آلا أناتوليفنا كرافشينكو (٢)، اولينا ستاروفويت (٣) – ترجمة/ حسام جاسم
الملخص:
• المقدمة: لفهم أسباب الحروب والصراعات التي، للأسف، تحتضن الحضارة الحديثة بشكل متزايد، علينا أن نستخدم نهجًا بحثيًا متعدد التخصصات. الدراسة الأكثر ملاءمة، في هذه الحالة، هي البوليمولوجيا (polemology) التي توفر بحثًا متعدد التخصصات لطبيعة وأصول العنف. حيث تكمن مشكلة خلاص البشرية، التي حاول نيكولاي فيودوروفيتش فيدوروف (N. Fedorov) حلها في القرن التاسع عشر، في البحث عن إمكانية لإدراك طبيعة العنف وتغييرها.
• الأساس النظري: استخدمنا في الدراسة مقاربة منهجية لتحديد العلاقة الداخلية بين أنواع العنف المختلفة والطرق الممكنة للتصدي للعنف.
• ألاصالة: نتيجة لمنهجية البحث الحديث في البوليمولوجيا، وجدنا أن العلم الحديث غير قادر على التأثير على البنية الجينية للعدوان. ولهذا السبب، يعهد بمشكلة خلاص البشرية إلى تقنيات البرمجة العصبية والتقنيات التعليمية، استنادًا إلى نهج أنثروبولوجي.
• الاستنتاجات: وضع حدود واضحة أو (حدٌّ فاصل) روبيكون ( (rubiconبين الإلزام والعنف (بمعنى الشر) ممكن فقط في الحالات التي تتخلى فيها البشرية عن مصالحها الخاصة وتعتني بمستقبل حضارة الأرض. وترتبط مشكلة خلاص البشرية بوجود وتحقيق الأفكار والمثل العليا المشتركة بين جميع شعوب الأرض. انها ليست موضوع استراتيجيات السلامة الوطنية، التي تركز على أنقاذ المصالح الوطنية والثقافية وتنميتها. ومع ذلك، فهي مسألة تتعلق بسلامة حضارة الأرض بأكملها والتي تركز على مصالح (مجال نو) (مجال الوعي) او (غلاف التفكير) (Noosphere) وخلاص البشرية في حالة مواجهتها لقوى الفضاء الخارجي. وبالمقارنة مع مخاطر الفضاء الخارجي المحتملة، فإن الصراعات والمواجهات والحروب الدولية والمحلية تفقد أولويتها.
المقدمة:
لفهم أسباب الحروب والصراعات التي، للأسف، تحتضن الحضارة الحديثة بشكل متزايد، علينا أن نستخدم نهجًا بحثيًا متعدد التخصصات. الدراسة الأكثر ملاءمة، في هذه الحالة، هي البوليمولوجيا (polemology) (٤) التي توفر بحثًا متعدد التخصصات حول طبيعة العنف. تكمن مشكلة خلاص البشرية (mankind salvation) (٥)، التي حاول نيكولاي فيودوروفيتش فيدوروف (N. Fedorov) (٦) حلها في القرن التاسع عشر، في البحث عن إمكانية لإدراك طبيعة العنف وتغييرها. أصبحت مشكلة خلاص البشرية ذات صله وثيقة للغاية في عصر تكنولوجيا المعلومات.
تعلمت البشرية كيفية توفير التلاعب بالمعرفة والحساب الرياضي للسيناريوهات البديلة لحل الصراع بين اللاعبين واستراتيجياتهم ضمن نظرية الألعاب (theory of games) (٧).
ونتائج (نظرية الألعاب) المستخدمة الآن على نطاق واسع في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، فضلا عن إثارة الصراعات وحلها. وقد أتاحت تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الحديثة فرصة واسعة لا للتلاعب بالمعارف فحسب بل أيضا للتلاعب بالوعي. على سبيل المثال، أحدث التقنيات التلاعبية تسمح لنا
لتنوير الحرب من أجل موارد هذه الدولة أو تلك، كحرب وطنية من أجل التحرير، أو لتمثيل ضم إقليم دولة مستقلة باعتباره (إرادة) السكان الأصليين.
الهدف:
إن حل مشكلة خلاص البشرية ممكن من خلال التأكد من طبيعة العنف ووضع الحدود بين الإلزام والعنف بمعنى الشر.
حيث يعتبر الإلزام فعل إرادة، مظهر من مظاهر الوعي الذي يضمن انضباط العقل ومظاهره. وظيفته هي خدمة عافية المجتمع. إلا أن العنف بمعنى الشر هو في الواقع ظاهرة مدمرة، تسقط أساس الشخصية والمجتمع. “إذا كنت تريد السلام، فاكتشف ما هي الحرب”، باتباع هذا الشعار، سننظر في مشكلة خلاص البشرية من خلال تنظيم البحوث الحديثة في البوليمولوجيا.
بيان المواد الأساسية:
دراسة جماعية حديثة حول البوليمولوجيا والتي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في بحثنا هي ( الحرب الهجينة: في القول والممارسة) تحرير (ر. دودونوف)R. Dodonov) )
(The Hybrid War: in Verbo et in Praxi– edited by R. Dodonov). (راجع,The Hybrid War, 2017). من الضروري ملاحظة أن بنية الدراسة مكونة بشكل صحيح، مما يجعلها تمثيلية بالكامل في مسألة اتجاهات البوليمولوجيا الحالية. ومن ناحية، تم تأليف الدراسة باستخدام النهج الكلاسيكي لعلم الاجتماع الديناميكي، الذي وضعه عالم الاجتماع الفرنسي غاستون بوتول (G. Bouthoul) في عام 1951 ضمن كتابه (الحروب – عناصر البوليمولوجيا) (Wars – the elements of polemology).
ويجرى حالياً، تطوير هذا النهج على نطاق واسع من قبل المعهد الفرنسي لعلم البوليمولوجيا ومراكز البحث الإضافية في بلجيكا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا. من ناحية أخرى، تستند الدراسة إلى نظرية الحرب والسلام التي طرحها أوليغ بازالوك (О. Bazaluk) (٨) (2017). يسترشد بازالوك بنهج أنثروبولوجي ويؤسس نظريته عن الحرب والسلام على البحث الذي يوفره التخصص -المولود حديثًا – فلسفة علم الأعصاب (neurophilosophy). يقبل مؤلفو الدراسة الجماعية المذكورة أعلاه مسبقًا النهج الأنثروبولوجي في البوليمولوجيا باعتباره أمرًا أساسيًا. في رأي المؤلفين، تتمثل أهم خصوصية للدراسة في تمثيل الحس والمعنى للشكل الجديد للحرب – (الحروب الهجينة) (hybrid wars)(٩) والتي هي تكافل لتدمير النظام العسكري والسياسي للخصم عن طريق الابتزاز، الرشوة والتخريب والتشهير وضغط المعلومات والتلاعب بالضمير العام (راجع,p. 98 2017, (Dodonov,.
إن الجمع بين التقنيات العسكرية وغير العسكرية باستخدام إمكانات الاحتجاج الاجتماعي هو جوهر حروب الجيل الجديد. وبالتالي، فأن الدراسة الجماعية (الحرب الهجينة: في القول والممارسة) تظهر على أنها البحث المعقد حول البوليمولوجيا التي تؤسس نفسها في النهج الأنثروبولوجي، والبحوث الحديثة في فلسفة علم الأعصاب والعلوم الاجتماعية.
فيما يلي بعض النقاط حول الكيفية التي يقترح بها مؤلفو الدراسة حل مشكلة خلاص البشرية.
ونظرا لأن منطق الدراسة يقوم على أساس نظرية الحرب والسلام، فإننا سنركز عليها. في مقالة (مشكلة الحرب والسلام: تحليل تاريخي وفلسفي). يكشف بازالوك عن أصول نظريته الخاصة.
الأساس النظري والتجريبي لكل من (الحرب) و (السلام)، يتكون أساسًا بحسب البحث في ثلاثة مجالات:
1. الدين والأخلاق والفلسفة وعلم النفس، كفهم للفئات المعيارية التقييمية للخير والشر.
2. الفلسفة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والفقه في نظريات العلاقات الدولية.
3. التاريخ والأدب القصصي وكذلك الوثائقيات والمذكرات والمراجع والأدبيات الفنية حول موضوع الحرب والسلام (راجع، Bazaluk, 2017, p. 85)، في مقال (فلسفة الحرب والسلام: بحثًا عن استراتيجية أمنية أوروبية جديدة) بقلم بازالوك ودينيس سفيرينكو (D. Svyrydenko) (١٠).
(راجع, , p. 95, 2017,(O. Bazaluk and D. Svyrydenko . قدم المؤلفان تطبيقًا عمليًا للنظرية في استراتيجية الأمن الأوروبية.
وصيغت خمسة أهداف رئيسية من منظور استراتيجية الأمن الأوروبية. حيث ينبغي أن يشمل الهدف الأول التدابير المعقدة لتحديد وتسجيل وتنظيم نظام العمل الوقائي مع الذهنيات، حيث يتم التعبير بوضوح عن الأمراض في بنية ووظيفة المجموعات العصبية للاوعي والوعي التي فيها ينكسر المبدأ النشط (المادة الفعالة) كقوة طبيعية في المظاهر العدوانية.
أما الهدف الثاني فينبغي أن يشمل التدابير المعقدة التي تكفل التحكم في إتجاه العوامل الفيزيوكيميائية، المؤهبة والاستفزازية والداعمة للبيئة الخارجية التي لها تأثير مباشر على مظاهر الفضاء الذهنيmental) space) (١١) في تطور الفرد.
وينبغي أن يشمل الهدف الثالث المقاييس المعقدة للتنبؤ بالنزاعات الدولية (بين الدول) وحلها.
اما الهدف الرابع من الاستراتيجية الأمنية هو القضاء على أسباب الحرب.
بينما يجب أن يوفر الهدف الخامس التدابير المعقدة التي تنطوي على الامتداد السلمي للظروف المريحة من أجل التحقيق الكامل لإمكانات الإبداع الداخلي من خلال مساحة ذهنية.
تتمثل الفكرة الرئيسية لنظرية الحرب والسلام لدى بازالوك في خصائص البنية الداخلية للدماغ البشري.
(راجع، 2016 Bazaluk, & Blazhevych,).
بالاعتماد على البحث المعاصر في العلوم العصبية، يؤكد بازالوك أن 1-2٪ من الأطفال حديثي الولادة لديهم ميل طبيعي للعدوان.
فمن ناحية، يمكن أن يحدث العدوانية بسبب بنيات الدماغ العادية وبرامج الجينات. ومن ناحية أخرى، قد تظهر نتيجة لتغيرات مرضية، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن الإصابات، أو تلف الجينات، أو النشاط الضار للفيروس وما إلى ذلك.
بيد أن، بحلول الشيخوخة، تزداد كمية الأفراد الذين لديهم ميل طبيعي للعدوان. بنسبة تصل إلى 10٪ بسبب طبيعة البيولوجية العصبية والتغيرات الاجتماعية.
كما ذكرت أ. نازاريتيان (А. Nazaretyan) النسبة المئوية العالية من النفوس المعرضة للعدوانية.
(راجع، Nazaretyan, 2018.A).
وهكذا فإن مشكلة العنف – في المقام الأول هي مشكلة فهم للطبيعة البشرية، والتي تكمن في مجال الأنثروبولوجيا الفلسفية. ففي الواقع، العدوان هو سمة خاصة، شكلتها الطبيعة، والتي تشكل أساس المنافسة بين الأنواع. إنها أساس بقاء الأنواع البيولوجية.
يمكننا ان نلاحظ بأن الأطروحة الرئيسية لنظرية بازالوك للحرب والسلام لا تتعلق ببنية ووظائف الدماغ البشري. حيث يؤكد بازالوك أن (الحرب والسلام يكون من ضمن سلطة (اختصاص) التقنيات التعليمية). وبقوله ذلك فإنه يعترف بالدور الرائد للبيئة الاجتماعية في مسألة تطور الدماغ. لهذا السبب، لا حاجة الى تغيير الطبيعة البشرية لحل مشكلة الخلاص البشري.
حيث لا يزال علم الأعصاب الحديث والهندسة الوراثية غير قادرين على توفير مثل هذه التغييرات. وفي الوقت نفسه، قد نسأل عما إذا كان ذلك ضروريًا حقًا.
لذا فإن حل مشكلة خلاص البشرية يكمن في مجال الممارسات الاجتماعية والأخلاقية.
في هذه المرحلة، من المهم إلقاء نظرة على النتائج التي توصل إليها ن. بويشينكو (N. Boychenko)، المقدمة في مقال بعنوان (الفهم الفلسفي لطبيعة العنف). (راجع، Boychenko, 2017).
حيث يعلن بويشينكو عن تمييز ثلاثة جوانب رئيسية لبحث طبيعة العنف: الأنثروبولوجي والاجتماعي والأخلاقي. وقد توصل إلى الاستنتاج التالي: “من وجهة النظر الاجتماعية-الفلسفية، من الضروري تحديد المؤسسات الاجتماعية بدقة وفي أي كوكبة يتولد العنف” (راجع،Boychenko, 2017, p23).
لهذا السبب، فإن حل مشكلة خلاص البشرية لا تتعلق بتغيير الطبيعة البشرية بل تتعلق بالتوظيف الفعال للنهج الاجتماعي والأخلاقي للنظر في العنف.
على سبيل المثال يفترض بازالوك وفاتخوتدينوف (Fatkhutdinov) أن حل مشكلة خلاص البشرية يتمثل في التأثير المستهدف للتقنيات التعليمية التي قد توجه عدوانًا، يتشكل في البنيات العصبية، وذلك من أجل مصلحة المجتمع، على سبيل المثال، نحو المنافسة العادلة، أو نحو الإنجاز المستهدف لبعض الأهداف وما إلى ذلك.
ففي مقال بعنوان (أهمية تقنيات البرمجة العصبية للدماغ في استراتيجيات الأمن الوطنية والإقليمية)، يصف المؤلفون تاريخ تطور البرمجة العصبية للدماغ بما في ذلك التقنيات التعليمية في تاريخ الثقافة.
يبدو أن نية السيطرة على عدوان الدماغ الطبيعي يمكن رؤيتها في تاريخ الفلسفة منذ العصور القديمة. تم ذكر هذا الموضوع ووصفه في المقالات التي كتبها كل من:
بويشينكوN. Boychenko (2017), خاجوروف (Khagurov (2017.T، كليبكو S. Klepko (2017)،
أ. كونونوف (2015) A. Kononov، سلامون ((2017 M.-A. Salamone، وآخرين.
لذلك، فإن طبيعة العنف في البوليمولوجيا الحداثويّة محددة جيدًا الآن.
حيث يظهر العنف بشكل طبيعي كنتيجة للأمراض في تكوين المجموعات العصبية للدماغ البشري، والتي تحول النشاط العقلي الطبيعي إلى عدوان وعنف وشر. ورغم ذلك، فإن البوليمولوجيا الحداثويّة ليس لديها النية في تغيير طبيعة العنف.
وعلى الرغم من إنجازات العلوم العصبية وفلسفة علم الأعصاب، فلا تزال البشرية بعيدة جدًا عن التفسير العصبي الكامل للعدوانية وإمكانية تغيير التدخلات باستخدام الهندسة الوراثية.
يبحث علماء البوليمولوجيا في تقنيات التأثير الفعال على مظاهر العدوان، لتحويل قدرتها التدميرية إلى نماذج إيجابية للنشاط، والتي من المحتمل أن تكون مفيدة للأفراد والمجتمع.
وهكذا، فإن مشكلة خلاص البشرية التي وضعها نيكولاي فيودوروفيتش فيدوروف (N. Fedorov)
على سبيل الاستعجال في نهاية القرن التاسع عشر، تظهر في الوقت الحاضر في مجال الفلسفة الاجتماعية والأخلاق. (راجع، Kononov, 2015).
يسمح النهج الأنثروبولوجي للفلسفة الاجتماعية بوضع حدود أو روبيكون (rubicon) (١٢) بين الإلزام والعنف.
فمن خلال مراقبة المظاهر الاجتماعية للعدوان، يصبح من الممكن توصيفه من حيث الخير والشر.
بناءً على توليفة من أبحاث البوليمولوجيا الحديثة، نقترح تعريفات لمصطلحي (الإلزام) و (العنف).
فالإلزام، في الواقع، عدوان يستخدم من أجل الأفراد والمجتمع. على سبيل المثال الإلزام الذاتي؛ وانضباط العقل والجسد؛ واتباع واعٍ، خصوصًا لنمط الحياة والمثل العليا والقيم الحياتية التي يتم تأسيسها في المجتمع…الخ.
فالعدوان المستخدم للإلزام هو في الواقع طاقة يمكن اعتبارها مفيدة لتنمية الأفراد والمجتمع.
متأثرًا بالتقنيات التعليمية والبرمجة العصبية للدماغ، ظهر العدوان كشكل من أشكال النشاط المفيد اجتماعيًا.
حيث أظهر مؤلفو دراسة (الحرب الهجينة: في القول والممارسة)، على أساس العديد من الأمثلة، المراحل الرئيسية لتحول العدوان إلى شكل من أشكال من الإلزام. كما تم وصف بعض الخصائص المميزة لمظهر من مظاهر الإلزام في الحياة اليومية. (راجع، The Hybrid War, 2017). تم الكشف عن موقف علم الأعصاب الحديث من هذا الموضوع في كتاب أوليغ بازالوك (راجع،O. Bazaluk, 2017) تقنيات البرمجة العصبية للدماغ، والتي تحول العدوان إلى نشاط مفيد اجتماعيًا، هي التقنيات التي تشكل القوالب النمطية المستدامة ودوافع السلوك القائمة على السلمية والجيرة والتسامح.
حيث تعتمد البرمجة العصبية والتقنيات على إنجازات علم النفس العصبي المعرفيCognitive) neuropsychology) (١٣) وعلم النفس الاجتماعي (Social psychology) (١٤) والمعلومات وتقنيات التواصل. العدوان في صورة من صور العنف، نشاط هدام يقضي على أساسيات المجتمع. في هذه الحالة، يتجلى العنف في صورة شر.
فالعدوان مع تطور العنف سيكون كنتيجة للاستخدام غير الفعال للبرمجة العصبية أو التقنيات أو تأثيرها المباشر.
صرح بازالوك ونازاريتيان، أنه خلال السنوات الماضية تم تحديد درجة العدوان بسبب طابع واتجاه تقنيات البرمجة العصبية بما في ذلك التقنيات التعليمية. في الواقع، قد تنص السياسة التعليمية للدولة على تشكيل هادف لزيادة عدوانية مواطنيها. الحروب الهجينة هي أمثلة على شكل جديد خفي من أشكال العدوان يتحول إلى عنف.
(راجع، А.Nazaretyan, 2018 Bazaluk and.O)
هناك سؤال يطرح حول كيف يمكننا بالضبط في زمن تكنولوجيات الاتصال الحديثة، التي تمنحنا المزيد من الأدوات للتلاعب، أن نضع حدودًا بين الإلزام والعنف كشر؟!!
في مقال “الطابع فوق الوطني للقانون الأوروبي وآفاق التثاقف للنظم القانونية الوطنية: التحليل النظري والتاريخي”. وكحل بديل، يجيب ماندراجيليا (V. Mandragelia) على السؤال المذكور أعلاه.
فهو يجادل بأنه يمكننا أن نؤكد أن القانون الدولي الخاص بمعناه الحديث، يكون تدريجيًا، ولكن في النهاية (يموت)، وأن يحل محله القانون (المولود) الجديد والمعولم وفوق الوطني.
النموذج الأصلي لهذا القانون هو قانون الاتحاد الأوروبي.
وبالتحديد، نكتشف أن مشكلة خلاص البشرية تعود إلى الفكرة التي طرحها نيكولاي فيودوروفيتش فيدوروف (N. Fedorov) وكُشف عنها لاحقًا في مقال أ.كونونوف (A. Kononov) في 2015.
تبدأ مشكلة خلاص البشرية من إعطاء الأطر المؤقتة والضيقة للمصالح الفردية والوطنية من أجل خلاص حضارة الأرض. حيث تحظى التشريعات الإقليمية والحضارية بالأولوية مقارنة بأنظمة تشريعات الدولة. لفهم قيمة أي قرار، وفي الوقت نفسه، عدم الانخراط في (نظرية الألعاب) القادمة أو تقنيات التلاعب، من الضروري تقييم قرارك في سياق ضرره أو ربحه لحضارة الأرض.
إن مظاهر العدوان من أجل خلاص حضارة الأرض تكون مهتمة بالإلزام؛ ولذلك، فهي مفيدة لتنمية الأفراد والمجتمع.
اما عندما تكون مظاهر الإلزام، مدمرة في مقياس حضارة الأرض، فهي عنف بمعنى الشر، على الرغم من المكاسب المحتملة على المدى القصير.
ألاصالة:
عند تصنيف البحث المعاصر حول البوليمولوجيا (polemology)، اكتشفنا أن طبيعة العنف محددة بدقة تامة كنتيجة مرضية في تكوين المجموعات العصبية للدماغ البشري.
العلم الحديث غير قادر على التأثير على البنية الجينية للعدوان. لهذا السبب، يمكن حل مشكلة خلاص البشرية باستخدام تقنيات البرمجة العصبية بما في ذلك التقنيات التعليمية.
وإحدى متجهات تأثير تقنيات البرمجة العصبية هي تحقيق المفهوم والمثل والقيم المشتركة في مقياس حضارة الأرض، والتي دعت إلى استهداف المظاهر البشرية لحل المشكلات العالمية المعنية بإنقاذ حضارة الأرض.
الاستنتاجات:
في الختام، نفترض، أن إنشاء الحدود أو روبيكون بين الإلزام والعنف كشر ممكن فقط في الحالات التي تتخلى فيها البشرية عن المصالح الخاصة وتركز على مستقبل حضارة الأرض.
مشكلة خلاص البشرية، في الواقع، هي مشكلة أهمية المفهوم، والمثل والقيم المشتركة في مقياس حضارة الأرض. لا يتعلق الأمر باستراتيجيات السلامة الوطنية، التي تركز على الحفاظ على المصالح الوطنية والثقافية وتنميتها، بل يتعلق بمسألة سلامة حضارة الأرض، والتي تقوم على مصالح (مجال نو) (مجال الوعي) او (غلاف التفكير) (Noosphere) (١٥) للأرض وخلاص البشرية في الصراع مع قوى الفضاء الخارجي.
فالنزاعات الإقليمية والدولية ليست ذات صلة بالمخاطر المحتملة للفضاء الخارجي.
هوامش المترجم:
١. يمكن إيجاد النص الأصلي للبحث الذي تمت الترجمة منه:
)A. A. KRAVCHENKO, O. V. STAROVOIT. (2018). MODERNITY AND WAR: ANTHROPOLOGICAL APPROACH IN POLEMOLOGY. Антропологічні виміри філософських досліджень. Вип.13. P79-86).
حيث تم أخذ الأذن والموافقة الرسمية من الدكتورة (آلا أناتوليفنا كرافشينكو) لترجمة البحث الى اللغة العربية بواسطة حسام جاسم حصرًا. ونشره مجانًا ليستفيد منه الطلبة والباحثين العرب.
٢. آلا أناتوليفنا كرافشينكو (A. A. KRAVCHENKO)/ دكتوراه في الفلسفة، رئيسة قسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية بجامعة كييف الوطنية للتجارة والاقتصاد (أوكرانيا).
٣. اولينا ستاروفويت O. V. STAROVOIT / تدريسية في الجامعة التربوية الوطنية دراغومانوفا (أوكرانيا).
٤. البوليمولوجيا (polemology)/ لفظ مكون من أصلين يونانيين هما (polemos) وتعني الحرب و(logos) بمعنى دراسة، اقترحه ووضع أسسه عالم الإجتماع الفرنسي (غاستون بوتول) عام ١٩٤٦ في كتابة (مائة مليون قتيل) (Cent millions de morts) بأعتباره علم مستقل عن علم الحرب (الذي يدرس في المدارس الحربية والأركان)، تدرس البوليمولوجيا الحرب كظاهرة اجتماعية، فتقوم بتحليل للصراع البشري والحرب، ولا سيما الحرب الدولية من حيث أسبابها وأشكالها وآثارها في ضوء علم الإجتماع.
لمعرفة المزيد حول الموضوع راجع:
• غاستون بوتول. (١٩٨١). هذه هي الحرب. ترجمة مروان القنواتي. منشورات عويدات. بيروت، باريس.
• غاستون بوتول. (٢٠٠٧). ظاهرة الحرب. ترجمة إيلي نصار. دار التنوير.
٥. مشكلة خلاص البشرية (mankind salvation)/ هو تحرير الجنس البشري من ظروف سلبية أو معيقة في الأساس مثل المعاناة والشر والمحدودية والموت. في بعض المعتقدات الدينية، يستلزم أيضًا استعادة أو رفع العالم الطبيعي إلى عالم أو دولة أعلى. إن فكرة الخلاص هي فكرة دينية مميزة تتعلق بقضية ذات اهتمام إنساني عميق.
الفكرة الأساسية الواردة في الكلمة الإنجليزية (salvation)، واللاتينية (salvatio)واليونانية (sōtēria) التي اشتقت منها، هي فكرة الخلاص أو التحرر من بعض المواقف الأليمة. تتضمن هذه الفرضية، بدورها، سلسلة من الافتراضات ذات الصلة حول طبيعة الإنسان ومصيره.
٦. نيكولاي فيودوروفيتش فيدوروف (N. Fedorov)/ (1829-1903) كان فيلسوفًا روسيًا مسيحيًا أرثوذكسيًا، وكان جزءًا من حركة الكونية الروسية ونذيرًا لما وراء الإنسانية. دعا فيدوروف إلى تمديد الحياة والخلود الجسدي وحتى قيامة الموتى باستخدام الأساليب العلمية. حيث كان من رواد المستقبل، وضع نظريات حول الكمال النهائي للجنس البشري والمجتمع (أي المدينة الفاضلة)، بما في ذلك الأفكار الراديكالية مثل الخلود، وإحياء الموتى، واستعمار الفضاء والمحيطات. أثرت كتاباته بشكل كبير على (بيتر أوسبنسكي). كما كان على اتصال مباشر مع مُنظِّر الصواريخ (قسطنطين تسيولكوفسكي)، وكان معروفًا أيضًا لتولستوي وفيودور دوستويفسكي.
٧. نظرية الألعاب (theory of games)/ نظرية قائمة على تحليل رياضي لحالات تضارب المصالح من أجل الوصول إلى أفضل الحلول لجميع الأطراف، وتظهر تطبيقات النظرية في العديد من العلوم كالاقتصاد والاجتماع والسياسة وعلوم الحاسوب. تعتمد النظرية على الموقف الذي يتخذه طرفان، على الأقل، للوصول إلى قرار وتُسلّم بأن اللاعبين يتصرفون بعقلانية ورشادة وضمن استراتيجية التكهن بتحركات المنافس وإدخالها في حساباته.
للنظرية ثلاثة احتمالات أساسية تتفرع منها احتمالات ثانوية كالآتي:
التقسيم الأول: • الألعاب الساكنة: يختار اللاعبون أساليبهم وخططهم بنفس الوقت، أي يصل الجميع للقرار بنفس اللحظة من دون أن ينتظر أي طرف الطرف الآخر.
• الألعاب الديناميكية: وهنا يتخذ اللاعب الأول القرار من ثم يتخذ اللاعب الثاني القرار وهكذا.
التقسم الثاني: • المعلومات الكاملة: يدرك كل اللاعبين نوايا المنافس بالوصول لنتيجة لصالحه.
• المعلومات الناقصة: أي لاعب لا يدرك تماماً نوايا المنافس.
التقسيم الثالث: • الألعاب التعاونية: كل طرف يتعاون مع الآخر.
• الألعاب غير التعاونية: لا يوجد أي شكل من أشكال التعاون بين اللاعبين.
ظهرت نظرية الألعاب لأول مرة في كتاب “نظرية الألعاب والسلوك الاقتصادي” (Theory of Games and Economic Behavior) للاقتصاديين “جون فون نيومان” و”أوسكار مورغن شتيرن” في عام 1944.
اشتهرت النظرية بعدما حصل كل من “جون فوربوس ناش” و”رينارد سيلتين” و”جون هارسانيي” على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1994 نتيجة لاسهاماتهم، لاسيما “توازن ناش” (Nash Equilibrium) وتطبيقاته في المنافسة والاقتصاد.
(راجع، نظرية الألعاب، موقع Harvard Business Review،
https://hbrarabic.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8/)
ولمعرفة المزيد حول نظرية الألعاب يرجى مراجعة:
• تد هندرتش. ٢٠٢١. دليل أكسفورد في الفلسفة. ترجمة نجيب الحصادي. هيئة البحرين للثقافة والآثار. ص ١٥١١.
• شارلوت سيمور. ٢٠٠٩. موسوعة علم الإنسان. ترجمة علياء شكري وآخرون. المركز القومي للترجمة. ص ٥٣٥.
٨. أوليغ بازالوك (О. Bazaluk)/ دكتور في علوم الفلسفة، وأستاذ، وفيلسوف، ومحلل وكاتب سياسي أوكراني، ومؤلف إحدى النظريات العلمية الحديثة للتطور، وهي نظرية المادة المتطورة. تشمل اهتماماته البحثية دراسات متعددة التخصصات في مجالات الفلسفة العصبية وفلسفة التعليم وفلسفة الكون والنظرية السياسية. نشر حتى الآن 17 كتابًا وأكثر من 130 مقالة. أسس الجمعية الدولية للفلسفة وعلم الكونيات (ISPC) والمشروع الدولي السنوي (رحلات الفضاء).
من مؤلفاتة:
١. نظرية الحرب والسلام، جيو-فلسفة أوروبا.
٢.نظرية التطور: من الفراغ الفضائي إلى المجموعات العصبية والمضي قدمًا.
٣.المشاكل الفلسفية في علم الكونيات.
٤. رحلات الفضاء – عقلية السفر.
٥. مجنون: مبدأ أساسي للحياة والموت.
٦. فلسفة التربية على أساس المفهوم الكوني الجديد.
٧.أصل الجنس البشري: مفهوم كوني.
٩. الحروب الهجينة (hybrid wars)/ إن فكرة (الحرب الهجينة) تعرضت باستمرار لتمدد في المفهوم، وبالتالي تبدو إلى حد ما مفهومًا غامضًا. مع ذلك، يمكننا تدقيق المعنى عن طريق وجود خمسة تفسيرات رئيسية لمفهوم (الحرب الهجينة) مرتبطة ببعضها لكنها مختلفة:
• (الحرب الهجينة) كتوظيف للاندماج التآزري للأسلحة التقليدية والتكتيكات غير النظامية والإرهاب والأنشطة الإجرامية في نفس ساحة المعركة.
• (الحرب الهجينة) كاستخدام مشترك للقوات النظامية وغير النظامية تحت قيادة موحدة.
• (الحرب الهجينة) باعتبارها استخدامًا لمختلف الوسائل العسكرية وغير العسكرية لتهديد العدو.
• (الحرب الهجينة) باعتبارها أنشطة ثانوية تتضمن مزيجًا من الوسائل العنيفة وغير العنيفة.
• (الحرب الهجينة) كطريقة لتحقيق أهداف سياسية باستخدام أنشطة تخريبية غير عنيفة.
يعود استخدام مصطلح «الحرب الهجينة» إلى التسعينيات. فعلى حد علمنا، ظهر ذلك المصطلح لأول مرة في كتاب توماس موكيتيس: «الأساليب البريطانية لمكافحة التمرد في عصر ما بعد الإمبراطورية» في عام 1995. في السنوات التي تلت ذلك، استخدم العديد من المؤلفين المصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الحملات العسكرية حيث إن وصفهم لذلك المفهوم غير متشابه. ومع ذلك، يبدو أنهم استخدموا مصطلح (الحرب الهجينة) للإشارة إلى نمط من الحرب يمكن تصنيفها ببساطة على أنها ليست تقليدية بحتة، أو حرب غير نظامية. ومع ذلك، كانت العواقب النظرية والعملية للمؤلفين المذكورين محدودة نوعًا ما.
كان أول تعبير منتشر على نطاق واسع لمصطلح «الحرب الهجينة» هو خطاب الجنرال جيمس ماتيس في منتدى الدفاع بدعم من المعهد البحري ورابطة مشاة البحرية في سبتمبر/أيلول 2005. بعد المؤتمر مباشرة، نشر ماتيس وهوفمان ورقة موجزة عن (الحرب الهجينة) في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، يناقش فيها المؤلفان فكرة أن التهديدات المستقبلية ستكون مزيجًا من أنماط مختلفة من الحرب، وأطلقوا على هذا التوليف اسم (الحرب الهجينة). ولكن لم يتم تطوير المفهوم بالكامل في تلك المقالة، حيث وُصفت الخصائص الرئيسية لنموذج الحرب الهجينة، بدلاً من تعريف المصطلح. بعد ذلك بعامين، نشر هوفمان دراسته الأساسية، وصاغ مفهوم «الحرب الهجينة» الخاص به. وتم تأسيس مفهومه على أربعة محاور: (حرب الجيل الرابع) و(الحرب المركبة) و(الحرب غير المقيدة) و(إستراتيجية الدفاع الوطني لعام 2005). هذه المرة، قدم هوفمان تعريفًا جيدًا منظمًا ومفصلاً لـ (الحرب الهجينة). أيضًا، كانت دراسة هوفمان هي التي نشرت المصطلح في الأوساط الأكاديمية والعسكرية في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، شكل تعريفه مفهوم الجيش الأمريكي للحرب الهجينة إلى حد ملحوظ. لذلك، أميل إلى رؤية كتابه: «الصراع في القرن الحادي والعشرين: صعود الحروب الهجينة» (Conflict in the 21st Century: The Rise of Hybrid Wars) عام 2007 باعتباره نقطة انطلاق للنقاش الكبير حول (الحرب الهجينة).
(راجع، طارق سليمان. ٢٠٢٢. الحرب الهجينة: مصطلح واحد، معاني عديدة. ترجمة عمرو جمال صدقي. موقع إضاءات الإلكتروني).
١٠. دينيس سفيرينكو (D. Svyrydenko)/ دكتور في الفلسفة الاجتماعية. تشمل اهتماماتة البحثية دراسات ما بعد الاستعمار (ما بعد الشمولية) في التعليم العالي. التربية من أجل بناء السلام؛ التعليم العالي في مجتمعات الصراع وما بعد الصراع؛ تعليم العلوم؛ قضايا التنقل الأكاديمي.
١١. الفضاء الذهني (mental space)/ هو بناء نظري اقترحه غيليس فوكونييه يتوافق مع عوالم محتملة في الدلالات المشروطة للحقيقة. الفرق الرئيسي بين الفضاء الذهني والعالم الممكن هو أن الفضاء الذهني لا يحتوي على تمثيل صادق للواقع، بل نموذج معرفي مثالي. بناء المساحات الذهنية وإنشاء الخرائط بين تلك المساحات الذهنية هما العمليتان الرئيسيتان المتضمنتان في بناء المعنى. وهو أحد المكونات الأساسية في نظرية المزج المفهومي لجيل فوكونيي ومارك تورنر، وهي نظرية داخل الدلالات المعرفية.
١٢. روبيكون (rubicon)/ يأتي اسم (روبيكون) من اسم يوليوس قيصر وقصة عبور جيشه لنهر روبيكون، والتي حدثت في روما القديمة عام 49 قبل الميلاد. اشتهر كرمز أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الرومانية، ويستخدم مصطلح (عبور روبيكون) في الثقافة الشعبية كمصطلح يعني (اجتياز نقطة اللاعودة).
١٣. علم النفس العصبي المعرفيCognitive) neuropsychology)/ فرع من علم النفس المعرفي الذي يهدف إلى فهم كيفية ارتباط بنية ووظيفة الدماغ بالعمليات النفسية النوعية. فعلم النفس المعرفي هو العلم الذي يبحث في الكيفية التي تكون بها العمليات العقلية مسؤولة عن قدراتنا المعرفية في تخزين وإنتاج ذكريات جديدة، وإنتاج اللغة، والتعرف على الأشخاص والأشياء، بالإضافة إلى قدرتنا على التفكير العقلاني وحل المشاكل. بينما يركز علم النفس العصبي المعرفي بشكل خاص على دراسة الآثار المعرفية لأذية دماغية أو مرض عصبي بهدف استنباط نماذج خاصة بالوظيفية المعرفية الطبيعية.
١٤. علم النفس الاجتماعي (Social psychology)/ فرع من فروع علم النفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، كالاستجابة للمثيرات الاجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة، وبمعنى آخر فإن علم النفس الاجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية للإنسان ككائن اجتماعي. يهتم هذا العلم بالخصائص النفسية للجماعات، وأنماط التفاعل الاجتماعي، والتأثيرات التبادلية بين الأفراد، مثل العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة، والتفاعل بين المعلمين والمُتعلمين.
١٥. مجال نو (Noosphere)/ مجال نو أو مجال الوعي أو تكويرة نو، وفقا لفكر فلاديمير فرنادسكي وبيير تيلار دي شاردان، هو مفهوم يدل على مجال الوعي البشري. وهي تشبيه لمفردات (المجال الجوي) و(المجال البيولوجي). وفي النظرية الأصلية لفرنادسكي، فإن (مجال نو) هو المجال الثالث في سلسلة مراحل نمو الأرض، بعد المجال الأرضي (أي مادة غير حية)، والمحيط الحيوي (أي الحياة البيولوجية). وكما أن الحياة نشأت بعد تحول جذري في الغلاف الأرضي، فأن ظهور وعي الإنسان أو الإدراك سينشأ بسبب تحويل في المحيط الحيوي. وعلى النقيض من مفاهيم فرضية غايا، أو المروجين لفكرة الفضاء الإلكتروني، فإن نشوء مجال نو، عند فرنادسكي، سيحدث عندما يتمكن الجنس البشري من إنشاء موارد عن طريق تحويل العناصر من خلال التحكم المتقن للآليات النووية. ويتم بحثها حاليا من ضمن مشروع برينستون للوعي الشامل.
REFERENCES
- Bazaluk, O. (2017). The Problem of War and Peace: А Historical and Philosophical Analysis. Philosophy and Cosmology, 18, 85-103. (in English)
- Bazaluk, O. (2017). The Theory of War and Peace: The Geophilosophy of Europe. Newcastle Upon Tyne: Cambridge Scholars Publishing. (in English)
- Bazaluk, O., & Blazhevych, T. (2016). The Philosophy of War and Peace. Philosophy and Cosmology, 17, 12-25. (in English)
- Bazaluk, O., & Svyrydenko, D. (2017). Philosophy of War and Peace: In Search of New European Security Strategy. Anthropological Measurements of Philosophical Research, 12, 89-99. doi: 10.15802/ampr.v0i12.119150 (in English)
- Boychenko, N. M. (2017). Counterfactuality of the ethical norms of higher education. Future Human Image, 7, 28-35.(in English)
- Boychenko, N. M. (2017). Philosophical understanding of the nature of violence. Anthropological Measurements of Philosophical Research, 12, 16-26. doi: 10.15802/ampr.v0i12.119076 (in Ukrainian)
- Dodonov, R. O. (Ed.). (2017). Hibrydna viina: In verbo et in praxi: Monohrafiia. – Vinnytsia: Nilan-LTD. (in Ukrainian)
- Dodonov, R. O., Kovalskyi, H., Dodonova, V., & Kolinko, M. (2017). Polemological Paradigm of Hybrid War Research. Philosophy and Cosmology, 19, 97-109. (in English)
- Fatkhutdinov, V., & Bazaluk, O. (2018). The Importance of the Brain Neuro-Programming Technologies in National and Regional Security Strategies. Philosophy and Cosmology, 20, 74-82. doi: 10.29202/phil-cosm/20/6 (in English)
- Khagurov, T. (2017). Evil as a Subject of Sociological Cognition: Methodological Reflections. Future Human Image, 7, 36-45. (in English)
- Klepko, S. (2017). Pedagogy of Peace and Philosophy of War: The Search for Truth. Future Human Image, 7, 46-49.(in English)
- Kononov, А. (2015). Nikolay Fedorovs “The philosophy of common task” and the problem of salvation of human race. Philosophy and Cosmology, 15, 216-224. (in English)
- Mandragelia, V. (2016). Supranational Nature of European Law and Horizons of National Legal Systems Acculturation: Theoretical and Historical Analysis. Philosophy and Cosmology, 16, 171-178. (in English)
- Nazaretyan, A., Ismailov, Y., & Sazhienko, E. (2018). “Our Last Century”: Is the Earth Civilization Cosmologically Relevant? Philosophy and Cosmology, 20, 18-32. (in English)
- Salamone, M.-A. (2017). Equality and Justice in Early Greek Cosmologies: The Paradigm of the “Line of the Horizon”. Philosophy and Cosmology, 18, 22-31. (in English)
LIST OF REFERENCE LINKS
- Bazaluk, O. The Problem of War and Peace: А Historical and Philosophical Analysis / O. Bazaluk // Philosophy and Cosmology. – 2017. – Vol. 18. – P. 85–103.
- Bazaluk, O. The Theory of War and Peace: The Geophilosophy of Europe / O. Bazaluk. – Newcastle Upon Tyne : Cambridge Scholars Publishing, 2017. – 185 p.
- Bazaluk, O. The Philosophy of War and Peace / O. Bazaluk, T. Blazhevych // Philosophy and Cosmology. – 2016. – Vol. 17. – P. 12–25.
- Bazaluk, O. Philosophy of War and Peace: In Search of New European Security Strategy / O. Bazaluk, D. Svyrydenko // Антропологічні виміри філософських досліджень. – 2017. – Вип. 12. – С. 89–99. doi: 10.15802/ampr.v0i12.119150
- Boychenko, N. Counterfactuality of the ethical norms of higher education / N. Boychenko // Future Human Image. – 2017. – Vol. 7. – P. 28–35.
- Бойченко, Н. М. Філософське розуміння природи насильства / Н. М. Бойченко // Антропологічні виміри фі-лософських досліджень. – 2017. – Вип. 12. – С. 16–26. doi: 10.15802/ampr.v0i12.119076
- Гібридна війна: In verbo et in praxi : монографія / під заг. ред. Р. О. Додонова. – Вінниця : Нілан-ЛТД, 2017. – 412 с.
- Polemological Paradigm of Hybrid War Research / R. Dodonov, H. Kovalskyi, V. Dodonova, M. Kolinko // Philosophy and Cosmology. – 2017. – Vol. 19. – P. 97–109.
- Fatkhutdinov, V. The Importance of the Brain Neuro-Programming Technologies in National and Regional Security Strategies / V. Fatkhutdinov, O. Bazaluk // Philosophy and Cosmology. – 2018. – Vol. 20. – P. 74–82. doi: 10.29202/phil-cosm/20/6
- Khagurov, T. Evil as a Subject of Sociological Cognition: Methodological Reflections / T. Khagurov // Future Human Image. – 2017. – Vol. 7. – P. 36–45.
- Klepko, S. Pedagogy of Peace and Philosophy of War: The Search for Truth / S. Klepko // Future Human Image. – 2017. – Vol. 7. – P. 46–49.
- Kononov, А. Nikolay Fedorov’s “The philosophy of common task” and the problem of salvation of human race / A. Kononov // Philosophy and Cosmology. – 2015. – Vol. 15. – P. 216–224.
- Mandragelia, V. Supranational Nature of European Law and Horizons of National Legal Systems’ Acculturation: Theoretical and Historical Analysis / V. Mandragelia // Philosophy and Cosmology. – 2016. – Vol. 16, № 1. – P. 171–178.
- Nazaretyan, A. (2018). “Our Last Century”: Is the Earth Civilization Cosmologically Relevant? / A. Nazaretyan, Y. Ismailov, E. Sazhienko // Philosophy and Cosmology. – 2018. – Vol. 20. – P. 18–32.
- Salamone, M.-A. Equality and Justice in Early Greek Cosmologies: The Paradigm of the “Line of the Horizon” / M.-A. Salamone // Philosophy and Cosmology. – 2017. – Vol. 18. – P. 22–31.
.
رابط المصدر: