التهديدات المصاحبة لصعود الجماعات الإسلامية في منطقة الساحل الإفريقي ” بوكو حرام نموذجًا ” ٢٠٠٢_٢٠٢٥

المستخلص:

تعد جماعة بوكو حرام أحد أخطر الجماعات الإسلامية النشطة في منطقة الساحل الإفريقي ويهدف البحث إلى تتبع التطور التاريخي لنشأة جماعة بوكو حرام وتحليل الأسباب التي أدت إلى ظهورها والتعرف على أبرز التهديدات التي صاحبت ذلك الظهور وأثر تلك التهديدات على منطقة الساحل الإفريقي واستكشاف الآليات التي اتبعتها دول المنطقة والمنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة الأنشطة الارهابية الصادرة عن الجماعة وكذلك تقديم توصيات لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

المقدمة:

شهدت حقبة ما بعد بن لادن ضعف وتفكك في تنظيم القاعدة المركزي وقد ظن كثير من خبراء مكافحة الإرهاب أن عهد الجهاد العالمي قد انتهى وأن عمليات مكافحة الإرهاب قد أتت ثمارها ، وعلى الرغم من أن قيادة تنظيم القاعدة تأثرت بالفعل تأثرًا شديدًا بعمليات مكافحة الإرهاب – بصورة أساسية في أفغانستان وباكستان – لكنها قد وجدت جيوبًا إقليمية ذات أيديولوجيات متطرفة تذكرنا بأن عهد الإرهاب لم يتلاشى وخير مثال على ذلك منطقة الساحل الإفريقي ،  فقد شهدت افريقيا خاصة منطقة الساحل والصحراء صعودًا كبيرًا للجماعات الإسلامية المتطرفة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الجهود الأمريكية والأوروبية قد اعارت افريقيا القليل من الاهتمام عند قيامها بعملياتها في مكافحة الارهاب فقد كانت التوقعات تميل إلى أن التهديدات الكبرى ستأتي من آسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط الأمر الذي أدى إلى تقليص الموارد المكرسة للإنفاق على الساحل الإفريقي وقد ساهمت أيضًا الجهود الأمريكية الجزائرية المناهضة للقاعدة في بلاد المغرب العربي إلى دفع الإسلاميين جنوبًا بحثًا عن ملجأ وملاذ في بيئات أكثر تساهلًا وتفتقر إلى الخبرات الأمنية والاستخباراتية مثل النيجر و مالي ونيجيريا وساعد كذلك سقوط نظام الرئيس معمر القذافي في ليبيا وانهيار الأوضاع في الداخل الليبي على سهولة تدفق الأسلحة والمرتزقة المهربة من ليبيا مما عزز من دور اللاعبين غير الحكوميين في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل فقد زادهم عدة وعتادًا وأعدادًا وقد أفسحت تلك الظروف المجال أمام تلك إعادة تكوين وتجميع الحركات والجماعات السرية المتطرفة كما ساهمت في إمكانية تكوين جماعات جديدة ، ومن أبرز تلك الجماعات جماعة أنصار الدين في مالي و جماعة تنظيم القاعدة في المغرب العربي ويأتي على رأس تلك الجماعات جماعة بوكو حرام التي تعد الأكثر نشاطًا والأقدم عهدًا بين جماعات المنطقة وكذلك الأكثر دموية حيث تربطها علاقات على صعيد التدريب والأسلحة مع تنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” وقد ساعدت تلك الروابط على التغيير في الاستراتيجيات التي اتبعتها بوكو حرام وأدخلت أساليب أخرى أكثر عنفًا مثل الاعتماد على العبوات الناسفة والعمليات التفجيرية وإتباع أسلوب قطع الرؤوس وتصوير عمليات الاعدام وبثها وهي أساليب مشابهة لأساليب تنظيم القاعدة وذلك جنبًا إلى جنب مع عمليات الخطف والابتزاز المادي ، وقد أدت تلك التهديدات الإرهابية المتفاقمة إلى زيادة حدة المشكلات الأمنية وزيادة تعقيدها في منطقة الساحل التي تعد بالأساس بيئة خصبة لتنامي أنشطة تلك الجماعات ، ولذلك يأتي البحث موضحًا التطور التاريخي لظهور جماعة بوكو حرام  وأبرز العوامل التي ساعدت على تفاقم نفوذها والتهديدات التي نتجت عن وجودها في منطقة الساحل وكذلك التعرف على الأطراف الخارجية الداعمة والممولة لها وأبرز الأدوار المحلية والدولية المبذولة لمواجهتها والحد من أنشطتها الإرهابية.[1]

أولًا: المشكلة البحثية

تعد منطقة الساحل الإفريقي مسرحًا لنمو العديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة وذلك انعكاسًا لما تعاني منه دول تلك المنطقة من مشكلات وأزمات وحالة من عدم الاستقرار شكلت تربة خصبة وملاذ آمن لتلك الجماعات وعلى رأسها تأتي جماعة بوكو حرام وما تثيره من تهديدات ومشكلات في منطقة الساحل وبناءًا على ذلك تتمحور المشكلة البحثية حول تساؤل رئيسي هو: ما أبرز التهديدات المصاحبة لصعود جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي؟

وينبثق عن ذلك التساؤل الرئيسي مجموعة من التساؤلات الفرعية هي:

  1. ما المقصود بمنطقة الساحل الإفريقي؟ وما أبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة بها؟ وكيف نشأت جماعة بوكو حرام؟
  2. ما أسباب تصاعد نفوذ جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي ؟ وهل تتلقى تمويلًا خارجيًا؟
  3. ما أبرز الأساليب والوسائل التي تتخذها جماعة بوكو حرام للوصول إلى أهدافها؟
  4. كيف واجهت دول المنطقة و المنظمات الإقليمية والدولية تصاعد الأنشطة الإرهابية لجماعة بوكو حرام؟

ثانيًا: أهداف الدراسة

تتمثل أهداف الدراسة في محاولة الإجابة على تساؤلات المشكلة البحثية من أجل التعرف على أبرز التهديدات المصاحبة لصعود جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي ومن أبرز تلك الأهداف ما يلي:

  1. التعرف على منطقة الساحل الإفريقي وأبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة بها ونشأة جماعة بوكو حرام
  2. محاولة التوصل إلى أسباب تصاعد نفوذ جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي ودور التمويل الخارجي في ذلك
  3. التعرف على أبرز الأساليب والوسائل التي تتخذها جماعة بوكو حرام للوصول إلى أهدافها
  4. دور دول المنطقة إلى جانب المنظمات الإقليمية والدولية في مواجهة أنشطة بوكو حرام الإرهابية

ثالثًا: أهمية الدراسة

  1. الأهمية العلمية

تتمثل الأهمية العلمية للدراسة في أنها تعد إضافة للأدبيات العربية المعنية بعالم السياسة الوطني والدولي وذلك من خلال التركيز على التهديدات التي تصاحب ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي مثل جماعة بوكو حرام وأثر تلك التهديدات على المنطقة وبالتالي تقدم الدراسة إسهامًا علميًا يتجلى في معرفة مدى تأثير الجماعات الاسلامية المتطرفة في عالم السياسة.

  1. الأهمية العملية

تنبثق أهمية الدراسة العملية من كونها تهتم بأحد المواضيع الهامة والراهنة في الساحة الإقليمية والدولية ألا وهو الأنشطة الارهابية التي تصدر عن الجماعات الإسلامية المتطرفة وأثرها على الأمن والاستقرار كما تضع الدراسة تصورًا أمام صانع القرار المعني بالشأن الإفريقي حول طبيعة أهداف تلك الجماعات و فهم خصوصية منطقة الساحل الإفريقي وسبب تصاعد نفوذ تلك الجماعات بها .

رابعًا: منهج الدراسة

تعتمد الدراسة على المناهج والاقترابات التالية:

المنهج الاستقرائي: ويقوم على استقراء الواقع المحدد زمانًا ومكانًا ويبدأ بملاحظة الواقع ويقف عند حد وصفه في ضوء المعلومات المتاحة ويرى أنصار ذلك المنهج أن عملية المعرفة لا تدور في العقل بل تقبع في الواقع ذاته وينحصر دور العقل في استنطاق الواقع بما هو عليه دون التدخل في تفسيره أو تأويله وبناءً عليه تقوم الدراسة باستقراء التهديدات التي تشكلها الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي.

المنهج التاريخي: يتيح فهم السياق الذي تطورت فيه الأحداث والظواهر السياسية وتتبعها على مدار فترات مختلفة وبناءً عليه يمكننا من تتبع نشأة جماعة بوكو حرام المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي وتتبع مراحل تطور نفوذها بالمنطقة.

اقتراب الجماعة: يركز على الجماعة كوحدة للتحليل ويرى أن الجماعة تشكل تأثيرًا على عملية صنع القرار مثل جماعات العنف المسلح وأن الجماعات تشكل شبكة معقدة من التفاعلات فيما بينها في شكل ضغوط وضغوط مضادة .

خامسًا: حدود الدراسة

الإطار الزمني للدراسة: تركز الدراسة على صعود جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي منذ نشأتها في ٢٠٠٢ وحتى ٢٠٢٥ العام الذي قُدمت فيه الدراسة.

الاطار المكاني للدراسة: يتمثل في الدول التي تنشط بها جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي مثل: نيجيريا ، النيجر ، مالي ، تشاد.

سادسًا: تقسيم الدراسة

تنقسم الدراسة إلى ثلاث فصول وخاتمة على النحو التالي

الفصل الأول: ماهية جماعة بوكو حرام

المبحث الأول: التعريف بمنطقة الساحل الإفريقي وأبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة بها

المبحث الثاني: نبذة تاريخية عن نشأة وأصول جماعة بوكو حرام

الفصل الثاني: فهم بوكو حرام: الأسباب ، التهديدات،  الأهداف ، التمويل.

المبحث الأول: أسباب تصاعد نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي

المبحث الثاني: أبرز تهديدات وأهداف جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي

المبحث الثالث: مصادر تمويل جماعة بوكو حرام

الفصل الثالث: الآليات المتبعة في مواجهة جماعة بوكو حرام

المبحث الأول: الجهود الوطنية والإقليمية المبذولة في مواجهة بوكو حرام

المبحث الثاني: دور الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية والدولية في مواجهة بوكو حرام

الخاتمة: وفيها نقدم تلخيص للدراسة وأبرز النتائج والتوصيات التي توصلت إليها الدراسة

الفصل الأول

ماهية جماعة بوكو حرام

يتضمن الفصل مبحثين، يختص المبحث الأول بتعريف منطقة الساحل الإفريقي وأبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة التي نشأت بها، بينما المبحث الثاني فيتضمن نبذة تاريخية عن نشأة جماعة بوكو حرام.

المبحث الأول

تعريف منطقة الساحل الإفريقي وأبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة التي نشأت بها

يتضمن المبحث تعريفًا جغرافيًا لمنطقة الساحل الإفريقي للتعرف على الحدود المكانية التي تتناولها الدراسة، كما يتضمن في إيجاز لمحة على الجماعات الإسلامية المتطرفة بها.

أولًا: التعريف بمنطقة الساحل الإفريقي

يعرف الساحل الإفريقي بمفهومه الشامل بأنه الشريط الساحلي المتاخم للصحراء الكبرى والحزام الفاصل بين الصحراء والمناطق الجنوبية الخصبة ، ويغطي الساحل جزءًا من شمال السنغال وجنوب موريتانيا و وسط مالي وشمال بوركينافاسو وأقصى جنوب الجزائر بجانب النيجر وشمال الكاميرون و وسط تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى ، وينبثق عن المنطقة مجموعة دول الساحل الخمس والتي تمثل عمق منطقة الساحل الإفريقي وتشكل المجموعة إطار مؤسسي لتنسيق التعاون الإقليمي في سياسات التنمية والشؤون الأمنية للدول الأعضاء بها وهم موريتانيا و بوركينافاسو و تشاد ومالي والنيجر ولذلك لا يجب الخلط بين دول منطق الساحل الإفريقي و مجموعة دول الساحل الخمس.[2]

وتتميز منطقة الساحل الإفريقي بأنها زاخرة بالعديد من الإمكانيات التي يمكن استغلالها وتشغيلها ومنها الأغلبية الشبابية إذ أن ما يقارب ثلثي سكان منطقة الساحل الإفريقي لا تزيد أعمارهم عن ٢٥ عامًا وبالتالي تمتلك كتلة شبابية ضخمة يمكن استثمارها من خلال عمليتي التدريب والتعليم وذلك جنبًا إلى جنب مع الموارد الطبيعية وموارد الطاقة النفطية والمعادن كالذهب واليورانيوم التي تنتشر في أراضي منطقة الساحل، ويضاف إلى ذلك الأهمية الجيوسياسية والجيواستراتيجية التي تتمتع بها المنطقة والتي جعلت منها محل اهتمام القوى الكبرى المتنافسة،  كما أن المنطقة تقع على معابر مائية مهمة الأمر الذي جعل منها مسرحًا مهمًا للأحداث في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية وفي ظل حالة الاستقطاب التي تشهدها المنطقة[3] وعلى الرغم مما تتمتع به منطقة الساحل من مميزات إلا تعاني من أزمات بنيوية تقف عائق أمام بناء الدولة وتجعلها بيئة خصبة لتغلغل التنظيمات الإرهابية جنبًا إلى جنب مع شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود مما كبد المنطقة خسائر بشرية ومادية هائلة ومن أبز تلك الأزمات أزمة الهوية و الاندماج الوطني حيث تعتقد الجماعات المختلفة بعدم الانتماء إلى الدولة واعتبارها تشكل هوية مغايرة لتلك التي تعتنقها الجماعة مما يعمق حدة أزمة الاندماج ويمكن إرجاع ذلك إلى تباين العرقيات المنتشرة في تلك المنطقة وكذلك إرجاعه إلى معضلة الحدود المصطنعة التي أنشأها الاستعمار دون مراعاة لهذا التباين والتنوع العرقي بالإضافة الى موجة ضعف الانتماء وتحول الولاءات إلى الخارج ، كما تعاني المنطقة من أزمة تغلغل حيث لاتزال تعيش صعوبات في الجغرافيا السياسية الداخلية لعدم قدرتها على التحكم والسيطرة على أراضيها الواسعة ويرجع ذلك بالأساس إلى قلة الإمكانيات المتاحة وضعف قدراتها الأمنية و الاستخباراتية بالإضافة إلى تقاسم فواعل من غير الدول السلطة مع السلطة المركزية مثل القبائل ، كما تعاني دول الساحل أيضًا من أزمة توزيع وفشل اقتصادي ويقول جوزيف بالومبارا Joseph palombara  أن مشكلات الحكم بشكل عام هي مشكلة توزيع حيث أن النظام السياسي هو المستخرج والمحرك والموزع للموارد والخدمات والفرص ومما يلاحظ في منطقة الساحل الإفريقي أن توزيع الموارد يمثل إحدى الظواهر البارزة داخلها ففي حين ينفرد القلة بكل الموارد المتاحة يقع عبء الحرمان على الكثرة الغالبة ويبرز تفاوت طبقي حاد ينجم عنه صراع داخلي وتهديد للاستقرار يظهر في شكل عصيان وحركات تمرد مما يجعل الدولة مهلهلة داخليًا ومرتعًا للجماعات المتطرفة ، وإلى جانب ما تقدم ذكره تعاني دول الساحل من أزمة شرعية فغالبًا ما يتم الوصول للسلطة بواسطة وسائل وآليات غير ديمقراطية وتسود معها عملية احتكار للسلطة ويقابلها موجة من الانقلابات العسكرية مما يخلق حالة صراع دائم على السلطة تستنزف قدرات الدولة العسكرية وفي إطار ذلك يتمهد الطريق أمام نشأة الجماعات الإسلامية المتطرفة. [4]

ثانيًا: أبرز الجماعات الإسلامية المتطرفة التي نشأت في منطقة الساحل الإفريقي

يمكن إرجاع نشأة الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي إلى سلسلة الأحداث الطويلة للحركات الجهادية في الجزائر فخلال فترة الثمانينات اكتسبت السلفية السياسية في الجزائر توجهًا جديدًا و بدأ التيار الإسلامي في الظهور كتيار سياسي لمواجهة السياسات العلمانية لجبهة التحرير الوطني فنشأت الحركة الإسلامية المسلحة كأول جماعة إسلامية متشددة عام ١٩٨٢ وانضمت المجموعة فيما بعد لما يعرف بجبهة الإنقاذ الإسلامية والتي أصبحت الحزب المعارض في الجزائر وحصلت في الانتخابات التشريعية عام ١٩٩١ على الأغلبية ولكن أجهض الجيش العملية الانتخابية وأودع قادة الحركة في السجن فاضطر ذلك الحركة إلى اللجوء لاستعمال العنف وصعدت الجماعات المتطرفة المعتنقة للفكر السلفي الجهادي ، وفي مايو ١٩٩٤ التقت الجماعات الإسلامية بالجزائر على اختلاف توجهاتها ونتج عن ذلك اللقاء وحدة تنظيمية جديدة تحت قيادة الجماعة السلفية ” المنظمة السلفية للصلاة والجهاد “والتي عرفت فيما بعد باسم AQIM أي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عام 2007 عندما أعلنت تغيير اسمها و سعيها لإقامة دولة إسلامية ، وفي إبريل ٢٠٠٣ اختطفت المنظمة رهائن من السياح الأوروبيين للضغط على الحكومة الجزائرية وفي أغسطس ٢٠٠٣ أعلنت السلطات الجزائرية استعدادها للسماح للخاطفين بمغادرة البلاد بحرية بشرط إطلاق سراح الرهائن وهو ما تم بالفعل حيث فتحت الحكومة الجزائرية ممر آمن لمغادرة البلاد جنوبًا إلى مالي ومن هنا بدأت الجماعات الإسلامية في الانتشار بمنطقة الساحل الإفريقي.[5]

كما ساعدت الجهود الأمريكية الجزائرية المشتركة المناهضة للإرهاب في تحجيم قدرات الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأرغمتها على الرحيل وإعادة التموضع في أماكن أكثر بعدًا داخل الساحل الإفريقي على وجه الخصوص مالي والنيجر فوجدت تلك الجماعات نفسها داخل مجتمعات هشة أمنيًا وتعاني من فراغات غير خاضعة للحكم بالإضافة إلى أنها استمدت التدريب والتمويل والأسلحة من تنظيم القاعدة المتمركز في بلاد المغرب العربي الإسلامي ، إضافة إلى ما تقدم عزز سقوط نظام الرئيس معمر القذافي في ليبيا عام ٢٠١١ من قدرات تلك الجماعات من حيث العدد والأسلحة حيث ساهم في سهولة تدفق المرتزقة اللذين كانوا يقاتلون ضمن صفوف معمر إلى بلاد الساحل ومعهم ما استطاعوا الهرب به من أسلحة ، كما أهملت عمليات مكافحة الإرهاب ما بعد أحداث ١١ سبتمبر منطقة الساحل الإفريقي للتركيز على منطقة المغرب العربي مما منح الجماعات الإسلامية المتطرفة في الساحل فرصة لإعادة البناء والهيكلة.[6]

ومن أبرز تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة المتواجدة في منطقة الساحل الإفريقي:

حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا: وقد تأسست في شمال مالي ديسمبر ٢٠١١ في منطقة غاو وقد تأسست بعد انشقاق زعيمها سلطان ولد بادي عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي بعد أن رفض التنظيم تشكيل ولد بادي لسرية خاصة بعرب الأزواد على غرار سرية الأنصار التي تكونت من المقاتلين الطوارق وكان يقودها بوعبد الكريم الطارقي ، حركة التوحيد والجهاد تمديد نفوذها لنشر الجهاد في غرب إفريقيا بدلًا من الاكتفاء فقط بمنطقة الساحل ، وقد فرض مجلس الأمن عقوبات على الحركة في ٢٠١٢ كما أعلنتها الأمم المتحدة جماعة إرهابية ، ولقد بايعت الحركة في يوليو ٢٠١٤ تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” تحت قيادة أبو بكر البغدادي.[7]

حركة أنصار الدين: تأسست الحركة في ديسمبر ٢٠١١ بمدينة كيدال شمال مالي تحت زعامة إياد أغ غالي وقد عاد إلى أزواد بعد سقوط نظام الرئيس معمر القذافي واستقطب عددًا من الطوارق من بينهم جنود في الجيش المالي ومقاتلين مرتزقة عائدين من ليبيا ، وفي مارس ٢٠١٣ أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الحركة على قائمة الإرهاب وأعلنت إياد غالي زعيمًا إرهابيًا كما استهدفت فرنسا الحركة وقائدها في إطار عمليتها العسكرية ” برخان ” لمواجهة حركات التمرد و الجماعات الإسلامية المتطرفة في الساحل الإفريقي.[8]

جماعة سيليكا: جماعة نشأت في جمهورية إفريقيا الوسطى ٢٠١٢ من مجموعة مسلمين ومسيحيين من المعارضة المسلحة ضد فساد السلطة واستولت على السلطة في مارس ٢٠١٣ ولكن أجبرت تحت الضغوط الدولية على التنحي عن السلطة وما أن أطيح بها دخلت البلاد في حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين اللذين انشقوا وكونوا تنظيم بالاكا ، وقامت القوات الفرنسية بالتعاون مع قوات حفظ السلام الإفريقية بنزع سلاح أكثر من ٧ آلاف مقاتل من السيليكا مما أغضب المسلمين باعتبار أن القوات تمثل حماية لهم ضد القوات المسيحية لذلك نظم المسلمون احتجاجات وأعمال شغب في الشوارع ولم تستجب الحكومة لمطالبهم فوقعت أعمال عنف بين الطرفين وواجه المسلمون المدنيون عمليات تطهير عرقي من جانب ميليشيا بالاكا المدعومة من فرنسا.[9]

جماعة بوكو حرام: تعد أخطر الجماعات الأصولية في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل وقد عرفت في البداية تحت اسم ” جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد ” كما تعرف ” بطالبان إفريقيا ” وقد تأسست عام ٢٠٠٢ على يد رجل دين يدعى محمد يوسف في ولاية بورنو شمال نيجيريا وسيتم تناول جذور الجماعة تفصيلًا خلال المبحث الثاني.[10]

المبحث الثاني

نبذة تاريخية عن نشأة جماعة بوكو حرام

يتضمن المبحث لمحة عن تطور جماعة بوكو حرام منذ أن تأسست في ٢٠٠٢ مرورًا بأهم السنوات التي شكلت نقاط تحول في مسار واستراتيجيات الجماعة.

تختلف الروايات حول نشأة جماعة بوكو حرام ولكن وفقًا لمصادر قوى الأمن النيجيرية فإن الأصول الحقيقية للجماعة ترجع إلى عام ١٩٩٥ في جامعة مايدوجوري بولاية بورنو النيجيرية حيث شكل أبو بكر لوان جماعة ” هجرة أهل السنة ” وهي منظمة شبابية إسلامية توصف في بداياتها بأنها حركة إسلامية محافظة لاعنفية وفي ٢٠٠٢ غادر لوان إلى مكة التماسًا لمزيد من العلوم الإسلامية وفي أثناء غيابه عينت لجنة من الشيوخ محمد يوسف زعيمًا للحركة ، وينتمي يوسف إلى عرقية الكانوري في ولاية يوبي وعند توليه الزعامة سرعان ما حل لجنة الشيوخ لاتهامهم بشبه فساد وقاد أول موجة من العنف في عام ٢٠٠٣ في مدينتي كاناما و جيام التابعتين لولاية يوبي حيث شنت الحركة هجمات على مباني عامة و مراكز للشرطة واستولت على أسلحتهم[11] وقد تبنى يوسف أفكارًا سلفية متطرفة وبدأت أفكاره تستقطب أعداد متزايدة من المريدين حيث شكل دخول يوسف للجماعة نقطة تحول في مسرح الأحداث نظرًا لتمتعه بشخصية كاريزمية جذبت العديد للالتفاف حول الجماعة ، ويعني اسم بوكو حرام بلغة الهوسا ” أن التعليم الغربي حرام ” مما يعكس رفض الجماعة للقيم الغربية غير الإسلامية ولكن الجماعة لم تتبنى بشكل رسمي ذلك الاسم بل تفضل مسمى ” جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد ” ، و قد شكل عام ٢٠٠٩ نقطة محورية في مسار تطور الجماعة حيث قتل زعيمها محمد يوسف على يد قوات الشرطة النيجيرية التي كانت تستجوبه في إطار أعمال الشغب التي وقعت بين أعضاء من الجماعة وعناصر من الشرطة خلال سيرهم في موكب لدفن أحد زملائهم فأوقفتهم قوات الشرطة وطلبوا منهم لبس الخوذات فرفض الدراجين ونشبت أحداث عنف مدمرة بين الطرفين استمرت لأسابيع إلى أن ألقي القبض على يوسف وقتله خارج نطاق أحكام القضاء على يد الشرطة مما جعل الجماعة متعطشة للانتقام وقد مهدت الحادثة الطريق لإحداث تغيير في القيادة تجسد في تسلم رجل من الصف الثاني للجماعة مهمة القيادة وهو أبو بكر شيكاو ومنذ توليه زمام غير أبو بكر طبيعة الجماعة فأصبحت أكثر حدة وتطرف وأضحت جماعة بوكو حرام التي نعهدها اليوم.[12]

في نفس العام ٢٠٠٩ أعلنت الجماعة مبايعة تنظيم القاعدة وبدأت تطبيق أنشطتها العنيفة من سرقة للبنوك ٢٠١١ وإحراق ١٢ مدرسة في مايدوجوري ٢٠١٢ ردًا على القبض على عدد من المدرسين الإسلاميين الذين يعملون في مدرسة سانجايا وفي إبريل ٢٠١٤ اختطفت الجماعة ٢٢٣ تلميذة كسبايا ونقل تسجيل فيديو عن شيكاو أنه مستعد للإفراج عنهم مقابل إفراج الحكومة عن سجناء لهم وثار العالم لذلك الحادث وأدرج مجلس الأمن الجماعة على القائمة السوداء للإرهاب ، كما انتهجت بوكو حرام استراتيجية جديدة عرفت بالتشتيت أي شن هجمات متقطعة على حدود أكثر من دولة بهدف تشتيت القوات و الجهود العسكرية التي تقوم بها نيجيريا و الدول المحيطة بها للتصدي للجماعة.[13]

كما استغلت بوكو حرام الروابط الثقافية والعرقية والدينية التي تشترك فيها مع تشاد والنيجر والكاميرون فضلًا عن بروتوكول التنقل وحرية الحركة الموقع من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وذلك من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في تهريب الأسلحة وتجنيد المقاتلين وحرية حركة الأفراد بين جماعة بوكو حرام وأقارب المنتمين تحت لوائها من شعوب الهوسا والكانوري.[14]

ومثلما كان عام ٢٠٠٩ نقطة تحول في مسار بوكو حرام مثل أيضًا عام ٢٠١٥ تحولًا مهمًا حيث أعلن زعيمها أبو بكر شيكاو الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” وقائده أبو بكر البغدادي وعلى الرغم من ذلك ففي أغسطس ٢٠١٦ حاول تنظيم داعش إزاحة شيكاو من منصبه واستبداله بأبي مصعب البرناوي نجل زعيم الحركة الأسبق محمد يوسف وذلك لأن شيكاو عارض البغدادي ورفض التوقف عن استهداف المدنيين المسلمين وغالى في استخدامه لمفهوم التكفير وقد استتبعت تلك الخطوة انفصال داخل جماعة بوكو حرام نتج عنه ثلاث فصائل هم بوكو حرام ، تنظيم الدولة غرب إفريقيا ” موالي لداعش ” ، جماعة أنصارو ” موالية لتنظيم القاعدة “.[15]

ومما تقدم ذكره يتضح أن تنظيم بوكو حرام قد سعى إلى تأسيس دولة إسلامية في نيجيريا وإقامة نظام سياسي يخضع لمبادئ الشريعة الإسلامية وإسقاط نظام الحكم العلماني ولكن الولاءات المتعددة أودت به إلى التمزق لعديد من الفصائل.

الفصل الثاني

فهم بوكو حرام: الأسباب ، التهديدات ، الأهداف ، التمويل.

يشمل الفصل ثلاث مباحث يختص المبحث الأول بتعريف أسباب تصاعد نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي بينما يتضمن المبحث الثاني أبرز تهديدات وأهداف جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل ويختص المبحث الثالث بدراسة مصادر تمويل جماعة بوكو حرام.

المبحث الأول

أسباب تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي

يختص المبحث بدراسة عوامل ساعدت على تصاعد نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل وأسباب تمدد نفوذ جماعة بوكو حرام داخل نيجيريا.

أولًا: العوامل التي ساعدت على تصاعد نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل

تعاني دول منطقة الساحل العديد من التحديات التي تشكل عائق أمام بناء الدولة مما يخلق حالة من التخلخل والهشاشة تجعل دول المنطقة مرتعًا لتواجد الجماعات المتطرفة وتنقسم تلك التحديات ما بين تحديات تاريخية حيث لجأت السياسات الاستعمارية إلى تكوين مواطن إفريقي ممزق بين انتماءاته الإثنية و الدينية كما أخلت بالحدود العرقية عملًا بمبدأ فرق تسد فغالبًا ما تعاني المنطقة من صراعات حدودية بين القبائل وتستدرج الجماعات المتطرفة ابناء تلك القبائل الذين يتشاركون معهم نفس العرق إلى صفوفهم بحجة دعمهم في صراعهم الحدودي مع القبائل من عرقيات مغايرة  ويتضح ذلك الأمر جليًا فيما فعلته جماعة أنصار الدين مع طوارق مالي ، كذلك تعاني دول الساحل من تحديات سياسية تتمثل في غياب المؤسسية وهي سمة مشتركة في كثير من مؤسسات الدولة لدى دول تلك المنطقة وذلك لارتباطها باتجاهات عرقية وقبلية وطائفية ذلك إلى جانب تماسك النفوذ القبلي في مواجهة مؤسسات الدولة وارتباط الذاكرة الجماعية للأفراد بمفهوم الانتماء العرقي وليس الانتماء للدولة كما أنه عند التمعن في الفضاء الجيوسياسي للقوس الساحلي نجد أن هناك قوى مركزية تمتلك السلطة والثروات وقوى أخرى هامشية تطمح لتغيير الوضع القائم مما يخلق صراع بين الطرفين تستغله الجماعات المتطرفة وتنبت خلاله وذلك يظهر جليًا في مالي والنيجر وتشاد ، ويضاف إلى ذلك التحديات الاقتصادية و الاجتماعية حيث زيادة البطالة و التدهور الاقتصادي والصحي وضعف النمو الاقتصادي و ارتفاع مستويات الاستدانة والتبعية للخارج وضعف البنية التحتية التعليمية و الاجتماعية بالإضافة إلى الأمية والجهل وتلك العوامل من شأنها تغذية مصادر اليأس والاحباط وتوفر أرضية خصبة لحركات التمرد والانشقاقات في الصفوف الداخلية والتطرف ، وإلى جانب ذلك تعاني المنطقة من معضلة أمنية خصوصًا بعد انهيار نظام القذافي في ليبيا وما نتج عنه من فتح مخازن الأسلحة وعودة أفراد الطوارق الذين سلحهم القذافي في إطار مخططه لإنشاء جمهورية الطوارق.[16]

ثانيًا: أسباب تمدد نفوذ جماعة بوكو حرام داخل نيجيريا

إضافة إلى التحديات التي تعاني منها منطقة الساحل والتي تقدم ذكرها تواجه نيجيريا على وجه الخصوص داخليًا بعض العوامل التي تساعد على تمدد تنظيم بوكو حرام داخل أراضيها وتتمثل في الآتي:

التوتر الطائفي: حيث يعاني شمال نيجيريا الذي تنشط فيه جماعة بوكو حرام من صراعات بين المسلمين والمسيحيين خاصة في ظل وجود جماعات متطرفة داخل الطائفتين تعزز من الصراع بينهما.

الحاضنة الاجتماعية: حيث أن أغلب سكان شمال نيجيريا من المسلمين المحافظين وأقاموا ولايات كبرى قبل بوكو حرام مثل ولاية سوكوتو و ولاية كادونا والتي سعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وقد سارت بوكو حرام على نفس النهج بالتالي فإن البيئة هناك مهيئة لاستقبال تلك الأفكار.

الانحياز الحكومي: حيث تنحاز الحكومة للطوائف المسيحية بالإضافة إلى هيمنتهم على الحكم والإدارة فضلًا عن تغاضي الجيش النيجيري عن المجازر التي كانت الميليشيات المسيحية ترتكبها في المحافظات الإسلامية ذلك إضافة إلى السياسات الحكومية المعادية للإسلام وتعاليمه ففي ١٦ أكتوبر ٢٠١٤ تم منع الحجات نهائيًا عن المدارس الرسمية خاصة في العاصمة أبوجا والعاصمة الاقتصادية لاغوس

تجاهل التنمية في مناطق شمال نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة: حيث تتراجع البنى التحتية الأساسية بها كما تعاني المؤسسات التعليمية اهمالًا حكوميًا عكس نظيرتها في الجنوب.[17]

المبحث الثاني

أبرز تهديدات وأهداف جماعة بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي

يختص المبحث بدراسة التهديدات المختلفة التي تشكلها جماعة بوكو حرام على منطقة الساحل وكذلك دراسة أبرز الأهداف التي تستهدفها الجماعة بهجماتها.

تتعدد الجهات التي تستهدفها جماعة بوكو حرام بهجماتها ومن أبرزها استهداف الجيش والشرطة حيث جعلت الجماعة في أولوياتها استهداف قوات الأمن أفرادًا وجماعات كما تستهدف السجون ففي ٢٠٠٩ نجحت الجماعة في تحرير ١٥٠ سجين تحولوا فيما بعد إلى أعضاء داخل الجماعة وفي ٢٠١٠ هجم أفراد من الجماعة على سجن باوتشي وحرروا ٧٥٩ سجين كما تتخذ الجماعة من الجيش النيجيري عدوًا رئيسيًا لها ففي ٢٠٠٩ دمر الجيش مسجد ابن تيمية التابع للحركة وقتل كثير من أفرادها كما ألقوا القبض على محمد يوسف زعيم الحركة وانتهى الأمر بقتله فواجهت الحركة تلك الأعمال بالمثل فقصفت مبنى الشرطة ومقر الأمم المتحدة في أغسطس ٢٠١١ ، كما تستهدف الحركة المدارس والطلاب حيث ترى عقيدتها أن التعليم الغربي حرام ويجب استئصاله من جذوره ومحاربة مؤسساته لذلك كانت المدارس بطلابها ومعلميها أهدافًا مشروعة للمتطرفين  في البداية تعهد زعيم الحركة أبو بكر شيكاو باجتناب استهداف المدارس  لكنه سرعان ما وجه هجمات في ٢٠١٢ تجاههم زعمًا بأن قوات الأمن الحكومية كانت تنصر أطفالًا مسلمين داخل تلك المدارس وفي ٢٠١٤ اختطف ٢٧٦ فتاة من مدرسة البنات الثانوية الحكومية في ولاية بورنو ، واستغلت الجماعة تلك الهجمات للترويج بعجز الحكومة عن حماية شعبها و إحداث حالة من الهلع بين المواطنين لذلك كانت المدارس أبرز أهداف شيكاو متحججًا بأنه ينتقم من اعتقالات الحكومة للأطفال المسلمين وهو ما ليس له أي صحة ذلك إضافة إلى  الهجمات التفجيرية و استهداف الكنائس لإثارة الرعب في نفوس المسيحيين ويتضح مما تقدم ذكره تنوع الأساليب التي استندت عليها الجماعة لتحقيق أهدافها بين اختطاف وتفجيرات وإثارة الرعب بين المواطنين.[18]

وقد نتج عن الأساليب التي تتبعها جماعة بوكو حرام العديد من التهديدات التي ضربت عمق المجتمع النيجيري حيث شكلت تحديًا أمام الاستثمارات الأجنبية نظرًا لحالة عدم الاستقرار بالدولة كذلك عززت من عمليات التهريب والاتجار غير المشروع فقد استمالت الجماعة المهربين على اختلاف ألوانهم و أشكالهم وغض الطرف عن الكثير مما تحمله المواد المهربة في سبيل عدم التصادم معهم مما ساعد على تنشيط التجارة غير المشروعة وتنامي وتيرة عمليات التهريب ، كما أثرت حملات الاختطاف والهجمات التفجيرية على الأمن الإنساني في نيجيريا فقد هاجر الكثير من الشمال إلى الجنوب خوفًا من بوكو حرام مما شكل ضغطًا على موارد الجنوب وتسبب في كارثة سكانية نتيجة لعمليات النزوح المستمرة ، ذلك إضافة إلى التأثير على البنية التعليمية فقد تضررت المدارس نتيجة العمليات التفجيرية عليها وهجرها الطلاب خوفًا من التعرض للاختطاف ، كما أن نيجيريا توفر نصف احتياجات الجنوب من الحبوب في منطقة الساحل ونتيجة للنزاع في الشمال انخفض الانتاج و ارتفعت الأسعار مما يثير مخاوف متعلقة بالأمن الغذائي في المنطقة ، ونتيجة للعزلة التي تفرضها بوكو حرام على الشمال قلت إمكانية التطور وظهر ذلك بشكل بارز في الحملة العالمية للقضاء على شلل الأطفال حيث يعد شمال نيجيريا أحد ثلاث مناطق في العالم جنبًا إلى باكستان وأفغانستان يستمر فيها انتشار فيروس شلل الأطفال ، كما تشكل الجماعة تهديدًا سياسيًا على الشرعية المتصورة للحكومة وعلى عملية الديمقراطية [19]، ويتضح بذلك أن بوكو حرام لا تشكل خطرًا داخليًا فقط على شمال نيجيريا بل على الدولة بأكملها كذلك على دول الجوار وعلى سلامة مواطنيها.

المبحث الثاني

مصادر تمويل جماعة بوكو حرام

فطنت جماعة بوكو حرام وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة بوجه عام إلى أن السبيل نحو تعزيز وجودها وترسيخ أقدامها لن يأتي إلا من خلال توسيع دائرة مواردها المالية وتنويعها مما يتيح لها القدرة على البقاء والتجذر داخل البنى الاجتماعية التي تتواجد بها وعلى الرغم من أنه ليس واردًا على الإطلاق أن يقدم المتمردون إقرارات ضريبية لذلك تعد عملية إزاحة الستار عن مصادر تمويلهم معقدة جدًا ولكن هناك محققين مختصين لذلك كما أنه يمكن الاطلاع عليها من خلال تصريحات المعتقلين المنتمين لتلك الجماعات ، وتتنوع مصادر تمويل جماعة بوكو حرام بين الأشكال الآتية:

رسوم العضوية: كان ذلك خلال المرحلة التأسيسية المبكرة للجماعة حيث كان زعيمها محمد يوسف يتلقى يوميًا رسوم بمقدار١٠٠ نيرة نيجيرية من كل عضو في الجماعة وعلى الرغم من أن المبلغ لا يبدو كبيرًا ولكنه كان يتلقاه من آلاف الأعضاء بشكل يومي مما شكل عائدات كبيرة ويصعب حاليًا التحقق من أمر استمرار تحصيل رسوم العضوية بعد موت يوسف إلا أنه يرجح استمراره.[20]

التبرعات التطوعية: شكلت التبرعات التطوعية مصدرًا ماليًا لا بأس به للجماعة وقد ساهم في تلك التبرعات بعض الساسة في الشمال على أمل استغلال الجماعة فيما بعد كأداة للضغط ومهاجمة خصومهم السياسيين ولكن سرعان ما فقدوا السيطرة على الجماعة التي تحولت إلى وحش وليس أداة طيعة الاستخدام وعلى رأس هؤلاء الساسة يأتي رئيس ولاية بورنو السابق علي مدو شريف فقد جمعته علاقات وطيدة مع الجماعة مما جعل الكثير من المحللين يرون أن له يد خفية في تأسيسها لأغراضه الخاصة [21] ، وفضلًا عن تمويل الجماعة من الساسة استفادت أيضًا من دعم رجال الأعمال ويأتي على رأسهم محمد زكريا الذي قُتل عام ٢٠١١ و قد كان مسؤولًا عن تأمين أسلحة للجماعة من مصادرها في الكاميرون و تشاد وذلك جنبًا إلى محمد داماغون مدير مجموعة ميديا ترست الذي اتهم بتحويل ٣٠٠ ألف دولار من القاعدة في السودان وقد تمت محاكمته وتبرئته.[22]

الحملات التكافلية: فحينما أعلنت الجماعة الحرب على الحكومة قام غالبية أفرادها ببيع كل ما يمتلكون من بيوت وعقارات لشراء الأسلحة والطعام فقد قام الحاج بوجي فوي المفوض السابق بولاية بورنو ببيع ممتلكاته ومنحها للجماعة تعبيرًا عن ولائه المطلق.[23]

السطو على البنوك: كانت تشكل عمليات السطو مورد رئيسي للتدفقات المالية بالجماعة حتى ٢٠١٢ وذلك نتيجة لعشرات من عمليات السطو على البنوك التي نفذت بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢ فقط وكانت عمليات السطو تتم على اعتقاد راسخ داخل الجماعة بأنها إعادة توزيع للأموال المنهوبة حيث صرح المتحدث باسم الجماعة أبو القعقاع قائلًا أنها توزع على أرامل المجاهدين الذين استشهدوا وعلى الفقراء وفي دفع الزكاة وعلى قادة الحركة ، ومن أمثلة تلك العمليات كان السطو في يوليو ٢٠١١ على بنك الوحدة النيجيري في ولاية بوتشي. [24]

الأنشطة الإجرامية: ساعدت أنشطة إجرامية مختلفة في تمويل جماعة بوكو حرام وتمثلت في رسوم المرور على المهاجرين و المهربين والضرائب التي تجبى من مناطق الحكم المحلي التي كانت تسيطر عليها الجماعة قبل فرض حالة الطوارئ في مايو ٢٠١٣ و سرقة السيارات وتهريب الأسلحة عبر الحدود النيجيرية والتسول بواسطة استغلال الطلاب المهاجرين والمسنين و المعاقين في ذلك الغرض وعلى الرغم من كون تلك الأعمال الإجرامية مناهضة لتعاليم الإسلام الا أن الجماعة بررتها بوصفها وسيلة للجهاد فقد بررت مثلًا السطو على البنوك بأن الفائدة التي تتقاضاها البنوك ضد الإسلام ومخالفة لتعاليمه و عبر الادعاء أن الجهاز المصرفي يُدار بواسطة يهود.[25]

عائدات التهريب: شكلت الطبيعة التضاريسية المعقدة لجغرافية منطقة الساحل الإفريقي بعدًا تأثيريًا مهمًا تقاطع مع اشكالات المشهد السياسي والمجتمعي والاقتصادي في المنطقة ليمثلا معًا حافز لتصاعد العنف المسلح وانتشار عمليات التهريب وفي مقابل ذلك عملت الجماعات الجهادية على توظيف سياقات ذلك المشهد ومع مرور الوقت تحولت التنظيمات الجهادية بالمنطقة مثل أنصار الدين و بوكو حرام وحركة التوحيد والجهاد إلى إخضاع الكثير من الطرق التي يستخدمها المهربون تحت سيطرتها مما مكنها من الخصول على عائد مادي بواسطة الضرائب التي تفرضها كما يسرت لها تدفق المقاتلين الأجانب المرتزقة عبر تلك الطرق.[26]

الفصل الثالث

الآليات المتبعة في مواجهة جماعة بوكو حرام

يتضمن الفصل مبحثين يختص المبحث الأول بالتعريف بالجهود الوطنية والإقليمية المبذولة في مواجهة جماعة بوكو حرام بينما يختص المبحث الثاني بدور الدول الكبرى إلى جانب دور المنظمات الإقليمية والدولية.

المبحث الأول

الجهود الوطنية والإقليمية المبذولة في مواجهة بوكو حرام

يتضمن المبحث أبرز الجهود التي بذلتها نيجيريا و الدول المجاورة لها في مواجهة أنشطة جماعة بوكو حرام المتطرفة.

أولًا: الجهود الوطنية المحلية

شن الرئيس جودلاك جوناثان هجومًا كبيرًا ضد بوكو حرام في عام ٢٠١٣ وأعلن حالة الطوارئ في ولايات أداماو و بورنو و يوبي وقد أدت العمليات التي قامت بها القوات النيجيرية إلى قلب التقدم الذي حققته الجماعة عندما سيطرت على مساحات شاسعة في شمال شرق نيجيريا في ظل خلافة إسلامية مستقلة ، كما اتخذ الرئيس النيجيري محمد بخاري نهجًا أكثر استباقية عن سلفه جودلاك جوناثان تجاه جماعة بوكو حرام فقد أدخل إصلاحات على الجيش النيجيري ونقل المقرات العسكرية من أبوجا إلي مايدوجوري موطن بوكو حرام و زاد من التمويل لعمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة وقام بإعادة هيكلة للقيادة العسكرية ، وعلى مستوى الشعب فقد شكلت منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية شبكات مقاومة ومجموعات أهلية لمواجهة الجماعة في ٢٠١٣ كما عملوا على التعاون مع حكومة ولاية بورنو وقوات الأمن لهزيمة بوكو حرام وأطلقوا على أنفسهم ” قوة المهام المدنية المشتركة “.[27]

ثانيًا: الجهود الإقليمية

قام الجيش التشادي بعدد من العمليات العسكرية ضد بوكو حرام كرد فعل على الهجمات الإرهابية التي نفذتها في الأراضي التشادية كما ساهمت بعدد ٣ آلاف مقاتل ضمن القوات المشتركة التي شكلتها نيجيريا مع دول الجوار لمحاصرة بوكو حرام كما وافق المجلس التشريعي التشادي على إعلان الحكومة حالة الطوارئ في منطقة بحيرة تشاد بعد تصاعد هجمات بوكو حرام الإرهابية بالمنطقة عام ٢٠١٥ ، كما أعلنت دولة النيجر في أكتوبر ٢٠١٥ حالة الطوارئ في منطقة ديفا جنوب شرق البلاد بعد مقتل أكثر من ٤٠ مواطن في هجمات متفرقة لجماعة بوكو حرام على أراضيها وساهمت بنين بعدد ٨٠٠ جندي  في القوة الإقليمية المناهضة لبوكو حرام.[28]

المبحث الثاني

دور الدول الكبرى و المنظمات الإقليمية والدولية في مواجهة بوكو حرام

يتضمن المبحث في إيجاز أبرز الجهود التي بذلتها الدول الكبرى إلى جانب المنظمات الإقليمية والدولية في مواجهة أنشطة جماعة بوكو حرام الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.

أولًا: جهود الأمم المتحدة

اقتصر دور الأمم المتحدة فقط على تقديم الدعم المعنوي للجهود المحلية والإقليمية المبذولة في مكافحة أنشطة بوكو حرام فقد أصدر مجلس الأمن عن قرار بالإجماع في مايو ٢٠١٤ أعلن بموجبه جماعة بوكو حرام بأنها جماعة إرهابية وتم إدراجها على قائمة عقوبات الأمم المتحدة ، كما دعم مجلس الأمن العمليات العسكرية لبلدان بحيرة تشاد ضد بوكو حرام و دعى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية للنازحين ، وقد أطلقت الأمم المتحدة ما يعرف بمجموعة أصدقاء ضد الإرهاب والتي أنشئت بمبادرة من دولة المغرب بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تبادل الخبرات والتجارب العملية بين دول المجموعة.[29]

ثانيًا: جهود الاتحاد الإفريقي

يعد موقف الاتحاد الإفريقي تجاه مواجهة أنشطة جماعة بوكو حرام موقفًا إيجابيًا وأكثر تقدمًا وذلك من خلال إعلانه أثناء أعمال القمة الإفريقية في أديس أبابا بتشكيل قوة إقليمية لمكافحة التنظيم قوامها ٧٥٠٠ فرد لمساندة القوات النيجيرية في حربها مع بوكو حرام كما دعا إلى إنشاء صندوق لتمويل تلك القوات.[30]

ثالثًا: الجهود الفرنسية

تعمل فرنسا على توفير الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية التي تقوم بها دول الجوار في مواجهة بوكو حرام كما تقوم طائرات فرنسية بتنفيذ طلعات استكشافية فوق الدول التي تتقاسم حدود مشتركة مع نيجيريا لدعم جهودها وتأمينها، كما تدعم فرنسا التحالف الإقليمي لمجموعة دول بحيرة تشاد من خلال دعم خطة عمل مشتركة تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنشيط عمليات الاستطلاع الجوي.[31]

الخاتمة

في ختام البحث نستعرض النقاط الرئيسية التي تم تناولها خلال فصوله الثلاث.

قد سلط البحث الضوء على منطقة الساحل الإفريقي متناولًا وصفًا جغرافيًا للمنطقة والدول التي تغطيها وإيضاح الفارق بين دول الساحل و مجموعة دول الساحل الخمس ، ذلك بالإضافة إلى التعريف بأبرز الأزمات البنيوية التي تعاني منها منطقة الساحل والتي تمثلت في أزمة التغلغل و أزمة الهوية و الاندماج و أزمة التوزيع وأثار تلك الأزمات في إفساح المجال أمام الجماعات الإسلامية المتطرفة وإيجاد بيئة خصبة تنبت خلالها ، كما ركز البحث على أثر الحرب الأهلية في الجزائر والصراع بين الجماعات السلفية و السلطة الحاكمة في دفع جماعات الجهاد السلفية إلى داخل منطقة الساحل بالإضافة إلى أثر سقوط نظام الرئيس معمر القذافي في ليبيا على زيادة عدد وعتاد تلك الجماعات بعد سهولة تهريب الأسلحة وقوات من الداخل الليبي إلى مالي وغيرها من دول الساحل.

وبعد التطرق لأسباب تمدد نفوذ الجماعات الاسلامية الجهادية في منطقة الساحل تم في إيجاز عرض لأبرز تلك الجماعات والتي جاء على رأسها جماعة أنصار الدين التي تأسست في كيدال بمالي وجماعة سيليكا في إفريقيا الوسطى التي جمعت في طياتها بين المسلمين والمسيحيين إلى أن وقع الشقاق بين الطائفتين واشتعل الصراع بينهما إضافة إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والتي تأسست في مالي نتيجة للانشقاق عن تنظيم القاعدة في المغرب العربي الإسلامي مرورًا بحركة بوكو حرام التي نشأت ٢٠٠٢ على يد رجل دين يدعى محمد يوسف في شمال نيجيريا حيث الأغلبية المسلمة ، كما تناول البحث تطور مسار جماعة بوكو حرام منذ النشأة و النقاط الفارقة في تكوين الحركة والأسس التي نشأت عليها بالإضافة إلى أبرز القادة الذين تولوا زعامتها ودورهم في التأثير على الجماعة وأساليبها ذلك مرورًا بالعوامل التي ساعدت على تمدد نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة في المنطقة وأبرز التحديات الأمنية والاقتصادية التي تشكلها على المجتمعات المتواجدة داخلها كذلك أثرها على البنية التحتية التعليمية و الاجتماعية والأمن الإنساني .

كما تطرق البحث على وجه الخصوص إلى جوانب القصور في المجتمع النيجيري والعوامل التي مهدت الطريق أمام تمدد نفوذ جماعة بوكو حرام داخل أراضي الدولة بالإضافة إلى أبرز التهديدات والأهداف المستهدفة من قبل جماعة بوكو حرام مرورًا بالتعريف بمصادر تمويلها المتنوعة بين أنشطة إجرامية كعمليات التهريب والسطو والابتزاز المادي بواسطة عمليات الاختطاف ذلك بالإضافة إلى الدعم المادي من الساسة ورجال الأعمال ، وركز البحث أيضًا على الجهود المبذولة لمكافحة جماعة بوكو حرام وانقسمت إلى جهود على المستوى المحلي والإقليمي و جهود على المستوى الدولي اختصت بها المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والدول الكبرى مثل فرنسا.

وفي الختام يقترح الباحث بعض التوصيات التي من الممكن أن تساهم في كبح تمدد نفوذ جماعة بوكو حرام وهي كالآتي: إعادة هيكلة الجيش النيجيري و دعم حياديته لإيقاف التجاوزات التي تتم ضد المسلمين ومنع تستره على الميليشيات المسيحية التي تضهد المسلمين ، تحسين الأحوال المعيشية في شمال نيجيريا وتنمية البنية التحتية و التعليمية بها وزيادة الفرق العسكرية في مواطن تمركز أفراد الجماعة بها ، الاهتمام بالبنية التعليمية في جميع أنحاء نيجيريا خاصة في الشمال وتضمين المناهج التعليمية دروسًا عن نبذ العنف والتطرف وأهمية المواطنة والتعايش السلمي للنهوض بالوطن ، التحالف المشترك بين دول منطقة الساحل ونبذ المصالح الشخصية ورؤية المصلحة الواحدة في التخلص من التهديد الذي تسببه بوكو حرام ، ذلك بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الفكري والثقافي وتحصين العقل من أفكار المتطرفين بواسطة الحملات التوعوية والرد بالحجة والبراهين على ما يبثونه في عقول أفراد الشعب من أفكار جهادية متطرفة.

قائمة المراجع

أولًا: مراجع باللغة العربية

الكتب:

١) إيوانيس مانتزيكوس، بوكو حرام: تحليل الأزمة. ترجمة محمود عزت، (الإسكندرية، مكتبة الإسكندرية، ٢٠٢٢).

٢)  عايدة العزب موسى، جذور العنف في الغرب الإفريقي،) القاهرة، دار البشير للثقافة والعلوم، ٢٠١٥).

٣) فرجينيا كومولي، بوكو حرام التمرد في نيجيريا، (الدوحة، منتدى العلاقات العربية والدولية، ٢٠١٨).

٤) محمد عبد الكريم أحمد، بوكو من الجماعة إلى الولاية، (العربي للنشر والتوزيع، ٢٠١٨).

الدوريات والمجلات العلمية:

١) الخضر عبد الباقي، تقييم الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة بوكو حرام، مركز المستقبل، مجلة اتجاهات الأحداث، (عدد٩، إبريل ٢٠١٥).

٢) أونا إخومو، بوكو حرام: تحديات أمنية وتمرد متصاعد، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مجلة التحالف، (عدد٣٣، يناير ٢٠٢٢).

٣) حمدي جوارا، إعلان بوكو حرام الخلافة في نيجيريا، مركز المستقبل، مجلة اتجاهات الأحداث، (عدد٦، يناير ٢٠١٥).

٤) رشا السيد عشري، معضلة الأمن في الساحل والصحراء ما بين تراجع داعش وتقدم بوكو حرام، جامعة القاهرة، مجلة آفاق إفريقية، (عدد٤٨، ٢٠١٩).

٥) عربي بومدين، أزمة الدولة في منطقة الساحل الإفريقي: دراسة في الأسباب وتحديات البناء، مجلة قراءات إفريقية، (العدد٢٨، ٢٠١٦).

٦) مصطفى زهران، مصادر تمويل الجماعات الجهادية في القارة الأفريقية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مجلة متابعات إفريقية، (عدد ١٠، فبراير ٢٠٢١).

٧) هشام بشير، الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لمكافحة جماعة بوكو حرام، جامعة بني سويف، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، (عدد٣، يوليو ٢٠١٩).

الرسائل العلمية:

١) أحمد جلال محمود عبده، الأبعاد السياسية والأمنية للتنظيمات الإرهابية في إفريقيا من منظور العلاقات الدولية: منطقة الساحل الإفريقي دراسة حالة، (مصر، كلية السياسة والاقتصاد – جامعة السويس، ابريل ٢٠٢٤).

المواقع الإلكترونية:

١) محمد زكريا أبو الفضل، الساحل الإفريقي وصراعات القوى الدولية: الدوافع والمآلات، المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات، ٢٠٢٤، https://shorturl.at/Q9KbA ، تم التصفح ١٥ إبريل ٢٠٢٥.

[1] فرجينيا كومولي، بوكو حرام: التمرد في نيجيريا. ترجمة هيثم نشواتي ، الطبعة الأولى ، منتدى العلاقات العربية و الدولية ، ٢٠١٨ ، ص: ١٤٧- ١٤٨.

[2] محمد زكريا أبو الفضل ، الساحل الإفريقي وصراعات القوى الدولية : الدوافع والمآلات ، المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات ، ٢٠٢٤ ، https://shorturl.at/Q9KbA ، تم التصفح آخر مرة في ١٥ إبريل ٢٠٢٥.

[3] أحمد جلال محمود عبده ، الأبعاد السياسية والأمنية للتنظيمات الإرهابية في إفريقيا من منظور العلاقات الدولية : منطقة الساحل الإفريقي دراسة حالة ، ( مصر ، كلية السياسة والاقتصاد – جامعة السويس ، إبريل ٢٠٢٤) ، ص: ٢٠.

[4] عربي بومدين ، أزمة الدولة في منطقة الساحل الإفريقي : دراسة في الأسباب وتحديات البناء ، مجلة قراءات إفريقية ، ( العدد ٢٨ ، ٢٠١٦) ، ص: ٢٥ : ٢٧.

[5] عايدة العزب موسى ، جذور العنف في الغرب الإفريقي ، ( القاهرة ، دار البشير للثقافة والعلوم ، ٢٠١٥ ) ، ص: ١٦: ١٨.

[6] فرجينيا كومولي ، مرجع سبق ذكره ، ص: ١٤٧ : ١٥٠.

[7] محمد اسماعيل ، جماعات الإرهاب في غرب إفريقيا ، اليوم السابع ، ٢٠٢١ ، https://rb.gy/6wvtq1 ، تم التصفح آخر مرة ١٥ إبريل ٢٠٢٥.

[8] المرجع السابق.

[9] عايدة العزب موسى ، مرجع سبق ذكره ، ص: ٩٨.

[10] المرجع السابق ، ص: ١٠٠.

[11] فرجينيا كومولي ، مرجع سبق ذكره ، ص:٧٤.

[12] المرجع السابق ، ص: ٨٤ : ٨٦.

[13] عايدة العزب موسى ، مرجع سبق ذكره ، ص: ١٠٩ : ١١٧.

[14] فرجينيا كومولي ، مرجع سبق ذكره، ص: ١٣٠.

[15] رشا السيد عشري ، معضلة الأمن في الساحل والصحراء ما بين تراجع داعش وتقدم بوكو حرام ، جامعة القاهرة ، كلية الدراسات الإفريقية العليا ، مجلة آفاق إفريقية ، ( عدد ٤٨ ، ٢٠١٩ ) ، ص:١٨٨.

[16]   عربي بومدين ، مرجع سبق ذكره ، ص: ٢٨ : ٣٠.

[17] حمدي جوارا ، إعلان بوكو حرام الخلافة في نيجيريا ، مركز المستقبل ، مجلة اتجاهات الأحداث ، ( عدد ٦ ، يناير ٢٠١٥ ) ، ص: ٧٣.

[18] أونا إخومو ، بوكو حرام : تحديات أمنية وتمرد متصاعد ، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ، مجلة التحالف ، ( عدد ٣٣ ، يناير ٢٠٢٢ ) ، ص: ٥-٦.

[19] إيوانيس مانتزيكوس ، بوكو حرام: تحليل الأزمة . ترجمة محمود عزت ، ( مكتبة الإسكندرية ، ٢٠٢٢) ، ص: ١٠٦.

[20] فرجينيا كومولي ، مرجع سبق ذكره ، ص: ١٢٠.

[21] محمد عبد الكريم أحمد ، بوكو من الجماعة إلى الولاية ، ( العربي للنشر والتوزيع ، ٢٠١٨ ) ، ص: ٦٩.

[22] فرجينيا كومولي،  مرجع سبق ذكره،  ص: ١٢٣.

[23] محمد عبد الكريم أحمد ، مرجع سبق ذكره، ص:٧٠.

[24] فرجينيا كومولي، مرجع سبق ذكره، ص: ١٢٦.

[25] المرجع السابق ، ص: ١٢٨.

[26] مصطفى زهران ، مصادر تمويل الجماعات الجهادية في القارة الأفريقية ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، مجلة متابعات إفريقية ، ( عدد ١٠ ، فبراير ٢٠٢١) ، ص: ٥٨ : ٦٠.

[27] المرجع السابق ، ص:٣١.

[28] هشام بشير ، الجهود الدولية و الإقليمية و الوطنية لمكافحة جماعة بوكو حرام  ، بني سويف ، كلية السياسة والاقتصاد،  مجلة كلية السياسة والاقتصاد،  ( عدد٣ ، يوليو ٢٠١٩) ، ص: ٢٢.

[29] الخضر عبد الباقي ، تقييم الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة بوكو حرام ، مركز المستقبل،  مجلة اتجاهات الأحداث، (عدد٩ ، إبريل ٢٠١٥) ، ص: ٧٧-٧٨.

[30]  المرجع السابق.

[31]  المرجع السابق.

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M