لؤي خزعل جبر، الدين والإيمان والأخلاق: دراسات في علم نفس الدين النقدي
- المركز الديمقراطي العربي
- مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة : العدد الخامس أيار – مايو 2021, مجلد3 , دورية علمية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي “ألمانيا –برلين” .
-
تعنى بنشر دراسات وأبحاث حول قضايا التطرف والإيديولوجيات المتطرفة والجماعات المسلحة في مختلف مناطق العالم. تهتم المجلة بتحليل وتفسير تنامي التطرف والجماعات المتشددة – بغض النظر عن خلفياتها – التي تعتمد على العنف المسلح كأسلوب في نشاطها وتحقيق غاياتها. وتهتم المجلة كذلك بالتيارات السياسية المتطرفة التي تشارك في العملية السياسية ولا تستخدم العنف المسلح، لكنها تتبنى خطابا شعبويا أو إقصائيا أو عنصريا بهدف الوصول إلى السلطة.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص:
الأديانُ رافقت الإنسان مُنذُ بدايات تكوينِهِ، وحكمت حياته، وأنتجت تطورات إيجابيَّة في مسيرته التاريخيَّة، كما أنتجت تعصُّبات وصراعات دامية استنزَفت محطَّات شاسعة من وجودِه. وفي السياق العربي الإسلامي الذي نعيشُ فيهِ يُشكل الدين بنية مركزيَّة، وأحد التابوات الثلاثة الكُبرى، إلى جانِب السياسة والجنس، وفي اللحظة التاريخيَّة الراهِنَة اكتسبَ أهميَّة – وخطورَة – مُضاعَفَة، مع تصاعُد السلفيَّات والأصوليَّات والنزعات الدينيَّة. فالخطاب الديني التقليدي يشهد الآن أزمَةً حادَّة وجادَّة، ولكنهُ يُنكِر ذلك، لكونِ مقولاتِهِ استحكَمَت على مدى قرونٍ وسدَّت منافِذ الرؤيةِ عليه، إذ طبَعَتهُ ببنية مُغلَقة، وأحد علاماتِ انغلاقِهِ قطيعتهُ مع معطيات العلومِ الاجتماعية، التي تضيء الكثير من جوانِب الظاهرة الدينيَّة، فالدينُ بالنتيجة تلقيهِ، فهمه، توظيفه، مِن الإنسان، في جماعات، ضمن سياقات تاريخيّة. ولعلَّ أهم تلك العلوم هو علم النفس، إذ يحفُر في البنية المعرفيَّة والانفعاليَّة والسلوكيَّة للفرد المُتدين، وفي انعكاسات المنظومات الدينية على تلك البنية، والنقدي مِنه يذهب إلى البنى الأعمِق، إلى رسابات السُلطة، بعقليَّة دينامية جدليَّة، لتكريسِ القيم الأساسيَّة: العدالة والحريَّة والحُب والعقل، في حياة الإنسانِ والمجتمع. هُناكَ مفاهيم مركزيَّة في الخطابِ الديني: الدين، الإيمان، الأخلاق، الإله، الروحيَّة، تُستَعمَل بتبسيطيَّة مفرطة، ولتلك التبسيطيَّة عواقِب وخيمة، ولذلك جاء هذا الكتاب لبحثِ جملة من المفاهيم بأدوات نفسيَّة نقديَّة، لتحقيقِ فهمٍ أدق وأعمَق بتلك المفاهيم.