لابد اولاً ان نعترف بالتقصير والعجز عن شكر اصحاب المواكب المخلصين الذين يرجع الفضل الاكبر من احياء الشعائر الحسينية ولولاهم لما كانت الشعائر بهذا المستوى، ولولاهم لما كانت زيارات الحسين عليه السلام بهذا الزخم الذي نراه اليوم.
وحتى نحافظ على ثواب هؤلاء الاحبة لا بد من بيان التحديات التي يمكن ان تقضي على على جهودهم ويخسرهم الدنيا والآخرة.
سنذكر التحديات الاخلاقية التي يمكن ان يتعرض لها اصحاب المواكب بما يوفقنا الله فهو ولي التوفيق :
1- الرياء والسمعة: وهما اشد الامراض فتكاً بالمؤمن، فبسببهما يخسر المؤمن آخرته وفي الوقت نفسه لم يستفد من دنياه، واذا لم يلتفت المؤمن لهذين المرضين سيكون مصداقا للآية ( أأنبكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون انهم يحسنون صنعا).
وحتى يختبر المؤمن صاحب الموكب او غيره ويفحصها من هذين المرضين يقوم بعمل بسيط وهو ترك اقامة موكب بالطريقة التي اعتاد عليها كل سنة وليقم بمشروع خيري اخر مغاير وليهدي ثوابه للامام الحسين عليه السلام، فإذا تغير وضعه ويشعر بالحرج امام الناس فهذا يعني ان عمله السابق كان رياء او سمعة، نستعيذ بالله.
2- ان المدح الموجه بهذه القوة اعلاميا وشعبياً ودينيا الى اصحاب المواكب يجعل العجب اقوى التحديات التي يواجهها اصحاب المواكب، فالعجب وما ادراك ما العجب يحبط الاعمال، فيأتي يوم القيامة وقد أصبحت اعماله هباء منثورا.
لذا لا بد لاصحاب المواكب كما هو الحال لكل العاملين في سبيل الله ان يراقبوا اعمالهم ونياتهم دائماً حتى يكون العمل مقبولاً بلا عجب محبط.
3- كثير من اصحاب المواكب وبنيات صادقة يصرفون الملايين كل سنة وبتصاعد مستمر، فإذا كان يصرف في هذه السنة 5 ملايين ففي السنة القادمة تجده يصرف 10 ملايين وهكذا.
ولكن الاعم الاغلب اما تهاونا او جهلاً لا يدفعون الحقوق الشرعية مثل الخمس والزكاة، مع ان الحقوق الشرعية واجبة وانشاء المواكب مستحبة.
وقد صدر إذن شرعي من المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله بصرف سهم الامام عليه السلام من الخمس على المواكب الحسينية، ولكن للأسف لم يستثمرونه.
4- يقضي اغلب اوقات المتصدين للموكب والعاملين فيه بالعمل في الموكب وتقديم الخدمة للزائرين، وبسبب هذه الفترة الطويلة من العمل المتواصل يتولد ارهاقا يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على بعض الواجبات مثل الصلاة وقضاء حوائج الاهل وتربية الأطفال وغيرها.
فينبغي ان لا ينشغل اصحاب المواكب ايدهم الله بمواكبهم ويؤثر على واجباتهم الاخرى.
5- على اصحاب المواكب التركيز في حلية ما يقدم من اطعمة مثل الدجاج واللحوم وغيرها، هذا فضلا عن الاموال التي تصرف على المواكب التي يجب ان تكون من مصدر حلال.
وقد يفهم البعض ان هذه تهمة لاصحاب المواكب الحسينية وتشويه لشعائر الحسين عليه السلام، وهذا الفهم جاء بسبب تصور هؤلاء ان المال الحرام يأتي فقط عن طريق السرقة، ونسوا ان هناك الكثير من مسببات الحرمة، فمثلاً يقوم بعض الموظفين بالتخلف عن الدوام الرسمي لاقامة موكب او مجلس عزاء، وكثير من هذه الحالات تسبب الحرمة.