اعداد : يوسف قحطان نعمة الصحاف – اشراف : د. محمد الغريفي
المقدمة :
اولا : اهمية البحث : تبرز أهمية الموضوع قيد الدراسة والبحث من قيمة دول الخليج العربي و العراق وموقعهما الجيو استراتيجي بالنسبة للصين ومشروعها الاستراتيجي المتمثل بطريق الحرير
لذلك تندفع العلاقات الصينية مع دول الخليج العربي والعراق بالارتقاء إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وفقا لهذه الرؤية يمكن أن نتصور مشروع بطريق الحرير الاستراتيجي تجاه منطقة الشرق الأوسط، فنظرا لأنها منطقة تعد جزءاً ليس صغيرا من قارة أسيا والذي تعد مجالاً حيويا لها ونظرا لان المنطقة أيضا تحظى باهتمام دولي على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية
ثانيا : اهداف البحث : أن الموقع الجيو استراتيجي للعراق كان ولا يزال بتأثيره يشكل حجر الزاوية في مجال العلاقات الاقليمية والدولية وان الأهمية الجيو استراتيجية لموقع العراق بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد قد جعلته ساحة للتنافس بين القوى الدولية الفاعله وبالأخص الامريكية الصينية لما له اهمية من ناحيتي الجيوستراتيجية واقتصادية وبخاصة انه الخزين النفطي الهائل في الحاضر والمستقبل بحيث شكل عامل جذب للاهتمامات الدولية في المراحل التاريخية المختلفة ولحد الان وقد تستمر حتى في المستقبل
وهكذا تتجدد على الدوام أهمية الموقع الجغرافي للعراق بشكل يسفر عن حقيقة أن هذا الموقع كان وسيظل مفتاح السيطرة على العالم في قلب منطقة الالتقاء بين القارات الثلاث ” آسيا وأوربا وأفريقيا”.
ويهدف البحث الى تسليط الضوء على تحليل استشارفي للشراكة الاقتصادية الاستراتيجية العراقية الصينية وافاقها المستقبلية على استعادة العراق لدوره الاقليمي الفاعل والمؤثر
ثالثا : اشكالية البحث : تنطلق اشكالية بحثنا من الاتي :
رغم أن الصين تتجنب طرح نفسها كبديل عن الولايات المتحدة، في العراق بالذات، إلا أن مجريات الأحداث تشير إلى أنها راغبة في ملء الفراغ الذي تدفع إليه القوى السياسية الوطنية العراقية بإصرارها على فك ارتباط العراق الكامل مع الولايات المتحدة الامريكية ، لصالح علاقات تعاون استراتيجية مع الصين. وهو التفسير المنطقي الوحيد لتبرير الحماس لربط العراق بترتيبات إقراض كبيرة وطويلة الأمد مع الصين
رابعا : فرضية البحث : تنطلق فرضية بحثنا من حقيقة مفادها :
اولا : الصين بطموحها الاستراتيجي لانجاز مشروع طريق الحرير لا يمكن أن تبقى ساكنة إزاء العراق ودول الخليج العربي ، ولاسيما إن تمتين علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج العربي والعراق يهدف، ضمن أهداف عديدة، إلى تعزيز وتوثيق روابطها السياسية مع تلك الدول، في إطار استراتيجية صينية لتعزيز العلاقات مع ما يسمى بدول الجوار الموسع والتي تشمل دول آسيا الوسطى ودول الشرق الأوسط.
ثانيا : العراق جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير)”، وان “المبادرة متاحة لجميع دول العالم، اضافة الى ان الحكومة الصينية تتحرك نحو العولمة لجعل كل الدول تتجه نحو المبادرة”.
والحكومة العراقية وقعت مع الجانب الصيني نهاية عام ٢٠١٥ اتفاقيات ومذكرات للتعاون الاقتصادي وللمشاركة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري
خامسا : منهجية البحث : تم الاعتماد في هذه الدراسة على أكثر من منهج لغرض الوصول إلى النتائج،
فاعتمدنا المنهج التحليلي _التاريخي لبيان أهمية وتحليل موقع العراق وقيمته الجيو استراتيجي بالنسبة لمشروع طريق الحرير الصيني فضلا عن توظيف منهج تحليل القوة في تحليل العامل الجغرافي بوصفه طرفا في معادلة القوة وبخاصة في النواحي السياسية والاقتصادية والامنية وانعكاساتها عمى موقع العراق الجيوستارتيجي في خارطة التنافس الدولي الامريكي الصيني
فضلا عن استخدام المنهج الاستشراف الاحتمالي المشروط لوضع تصور احتمالي لمستقبل الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية العراقية الصينية وافاق تطورها
سادسا : هيكلية البحث
المحور الاول : الأهمية الجيو الاستراتيجية لموقع العراق بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد
المحور الثاني: البعد الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير من منظور لوجيستي
المحور الثالث : العراق جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير) لأهمية موقعة الجيو استراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب.
المحور الرابع : الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية العراقية الصينية وافاقها المستقبلية
(السيناريوهات المحتملة بشأن مستقبل الاتفاقية العراقية الصينية )
المحور الاول : الأهمية الجيو استراتيجية لموقع العراق بالنسبة لدول المجال الآسيوي الجديد
يمثل الموقع أهم العناصر الطبيعية المؤثرة في تحديد أهمية الدولة وبيان الخريطة الجيوبولتيكية والجيوستراتيجية لها، وفي الجغرافية السياسية يؤدي الموقع الجغرافي دوراً مهما كأحد عناصر الدولة الطبيعية في تحديد علاقاتها الدولية
إذ تبرز أهمية الموقع الجغرافي للعراق ودول المجال الآسيوي الجديد كعنصر من عناصر القوة في العديد من النظريات المتعلقة بقوة الدولة نظرا لما يكتسبه موقع الطرفين من إمكانات تتعلق بنوع الظروف المناخية وما يترتب على ذلك من تنوع الموارد الطبيعية والأنشطة البشرية المتعلقة بها، فضلاً عن دوره في إمكانية الوصول وما ينتج عن ذلك من تفاعلات حضارية واقتصادية .
ولهذا السبب يمارس الموقع الجغرافي للعراق وتلك الدول دوراً مهماً في رسم السياسة الخارجية إلى حد يطبع منهاجاً معيناً في هذا الصدد طابع المنهج الدائم تبعاً لطبيعة موقعها الجغرافي الذي افتضاه
ولا شك في أن كثيراً من السياسات التي انتهجها العراق وتلك الدول تأثرت بالظروف الجغرافية التي امتازت بها، ومنها الموقع الجغرافي، إذ يوثر الموقع الجغرافي على مدى اتصال الدول مع بعضها كما يحدد الدول التي تتصل مع بعضها البعض بحكم القرب الجغرافي
لذلك يمكن التعبير عنه بطرق مختلفة منها أنه مكان على سطح الأرض يعكس ما يكتنفه من ظاهرات طبيعية وأخرى بشرية
ويمكن تعريفه أيضاً بأنه المكان الحيوي الحساس في المظهر الأرضي بجانبيه الطبيعي والبشري الذي يعتمد في علاقاته الخارجية على المناطق المحيطة و وسائل الاتصال معها
إذ يعد الموقع الجغرافي من العوامل الطبيعية التي تؤثر في قوة الدولة وفي تكيف علاقاتها السياسية ،كما يعد الموقع الجغرافي أحد العوامل الطبيعية المهمة التي يترتب عليها الكثير من النتائج العسكرية والاقتصادية والاجتماعية
لذلك فإن دراسة الموقع الجغرافي تمثل مكانة بارزه في حقل الجغرافية السياسية لكونه يحدد مكان المنطقة أو الدولة وقد يشكل الاعتبار المهم للهيكل الطبيعي للدولة، لأنه يتضمن دراسة الموقع بالنسبة لدوائر العرض وتوزيع اليابسة والماء مقارنة بالدول الأخرى .
كما يسهم الموقع الجغرافي للعراق ودول المجال الآسيوي الجديد، بمختلف مؤثراته الجغرافية في بلورة هويتها السياسية وقدرتها الاقتصادية من خلال تفاعله مع العوامل الجغرافية الأخرى المساعدة(1)
(1) ربا صاحب عبد ومالك دحام متعب ، علاقات العراق الخارجية مع دول الجوار الجغرافي (الثابت والمتغير ) ، مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية ، المجلد 5، العدد17، جامعة تكريت ، 2013، ص395.
إذ يمكن استشراف أثر الموقع في قوتها من عدة جوانب نظراً لتعدد وتنوع تأثيرات الموقع في قوة الدولة، فالموقع العراقي ارتبط بالتأريخ السياسي له، بل هو انعكاس لكل ذلك التأريخ، إذ عد الموقع الجغرافي محفز كامن لقوته وفي الوقت نفسه محفز لقوى أخرى للاستحواذ عليه للحصول على ذلك المكمن من القوى، فلموقعه البحري أثراً تاريخياً سلباً في غزوه من البحر بريطانيا قديماً وأمريكيا حديثاً مما أثر في قوته استراتيجياً ،أما على المستوى الاقتصادي فإن البحر عامل اتصال دائم للعراق مع جواره الأبعد(دول المجال الآسيوي الجديد)، كذلك أثر ثقافياً وسياسياً فيه وبجواره البعيد، ولكن تلك التأثيرات وأهميتها تكون متغيرة وليست ثابتة ،إذ يتوقف ذلك على الزمن والظروف وتغير موازين القوى والتكنولوجيا، وبذلك يعد نقطة الانطلاق في تحديد الأولويات الخارجية للدولة ،وبالتالي يصبح الموقع مضمون شمولي، لأن هناك أنواعاً كثيرة من المواقع ، يفسر كل واحد منها حال معينة ويخدم هدفاً معيناً . (2)
(2) (1) انظر : ربا صاحب عبد ومالك دحام متعب ، علاقات العراق الخارجية مع دول الجوار الجغرافي (الثابت والمتغير ) مصدر سابق، ص395.
فكرة ناموق عبدالفتاح، سياسة العراق الخارجية في المنطقة العربية (1953-1957)، دار الحرية للطباعة والنشر ، بغداد،1987،ص29.
أحمد صدام إيدام ، الاستقرار السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي : الواقع و المستقبل المملكة العربية السعودية إنموذجاً ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية العلوم السياسية ، جامعة بغداد ، 2015 . ص89
المحور الثاني : البعد الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير من منظور لوجيستي
اولا : التعريف بمبادرة الحزام والطريق (مشروع طريق الحرير )
لماذا سٌمي هذا الطريق ب”الحرير”
طريق الحرير هي مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً تشآن (والتي كانت تعرف بتشانغ آن) في الصين مع أنطاكية في تركيا بالإضافة إلى مواقع أخرى.
كان تأثيرها يمتد حتى كوريا واليابان.
كان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث. يمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين حيث ينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي. يمرّ الفرع الشمالي من منطقة بلغار-كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً للبندقية.
أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا عبر تدمر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.
تعود تسمية طريق الحرير إلى عالم الجغرافيا الألماني” فرديناند فون ريتشفون “الذي عاش في القرن التاسع عشر،حيث لم يكن مجرد طريق بل شبكة طرق تجارية داخل وعبر آسيا وأوروبا تطورت خلال الألفي عام الماضية وتقع الصين في نهاية ذلك الطريق وعلى الطرف الآخر الهند وبلاد فارس،وشبه الجزيرة العربية وأوروبا، في منظومة عولمة مبكرة بدأها المغول في القرن الثالث عشر.
طريق الحرير هو ممر التجارة الذى استخدمته الصين من أجل زيادة تبادلها التجارى مع بلدان جنوب آسيا وغرب آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، ويُسمى بذلك الاسم بسبب نقل كميات كبيرة من الحرير والمنسوجات الحريرية الصينية إلى الغرب عبر هذا الطريق، وهو مجموعة من الطرق المتصلة التى كانت تسلكها القوافل وتمر عبرها السفن من جنوب شرق آسيا واصلة بين الصين مع منطقة أنطاكية، فضلاً عن عدد من المواقع الأخرى، وما بين القرن الثانى قبل الميلاد والقرن الثانى الميلادى كان على طول طريق الحرير أربع دول إمبراطورية كبرى: روما وبارثيا وكوشان وأسرة “هان” الصينية. (3)
(3) “الشرق على طريق الحرير : دراسة تاريخية، جغرافية، اقتصادية، 3000 قبل الميلاد- / د. طارق أحمد شمس | شمس، طارق احمد www.nli.org.il
ويمتد طريق الحرير بين المراكز التجارية فى شمال الصين
ويسير فى طريقين: أحدهما شمالى والآخر جنوبى. ويمر الفرع الشمالى من “بلغار-كيبتشاك “ويعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم ويصل إلى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان، وينتهى بالبندقية، بينما يمر الفرع الجنوبى من تركستان وخراسان مرورًا ببلاد النهرين والأناضول وسوريا وإلى أنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا. وأطلق الجغرافى الألمانى فرديناند فون ريتشهوفن عليه اسم «طريق الحرير» فى عام 1877 وساهم طريق الحرير فى ازدهار الكثير من الحضارات، مثل الحضارة الصينية والحضارة المصرية والحضارة الهندية والحضارة الرومانية وحضارات شبه الجزيرة العربية، وكانت مصر من بين المناطق الأكثر الأهمية على مسار الطريق.
_ أهمية طريق الحرير:
ترجع أهمية هذا الطريق إلى أن الحضارة الصينية أبدعت صناعة الحرير، وكانت صناعة الحرير الصينية متميزة للغاية، وبلغت الذروة مع أسرة “تانج” ومن بعدها أسرة” مينج “وكان الجميع يتنافس على الحصول على الحرير الصينى عالى الجودة بأى مقابل،وبدأ الحرير الصينى ينتشر فى العالم، ومعه بضائع أخرى،فخرجت هذه البضائع من الصين وجنوب شرق آسيا إلى أواسط آسيا وشمال أفريقيا ووسط أوروبا فى مسارات تجارية وحضارية محددة وهكذا، كانت القوافل والسفن تتجه من الشرق إلى الغرب، رابطة العالم ببعضه البعض، وساهم هذا الطريق فى ازدهار العديد من البلدان والمدن التى كانت تقع على مساره. “طريق الحرير الجديد”، المشروع الصيني العملاق الذي تريد بكين به تسويق المبادرة التي ستجعلها محوراً للعلاقات الاقتصادية العالمية. (4)
(4) ⦁ صلاح الدين، محمد (2017) طريق الحرير ومخاطره على قناة السويس، صحيفة مصر تلاتين ( https://www.misrtalateen.com/?p=65863 )
ويعرف المشروع رسمياً باسم “الحزام والطريق”، وهو مبادرة صينية طموحة كشف النقاب عنها في 2013، لإعادة إحياء طريق الحرير التاريخي، وتهدف إلى ربط الصين بالعالم، عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها مع أسيا وأوروبا، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل بناء مرافئ وطرقات وسككاً حديدية ومناطق صناعية.
الصورة 1: طريق الحرير والمسارات الاساسية المتوقعة
ويتضمن المشروع الجديد، الصورة(1)، بناء طرق ومرافئ وسكك حديد ومناطق صناعية في 65 بلدا تمثل 60 بالمئة من سكان العالم بكلفة قد تصل الى ترليون دولار ( 1000 مليار دولار) وتوفر نحو ثلث إجمالي الناتج العالمي، وبالنسبة للعرب فأن اهمية المشروع تأتي من رغبة الصين برفع رصيدها من الاستثمار في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية (غير المالية) في الدول العربية من 10 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال الـ 10 سنوات القادمة عن طريق تيسير المعوقات وتبسيط الإجراءات الجمركية وتحديث البُنى التحتية ع في اجزاء من العالم العربي، كما يعد طريق الحرير الجديد طريقاً منافساً للقوى المسيطرة على الطرق المحورية الاخرى وبالاخص قناة بنما التي تربط (5)
(5) ⦁ صحيفة الاتحاد (2018) طريق الحرير.. صراع جديد. (https://www.alittihad.ae/wejhatarticle/97818
المحيط الأطلسى بالهادى ،اذ تُعد قناة بنما المعبر العالمي الحيوي الذي تتدفق من خلاله البضائع بين اليابان واستراليا ودول امريكا الجنوبية والساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وتلك القناة تسيطر عليها الولايات المتحدة، وسوف يكون المحور البحري للمشروع الصيني منافساً كبيراً لطريق قناة السويس، اذ من الممكن ان تغير الصين وجهتها في النقل التجاري وتعمل على خلق طرق رديفة لتقليل زمن النقل والكلف، اذ يبلغ حجم تجارة الصين من البضائع العامة العابرة لاوربا والساحل الشرقي للولايات المتحدة حوالى 107 %من إجمالي البضائع العامة العابرة من قناة السويس.
وانطلق المشروع الصيني تحت مسمى مبادرة (الحزام – الطريق) في العام 2013 خلال فترة رئاسة شي جينبينغ صاحب المبادرة، (التي تستمر لغاية العام 2022)، واعُلنَ عن البدء بأكبر مشروع استثماري عالمي للمواصلات سيعيد إحياء طرق الحرير التاريخية ويوسعها بشبكات جديدة من الطرق التجارية التي تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا وفق مبادرة صينية لخطة تنمية عالمية تحت اسم«حزام واحد – طريق واحد»، لإنشاء طريقين بحرى و برى وخطوط سكك حديدية وطيران وخطوط أنابيب لنقل المواد البترولية وشبكات نقل الكهرباء، وكابلات إتصالات وتأمين مناطق لوجستية وتطوير موانئ استراتيجية كبرى (6)
(6) ⦁ رضا حبيشي (2018) اعرف طريق الحرير وممراته ودور قناة السويس فيه، صحيفة اليوم السابع
https://www.google.com/imgres?imgurl=https
ثانيا : البعد الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير من منظور لوجيستي
على الصعيد العالمى تعتبر الممرات الاقتصادية أكثر الأشكال شمولاً لربط البلدان بالتجارة والصناعة والامكانيات الاستثمارية مع بعضها البعض، وعلى المدى الطويل توفر هذه الممرات وصولاً سريعاً إلى وحدات الإنتاج الصناعى وتخفيض تكاليف المعاملات التجارية،بما فى ذلك الخدمات اللوجستية، فمن المنظور اللوجستى ووجهات النظر التجارية، ترحب البلدان العربية بالمبادرة الصينية، ومع ذلك لكى تتوصل إلى كامل إستخدام إمكاناتها،ولا يزال هناك الكثير الذى يتعين القيام به لتيسير المعوقات عند الحدود، وأن تتعاون الحكومات وقطاع الأعمال فى العمل جنباً إلى جنب، مع تركيز السلطات على تبسيط شروط الجمارك والتنظيم والبنية التحتية.
وجديراً بالذكر أن الخبراء الدوليين أكدوا أن طريق الحرير سيجعل العراق ومصر ودول الخليج العربي مركزاً إستراتيجياً وإقتصادياً مهماً فى المنطقة والعالم وسيفتح الطريق أمامها لشراكات وتحالفات إقتصادية مهمة تجعلها دولة محورية وفاعلة فى التجارة الدولية ومعبراً لمرور حركة التجارة من التنين الصينى لمختلف دول العالم،
كما أوضحوا أن الطريق لن يؤثر على قناة السويس بل سيكمل دورها ويعظم الإستفادة منها، ويجعل محور إقليم قناة السويس مركزاً لوجيستياً للسفن والبضائع، كما سيزيد من عدد السفن المارة بالقناة ويحقق بالتالي إيرادات إضافية من رسوم مرورها، فضلاً عن أنه سيزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية المرجوة. (7)
(7) دولت صادق، محمد السيد غلاب، الجغرافية السياسية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1965، ص35.
دول الخليج و«طريق الحرير
https://www.alarabiya.net/politics/2016/10/09/
وتضخ هذه المبادرة دماء حيوية ونبضاً عصرياً جديداً في طريق الحرير، وللتعاون الآسيوي والأوراسي، كما تهدف المبادرة إلى تعزيز الحوار والتواصل ومبادلات العملة والتواصل بين الشعوب.
والهدف من الخطة والتي تبلغ كلفتها 900 بليون دولار، كما أوضحت الصين، هو إضفاء “عصر جديد من العولمة”، وعصر ذهبي للتجارة يستفيد منه الجميع، وتقول بكين إنها “ستقدم في نهاية المطاف ما يصل إلى 8 تريليونات دولار للبنية التحتية في 68 بلداً”.
تسعى الصين بهذه المبادرة إلى إنشاء طرق وممرات تجارية تربط أكثر من 68 دولة وتشكل هذه الدول مجتمعة 65 % من سكان العالم، وتنتج نحو 40 % من الإنتاج العالمي.
وأسست الصين صندوقاً استثمارياً برأس مال بمليارات الدولارات لتمويل المشاريع، التي جاءت بعنوان “طريق واحد وحزام واحد”، ليكون الطريق “طريقاً للسلام ولم الشمل والتجارة الحرة”.
وتتلقى المبادرة تمويلاً بواسطة استثمارات وقروض بمئات مليارات اليورو، لكن منتقديها، و على رأسهم واشنطن، والهند، واليابان، يأخذون عليها أنها تدعم خاصةً الشركات الصينية وتشكل “فخ ديون” للدول المستفيدة منها وتضر بالبيئة.
ورغم أن مشروع الحزام والطريق انطلق لربط الصين بأوروبا فإنه اتسع وتجاوز حدود أوراسيا ليضم أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة الكاريبي، ومنطقة جنوب الباسيفيك، وحتى يوليو (تموز) 2018، وقعت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية وثائق تعاون مع الصين فى إطار مبادرة الحزام والطريق.
ونفذ 28 مشروعاً في عدة دول مختلفة باستثمارات تبلغ 5.4 مليارات دولار، كما بنيت شبكة كبيرة من خطوط السكك الحديدية في إطار المبادرة التي وصلت إلى 4 آلاف خط يربط بين الصين ودول آسيوية وأوروبية، وتخطت الاستثمارات الأجنبية بين دول الصين ودول المبادرة 70 مليار دولار.
وفي 2017 بدأت الصّين تجني أرباح هذه المبادرة، فارتفعت صادراتها إلى دول المسارين، الحزام والطريق بنسبة 16%، ونمت وارداتها 27%. (8)
(8) طريق الحرير – ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki
طريقان – ويتضمن المشروع فرعين رئيسيين وهما “حزام طريق الحرير الاقتصادي البري” و”طريق الحرير البحري”.
وتقضي المبادرة بإقامة حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى، وروسيا، وطريقاً بحرياً يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا، وأوروبا، عبر بحر الصين، والمحيط الهندي.
وتتضمن المبادرة تشييد شبكات من السكك الحديدية، وأنابيب نفط وغاز، وخطوط كهرباء، وإنترنت، وبنىً تحتية بحرية، ما يعزز اتصال الصين بالقارة الأوروبية والإفريقية.
أما براً فتشمل المبادرة 6 ممرات اقتصادية أساسية تشكّل أعصاب شبكة التجارة، والنقل، والتنمية الإقليمية، والدولية القادمة وهي:
الجسر القاري الأوراسي الجديد.
ممر الصين منغوليا روسيا.
ممر الصين آسيا الوسطى غرب آسيا.
ممر الصين شبه الجزيرة الهندية.
ممر الصين باكستان.
ممر بنغلاديش الصين الهند ميانمار. (9)
(9) مشروع “طريق الحرير” الصيني – BBC News عربي
https://www.bbc.com/arabic/business-39922326
وفي البحر، تركز المبادرة على بناء روابط بين الموانئ الرئيسية، ومن الممرات البحرية المقترحة ممر يربط الموانئ الصينية، بالمحيط الهادئ عبر بحر الصين الجنوبي. وأخر يربط الموانئ الصينية بأوروبا.
وتعد روسيا، وباكستان، أبرز الدول الداعمة للمشروع، وهو ما ظهر من مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في هذه القمة إلى جانب 35 رئيساً، ورئيس حكومة من أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية.
ووسط تنامي نفوذ الصين والشكوك الغربية في نواياها، يزداد قلق الأوروبيين والأمريكيين من المشروع، وظهر ذلك جلياً في اقتصار مشاركة هذه الدول في القمة على الوزراء، بينما لم ترسل واشنطن أحداً.
الاستثناء الأوروبي الوحيد كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في مارس (آذار) الماضي، لتكون أول دولة من مجموعة السبع، تقدم على هذه الخطوة.
والجدير بالذكر أن “طريق الحرير” القديم يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويشير الاسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية التي ربطت الصين، وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط، بطول يتعدى 10 آلاف كيلومتر. (10)
(10) ⦁ النجار، الهام (2018) طريق الحرير الصيني وإنعكاساته على أنماط التجارة الدولية وحركة النقل العالمية، المركز العربي الديموقراطي https://democraticac.de/?p=57474
ويهدف “الحزام الاقتصادي” لطريق الحرير الجديد إلى إحياء الرابطة البرية القديمة بين الصين والبحر المتوسط من خلال وسط آسيا وأوروبا ويشمل الحزام 60 دولة يسكنها نحو ثلثي سكان العالم، وبها 55في المائة من إجمالي الناتج العالمي،75 في المائة من احتياطي الطاقة العالمي؛ مما جعل الصين تعيد تسميته ليصبح «مبادرة طريق الحرير الجديد»؛ وذلك لحث جميع الدول على المشاركة فيه.
يعتبر هذا الحدث هو المرة الأولى التي تدفع فيها الصين تجاه المشاركة الجماعية في مشروعها الطموح لإعادة إحياء الطريق في مشروع ضخم تقدر استثمارات بنيته التحتية بمليارات عدة من الدولارات، تشمل خطوط للسكك الحديدية والموانئ والأقطاب الكهربائية. ووقّعت الصين أيضا عقودا مع 56 دولة لتعزيز الدعم المقدم للمشروع. وخصصت الصين 40 مليار دولار أميركي لـ«صندوق طريق الحرير».
كيف يبدو مشروع طريق الحرير في الوقت الحالي؟
وصل مشروع طريق الحرير اليوم إلى أقصى درجات توسعه حيث يشمل 65 بلداً في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، ورغم ذلك فقد أكد الرئيس الصيني شين جين بينغ أن الصين ستضخ 124 مليار دولار في مشاريع طريق الحرير، ودعا العديد من الدول إلى المساهمة في مشاريع البنية التحتية والتجارة الحرة الخاصة بالمشروع، فان بنك تطوير الصين” China Development Bank” ذكر أنه خصص 890مليار دولار لحوالي 900 مشروع متعلقة بطريق الحرير، كما أكد جين بينغ أن الصين ستقدم دعماً قدره 7.8 مليار دولار للدول الناشئة لدعمها في المشاركة ضمن مشاريع طريق الحرير.
واثنان من أكبر المصارف في الصين أكدا على أنهما سيوفران قروضاً بقيمة إجمالية 55 مليار دولار لدعم المبادرة والمشروعات التي ترغب الدول الناشئة في إنشائها ضمن مشروع طريق الحرير. (11)
(11) محمود حسن علي العفيفي، مشروع الشرق الاوسط الكبير واثره على النظام الاقليمي العربي، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة الازهر- غزة ، 2012. ص56
وانظر ايضا : صحيفة الاتحاد (2018) طريق الحرير.. صراع جديد. ( https://www.alittihad.ae/wejhatarticle/97818
المحور الثالث : العراق جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير) لأهمية موقعة الجيو استراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب.
اولا : نظرة عامّة على العلاقات العراقية – الصينية بعد 2003
انطلقت مسيرة العلاقات العراقية – الصينية في العام 1958 بعد وصول عبد الكريم قاسم الى السلطة واسقاطه للنظام الملكي ، ولكن سرعان ما اصاب الجمود هذه العلاقات نظرا لعلاقة العراق القوية مع الاتحاد السوفيتي ، اذ لم تتطور هذه العلاقات كثيرا واقتصرت على تقديم المساعدات الاقتصادية في ستينيات القرن الماضي ، ومشاريع بنى تحتية في العقد الذي تلاه ، ثم الى عقود مبيعات اسلحة 1880 – 1985 والتي وصلت أقيامها الى نحو 5 مليار دولار ، كما ساعدت الصين على تطوير منظومة الدفاع الجوي من خلال تقديم المساعدة في مجال القابلوات الضوئية ، وبعد الغزو العراقي للكويت في العام 1990 تراوح الموقف الصيني من العراق بين التصويت لصالح قرارات اصدرتها الامم المتحدة لأدانة هذا الاجتياح مثل القرار 661 وبين الامتناع عن التصويت لصالح قرارات تجيز استخدام القوة ضد العراق مثل القرار 687 الداعي لخروج العراق من الكويت .
عدت الصين من الدول القليلة التي تحدت الحصار والعقوبات المفروضة على العراق من خلال شرائها للنفط العراقي على وفق برنامج النفط مقابل الغذاء محتلة المرتبة الاولى حتى العام 2001 بواقع 400 الف برميل طن من النفط الخام ، لكن ذلك لم يمنع من ان تحرص على الموازنة بين احترامها للقانون الدولي والعقوبات التي يفرضها القانون الدولي على العراق وبين عقوبات الولايات المتحدة المنفردة ، فأستطاعت بنجاح استغلال الثغرات وتقوية صلاتها التجارية والاقتصادية مع العراق .
وسعت الصين بعد الاحتلال الامريكي للعراق الى تطوير علاقتها معه بشكل كبير والتي تطورت بشكل متسارع بدءا من قيام الصين بأفتتاح سفارتها في بغداد في العام 2004 ودعم النظام السياسي الجديد في العراق وتقديمها مساعدات مادية وفنية له ، ودعوة المسؤولين العراقيين لزيارة الصين ، اذ زار الرئيس العراقي السابق جلال طالباني الصين في العام 2003 عندما كان عضوا في مجلس الحكم ثم في العام 2007 بعد تسنمه منصب الرئاسة ، واسفرت زيارته عن توقيع خمس اتفاقيات تضمنت
اولا : حل المشاكل المتعلقة بالعقود النفطية بين الشركات النفطية الصينية والحكومة العراقية في عهد النظام السابق (12)
(12) صوت العراق | سواحلنا البحرية وطريق الحرير الجديد
https://www.sotaliraq.com/2019/05/06 …
، ثانيا : الغاء الصين لديونها الحكومية البالغة 8,5 مليارات دولار المستحقة على العراق بنسبة 100 بالمئة وتخفيض ديون الشركات الصينية الخاصة بنسبة 80 بالمئة على مدى 17 عاما ابتداء من العام 2010
ثالثا : تعزيز التعاون ما بين وزارتي خارجيتي الصين والعراق ،
رابعا : تعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والفني ،
خامسا : توفير برامج تدريبية للكوادر الوظيفية العراقية ،اعقبها انشاء آلية تشاور سياسي بين الطرفين عقدت اول اجتماعاتها في كانون الثاني 2008 جاءت زيارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في العام 2011 خطوة اخرى بأتجاه تعميق العلاقات العراقية – الصينية ، اذ أثمرت هذه الزيارة عن دعوة العراق للجانب الصيني لزيادة استثماراتها في القطاع النفطي ، وأقامة صندوق لأعمار العراق ، وتقديم قروض منخفضة الفائدة في قطاع المواصلات العراقي .
اخذت هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ ابتداء بتنشيط اتفاقية حقل الاحدب النفطي في العام 2008 بعد ان تم توقيعها في العام 1997 اتفاقية حقل الحلفاية في العام 2009 بعد ان تم توقيعها في العام 1998 وعلى الرغم من ان الظروف المحيطة بالعراق في ذلك الوقت كانت تنبئ بأستحالة استثمار الصين لهذه الحقول بسبب الحصار المفروض على العراق الا ان الصين استغلت الفرصة بتوقيع العقد نظرا لرغبتها بأنتزاع تنازلات من الحكومة العراقية قد لا تتوفر بعد تغيير الحكومات او تطالب الحكومات الجديدة بتنفيذها ، فالصين كما هو معروف عنها حذرة جدا في توجيه استثماراتها نظرا لتجاربها المريرة في خسارة استثماراتها بعد تغيير الانظمة كما حدث في ليبيا .
تدفع التنمية الاقتصادية كونها المحدد الاساس لسياسة الصين الخارجية نحو البحث عن :
1- الاستثمار في العراق : اذ وصل عدد الشركات الصينية العاملة في العراق بنهاية عام 2011 حوالي 108 شركة استثمارية في قطاعات الطاقة والكهرباء والمواصلات والاتصالات .
2- الاسواق : لتصريف منتجاتها اذ بلغت قيمة الصادرات الصينية للعراق في العام 2013 ما يقارب 7 مليار دولار امريكي . (13)
(13) العراق يبحث مع الصين تفعيل “طريق الحرير”
https://www.alsumaria.tv/news/268108/
3- تعزيز التبادل التجاري ما بين البلدين : والذي ارتفــــــع من 1 – 5 مليارات دولار في المدة ما بين 1991 – 1995 الى نحو 2,5 مليار دولار في المدة ما بين 2004 – 2009 ليقفز الى 14 مليار دولار في العام 2011 ثم الى اكثر من 17 مليار دولار في العام 2012 ما جعل العراق الشريك التجاري العربي الرابع للصين ، وجعل الصين الشريك التجاري الاجنبي الاول للعراق ، وواصل التبادل ارتفاعه ليصل الى 24 مليار دولار في العام 2013 والى 22 مليار دولار في الشهر التسعة الاولى من العام 2014 ويبدو ان التبادل سيواصل ارتفاعه في السنوات القليلة القادمة .
ويشكل النفط ثلثي قيمة التبادل التجاري ما بين العراق والصين فضلا عن الكبريت والفوسفات والتمر ، ويصدر العراق للصين ما يقارب 280 الف برميل يوميا في العام 2011 و 300 الف برميل يوميا في العام 2012 و500 الف برميل يوميا في العام 2013 و850 الف برميل يوميا في العام 2014 ما يجعل العراق يحتل المرتبة الثانية بعد السعودية في قائمة مصدري النفط للصين مزيحا انغولا عن مرتبتها في قائمة الدول المصدرة للنفط في الصين . ويعمل العراق على تطوير علاقاته العسكرية والامنية مع الصين ، ومن المتوقع زيادة فرص توريد الاسلحة من الصين مع التقدم الحاصل في نوعية الصناعة العسكرية الصينية ولدعم هذا التوجه تم فتح الملحقية العسكرية في بكين في العام 2004 والتي تم غلقها في العام 2009 ليعاد فتحها في العام .2013
مهدت هذه الخطوات لمزيد من التعاون ، وتعزيز الثقة المتبادلة ، وتبديد المخاوف تجاه اي تأثير خارجي على السياسة الخارجية العراقية تجاه الصين ، وبما ان العراق يعد منتجا ومصدرا للنفط لذا تنظر اليه الصين كدولة ذات اهمية ستراتيجية ، ويمكن للعراق ان ينشئ سياسة خارجية ذات علاقات متنوعة ، وتخفيض مكانة او مستوى علاقاته الحالية مع واشنطن والتركيز على زيادة تعاونها مع الصين الذي لا يبدي اهتماما بالشؤون السياسية اكثر من اهتمامه بالشؤون الاقتصادية ، فضلا عن ان علاقة العراق مع الصين لا تشكل ضررا للولايات المحدة . (14)
(14) عبد الرضا حمد جاسم – العراق 2017 : 2/ديون العراق – الحوار المتمدن
www.m.ahewar.org/s.asp?aid=561232&r=0
ثانيا : العراق جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير) لأهمية موقعة الجيو استراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب.
قال وزير النقل العراقي، ناصر الشبلي، إن العراق سيكون المحطة الرئيسة في مشروع الطريق الدولي البري والبحري (طريق الحرير) الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا.
وأكد في تصريح صحفي، أن “ذلك مرتبط بإكمال إنشاء ميناء الفاو الكبير وتوقيع العقد خلال الأيام المقبلة عقب الاتفاق مع الشركة المنفذة، وفي حال إكماله سيكون العراق مركز (طريق الحرير) الذي تعمل عليه الصين لربط أوروبا بآسيا”.
وأضاف وزير النقل العراقي: “سيلي إكمال المشروع، تنفيذ القناة الجافة لربط ميناء الفاو بتركيا، وليكمل بذلك خط ربط من الصين الى باكستان وميناء الفاو بحريا، والى أوروبا سككيا”.
وأشار الشبلي إلى أن “تنفيذ طريق الحرير عبر العراق سيوفر آلاف الوظائف ومردودا اقتصاديا كبيرا للبلد، يوازي إيرادات النفط المالية، وهو مرتبط بإنجاز ميناء الفاو الكبير”.
ورغم أن الصين تتجنب طرح نفسها كبديل عن الولايات المتحدة، في العراق بالذات، إلا أن مجريات الأحداث تشير إلى أنها راغبة في ملء الفراغ الذي تدفع إليه القوى الشيعية بإصرارها على فك ارتباط العراق الكامل مع الولايات المتحدة، لصالح علاقات تعاون استراتيجية مع الصين. وهو التفسير المنطقي الوحيد لتبرير الحماس لربط العراق بترتيبات إقراض كبيرة وطويلة الأمد مع الصين، رغم أنه لا يزال يمتلك احتياطياً نقدياً مريحاً من العملة الصعبة، واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، يمكن أن تُستعمل كضمانة في اتفاقيات أكثر توازناً وتنوعاً مع عمالقة الاقتصاد العالمي، بدلاً من المخاطرة بالوقوع في فخ القروض الصينية المسمومة. (15)
(15) مقابلة: باحث عراقي يؤكد الأهمية الاستراتيجية لمبادرة الحزام … http://arabic.news.cn › … وانظر ايضا :
العراق يبحث إدخال الاقتصاد في طريق الحرير الصيني https://alarab.co.uk
المحور الثالث : الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية العراقية الصينية وافاقها المستقبلية
(السيناريوهات المحتملة بشأن مستقبل الاتفاقية العراقية الصينية )
تم الإعلان عن البدء بتنفيذ الاتفاقية العراقية-الصينية التي أبرمتها حكومة عادل عبد المهدي قبل استقالتها، حيث قامت الحكومة العراقية بتصدير 100 ألف برميل نفط لبكين من أجل انطلاق الإعمار، في ما لم يعارض البرلمان العراقي على البدء بتنفيذ اتفاقية الحكومة مع الصين رغم عدم عرضها قبل التنفيذ على البرلمان للاطلاع والتصويت عليها.
وتأتي هذه الاتفاقية بعد زيارة عبد المهدي، والوفد الكبير المرافق له، في 23 أيلول/سبتمبر من العام الماضي، إلى الصين، عن نتائج مهمة، اختتمها بتوقيع ثمان اتفاقيات، ومذكرات تفاهم…
فهل ستنعكس هذه الاتفاقية بشكل إيجابي على أوضاع العراق الخدمية والاقتصادية؟
“العراق ومنذ العام 2003 كان في رحاب دول متعددة وفي رعاية الولايات المتحدة في إبرام الكثير من العقود النفطية والأسلحة وغيرها، فالعراق ومنذ ذلك التاريخ لم يتوجه بشكل مباشر ورسمي إلى الصين في إبرام عقود البنى التحتية والتبادل التجاري الرسمي بين البلدين، وإنما كان مقتصر على تجارة القطاع الخاص.”
واليوم هذه الاتفاقية مع الصين جاءت بعد أن فقد العراق أمله بشأن تنمية الولايات لاقتصاد العراق، لذلك توجه العراق إلى الصين، كي تأخذ على عاتقها مسألة النمو الاقتصادي العراقي والقيام باستثمارات ضخمة داخل البلد.”(16)
(16) Iraq Al Aan العراق الآن – (طريق الحرير) يربط الشرق بالغرب … https://www.facebook.com
Jun 17, 2019 — السفير الصيني يعلن : ” ان العراق جزء لا يتجزء من مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير) لاهمية موقعة الجغرافي الذي يربط الشرق بالغرب”.
وتوجد لدى الصين جدية كبيرة في القيام باستثمارات داخل العراق، لسبب يختلف عن توجه الولايات المتحدة نحو العراق، حيث أن توجه الولايات المتحدة سياسي غرضه خلق حالة من التوازن في منطقة الشرق الأوسط، سواء سياسيا أو عسكريا، بعكس الصين التي لديها حلفاء تجاريين في المنطقة، نتيجة سياستها المرنة”.
السيناريوهات المحتملة بشأن مستقبل الاتفاقية
السيناريو الأول: المضي قُدُماً بالاتفاقية العراقية-الصينية. يفترض هذا السيناريو أن ينجح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تنفيذ الاتفاقية العراقية-الصينية بنفس الصيغة التي تم الاتفاق عليها إبان الحكومة السابقة ( حكومة عادل عبد المهدي ). ويدعم هذا السيناريو عدد من المعطيات، أبرزها:
اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الاتفاقية، فكانت وسائل إعلام محلية سربت مؤخراً كتاباً رسمياً يشير إلى أن العراق قام بإيداع مبالغ مالية لشحنات مصدرة وفقاً للاتفاقية العراقية-الصينية في حساب لدى الفيدرالي الأمريكي وبمجموع مبالغ تزيد على 400 مليون دولار، وذلك لشهري أكتوبر ونوفمبر فقط.
الاهتمام الكبير الذي تُبديه القوى السياسية الوطنية التي تعتبر الاتفاقية الطريقةَ الوحيدة لإثبات أهليتها لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، وحاجة البلاد إلى إنعاش البنية التحتية المتهالكة بفعل التقادم والحروب وسوء التشغيل والصيانة.
والحاجة إلى تحقيق إنجازات سريعة تخفف من السخط الشعبي، لاسيما لدى فئة الشباب التي بات يأسها من الحصول على فرص تعليم وعمل ونوعية حياة أفضل، المحركَ الرئيس لموجات الاحتجاج التي باتت دورتها أسرع وأعنف من السابق.
دور العراق الحيوي في إنجاح المشروع الصيني الكويتي الضخم المعروف بـ “مدينة الحرير”، الذي يفترض أن يربط بين المحور البحري في مبادرة “الحزام والطريق” والمحور البري الشمالي الثاني، عبر خطوط سكك الحديد التي توجد معلومات بموافقة العراق على السماح بربطها مع الموانئ الكويتية رغم المعارضة القوية التي يُبديها خبراء النقل العراقي، الذين اعتبروا الأمر بمثابة المؤامرة على مستقبل الموانئ العراقية، لاسيما ميناء الفاو الكبير، الذي لن يكون من مصلحة الصين الإسراع في إكماله دون الحصول على حوافز تفوق تلك التي حصلت عليها من الكويت.
السيناريو الثاني: تعثُّر تطبيق الاتفاقية. يفترض هذا السيناريو أن تَحُول الظروف السياسية التي يشهدها العراق دون المضي في تنفيذ الاتفاقية بالطريقة التي خُطط لها، نتيجة عدة اعتبارات، أبرزها:
الموقف الأمريكي لاسيما تحت إدارة الرئيس الامريكي السابق ( دونالد ترمب )، الذي لا يُخفي سخطه من الكلفة المادية الهائلة التي تكبدتها الولايات المتحدة، في عملية “احتلال العراق” والحرب ضد تنظيم “داعش”، ومطالبته الصريحة للعراق بالتعويض. (17)
(17) ينظر : كيف تطورت العلاقات النفطية بين العراق … – مركز المستقبل https://futureuae.com
قفزة واسعة في العلاقات العراقيَّة-الصينيَّة | البيان https://www.bayancenter.org › 2021/…
محمد صادق الهاشمي و آخرون ، الموقف الإقليمي من الانسحاب الامريكي من العراق ، سلسلة كتب ، ع/48 ، بغداد ، مركز العراق للدراسات ، 2011 . 231
يعقوب مهدي عارف البرزنجي، محددات وامكانيات العلاقات السياسية والاقتصادية العراقية الايرانية، رسالة ماجستير (غير منشوره)، كلية العلوم السياسية، جامعة النهرين، بغداد، 2006، ص102 .
وبالتالي لن يقف مكتوف الأيدي أمام منح الحكومة العراقية الأفضلية للصين في مشاريع إعادة الإعمار، ومحاولة إنهاء النفوذ الأمريكي في العراق، مما ينذر بفرض عقوبات اقتصادية على العراق في حال لم يجد طريقة لإرضاء واشنطن عبر التعجيل بالتوقيع على “مشروع الجنوب المتكامل”، لتطوير حقلي “بن عمر وإرطاوي” العملاقين، مع ائتلاف شركتي “إكسون موبيل” و”بتروشاينا” الصينية، بشروط ميسرة ونسب أرباح مُرضية للجانب الأمريكي؛ وهو الأمر الذي يُستبعد حصوله في ظل وجود القوى السياسية الوطنية في البرلمان وحاصة تحالف الفتح، والسياسيين في التيار الصدري، على القرار السياسي في البلاد والذين يرفضون بقاء المحتل الامريكي بالعراق ويريدون انسحابه وانهاء احتلاله للعراق.
عدم وجود موقف موحد داخل القوى السياسية العراقية ( خاصة السنية والكردية ) إزاء الدول الكبرى؛ إذ ينظر البعض (الاكراد ) إلى الولايات المتحدة بكونها الشريك الأهم، فيما يرى فريق آخر ( السنة ) بأن العراق لم يكسب شيئاً من علاقته بالولايات المتحدة وعليه التوجه نحو الدول الكبرى، لاسيما التي لا تدور في الفلك الأمريكي مثل روسيا والصين وربما الهند، فيما ينادي فريق ثالث ( القوى الشيعية ) بضرورة بناء شراكة متوازنة تضمن التعاون مع كافة الأقطاب المؤثرة لتحقيق نتائج أكبر.
رغم أن الاتفاقية لا تحتاج إلى إذن تشريعي خاص، إلا أن المشاريع التي تحتويها لا يمكن البدء في تنفيذها من دون قانون الموازنة العامة الذي لطالما خضع لمساومات الكتل السياسية وتسبب في تأخر إطلاق الأموال لفترات طويلة تجاوزت في الأحيان نصف عمر السنة المالية.
الوضع الأمني المتعثر الذي دخل طوراً جديداً أكثر تعقيداً مع توالي اندلاع موجات الاحتجاج، لاسيما في محافظات الجنوب، مكمن الجزء الأعظم من الثروة النفطية العراقية وموطن عدد من أكبر المنشآت الحيوية مثل الموانئ والمطارات.
ويدعم الجانب الصيني إنشاء إطار مالي لتعاون مع العراق في الطاقة الإنتاجية وتوسيع القنوات الاستثمارية والتمويلية المتنوعة لبناء المناطق الصناعية ودفع التنمية الثلاثية المتمثلة في خدمة المناطق ونمو الشركات والدعم المالي، يدعم الجانب الصيني مؤسساتها للأوراق المالية للتعاون مع صناديق الثروات السيادية العربية ومؤسسات لإدارتها، لإنشاء منصة التداول الدولية التي ترتكز على الخليج وتغطي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتجذب المستثمرين من كل أنحاء العالم، سعيا لتحقيق التدفق الحر للعناصر والتوزع الفعال للموارد والتكامل العميق للأسواق، خدمة لبناء “الحزام والطريق”. من اجل دفع التواصل والتعاون بين المؤسسات المالية، سينشئ الجانب الصيني “رابطة البنوك الصينية والعربية” ، وسيزودها بقروض خاصة للتعاون المالي بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي
(18) يداً بيد لدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية Jul 11, 2018 — يداً بيد لدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر … واليوم، نجتمع هنا مرة أخرى، حاملين الآمال لمستقبل أفضل للتعاون الصيني العربي … http://iq.chineseembassy.org
ويحرص الجانب الصيني على مواكبة الخطط الاستراتيجية العراقية للتنمية المتوسطة والطويلة الامد، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والمواد الجديدة والأدوية الحيوية والمدن الذكية.
ويجب على العراق تنفيذ برنامج الشراكة الصينية العراقية لعلوم والتكنولوجيا وإنشاء مختبرات مشتركة في المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك.
ويجب تسريع بناء طرق الحرير السيبراني سعيا لمزيد من التوافق والنتائج للتعاون في مجالات البنية التحتية السيبرانية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والتجارة الالكترونية
وان تحقيق المنفعة المتبادلة العراقية الصينية والكسب المشترك. ستلتزم الصين بتعميق الاصلاح على نحو شامل وتلتزم بالانفتاح على العراق ودعمه اقتصاديا وسياسيا
الأمر الذي سيأتي بفرص تعاون اكثر وفوائد حقيقية للعراق.
ويجب على العراق مواصلة التوظيف الكامل للقروض الخاصة بدفع العملية الصناعية في جميع محفظاته المتضررة والقروض الميسرة ودفع الشركات الصينية للمشاركة في تطوير المناطق الصناعية وبنائها وتشغيلها وجذب الاستثمار لها بما يعزز التجمع الصناعي.
وتحرص الصين على دفع المفاوضات مع العراق بشان منطقة التجارة الحرة بخطوات عملية، كما تحرص على البحث مع العراق في إمكانية توقيع اتفاقية التجارة الحرة الشاملة
والبدء، بإتخاذ “الحزام والطريق” كالخط الرئيسي والتوجيهي، والبحث في الخطط والخطوات للتعاون في المستقبل والعمل سويا على إقامة “النسخة المطورة” للعلاقات الصينية العراقية.
ستكون الصين والعراق الشركاء للتعاون العملي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. يجب على الجانبين الالتزام بالتشاور والتقاسم والتشارك، وتوسيع التعاون في مجالات البنية التحتية والأقمار الاصطناعية والفضاء والطاقة وغيرها، وحسن تنفيذ المشاريع الحيوية مثل الموانئ والمناطق الصناعية وغيرها، والعراق يرحب بمزيد من التعاون مع الصين بل للتشاور مع الصين لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التشارك في بناء “الحزام والطريق”، بما يرفع مستوى التعاون العملي وجودته.
(19) واقع العلاقات العراقية الصينية .. وافاقها المستقبلية : عنوان
واقع العلاقات العراقية الصينية .. وافاقها المستقبلية https://cis.uobaghdad.edu.iq
Nov 14, 2019 — نشر كراس عنوان … مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة النهرين … حيث تضمن البحث شكل الاقتصاد الصيني الذي يعتبر المحرك الاساسي لمعظم … الصيني الذي لم يتوان عن اتباع سياسة حذرة ومرنة في التعامل مع العراق ودخول … … https://cis.uobaghdad.edu.iq › …
الخاتمة والاستنتاجات:
موقع العراق الإستراتيجي والمهم في طريق الحرير مكن العديد من سكانه الاستفادة من فرص التجارة مع الصين منذ عقود، وفتح آفاق التطور للكثير من الشباب.
وتجاوز إجمالي التجارة بين الصين والعراق 30 مليار دولار في عام 2018، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري للعراق، والعراق هو ثاني أكبر مورد للنفط للصين، ورابع أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط.
الاستنتاجات:
اولا : في السنوات الأخيرة، مع الفرص الجديدة التي أتاحتها مبادرة “الحزام والطريق”، شهد التعاون بين العراق والصين تطورات كبيرة.
100 ألف برميل من النفط يوميا لإعادة إعمار العراق
ثانيا : خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي والوفد المرافق له للصين ، أطلق العراق والصين رسميا مشروع “النفط مقابل إعادة إعمار العراق”. ووفقا للاتفاقية، ستشارك شركات صينية في إعادة إعمار البنية التحتية للعراق. أما العراق، فسيقدم 100 ألف برميل من النفط يوميا للصين. كانت رحى الحرب قد دارت في العراق لمدة ثلاث سنوات، ويحتاج العراق إلى 88 مليار دولار أمريكي لإصلاح وتطوير البنية التحتية. وقال المهدي: “توصلنا إلى اتفاق لإنشاء صندوق استثماري مشترك مع الصين، للاستثمار بالأموال المتحصلة من النفط.”
ثالثا : قد بلغ إجمالي استثمارات الصين في العراق 20 مليار دولار أمريكي، لا سيما في قطاع الطاقة، حيث تطور الصين صناعة الطاقة عن طريق التعاون مع شركات عابرة للقارات أو الاستثمار المستقل. وبالإضافة إلى ذلك، بلغ حجم التجارة بين البلدين 30 مليار دولار أمريكي، من بينها 15 مليار دولار أمريكي هو مبلغ النفط العراقي المستورد من قبل الصين.
تغير حال حقول النفط العراقية بعد دخول الشركة الصينية
ومنذ مايو 2010 تشارك المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري في مشروع خدمات لحقل ميسان النفطية في العراق لمدة 20 عاما. اليوم، أصبح حقل ميسان النفطي قوة دافعة مهمة لاقتصاد النفط في جنوب العراق.
وكان الإنتاج النفطي اليومي لحقل ميسان النفطي أقل من 90 ألف برميل قبل وصول المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، والآن أصبح إنتاجه أكثر من 200 ألف برميل يوميا. “تغيرت أحوال حقول النفط العراقية عندما دخلت الشركة الصينية.”
حقل الأحدب النفطي بالعراق.
رابعا : لقد عزز وصول الشركات الصينية بشكل فعال تطوير الصناعات المحلية والاقتصاد الوطني.
خامسا : توفير المحطة الكهربائية الصينية إمدادات الكهرباء للعراق
بالإضافة إلى ذلك، توفر المحطة الكهربائية الصينية إمدادات الكهرباء للعراق لتوصيل الضوء والأمل إلى أهل بغداد.
في العراق، يأتي 20% من إمدادات الكهرباء من محطة قامت بإنشائها شركة صينية والتي تساعد بشكل كبير في تقليل حوادث انقطاع التيار الكهربائي وتخفيف معاناة الملايين في البلاد.
يعد نقص الطاقة الكهربائية مشكلة صعبة واجهتها الحكومة العراقية بعد حرب العراق عام 2003. اليوم، عندما يتحدث الشعب العراقي عن التحسن الملحوظ في إمدادات الطاقة الذي تشهده بغداد في السنوات الأخيرة، يقولون إن الفضل يرجع إلى محطة كهرباء واسط الحرارية التي شيدتها مجموعة شانغهاي للكهرباء الصينية، وتعد أكبر محطة كهربائية في العراق.
سادسا : آلات صينية حديثة تثير إعجاب الفلاحين في العراق وتخفف عنهم متاعب العمل
وبالإضافة إلى ذلك، هناك آلات صينية حديثة تثير إعجاب الفلاحين في العراق وتخفف عنهم متاعب العمل.
وكما صنع بالصين يلقى رواجا كبيرا بين الفلاحين العراقيين.
إن المعدات الزراعية الصينية الخفيفة تلقى رواجا كبيرا بين الفلاحين ولا سيما أصحاب الرقع الزراعية الصغيرة.
والعراق يسعى لتعزيز التعاون التقني والعلمي في المجال الزراعي مع الصين
سابعا : يأمل العراق مستقبلا ان يتم تقصير “المسافة” بينه وبين الصين
أنه لا توجد معاهد كونفوشيوس في العراق في الوقت الحالي؛ وتتطور مدن مثل بغداد والبصرة وإربيل وغيرها من المدن الأخرى في العراق بشكل جيد في الوقت الحاضر، ويأمل العراق مستقبلا
أن يتم بناء معاهد كونفوشيوس في العراق في المستقبل لتعزيز التبادلات بين العراق والصين في اللغة والأدب والأكاديمية الهندسية والطبية والتكنولوجية وغيرها من الجوانب الأخرى، وتطوير الصناعات العراقية
وان اعدادا غير قليلة من الطلبة العراقيين يدرسون حاليا في الجامعات الصينية المعتمدة “، لغرض زيادة “الاستثمار المعرفي في العراق كون الصين تمثل بيئة مهمة للبحث العلمي على الصعيد الصناعي والزراعي والاقتصادي، واهمية بلورة مشروع مشترك بخصوص المدينة الجامعية الذكية”.
وإطلاق البرامج التدريبية بالتنسيق مع الجامعات العراقية لتطوير المهارات ورفع مستوى الإمكانات التكنولوجية بالتعاون مع الشركات الصينية المتخصصة مثل شركة هواوي”.
وتعزيز العمل المشترك العراقي الصيني من خلال برامج التوأمة العلمية والمنح الدراسية في مجالات الطب والهندسة والعلوم والفرص الابداعية للطلبة العراقيين
قائمة المصادر:
“الشرق على طريق الحرير : دراسة تاريخية، جغرافية، اقتصادية، 3000 قبل الميلاد- / د. طارق أحمد شمس | شمس، طارق احمد
التوبـي، حاكـم هيـال جاسـم (2015)ميناء مبارك الكويتي وتأثيراته على العراق، رسالة ماجستير- كلية الاداب جامعة البصرة، ص21
⦁ النجار، الهام (2018) طريق الحرير الصيني وإنعكاساته على أنماط التجارة الدولية وحركة النقل العالمية، المركز العربي الديموقراطي https://democraticac.de/?p=57474
⦁ احمد، ريهام (2011) بوبيـان .. بانوراما طبيعية لبيئة عالية الحساسية، الهيئة الامة للبيئة الكويتية، مجلة بيئتنا(http://www.beatona.net/ar/knowledge-hub/article/content-39782 ).
⦁ مجلة بيئتنا – الهيئة العامة للبيئة – الكويت، العدد 199946.
⦁ صحيفة النبأ المصرية (2017) http://www.beatona.net/ar/knowledge-hub/article/content-39782
⦁ صلاح الدين، محمد (2017) طريق الحرير ومخاطره على قناة السويس، صحيفة مصر تلاتين (https://www.misrtalateen.com/?p=65863 )
⦁ سلامة، عبدالمحسن (2018) الممرات البديلة ، الاهرام اليوم
https://twitter.com/lywpybntzhf2ire
⦁ صحيفة الاتحاد (2018) طريق الحرير.. صراع جديد. (https://www.alittihad.ae/wejhatarticle/97818
⦁ رضا حبيشي (2018) اعرف طريق الحرير وممراته ودور قناة السويس فيه،صحيفة اليوم السابع
https://www.google.com/imgres?imgurl=https
⦁ https://www.google.com/imgres?imgurl=http8
دولت صادق، محمد السيد غلاب، الجغرافية السياسية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1965، ص35.
دول الخليج و«طريق الحرير
https://www.alarabiya.net/politics/2016/10/09/
العراق يبحث مع الصين تفعيل “طريق الحرير”
https://www.alsumaria.tv/news/268108/
طريق الحرير – ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/
مشروع “طريق الحرير” الصيني – BBC News عربي
https://www.bbc.com/arabic/business-39922326
الخليج العربي بين طريق الحرير الصيني واستراتيجية البحار
صوت العراق | سواحلنا البحرية وطريق الحرير الجديد
https://www.sotaliraq.com/2019/05/06…
فكرة ناموق عبدالفتاح، سياسة العراق الخارجية في المنطقة العربية (1953-1957)، دار الحرية للطباعة والنشر ، بغداد،1987،ص29.
إبراهيم شريف ، الموقع الجغرافي للعراق وتأثيره في تأريخه العام حتى الفتح الإسلامي، الجزء الأول، مطبعة شفيق ، بغداد، بدون سنة طبع، ص ج-د.
ربا صاحب عبد ومالك دحام متعب ، علاقات العراق الخارجية مع دول الجوار الجغرافي (الثابت والمتغير ) ، مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية ، المجلد 5، العدد17، جامعة تكريت ، 2013، ص395.
محمود حسن علي العفيفي، مشروع الشرق الاوسط الكبير واثره على النظام الاقليمي العربي، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة الازهر- غزة ، 2012. ص56
أحمد صدام إيدام ، الاستقرار السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي : الواقع و المستقبل المملكة العربية السعودية إنموذجاً ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية العلوم السياسية ، جامعة بغداد ، 2015 . ص89
ياسين سويد ، الوجود العسكري الاجنبي في الخليج .. واقع و خيارات ، دعوة الى أمن عربي و اسلامي في الخليج ، ط/1 ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، 2004.
منعم صاحي العمار ، العراق و منظومة الأمن الخليجي .. دراسة في خيارات الرحلة القادمة ، ط/1، بغداد ، مطبعة الغفران ، 2012 .
مصطفى علوي، القطب المنفرد: الولايات المتحدة الأمريكية والتغير في هيكل النظام العالمي، المركز العربي للبحوث والدراسات، القاهرة، يناير 2015.
عبد الرضا حمد جاسم – العراق 2017 : 2/ديون العراق – الحوار المتمدن
www.m.ahewar.org/s.asp?aid=561232&r=0
ستوكهولم تستضيف مؤتمر العهد الدولي الثاني حول العراق – صحيفة الاتحاد
https://www.alittihad.ae/…/2008
محمد صادق الهاشمي و آخرون ، الموقف الإقليمي من الانسحاب الامريكي من العراق ، سلسلة كتب ، ع/48 ، بغداد ، مركز العراق للدراسات ، 2011 .
يعقوب مهدي عارف البرزنجي، محددات وامكانيات العلاقات السياسية والاقتصادية العراقية الايرانية، رسالة ماجستير (غير منشوره)، كلية العلوم السياسية، جامعة النهرين، بغداد، 2006، ص102 .