مروة عبد الحليم
أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى زعزعة النظام العالمي الذي تأسس بعد عام 1945، وغيرت البنية الأمنية لأوروبا رأسًا على عقب؛ فالهجوم الذي شنه الرئيس “فلاديمير بوتين” لتقليص توسع حلف شمال الأطلسي “ناتو” شرقًا كان سببًا مباشرًا في تغيير الفكر الأمني لدى العديد من الدول الأوروبية، والاتجاه نحو توسيع الحدود الشمالية لحلف الناتو عبر ضم السويد وفنلندا اللتين تستعدان لاتخاذ قرار تاريخي خلال الأيام المقبلة بشأن طلب انضمامهم إلى الحلف كقوة رادعة في مواجهة هجوم روسي محتمل. والتخلي بذلك عن سياسة الحياد الأيديولوجي والبراجماتي، وهو تحول مهم في ميزان الأمن الأوروبي من شأنه أن يزيد من الوجود العسكري للحلف بالقرب من روسيا.
رغم تعاونهما الوثيق مع حلف الناتو منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، اختارت فنلندا والسويد عدم الانضمام إليه. واعتمد البلدان سياسة الحياد العسكري على مدى عقود في الشؤون الدولية. تبنت فنلندا -التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية لأكثر من قرن قبل المطالبة باستقلالها في عام 1917- سياسة الحياد خلال الحرب الباردة التي سعت تحديدًا إلى تجنب أي صراع مع روسيا. وحافظت السويد على الحياد بوصفه ركيزة أساسية لسياستها الخارجية لمدة 200 عام إزاء كافة نزاعات العالم. لكن الغزو الروسي أجبرهما على دراسة ما إذا كان حيادهما العسكري طويل الأمد لا يزال أفضل وسيلة لضمان أمنهما القومي أم لا.
في ردهما على العملية الروسية، قام البلدان بإعادة تقييم سياساتهما الأمنية، وبرز السعي لنيل عضوية “الناتو” بشكل سريع بوصفه الخيار الأكثر واقعية. وجاءت هذه الخطوة في ظل ترحيب من قادة الناتو وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “جو بايدن”. وعلى الرغم من الإجراءات المعقدة التي يحتاجها قبول العضوية والتي قد تستلزم عامًا كاملًا من المباحثات، لكن الظروف الاستثنائية قد تغير كل شيء وتتم عملية الانضمام سريعًا. وتأمل فنلندا والسويد في أن يكون أعضاء “الناتو” الحاليون مستعدين لكي يقوموا معًا بردع أي استفزازات روسية محتملة بين بدء عملية الانضمام ونهاياتها المحتملة في 2023.
دوافع مشتركة
عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، انضمت فنلندا والسويد إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1995، لكنهما لم يشعرا بالحاجة الملحة للانضمام إلى تحالف عسكري في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ولكن، استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014 أقنع البلدين بضرورة بناء تعاون مع حلف شمال الأطلسي دون الانضمام إليه، خاصة أن هذا الاقتراح لاقى معارضة شديدة من قبل الرأي العام في كلا البلدين.
فشل سياسة الحياد: بعد غزو أوكرانيا، تأكدت فنلندا والسويد أنه لا مجال للعودة إلى ماضي الحياد الوهمي، في ظل فارق القوة الهائل بين موسكو والبلدين اللذين لا يزيد عدد سكانهما معًا على 15 مليون نسمة. فقد صارت فنلندا في علاقاتها مع موسكو على وتر مشدود ما بين المثالية والرغبة في أن تكون قادرة على العمل مع روسيا التي تشترك معها في الحدود، وبين الواقعية في الحفاظ على وجود جيش دائم قوي في حالة غزو روسيا. وبدأت الأمور تتغير بشدة منذ انطلاق الحرب الأوكرانية، وهو ما ظهر في تدفق السلاح الفنلندي إلى كييف وإغلاق هلسنكي المجال الجوي لها أمام الطائرات الروسية.
النموذج الأوكراني كان حاضرًا وبقوة أمام البلدين؛ فعلى الرغم من العلاقات العسكرية بين الناتو وأوكرانيا إلا أنها ما زالت بعيدة عن مظلة الحلف الذي تخلف عن تقديم الحماية والدعم المباشر تجنبًا لتصعيد الصراع مع روسيا. وهو ما دفع البلدين إلى التفكير نحو ما إذا كان المسار المحايد الذي اتبعاه خلال الحرب الباردة يمكن أن يحفظ لهما أمنهما في الوقت الذي تتجه فيه أوروبا نحو فترة جديدة من المواجهات الخطيرة بين الشرق والغرب.
ومن ثم، فإن القيمة المضافة التي ستجلبها عضوية الناتو للسويد وفنلندا أنها ستوفر لهما ضمانًا للأمن الجماعى ضد موسكو بموجب المادة الخامسة، والتى بموجبها يجب اعتبار أي هجوم على أي عضو في الحلف بمثابة هجوم على جميع الأعضاء.
تعزيز أمن منطقة البلطيق: مع تصاعد التهديد الأمني الروسي في شرق أوروبا، تشعر دول البلطيق (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) بالقلق من قدرة روسيا على عزلها عن بقية أوروبا عبر فجوة سوالكي “Suwalki“، وهي الحدود البولندية الليتوانية الضيقة التي يبلغ طولها 65 كيلومترًا، والتي يُنظر إليها على أنها واحدة من أكثر نقاط الناتو ضعفًا، حيث يقع إلى الغرب من هذه المنطقة مقاطعة كالينينجراد الروسية المسلحة بكثافة والتي تعد رأس حربة روسيا في مواجهة الناتو.
وخلال مناورات زاباد العسكرية التي أجرتها روسيا وبيلاروسيا العام الماضي، تدربت القوات على سد فجوة سوالكي وغزو وهمي لليتوانيا، مما أظهر قدرة روسيا المتفوقة في المنطقة. وليس هناك شك في أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو سيساهم في الأمن الأوروبي، وسيعزز أمن منطقة بحر البلطيق، ويفتح إمكانات جديدة لإطار التعاون الدفاعي لدول الشمال الأوروبي (NORDEFCO). بجانب أن السيطرة المتكاملة على منطقة البلطيق ستجعل مهمة الدفاع عن إستونيا ولاتفيا وليتوانيا أكثر سهولة؛ لأهمية أراضي السويد ومجالها الجوي بشكل خاص في مثل تلك الجهود، ويمكن لجزيرة جوتلاند السويدية أن تكون بمثابة قاعدة متقدمة للدفاع عن دول البلطيق.
تصاعد الدعم الشعبي: على الرغم من سعي فنلندا والسويد إلى تعاون أكبر مع “الناتو”، لم يكن يُنظر إلى مسألة الانضمام إلى الحلف على أنها قضية مُلحة إطلاقًا. وتظهر استطلاعات الرأي الحديثة وجود أغلبية واضحة ومتزايدة تدعم الانضمام إلى الحلف، والتخلي عن سياسة الحياد، والاتجاه إلى التحالف بشكل علني مع أوروبا. ويتوقع الرأي العام أن عضوية الناتو ستوفر الحماية الضرورية والعاجلة. ففي نهاية المطاف، ضايقت روسيا الجمهوريات السوفيتية السابقة ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا لكنها لم تجرؤ على مهاجمتها –رغم الخلافات الحادة بين جميع الأطراف- لأنهم أعضاء في الناتو.
وكشف استطلاع أجرته شركة ديموسكوب لاستطلاعات الرأي أن 57٪ من السويديين يفضلون الآن انضمام السويد إلى التحالف. بينما وجد استطلاع أن 68٪ من الفنلنديين سيدعمون الحصول على عضوية الناتو، وأن عددًا أكبر سيدعم هذا المسعى إذا حظي بالتأييد العام من رئيس البلاد.
ولعل الدافع الرئيس لقلق فنلندا ليس فقط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية بقدر ما هو التخوف من أن تكون أوكرانيا هي فقط البداية الأوروبية لعودة الاتحاد السوفيتي بصورة جديدة، وأن أهداف روسيا من العمليات العسكرية في أوكرانيا تتخطاها، وسوف تتعدى إلى دول أوروبية أخرى، وخاصة دول فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، وكذلك دول الجوار وعلى رأسها فنلندا. لذا يرى غالبية الفنلنديين أنهم سيكونون أكثر أمانًا داخل الناتو.
توفير ضمانات سياسية: من شأن عضوية فنلندا والسويد أن تعزز تجمع دول الجناح الشرقي في حلف شمال الأطلسي لسنوات قادمة، حتى عندما تتلاشى آثار الغزو الروسي الحالي على أوكرانيا. وستتمكن السويد وفنلندا بعد ذلك من المساهمة في المناقشات الحاسمة حول العلاقات مع روسيا في حلف شمال الأطلسي. بجانب أن انضمامها سيجعل مبرر بعض الدول التي تفضل الاستقلال الذاتي الاستراتيجي الأوروبي في الدفاع أقل استدامة لأن إحدى الحجج كانت أن بعض دول الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك فنلندا والسويد- غير مشمولة بضمانات المادة الخامسة.
مكاسب متوقعة
استدعى السلوك العدواني الروسي على أوكرانيا والإخلال بالاستقرار فيها، ناهيك عن المناورات العسكرية المفاجئة التي أجرتها روسيا مع بيلاروسيا وتم خلالها حشد مائة ألف جندي على حدود روسيا مع حلف شمال الأطلسي؛ لفت الانتباه نحو تعزيز موسكو قدراتها ووجودها العسكري قرب حدود دوله وشركائه. ما دفع حلف الناتو إلى دعم الخطوات الجادة التي تتبعها السويد وفلندا نحو الانضمام إليه لتوسيع عدد أعضائه إلى 32 عضوًا، وإعادة النظر في استراتيجيته ومخططاته وتمركزه في أوروبا.
تعزيز قدرة الشمال الأوروبي: ظهرت خلال السنوات الأخيرة بعض “الفجوات الاستراتيجية” بين دول منطقة الشمال الأوروبي (النرويج، الدنمارك، آيسلندا). وانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو سيسهم في توحيد جميع دول الشمال الخمس في مجتمع دفاعي قادر على توفير ضمانات دفاعية متبادلة، فضلًا عن عمق استراتيجي من شأنه تحسين الأمن والقدرة على الدفاع الجماعي.
ففي غضون عامين، ستتألف القوة الجوية الجماعية لدول الشمال الأوروبي، من 150 طائرة مقاتلة من طراز F-35 و72 طائرة مقاتلة سويدية من طراز JAS Gripen. إذا أضفنا بريطانيا وألمانيا وهولندا، فسيكون لدى شمال أوروبا ما يقرب من 250-300 طائرة F-35 بالإضافة إلى JAS السويدية. وهذا من شأنه أن يخلق نظامًا قويًا للردع في الجناح الشمالي لحلف شمال الأطلسي. وستعمل على تحسين قدرة الناتو على حماية الرابط البحري عبر المحيط الأطلسي، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان وصول التعزيزات الأمريكية إلى أوروبا في حالة حدوث أزمة كبيرة.
المساهمة في الأمن الأوروبي: إن احتمال إعادة الناتو تركيز استراتيجيته للمواجهة مع روسيا في الاتجاه الشمالي، جنبًا إلى جنب مع انضمام جميع الدول الاسكندنافية إلى الحلف، يخدم مصالح الناتو، لا سيما أن انضمام فنلندا وحدها يضاعف طول الحدود البرية الفاصلة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وإلى جانب ذلك، تمتلك فنلندا والسويد جيوشًا مدربة من قبل الناتو، يتجاوز قوامها عدد جيوش لاتفيا وليتوانيا وإستونيا مجتمعة. ومن شأن عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي أن تدفع إلى إعادة الانتشار على الجناح الشمالي الغربي لبوتين، مما يزيد من تمدد جيشه الذي تضرر بشدة من المقاومة الأوكرانية والصراع الذي طال أمده. وسيعززان بشكل كبير قدرات حلف شمال الأطلسي، خاصة فيما يتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية والقوات الجوية. ومن المهارات المهمة الأخرى التي ستجلبها فنلندا إلى التحالف هي استخباراتها العسكرية، ونتاج 105 سنوات من مراقبة وفهم الدولة الروسية.
تنافسية الجيشين الفنلندي والسويدي: يظل الجيش الفنلندي استثنائيًا جدًا في أوروبا، حيث يقوم بتدريب مجموعات كبيرة من المجندين كل سنة على إتقان تكتيكات الدفاع ضد هجوم روسي كبير. وهو محور تدريبهم خلال العقود القليلة الماضية، في الوقت الذي حولت فيه الدول الأخرى سياساتها العملية إلى إدارة الأزمات باستخدام وحدات صغيرة.
وترتبط كل من فنلندا والسويد بعلاقات عسكرية وثيقة مع الناتو والاتحاد الأوروبي، ويشير بعض الخبراء إلى أن القدرات العسكرية الفنلندية أكثر قابلية للتعاون مع الناتو وإجراء عمليات مشتركة أكثر فاعلية من بعض الأعضاء الرئيسيين بالحلف. ويمتد التركيز على الجهوزية للجيش الفنلندي، الذي يمكن أن يحشد قوات احتياط تضم 280 ألف جندي مدرب، وهو ما لا يمكن لأي دولة أخرى في أوروبا القيام به.
وتتمتع السويد كذلك بخبرة في رصد الغواصات التي من شأنها أن تخدم الناتو بشكل جيد. وتشتهر بجيش كفء وصناعات عسكرية متقدمة، وأسلحة تراعي التفوق السوفيتي، حتى إن أحد المبادئ الأساسية للطائرات الحربية السويدية الصنع أن تكون قادرة على الانطلاق والهبوط من الطرق السريعة المخصصة للسيارات؛ لأنها افترضت دومًا أنه في حال وقوع حرب مع موسكو، فإن الروس سيسيطرون على المطارات أو يقصفونها، بل إن السويد كانت تفكر في اقتناء أسلحة نووية.
قاعدة اقتصادية قوية: تمتلك السويد وفنلندا أنظمة اقتصادية قوية واستقرارًا سياسيًا يمنحهما القدرة على تطوير جيشهما وزيادة الإنفاق العسكري للنسب المتفق عليها في الناتو بقيمة 2% من إجمالي الناتج المحلى، من شأنه أن يسهم في إعادة صياغة السياسات الأمنية والعسكرية لمنطقة شمال أوروبا، وإضافة أكثر من 250 مقاتلة حديثة.
وتعد السويد ذات أهمية جغرافية وقاعدة صناعية وتكنولوجية متطورة، وازداد انفتاحها على إمكانية إقامة شراكة مع الولايات المتحدة. وتعمل السويد في العديد من المجالات العسكرية المتطورة التي تهم حلف الناتو، ولا يقتصر ذلك على المقاتلات المتطورة بل يشمل أيضًا مجالي الفضاء والإنترنت. من جهة أخرى تعد فنلندا دولة غنية لها قاعدة صناعية وتكنولوجية متطورة وإمكانات عسكرية قوية نسبيًا. قبل غزو أوكرانيا بقليل، أنهت فنلندا شراء 64 مقاتلة من طراز F-35 من شركة الدفاع الأمريكية لوكهيد مارتن.
تداعيات محتملة
حذرت وكالة المخابرات الفنلندية سوبو، من أن روسيا قد تشن المزيد من عمليات التجسس ضد الدولة الإسكندنافية، التي تفكر جديًا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتتوقع زيادة حادة في الهجمات الإلكترونية الروسية وكذلك محاولات ابتزاز السياسيين المؤيدين الانضمام إلى الناتو. وأضافت الوكالة أن المزاعم الكاذبة بشأن الإساءة إلى الروس الأصليين الذين يعيشون في فنلندا قد تستخدم لتبرير شن عدوان روسي على البلاد. وعلى المجتمع الفنلندي أن يكون مستعدًا لمختلف الاستفزازات الروسية التي تسعى إلى التأثير على صنع السياسات في فنلندا بشأن قضية حلف شمال الأطلسي.
عارضت روسيا تاريخيًا الدول التي تشترك في حدودها الانضمام إلى “ناتو”، حيث تتقاسم روسيا حدودها البرية مع 14 دولة، خمسة منها فحسب أعضاء في حلف الناتو. ويزيد طول الحدود البرية الروسية على 20 ألف كيلومتر بقليل، وتتشارك بأقل من 1/16 منها (1215 كيلومترا) مع أعضاء الناتو. لذا فإن المخاوف من انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وإطالة أمد تلك الحدود كان أحد المبررات الرئيسة لبوتين لغزو أوكرانيا، لكن خطته ربما جاءت بنتائج عكسية، حيث دفعت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر المزيد من الدول القريبة من روسيا فعليًا إلى التفكير بجدية في الانضمام إلى الحلف.
تدرك روسيا من جانبها خطر أن تصبح فنلندا والسويد عضوين في حلف الناتو، فمبدئيًا يعنى ذلك وجود قوات التحالف الغربي على مسافة 2600 كم تقريبًا على الحدود الروسية، بما في ذلك احتمالية إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في تلك الدول على غرار الموجودة في دول كبري مثل ألمانيا، أو التعزيزات التي أرسلت إلى بولندا التي ترتبط بحدود جغرافية مع روسيا.
لذا يبدو أول التداعيات المحتملة كي تواجه روسيا فرضية انضمام السويد وفنلندا هي نشر خط ردع نووي على الحدود الروسية البرية، ليس هذا فقط، بل دول مثل مولدوفا وجورجيا قد تشهد اضطرابات أمنية ونشاطًا لحركاتهما الانفصالية الموالية لروسيا كنوع من الضغوط الأمنية على تلك الدول وجيرانها، ومن ثم على أمن الاتحاد الأوروبي.
وقد حذر المسؤولون الروس من أن عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي تعني أن روسيا ستنشر أسلحة نووية في منطقة البلطيق. وهذا التهديد يعني المزيد إذا لم يكن لدى روسيا بالفعل منشآت نووية في منطقة كالينينجراد التي تبعد أقل من 500 ميل عن كل من هلسنكي وستوكهولم. ومع ذلك، فهو تحذير من شأنه أن يضع الفنلنديين والسويديين على حافة الهاوية. يمكن لروسيا شن المزيد من الهجمات الإلكترونية على شبكات الحكومة الفنلندية والسويدية والشركات الكبرى. ويمكن أن تستفز كلا البلدين بتوغلات غواصات في مياه الشمال الأوروبي في بحر البلطيق وتدخلات الطائرات المقاتلة في المجال الجوي لفنلندا والسويد.
ختامًا، في حال انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، من المتوقع أن يتجنب البلدان أي أعمال استفزازية ضد روسيا؛ تجنبًا لإثارة مخاوف موسكو الأمنية على المدى الطويل، وعدم سعيهما مستقبلًا إلى إنشاء قاعدة دائمة لحلف الناتو على أراضيهما. والسير على خُطى النرويج التي سعت إلى تهدئة موسكو من خلال عدم السماح بوجود القواعد العسكرية الأجنبية والأسلحة النووية ووضع قيود على تدريبات الناتو، وذلك على الرغم من كونها عضوًا مؤسسًا في الحلف. وستكتفي فنلندا والسويد فقط بالحماية التي سيوفرها حلف شمال الأطلسي بموجب المادة الخامسة للحلف.
.
رابط المصدر: