تقديم :
يعتبر النظام الاسري من النظم الاجتماعية القديمة في المجتمعات، والتي يتم تنظيمها من خلال نظام الزواج الذي هو العصب الأساسي الذي تستقيم به حياة الأسرة، لذا هو يكتسي أهمية بالغة في حياة الأفراد، وعلى الرغم من التطورات والتحولات التي طالت الحياة الاجتماعية فإن نظام الزواج يحاول أن يظل صامدا بأركانه وشروطه، وعلى الرغم من محاولات الصمود هذه إلاّ أنّ نظام الزواج في المجتمع الجزائري يخضع كغيره من الأنظمة الاجتماعية لمجموعة من التأثيرات والتغييرات افرزتها الممارسات الاجتماعية والعادات والتقاليد والأعراف، ونتيجة لإرهاصات المجتمع الجزائري التي باتت تتدخل في توازن وتحوّل نظام الزواج والعلاقات الزوجية ومرد ذلك إلى إفرازات تغييرية للبناء العلائقي الاسري والاجتماعي، فالمستقرئ لواقع الزواج في المجتمع الجزائري يجده يحاول أن يبقى صامدا أمام الكثير من التحديات والتغييرات على عدة مستويات، هذه التغييرات التي أفرزتها الممارسات الاجتماعية وتراكمات العادات والتقاليد والأعراف الشعبوية القديمة المبنية على أسس لامعيارية سوسيو ثقافية وسيكو اجتماعية باثولوجية، والتي باتت تتدخل في تحوير وتحويل نظام الزواج والعلاقات الزواجية عن دورها الحقيقي وزعزعة بنائه الذي في أصله بناءا شرعيا وأخلاقيا سويا بريء من الضبابية الاجتماعية والثقافية والسيكوباثولوجية، ومردّ ذلك كله إلى إفرازات تغييرية للبناء العلائقي والأسري والاجتماعي. ومن هنا جاءت إشكالية الملتقى لرصد ملامح نظام الزواج في المجتمع الجزائري، والتأكيد على أهمية التغييرات التي ساهمت في رسم صورة النظام الزواجي، ومحاولة معرفة أثر المشكلات على هذا النظام وكذا كشف النقاب والتعرف على الطقوس المجتمعية والثقافة للمجتمع الجزائري للزواج. وقد بنيت إشكالية الملتقى بهدف دراسة محكات ومعايير الاختيار الزواجي، والتعرف على أنماط وأشكال الزواج بالمجتمع بين التشريع الإسلامي والبعد الاجتماعي والثقافي والقانوني، مرورا بالتعرف على كل أنواع طقوس الزواج، ووصولا الى دراسة العلاقات الزوجية والتطرق لجودة الحياة الزوجية، ومفاهيم الرضا الزواجي، وابعاد التوافق في العلاقات الزوجية.