الانتخابات الأمريكية: ما بين وحدة الجمهوريين وانقسام الديمقراطيين

شهدت الساحة السياسية الأمريكية أسبوعًا حافلًا بالعديد من الأحداث والمفاجآت ذات الوقع الكبير على مسار سباق الانتخابات الأمريكية المزمع عقدها في نوفمبر القادم، ما بين استمرار مطالبات عدد من الديمقراطيين للرئيس الحالي جو بايدن بالتنحي والانسحاب من الترشح للانتخابات الرئاسية، وتجميد عدد من المانحين لتبرعاتهم لحملته الانتخابية، وإصرار الرئيس جو بايدن على الاستمرار في الانتخابات، ثم إعلان إصابته بفيروس كوفيد-19، والأنباء المتواترة عن احتمالية انسحابه من السباق الانتخابي خلال الأيام المقبلة، وما بين حادثة محاولة اغتيال المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب أثناء تجمع جماهيري في بنسلفانيا، وما أعقبها من أحداث وردود أفعال محلية ودولية، وتوقعات باستمرار تداعياتها على مشهد الانتخابات والساحة السياسية الأمريكية، بجانب تعزيزها لحظوظ ترامب في هذه الانتخابات، مرورًا بخطاب بايدن للأمة، وانطلاق فاعليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وإعلان الحزب الجمهوري لدونالد ترامب مرشحًا رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية، وتسمية ترامب لنائبه، جيمس ديفيد فانس الذي سيخوض معه السباق الانتخابي، وصولًا للعديد من التصريحات المختلفة من حملتي ترامب وبايدن، وخاصة خطاب جي دي فانس الذي فتح النار بانتقادات لاذعة للديمقراطيين والرئيس جو بايدن، مما يدفع لاستبيان أبزر ملامح مشهد الانتخابات الأمريكية وتداعياته المحتملة على مسار هذه الانتخابات المزمع عقدها في نوفمبر المقبل؟

محاولة اغتيال فاشلة، تعكس تصاعد العنف السياسي وتعزز حظوظ ترامب الانتخابية: 

أسفرت محاولة اغتيال ترامب عن تنامي المخاوف لدى كل من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء من تصاعد العنف السياسي في أمريكا، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظل الوضع السياسي المنقسم في المجتمع الأمريكي، والخطاب السياسي الذي عمق هذا الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، ودفع كلًا من الرئيس السابق ترامب، والرئيس الحالي جو بايدن إلى تبني خطاب تهدئة ومحاولة تقليل حدة النبرة السياسية سعيًا لتوحيد الشعب الأمريكي.

ومن جانب آخر، قد تؤدي محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب، ومشهد الرجل القوي الذي ظهر به بين ناخبيه وهو ملطخ بالدماء، إلى تنامي شعبيته خلال الفترة القادمة، لاسيما بين فئة الناخبين المترددين، وخاصة أنها وقعت بعد المناظرة التي أخفق فيها بايدن كثيرًا أمام منافسه ترامب. لذا قد يؤدي تعاطف الناخب الأمريكي مع ترامب وصورة الرجل القوي التي ظهر بها إلى تنامي حظوظه الانتخابية، وهو ما حدث سابقًا مع الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، حيث أدت محاولة الاغتيال التي تعرض لها إلى فوزه بالبيت الأبيض.

كما يعزز من فرص إعادة انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية، ما يعكسه المشهد السياسي الأمريكي الحالي من وجود حالة من الانقسام المتزايد في صفوف الديمقراطيين، يقابله وحدة متنامية في صفوف الحزب الجمهوري. لاسيما مع إعلان كل من رون ديسانتيس ونيكي هايلي، المنافسان الرئيسيان السابقان لترامب في سباق ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية تأييدهما ودعمهما الكاملين لترشح ترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، في إظهار لوحدة الصف الجمهوري للناخبين، والذي يناقض مشهد الحزب الديمقراطي الذي تعصف به الخلافات منذ أسابيع بشأن مسألة استمرار مرشحه بايدن في خوض الانتخابات.

إيران تنفي مزاعم ضلوعها في حادث محاولة اغتيال ترامب:

ذكرت شبكة “CNN” أن السلطات الأمريكية تلقت معلومات استخباراتية خلال الأسابيع الماضية بشأن “مؤامرة إيرانية” لمحاولة اغتيال ترامب، وأن جهاز الخدمة السرية أبلغ حملة ترامب بوجود تهديدات متزايدة له، لكنها كانت تحذيرات عامة. فيما رفضت حملة ترامب التعليق “بشأن تفاصيل أمن ترامب”، كما رفض البيت الأبيض التعليق على هذا الأمر، مشيرًا لعدم وجود مؤشرات حتى الآن لوجود علاقات بين مطلق النار على ترامب بشركاء أجانب أو أمريكيين، فيما أعلنت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، “أنهم يتتبعون التهديدات الإيرانية ضد مسؤولين سابقين في إدارة ترامب منذ سنوات”، ويعزو هذا الأمر للقلق الأمريكي من رغبة إيران في الانتقام لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020.

وهي الاتهامات التي رفضتها إيران وأكدت بعثتها لدى الأمم المتحدة في بيان أن هذه الاتهامات “مغرضة ولا أساس لها من الصحة، وأن إيران ترى ترامب مجرمًا يجب محاكمته ومعاقبته في محكمة قانونية لأنه أمر باغتيال سليماني، وأنها اختارت المسار القانوني لتقديمه للعدالة”.

قراءة لخطاب بايدن للأمة بعد محاولة اغتيال ترامب:

عقب وقوع حادث محاولة اغتيال ترامب، سعت الحملة الانتخابية للرئيس بايدن إلى رسم مسار جديد للحملة، حيث تم إيقاف الإعلانات التلفزيونية وتعليق الحملة الانتخابية، والعمل على إلغاء الهجمات اللفظية على ترامب. وجاء خطاب بايدن للأمة يوم 14 يوليو الجاري، عقب محاولة اغتيال ترامب، في إطار مساعي بايدن وفريق حملته الانتخابية تلك، حيث ركز بايدن في خطابه على دعوة الأمريكيين للوحدة ونبذ العنف، وجاءت أبرز رسائله كما يلي:

أكد بايدن في خطاب للأمة على أهمية نبذ العنف السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية وألا يصبح ظاهرة اعتيادية، وسرد عدد من الأحداث التي تجسد هذا العنف، ومنها تعرض عدد من أعضاء الكونجرس من الحزبين لعمليات إطلاق نار، والهجوم على مبنى الكونجرس في 6 يناير 2021، مرورًا بالهجوم على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وخطط خطف حاكم أثناء ولايته، وصولًا لمحاولة اغتيال الرئيس السابق ترامب.

واعترف بايدن في خطابه بأن ارتفاع حدة الخطاب السياسي في الساحة السياسية الأمريكية تصاعد بسبب الانتخابات الرئاسية، ودعا إلى تخفيف حدة الخطاب السياسي، وتعزيز النقاش السلمي ونبذ التطرف والغضب، لعدم الانزلاق في دوامة العنف، وحث المواطنين أن يعربوا عن اختيارهم عبر صناديق الاقتراع وليس من خلال أعمال العنف والطلقات النارية.

وأعرب بايدن عن قناعته بأن الانتخابات القادمة ستحدد مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية والعالم لعقود مقبلة، متوقعًا أن تشكل فترة الانتخابات الأمريكية “فترة اختبار” لمدى وحدة الشعب الأمريكي، وحث الناخبين على إيجاد حل سلمي للمسار المستقبلي لأمريكا من خلال مقارنة الرؤى المتنافسة في الانتخابات وشخصيات المرشحين وأعمالهم ورؤيتهم للولايات المتحدة الأمريكية وممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، كما أعاد في خطابه التركيز على دعوة الأمريكيين للوحدة، محذرًا من انتشار المعلومات المضللة وصب الجهات الفاعلة الأجنبية الزيت على نار انقسامات الأمريكيين لتحقيق مصالحهم بدلًا من المصالح الأمريكية.

بايدن يستأنف حملته الانتخابية بمحاولة حشد الكتلة التصويتية للملونين لصالحه:

وفي أول خطاب سياسي لبايدن منذ محاولة اغتيال ترامب، والذي ألقاه أمام المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في لاس فيجاس مع بداية استئنافه لحملته الانتخابية، حاول بايدن الموازنة بين انتقاد منافسه ومساعيه لتهدئة الساحة السياسية الأمريكية. وفي محاولة منه لكسب تأييد كتلة الناخبين الملونين في أمريكا، انتقد بايدن منافسه ترامب في عدة قضايا، من أبرزها طريقة تعامله مع الاقتصاد خلال جائحة فيروس كوفيد-19. كما فند أكاذيب ترامب بأن البطالة بين السود وصلت إلى مستوى قياسي منخفض في عهد إدارة بايدن.

كما وبخ بايدن ترامب لزعمه سابقًا أن الرئيس السابق باراك أوباما ليس مواطنًا أمريكيًا، ولإشارته إلى أن المهاجرين يأخذون “وظائف السود” من الأمريكيين في مناظرتهما يوم 27 يونيو الماضي.، وهي الاشارة التي انتقد الكثيرون ترامب عليها عقب المناظرة، ووصفوها بأنها محاولة عنصرية ومهينة لتوسيع جاذبيته خارج قاعدته المحافظة البيضاء.

وتابع بايدن بالقول، “كنت نائبًا للرئيس باراك، وهي كامالا نائبتي، لقد رشحت أول وزير دفاع أسود في تاريخ أمريكا.. رشحت أول قاضية سوداء إلى المحكمة العليا بأمريكا، الأمر يهم.. يا رفاق، بسببكم، أنا الرئيس، وكامالا هاريس نائب للرئيس.. هي الآن نائب رئيس عظيم، ومن الممكن أن تكون رئيسة للولايات المتحدة”.

واتصالًا بمساعي بايدن لحشد الناخبين السود وتهدئة المخاوف بشأن تقدمه بالعمر وقدراته المعرفية، سيسجل مقابلة مع المحطة التلفزيونية “بِت” والتي تستهدف بشكل خاص الأميركيين من أصول إفريقية.

وخلال لقاء بايدن مع شبكة “BET” كشف عن أن السبب الوحيد الذي قد يدفعه لعدم الترشح للانتخابات القادمة، هو أن يظهر له الأطباء أنه يعاني من مشكلة صحية ما، واعترف بأنه أخطأ في المناظرة بشكل فادح، ونوّه لإمكانية أن تكون نائبته هاريس رئيسًا لأمريكا.

المشهد الديمقراطي، وما تعكسه استطلاعات الرأي، هل ينسحب بايدن من سباق الانتخابات؟

كشف استطلاع للرأي أجرته “رويترز/إبسوس”، أن نحو 80% من الأمريكيين يخشون من انزلاق بلادهم إلى الفوضى بعد محاولة اغتيال ترامب، فيما أعرب نحو 84% من المشاركين في الاستطلاع عن مخاوفهم من أن تثير الانتخابات القادمة المزيد من أعمال العنف، مما يمثل زيادة عن نتائج استطلاع سابق أجرته “رويترز/إبسوس”، في مايو الماضي، كشف أن نحو 74% من الناخبين لديهم نفس المخاوف.

وأظهر الاستطلاع تفوق ترامب بنسبة 43%، على منافسه بايدن الذي حصل على نسبة تأييد 41% من المشاركين في الاستطلاع، فيما أظهر استطلاع للرأي الذي أجرته قناة فوكس نيوز وشبكة إن بي سي نيوز، تقدم ترامب بثلاث نقاط فقط على بايدن، كما كشف استطلاع لشبكة سي بي إس نيوز، نهاية الأسبوع، أن ترامب يتقدم بفارق نقطتين فقط على بايدن في ست ولايات من الولايات السبع المتأرجحة الرئيسية، فيما أظهر استطلاع “التايمز/سيينا”، الذي صدر يوم الاثنين تراجعه بثلاث نقاط في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، لذا على الرغم من تصدر ترامب لاستطلاعات الرأي إلا أن الفارق مازال ضئيلًا، ويوضح أن السباق الانتخابي ليس بعيد المنال بالنسبة لبايدن.

ومع ذلك مازالت حالة من الانقسام وعدم اليقين تهيمن على مشهد الحزب الديمقراطي، الذي يتصاعد به الجدل بين أحاديث الديمقراطيين بشأن استمرار خوض بايدن للانتخابات، وقد عكس استطلاع للرأي أجرته “رويترز/إبسوس” يوم الثلاثاء أن نحو 40% من الناخبين الديمقراطيين الذين شاركوا في الاستطلاع، ونحو 65% من المستقلين يرون أنه “يتعين على بايدن التخلي عن محاولة إعادة انتخابه”.

وبالتوازي، يستمر بايدن في خوض معركتين: إحداهما مع منافسه في الانتخابات، والأخرى مع بعض الديمقراطيين البارزين لإصراره على الاستمرار في السباق الانتخابي. ويسعى جاهدًا لمحاولة تهدئة مخاوفهم بشأن وضعه الصحي وإدراكه المعرفي. كما وجه رسالة للمشرعين الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي أشار فيها إلى “أنه المرشح الأفضل لهزيمة ترامب”، وألقى باللوم على الصحافة والصحفيين الذين يضغطون عليه من أجل الانسحاب. وتزامن كل هذا مع تجميد عدد من المانحين لتبرعاتهم لحملته الانتخابية.

لكن على الرغم مما تعكسه التصريحات المتوالية لبايدن بشأن تمسكه بخوض الانتخابات، وأنه لن ينسحب إلا حال وجود وضع صحي يمنعه من خوضها، تشير عدد من الأنباء المتتالية مؤخرًا إلى أن بايدن بات أكثر تقبلًا لفكرة انسحابه من السباق الرئاسي. كما أطلعته رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي أن استطلاعات الرأي تظهر أنه لا يستطيع هزيمة ترامب في الانتخابات القادمة، فيما صرح الديمقراطي البارز في مجلس النواب آدم شيف، “أن الوقت قد حان بالنسبة لبايدن لتمرير الشعلة لشخص آخر”، فضلًا عما تردد بشأن إبلاغ زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر لبايدن بأنه “سيكون من الأفضل للبلاد والحزب الديمقراطي إذا انسحب من السباق الرئاسي”، فيما لم تتوقف المطالبات بعدد من وسائل الإعلام الأمريكية لبايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، ومنها صحيفة نيويورك تايمز، ومؤخرًا أعلنت شبكة “نيوز نيشن” الأمريكية، بأن بايدن سينسحب من السباق الرئاسي في الأيام المقبلة.

وهو ما يوضح حالة الانقسام الشديد التي تهيمن على الحزب الديمقراطي في وقت حساس جدًا في سباق الانتخابات، ويلقي الضوء على أهمية إِسراع الديمقراطيين في اتخاذ القرار بشأن حسم مسألة ترشح بايدن أو إيجاد بديل له لخوض الانتخابات، فكلما تأخر الحزب الديمقراطي في حسم هذه المسألة كلما تأثرت حظوظ الحزب الانتخابية في الانتخابات القادمة، حيث قد يخسر منصب الرئيس وكذلك الكونجرس.

وحدة الصف الجمهوري وإعلان ترامب مرشحًا رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية:

انعقد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري يوم 15 يوليو الجاري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن الأمريكية، وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار أربعة أيام. وقد شهدت الأيام الماضية زخمًا كبيرًا للجمهوريين، لاسيما مع اعتماد الحزب ترشيح الرئيس السابق ترامب رسميًا للسباق الانتخابي إلى البيت الأبيض، والاستقبال الحافل الذي حظي به ترامب من مناصريه، بجانب تسمية ترامب لنائبه الذي سيخوض معه مضمار السباق الانتخابي، وهو السيناتور جيمس ديفيد فانس، وهو الاختيار الذي قوبل باستحسان كبير في صفوف الجمهوريين.

وعلى الجانب الآخر، سارع بايدن وحملته الانتخابية بتغيير النبرة الهادئة التي اتسم بها خطابهم السياسي فور وقوع حادثة محاولة اغتيال ترامب، حيث سارع بايدن في توجيه انتقادات لاذعه لفانس، إذ اتهمه بأنه “يحابي الأغنياء”، وأن كلًا من ترامب وفانس “يريدان زيادة الضرائب على أسر الطبقة المتوسطة مع تعزيز التخفيضات الضريبية للأغنياء”، وأضاف لاحقًا أن فانس هو “استنساخ لترامب”، فيما نددت حملة بايدن الانتخابية بفانس، ووصفته بأنه “متطرف.. وينكر نتيجة انتخابات 2020، ويدعم حظر الإجهاض على مستوى البلاد”.

مجمل القول؛  يشهد سباق الانتخابات الأمريكية زخمًا كبيرًا في ظل العديد من الأحداث والمفاجآت المتوالية، والتي من الواضح أنها مستمرة حتى عقد الانتخابات في نوفمبر المقبل، في ظل مشهد الوحدة الذي يظهر به الحزب الجمهوري، وحالة الانقسام وعدم اليقين التي تهيمن على الحزب الديمقراطي بشأن مرشحه في الانتخابات القادمة، ما بين تمسك الرئيس جو بايدن بخوض الانتخابات، وتصاعد المطالبات بانسحابه من السباق الانتخابي، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام بايدن لإقناع الديمقراطيين الذين يرغبون في تنحيه بأنه ملائم لخوض الانتخابات بجانب تحدي خوضه لمسار الانتخابات، وهو المشهد الذي يؤثر بشكل كبير على الحظوظ الانتخابية للحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة إذا لم يسارع بحسم هذا الأمر سريعًا، وتغيير نهجه خلال الأسابيع القادمة ولغة الحملة الانتخابية كي يتمكن من جذب الناخبين المتأرجحين وحث الديمقراطيين على التصويت بكثافة في الانتخابات القادمة.

هذا بجانب التداعيات الكبيرة لحادثة محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب ليس فقط على مشهد الانتخابات، بل وعلى الساحة السياسية الأمريكية بشكل عام، وكذلك اختيار ترامب لنائبه السيناتور جي دي فانس، والذي عزز أكثر من حظوظ ترامب في هذه الانتخابات، كما ساهم في زيادة دعم المتبرعين لحملته الانتخابية، وخاصة رجال الأعمال البارزين في مجال التكنولوجيا بسيلكون فالي، وعدد من المستثمرين في العملات المشفرة، حيث تحول دعمهم من الديمقراطيين إلى الجمهوريين إلى حد كبير في هذه الانتخابات، بسبب تضررهم من سياسات بايدن وخاصة ملاحقات منع الاحتكار، وهو ما يمنح ترامب شريان مالي كبير قد يكون له دور مهم في الانتخابات القادمة، فعلى سبيل المثال أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” الملياردير إيلون ماسك تأييده الكامل لترامب، مخصصًا 45 مليون دولار شهريًا لدعم حملته الانتخابية.

لذا قد تحمل الأيام المقبلة بل والساعات القليلة القادمة الكثير من المفاجآت في مشهد الانتخابات الأمريكية، لذا يترقب العالم مجريات هذه الأحداث التي قد تسفر عن تغير كبير في مسار هذه الانتخابات، لاسيما وأن الحزب الديمقراطي بات في موضع لا يحسد عليه، في توقيت حساس جدًا بالنسبة لسباق الانتخابات الأمريكية بشأن حسم الجدل الدائر بين أروقته، في مقابل ما قد يحمله خطاب الرئيس السابق دونالد ترامب في المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري من رسائل، وخاصة أن الرئيس السابق دونالد ترامب ألمح بأنه أعاد تغيير خطابه بالكامل بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال يوم السبت الماضي، مؤكدًا أنه سيكون خطابًا مذهلًا يركز على الدعوة لوحدة البلاد، وأن الهجوم الذي تعرض له تسبب في تغيير حملته الانتخابية بالكامل.

 

المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/82020/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M