اعداد : أحمد جمال الصياد – كلية الاقتصاد و العلوم السياسية – جامعة الإسكندرية
مقدمة :
دائما كانت قارتنا السمراء محط أعين الدول الاستعمارية، و الغزاة خصوصا الدول الأوروبية مثل : فرنسا و إنجلترا و بلجيكا و غيرهم ؛ فتلك الأطماع في تلك القارة قديمة و من عدة قرون مضت ، و لكن ما الذي جعل القارة الأفريقية محط أطماع الغزاة ؟ ذلك لأن قارتنا مليئة بالموارد الطبيعية و المواد الخام ، مثل : النفط و الغاز الطبيعي و النحاس و الماس و الذهب ، و غيرها من المواد الأولية مثل الغابات التي تعد مصدرا للأخشاب ، و مواد أخرى مثل الكاكاو و المطاط مما يجعل قارتنا الإفريقية تجمع غني للمواد الطبيعية ، كما تمتلك القارة السمراء أكبر احتياطي للمعادن الثمينة في العالم هذا إلى جانب غناها بالثروة الحيوانية ، فهذه الموارد التي من شأنها أن تدعم اقتصاديات البلدان الأفريقية و تدعم نموها ، و مع ذلك جعلت تلك الموارد_ بالإضافة إلى إشرافها على ممرات مائية هامة _ القارة الأفريقية مطمع للعديد من الغزاة فكانت تلك الموارد نقمة عليها لجلبها ويلات الاستعمار للقارة ؛ ولكن هل كانت القارة مطمعا للغزاة في الماضي فقط ؟ ، بالطبع لا فكما كانت مطمعا في الماضي فهي مطمعا أيضا في وقتنا الحالي فنجد فيها توغل للعديد من الدول لمحاولة السيطرة عليها و، استغلال ثرواتها و تهديد أمن بعض دولها ، و التحكم في الممرات المائية التي تشرف عليها مثل مضيق باب المندب الذي يعد مفتاح قناة السويس و المهم لضمان حرية الملاحة واستمرارها فيها ، و من أمثال تلك الدول هي دولة الكيان الصهيوني “إسرائيل” فموضوع نلك الدراسة هو عرض التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية .
و سنتناول في تلك الدراسة المحاور التالية :
- 1/ أهمية القارة الأفريقية.
- 2/ مراحل العلاقة بين قارة أفريقيا و إسرائيل.
- 3/ الأهداف الإسرائيلية من التغلغل في أفريقيا.
- 4/ أدوات و مظاهر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا.
أولا : أهمية القارة الأفريقية
ترجع أهمية القارة الأفريقية ، و زيادة الاهتمام بها _سواء كان في الماضي أو في وقتنا الحالي _ لعدة أسباب ، فمن الناحية الاقتصادية نجد القارة السمراء غنية بالموارد الطبيعية ، فمن حيث المواد الأولية يتوافر بها الغابات التي تعد مصدرا هاما للأخشاب إلى جانب توافر بها مواد أخرى مثلا البن و الكاكاو و المطاط و الفواكه الاستوائية أما من حيث الموارد المعدنية ، فنجد أفريقيا من أكبر منتجي بعض السلع المعدنية مثل الفوسفات و الذهب و المنجنيز و الكوبالت و الحديد و غيرها من المعادن الهامة لقطاع الصناعة هذا إلى جانب توافر فيها الألماس بوفر و كثرة وتشير التقديرات إلى أن 30٪ من الموارد المعدنية المستخرجة من الأرض موجودة في القارة الأفريقية ، أما بالنسبة للموارد النفطية فتعد أفريقيا أكبر القارات التي تضم دولا منتجة للنفط حيث يوجد بها قرابة 21 دولة منتجة للنفط وتنتج القارة الأفريقية في الوقت الراهن نحو 11 %من النفط العالمي ، بما يعادل حوالي 80 إلى 100 مليار برميل من النفط الخام ، كما أنها تمتلك قدرا من الاحتياطيات النفطية ؛ ربما يصل إلى نحو 10% من الاحتياطي العالمي حسب تقديرات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ، و يمكننا تقسم مناطق إنتاج النفط في القارة السمراء إلى أربعة مناطق هم : أولا شمال إفريقيا و هذه المنطقة تضم خمسة دول منتجة للنفط هم : مصر و ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب ، و ثانيا منطقة شرق و وسط إفريقيا وتضم دولا منتجة للنفط مثل السودان و تشاد و الكونغو برازافيل ، و ثالثا منطقة غرب إفريقيا تضم دولا منتجة للنفط مثل نيجيريا و توجو و الكاميرون و غانا و ساحل العاج ، و رابعا منطقة الجنوب الإفريقي تضم دول منتجة للنفط مثل جنوب أفريقيا و زيمبابوي ، وحتى السبعينيات من القرن الماضي كانت منطقة شما أفريقيا في صدارة الإنتاج في القارة، لكن الوضع اختلف في العقود الثالثة التالية لصالح إقليم غرب إفريقيا الذي أصبح أكثر مناطق إفريقيا الواعدة بالنفط، بعد الاكتشافات الكبيرة في منطقة خليج غينيا و الآن أصبح هذا الإقليم يستأثر بنحو 70 %من إنتاج النفط الإفريقي، ويصل حجم إنتاجه نحو 9.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يزيد عن مجمل إنتاج فنزويلا والمكسيك, ولعل ذلك هو ما دفع المختصين بصناعة النفط إلى تسمية هذا الإقليم بالكويت الجديدة ، و نجد أيضا تكالب من القوى الدولية للاستثمار في مجال استخراج النفط الإفريقي و أيضا لاستيراده لتلبية تلك الدول لاحتياجاتها الخاصة .
و على صعيد أخر نجد أن القارة الافريقية سوق استهلاكي جيد لأي دولة صناعية ، فتعداد سكان القارة يتخطى المليار نسمة و نجد مجموع سكان دولتين فقط من دول القارة هما نيجيريا و مصر يقترب من 300 مليون نسمة مما يجعل القارة سوق استهلاكي مناسب للتصدير و تصريف إنتاج الدول الصناعية .
كل تلك الموارد تجعل القارة السمراء تجمع غني و كبير للموارد الطبيعية التي من شأنها_ إن استثمرت بأفضل شكل_ أن تدعم اقتصاديات دول القارة و تدفعها للنمو و الازدهار و تلك الموارد جعلت تلك القارة مطمع لأكثر من دولة عالمية وإقليمية تطمح للاستفادة من هذا الكم الهائل من الموارد ، هذا إلى جانب أن تعداد سكانها المرتفع يجعلها سوق مناسب للتصدير بالنسبة للدول الصناعية .
ليست الموارد فقط هي ما تكسب الفارة السمراء الأهمية و تجعلها مطمع للعديد من القوى العالمية والإقليمية ، فنجد أيضا أن موقع القارة يكسبها أهمية استراتيجية كبيرة و ذلك لأنه تشرف واحدة من دولها ألا و هي المغرب على مضيق جبل طارق ذلك الممر المائي الهام و ترجع أهمية ذلك المضيق أنه المفتاح الغربي للبحر الأبيض المتوسط ، و المهم لتجارة النفط و حركته سفنه ، و تتحكم واحدة من دولها أيضا ألا و هي مصر في قناة السويس ذلك الممر المائي الهام للتجارة الدولية ، والملاحة العالمية ، و نجد أنها تشرف على ممر مائي هام ألا و هو مضيق باب المندب و تتحكم به جيبوتي و ارتريا من الدول الإفريقية و يكتسب ذلك الممر المائي أهمية نظرا لأنه المفتاح الجنوبي لقناة السويس ، والمهم لضمان استمرار حركة الملاحة بها ؛ فتلك الممرات أكسبت القارة الإفريقية ثقل إستراتيجي كبير نظرا لأهمية تلك الممرات للتجارة الدولة والملاحة العالمية بشكل عام .
لم تتوقف عوامل أهمية القارة السمراء عند الموارد والممرات المائية فقط بل إن للقارة السمراء أهمية سياسية و دبلوماسية كبيرة ؛ حيث أن دول القارة السمراء تشكل كتلة تصويتية كبيرة في أروقة المنظمات العالمية خاصة في الأمم المتحدة حيث إذا استطاعت دولة ما اجتذاب تلك الكتلة التصويتية لصفها و التأثير فيها ستضمن على الأغلب حسم عدد كبير من قضاياها داخل الأمم المتحدة و المنظمات الأخرى عن طريق التصويت لها ، أو على الأقل ستضمن أن تلك الكتلة لن تقف في وجهها و في وجه مصلحتها عن طريق التصويت ضدها ، و هذا هدف تسعى له العديد من الدول لتضمن المؤازرة الدبلوماسية لقضاياها ؛ مما يكسب قارة أفريقيا ثقل سياسي و دبلوماسي كبير ، و يجعل العديد من القوى العالمية أن تحاول استرضاء دول القارة و التأثير عليهم لضمان المساندة الدبلوماسية لقضاياها في أروقة المنظمات العالمية ، و الجدير بالذكر أن لأفريقيا أهمية عند إسرائيل خصوصا وأن إحدى دولها كانت مرشحة لأن تصبح الوطن القومي لليهود ألا و هي أوغندا ليأتي وعد بلفور 1917 ليحسم تلك المسألة و يعدهم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
بهذا نتوصل أن لتلك القارة أهمية كبيرة سواء من حيث توافر بها الموارد الطبيعية مما يكسبها أهمية اقتصادية ، أو من حيث تحكمها في ممرات مائية هامة مثل مضيق جبل طارق و قناة السويس و مضيق باب المندب مما يكسبها أهمية إستراتيجية ، أو من حيث أن دولها تشكل كتلة تصويتية مهمة في المنظمات العالمية مما يكسبها أهمية سياسية و دبلوماسية كبيرة ، و كل هذا يجعلها مطمعا للعديد من القوى الدولية و الإقليمية ، و يجعلها عرضة للصراعات ، و التدخلات الخارجية من جانب القوى الدولية التي تحاول الاستفادة من مواردها ، و ممراتها المائية ، و أصوات دولها في المنظمات العالمية هذا إلى جانب التصدير و تصريف المنتجات لدول القارة فمثلما أن الموارد تمثل نعمة لأفريقيا ولأي قارة إلا أنها مثلت لها نقمة بسبب الأطماع فيها في الماضي و الحاضر مما جلب لدولها حالة كبيرة من التفتت و الانقسام و عدم الاستقرار .
ثانيا : مراحل العلاقة بين قارة أفريقيا و إسرائيل
لكي نستطيع فهم أهمية القارة الأفريقية بالنسبة لإسرائيل ، و لكي نفهم لماذا تهتم إسرائيل بقارة أفريقيا ؟ و ما هي دوافع إسرائيل من وراء لك الاهتمام ، فلابد أن نعرض مراحل العلاقة بين القارة السمراء و أفريقيا ، فالعلاقة بينهم قديمة و ترجع لفترة ليست بالقصيرة .
- أ/ مرحلة التأسيس (1948/1957)
عندما تأسست إسرائيل في عام 1948 كان هدفها هو تحظى باعتراف وتأييد دوليين خصوصا من القوى والدول الكبرى مثل الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية ، ولم تبدي اهتمام للفارة السمراء و دولها التي كان يخضع أغلب دولها للاستعمار ، والتي تضعف سياستها الخارجية بالتبعية ؛ إلى أن حدث ما أزعج إسرائيل ، و لفت انتباهها للفارة السمراء و كان ذلك الحدث هو المؤتمر الأفروآسيوي في باندونج بإندونيسيا عام 1955 حيث لم تتلقى إسرائيل دعوة لحضور هذا المؤتمر وذلك لرفض دول المؤتمر حضورها فيه و أدان الأعضاء المشاركون فيه الممارسات الإسرائيلية تجاه فلسطين وشعبها ؛ فذلك الرفض مع الإدانة سببوا صدمة لإسرائيل لتدرك بذلك الأهمية الدبلوماسية للدول الأفريقية حيث أن الدول الأفريقية في تلك الفترة بدأت تنال استقلالها ، فأصبحت تشكل كتلة تصويتية لا بأس بها مما يتماشى مع هدف إسرائيل السابق ذكره ، فقررت بذلك الاتجاه صوب دول القارة الأفريقية لتغزوها دبلوماسيا ؛ حتي نصل لأواخر عام 1956 لتعترف غانا بإسرائيل.
- ب/مرحلة البداية (1957/1967)
بدأت إسرائيل غزوها الدبلوماسي لدول القارة السمراء بعد الصدمة التي لاقتها جراء رفض مشاركتها في المؤتمر الأفرآسيوي 1955 _كما سبق أن ذكرنا_ لتأتي البداية الحقيقية لذلك الغزو الدبلوماسي عام 1957 عندما افتتحت إسرائيل سفارة لها في أكرا العاصمة الغانية ؛ و شهدت تلك الفترة استقلال لعدد لا بأس به من الدول الأفريقية مما دفع إسرائيل على زيادة نشاطها في القارة الأفريقية ، و شهدت الفترة من عام (1957 لعام 1962 ) زيارات بين قادة إسرائيل و زعماء أفريقيا، حيث قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك (جولدا مائير) بزيارة عدد من الدول الأفريقية مثل السنغال ونيجيريا وغانا هذا إلى جانب قيام الرئيس الإسرائيلي( إسحق بن تسفي) بزيارة 5 دول أفريقية حتى عام 1962 ؛ ليأتي عام 1967 لتقع حرب النكسة بين مصر و إسرائيل لتغير مسار علاقة دول أفريقيا بإسرائيل للأسواء ، و تصبح إعلان عن بداية مرحلة جديدة في تلك العلاقة.
- ج/ التراجع (1967/1977)
كان عام 1967 إعلان لبداية مرحلة جديدة في العلاقة بين القارة السمراء و إسرائيل حيث مع قيام حرب النكسة و احتلال إسرائيل لسيناء ، لتدرك دول أفريقيا بذلك أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي بشكل أوضح ، ويرجع ذلك للجهود العربية في أروقة الأمم المتحدة و منظمة الوحدة الأفريقية حيث حققت تلك الجهود نجاحا باستصدار قرارات من المنظمتين بإدانة إسرائيل جراء سياساتها الإمبريالية جراء احتلالها لأراضي دولة أفريقية بعد حرب النكسة ألا و هي مصر ؛ وذلت العلاقة تشهدت تدهور وتراجع كبير بين إسرائيل و دول القارة السمراء لتبلغ العلاقة قمة تدهورها و تراجعها عام 1973 مع وقوع حرب أكتوبر عام 1973 لتأتي قرارات من منظمة الوحدة الأفريقية مساندة لمصر في حربها ضد إسرائيل لتشهد تلك الفترة قطع 29 دولة أفريقية علاقتها مع إسرائيل ، ولم يصبح لإسرائيل علاقات سوى مع مالاوي وسوازيلاند و ليسوتو ليأتي عام 1977 ليشهد تغير جذري في العلاقة بين إسرائيل و الدول الأفريقية بعد زيارة الرئيس السادات للقدس ليشكل ذلك الحدث نقطة انعطاف في تلك العلاقة .
- د/ تحسن العلاقات (1977/1991)
عندما قام الرئيس السادات بزيارة القدس عام 1977 حدثت صدمة للعالم كله ، و هو ما أدخل العلاقة بين إسرائيل و أفريقيا في مرحلة جديدة ألا و هي مرحلة تحسن ، وبدء للتقارب حيث كانت دولة زائير السابقة أول من يكسر المقاطعة الإفريقية لإسرائيل حيث كانت تحتاج لمساعدات عسكرية في ميدان التدريب مما لقي قبول لدى إسرائيل و تم توقيع معاهدة بين الدولتين تفيد ذلك في تلك الفترة، وتعيد علاقتها معها في عام 1982 لترفض بعض الدول العربية ذلك التصرف و تسحب سفراؤها من العاصمة الزائيرية كينشاسا ، ولحق بزائير في عودة العلاقة مع إسرائيل كلا من كينيا عام 1988، وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا عام 1989 ليأتي عام 1991 و معه مؤتمر مدريد للسلام لتدخل على أثره العلاقة بين أفريقيا و إسرائيل مرحلة جديدة
التطبيع و ازدهار العلاقات (1991/الآن)
بعد مؤتمر مدريد للسلام 1991 الذي عقد بين أطراف عربية و بين إسرائيل لإحياء عملية السلام ، وجد الأفارقة الصراع العربي الإسرائيلي يدخل في مرحلة جديدة عن طريق التفاوض، فكان لهذا المؤتمر أثر في ازدهار العلاقة بين إسرائيل و أفريقيا بشكل أكبر فعندما تفاوض العرب و إسرائيل سأل الأفارقة أنفسهم هل نحن ملكيين أكثر من الملك نفسه و عروبيين أكثر من العرب ؟ فالعرب أنفسهم يتفاوضون مع إسرائيل فما المبرر لاستمرار قطع العلاقات مع إسرائيل ؟ ؛ لتستطيع إسرائيل بذلك استعادة علاقاتها مع أغلب دول أفريقيا لتشهد السنوات الأخيرة علاقات دبلوماسية و اقتصادية كبيرة بين إسرائيل و أغلب دول أفريقيا ، فقد زاد معدل زيارات وزير الخارجية الإسرائيلي والمبعوثين التي كان محورها توطيد العلاقات بين الطرفين لتمهد بذلك إسرائيل لإقامة علاقات اقتصادية و عسكرية قوية بينها وبين دول القارة السمراء ، و هو أيضا محاولة من جانب إسرائيل لأن تخرج من عزلتها ؛ ليشهد عام 2016 بدء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جولة شملت 4 دول أفريقية و هم أوغندا و كينيا و رواندا و أثيوبيا ، و كان الهدف من تلك الزيارة هو تعميق العلاقات الإسرائيلية الأفريقية على المستويين الاقتصادي و الأمني ، و لتعزيز التواجد الإسرائيلي في أفريقيا خاصة في منطقة دول حوض النيل للتأثير على حصة مصر و السودان من المياه ، و الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت مشجع أثيوبيا لبناء سد النهضة والذي سيؤثر على حصة المياه الخاصة بمصر و السودان والذي يهدد بدوره أمنهما القومي ، و من أهداف تلك الجولة أيضا كسب أصوات في المحافل الدولية بجانب إسرائيل ، و فتح أسواق أمام المنتجات الإسرائيلية في أفريقيا سواء كانت عسكرية أو تكنولوجية وتشير بعض المصادر إلى أن تصدير الأسلحة الإسرائيلية إلى أفريقيا بلغ حوالي 275 مليون دولار عام 2016، أي ما نسبته حوالي 70% من السلاح المصدر من إسرائيل ؛ و يستدل من كل هذا أن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية متصاعدة وستستمر في ذلك مما يضعنا في مرحلة تطبيع للعلاقات بين إسرائيل وبعض دول أفريقيا ، و هي أكثر مراحل تلك العلاقة ازدهارا .
ثالثا / الأهداف الإسرائيلية من التغلغل في أفريقيا
في المجمل يمكن الإجابة عن هذا السؤال بتصنيف ما تريده إسرائيل إلى عدة أهداف ، فمنها أهداف استراتيجية ، وأهداف سياسية (دبلوماسية) ، أهداف اقتصادية ؛ فإسرائيل وجدت ضالتها في القارة الأفريقية حيث أنها ستستفيد بشكل كبير من العلاقات مع القارة السمراء خصوصا مع تعاظم تلك العلاقات ، و وصلت إلى مرحلة التطبيع ، و هو الشيء الملاحظ في علاقة إسرائيل ببعض دول أفريقيا ، حيث تجمع إسرائيل و تلك الدول علاقات عسكرية ، و اقتصادية ، و سياسية كبيرة ، و لنستعرض أبرز أهداف إسرائيل و المكاسب التي تريد أن تجنيها من علاقاتها مع دول قارة أفريقيا .
- أ/ أهداف استراتيجية
سبق و أن ذكرنا في المحور الأول أن قارتنا السمراء تتمتع بالإشراف على ممرات مائية هامة للملاحة العالمية سواء كان في وقت السلم أو في وقت الحرب مما يكسب أفريقيا أهمية استراتيجية كبيرة و ذلك لأنها تشرف على عدة مضايق مثل مضيق جبل طارق(المفتاح الغربي للبحر الأبيض المتوسط) و مضيق باب المندب ، فضلا عن قناة السويس ذلك الممر المائي المهم للملاحة العالمية أيضا ؛ و تعتبر إسرائيل في عزلة جغرافية فجيرانها كلهم عرب فتريد إسرائيل أن تكسر تلك العزلة الجغرافية بخلق مجال حيوي لها خارج تلك الدائرة العربية ، فإن أمعنا النظر عن تحركات أفريقيا في منطقة شرق أفريقيا نجدها تعمل على تحسين علاقاتها مع دول شرق أفريقيا مثل اوغندا و أثيوبيا و خصوصا جيبوتي لأنها من إحدى الدول المتحكمة في مضيق باب المندب حيث أن ذلك المضيق له أهمية استراتيجية كبيرة تنبع من كونه المفتاح الجنوبي لقناة السويس كما أنه هام للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر مرورا منه إلى قارة أسيا ، و إن أي تهديد للملاحة في ذلك المضيق يؤثر على قناة السويس مما يؤثر على الاقتصاد و الأمن المصريين ، و السيطرة على ذلك المضيق يحقق لإسرائيل مصالح اقتصادية و تجارية هامة بالنسبة لها هذا كان في منطقة شرق أفريقيا و البحر الأحمر ، أما عن تحركها و علاقاتها مع دول حوض النيل فنجدها تقيم علاقات وطيدة مع دول حوض النيل مثل أثيوبيا و كينيا وذلك لأن تلك الدول تعتبر دول مسيطرة على منابع النيل خصوصا أثيوبيا ، و إسرائيل تدرك أهمية تلك الدول جيدا و أهمية إقامة علاقات معها لأنها تتحكم في منابع النيل مما يهدد الأمن القومي لبغض الدول العربية خصوصا مصر و السودان ، ونجد إسرائيل في ذلك الصدد تدعم الحركات الانفصالية وحركات التمرد في دول منابع النيل خاصة في جنوب السودان مما أدي لتكوين الدولة رقم 11 في دول حوض النيل و هي دولة جنوب السودان مما يخلق تعقيدات أكبر في تلك المنطقة و يخلق تضخم في ملف المياه بالنسبة لمصر والسودان و هو ما يشكل تهديد خطير لتلك الدول ، و الجدير بالذكر هنا هو دعم إسرائيل و تشجعيها لأثيوبيا لبناء سد النهضة و هو ما يزيد الأمر تعقيدا و يخلق أزمة بين دول حوض النيل خصوصا بين مصر و أثيوبيا و هي المشكلة التي تحاول مصر حلها في الوقت الحالي بالطرق الدبلوماسية ، هذا إلى جانب التصدي لنفوذ إيران في أفريقيا فهي أيضا أحد الطامعين في القارة السمراء .
- ب/ أهداف سياسة (دبلوماسية)
منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 و هي تحاول الحصول على الاعتراف الدولي ، و هو ما يشكل هدفا مهما لدولة الاحتلال فبعد أن تمكنت من الحصول على الاعتراف الدولي من الدول الكبرى بدأت تتطلع للحصول على مزيد من الاعتراف الدولي خصوصا بعد الصدمة التي لاقتها من دول المؤتمر الأفروآسيوي _السابق ذكرها_ و في تلك الفترة بدأت الدول الأفريقية بالحصول على الاستقلال فبدأت تتجه أنظار إسرائيل صوب تلك الدول للحصول منها على الاعتراف الدولي و هو ما نجحت فيه ، و الجدير بالذكر أن الدول الأفريقية تشكل تكتل تصويتي كبير في الأمم المتحدة ، و إسرائيل حاولت استمالة ذلك التكتل في صفها للتصويت لقضاياها خصوصا و أن ذلك التكتل يميل لفلسطين على حساب إسرائيل ، و هو ما أزعج إسرائيل و كان دافعا لأن تعمل دولة الاحتلال لاستمالة تلك الكتلة لصفها ، و هو ما نجحت فيه فنجد أن ذلك التكتل بدأ بعدم التكتل خلف القضية الفلسطينية كسابق عهده ، و بدأنا نجده يمتنع أو يصوت ضد تلك القضية و هو ما فيه المصلحة و المكسب لإسرائيل ، و هو ما يوضح أهمية الصوت الأفريقي في الأمم المتحدة على وجه الخصوص و في باقي المحافل و المنظمات العالمية بشكل عام .
- ج/أهداف اقتصادية
كما سبق أن ذكرنا أن قارتنا السمراء تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية مثل المعادن و البترول بمشتقاته و موارد أخرى مثل الأخشاب و البن و الكاكاو و الفواكه الاستوائية مما يجعلها تجمع كبير و غني بالموارد الطبيعية ، و هذا يزيد من أهمية القارة السمراء و يلفت إليها النظر كقارة إن استطعت إقامة علاقات اقتصادية ناجحة فستجني من وراء تلك العلاقة الاقتصادية مكاسب كبيرة مما يعود على دولتك بالنفع مما يدعم مركزها الاقتصادي ، و هو ما تدركه إسرائيل .
فالقارة السمراء تعتبر سوق استهلاكي كبير و مهم بالنسبة للمنتجات و الصادرات الإسرائيلية ، و هو ما نجده يعوض بالنفع على إسرائيل حيث تحقق لها من العلاقات الاقتصادية مع القارة الأفريقية مردودا ضخما ، فعلى سبيل المثال في عام 2017، بلغت قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى أفريقيا 938 مليون دولار أميركي ، هذا الى جانب أرباح إسرائيل من تجارة الماس في أفريقيا ، فبحسب تقرير معهد الماس الإسرائيلي عام 2006 فإن دولة الاحتلال حققت ما يقارب 6.6 مليار دولار من تصدير الماس ، و هو المورد الذي تجده إسرائيل بوفره في قارة أفريقيا و تعمل على استغلاله مثلما تعمل على استغلاله مثلما تعمل على استغلال الموارد الأخرى للفارة الإفريقية عن طريق إقامة المعاهدات و العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع القارة الأفريقية مما يوفر لها مواد أولية مهمة للصناعة بأسعار رخيصة مما يعود عليها و على اقتصادها بالنفع و مما يدعم مركزها الاقتصادي.
4/ أدوات و مظاهر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
نجد أن إسرائيل صورت نفسها على أنها دولة صديقة لدول أفريقيا هذا إلى جانب تقديم لهم نفسها على أنها نموذج اقتصادي ناجح و متطور و هو ما أثار شهية الدول الأفريقية و جعل علاقتهم المتبادلة تنجح بشكل كبير في عدة مجالات ، مستخدمة إسرائيل في ذلك عدة أدوات يمكن أن نجملها في المجال الاقتصادي و المجال العسكري و المجال الثقافي .
- أ/الأداة الاقتصادية
كان للأداة الاقتصادية دور كبير في دعم التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية حيث أحسن إسرائيل تلك الأداة في علاقاتها مع الدول الأفريقية خصوصا و أن أغلب الدول الأفريقية و على الرغم مما تمتلكه من موارد دول نامية تحتاج للمساعدات و تقديم الخبرات الفنية و العلمية و التكنولوجية لها ، وهو ما وفرته إسرائيل لبعض الدول التي أقامت معها علاقات اقتصادية عن طريق ما سمي باتفاقيات التعاون الفني فنجد إسرائيل في هذا الصدد أنها أقامت العديد من المشروعات التجارية و الصناعية ، هذا إلي جانب الاهتمام بغرب أفريقيا خاصة خليج غينيا لتوافر فيه النفط بشكل كبير ، هذا إلى جانب أن التكنولوجيا الزراعية التي تمتلكها إسرائيل وطدت من العلاقات الإسرائيلية الأفريقية وذلك نظرا لاعتماد أغلب دول القارة الأفريقية على الزراعة فنجد أن إسرائيل في ذلك المجال _الزراعي_ تدير في أثيوبيا 187 مشروع زراعي ، و في كينيا نجد أن إسرائيل تشاركت مع ألمانيا في مشروع لتطهير بحيرة فيكتوريا مما وفر فرص عمل بوفرة في تلك المنطقة ، و في رواندا تتولي شركة تدعى” إيبوني” وضع خطة للإشراف على منظومة الري بها و في الكاميرون نجدها اتفقت معها على أنشطة قصيرة و طويلة الأجل من الدورات التدريبية مثل التدريب على الأعمال التجارية الزراعية – فقد تم توقيع اتفاق ثلاثي غير مسبوق مؤخراً من قبل مركز التعاون الدولي، وصندوق وكالة الأمم المتحدة ووزارة الحكومة الكاميرونية للثروة الحيوانية، مما يتيح إنشاء “حاضنة الأعمال التجارية الزراعية” استناداً إلى الدراية والخبرة الإسرائيلية. ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع على مدى عدة سنوات، والذي سيضم في نهاية المطاف 5000 متدرباً كاميرونياً. وسوف تطبيق الرسوم الدراسية على 4-7 “فروع” إقليمية في جميع أنحاء البلاد. وسوف يتم توظيف خبير من منظمة “ماشاف” الإسرائيلية في الكاميرون اعتباراً من صيف 2016 ولمدة سنتين و نصف السنة ، و نجد لتلك المنظمة التي تسمى ماشاف نشاط واضح وكبير في القارة الأفريقية و مع عديد من الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل مثل أوغندا حيث تقيم تلك المنظمة هناك مشروع لتجديد و تطوير أساسيات الطوارئ في مستشفى كمبالا مولاغو التي تعد أهم مستشفيات أوغندا ، تلك المستشفى التي أنشأتها في الأساس شركة البناء الإسرائيلية ” سوليل بون ” وغيرها من العلاقات التي تدعم التغلغل و النفوذ الإسرائيلي في القارة السمراء ؛ والجدير بالذكر أن تلك المشاريع و المساعدات عادت بنفع كبير على إسرائيل و على المستويين السياسي و الاقتصادي .
- ب/الأداة العسكرية
تحاول إسرائيل استغلال المجال الأمني و العسكري للنفوذ للقارة الأفريقية مما يمكنها من التغلغل بشكل أكبر في القارة السمراء حيث أن بعض الدول الأفريقية استعانت بالخبرات الإسرائيلية في المجال العسكري خاصة في قطاع التدريب و التسليح مثل دولة زائير السابقة ، و التي كانت أول من كسرت المقاطعة الأفريقية بعد _حرب أكتوبر_ لإسرائيل بسبب حاجاتها للمساعدة في المجال العسكري لإعادة تدريب بناء و تدريب جيشها ؛ و الجدير بالذكر هو دعم إسرائيل لحركات التمرد و الحركات الانفصالية مثل دعمها لجنوب السودان ، و ذلك مما يزيد من أمد الصراعات و الحروب الأهلية في قارة أفريقيا مما يجعلهم يعقدون المزيد من صفقات الأسلحة مما يدر لإسرائيل و غيرها من مصدري السلاح لأفريقيا الأرباح ، هذا إلي جانب تجارة بعض الشركات الإسرائيلية في الصفقات الغير مشروعة للسلاح ، و في المجال الأمني نجدها تعمل في ذلك المجال مع بعض الدول الأفريقية خصوصا في مجال التدريب بصورة غير رسمية عن طريق شركات المرتزقة مثل شركة (ليف_دان) ، و شركة ( الشبح الفضي ) ، فبعض القادة الأفارقة من باب شعورهم بالخطر على نفسهم من قواتهم المسلحة نفسها فنراهم يكونون ميليشيات قبلية لتأمين انفسهم و تقوم شركات المرتزقة الإسرائيلية سابقة الذكر بتدريب و تسليح الكثير من تلك الميليشيات ، ففي الكونغو على سبيل المثال قامت شركات المرتزقة الإسرائيلية بتدريب الحرس الخاص بالرئيس السابق دينيس نيغيسو ، و تعاقد خلفه باسكال ليسوبا مع شركة ليف دان الإسرائيلية لتدريب و تسليح ميليشياته الخاصة من الزولو ، أما عن صفقات السلاح فنجد أنه قد عقدت صفقة عام 2006 بين شركة يافنيه الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار و بين نيجيريا حيث تم الاتفاق على بيع أنظمة طائرات بدون طيار لنيجيريا بالإضافة إلى 15 طائرة حربية إسرائيلية و تدريب بعض الطيارين النيجيريين بقيمة إجمالية تصل إلى ربع مليار دولار ، وتعتبر تلك الصفقة أكبر صفقة تمت في تاريخ إسرائيل بين شركة إسرائيلية و دولة إفريقية ، و من إدراك إسرائيل لأهمية البحر الأحمر و منطقة القرن الأفريقي أقامت علاقات وطيدة مع إريتريا فأقامت بها عدد من القواعد العسكرية مثل القواعد التي أنشأتها في روجيات و مكهلاوي على الحدود السودانية هذا إلى جانب محاولة إسرائيل لاستفادة من جزر إرتريا التي تمتعت بوجود قوي فيها عبر وحداتها الأمنية ، هذا إلى جانب دعمها لأثيوبيا في بناء السدود خاصة سد النهضة الذي يشكل مشكلة و تهديد أمني لمصر و السودان ، و ذلك ينبع من إدراك إسرائيل للأهمية الكبرى لمنطقة القرن الأفريقي الذي نجد فيه تواجد نشط لإسرائيل فيه ؛ و ذلك ما يعكس التغلغل الإسرائيلي الكبير في المجال العسكري و الأمني في قارة أفريقيا بالإضافة للمجال الاقتصادي كما سبق أن ذكرنا.
- 3/الأداة الثقافية
دائما ما حاولت إسرائيل الترويج لنفسها على المستوى العالمي على أنها دولة تعرض شعبها للعنف و التمييز العنصري ، وهو أيضا ما روجت له في علاقاتها مع القارة الأفريقية بأنها مشتركة مع دول القارة السمراء في أنهم تعرضوا للعنف و التمييز العنصري و هو ما نجحت فيه إسرائيل إلى حد أن أحد فلاسفة نكروما و مساعده الذي يدعى جورج بادمور قامت بتسمية العودة الأفريقية و حركة التحرير باسم ” الصهيونية السوداء ” ، فتسويق إسرائيل لنفسها على أنها تعرض للتميز العنصري مثل الأفارقة خلق نوعا من التعاطف و التاريخ المأسوي المشترك بينهما ، إلي جانب ذلك قدمت إسرائيل نفسها بأنها نموذج متقدم و متطور يمكن الاقتداء به من قبل الدول النامية مثل بعض دول أفريقيا كل هذا ساعد على اتساع دائرة العلاقات الأفريقية ، و أدي إلى عمق العلاقات الإسرائيلية الأفريقية مما عاد بنفع كبير على إسرائيل سياسيا و اقتصاديا كما سبق أن ذكرنا .
خاتمة :
الغزو و السيطرة تغير معناهم عن الماضي ، فالمعركة الآن ليست معركة الدبابات و الصواريخ بل هي معركة السياسة و الاقتصاد، ومعركة الفكر و الحضارة ، فالاحتلال تطور معناه لأن أصبح احتلال و سيطرة على الاقتصاد و السياسة و الفكر الثقافة ، و هذا المعنى لا ينفي وجود معنى الاحتلال التقليدي و لكنه ينحيه جانبا ليحتل الاحتلال التقليدي باستخدام القوة الصلبة المراتب الأدنى ليكون تحت المعركة السياسية و الاقتصادية و الثقافية ؛ و كما سبق أن ذكرنا أن قارتنا الأفريقية كانت مطمعا للغزاة في الماضي وفي وقتنا الحالي ، فبعرضنا ذلك النموذج من التغلغل ألا و هو التغلغل الإسرائيلي ، فيجب أن نذكر أنه ليست إسرائيل فقط هي من تطمع في قارتنا السمراء و تحاول التغلغل فيها و النفوذ إلى دولها بل تسعى العديد من القوى العالمية التغلغل و النفوذ في قارتنا لاستغلال ثرواتها و الاستفادة منها ، فقارتنا اليوم تشهد صراعات عديدة مثل الصراع الصيني الأمريكي ، مما يدل على أهمية قارتنا السمراء ، و أنه يحاوطها الكثير من المخاطر المتمثلة في التدخلات الخارجية بها .
قائمة المصادر :
1/ كتاب السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا تأليف عامر خليل أحمد عامر ، بيروت لبنان 2011 .
2/ ورقة بحثية بعنوان : التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا و سبل مواجهة أضراره بالقضية الفلسطينية إعداد: عبد الله عواد، فاطمة القاضي، المقداد جميل مقداد، هالة جفال، ضمن إنتاج المشاركين/ات في برنامج “التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات” الذي ينفذه مركز مسارات – الدورة الخامسة 2018-2019.
3/ دراسة بعنوان : تطور العلاقات الإسرائيلية الأفريقية كتبها أحمد محمود _ السودان ، قراءات أفريقية.
4/ مقال بعنوان ” الماشاف” 57 عاما من النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا كتبه محمد البحيري ، المصري اليوم.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/712436
5/ مقال بعنوان دوافع مساعي إسرائيل للعودة إلى أفريقيا كنبه عبد اللطيف محمد سعيد باحث و أكاديمي سوداني .
6/ موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية ، إسرائيل في أفريقيا التمكين في شتى المجالات .
7/ دراسة بعنوان عندما تتحرك السياسة الأمريكية وراء الموارد كتبه د/ أيمن شبانة ، مجلة أفريقيا قارتنا العدد الثاني فبراير 2013.
8/ ورقة من الاتحاد الأفريقي بعنوان رؤية التعدين لأفريقيا 2007.
9/ دراسة بعنوان القارة الإفريقية ..مستقبل العالم كتبتها أميمة سعودي، الهيئة العامة للاستعلامات
10/ تقرير بعنوان : إسرائيل و هجومها الناعم على أفريقيا كتبه أ.د.حمدي عبدالرحمن ، قراءات أفريقية.
11/ دراسة بعنوان سياسات التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا على أمن و سلامة البحر الأحمر، كتبه سهير الشربيني ، المركز العربي للبحوث و الدراسات .