الأفكار العامة:
- تعتبر الصين الشريك الرئيسي لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتُولي المزيد من الاهتمام على قطاعات التعدين والبنية التحتية والزراعة والطاقة.
- تعهَّد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بتكثيف دعم الصين لإفريقيا بتمويل يبلغ حوالي 50 مليار دولار، ودعم المزيد من مشاريع البنية التحتية وخلق مليون فرصة عمل.
- تمثل الصين وإفريقيا 35% من سكان العالم، وأكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وساهمتا بأكثر من 25% من النمو الاقتصادي العالمي في العقود الأخيرة.
- سيُشكّل أكثر من ثلثي الدعم المادي الصيني خطوط ائتمان، بينما سيذهب ربعها، على الأقل، إلى استثمارات جديدة مِن قِبَل الشركات الصينية.
- لم يتطرق العملاق الآسيوي إلى وعده الذي قطعه في اجتماع منتدى التعاون الصيني الإفريقي في داكار حول شراء منتجات إفريقية بقيمة 300 مليار دولار.
مقدمة:
بصفتها الشريك التجاري الرئيسي لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ تحشد الصين محفظة استثمارية كبيرة، خاصةً في قطاعات التعدين والبنية التحتية والطاقة.
وتم عقد منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAF) هذا العام في بكين، خلال الفترة من 3 إلى 6 سبتمبر؛ حيث تعهد الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بتكثيف دعم الصين لإفريقيا -التي تغرق في الديون-، بتمويل يبلغ حوالي 50 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، ودعم المزيد من مشاريع البنية التحتية، وخلق مليون فرصة عمل على الأقل.
”الصين على استعداد لتعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار”، هذا ما قاله شي جين بينغ أمام وفود من أكثر من 50 دولة إفريقية (من أصل 54، ملاحظة المحرر)، اجتمعوا في بكين لحضور قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يُعقَد كل ثلاث سنوات.
وأضاف الرئيس شي “في الواقع، تمثل الصين وإفريقيا أيضًا 35% من سكان العالم وأكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وساهمت كلّ منهما بأكثر من 25% من النمو الاقتصادي العالمي في العقود الأخيرة”.
أكثر من 35 مليار دولار في شكل خطوط ائتمان:
لقد وعدت الصين -وهي أكبر مانح ثنائي في العالم-، بتقديم ثلاثة أضعاف مشاريع البنية التحتية في إفريقيا الغنية بالموارد، على الرغم من تفضيل الرئيس الصيني “شي” المُعلَن الجديد للمشاريع “البسيطة” القائمة على التجارة في التقنيات المتقدمة والخضراء التي استثمرت فيها الشركات الصينية بكثافة.
من أصل 50 مليار دولار من المساعدات المالية التي وعدت بها الصين، سيكون أكثر من ثلثيها في شكل خطوط ائتمان، وربعها على الأقل في شكل استثمارات جديدة مِن قِبَل الشركات الصينية.
للتذكير، وعدت الصين بما لا يقل عن 10 مليارات دولار في شكل استثمارات، ومثلها في شكل خطوط ائتمان في قمة الصين-إفريقيا لعام 2021م في داكار. هذه المرة، تم التعبير عن المساعدات المالية باليوان، في خطوة واضحة من جانب بكين لزيادة تدويل اليوان الصيني.
ويحدد المنتدى الصيني الإفريقي برنامجًا مدته ثلاث سنوات للصين، وكل دولة إفريقية، باستثناء إسواتيني (سوازيلاند سابقًا)، وهي الدولة الإفريقية الوحيدة التي تعترف رسميًّا بتايوان.
وبالإضافة إلى 30 مشروعًا للبنية التحتية؛ أعلن الرئيس “شي” أن الصين مستعدَّة لإطلاق 30 مشروعًا آخر للطاقة النظيفة في إفريقيا، لا سيما من خلال التعاون في المجال النووي. ورغم ذلك، لم يتطرَّق إلى وعده الذي قطعه في اجتماع منتدى التعاون الصيني الإفريقي في داكار بأن العملاق الآسيوي حيال شراء منتجات إفريقية بقيمة 300 مليار دولار.
وبدلاً من ذلك، من المقرَّر أن تستفيد إفريقيا من زيادة التمويل الصيني؛ ففي العام الماضي، وافقت الصين على تقديم قروض بقيمة 4.61 مليار دولار لإفريقيا، وتعتبر أول زيادة سنوية منذ عام 2016م.
4.3 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص والشراكة بين القطاعين العام والخاص في الجابون
وأثناء منتدى التعاون الصيني الإفريقي ( (FOCAFاجتمع بالتوازي حوالي 1000 من رجال الأعمال الصينيين والجابونيين وقادة الأعمال في منتدى أعمال أُعلِن في نهايته عن استثمارات خاصة تزيد قيمتها عن 4.3 مليار دولار، خاصةً في مشاريع كبيرة مثل بناء سد بووي الكهرومائي (600 ميجاوات)، وتطوير مدينة حديثة في الجابون، والتنقيب عن خام الحديد في جبال مبيلان في وولو نتيم.
ويقال: إن العديد من الشركات الصينية المملوكة للدولة مستعدَّة للالتزام باستثمارات تبلغ حوالي 12 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية، مثل بناء خط سكة حديد بيلينغا- مايومبا، وميناء مايومبا، وتطوير 3000 كيلو متر من الطرق المعبَّدة.
حضور قوي في قطاع التعدين:
ومنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001م؛ أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ فضلاً عن استقبالها اليوم خُمس إجمالي الصادرات السلعية للقارة.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي؛ فإن حوالي ثلاثة أخماس صادرات إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى الصين هي معادن ومنتجات معدنية ووقود. والأهم من ذلك أن ما يقرب من ثلثي إجمالي إنتاج التعدين في إفريقيا تسيطر عليه شركتان متعددتا الجنسيات: جلينكور (سويسرا) وأنجلو أمريكان (جنوب إفريقيا)، في حين تبلغ حصة الصين من إنتاج التعدين في إفريقيا حوالي 28% للنحاس، و82% للبوكسيت، و41% للكوبالت، و40% لليورانيوم.
وعلى مدى العقدين الماضيين، أصبحت الصين أيضًا المصدر الرئيسي لواردات البلدان الإفريقية؛ حيث تُزوّدها بالسلع والمعدات المصنَّعة. وقد عزَّز النمو الاقتصادي السريع للصين والطلب القويّ على المواد الخام صادرات السلع الإفريقية التي تضاعفت أكثر من أربع مرات بالقيمة الدولارية بين عامي 2000 و2021م.
ووفقًا لتقرير ديناميكيات التنمية الإفريقية في عام 2023م، الذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالاشتراك مع الاتحاد الإفريقي؛ فقد بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الصينية في إفريقيا 74 مليار دولار بين عامي 2017 و2022م، وهو ما يمثل 18% من تدفقات الاستثمار الأجنبي العالمي المباشر إلى إفريقيا، ويتساوى مع أوروبا والولايات المتحدة.