تعرضت الرحلات التجارية التي تحلق في الشرق الأوسط وشمال أوروبا لسلسلة من حوادث التشويش الخادع للنظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس.)، وقد أدت إلى تعطل أنظمة الملاحة الجوية على متن الطائرات، وشكلت خطرا متزايدا على حركة النقل الجوي العالمية، وفقا لهيئات الطيران الدولية والخبراء.
في أواخر أغسطس/آب من العام الماضي، بدأ الطيارون العاملون في الشرق الأوسط يبلغون عن حالات سيطرة إشارات “جي بي إس.” زائفة على أنظمة الملاحة الجوية على متن طائراتهم، وفي بعض الأحيان أظهرت تلك الإشارات أنهم يبعدون مئات الأميال عن مسارهم الصحيح. ونتج من ذلك “فقدان كامل للقدرة على الملاحة” وفقا لـ”أوبس غروب”، وهي منظمة عضوية للطيارين ومنسّقي الحركة الجوية، مما أجبر الأطقم في بعض الحالات على الاعتماد على التوجيهات الشفهية لمراقبي الحركة الجوية. وقد تأثرت الطائرات من كل الأحجام بهذه الحوادث، بما في ذلك طائرات رجال الأعمال الصغيرة وطائرات “بوينغ 777” الكبيرة.
وقعت أول الحوادث المبلغ عنها في قطاع من المجال الجوي العراقي بالقرب من الحدود مع إيران تستخدمه عادة الرحلات الجوية المسافرة بين أوروبا ودول الخليج. فقد أفاد قائد طائرة لرجال الأعمال متجهة إلى دبي بأن الطائرة كادت أن تدخل المجال الجوي الإيراني من دون إذن لأنها فقدت نظام الملاحة، وفقا لمنظمة “أوبس غروب”.
في حالات التشويش الخادع، تُبث إشارات زائفة تدفع الأجهزة الإلكترونية للطائرة إلى حساب مواقع غير صحيحة وتقديم توجيهات خاطئة – فيخدع ذلك جهاز استقبال “جي بي إس.” في الطائرة ويجعله يعتقد أنها في مكان آخر غير مكانها الحقيقي
وقال تود همفريز، أستاذ هندسة الفضاء الجوي في جامعة تكساس في أوستن، “إنها ليست مشكلة تافهة، إذ يمكن أن تؤدي إلى حوادث دولية حقيقية”.
التشويش لحرف ضربات المسيّرات
التشويش على إشارات نظام “جي بي إس.”، ظاهرة شائعة نسبيا، لا سيما حول مناطق الحرب والمواقع العسكرية الحساسة، حيث تستخدم هذه الممارسة لحرف ضربات المسيّرات أو الصواريخ المحتملة. يتوخى الطيارون الحذر من النقاط الساخنة الإقليمية حيث يمكن أن تحدث مثل هذه الحالات، ويمكنهم اللجوء إلى أجهزة مساعدة أخرى للملاحة جوية على متن الطائرة.
لكن في حالات التشويش الخادع، تُبث إشارات زائفة تدفع الأجهزة الإلكترونية للطائرة إلى حساب مواقع غير صحيحة وتقديم توجيهات خاطئة – فيخدع ذلك جهاز استقبال “جي بي إس” في الطائرة ويجعله يعتقد أنها في مكان آخر غير مكانها الحقيقي.
ويقول الخبراء إن التشويش الخادع أكثر خطورة من التشويش العادي، إذ ربما لا يدرك الطيارون ما حدث في البداية، ويمكن أن “تعدي” الإشارات الزائفة النظام المرجعي الذي يعمل بالقصور الذاتي في الطائرة – وهو مركز التحكم بالملاحة.
مسارات الطيران فوق أضواء مدن العالم.
وفقا لورقة مناقشة تعود إلى اجتماع في فبراير/ِشباط الماضي لمكتب الشرق الأوسط التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، “أبلغت أطقم الطائرات عن نوع جديد من التشويش الخادع لنظام “جي بي أس.” منذ أغسطس/آب 2023، حيث تكون الإشارة قوية بدرجة كافية وعلى قدر كافٍ من السلامة لإدخالها في أنظمة الطائرة. وتكون النتيجة أن النظام المرجعي الذي يعمل بالقصور الذاتي يصبح غير قابل للاستخدام في غضون دقائق، وتفقد الطائرة القدرة الكاملة على الملاحة في كثير من الحالات”.
باستخدام بيانات من شبكة أقمار اصطناعية في مدار منخفض حول الأرض، تمكن همفريز، هو وطالب دراسات عليا يشرف عليه، زاك كليمنتس، من تتبع الإشارات المسؤولة عن موجة التقارير الأولية عن التشويش الخادع بالقرب من موقع بالعاصمة الإيرانية طهران. لكنهما لم يتمكنا من تحديد من أو ما المسؤول عن الإشارات الزائفة.
سجلت التقارير عن التشويش الخادع ارتفاعاً كبيراً في كل أنحاء المنطقة بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، ويعتقد الخبراء أن ذلك على الأرجح مسعى يقوم به الجيش الإسرائيلي لإحباط هجوم صاروخي تشنه ميليشيا “حزب الله”
شهدت التقارير عن التشويش الخادع ارتفاعاً كبيراً في كل أنحاء المنطقة بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، ويعتقد الخبراء أن ذلك على الأرجح مسعى تقوم به الجيش الإسرائيلي لإحباط هجوم صاروخي تشنه ميليشيا “حزب الله” المدعومة من إيران. وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن إشارات “جي بي إس.” ستكون مقيدة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يتمركز “حزب الله”، ولكنه لم يشر إلى التشويش الخادع.
وقال همفريز: “تعلم أن الأمر يصبح مقبولا ليس عندما يمارسه الروس، أو الإيرانيون، أو الصينيون، ولكن عندما يمارسه حلفاء الولايات المتحدة”. ولم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب الإدلاء بتعليق.
في شمال أوروبا بعد حرب أوكرانيا
شهدت دول في شمال أوروبا أيضا موجة من تعطل إشارات نظام “جي بي إس.” منذ الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا في سنة 2022، بما في ذلك ارتفاع مفاجئ في تقارير التشويش الخادع بدءا من أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
أظهر موقع “GPSJam.org”، الذي يستخدم بيانات الرحلات الجوية المتاحة للجمهور لتحديد مناطق الاضطراب المحتمل لنظام “جي بي إس.” حول العالم، ارتفاعاً في اضطراب إشارات نظام “جي بس إس” في كل دول بحر البلطيق وشمال أوروبا بدءا من 25 ديسمبر/كانون الأول تقريباً.
وقال مكتب الاتصالات الإلكترونية الحكومي في لاتفيا في بيان لمجلة “فورين بوليسي”؛ “كانت هذه التداخلات ثابتة إلى حد ما منذ سنة 2022، ولكن أشد الاضطرابات كثافة لوحظت منذ نهاية سنة 2023”. وأضاف المكتب باستخدام المصطلح الشامل لوصف أنظمة الملاحة بالأقمار الاصطناعية، التي تشمل النظام العالمي لتحديد المواقع، “على الرغم من استخدام العديد من الأنظمة المستقلة في قطاع الطيران للملاحة الجوية، فإن تعطيل النظام العالمي للأقمار الاصطناعية الملاحية يزيد حتما من سوء مستوى سلامة الطيران”.
تمتلك الحكومة الأميركية النظام العالمي لتحديد المواقع، “جي بي إس.”، وهو يعمل بمثابة الدعامة الأساسية للعديد من أنظمة الملاحة والاتصالات والمعاملات المالية في العالم
كما هي الحال في الشرق الأوسط، يبدو أن اضطراب إشارات نظام “جي بي إس.” في أوروبا هو من الآثار الجانبية لمناطق الحرب القريبة. وقال العقيد آنتس كيفيسلغ، رئيس الاستخبارات العسكرية الإستونية، في مقابلة مع “فورين بوليسي” في الأسبوع الماضي: “ترتبط معظم الحالات بأمن القواعد العسكرية في روسيا. إنهم يشوشون على الترددات ربما لتجنب هجمات المسيّرات”. وقد واجهت روسيا هجمات بالمسيّرات شنتها أوكرانيا منذ بدء الحرب، بما في ذلك على موسكو.
يلاحظ مسؤولو الاستخبارات والخبراء أن موسكو أكثر تفوقاً عندما يتعلق الأمر بالحرب الإلكترونية، مع أن القوات المسلحة الروسية تعد على العموم أقل معرفة بالتكنولوجيا من نظيراتها الغربية. وأشار الجنرال مارتن هيريم، قائد قوات الدفاع الإستونية، في مقابلة مع “بلومبرغ”، إلى أن روسيا ربما تختبر قدراتها التشويشية استباقا لحرب مع حلف شمال الأطلسي في المستقبل.
إقرأ أيضا: شركات الطيران الروسية تربط أحزمة الأمان… حتى الآن
اعترف متحدث باسم الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران بأن منطقة بحر البلطيق شهدت ارتفاعا في التقارير عن حوادث التشويش الخادع بدءا من شهر ديسمبر/كانون الأول، لكنه قال إن الوكالة ليس لديها أدلة على أن حكومة أجنبية مسؤولة عن الاضطراب، “ليس لدينا أي دليل على تورط دولة وليس لدينا أيضا أي مؤشر على استهداف الطيران المدني”.
أميركا تمتلك نظام “جي بي إس.”
تمتلك الحكومة الأميركية النظام العالمي لتحديد المواقع، “جي بي إس.”، وهو يعمل بمثابة الدعامة الأساسية للعديد من أنظمة الملاحة والاتصالات والمعاملات المالية في العالم. ويمكن استخدام الإشارات اللاسلكية الصادرة عن شبكة من أقمار “جي بي إس.” للملاحة والتوقيت الدقيقين، ولكنها أيضا ضعيفة ويمكن التغلب عليها بسهولة – وتلك مشكلة اعترفت بها الحكومة الأميركية منذ فترة طويلة.
طائرة تحلق فيما قمر البدر الصاعد المعروف باسم “القمر الدودي” فوق سنغافورة، في 25 مارس 2024.
حذر تقرير صادر عن وزارة النقل الأميركية في سنة 2001، مع انتشار استخدام نظام “جي بي إس” على نطاق أوسع في البنية التحتية للنقل، من أنه يمكن أن يصبح “هدفا مغريا يستغله أفراد أو جماعات أو دول معادية للولايات المتحدة” وأقر بأخطار التشويش والتشويش الخادع. وفي أثناء اجتماع للمجلس الاستشاري الوطني لتحديد المواقع المستند إلى الفضاء والملاحة والتوقيت التابع للرئيس في ديسمبر/كانون الأول 2021، وصف أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن القدرة على الصمود والاستجابة للأزمات نظام “جي بي إس”، بأنه “نقطة ضعف وحيدة” في البنية التحتية للبلاد.
وقالت دانا غوارد، رئيسة مؤسسة التوقيت والملاحة المرنة، وهي منظمة غير ربحية تدعو إلى أنظمة “جي بي إس.” أكثر أمانا: “إنها موطن ضعف هائل وتهديد قائم لا يُعترف به رسميا، ولا يفعل إلا القليل حيالها”.
أصبح التشويش الخادع في المتناول بحيث يستطيع كل من لديه 1000 دولار وإمكان الوصول إلى الإنترنت، شراء الجهاز الصحيح وتنزيل بعض البرمجيات وتشغيل جهاز التشويش
تود همفريز، أستاذ هندسة الفضاء الجوي في جامعة تكساس
لقد صار الوصول إلى تكنولوجيا التشويش الخادع أوسع انتشاراً، بعدما كان يقتصر في السابق على المهندسين ذوي المهارات العالية.
طوّر همفريز أول جهاز تشويش خادع معترفاً به في العالم عندما كان طالب دكتوراه في جامعة كورنيل في سنة 2008، واستخدم الجهاز لاحقا لإبعاد يخت خاص تبلغ قيمته 80 مليون دولار عن مساره خلال تجربة خاضعة للمراقبة في البحر الأبيض المتوسط.
ويقول: “الجهاز الذي صنعته في سنة 2008 ينطوي على كثير من التعقيد – كنت قد أوشكت أن أنهي دراسة الدكتوراه، وكنت خبيرا في نظام جي بي إس، وخبيرا في الأنظمة اللاسلكية المعرّفة بالبرمجيات – واستغرق بناؤه عاما كاملا. أما الآن، فقد أصبح التشويش الخادع في المتناول بحيث يستطيع كل من لديه موازنة تبلغ 1000دولار وإمكان الوصول إلى الإنترنت، شراء الجهاز الصحيح وتنزيل بعض البرمجيات وتشغيل جهاز التشويش”.
وقائع تشويش في أميركا
وازداد احتمال تعطيل السفر أيضا، مع انتشار أجهزة التشويش على نظام “جي بي إس.” على نطاق أوسع. فمن المعروف أن السائقين على طريق “نيوجيرسي تيرنبايك” يستخدمون أجهزة تشويش غير قانونية على نظام “جي بي إس.” لمنع أصحاب العمل من تتبع مكان وجودهم، وقد تسببوا في تعطيل الإشارات في مطار “نيوارك ليبرتي” الدولي القريب.
في سنة 2022، تسبب تداخل إشارات نظام “جي بي إس.” في منطقة مطار دالاس فورت ورث الدولي في تأخير كبير للرحلات الجوية وإغلاق مدرج واحد. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، لم تتمكن إدارة الطيران الاتحادية الأميركية من تحديد مصدر التداخل. وقال متحدث باسم الإدارة إنهم لم يجدوا أي دليل على أن الاضطراب كان متعمدا وأنهم سيواصلون البحث عن مصدر التداخل.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني، عقدت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران شراكة مع اتحاد النقل الجوي الدولي، وهو اتحاد لشركات الطيران، لاستضافة ورشة عمل مشتركة لمناقشة طرق مكافحة التشويش والتشويش الخادع لإشارات الملاحة.
من أكثر السيناريوهات احتمالا أن تتعرض بعض الطائرات للتشويش الخادع فتدخل إيران من طريق الخطأ وتسقط لأنها في المجال الجوي الإيراني
دانا غوارد، رئيسة منظمة التوقيت والملاحة المرنة
وقال لوك تيتغات، المدير التنفيذي بالإنابة للوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، في بيان صدر بعد الورشة المغلقة: “تقدم النظم العالمية للأقمار الاصطناعية الملاحية ميزات هائلة للطيران بزيادة سلامة العمليات في مجال جوي مشترك مزدحم. لكننا شهدنا ارتفاعا حادا في الهجمات على هذه الأنظمة، مما يشكل خطرا على السلامة. تتصدى الوكالة الأوروبية للأخطار الخاصة بهذه التقنيات الجديدة. ونحن في حاجة على الفور إلى ضمان قدرة الطيارين والأطقم على تحديد الأخطار ومعرفة كيفية رد الفعل والهبوط بأمان”.
وقال ستيوارت فوكس، مدير العمليات الجوية والفنية في اتحاد النقل الجوي الدولي، إن رفع مستوى الوعي في شأن النقاط الساخنة المحتملة لتداخل نظام “جي بي إس.”، أمر أساسي لمساعدة الطيارين في الملاحة في هذا الوضع. في الوقت الحالي، نلاحظ اهتماما كبيرا بهذا الأمر. وتتحدث كل شركات الطيران عن ذلك؛ إنهم يعلمون طياريهم. وذلك جيد”.
في الوقت الحالي، يقول الخبراء إن أخطار التشويش الخادع لنظام “جي بي إس.” التي تتسبب في تحطم الطائرات، منخفضة نسبيا. وقد انتشر الوعي بالمشكلة بين الطيارين وشركات الطيران على نطاق واسع، مما يتيح لهم اتخاذ إجراءات تصحيحية مثل إيقاف تشغيل نظام “جي بي إس” تماما عند الانتقال إلى نقاط ساخنة معروفة والاعتماد على أساليب ملاحة أخرى.
وقالت غوارد إن أنظمة الطائرات مصممة لتكون آمنة من التعطل، ويجب أن تتضافر الأحداث لكي تتحطم طائرة نتيجة التشويش الخادع أو فقدان إشارة نظام “جي بي إس”. لكن هناك أخطاراً أخرى يمكن أن تكون لها تداعيات جيوسياسية أيضا. وأضافت: “من أكثر السيناريوهات احتمالا أن تتعرض بعض الطائرات للتشويش الخادع فتدخل إيران من طريق الخطأ وتسقط لأنها في المجال الجوي الإيراني”.
ويشير همفريز الى إن الطيران يواجه في الوقت الحالي الآثار الثانوية للتشويش والتشويش الخادع على نظام “جي بي إس.” حول مناطق الحرب الذي يهدف أساساً إلى ردع الطائرات المسيّرة والذخائر. وأضاف: “كل ما نراه حتى الآن هو نوع من الأضرار الجانبية. لكن إذا أصبحت الطائرات نفسها هدفا في المستقبل، لأن روسيا أو إيران تريد إحداث فوضى في أنظمة النقل الجوي الأوروبية، ففي إمكانهما القيام بذلك بطريقة تلحق ضررا حقيقيا بالاقتصاد. وهذا أشد ما يقلقني في شأن اعتمادنا على النظام العالمي لتحديد المواقع”.
المصدر : https://www.majalla.com/node/314176/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D8%B9-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A