الصراع الأمريكي-الصيني في منطقة المحيط الهادي “بؤرة الحرب العالمية الثالثة”

ملخص :

تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على تطورات العلاقات الأمريكية-الصينية في ضوء التصاعد السريع للقوة الاقتصادية والعسكرية للصين، وبروز الكثير من التحديات التي تطرأ على النظام الدولي. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الجيوبوليتيكي البريطاني هالفورد ماكيندر (Halford Mackinder) كان قد تنبأ في مقالته الشهيرة “المحور الجغرافي للتاريخ”، بخطر الصين كقوة جيواستراتيجية، معتبراً أنها قد تضيف بعداً محيطياً إلى موارد القارة الأوراسية، وهو ما كانت روسيا تفتقر إليه. اليوم، وقد تحققت هذه التنبؤات في ظل الصعود الصيني المتسارع، يبقى التساؤل مفتوحاً حول ما إذا كان هذا الصعود سوف يؤدي إلى صراع مسلح أم سيبقى سلمياً في اطار الحرب الباردة.

شهدت السياسة الدولية تغيرات كبيرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي أتاح للولايات المتحدة بممارسة القوّة المهيمنة عالمياً دون منافس، هذه الأحادية القطبية بدأت تتصدع منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث برزت قوى صاعدة، أبرزها الصين، التي أصبحت تشكل تهديداً لدور القيادة الأمريكية، من خلال تعزيز نفوذها في شرق آسيا، ما أثار قلق الدول المجاورة وأدى إلى تشكيلها تحالفات مع أمريكا لاحتواء الصين.

تتميز العلاقات الأمريكية-الصينية بتداخل المصالح التجارية والسياسية، ولكنها تعاني من توترات تتعلق بحقوق الإنسان والنزاع التجاري، والقضايا الجيوسياسية في المحيط الهادئ. لهذا تقدم الدراسة الحالية سيناريوان: الأول، يفضّل التعاون الاقتصادي مع التحوط من الجوانب الأمنية، والثاني، يرى أن العلاقات الثنائية بين الطرفين دخلت في حرب باردة قد تتحول إلى صراع ساخن، وبالنتيجة توصل البحث إلى أن هناك حرباً باردة جديدة تلوح في الأفق، مع ضرورة متابعة دقيقة لتفاعلات القوى العظمى وتفهم الديناميات الجيوسياسية المعقدة.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M