هناك عدة سيناريوهات أفضلها تعزيز العقوبات الاقتصادية والسياسية بما فيها سحب او تقليص التمثيل الدبلوماسي الأوروبي مع إيران، فضلا عن تشديد حزام العقوبات الاقتصادية حول إيران، وهذا سيمثل تحديات واقعية للعراق اولا ودول الخليج العربي ثانيا، ناهيك عن تركيا واذربيجان وباكستان فضلا عن الصين والهند…
ما بين أساطير التاريخ وفنون القتال الأحدث.. تبدو القراءة الأولية للرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق تدور في المحاور التالية :
اولا: الصراع بين الرغبة الإيرانية الردع النووي المتبادل مع إسرائيل ودخول نادي الأمم النووية الصغيرة… لكن المعادلة انتقلت من استخدام الازمة الإيرانية في الانتخابات الأمريكية الى قواعد اشتباك تصاعدية توازي الضغوط الدبلوماسية التي تجعل الشرق الأوسط على حافات الهاوية.
ثانيا : كيف سيكون الرد الأمريكي متعدد المراحل قبل وما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟؟
ياتي الرد في تصريح الرئيس بايدن عي الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل والرد الصارم على ما وصف بالعدوان الإيراني.
اما كيف.. هناك عدة سيناريوهات أفضلها تعزيز العقوبات الاقتصادية والسياسية بما فيها سحب او تقليص التمثيل الدبلوماسي الأوروبي مع إيران.. فضلا عن تشديد حزام العقوبات الاقتصادية حول إيران.. وهذا سيمثل تحديات واقعية للعراق اولا ودول الخليج العربي ثانيا.. ناهيك عن تركيا واذربيجان وباكستان فضلا عن الصين والهند.
وتطبيق مثل هذه العقوبات الاقتصادية والسياسية يتطلب وجود مباشر للاساطيل الأمريكية فضلا عن نشاط دبلوماسي مباشر أيضا في هذه الدول التي منها ما هو منافس للسياسات الأمريكية مثل الصين وروسيا الاتحادية.. او وجود أجنحة مسلحة موالية للحرس الثوري الإيراني في الشرق الاوسط.. مقابل تبادل اقتصادي كبير بين إيران ودول الخليج العربي وتركيا وبعض جمهوربات الاتحاد السوفيتي السابق.. مثل هذه التحديات تتطلب مواقف بديلة أمريكية.. لان مسألة اصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات اقتصادية على إيران وفق الفصل السابع سيكون بمواجهة حق النقض الروسي والصيني.. وهذا يعني احتمال صدور قرار دولي باهت.. فيما تمضي واشنطن ولندن ودول الاتحاد الأوروبي لوضع قرارات مشابهة لقرار ٦٨٧ الذي فرض عقوبات على العراق بعد احتلال الكويت بشكل احادي.. وتوظيف الكتلة النقدية للدولار واليورو في فرض مثل هذه العقوبات .
ثالثا.. سيترك الرد العسكري للقوات الإسرائيلية.. أما كيف سيكون الرد.. أيضا هناك عدة سيناريوهات.. أبرزها ان إسرائيل ستضغط لاستقبال كل تقنيات وتسليح ممكنة في جسر جوي غير محدود ثم تقوم باعادة سيناريو الحرب على أكثر من جبهة في ضربات متعددة الاتجاهات تبدأ بجنوب لبنان ثم سوريا والعراق واليمن.. في رد اعتبار أولى.. وربما سيكون ضمن القوات التي تطبق هذه الضربات وسائل عسكرية أمريكية واَوروبية من الناتو وقوات القيادة المركزية الأمريكية في قواعدها المنتشرة حول إيران والشرق الأوسط… مثل هذه الضربات ربما تتفادى الضربات المباشرة داخل الأراضي الإيرانية.. بانتظار ردود أفعال إيرانية وصولا إلى حرب المسيرات والصواريخ فائقة السرعة المتجهة من إيران نحو إسرائيل وبالعكس.
رابعا.. كيف ستكون ردود أفعال دول الشرق الأوسط؟؟
خليجيا.. ستحاول الابتعاد عن الرد العسكري المباشر والمشاركة والتفاعل مع الخدمات اللوجستية إضافة إلى الالتزام باي نموذج للعقوبات الاقتصادية والسياسية التي تفرض من واشنطن والاتحاد الأوروبي.
باكستان ودول الاتحاد السوفيتي السابق ستكون امام حزمة من المساعدات والعقود الخليجية لتعويض خسائرها من مقاطعة السوق الإيرانية كذلك سيعرض ذلك على تركيا وربما على الصين الضامن الدولي للاتفاق السعودي الإيراني.
وايضا ستكون هناك مطالبة بضبط اسعار العملات والنفط بما يؤدي إلى انخفاض نسبي في اسعار النفط بوجود فائض خليجي في السوق الدولية.
خامسا :ما السيناريو المقابل؟؟
هناك فجوة ما بين وقائع اليوم والانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وشتان بين الحالتين.. فرضيات التصعيد.. مقابل الحرب منضبطة الشدة.. إدارة الازمة متعددة الأطراف.. تجعل أكثر من طرف يتحدث عن انتصارات هنا أو هناك.. لكن بالعودة الى مضمون معركة هرمجدون.. لا اعتقد ان زمان هذه المعركة قد اعلنته رشقات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل.. بل اعلان إيراني للتطبيق الردع النووي.. وتجاذب متبادل لعض الأصابع.. ومن يحاول الغاء الحرب منضبطة الشدة.. لذلك نبقى نسمع طبول الحرب والقربان المقدم من شعوب المنطقة.. على محك الوصول إلى الردع النووي المتبادل بين إيران وإسرائيل.
كلما تقدم.. مجرد سيناريوهات لقراءة أولية لما بعد رشقات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل… فالكل دوليا لهم حساباتهم.. والخاسر الوحيد هي شعوب المنطقة في شرق أوسط سرعان ما تنتهي حروبه المقدسة.. إلى طاولة المفاوضات للتحدث عن مصالح دولا إقليمية وليس شعوب المنطقة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!
المصدر : https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/38576