د. هاني الشعراني
التربية المالية للأطفال.. كأي مهارة أو معرفة مفيدة، لا بد أن يتعرض الطفل كما الشاب إلى المبادئ الأساسية في كل المجالات لبناء مستقبل لامع وناجح. ولا يختلف الميدان المالي عن الميادين الأخرى من حيث أهميته وضرورته، إذ يجب أن يقدم الأهل على تعليم أولادهم وإلحاقهم بنصائح ودروس مالية من شأنها أن ترسم رحلة الفرد السليمة في هذا العالم المحفوف بالمخاطر. وتفاديًا لأي ندم متأخر أو أي أمية مالية، إليك أهم الدروس التي يجب تلقينها للأطفال والمراهقين في مقتبل عمرهم:
1. التربية المالية للأطفال: الانتظار قبل شراء الغرض
على الطفل أن يكون مدركًا لأهمية الانتظار قبل شراء غرض يريده، وبل الادخار للحصول عليه. وبسبب الطبيعة البشرية وميول الأهل إلى إرضاء أطفالهم، فهم غالبًا ما يسارعون إلى تلبية رغباتهم بسرعة وبل تعويضهم بما افتقروا إليه في ريعان شبابهم. وقد تبدو الأمور سليمة وصحية في بادئ الأمر، إلا أن هذه العادة من شأنها أن تخلق ولدًا جشعًا لا يعرف معنى الانتظار والصبر وبل كل شيء متاح أمامه. الصبر مفتاح الحياة المالية الناجحة. فعوضًا عن شراء لعبة للطفل بقيمة 20 دولار، يمكن للأهل تحفيز الولد نفسه على ادخار 5 دولار أسبوعيًا، ليتمكن في آخر الشهر من شرائها بصبره. وبهذه الطريقة يشعر الطفل بلذة اللعبة إذ أنها ثمرة تعبه.
2. التربية المالية للأطفال: المال ليس كل شيء
تدور في أجوال الجميع أهمية المال، وكونه الهدف الأساسي والأسمى الذي يجب على الفرد تحقيقه. فيتعب ويتعب لكسب المال وبناء الثروات متجاهلًا أمورًا أخرى بنفس الأهمية وبل أكثر. على الأهل لأن يشددوا على توعية أطفالهم وتحريرهم من هذه العقلية المبنية على المال أو لا شيء. فالأشياء المادية لا تشكل ممتلكات الإنسان فحسب، بل يغتني الفرد بعلاقاته وتجاربه وشعوره بالاكتفاء وهو أمر لا يمكن للمال أن يشتريه.
3. التربية المالية للأطفال: الادخار في وقت مبكر
لا بد من تشجيع الأطفال على الادخار من عمر صغير، لخلق في داخلهم عادة مالية سليمة من شأنها أن تصقل حياة الإنسان المستقبلية. فإلى جانب المال، يعتبر الوقت عنصرًا أساسيًا وجوهريًا في عملية الادخار. وكلما بدأ الطفل مبكرًا، كلما استغل السنوات لمضاعفة المبالغ.
4. التربية المالية للأطفال: التركيز على الدخل السلبي
على الرغم من لجوء الأكثرية إلى الوظيفة كمصدر دخل أساسي، يمكن للفرد التوجه إلى مصادر دخل سلبية من شأنها زيادة الإيرادات المالية بوقت وجهد أقل. وهذا ما يجب تلقينه للأطفال. فبتربية الطفل على منهج الاستثمار وتشغيل الأموال بذكاء وحنكة لتحقيق الثروات، يمكن لهذا الأخير أن يصل إلى آفاق مالية بعيدة ومتألقة.
5. التربية المالية للأطفال: تجنب الديون
لا تقتصر السعادة على اللحظة أو اليوم بل على ما يلحقها من أيام وشهور وحتى سنوات. لذلك، لا بد من حث الطفل على التفكير في مستقبله دائمًا والعمل على أساسه. وانطلاقًا من هذا المبدأ، لا بد من تحذير الأطفال من خطورة الدين والوقوع فيه. فالدين ليس إلا السارق الكبير لإيرادات الغد وممتلكات الفرد. وبتحديد الديون والتحكم بها، يمكن للفرد ضمان إدارة أمواله وثرواته في المستقبل.
6. التربية المالية للأطفال: لحظ وليد الجهد
قد يتحجج البعض بمفهوم «الحظ» لتبرير فشل أو وعكة ما. ولكن، لا بد من تعليم الأطفال والشباب أن النجاح لا يأتي إلا بعرق الجبين. لذلك، على الفرد أن يعمل جاهدًا لرسم مياره وتحقيق أهدافه ولو بنسبة مخاطرة منطقية، للمس طعم الحرية المالية.
.
رابط المصدر: