إعداد :عبد الواحد بلقصري باحث بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل
تحديد مفاهيمي :
السياسة العامة أو السياسات العامة هي الدليل الذي يحدد المبادئ للإجراءات التي تتخذها السلطات التنفيذية الإدارية لـلدولة[1]، وذلك فيما يتعلق بالقضايا التي تتماشى مع القانون والأعراف المؤسساتية، وبشكل عام، يتمثل أساس السياسات العامة في مدى الالتزام بالقانون الوطني الدستوري الأساسي ذي الصلة وكذلك لتنفيذ التشريعات، كذلك تشمل الأسس الأخرى كلاً من التفسيرات والأنظمة القضائية والتي يتم اعتمادها بشكل عام من خلال التشريعات. وفي هذا السياق تبرز لنا المفاهيم التالية :
1.البيئة مفهوم يعرف تطورا في تعريفاته:
التعريف اللغوي ان لفظ البيئة في اللغة العربية اسم متشق ياء-يوء-بواء و مباءة ونظرة سيعة في معاجم اللغة يبين ان هذا الفعل قد استخدم في اكثر من معنى ومن هذه المعاني: الاعتراف بالذنب و الاقرار به فيقال باء له بدنبه اي اعترف له بذنبه وباء ندم فلان اي اقربه. وفي معجم روبير البيئة هي مجموع الظروف الطبيعية و الثقافية و الاجتماعية القابلة للتأثير في الكائنات الحية و الانشطة الإنسانية؛ وفي اللغة الانجليزية جاء بمعجم تحت كلمتين؛ انها مجموعة الظروف الطبيعية التي يعيش بها الانسان .اما التعريف الاصطلاحي فلقد عرفها مؤتمر الامم المتحدة للبيئة الذي عقد في ستوكهلم عام 1972 البيئة بانها رصيد الموارد المادية و الاجتماعية المتاحة في وقت ما لاشباع حاجيات الانسان وتطلعاته اما البيئة بمعناها الشامل فتعرف بانها مجموعة الظروف الخارجية الطبيعية و المؤترات التي تؤتر في كيفية حياة و تطور ما يعيشه في ظل هذه الظروف .[2]تستمد كلمة استراتيجية من الكلمة اليونانية والتي تعني الدهاء في المناورة العسكرية لتحليل العدو المبالغة او المفاجأة للعدو للتحقيق النصر. وظهر مصطلح الاستراتيجية في القرن التاسع عشر على يد هناريس في العلوم و الفنون العسكرية وانتقل المصطلح في القرن العشرين من دهن القائد العسكريين الى الدراسات الاكاديمية وبدء مرحلة جديدة في التنظير والتوثيق لهذه الوسائل او الاسلوب و المقصود بالاستراتيجية هي الخطة التي يقوم بوضعها للتكيف مع العالم المحيط بنا حتى تتمكن من المحافظة على سير العمل او تعرض على انها مجموعة القرارات والنشاطات المتعلقة باختيار الوسائل و الاعتماد على الموارد من اجل تحقيق الهدف . وجدير بالذكر أن “البيئة لا تحدد الطبيعة لوحدها، كما أنها لا ترادف الجغرافيا المادية أو علم البيئة، بل تشمل جميع العلاقات المتبادلة بين الإنسان والمجتمع والعناصر المادية للطبيعة”.[3]
إن النظرة الأولية لتركيبة مصطلح السياسة البيئة تكشف عن المزاوجة التي يختزله المصطلح والمكونة من كلمتين بدلالتين وعمليتين يرتبط جزؤها الأول بالسياسات العامة والثاني بمفهوم البيئة حيث يحيل جزؤها المرتبط بمصطلح البيئة للبعد البيئي ” الأنظمة البيئية ” إلى جانب البعد الاجتماعي ” جودة الحياة ” البعد الاقتصادي ” إدارة الموارد “.
فيما يصل جزؤها المرتبط بالسياسات على مسار الإجراءات أو المبادئ المتبناة أو المقترحة المتداول بخصوصها من لدن الدولة ” الحكومة ” بهدف إيجاد حل للمشاكل الناتجة عن التأثير البشري على البيئة والذي ينعكس بالضرورة على المجتمع وعلى الطبيعة من خلال تأثيره على الصحة الجيدة والبيئة النظيفة والخضراء وتشتمل على القضايا البيئية التي تتناولها السياسة البيئية بشكل عام[4].
شاع استعمال لفظ البيئة في مجالات وميادين عدة فأصبحنا نسمع عن ” البيئة الحضرية ” و ” البيئة الاجتماعية ” و ” البيئة الا طبيعية ” إلى غير ذلك حتى خلنا أن هذه الكلمة مرتبطة بجميع مجالات الحياة ولقد شاع استخدام لفظ البيئة حيث أصبحت مرتبطة بجميع مجالات الحياة وبالرغم من ذلك فإن المفهوم الدقيق للكلمة ما يزال غامضا للكثير لاسيما انه ليس هناك تعريف واحد محدد يبين ماهية البيئة ويحدد مجالاتها المتعدد .
1.1 البيئة بين اللغة والإصلاح
البيئة في اللغة مشتقة بوأ وهي في اللغة تأتي بعدة معاني نذكر منها ما لي المنزل أو الموضوع يقال تبوأت منزلة أي نزلته وبوأ له منزلا و بوأوه منزلا هيأه ومكن له فيه كما تعني في معنى ثاني الرجوع والاعتراف ويقال باء بحقه أي اعترف به وتعني أيضا التساوي والتكافؤ يقال باء دمه بدمه بواءا أي عدله وفلان بوأ فلان أن كافأه أن قتل به ولفظ البيئة من الألفاظ الجديدة في اللغة الفرنسية حيث أدخله معجم لاروس ضمن مفرداته عام 1972م ليعبر عنه مجموعة العناصر الطبيعية والصناعية التي تلزم حياة الإنسان[5]. ويعرف معجم اللغة الفرنسية le petit robert البيئة بأنها مجموعة الظروف الطبيعية عضوية وكيميائية إحيائية والثقافية والاجتماعية، القادرة على التأثير على الكائنات الحياة و الأنشطة الإنسانية أما المجلس الدولي للغة الفرنسة فيعرف البيئة بأنها مجموعة العوامل الطبيعية والكيمائية و الحيوية والعوامل الاجتماعية التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر حالا أو مقبل على الكائنات الحية والأنشطة الإنسانية ويكأد الباحثون أن المعنى اللغوي لكلمة للبيئة يكاد يكون واحدا في مختلف اللغات فهو ينصرف إلى الوسط الذي يعيش فيه الكائن الحي بوجه عام كما ينصرف على الظروف التي تحيط بذلك الوسط أيا كانت طبيعته ظروف طبيعة أو اجتماعية أو بيولوجية والتي تأثر على حياة ذلك الكائن ونموه وتكاثره .
ولا تشمل البيئة فقط ما هو طبيعي كالماء والهواء والتربة وأشعة الشمس بل تضم أيضا ما هو ثقافي أو حضاري وسياسي واقتصادي ويمكن تقسيم البيئة وفق توصيات مؤتمر ستوك هولم إلى ثلاث عناصر البيئة الطبيعية:
وتتكون من أربعة نظم مترابطة ارتباطا وثيقا وهي الغلاف الجوي والغلاف المائي اليابسة والمحيط الجوي بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن ومصدر للطاقة بالإضافة النباتات والحيوانات.
- البيئة البيولوجية: وتشمل الإنسان الفرد وأسرته ومجتمعه وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءا من البيئة الطبيعية[6] .
- البيئة الاجتماعية: ويقصد بها ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره والذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء مع أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما أم بين جماعات متباينة أو متشابهة معا و حضارة في بيئات متباعدة وتألف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء كما أن هناك مجموعة من القوانين عملت على إعطاء تعريف للبيئة منها القانون المغربي 12.03 المتعلق بدراسة التأثير على البيئة بحيث عرف البيئة بأنها[7]:” مجموعة من العناصر الطبيعية و المنشآت البشرية و العوامل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي تساعد على وجود و تغيير و تنمية الوسط الطبيعي و الكائنات الحية والأنشطة البشرية “
أما مصطلح البيئة فقد تعددت واتسع مفهومه حيث أنه يستخدم كثيرا على كافة المستويات العلمية مما أدى اكتسابه لمفاهيم متعددة بتعدد العلوم الإنسانية مما جعل البيئة من أكثر المفاهيم العلمية تعقيدا وأقلها فهما على الرغم من أنه أكثرها تداولا وأهمية وتأثيرا في مستقبل حياتنا[8].
وتعد كلمة البيئة بمعناها الاصطلاحي من الألفاظ الدخيلة في اللغة الفرنسية فلم تعرفها المعاجم الفرنسية إلا بعد عام 1972م إثر عقد مؤتمر ستوك هولم الذي نبه فيه لأول مرة لخطر التلوث المحدق بالبيئة بعدما كان مصطلح الوسط البشري milieu humain هو المتداول ليدخل مصطلح البيئة ضمن مفردات معجم اللغة الفرنسية grand larousse la عام 1972م ليراد به مجموع العناصر الطبيعية و الصناعة الازمة لحياة الإنسان وقد وردت العديد من التعريفات الاصطلاحية للبيئة ضمن المعاجم الأجنبية حيث نجد مصطلح البيئة في الإنجليزية environnement يدل على الظروف و الأشياء المحيطة بالإنسان والمؤثرة في نمو و تطور الحياة كما يستخدم للتعبير عن حالة الهواء و الماء و الأرض و النبت و الحيوان[9] و الظروف المحيطة بالإنسان كافة كما يراد به مجموع العوامل التي تؤثر على نمو و تطور الكائن الحي .
وتعرف البيئة في الاصطلاح العلمي بأنها : ” ذلك الحيز الذي يمارس فيه البشر مختلف أنشطة حياتهم وتشمل ضمن هذا الإطار كافة الكائنات الحية من حيوان و نبات والتي يتعايش معها الإنسان ” كما يعرف علم البيئة الحديثة الإيكولوجية البيئة بأنها الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان بما يضع من ظاهرة طبيعية و بشرية بها ويؤثر فيها ولقد أوجز إعلان مؤثر البيئة البشرية الذي عقد في ستوك هولم عام 1972م مفهوم البيئة بأنها كل شيء يحيط بالإنسان فيما يعرفها المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة البيئة على أنها مجموعة الموارد الطبيعية و الاجتماعية المتاحة في وقت معين من أجل إتباع الحاجات الإنسانية .
كما تصطف مصطلحات أخرى تعبر بشكل أو بآخر عن معنى البيئة كمصطلح السكن الذي يطلق على الاستيطان أو المكان الطبيعي للكائن الحي و المصطلح إيكولوجيا التي تطلق على فرع من فروع علم الحياة والذي يعبر عن العلاقة بين الكائنات الحية و بيئتها و عموما فإن تلك المصطلحات تختلف استنادا للاستخدام، فعلى سبيل المثال يطلق مصطلح بيئة الكائنات الحية الدقيقة.
اذن؛ إن البيئة هي مستودع الموارد والخزان الشامل لعناصر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة، وتتجلى في الأنظمة المائية والهوائية والتربة والمراعي والغابات والكائنات الحية والأنظمة الإيكولوجية الداعمة للحياة في هذا الكوكب، آما تمثل البيئة المحيط الطبيعي الذي تعيش فيه الكائنات الحية المختلفة في حالة توازن يضمن استمرارية عيشها وإنتاجها بما يخدم الإنسان وحاجياته الأساسية، ويتبع ذلك بالضرورة المحيط البيئي الناتج عن أنشطة الإنسان الاقتصادية والاجتماعية. والحال أن البيئة تتعامل مع مزيج من العناصر الطبيعية (مجال القوى الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية) والعناصر الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل الإطار والظروف المعيشية للفرد والسكان والمجتمع المحلي على مستويات مجالية مختلفة.[10]
بما أن عناصر البيئة هي المورد الأساسي لأنشطة الإنسان وحضارته، فينبغي التبصر في استغلالها وترشيدها ومراعاة محدودية قدراتها الإنتاجية والاستيعابية بما يضمن رفاهية الأجيال القادمة واستمرارية الحضارة الإنسانية، ولذلك فهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المؤسسات الحكومية في رسم السياسات ووضع القوانين والتشريعات اللازمة للمحافظة على سلامة وفاعلية الأنظمة البيئية وحمايتها من التلوث والتدهور.
يشمل مفهوم البيئة العديد من البيانات؛ كالمواد الكيميائية والعوامل الفيزيائية وأسلوب الحياة والسلوكات بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والثقافية كالأسرة والمجتمع والعوامل النفسية والاجتماعية.[11]
2.1 في سوسيولوجيا البيئة والسياسة البيئية:
نستيطع أن نلتمس في حقل علم الاجتماع بعض جوانب اهتمام علماء الاجتماع بالبيئة بدءا من اسهامات إميل دوركايم E. Durkheim في دراسته للمجتمع، بحيث اعتبر المورفولوجيا الاجتماعية أحد الفروع الأساسية التي ينقسم إليها العلم، ومن تم قسمها إلى مبحثين؛ هما على التوالي دراسة الأساس البيئي للتنظيم الاجتماعي ودراسة الظواهر السكانية كالكثافة والحجم والتوزيع المكاني، ولاحقا ستبرز دراسات كثيرة في علم الاجتماع ستجعل من قضايا البيئة موضوعا لها، على غرار دراسة فريدريك لابلاي عن أصول الأسرة وميزانياتها بين البيئة وشكل نمط الأسرة التي تتأثر دوما بأشكال النشاط الاقتصادي السائد، ثم دراسة هربرت سبنسر H. S التي مثلت أعماله مرحلة متقدمة في الايكولوجيا البشرية بحيث نظر إلى الكائن الحي والمجتمع على أساس التفاعل بين كل منهما والبيئة التي يوجد فيها، ولاحقا ستتضح اهتمامات ليستر وارد في البيئة حينما ميز في النسق الاجتماعي بين النشأة والتطور التلقائي للبناءات والوظائف الاجتماعية وبين العمل الإصلاحي المقصود والواعي.[12]
يؤكد ماكس فيبر على أن مشكلة البيئة كانت دائما قضية مشتركة بين كل علماء الاجتماع والعلوم الأخرى، وسعى لمناقشة أفكار عالم الكمياء الشهير ولهام أوستوالد حول الطاقات الاجتماعية ومدى تاثيرها على تطور الجنس البشري وكيفية تكوين البيئة الطبيعية لهذه الطاقة، بإيجاز فتصورات فيبر حول التغيير والثقافة والاقتصاد والدين والسلطة والتنظيم والتعليم وغيرها، كانت تؤكد العلاقة المتبادلة بين التنظيم الاجتماعي والبيئة التي يوجد فيها في الواقع.[13]وفي وقت لاحق من تقدم الاهتمام السوسيولوجي بالبيئة، ستظهر اسهامات السوسيولوجي الأمريكي روبرت بارك لتبصم لحظة معرفية مهمة من مسار تطور البحث السوسيولوجي العالمي؛ وهي لحظة مدرسة شيكاغو (الجيل الأول)، وعليه فقد برز اهتمام روبرت بارك من خلال مقال بعنوان “المدينة The City” وعمله المشترك مع ارنيست برجس الذي ركز فيه على عدد من المفاهيم السوسيولوجية والأيكولوجية كالتفاعل الاجتماعي، التواصل، العمليات الاجتماعية، التنافس، التعاون، الصراع.. إلخ، وهذه المفاهيم هي من مهدت وهيأت لظهور ونشأة علم الاجتماع البيئي.[14]
كما تجدر الإشارة إلى “أن استخدام مفهوم البيئة في الدراسات السوسيولوجية لم ينل الاهتمام المطلوب على خلاف الدراسات السيكولوجية والاقتصادية والإعلامية، ويرجع ذلك إلى امتلاك علم الاجتماع لعدد كبير من المفاهيم المحددة والتي يحتويها مفهوم البيئة سواء كانت البيئة الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها”،[15] غير أنه نعثر عند رواد العلم الاجتماعي الأوائل على بعض ملامح الاهتمام الضمني بالمفهوم، ومثال هذه الدراسات يتمثل في ما كتبه إميل دوركايم وماكس فيبر وكارل ماركس، حيث انطوت أعمالهم على البعد البيئي، وأولى ملامح هذا الاهتمام كما قلنا نعثر عليها في التحليلات الداروينية الاجتماعية وتصوراتها المختلفة لفكرة الطبيعة الحيوانية واستمرار أفضل الأنواع والسلالات بفضل سيطرتها وتكيفها مع البيئة الإيكولوجية.[16]
وإستنتاج القول فعلم اجتماع البيئة يدرس العلاقات المتبادلة بين المجتمعات وبيئاتها من ناحية تأثير المجتمعات على بيئتها ومن ناحية تأثير البيئة على المجتمعات، في العلاقة بأنماط العيش وخبرة الحياة اليومية وقضايا المناخ وأشكال التفاعل الاجتماعي.[17]
وفي مدرسة شيكاغو بدا علماء الاجتماع في تناول قضايا البيئة في علاقتها بالمدينة الميتروبولية، بحيث يسترشد هؤلاء في تحليل ظواهر المدينة بعناصر نظرية تستل مناهجها وقيمتها من البيئة ومن ما سماه روبرت بارك بالإيكولوجية الحضرية. ومن دوافع اهتمام علماء الاجتماع بالبيئة نجد الحركات الاجتماعي الحضرية، التي كانت تستأثر باهتمام هؤلاء الباحثين.[18] ومن بين ما استأثر اهتمام علماء الاجتماع نذكر أيضا السياسات البيئية والاستجابات المؤسسية لها، ذلك أن ما ساهم بشكل كبير في جعل الاجندة الاجتماعية للبيئة بمثابة تفاعل بين الطبيعة والمجتمع وفي نفس الوقت ظهور الحركات الاجتماعية.
3.1 البحث السوسيولوجي الجديد حول البيئة وسياساتها
كانت المجتمعات الغربية وتقاليدها العلمية، المستوحاة من علوم جاليلي ونيوتون، تفصل دائما بين عناصر المجتمع وعناصر الطبيعة لدراسة كل واحد منها بشكل مستقل. وعندما أصبحت البيئة تتعرض للضرر الناتج عن الأنشطة الإنسانية[19]، جعلت هذه الهوة في موضع تساؤل وتشكيك، وبذلك تمكن المفكرون من ربط الاهتمامات البيئية بالقضايا الاجتماعية، مثل التكنولوجيا والسكان والنظم المدرسية والطبية وبشكل أعم حدود الحضارة الصناعية ونظام قوتها وتقنياتها. وازداد الاهتمام منذ أن دخلت البيئة المشهد السياسي والإعلامي والمدني والاقتصادي، وهذا يعني في المجال الاجتماعي، ومن تم أصبحت بالضرورة موضوع دراسة لعلماء الاجتماع.
منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي، تم تنظيم العديد من التظاهرات الكبرى في إشارة إلى الضرورة الملحة للإنسانية لتكريس نفسها لمسألة البيئة، ونعثر في هذا الإطار على بعض الأعمال التالية، على غرار أعمال كارسون وتقرير ميدوز ثم بروندتلاند. ويلي ذلك لاحقا كل من Dunlap و Catton باعتبارهم أول الرواد الرئيسيين في تأسيس سوسيولوجيا البيئة في صيغتها المعاصرة، وفي هذا السياق يقول كل من كاتون ودانلوب أننا ندرك أن البيبئة الفيزيائية الحيوية موجودة وأننا نعتد عليها، إنهما يفتحان الباب أمام علم اجتماع بيئي يعتبر ان العالم الطبيعي (الفيزياء الحيوية) يفرض قيودا واكراهات، فمسألة علم الاجتماع ليست مسألة حتمية تفسيرية بل يجب ان تدمج العالم الطبيعي كمكون مما تصبح عليه المجتمعات الإنسانية، لذلك يريدان أن يضطلع علم الاجتماع بمكانة متميزة ترتكز على الطريقة التي تتأقلم بها المجتمعات مع الطبيعة، وقد طور هذان الباحثان نموذجا جديدا منافسا في مجال علم الاجتماع أطلقا عليه الباراديغم البيئي الجديد NEP[20] يأخذ في الاعتبار ادخال الإنسان والمجتمع وكل الواقع الاجتماعي في عالم بيوفيزيائي.
2.السياسات البيئية وعلم الاجتماع السياسي
تشير السياسات البيئة إلى المجالات التي توجه فيها السياسات الحكومية أو الدولية نحو تحسين نوعية البيئة على المستويات الوطنية والإقليمية، لأن هذا المجال يعتبر واسعا فإن التركيز سينصب على استخدام آليات وتقنيات موجهة نحو تعزيز القدرات التشاركية والمؤسساتية لمعالجة القضايا البيئية بصورة فعالة، من خلال وضع سياسات بيئية فعالة.
تعرف السياسة البيئية أيضا على أنها جزء من السياسة العامة والضرورية لمستقبل إنسان أفضل، كما أن مهمة السياسة البيئة لا تنحصر فقط في معالجة الأضرار البيئية المتواجدة أصلا، وانما تتعدى ذلك للمطالبة بتجنب المشاكل البيئية وتحليل الأخطار الناجمة عنها قدر الإمكان، كما تسعى إلى إيجاد وتطوير الإجراءات الضرورية والفعالة لحماية صحة الإنسان وحياته من كافة أشكال التلوث.
كما يمكن تعريفها أيضا على أنها “: تلك الحزمة من الخطوط العريضة التي تعكس القواعد والإجراءات التي تحدد أسلوب تنفيذ الاستراتيجية البيئية، مع تحديد مهام المؤسسات والجهات والوحدات المختلفة المشاركة والمسؤولة عن نتائج هذه الاستراتيجية، وذلك من خلال الأوامر التشريعية الملزمة لكل من هذه الجهات وهي توضح أسلوب تقويم النتائج.[21]
1.2 مميزات السياسة البيئية
من أهم المميزات التي يجب أن تتصف بها السياسة البيئية ما يلي:
- الواقعية أي التعامل مع المشكلات البيئة والقواعد المنظمة لها بشكل ينبع من واقع هذه المشكلات،
- أن تعكس الأهداف البيئية المختلفة وعلى كافة المستويات الرسمية المحلية والعالمية،
- التوافق والتكامل والترابط بين مختلف السياسات المستخدمة في مجال الحفاظ على البيئة في كل المجالات الصناعية، الزراعية، السياسية …الخ،
- أن تكون مرشدة ومعدلة للسلوك البشري سواء على المستوى الفردي، أو الجماعي في القطاعات الاقتصادية أو الخدماتية أو في نواحي الحياة الاجتماعية الأخرى، بحيث تحقق القناعة بأهمية البيئة والحفاظ عليها،
- اعتمادها على أدوات مرنة واقعية قابلة للتنفيذ تعتمد في الأساس على الردع الذاتي والالتزام الطوعي وليس فقط أدوات الردع الرسمية،
- وجود أطر تشريعية تدعم هذه السياسات وتعطي لها الاستمرارية وآليات التنفيذ والمتابعة مع وضع قواعد لمواجهة عدم الالتزام، على أن تراجع هذه التشريعات بصفة دائمة لتنفيذها بما يفسر التطبيق العملي للسياسات البيئية مع عدم إصدار تشريعات جديدة قد تتضارب أو تتكرر مع تشريعات قائمة.[22]
لتحقيق سياسة بيئية ناجحة لابد من توفرها على مجموعة من الاهداف المؤطرة لها، ومن أهم الاهداف نذكر ما يلي:
- نقص الممارسات والأنشطة التي أدت إلى تدهور الموارد البيئة أو تقنين تلك الأنشطة، الشيء الذي يعالج مصادر التلوث وتخفيف أثاره قدر المستطاع؛
- مراعاة الاعتبارات البيئة في الخطط التنموية للقطاعات المختلفة، وتقييم الآثار البيئة في مختلف المشاريع خاصة الاقتصادية.
إن الدور الذي ينبغي على السياسة البيئة أن تلعبه مرتبط بشكل وثيق بالثقافة البيئية، ففي الوقت الذي تطمح فيه السياسة البيئية لحل المشاكل البيئية باستخدام آليات تقنية وادارية، تسعى الثقافة البيئة بالتوازن وباهتمام متزايد إلى إحداث تغيرات في طرق التفكير والسلوك البيئي عند الإنسان بحيث يتصرف كل فرد كأنه صاحب القرار.[23]
وبناء عليه فإن السياسة البيئية بارتباطها الوثيق بالثقافة البيئية لها أهداف جوهرية أساسية وأخرى ثانوية ويمكن حصر الأول في:
- إن حماية وحفظ صحة وحياة الإنسان هي التزام وواجب من المفروض أن يؤخذ بعين الاعتبار عند القيام بأي عمل من قبل الحكومة أو المجتمع.
- إن الحماية والتطوير المستدام للنظام الطبيعي والنباتي والحيواني وكافة الأنظمة الإيكولوجية في تنوعها وجمالها، ما هو إلا مساهمة رئيسية من أجل استقرار المنظر الطبيعي العام وكذلك حماية بالتنوع الحيوي الشامل،
- حماية المصادر الطبيعية كالتربة والمياه والهواء والمناخ والتي تعتبر جزءا رئيسيا من النظام البيئي وفي الوقت نفسه الأساس لوجود الإنسان والحيوان والنبات،
- حماية وحفظ الموارد والتراث الحضاري كقيم حضارية وثقافية واقتصادية للفرد والمجتمع.[24]
إذن السياسة البيئية الناجحة هي تلك السياسة التي تفتح الطريق أمام إحداث وعي وثقافة بيئية لدى المجتمع، ايضا هي التي تربط النظام الإيكولوجي بالنظام التعليمي، وتربط كلاهما بالنظام الاقتصادي ونظام السوق وتحترم وتشجع المسؤولية الذاتية لكل من نظام السوق والاستثمار، وتعمل على إزالة كافة أشكال البيروقراطية أمام التراخيص الهادفة لتخطيط مشاريع رفيقة للبيئة والإنسان أو تمكن المستثمرين والباحثين من الوصول إلى دراسة وفحص كل النظم واللوائح والمعايير التقنية المتواجدة، وتعطي الضوء الأخضر أمام إدخال آليات جديدة، وكذلك تتقرب من الشركات الصناعية عن طريق تقديم عروض للمشاركة في نظام جماعي مهتم بالبيئة واشراك المواطنين.
تتعدى مهمة السياسة البيئية في معالجة المشاكل البيئية، عن طريق المطالبة بتجنب المشاكل البيئية وتقليل الأخطار الناجمة عنها قدر الإمكان، كما تسعى جاهدة إلى إيجاد وتطوير الإجراءات الضرورة والناجحة لحماية الساكنة من مخاطر وأشكال التلوث[25].
2.2 أدوات السياسة البيئية
تهدف أدوات السياسة البيئية إلى ترشيد استغلال الموارد الطبيعية وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للمورد بحيث يؤدي إلى الاستفادة منه بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع مجالات النشاط، وتتعدد أدوات السياسة البيئية، ما بين أدوات اقتصادية، وسياسية وإعلامية وغير ذلك، وتعد الأدوات الاقتصادية من أكثر أدوات السياسة البيئية فعالية. وسنوضح ذلك فيما يلي:[26]
1.2.2 الأدوات التنظيمية
يعتبر التنظيم القانوني أكثر وسائل حماية البيئة انتشارا و قبولا في غالبية دول العالم خاصة الدول النامية، تتمثل الأدوات التنظيمية في الأوامر التي تصدر عن السلطات الإدارية المختصة بحماية البيئة والمتمثلة أساسا في المنع أو التصريح [ أفعل أو تفعل ]، وتدعى كذلك قيود التحكم والسيطرة عندما تكون مرتبطة بمصدر التلوث بحيث تحدد القيود كيف ؟ وأين يتم الحد من التلوث؟ تعتبر المعايير من بين الأدوات التنظيمية التي يتم استخدامها على نطاق واسع وتأخذ أربعة أشكال هي:
- معايير الإصدار او الانبعاثات: تعمل على تحديد كمية النفايات القصوى الملوثة (المعايير القصوى المسموح بها للنفايات الملوثة في مكان معين) مثال: وزن المواد القابلة للأكسدة التي يمكن رميها في الماء، حدود إصدار ثاني أوكسيد الكربون في مؤسسة ما، حد إصدار الضجيج …الخ.
- معايير جودة البيئة (نوعية البيئة أو المحيط): تضع هذه الأهداف النوعية العامة الواجب تحقيقها بناءا على قدرات الوسط، فهي إذا ترتبط بغايات محددة مسبقا يرجى بلوغها، بحيث تحدد المستوى.
- معايير خاصة بالمنتج: والتي تحدد وتوضح الخصائص التي يجب أن تتوفر في المنتجات التي يجب أن تتوفر في المنتجات لتقليص أثر استخدامها على البيئة مثل، تحديد نسبة الرصاص في البنزين، يستخدم هذا النوع من المعايير في مستوى التجارة الدولية.
- معايير خاصة بالطريقة: وهي تلك التي تحدد الطرق التقنية الواجب استعمالها في عملية الإنتاج واعادة التدوير، وفي التجهيزات المقاومة للتلوث.[27]
2.2.2 الأدوات الاقتصادية
على عكس الأدوات التنظيمية تعمل الأدوات الاقتصادية على إدخال أو الأخذ بعين الاعتبار الآثار الخارجية الناجمة عن المشاكل البيئية ، واهمال التكاليف الاجتماعية الناجمة عن الأنشطة الاقتصادية على قوى السوق أو آلية العرض والطلب وذلك من خلال التأثير على نفقة الإنتاج، تنقسم الأدوات الاقتصادية السياسية البيئية إلى ثلاث أصناف رئيسية، أولها يتعلق بتحديد تكلفة موارد البيئة، بينما يتعلق الثاني بدفع مقابل الجهود حماية البيئة، أما الثالث في إنشاء حقوق ملكية لهذه الموارد، وهناك أنواع عديدة للأدوات الاقتصادية منها الجباية البيئية التي يتم التركيز عليها على سبيل المثال لا الحصر.
3.2.2 الجباية البيئية
تحتل الجباية البيئية أو الجباية الخضراء التأثير الواسع من طرف صناع القرار السياسيين والاقتصاديين، ويعود ذلك إلى المزايا التي تتمتع بها هذه الأدلة خاصة وأنها تساهم في توفير إيرادات مالية إلى جانب الحفاظ على البيئة، للجباية البيئية دور هام في استدخال الآثار الخارجية الناجمة عن التلوث والأضرار البيئية، إضافة إلى الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تلعبه وذلك باعتبارها مكمل مهم بالنسبة للتشريع البيئي، تجعل الملوث يدفع ثمن الضرر والتلوث الذي يسببه ويعد ذلك من المبادئ الرئيسية للسياسية البيئية، تعمل على إعادة توجيه الموارد نحو السياسة البيئية.[28]
تعتبر الرسوم البيئية أحد أشكال الجباية البيئية، وتعبر هذه الأولى عن ” حقوق نقدية مقتطعة من طرف الحكومة إزاء استخدام البيئة” نقصد باستخدام كل نشاط يغير المحيط سلبا كالتلوث.[29]
4.2.2 أصناف الرسوم البيئية:
يمكن تصنيف الرسوم البيئية إلى ثلاثة أنواع والتي تتمثل في:
- الإتاوات أو الرسوم التحويلية وتعد مثلا لتغطية التكاليف الخدمات البيئية وإجراءات خفض التلوث، معالجة المياه [ إتاوة الاستهلاك ،] والتي يمكن أن تستخدم كنفقات بيئة متعلقة بالمياه.
- الرسوم الحاثة واسمها يدل عليها فهي موجهة لتغيير سلوك المنتجين أو المستهلكين.
- الرسوم البيئية الجبائية من بين أهم الأهداف الأساسية لتطبيق الرسوم البيئة والتي تعد مبررات استعمالها منطقية حسب ما يلي :
- اعتبارها وسيلة من مجموع وسائل الرسوم البيئية، أي سياسة فعالة تهدف إلى محاربةمصادر التلوث،
- زيادة الإيرادات الجبائية التي تستعمل في تغطية نفقات البيئة،
- استعمالها كوسيلة فعالة لإدماج تكاليف خدمات وأضرار البيئة مباشرة في أسعار السلع تطبيقا لمبدأ “الملوث يدفع” ولتحقيق التكامل بين السياسات الاقتصادية والسياسات البيئية من أجل الحفاظ على البيئة، وحث المنتجين والمستهلكين على تحسين وتعديل سلوكهم نحو استعمال الموارد المتاحة للاستعمال فعال في الحفاظ على البيئة.[30]
2.3 سوسيولوجيا السياسة ومسائل البيئة
إن تناول موضوع البيئة داخل علم الاجتماع لا يستقيم من دون الإشارة إلى علاقة ذلك بسوسيولوجيا السياسة، وبالسوسيولوجية السياسية للبيئة أيضا، وعليه وإثر المبادئ العام التي وضعها مؤسسو علم الاجتماع (دوركايم وفيبر وماركس)، من الأهمية بمكان فصل الجسم الاجتماعي عن بيئته الفيزيائية الحيوية، وهذا المفهوم يبني تدريجيا نموذجا لهذه العلوم، ويتميز ببعده الديكارتي والبعد الأنثروبولوجي على السواء، والذي يمكن تلخيصه بالمبدأ التالي: الإنسان سيد وممتلك للطبيعة، وهو ما يفرض عليه رؤية نفعية وتقنية للطبيعة واستخداماتها، ثم يتم تشكيل لمحة علمية على أساس نهج تقني علمي للطبيعة، يتكون حول الطبيعة/ الثقافة المشتركة.
وقد أظهر جون بول ديليج Jean-Paul Deléage كيف تميزت المسألة البيئية بهذه الرؤية ومدى صعوبة التفكير خارج نطاق الأنماط الأنثروبولوجية للتفكير، ويهتم هذا المفهوم بجميع العلوم الاجتماعية، وهو يعمل بذلك بشكل عام على بناء أشكال التأمل الاجتماعي والفلسفي في مسألة البيئة، لدرجة انه يبدوا من الصعب تحليلها، في فرنسا، تتساءل التيارات النظرية عن حدود الرؤية الأنثروبولوجية المحضة للعالم. إن موضوع البيئة ولاسيما في الاتجاهات الفكرية الانجلوساكسونية يقدم قيمة جوهرية للبيئة، بحيث يتم ربط البيئة بأشكال السلطة السياسية،[31] وبذلك يثيرون نقاشا أخلاقيا محضا حيال علاقة البيئة بالسلطة السياسية. وبذلك
[1] الفهداوي فهمي خليفة، السياسة العامة منظور كلي في البيئة والتحليل، دار المسيرة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2001: ص 33.
[2] كمال الدين حكيم وآخرون، البيئة في الدول النامية، مكتبة عين شمس، القاهرة، 1975، ص 6.
[3] Yvette Veyret, Richard Laganier, Helga-Jane Scarwell, L’environnement: Concepts, enjeux et territoires, Armand Colin, Paris, 2017.
[4] أحمد رشيد، علم البيئة، معهد الإنماء العربي، بيروت، 1981، ص 6.
[5] كمال الدين حكيم وآخرون، مرجع سابق ص 7.
[6] كما الدين حكيم وآخرون، مرجع سابق ص 6.
[7] القانون المغربي رقم 12.03 المتعلق بدراسة التأثير على البيئة.
[8] المعجم الوسيط، دار الحديث للطبع والنشر، بيروت، ص 57.
[9] Webstar’s third new internationally dictionary, voll, 1986,p 760.
[10] Yvette Veyret, Géo-environnement, sedes, coll campus, 1999. Dans: éduscol (geoconfluences.ens-lyon.fr)
[11] La notion d’environnement, dans: réseau environnement santé, jeudi 24 novembre 2016.
[12] ساعد هماش، سوسيولوجيا البيئة في ظل المدارس النظرية والاتجاهات المفسرة، مجلة الباحث الاجتماعي، العدد 13، 2017، ص 190.
[13] Boudes Philippe, L’approche de la sociologie de l’envirennement à l’analyse des modes de vie. Contextes et perspectives, september 2008.
[14] بشير ناظر حميد، دراسات في علم الاجتماع، دار نيبور للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، العراق، 2014، ص 25.
[15] عبد الرؤوف الضبع، علم الاجتماع وقضايا البيئة: مداخل نظرية ودراسات واقعية، دار الوفاء، مصر، 2004، ص 52.
[16] ساعد هماش، مرجع سابق، ص 190.
[17] Lionel Charles, Bernard Kalaora, Sociologie et environnement en France, l’environnement introuvable?, dans, Ecologie et Politique, n° 27, 2003, pp 31-57.
[18] Boudes Philippe, La sociologie de l’envirenement ; objets et démarches, Manuel de sociologie de l’environnement, july 2012, p 117-118.
[19] عبدالرحمان سيف سردار، التنمية المستدامة، دار الراية للنشر والتزوزيع، الأردن عمان، 2015، ص 15.
[20] Catton, and Dunlap, Environmental Sociology: A New Paradigm, The American Sociologist, 13.1, 1978, pp 41-49.
10 بودريع الصالحة دور السياسات البيئية في ردع وتحفيز المؤسسات الاقتصادية على حماية البيئة. مجلة اقتصاديات شمال افريقيا العدد 17ص125
[22]بودريع الصالحة دور السياسات البيئية في ردع وتحفيز المؤسسات الاقتصادية على حماية البيئة. مجلة اقتصاديات شمال افريقيا العدد 17ص110
[23] بودريع الصالحة دور السياسات البيئية في ردع وتحفيز المؤسسات الاقتصادية على حماية البيئة. مجلة اقتصاديات شمال افريقيا العدد 17ص116
[24] عبد الله الدبوبي وآخرون، الإنسان والبيئة: دراسة اجتماعية تربوية، دار المأمون للنشر والتوزيع، المملكة الأردنية الهاشمية، 2012.
[25] حسن شحاتة، التلوث البيئي فيروس العصر، دار النهضة العربية، القاهرة، 1999،ص 17.
[26] بوذريع صالحة، 2017: دور السياسات البيئية في ردع وتحفيز المؤسسات الاقتصادية على حماية البيئة، مجلة اقتصاديات شمال افريقيا، العدد 17، ص 98.
[27] بوذريع صالحة، 2017: نفس المرجع السابق، ص 99.
[28] بوذريع صالحة، 2017: نفس المرجع السابق، ص 100، 101.
[29] عبد الباقي محمد، 2009: مساهمة الجبائية البيئية في تحقيق التنمية المستدامة، ص 85.
[30] عبد الباقي محمد، 2009: نفس المرجع السابق، ص 86، 87.
[31] Corinne Beck, Yves Luginbuhi, Tatiana Muxart, Temps et espaces des crises de l’envirennement, Editions Quae, 2006, 416 p.
.
رابط المصدر: