- تُشكِّل التطورات في الشرق الأوسط –مقتل الآلاف في غزة، وخوض إسرائيل حرباً في لبنان، وتساقط الصواريخ البالستية الإيرانية على إسرائيل، واحتمال شن إسرائيل هجوماً عسكرياً كبيراً ضد إيران – تهديدات رئيسة لحملة هاريس الانتخابية.
- أظهرت معظم استطلاعات الرأي الأمريكية أن معدلات الرضا عن بايدن تراجعت بشكل كارثي بسبب طريقة تعامله مع الوضع في الشرق الأوسط، ويبدو أن ترمب يستفيد من هذا الوضع، لتحسين حظوظه الانتخابية.
- يؤدّي الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل إلى رد فعل قوي بين الملايين الذين يرون حرب إسرائيل في غزة من منظور الإبادة الجماعية، ويَعتبرون الرئيس بايدن ونائبته هاريس مُتواطئين في ذلك.
- إذا لم تتحرّك إدارة بايدن على وجه السرعة لتجنُّب نشوب حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، فإن اتهامات ترمب لبايدن بأنه رئيس ضعيف ستكتسب شرعية أكبر، وربما تخسر هاريس الانتخابات.
نادراً ما تُشكِّل السياسةُ الخارجية محركاً رئيساً في الانتخابات الأمريكية، إلّا أن الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط، وخطر نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وإيران في عهد إدارة الرئيس جو بايدن العاجزة قد يُشكِّلُ استثناءً لهذه القاعدة. وفي الوقت الذي نقترب فيه من الأسبوعين الأخيرين للحملة الانتخابية، فإن عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة ضد إيران قد تقلب الموازين لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات تشير معظم استطلاعات الرأي إلى صعوبة التكهن بنتائجها.
فرصة وقف الحرب في غزة
مما لا شك فيه أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار في غزة يمنح الرئيس الأمريكي جو بايدن فرصةً للضغط على بنيامين نتنياهو من أجل إعلان النصر ضد “حماس” والذهاب إلى صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين الإسرائيليين في غزة. فقال بايدن في أعقاب مقتل السنوار إن “هذه هي فرصة لليوم التالي” في غزة، وحل سياسي للحرب، و”مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”. كما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها “عازمة على محاولة اغتنام الفرصة للسعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
ومن المؤكد أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يُمَثِّلُ نصراً متواضعاً لبايدن، وقد يصل إلى حد تشكيل ما تُسمى “مفاجأة أكتوبر” في الانتخابات الأمريكية، لكنْ هناك ثلاثة عوامل على الأقل تعقّد التوصل إلى مثل هذه النتيجة الإيجابية:
أولاً، لا يبدو أن “حماس” مستعدة للتنازل من أجل التوصل إلى تسوية بعد مقتل جميع كبار قادتها تقريباً مثل إسماعيل هنية ومحمد الضيف ويحيى السنوار. وقال خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إنه ليس هناك أي تغيير على شروط الحركة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهي وقف الهجوم الإسرائيلي في غزة، والانسحاب الكامل من القطاع، وتحرير أسرى فلسطينيين في إسرائيل.
ثانياً، رفْض نتنياهو “اغتنام النصر”؛ ففي الوقت الذي يتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي مع بايدن حول وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق لتحرير المحتجزين الإسرائيليين، إلّا أن نتنياهو مُصمم على مواصلة العمليات العسكرية في غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطاب مُصوّر بعد وقت قصير من مقتل السنوار: “هذه ليست نهاية الحرب في غزة بل هي بداية النهاية”. وعرض في الخطاب نفسه على مقاتلي “حماس” صفقةً يفرجون بموجبها عن الرهائن مُقابل حرية الخروج من قطاع غزة. وثمة إجماع سائد في واشنطن على أن نتنياهو سيظل مُتردّداً في وقف العمليات العسكرية في غزة طالما لم يكن هناك استسلام غير مشروط لـ “حماس”. ومن الواضح أنه يشعر بالجرأة، وأن لديه المُبرّر في قراره بتحدّي الضغوط الأمريكية السابقة لوقف إطلاق النار.
وأخيراً، من المُهم أيضاً أن نتذكَّر أن إسرائيل تستعد لضرب إيران بينما لا تُظهِر طهران أي مؤشّر على تغيير في الموقف؛ فقد أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بعد مقتل السنوار أن “روح المقاومة ستتعزّز”. كما أعلن “حزب الله” التحدّي هو الآخر، مُعلناً الانتقال إلى مرحلة جديدة ومُتصاعدة في المواجهة مع إسرائيل. وبالرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جاء مرة أخرى إلى الشرق الأوسط في محاولة لإحداث اختراق دبلوماسي في أعقاب مقتل يحيى السنوار، فإن احتمالات وقف إطلاق النار في غزة تندرج بالتالي في فئة “المُهمّة المُستحيلة”، بحسب وصف أحد مُراسلي صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
كيف تؤثر أحداث الشرق الأوسط في فرص هاريس؟
تشكل التطورات في الشرق الأوسط –مقتل الآلاف في غزة، وخوض إسرائيل حرباً في لبنان، وتساقط الصواريخ البالستية الإيرانية على إسرائيل، واحتمال قيام إسرائيل بهجوم عسكري كبير ضد إيران – تهديدات رئيسة لحملة هاريس، وفقاً للآتي:
أولاً، الناخبون الأمريكيون العاديون يرون إخفاقاً كبيراً للسياسة الخارجية الأمريكية، وبعبارة أبسط، لم تتمكن إدارة بايدن-هاريس من ممارسة أي نوع من القيادة الفاعلة للتأثير على إسرائيل وإيران. وقد أدار نتنياهو بشكل متكرر ظهره للنصائح التي قدمها أهم حليف ومزوِّد للأسلحة لإسرائيل. فقد دعا كلٌّ من بايدن وهاريس عدة مرات إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان، لكنَّ نتنياهو استمر في الحرب، ما أدى إلى إطلاق دورة من العنف المتصاعد مع إيران.
وأظهرت معظم استطلاعات الرأي أن معدلات الرضا عن بايدن تراجعت بشكل كارثي بسبب طريقة تعامله مع الوضع في الشرق الأوسط. ولعل من الواضح أن ترمب يستفيد من هذا الوضع. ونجح ترمب في عالم من التعقيدات والخيارات الصعبة عادة في تأطير السياسة الخارجية ببساطة على شكل القوة مقابل الضعف. ويتعين على كامالا هاريس – التي ما زال أسلوب قيادتها غير معروف تماماً للكثير من الناخبين – إقناع الناخبين بأنها مستعدة لتولي منصب القائد الأعلى، إلّا أنه يُنْظَرُ إليها الآن عبر منظور إدارة أخفقت بسبب افتقار بايدن إلى الحزم.
ثانياً، تركت الحرب في غزة ومقتل أكثر من 42,000 شخص بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية الوحشية أثراً كبيراً في الناخبين الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة في الولايات المهمة المتأرجحة، مثل ميشيجان وجورجيا. ولم يكتفِ بعض هؤلاء الناخبين بالتخلي عن الحزب الديمقراطي بالامتناع عن التصويت فحسب، بل إن هناك مؤشرات قوية على أن عدداً كبيراً منهم عازمون على التصويت لصالح ترمب لمعاقبة هاريس. ويوجد أكثر من 200,000 أمريكي من أصول عربية بولاية ميشيجان، و150,000 آخرين في كل من ولاية ويسكونسن وجورجيا، حيث تُعَدُّ هذه الولايات الثلاث من الولايات التي تشهد منافسة شرسة والتي فاز فيها الديمقراطيون فقط بفارق عشرات الآلاف من الأصوات في انتخابات عام 2020. ويحظى الديمقراطيون عادة بأفضلية 2 إلى 1 في أوساط الأمريكيين من أصول عربية، لكنَّ استطلاعاً حديثاً أشار إلى أن هاريس تقف خلف ما حصل عليه بايدن عام 2020 بنسبة 18%، وخلف ترمب بنسبة 4% فيما يتعلق بدعم الأمريكيين من أصول عربية.
كما تواجه حملة هاريس مشكلة مع الأصوات في أوساط اليهود الأمريكيين بسبب تزايد مشاعر العداء لإسرائيل والسامية في أوساط اليسار بالحزب الديمقراطي. وتتضح المنافسة على أصوات اليهود بين حملتي ترمب وهاريس بالتحديد في ولاية بنسلفانيا التي تُعَدُّ أهم ولاية متأرجحة قد تحدد نتيجة الانتخابات. فهذه الولاية، التي يوجد فيها 400,000 يهودي، من أكثر الولايات التي تشهد منافسة حادة، حيث يُمَثِّلُ السكان اليهود أكثر من أربعة أضعاف هامش الـ 90,000 صوت الذي فاز به بايدن في الولاية عام 2020. ومع أن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن اليهود الأمريكيين يفضلون هاريس، إلّا أن استطلاعات رأي أخرى أشارت إلى بعض التراجع في دعم اليهود للديمقراطيين مقارنة بانتخابات 2020، وبخاصة في أوساط أولئك الذين أصيبوا بصدمة نتيجة ضراوة المظاهرات ضد إسرائيل داخل الولايات المتحدة، وفي الجامعات الأمريكية، والتي يُزعم أن بعضها تَحوَّل إلى معاداة للسامية.
وسيُظهِر الوقت ما إذا كانت كامالا هاريس قد ارتكبت خطأً آخر بعدم اختيارها جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا الذي يحظى بشعبية كبيرة، نائباً لها (ربما على أساس أنه يهودي، وإن ذلك قد يُنفّر القاعدة التقدّمية المؤيّدة لفلسطين في الحزب الديمقراطي). ونظراً للتراخي الواضح في الدعم اليهودي لها في تلك الولاية، كما هو موضّح أعلاه، قد ينتهي الأمر بهاريس في وضع هو الأسوأ بين الطرفين، حيث فقدت الدعم ليس فقط بين المُسلمين، بل أيضاً بين اليهود الأمريكيين. وحقيقة أن أداء مُرشح ترمب لمنصب نائب الرئيس فانس كان أفضل بكثير من أداء تيم والز في المُناظرة الوحيدة التي جرت بينهما في الأول من أكتوبر، هو مؤشّر آخر على أن حملة هاريس قد تندم على اختيارها والز مُرشّحاً لمنصب نائب الرئيس.
والعامل الثالث الذي يتصل بأثر الشرق الأوسط على الانتخابات الأمريكية، يَتَمَثَّلُ بالتأثير المحتمل على الاقتصاد. إذ ينتظر الشرق الأوسط حالياً هجوماً إسرائيلياً كبيراً وشيكاً ضد أصول استراتيجية إيرانية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الرئيس بايدن أن الهجوم سيحدث قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر. ومما لا شك فيه أن هذا العنف المتصاعد سيؤثر في أسعار النفط. وفي الوقت الذي أشارت تقارير إلى أن نتنياهو تَعهَّد بأن إسرائيل لن تستهدف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، إلّا أن بايدن يمتلك معرفة تامة الآن بقيمة تعهدات نتنياهو الكلامية. إذ نقل الصحفي الأمريكي بوب ودوورد في أحدث كتاب له عن بايدن وصف نتنياهو بأنه “كاذب” و”شخص سيء”، في سياق الوعود التي قطعها للبيت الأبيض وأخلفها في خلال الحرب التي يشنها على غزة ولبنان. وقد يأتي مزيد من الإحباط ذاته قبل أيام من موعد انتخابات الرئاسة في حال حدوث ارتفاع حاد في أسعار النفط.
اقرأ المزيد من تحليلات «عمر طاشبينار»: |
إخفاق بايدن ومعضلة هاريس
لعل الفوضى وعدم الاستقرار آخر شيء ترغب في أي إدارة في البيت الأبيض في خلال الأسابيع الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية، لكنَّ هذا ما أنتجه الشرق الأوسط لهاريس، والتي تخوض الانتخابات بغياب بايدن وكأنها الرئيس الحالي. وتجلب قوّة شغل المنصب العديدَ من الفوائد في السياسة، ولكنْ في أوقات الحرب والكوارث الطبيعية مثل الأعاصير الأخيرة التي ضربت فلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية (التي أوْدت بحياة أكثر من 300 شخص)، فإن شغل المنصب يجلب أيضاً المسؤولية والخيارات الصعبة. فلم يكن من المُستغرب أن يتحرّك ترمب سريعاً لاستغلال الأحداث لصالحه، حيث اتهم بايدن وهاريس بتمكين إيران، وادّعى من دون أي دليل أنه لو كان رئيساً لما حدث هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. كما نشر ترمب أيضاً معلومات مُضلّلة حول عدم فعالية إدارة بايدن وهاريس في الاستجابة للإعصار الأخير الذي ضرب فلوريدا. وادّعى عدة مرات أن الإغاثة في حالات الكوارث كانت ضعيفة لأن الأموال اللازمة كانت تُنفق على المُهاجرين واللاجئين.
إن مُعظم الناخبين الأمريكيين يُشاهدون بايدن يُدير حربَين، في أوكرانيا والشرق الأوسط، ويُنفق مليارات الدولارات على كل منهما دون أن يُحقّق أي نوع من النجاح. ومن بين هاتين الحربين، تُمثّل حرب الشرق الأوسط أكثرهما فشلاً، لأن الصراع قد اتسع بالفعل ليتحوّل إلى حرب إقليمية يخشى الكثيرون من اندلاعها. فقد دعم بايدن بثبات إسرائيل في حربها ضد “حماس”، بينما كان يدعو إلى وقف إطلاق النار الذي قاومه بنيامين نتنياهو. ولغاية الآن، وفي الوقت الذي يجب أن يكون بايدن بأمس الحاجة لإظهار القوة والتصميم الأمريكيَّين، فإن نتنياهو هو الذي لا يزال يُملي وتيرة الصراع؛ ففي خلال المُحادثة الهاتفية الأخيرة بين بايدن ونتنياهو في التاسع من أكتوبر الجاري، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها كانت “مُباشرة ومُثمرة”، لم يتردّد نتنياهو في إبلاغ بايدن بأن إسرائيل تنوي الانتقام من إيران قبل الخامس من نوفمبر. ولا يزال الغموض يكتنف سبب عدم إصرار الولايات المتحدة، بصفتها قوة عُظمى، على أن تؤجّل إسرائيل ردها الانتقامي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، نظراً لما يُمثّله هذا التصعيد من مخاطر على أسعار النفط.
وثمة دينامية مُماثلة حتى عندما تُريد واشنطن إملاء بعض الشروط على إسرائيل؛ ففي الآونة الأخيرة، وتحديداً في 14 أكتوبر الجاري، حذّرت إدارة بايدن إسرائيل من أن عدم السماح بإيصال المزيد من المُساعدات الإنسانية إلى غزة قد يؤدّي إلى قطع المساعدات العسكرية عنها. ولكن في مؤشّر على الضعف، فإن الإدارة التي تُريد تجنّب مثل هذا النهج الصدامي مع إسرائيل قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، أمهلت نتنياهو 30 يوماً للامتثال.
ولا تقتصر مشاعر الغضب من إدارة بايدن على العرب والمُسلمين الأمريكيين في الولايات المُتأرجحة فحسب، بل أيضاً على الناخبين الشباب والأمريكيين من أصل أفريقي، الذين يرون بوضوح كيف أن القوة العظمى غير قادرة على التأثير على دولة تعتمد على المساعدات الأمريكية، مثل إسرائيل. ويؤدّي هذا الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل إلى رد فعل قوي بين الملايين الذين يرون حرب إسرائيل في غزة من منظور الإبادة الجماعية، ويَعتبرون الرئيس الأمريكي مُتواطئاً في ذلك. وقد حاولت هاريس، من دون جدوى إلى حدٍ كبير، خلق بعض المسافة بينها وبين الرئيس من طريق التحدّث بمزيد من التعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني في محاولة لرأب هذه الانقسامات.
الاستنتاجات
يبدو أنه سيكون للسياسة الخارجية تأثير خاص على انتخابات هذا العام؛ فقد أدّى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في غزة بسبب دعم بايدن المستمر لإسرائيل، وعدم نجاحه في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، والتصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله وإيران إلى تنفير العديد من الديمقراطيين التقدّميين. ويُثير احتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وإيران الشكوك ليس فقط حول كفاءة بايدن ولكن أيضاً حول كفاءة هاريس في السياسة الخارجية، لاسيما بسبب شغلها لمنصبها الحالي، والتهديد بارتفاع أسعار النفط. فإذا ما استهدفت إسرائيل قطاع النفط الإيراني، فإن ذلك لن يهز الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل قد يؤدّي أيضاً إلى صعود خطر الانتقام الإيراني من منشآت النفط والقواعد الأمريكية في المنطقة.
إن مثل هذه المخاطر، قبل أيام فقط من موعد الانتخابات، تؤثّر بالفعل في فرص هاريس بالفوز؛ فمع دخولنا الأسبوعين الأخيرين في السباق إلى البيت الأبيض، تُظهر مُعظم استطلاعات الرأي أن البلاد مُنقسمة إلى نصفين؛ فثمة إجماع على أن هاريس قد تفوز بأصوات الناخبين على المستوى الوطني ولكنها قد تخسر الانتخابات إذا صوّتت أي من الولايات المُتأرجحة مثل ميشيجان أو ويسكونسن أو بنسلفانيا لصالح ترمب بفارق ضئيل. ولا يشك أحد في أن الانتخابات ستعتمد على عشرات الآلاف من الأصوات في هذه الولايات. وبالإضافة إلى المسلمين والعرب الأمريكيين، والشباب، والأمريكيين من أصل أفريقي، فإن الحزب الديمقراطي يخسر في أوساط الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء في تلك الولايات، وهذه الديناميات لا تُبشّر بالخير بالنسبة لهاريس. أضف إلى ذلك، ثمة شعور بأن ترمب يتمتّع بصورة أفضل من حيث التعامل مع السياسة الخارجية، وتُصبح الصورة أكثر قتامة حينما يتعلّق الأمر بالاقتصاد والهجرة. وبحكم كل تلك الديناميات لا أحد يستطيع لوم نتنياهو حول توقّعه بعودة ترمب إلى البيت الأبيض؛ فإذا لم تتحرّك إدارة بايدن على وجه السرعة لتجنُّب نشوب حرب شاملة، فإن اتهامات ترمب لبايدن بأنه رئيس ضعيف ستكتسب شرعية أكبر، وربما تخسر هاريس الانتخابات.