كانت الساعات الأولى من فجر الثالث من مايو 2023 بتوقيت موسكو بمثابة تذكير صاعق ومفاجئ لسكان العاصمة الروسية موسكو بالليلة التي تعرضت فيها مدينتهم لأول غارة جوية في تاريخها، وهي ليلة الثاني والعشرين من يوليو 1941، حين تدفقت على سماء عاصمة الاتحاد السوفيتي آنذاك موجات متتالية من قاذفات القنابل الألمانية بعيدة المدى، التي شنت سلسلة من الغارات العنيفة على كافة أرجاء موسكو، بما في ذلك المركز السياسي الأهم في الاتحاد السوفيتي -مبنى الكرملين- وهو ما استمر لمدة أشهر عدة بين يوليو 1941 ويونيو 1943، كان نصيب مبنى الكرملين خلالها نحو ست غارات مركزة.
لم تكن الطائرات التي حلقت في أجواء الكرملين فجر أمس من قاذفات القنابل بعيدة المدى، ولم تكن حتى مأهولة، بل كانت عبارة عن طائرتين صغيرتين بدون طيار، كان لهما -رغم أثرهما التدميري المحدود- آثار عميقة وغائرة على عدة مستويات، ممتدة بين الأراضي الروسية وميادين المعارك المحتدمة في جنوب وشرق أوكرانيا.
يأتي هذا الهجوم ضمن سياقات متعددة، منها ما يرتبط بالتصعيد الميداني “المنتظر” في أوكرانيا، مع تزايد الدلائل التي تشير إلى قرب بدء هجوم أوكراني أساسي في اتجاه جبهة “لم تتحدد حتى الآن”، ومنها ما يمكن من خلاله أن نربط بين هذا الهجوم ومحاولات هجومية بالطائرات المسيرة، تم شنها بشكل متتالٍ خلال العام الجاري على نطاقات تابعة للأراضي الروسية، من بينها بريانسك وكورسك ومحيط العاصمة، بجانب شبه جزيرة القرم وقاعدة أسطول البحر الأسود في ميناء “سيباستوبول”. الأكيد أنه يجب أولًا فهم حقيقة ما حدث فجر أمس في موسكو، وماهية الجهة المسؤولة عن هذا الحدث اللافت في موقعه وتوقيته، وكذا سيناريوهات الرد الروسية المتوقعة خلال المدى المنظور.
غارة “مسيرة” على القلب السياسي النابض لروسيا
المبنى الذي تعرض لهجوم الطائرتين المسيرتين فجر أمس كان أحد أهم المباني التي يضمها مجمع “الكرملين” في قلب العاصمة الروسية، آلا وهو مبنى “مجلس شيوخ الكرملين”، الذي يمثل حاليًا المقر الأساسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو عبارة عن قصر يقع بجانب الحائط الشمالي الشرقي لمجمع الكرملين، يطل على ميدان “إيفانوفسكايا”، وتم بناؤه خلال الفترة بين عامي 1776 و1787، وكان في الأصل مقراً لمجلس الشيوخ خلال حقبة الإمبراطورية الروسية، لكن أُهمل خلال الحقبة السوفيتية، الى أن تم ترميمه خلال تسعينيات القرن الماضي، وأصبح منذ ذلك التوقيت ضمن أهم مباني الإدارة الرئاسية الروسية، حيث يضم مكتب الرئيس الروسي ومكاتب مساعديه ومكتبة الرئاسة وغرف للاجتماعات الرسمية.
القبة المميزة لهذا المبنى كانت على الأرجح الهدف الرئيس لكلا الطائرتين اللتين تم استخدامهما في عملية الهجوم على المبنى، حيث انفجرت الأولى -أو أُسقطت- فوق هذه القبة في الساعة الثانية والدقيقة السابعة والعشرين من فجر أمس بتوقيت العاصمة الروسية، بعد أن حلقت فوق المبنى قادمة من جانبه الغربي. في حين قدمت الطائرة الثانية من الجانب الشرقي للمبنى المستهدف، وانفجرت فوق قبته بعد حدوث الهجوم الأول بنحو ستة عشر دقيقة. عملية وصول الطائرة الثانية إلى هدفها وانفجارها فوقه تم تصويرها من عدة زوايا من خلال كاميرات المراقبة وشهود العيان.
وقد أثارت الصور التي نُشرت تساؤلات عديدة كان أهمها ما يتعلق بالدفاع الجوي الروسي، وما إذا كان قد قام بالفعل بدوره حيال الطائرات المهاجمة أم ما حدث يعد فشلًا عسكريًا محضًا يعيد التذكير بحوادث تاريخية مماثلة فشل فيها الدفاع الجوي الروسي في التعامل مع تهديدات جوية في أجواء العاصمة، مثل حادثة هبوط الطائرة المدنية الألمانية الغربية -بشكل مفاجئ- على جسر “بولشوى موسكفوريتسكى”، القريب للغاية من الكرملين، في مايو 1987، والتي أسفرت عن تسريح طائفة كبيرة من قيادات منظومة الدفاع الجوي السوفيتية، وتسببت حينها في إحراج كبير للمؤسسة العسكرية السوفيتية.
موسكو من جانبها تحدثت عن “إسقاطها” للطائرتين المهاجمتين للكرملين، وبغض النظر عما إذا كان المقصود بهذا الادعاء هو الحديث عن السيطرة “إلكترونيًا” على الطائرتين أم إسقاطهما عن طريق منظومات الدفاع الجوي -وهو ما لم يظهر دليل واضح عليه خلال التسجيلات المصورة المتوفرة- إلا أن وصول كلا الطائرتين إلى هذه المسافة القريبة للغاية من المقر السياسي الأهم في الاتحاد الروسي، يجعل من الممكن اعتبار هذه العملية “فشلًا” عسكريًا من حيث المبدأ، خاصة أن السلطات الروسية قد أعلنت عن “عثورها” على طائرة مسيرة ثالثة في مدينة “كولومنا” جنوب شرق العاصمة.
هذا الاعتبار لا يرتبط فقط بتفاصيل الحدث نفسه، بل يرتبط أيضًا بأن نجاح هذا الهجوم قد جاء في ظل حالة استنفار مستمرة لشبكة الدفاع الجوي الروسية، منذ بدء العمليات في أوكرانيا العام الماضي، وكذلك في ظل تعزيز الدفاعات الجوية في العاصمة الروسية منذ يناير الماضي، حيث نشرت قيادة الدفاع الجوي في منطقة موسكو العسكرية عدة منظومات دفاع جوي قصيرة المدى من نوع “بانتسير” في عدة مواقع داخل العاصمة وفي محيطها الجنوبي والغربي، بما في ذلك فوق مباني أمنية وعسكرية عدة، مثل مبنى وزارة الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، وقرب مطار “Ostafevo” جنوبي العاصمة.
في ذلك التوقيت كان التبرير البديهي لهذا الإجراء هو تعزيز استجابة منطقة موسكو العسكرية لأية محاولات للهجوم على العاصمة بواسطة الطائرات المسيرة، لكن على ما يبدو لم يكن لهذه الإجراءات تأثير واضح فيما يتعلق بهجوم أمس.
محاولات جوية هجومية متزايدة على الأراضي الروسية
من النقاط اللافتة فيما يتعلق بهجوم أمس في موسكو أنه تزامن مع عدة هجمات بالطائرات المسيرة استهدفت مناطق روسية أخرى، وجميع هذه الهجمات يمكن ربطها بأخرى مماثلة تمت ضد العاصمة موسكو ومدن روسية أخرى منذ شهر فبراير الماضي. هجوم أمس على الكرملين صاحبه هجوم آخر بطائرات مسيرة على مجمع لخزانات الوقود في منطقة “تامان” في شبه جزيرة القرم قرب مضيق “كيرتش”، وهو الهجوم الرابع عشر -على الأقل- ضد المرافق العسكرية والمدنية في شبه جزيرة القرم منذ مطلع العام الجاري.
يضاف إلى هذا الهجوم هجمات مسيرة أخرى تمت في نفس اليوم، ضد مدن روسية متاخمة للحدود الأوكرانية، منها هجوم بخمس طائرات مسيرة على مطار “Seshcha” العسكري شمال غرب مدينة “بريانسك”، وهجوم آخر استهدف خزان للمياه في مدينة “بيلغورود”، وكذا مهاجمة طائرة مسيرة لمحطة تكرير نفط في قرية “Volna” قرب مدينة “كراسنودار”، وهجوم مماثل على قرية “تتكينو” قرب مدينة “كورسك”.
هذا الكم من الهجمات بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية في يوم واحد، يمكن إضافته إلى هجمات لافتة تم تنفيذها ضد العاصمة الروسية خلال الأشهر الأخيرة، وتم إحباط بعضها في حين تم اكتشاف حطام الطائرات المسيرة المستخدمة في بعضها الآخر في عدة مناطق قرب العاصمة الروسية وفي محيط ميناء “سيباستوبول” في شبه جزيرة القرم، مثل المحاولة الهجومية التي تمت في الثامن والعشرين من فبراير الماضي، وخلالها اكتشفت السلطات الروسية حطام طائرة أوكرانية بدون طيار من نوع “UJ-22″ قرب محطة ضخ غازية في منطقة “كولومنا” على بعد مئة كيلو متر من العاصمة الروسية، ونحو خمس مئة كيلو متر من الحدود مع أوكرانيا.
هذا الهجوم كان نوعيًا رغم عدم نجاحه في إصابة المحطة، نظرًا لأن هذه النقطة كانت -حتى ذلك التوقيت- أقرب نقطة وصلت إليها الهجمات المسيرة الأوكرانية نحو العاصمة الروسية، بجانب أن هذه الحادثة ألقت الضوء بشكل أكبر على قدرات طائرات “UJ-22″ الأوكرانية المسيرة، التي ظهرت عمليًا قدرتها على التحليق لمسافات تصل إلى 800 كيلو متر.
ظهور هذا النوع من الطائرات تكرر مرة أخرى في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من أبريل الماضي، حين عثرت السلطات الروسية على حطام طائرة من نفس النوع، بالقرب من مدينة “نوجينسك”، على بعد نحو 50 كيلومترًا شرقي موسكو. اللافت في هذا الأمر لم يكن فقط اقتراب مسارات تحليق الطائرات الأوكرانية المسيرة أكثر من موسكو فحسب، بل أن الطائرة التي تم العثور عليها كانت محملة بشحنة من متفجرات “سي-4” كندية الصنع من نوع “أم 112″، بلغت زنتها سبعة عشر كيلو جرامًا.
يضاف إلى ما سبق، حقيقة أن أداء الدفاعات الجوية الروسية بشكل عام حيال أنشطة الطائرات الأوكرانية دون طيار التي تستهدف الأراضي الروسية لم يكن مرضيًا بشكل عام، واقتصرت النجاحات في هذا الصدد على نجاح منظومات الحرب الإلكترونية الروسية -في بعض الأحيان- في التشويش على الطائرات الأوكرانية، كما حدث في السادس والعشرين من مارس الماضي، حين عطلت منظومة “POLE-21″ للحرب الإلكترونية، طائرة أوكرانية بدون طيار من نوع “TU-141″ في أجواء مدينة “تولا”، قرب الحدود مع أوكرانيا.
احتمالات الجهة المنفذة … وسيناريوهات الرد الروسي
بالنظر إلى ما تقدم من معلومات، يمكن القول إنه من المرجح أن تكون أوكرانيا أو طرف دولي داعم لها، الجهة المنفذة للهجوم على الكرملين، وهنا يمكن فهم مبادرة كييف لإنكار أية علاقة لها بهذا الهجوم؛ نظرًا لأن الموقف الغربي المبدئي الذي على أساسه يتم تزويد كييف بالأسلحة مبني على أساس عدم تنفيذ أية هجمات في العمق الروسي -أو على الأقل عدم التبني العلني لهذه الهجمات- وبالتالي يمكن النظر لهذا الأمر من نفس الزاوية التي تم النظر منها خلالها للهجمات “مجهولة الفاعل” التي تم تنفيذها سابقًا سواء ضد جسر القرم او قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في “سيباستوبول”، أو حتى الهجوم على الطراد “موسكوفا” في البحر الأسود.
وإذا ما تم اعتماد هذه الفرضية، فإنه يمكن تعداد عدة أهداف حققتها كييف من خلال هجوم أمس، منها ضرب المعنويات الروسية -على مستوى الجبهة الداخلية ومستوى القوات العسكرية- نظرًا لأن الهجوم قد طال أهم مركز سياسي في الدولة الروسية، وهدد حياة الرجل الأول في المنظومة الحكومية الروسية، وهو ما يثبت عجز الدفاعات الجوية عن حماية عمق العاصمة، وبالتالي طرح شكوك جدية في مدى فاعلية القوة العسكرية الروسية في هذه المرحلة، وكذا التأثير على النظرة الشعبية الحالية في الداخل الروسي لأداء هذه القوة على المستوى الميداني، وهو ما يخدم في المحصلة الجانب الأوكراني الذي يستعد حثيثًا لإطلاق هجوم مرتقب في الجبهات الجنوبية أو الشرقية.
يضاف إلى هذه الأهداف أخرى تتعلق باختبار ردود الفعل الروسية على مستوى مدى استجابة منظومة الدفاع الجوي، بحيث يتم دراسة مدى جاهزيتها وتحديد مواضع الضعف فيها، وفي نفس الوقت محاولة محو الصورة السلبية التي تشكلت عن الدفاع الجوي الأوكراني في الوثائق الأمريكية المسربة مؤخرًا عبر إظهار حجم المشاكل التي تعاني منها شبكة الدفاع الجوي الروسية.
رغم وجاهة هذه الفرضية، إلا أنه توجد احتمالات لفرضيات أخرى حول الجهة المنفذة لهذا الهجوم، طرحتها بعض الأوساط الأوكرانية، من بينها تورط جماعات معارضة داخل روسيا في هذه الهجمات؛ بهدف إحراج الكرملين وإظهار ضعفه، وهي فرضية لمحت إليها الرئاسة الأوكرانية، في ضوء عمليات الاغتيال التي تمت خلال الفترات الماضية لعدة شخصيات روسية مؤيدة لبوتين، كان آخرها عملية اغتيال المدون “فلادلين تاتارسكي” الذي لقى مصرعه بعد انفجار عبوة ناسفة داخل مقهى كان يجلس به في مدينة سان بطرسبورغ الشهر الماضي.
كذلك طرح رئيس الوزراء الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، فرضية تورط الكرملين نفسه في هذه العملية، بهدف خلق حالة شعبية مؤيدة لاستمرار القتال في أوكرانيا، خاصة أن سهولة وصول الطائرات المسيرة إلى اهدافها تثير تساؤلات جدية حول حقيقة ما حدث، بجانب أن ردود الفعل الروسية كانت تركز على اعتبار ما حدث “محاولة اغتيال للرئيس الروسي”، يجب الرد عليها بشكل عاجل وحاد.
فيما يتعلق بالتداعيات المحتملة للغارة المسيرة على الكرملين، وبالنظر للتصريحات التي صدرت عن المسؤولين الروس، سواء ما قاله نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، بشأن عدم وجود خيارات أمام موسكو سوى قتل الرئيس الأوكراني وأعضاء حكومته، او تصريحات عضو مجلس الدوما، سيرجي ميرونوف، التي رأي فيها أن هذه الغارة تعتبر سببًا كافيًا لتصفية القيادة الأوكرانية، أو تصريحات رئيس ونائب رئيس مجلس الدوما الروسي، حول ضرورة إطلاق “هجوم صاروخي” على مقر الرئاسة الأوكرانية؛ يمكن من خلال ما سبق توقع ردة فعل روسية عنيفة ومباشرة ضد مراكز القرار السياسي في العاصمة الأوكرانية.
ربما قد يشمل رد الفعل عمليات خاصة لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية أوكرانية، أو قصف دقيق لمبانٍ عالية الأهمية على المستوى السياسي في أوكرانيا. حتى وقت كتابة هذه السطور، اقتصر رد الفعل الروسي على تنفيذ غارات جوية وصاروخية على مدينة خيرسون ومحيطها، وكذا جولة من عمليات القصف الصاروخي على العاصمة كييف وعدة مناطق في النصف الشرقي للبلاد.
لكن بالتأكيد الأنظار تتجه بشكل اساسي إلى ردود الفعل على المستوى الميداني، حيث تشير بعض التوقعات إلى احتمالية لجوء موسكو -في ضوء تطورات أمس- إلى إعادة تفعيل الجبهة الشمالية، انطلاقًا من بيلاروسيا، لتحقيق هدفين رئيسين: الأول هو السيطرة على مركز القرار السياسي في أوكرانيا، والثاني هو تشتيت القوى الأوكرانية عشية بدء الهجوم الأوكراني المضاد المتوقع في أي حظة حسب تصريحات وزير الخارجية الأوكراني ومن قبله رئيس الوزراء.
وهنا تطرأ نقطة مهمة تتعلق بوجود خشية جدية في الجانب الروسي من أن يكون محل الهجوم الأوكراني المضاد هو في اتجاه الأراضي الروسية وليس في اتجاه شرق مدينة خيرسون في اتجاه شبه جزيرة القرم بالجبهة الجنوبية كما يظهر من التحركات الأوكرانية الأخيرة، وهو ما يذكرنا بالعمليات التمويهية التي نفذتها القوات الأوكرانية سابقًا في الجبهة الجنوبية، قبل أن تشرع بشكل مفاجئ في التقدم بجبهة “خاركيف” شمال شرق البلاد في سبتمبر الماضي.
خلاصة القول، إن ضربة “الكرملين” الجوية يمكن اعتبارها بمثابة سلاح ذو حدين للتصعيد في الأزمة الأوكرانية؛ فمن جهة يمكن أن نعتبر أوكرانيا مستفيدة من هذه الضربة على عدة مستويات دعائية واستخباراتية، ومن ناحية أخرى يمكن أن نعتبر موسكو -رغم الأضرار الواضحة التي تكبدتها في هذه الضربة على المستوى الداخلي والمعنوي والاستراتيجي- مستفيدة ولو بدرجة أقل من هذه الضربة، لحشد تأييد شعبي لخطوات تصعيدية يراد من خلالها إيجاد نقطة نهاية للمسار العسكري الحالي في أوكرانيا. لكن الأكيد أن منظومة الدفاع الجوي الروسية تعد الخاسر الأكبر من هذه الضربة، أيًا كانت الجهة المنفذة لها.
.
رابط المصدر: