ملخص :
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم إطار نظري لتأثير التدخل التركي في شمال سوريا وليبيا ومدى تأثيره على العلاقات بينهما. كما سعت للإجابة على السؤال الرئيسي للدراسة وهو: ما الدوافع الحقيقية للتدخل العسكري التركي في ليبيا وقيوده بعد عام 2011؟ وهل أثار التدخل العسكري التركي في سوريا وليبيا ردود فعل إقليمية ودولية كثيرة؟ إلى أي مدى ساهم التدخل العسكري التركي في ليبيا وسوريا في تفاقم الأزمة في البلدين وزعزعة استقرار المنطقة؟ تنبع أهمية الدراسة من فهم الدور الذي تلعبه السياسة الخارجية التركية تجاه المناطق العربية كمقدمة للنظر في توجهات تركيا وتصوراتها تجاه العالم من خلال أنماطها وتفاعلاتها وسياساتها الدولية. بالإضافة إلى دراسة منطلقات السياسة الخارجية التركية واتجاهاتها تجاه ليبيا وسوريا. اعتمدت الدراسة على التحليل المنهجي والمقاربات التاريخية كأساليب رئيسية للتحليل. وأخيراً خلصت الدراسة إلى أنه مع اندلاع الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن وكذلك البحرين، اتخذت تركيا موقفاً حذراً وكان ذلك بسبب خوفها من انتقال عدو هذه الثورات إليها. وهكذا كانت تركيا تتخذ مواقفها وفق ما يخدم مصالحها وأمنها الداخلي. لعبت تركيا دوراً مهماً في تعاملها مع الأحداث في سوريا وليبيا، وذلك بسبب تعقد وتشابك المصالح بين تركيا وتلك الدول. من خلال تدخلها العسكري، هدفت تركيا في المقام الأول إلى حماية مصالحها الاقتصادية في سوريا وليبيا. كما أن تدخلها جاء بسبب مخاوفها من تصدير الأزمة السورية إليها. وهو ما طغى على أهدافه السياسية وتوجهاته الأيديولوجية، وظهر واضحا في أكثر من موقف مع تغير الأحداث في هذين البلدين على وجه الخصوص. كما خلصت الدراسة إلى أن ردود الفعل الدولية اعتمدت على النظر في ما تقتضيه المصالح الخاصة لكل دولة، ومدى تأثير التدخل على علاقاتها وتحالفاتها.