الانحلال والمجتمع الصناعي فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي- آرثر هيرمان

العوامل البيئية أكثر أهمية من الوراثة في إطلاق عملية الانحلال، كان أكثرَ وضوحًا بين الطبقات الدنيا: العمال والفقراء والعاطلون الذين كان يسمِّيهم ماركس البروليتاريا ويشير إليهم الليبراليون الفرنسيون ﺑ الطبقات الخطرة أولئك هم الذين كانوا يحملون وصمة التقدم وهم «مرضى الحضارة الذين يهددون الآن بابتلاع المجتمع بسبب أعدادهم المتزايدة…

في البداية، كانت مصطلحات «لومبروزو» عن الانحلال أو التفسُّخ التطوري تُطبَّق فقط على عالم الجريمة السفلي، بعد ذلك كان لا بد من أن يبدأ علماء الأنثروبولوجيا والجريمة والاجتماع في استخدامها، لوصف طبقات وجماعات أخرى، وبنهاية القرن، سوف يجد البعض ذلك النموذج «اللومبروزي» المتحلِّل المرتد إلى سمات الأسلاف (المتأسِّل) واللااجتماعي في الإنسان الحديث نفسه، وليس في المذنب أو المجرم فقط.

علماء الاجتماع «الأوائل» أولئك كانوا كلهم يفترضون أنَّ الوراثة البيولوجية والتطوُّر الاجتماعي يؤثِّران على بعضهما البعض بطريقة يمكن التنبُّؤ بها. إذا كان الإنسان يعيش في مرحلة تطوُّر بدائية مثل «الهو تنتوتس»٣٤⋆ Hottentots الأفارقة أو هنود «تييرا دل فيوجو»٣٥⋆ Tierra del Fuego فإنه يعتبر بدائيًّا أو همجيًّا بصرف النظر عمَّا إذا كان جنسًا بيولوجيًّا قويًّا أو ضعيفًا، وإذا كان يعيش في مجتمع متقدِّم أو متحضِّر، وكان من «سلالة صحيَّة»، فهو إذن «عادي» (وهو مصطلح من وضع المفكر الإنجليزي الراديكالي التقدمي «جیرمي بنتام» Jeremy Bentham)، أما إذا كان يعيش في مجتمع متقدِّم لكنه جاء بميراث بيولوجي مرضي أو «مترد» فسيصبح متحللًا أو مرتدًّا للأسلاف، ولسوف ينقل تلك البلوى إلى ذريته مع تكرار أسوأ.

هذه النقطة الأخيرة على الأقل كانت من استنتاج «بيندكت» موريل Benedict Morel مؤسِّس ما يُسمَّى بالمدرسة الفرنسية في نظرية الانحلال. لم يرَ «موريل» وتابعوه التقاطع بين الإنسان وبيئته الحديثة على ذلك الضوء المعتدل الذي صنعه «لومبروزو». كانوا يرَون أنَّ ذلك يحمل إمكانيات الخطر، ونتاجًا لمشكلات يمكن أن تهدِّد الحياة المتحضِّرة ذاتها.

«لومبروزو» نفسه كان قد استخدم دراسات «موريل» عن «الفدامة»٣٦⋆ (أو التخلف العقلي) التي ظهرت في خمسينيات القرن التاسع عشر، في تطوير نظرياته، وكان «موريل» قد أعطى نظرية الارتداد الوراثي إلى الأسلاف نظرةً أكثر ظلامًا.٣٧⋆

عند «موريل» لم يكن الانحلال أو التفسُّخ معزولًا أو محددًا في عائلات أو أُسَر بعينها كما كان عند «لومبروزو»، ولكنه بدل ذلك، جزء من عملية أكبر، هو بقعة أو وصمة مرضية تتَّسع على وجه المجتمع الصناعي الحديث. كان «موريل» وأتباعه يقولون إنَّ العوامل البيئية يمكن أن تكون أكثر أهمية من الوراثة في إطلاق عملية الانحلال، الأمر الذي كان أكثرَ وضوحًا بين الطبقات الدنيا: العمال، والفقراء، والعاطلون، الذين كان يسمِّيهم «ماركس» ﺑ «البروليتاريا»، ويشير إليهم الليبراليون الفرنسيون ﺑ «الطبقات الخطرة»، أولئك هم الذين كانوا يحملون «وصمة التقدم»، وهم «مرضى الحضارة» الذين يهددون الآن بابتلاع المجتمع بسبب أعدادهم المتزايدة.٣٨

الحرب الفرنسية البروسية (١٨٧٠–١٨٧١م) التي أسفرت عن هزيمة مفاجئة وساحقة لفرنسا على يد الألمان، وعن الحرب الأهلية، وعن تدمير «باريس» على يد ثوَّار الطبقة العاملة في الكوميونة، هذه الحرب صدمت النخبة الفرنسية المثقَّفة وأصابَتها بالرعب، وكان النقَّاد الفرنسيون يصفون الأحداث بالمصطلحات المروعة نفسها التي كان يستخدمها جيل «جوبينو» لوصف أحداث ١٨٤٨م،٣٩⋆ ولكنهم من ناحية أخرى، اتجهوا إلى لغة العلم أكثر من التوجُّه إلى قوة حيوية وأسطورة عرقية لتفسير ما حدث.

الخوف من «فرنسا المنحلَّة» أو «المتفسِّخة» La France degenerée (وهو عنوان كتيب مجهول ظهر في ١٨٧٢م)، كان يتخلَّل الجدل حول كل جوانب السياسة الاجتماعية بما في ذلك إدمان المسكرات، والإنجاب غير الشرعي، والجريمة، وانخفاض معدلات المواليد … إلى جانب الفساد السياسي، وكان نتيجة ذلك، انغماس مفرط في عملية الاستبطان القومي لمعرفة الأفكار والدوافع، وفي تأنيب النفس على ضوء آراء «موريل» و«لومبروزو» بلا تمييز، لفهم أسباب وقوف فرنسا على حافة انهيار أخلاقي وثقافي.٤٠

كان المؤرِّخ «هيبوليت تايني» Hippolyte Taine مثلًا من أشدِّ المعجبين ﺑ «لومبروزو»، وكانت دراسته الضخمة «أصول فرنسا المعاصرة» التي بدأها في عام ١٨٧٣م، وأكملها في ١٨٩٤م، تزعم أنَّ القرن التاسع عشر كله، من الثورة حتى الكوميونة قد كشف عن قوى الانحلال الفسيولوجي التي تُضعف صحة فرنسا الثقافية والسياسية. وكان «تايني» يزعم أنَّ «الجراثيم» المدمِّرة (مصطلح القرن التاسع عشر للجينات)، قد دخلت إلى مجرى الدم الفرنسي عن طريق الجماهير الثورية في عام ١٨٨٩م، مسبِّبة «الحُمَّى، والهذيان، والتشنجات الثورية». والنتيجة هي أنَّ فرنسا وجدت نفسها في حالة مرضية مزمنة من عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاجتماعية منذ ذلك الحين.٤١ وفي كتابه «الانحلال والجريمة» ١٨٨٨م أكَّد «تشارلز فيري» Charles Féré وبنفس أسلوب «موريل»، على أنَّ العوامل البيئية تفسِّر ظهور الانحراف الاجتماعي، الحياة المدينية الحديثة، ومتطلبات معقَّدة، كانت تُثير أعصاب ضعاف العقول والطبقات الدنيا بدرجة كبيرة، وتُرهقهم وتجعلهم أكثر ميلًا لارتكاب أعمال لاعقلانية بما فيها الجريمة، واستنتج «فيري» أنَّ المجتمع الصناعي كان يقوم بصنع كومة من النفاية (رأسمال مرضي) تمامًا كما يكدِّس منجم الفحم خبثَه.

«لا بد من أن يعتبر» العجزة والمجرمون والمجانين والمتفسِّخون على أي نحو فضلات متخلِّفة عن عملية التكيُّف، وهم مرضى الحضارة «الذين يجب التحكُّم فيهم أو إزالتهم قبل أن يُغرِقوا مضيفيهم المنتجين.»٤٢ كان كلٌّ من «تایني» و«فيري» من المحافظين سياسيًّا، ومن الناحية الأخرى في المنظور السياسي، فإن الراديكالي «إميل زولا» Emile Zola، كان يتصوَّر في مجموعته الروائية المسلسلة التي بلغت عشرين مجلدًا، عن عائلة «روجون ماكوارت»، تجربة عملية لدراسة الانحلال والتداخل بين الوراثة والبيئة، وعن طريق تلك العائلة المتخيلة، أوضح «زولا» كيف أنَّ «وصمة الانحلال» عند «لومبروزو» يمكن متابعتها عبر أجيال متلاحقة لتبلغ ذروتها في «الانهيار الكامل» سياسيًّا واجتماعيًّا عامَي ١٨٧٠م و١٨٧١م، وهو عنوان الرواية الأخيرة في السلسلة.

وفي رأي «زولا»، فإن «البربرية» الموجودة في المزارعين الفرنسيِّين والطبقة العاملة الصناعية كانت أكثرَ من أن تكون شبيهة ﺑ «الوحشية» الضارية عند ظالميهم من البرجوازية الرأسمالية، والانهيار الفسيولوجي وفقدان أعصاب الطبقة الحاكمة. كان الانحلال بالنسبة ﻟ «زولا» كارثةً جماعية شاملة، تضع المجتمعَ كلَّه في شَرَك الموت. في سنة ١٨٧٠م، وجدت فرنسا المنحلَّة نفسها تحت قيادة شخص منحل … مريض … هو «نابليون الثالث» الذي وصفه «زولا» في روايته «الانهيار الكامل» بأنه: «شبحٌ ذو وجه مهزول أشبه بالجيفة، وعينَين بلا حيوية، وملامح مسحوبة، وشاربٍ عديم اللون»، كان الإمبراطور على رأس هزيمة صحية فسيولوجية، بقدر ما هي عسكرية-استرتيجية. «يا لَه من انهيارٍ كليٍّ لكيان ذلك الرجل المريض، ذلك الحالم الرقيق، الصامت – كآبة – وهو ينتظر حتفه.»٤٣

وقد تسلَّلت صورٌ أخرى مماثلة للانحلال والارتداد إلى سمات الأسلاف عبر القناة لتظهر في نوعَين أدبيَّين جديدَين، هما: الرواية البوليسية، وقصة الرعب. رواية «دكتور جيكل ومستر هايد» للكاتب «روبرت لويس ستيفنسون» ١٨٨٦م، تقدِّم بشكل واضح: «الازدواجية التطوُّرية للإنسان الحديث، الذات المتحضِّرة المفيدة اجتماعيًّا، (دكتور جیكل) الذي يُواجه فجأةً ذاته المرتدة للأسلاف (مستر هايد) الملامح القردية لمستر «هايد» التي رسمها «لومبروزو» والأيدي كثيفة الشعر والميول البربرية … كلُّها تميِّزه كشخصية مرعبة.» تقول إحدى الشخصيات: «يا إلهي! … هذا الرجل لا يبدو إنسانًا … هل نقول إنه شيء … قرد يُشبه الإنسان؟» «جيكل» نفسه يُدرك أنها «لعنة البشرية «التي» في رحم الوحي المحتضِّر، يتصارع هذا التوءم المتناقض على نحو مستمر»، «وستيفنسون» مضطر إلى أن يستنتج أنَّ الحضارة تعتمد على كبح الحيوان في داخلنا. يقول «جیكل»: «شيطاني الحبيس منذ وقت طويل خرج يزأر.»

وهو استنتاج شبيه بذلك الذي سوف يصل إليه «سيجموند فرويد» بعد سنوات قليلة، «شرلوك هولمز» أيضًا كان على علم بأفكار «لومبروزو» ومثل صانعه «آرثر كونان دويل» Arthur Conan Doyle، درس «هولمز» التشريح الطبي حيث البحث عن العلامات الدالة التي تُنبِّه إلى وجود مرض، يتوازى بشدة مع بحث «لومبروزو» عن دلائل الإجرام، والبحث نفسه عن الوصمة Stigmata أو مفاتيح مرئية واضحة، موجود في لُبِّ أسلوب «هولمز» كمخبرٍ سريٍّ، وتُقدِّم لنا القصة البوليسية كذلك ازدواجية «جیكل-هايد» في حبكتها الرئيسية، تحويل «ظروف عادية» (مثل الريف الإنجليزي)، عند «ويلكي كولينز» Wilkie Collins، و«أجاثا كریستي» Agatha Christie، أو لندن «كونان دويل» Conan Doyle عن طريق حدث مرضي مفاجئ على شكل جريمة (أو وحش في قصص الرعب الكلاسيكية)؛ ﻓ «قضية الرجل الزاحف» تحرِّك «هولمز» لكي يلاحظ ما تتضمنه طبيعةُ الإنسان المتطوِّرة من جوانب مظلمة أو غامضة؛ فعندما يحاول عالمٌ ما أن يصدَّ الشيخوخة بحقن نفسه بغدَّة القرد، فإنه بذلك يحوِّل نفسه إلى مرتدٍّ وراثي شنيع يُشبه القرد. يقول «هولمز» الذي يقوم بمسح للمشهد المخيف: «أرقى نموذج من الإنسان قد يعود إلى الحيوان إذا تخلَّى عن طريق المصير المستقيم»، ولكن قوة العلم الحديث لتغيير هذا المصير بمنع الموت «الطبيعي» أو تمديد الحياة «غير الطبيعية»، تؤدِّي إلى هذا التصوُّر المتزن:

هناك خطر. وهو خطر حقيقي على الإنسانية. فكِّر يا «واطسون» … لو أنَّ المادي والحسي والدنيوي … كلهم يمددون حياتهم التي لا قيمة لها … سيكون معنى ذلك أنَّ البقاء للأقل صلاحية … ألَا يصبح عالمنا مجرورًا أو بالوعة لكل النفايات؟

هذا التحوُّل للإنسان المتحضِّر إلى وحش على طريقة «جيكل-هايد» يبدو الأكثر دراميةً في صور منعطف القرن عن الرجل الذئب والهامة، «برام ستوكر» Bram Stoker، كتب «دراكيولا» في عام ١٨٩٧م بعد فترة قصيرة من ظهور كتاب «ماكس نوردو» Max Nordau «الانحلال» الذي روَّج لنظرية «لومبروزو» عن التفسُّخ بين جمهور واسع، الكونت «دراكيولا» هو الأخير في سلسلة الأرستقراطية، بل إنه يمكن في الواقع أن يكون الذات المتغيِّرة عند «جوبينو»، فيما عدا أنَّ الذرية مرسومة بعلامة الانحلال وليس البطولة، ويقدِّم لنا «ستوكر» وصفًا دقيقًا ﻟ: «ملامح الوجه والأسارير المحدَّدة» للكونت، والذي يتتبَّع جيدًا الأوصاف التي جاءت في كتاب «لومبروزو» عن النمط المتقدِّم، مشيرًا إلى جبهة «دراكيولا» ذات القبة العالية، وإلى فتحتَي الأنف المقوستَين على نحوٍ غريب، والأذنين المدبَّبتَين، والحاجبَين اللذَين يلتقيان تقريبًا عند قنطرة الأنف، أنياب «دراكيولا» البارزة موجودة ﻛ Stigma بالمعنى ذاته عند «لومبروزو»، وهي التي تميِّز أصوله البدائية وشهيته الوحشية للدم،٤٤«دراكيولا» لا تتلبسه أية قوًى شيطانية أو خارقة للطبيعة، كما كان في أية قصة قوطية رومانسية، وهو مثل اللص والمزيف عند «لومبروزو»، نتاج منحرف للطبيعة العادية، فنحن نسمع على لسان إحدى الشخصيات: «الكونت مجرم ومن جنس إجرامي»، «نوردو» و«لومبروزو» يمكن أن يصنفاه هكذا،٤٥ وهو أيضًا طفيلي أو عالة على المضيفين المنتجين في مجتمع الطبقة الوسطى، مثل «مرضى الحضارة» عند «تشارلز فيري».

ويشير دكتور «فان هلسنج» Van Helsing عدو «دراكيولا» ونقيضه «العادي»، إلى أن الهامة -مصاصة الدماء- قد ظهرت في كل الحضارات الكبرى القديمة من اليونان إلى روما إلى الصين، إلا أنَّ «دراكيولا» يمثِّل خطرًا من نوع خاص يسمِّيه «فان هلسنج»: «قرننا التاسع عشر، العلمي، النزاع للشك، العملي»، لأنه قد ترك مخبأه البعيد في «ترانسلفانيا» الريفية، وذهب إلى «لندن»، المدينة الصناعية الكبيرة المزدحمة. وهناك يمكن أن ينشر مرضَ تطفلِه بين سكان المدينة، ويفرغها من حيويتها، ويُقيم مملكة اللاموتى في قلب المجتمع الحديث. الشخصيات الإنسانية في «دراكیوالا» تجد نفسها في حالة حرب من أجل الحضارة، يضطرون فيها للجوء إلى وسائل وحشية ومتطرِّفة، وهي حرب ينتصرون فيها وينهزمون، قبل أن ينجحوا في قتل «دراكيولا»، يخسرون بطلة الكتاب «لوسي ديستنرا» (التي يمكن قراءة اسمها بمعني نور الغرب)، أمام قوى الكونت الوحشية وهي تتحوَّل نهائيًّا من نموذج للأنوثة العادية المتحضرة إلى وحشٍ ضارٍ، الظهور الصارم ﻟ «لوسي» كهامة، «مصاصة دماء، وشفتاها تقطران بالدم، ورقَّتها تتحوَّل إلى قسوة شديدة، عديمة الرحمة، ونقاؤها وطهارتها إلى شهوة جامحة»، يصبح حكاية رمزية عند «ستوكر» لعملية التدمير التي تقوم بها عملية الانحلال لتعريشة الحياة المتحضرة، والتي من المفترض أنها آمنة مصونة.

الخوف من الانحلال التفسُّخ، غيَّر المفاهيم الشائعة عن المدن الصناعية الكبرى، مثل «لندن» و«باريس»، التي لم تَعُد رحِمًا منتجًا للحراك الاجتماعي وللفرص، بل أصبحت على العكس أماكنَ خطرة، وملجأً للمجرمين والمعوزين وللإنسانية الوضيعة، أصبحت عالم «دراكيولا» و«جاك السفاح»، الحياة المتحضِّرة و«المهذَّبة» في المدينة، وجدَت نفسها مقصورةً على قلة من المراكز مثل٤٦ «ماي فير»، و«وست إند» في لندن؛ حيث كانت الثروة والاقتصار على مجتمع معيَّن يمكنهما الوقوف في وجه زحف الانحلال.٤٧ في أحد أعداد مجلة «لانست» (المبضع The Lancet) في عام ١٨٨٠م، وكانت المجلة الطبية الأولى في لندن نقرأ: «مَن يجد أنَّ مراكز الانحلال والتفسُّخ في أمة ما زالت قوية ونشطة بشكل عام، عليه أن يبحث عنها عند مواقع التوتر الاجتماعي. هناك توجد كل دلائل الضغط والموت جوعًا والعجز والرذيلة والارتداد إلى الوحشية … ونتائج ذلك كله.»٤٨ الصورة الذاتية للقرن التاسع عشر بدأت تخضع لتغيُّر جذري، وذلك الشعور بالفزع الذي أثاره «جوبينو» في وجه التاريخ، يتملَّك الآن الطبقة المتوسطة ذاتها.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M