مازن صاحب
لم يطف على سطح الاحداث الا بعض التصريحات الرسمية عن نتيجة الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، فيما كان رد الفعل المباشر استهداف مقر للقوات الأمريكية في مطار اربيل بطائرة مسيرة مفخخة!
في اي تحليل واقعي لمجريات الأحداث تؤكد ان مراحل فرز الخنادق قد انتهت وان ما يتكرر من تصريحات في الأحاديث الرمضانية للكثير من الزعامات العراقية لا يمكن ان يعيد خلط الأوراق من جديد فمن ركب القطار الأمريكي ومشروع الشرق الأوسط الكبير، يختلف عن قطار معاداة هذا المشروع بشتى العناوين.
المعضلة ان اي من الراكبين او الرافضين بل حتى المنتظرين على تلول المحطات لا يمتلكون تصورا عن هوية وطنية عراقية توافق او ترفض القطار الأمريكي او غيره من القطارات، فهذا التصور الجغرافي يفرض ذاته على المرحلة المقبلة من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، خلالها سيحاول الرافضون تعميق نظرية التغليس على قصف مقرات القوات الأميركية، مقابل تعميق القناعة الإقليمية والدولية ان عراق بدولة اشباح على حد توصيف انتوني كروزدمان.
كبير خبراء البنتاغون في الشؤون العراقية لا يمكن ان يقود مثل هذا الحوار، يقابل ذلك الهدوء المعروف عن ادارة بايدن في الرد والتعامل بتحريك دمى إقليمية وعراقية للرد يجعل توقع مسار القطار الأمريكي اكثر وضوحا.
لكن يبقى السؤال المطروح للنقاش اذا جاء اغلب المتصدين للشأن العام من احزاب وامراء الطوائف السياسية على او وراء الدبابة الأمريكية، فلماذا هم اليوم ضد وجودها؟ اعترف هنا ان شعارات طرد الاحتلال الامريكي وشركاه من العراق لم تعد مقنعة حتى لكن لا يفقه في الشؤون السياسية اي شيء، والجميع يبحثون عن اجابة واحدة تتمثل في طريقة خروج العراق من النزاع الأمريكي الإيراني بلا خسائر كبرى!
احد اوجه هذه القناعة تظهر في متغيرات التنافس على مرشحي المناطق الانتخابية لاستخدام محطات اي قطار يمر في تلك المناطق، لعله يكون سابقة لتحشيد الناخبين وهو أسوأ ما فعلته الاحزاب قديمها القادم مع الدبابة الأمريكية وجديدها الراكب في القطار الأمريكي، هكذا ستتحول الانتخابات المقبلة الى ساحة منازلة بين هذه القطارات والمنتظرين في محطاتها مخاوفي حقيقية من التصادم ليس بين سواق القطارات بل بين الركاب!! ويبقى من القول لله في خلقه شؤون.
رابط المضدر: