علي نجات
كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بؤرة للعديد من الأزمات في العقود الأخيرة، ومن ضمن الظواهر الجديدة التي تسبَّبت في التوتُّر في هذه المنطقة هي التيارات السلفية المتطرفة، ويعود نمو الحركة السلفية الجهادية إلى الثمانينيات القرن الماضي كذلك، وبعد أحداث الربيع العربيّ، وبسبب الفراغ الأمني، وُفِّرتْ مساحة وبيئة مناسبة لأنشطة الجماعات الإسلامية الجهادية، بما في ذلك تنظيم القاعد، ويُعدُّ ظهور تنظيم “داعش” وصعوده وإعلان الخلافة عام 2014 نقطةَ تحوُّلٍ في تشكيل الجماعات الإسلامية المتطرِّفة وتطوُّرِها.
قبل الثورات العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم يُسمح للحركات السلفية المتطرِّفة بالتحرُّك؛ لوجود قوًى قمعية على رأسها، وحتى الجماعات السلفية المعتدلة تعرَّضت للقمع الشديد، ومُنِعَت من العمل، ولکن مع اندلاع الثورات العربية في عام 2010، وُفِّرَتْ أُسُس نشاط الجماعات السلفية وتوسيعها، ونتيجة لذلك، سرعان ما ظهرت الجماعات الجهادية بوصفها جهات فاعلة نشطة على الساحة وبدأت، إلى جانب القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في تحديث منظماتها، وهكذا، مع تشكيل جولة جديدة من الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك (تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، واليمن، أُنشِئَتْ أرضية مناسبة وبيئة ملائمة للجماعات السلفية الجهادية.
أصبحت الجماعات السلفية الجهادية الآن من أهم التيارات الدينية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا يمكن تقييم التطورات الجديدة في المنطقة من دون فهم هذا التيار، برزت (القاعدة، وداعش وطالبان، وجبهة النصرة، وبوكو حرام) وغيرها، بوصفهم رموزاً جديدةً للسلفية الجهادية في العصر الحديث.
لذلك تسعى هذه الورقة إلى الإجابة علی ثلاثِ أسئلة رئيسة وأساسية، الأول: ما أهم الجماعات السلفية الجهادية الناشطة في الشرق الأوسط؟ والثاني: ما أسباب نمو هذه المجموعات في الشرق الأوسط وتوسُّعها؟ والثَّالث: ما السيناريوهات المستقبلية للجماعات السلفية الجهادية في هذه المنطقة؟
للإجابة على هذه الأسئلة، قُسِّمَ هيكل المقالة على ثلاثة أجزاء، الجزء الأول: يُشير إلى أهمِّ الجماعات السلفية الجهادية الناشطة في المنطقة، ويتناول الجزء الثاني: أسباب ظهور الجماعات السلفية الجهادية في الشرق الأوسط وسياقاتها، في حين يتناول الجزء الثالث: التحليل المستقبلي للجماعات السلفية الجهادية الناشطة في الشرق الأوسط والسيناريوهات المستقبلية لها.
لقراءة المزيد اضغط هنا
.
رابط المصدر: