رياض محمد
لم اشهد منذ وصولي للولايات المتحدة قبل 11 سنة اوقاتا اسوأ للأمريكيين عموما من هذه السنة، سرق التضخم ما لا يقل عن 500 دولار شهريا – الى 1000 دولار او اكثر – من كل عائلة، ومن ذلك ارتفاع الايجارات وفوائد الرهون العقارية وضرائب العقارات ما بين 25% الى 100% والوقود والطاقة 80% الى 200%، وتذاكر الطائرات ما بين 30% الى 80%، والطعام بنسب مختلفة (امثلة: 12 بيضة كنت اشتريها باقل من دولار صارت الان بـ 3 دولارات، كيلو من قطع السمك كان ب 6 دولارات صار ب 10، كرات اللحم المطبوخة كان 3 ارباع الكيلو ب 5 دولارات صار ب 6 دولارات ونصف، نصف كيلو من الطعام البحري المتنوع كان ب 5 دولارات صار ب 7…الخ)
وبسبب التضخم اضطر الاحتياطي الفدرالي الامريكي (ما يعادل المصرف المركزي في الدول الاخرى) لرفع اسعار الفائدة عدة مرات هذه السنة لتهدئة الانفاق من اجل كبح التضخم دون نتيجة تذكر حتى الان.
الخطر الان والذي يزداد موثوقية ان اجراءات الاحتياطي ستؤدي الى دخول الولايات المتحدة – والعالم – الى كساد جديد في عام 2023! وقد انعكس هذا على اسواق الاسهم التي تعرضت لخسائر هائلة هذه السنة.
الاقتصاد الامريكي الان محصور بين فكي كماشة: التضخم من جهة والكساد من جهة اخرى!
وبسبب كل التداعيات الهائلة للجائحة وما تلاها ارتفعت نسب الجريمة في مختلف انحاء الولايات المتحدة – قبل ان تعلق على هذه الفقرة اذكر ان معدلات القتل في العراق هي ضعف نظيرتها الامريكية!
اصبحت نشرات الاخبار تحتوي اساسا على خبرين: التضخم والجرائم! وغدت مشاهدة الاخبار امرا يثير القرف! واخيرا ولكي تكتمل القصة فقد تعرضت الولايات المتحدة عموما و لاشهر لسلسلة من الظروف الجوية السيئة والمتلاحقة التي زادت الامور سوءا.
في منطقتنا مثلا نجونا من اعصار مدمر فتلاه اسابيع من الامطار والانذارات بالفيضان (يقصد بالفيضان زيادة غير معهودة للمياه وليس الفيضان الذي يدمر المدن -ثم تلوث – بسيط – لمياه الشرب ادى الى اصدار المدينة لامر للسكان بغلي المياه قبل استهلاكها لعدة ايام واخيرا موجة حر ستستمر لشهر مع انذارات ضد الحرائق وسط تحذيرات اخرى من تلوث الهواء – تلوث مؤقت دام ليوم واحد – بسبب سحابة دخان هائلة قادمة من الولايات المجاورة!
امتلأ الهاتف برسائل التحذير من خطف الاطفال – عندما يخطف طفل في مدينتنا ترسل حكومة المدينة تحذيرا لكل مواطن برسالة نصية! – الى تحذيرات الاعصار والمطر والفيضان والحر الشديد!
باختصار اصبح حديث الرحيل جزءأ من مما يدور بين عراقيي امريكا هذه الايام!
وقبل ان يبدأ الترامبيون بلوم بايدن اذكر ان بايدن ليس سبب هذه الازمات. الامر يتعلق بزيادة الطلب على كل شيء بعد الخروج من الاغلاق الذي رافق الجائحة وضعف العرض بسبب ازمة سلاسل التوريد واغلاق الصين وضعف الاقبال على العمل في الولايات المتحدة واخيرا حرب اوكرانيا. بايدن يلام فقط على بطء الاستجابة لكنه ليس سبب هذه الازمة.
ان هذه المشاكل عالمية وليست فقط في الولايات المتحدة كما ان اي كساد يحدث في الولايات المتحدة يعني كسادا للعالم كله… وفي النهاية فان الاثار السياسية لكل ذلك ستكون على الاغلب خسارة الديموقراطيين لاغلبيتهم البسيطة في مجلس الشيوخ في انتخابات تشرين الثاني 2022 المقبلة وعودة مرجحة لترامب في انتخابات 2024 ومعه كل سياساته الخارجية بما في ذلك تصعيد مع ايران سينعكس بدون شك على العراق.
.
رابط المصدر: