تقديم : –
يشهد العالم اليوم تحولات جذرية وغير مسبوقة تمس مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، حيث تتسارع وتيرة التغيرات بفعل التقدم التكنولوجي، والعولمة، وفي ظل هذه التحولات السريعة، أصبحت المجتمعات تواجه تحديات اجتماعية متزايدة ومتداخلة تؤثر بشكل مباشر على بنيتها وعلاقاتها الداخلية. فالرقمنة، والتغيرات الثقافية، والتطورات التكنولوجية، والتحولات الاقتصادية والسياسية، تلعب جميعها دورا أساسيا في إعادة تشكيل الأنماط الاجتماعية. إن التحولات التي يشهدها العصر الحالي لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية أو السياسية فحسب، بل امتدت إلى البنية الاجتماعية ذاتها، مما أدى إلى تغيرات جوهرية في أنماط الحياة والتفاعل بين الأفراد. فقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة في خلق فضاءات جديدة للتواصل، وفي الوقت ذاته، فرضت تحديات جديدة تتعلق بالهوية والانتماء والتكيف مع هذه التغيرات المتسارعة. وعليه، أصبح من الضروري إعادة التفكير في المفاهيم الاجتماعية التقليدية واستكشاف آفاق جديدة لفهم طبيعة العلاقات الاجتماعية في سياقها المتحول.
