منذ عام 2011 حتى الآن، كانت وما تزال المنطقة المحصورة بين نهري دجلة والفرات والمعروفة باسم منطقة البادية والجزيرة سواء في جزئها العراقي “شمال غرب العراق” أو السوري “شمال شرق سوريا” إحدى أكثر المناطق التي تعرضت بيئتها الأمنية والعسكرية لتحولات دراماتيكية مثيرة وملفتة، فبعد سيطرة التنظيمات الإرهابية، داعش وجبهة النصرة وبعض المجاميع الأخرى على الجزء السوري من هذه المساحة خلال فترة انهيار سلطة النظام السوري إثر الأحداث التي عصفت بالدولة السورية في حينها، عادت المنطقة في الجزء السوري لتشهد بيئة أمنية وعسكرية جديدة تمثلت الآن بواقع حال فعلي تتواجد فيه مختلف الفواعل الإقليمية والدولية كفاعل يتموضع وينفذ عمليات ضمن البيئة الإقليمية الأمنية، بينما عاش الجزء العراقي من منطقة البادية والجزيرة تحولات أقل حدة، فبعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 على جزء كبير من هذه المساحات، عادت القوات العراقية والقوات الرديفة للتموضع في هذه المنطقة، وعلى الشريط الحدودي فضلاً عن التواجد الأمريكي فيها كجزء من الترتيبات الأمنية الإقليمية. عليه بقيت هذه المنطقة عالقة في دوامة إقليمية معقدة، ودائماً ما كانت حاضرة في أي استراتيجية دولية تتبناها قوى مثل الولايات المتحدة أو روسيا.
تحاول هذه الورقة أن تنبه صانع القرار العراقي إلى أهمية الاهتمام بهذه المساحة وإعادة ترتيب بيئتها الأمنية من جديد بما يخدم الأمن القومي العراقي، ويحفظ للعراق ترابه وسيادته.
المصدر : https://www.bayancenter.org/2024/09/12182/