5H5vE
نقلاً عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
.
رابط المصدر: