أحمد الصَّبـــــاغ
مقدمة
لم يشهد العالم لحظة تواصل بين البشر كما هو الحال في العقود الأخيرة، تحديداً منذ ظهور الإنترنت واتساع عالمه الكبير الذي ضم بين جنباته ملايين من البشر، صيغت بينهم علاقات جديدة تختلف جذرياً عما كان عليه الوضع قبل وجود الشبكة العنكبوتية.
أسهم الإنترنت الذي يُعد إحدى مميزات ثورة الاتصالات في تشكيل فضاء جديد هو الفضاء الرمزي، الذي أدى إلى تشكيل علاقات تتجاوز الإطار المكاني والتفاعل المباشر وجهاً لوجه، وشكل مستخدموه- خاصة الذين تجمع بينهم اهتمامات مشتركة- جماعات يطلق عليها المجتمعات الافتراضية.
ظهرت المجتمعات الافتراضية في بدايتها من جراء احتياجات التعليم واستخدام تكنولوجيا الحاسوب والاتصالات الرقمية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي لتحقيق أغراضها التعليمية بطريقة ما، ثم انبثق بعد ذلك ما عرف بالمجتمعات الشبكية مع أوائل التسعينيات، حيث تطورت في شكل جماعات معروفة بين مستخدمي تكنولوجيا الإنترنت تشترك في الخصائص والاحتياجات والمهارات، وامتلكت وسائل اتصال رقمية وبرمجيات متشابهة، وانتشرت هذه المجتمعات الرقمية بشكل كبير مع انتشار تكنولوجيا الويب خصوصاً تكنولوجيا الدردشة / المحادثة، التي تدعم اليوم كثيراً من المجتمعات الافتراضية على نطاق واسع، كما دفعت الثورة المعلوماتية إلى تقليص التباعد الجغرافي، وهو ما أتاح الفرصة للاتصال بين أفراد يقفون على مسافات متباعدة، ويجمع أفرادَها نوعٌ من الإحساس بالولاء والمشاركة.
مع الوقت زادت أعداد ذلك الجيل الملقب بـ(جيل جوجل) (Google generation)، وهو الجيل الذي ولد بعد عام 1993، وتميز عن الجيل السابق عليه بامتلاكه قدرات استخدام محركات البحث، بشكل فعال وسريع للغاية، وكذلك التصفح بنفس الكفاءة لمواقع الشبكات الاجتماعية، ومواقع مشاركة المحتوى والروابط والمصادر، وغيرها من المواقع المتاحة على الإنترنت، لإرضاء احتياجاته من المعلومات.
رابط المصدر: