ملخص :
تميز مفهوم الدولة بشكلها البسيط باحتكار السلطة بيد فئة حاكمة تهيمن على جميع السلطات القابضة على زمام الأمور بشكل تام الا ان في بداية القرن السادس عشر ضهر عاملان أخذا يضغطان بشكل كبير على هذا النمط يتركز في اسلوبين. أولهما: تنامي الوعي والنهوض الفكري لدى الشعوب وعدم رضوخها للسلطات المستبدة، والثاني: حصول التطورات الاقتصادية والاجتماعية وتشعب وتنوع حاجات المجتمع مما أصبح من المتعذر أن تقوم السلطة المركزية من إشباع تلك الحاجات. ويمكن إضافة عامل آخر الا وهو التمايز والتحيز في توزيع وتلبية حاجات سكان الأقاليم بصورة متساوية وعادلة واستدعى هذا التطور ان تضطر الحكومة المركزية في التخلي عن بعض سلطاتها وصلاحياتها لصالح الإدارات المحلية كالأقاليم او المحافظات، وبناء عليه تباين نوع الدول فإذا كانت هناك سلطة واحدة في المجتمع فهي حكومة مركزية، أما إذا كان الى جانبها سلطات محلية اخرى فهي حكومة لامركزية . باختصار فأن المقصود باللامركزية هو توزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وبين هيئات محلية وبمعنى آخر ان اللامركزية تؤدي الى نقل السلطة في اتخاذ القرارات الى اجهزة محلية, وقد تعددت انواع اللامركزية فمنها اللامركزية السياسية واللامركزية الإدارية ,واللامركزية الإدارية المطلقة التي اخذ بها الدستور العراقي بالنسبة الى المحافظات الغير المنتظمة في اقليم.