الصراع اللغوي بين اللغات المهيّمنة واللغات المستضعفة

الملخص :

الهيمنة لا تقتصر بالسيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية فحسب، بل تمتد إلى الهيمنة الثقافية واللغوية أيضاً، بمختلف الأشكال والمسميات. ترجع الهيمنة اللغوية على مرّ العصور إلى عوامل مختلفة، ففي العصور القديمة، إلى العصور الوسطى، كانت تسود لغات تحت تأثير الهيمنة الدينية، كاللغتين اللاتينية والعربية، في العصر الحديث صارت تسود اللغات المهيمنة سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً، كما هي حال اللغة الإنكليزية في عصرنا الحالي، وما البرامج الفرانكوفونية والأنجلوفونية إلا مثالين على ذلك عموماً. وقد تسود لغات معينة في مجالات معينة، من ذلك شيوع الفرنسية والألمانية في علوم محددة كالفلسفة والتاريخ والموسيقى، وغيرها من عوامل مختلفة. ومع ظهور العولمة اشتدت المنافسة بين اللغات ، ليس بين اللغات الكبرى المتنافسة فحسب، بل صارت المنافسة بين الأمم الضعيفة أيضاً، من أجل أن تجد لها متنفساً لإحياء لغاتها وتطويرها، مستفيدة من التطورات الكبيرة التي يشهدها عالم التكنولوجيا والتي أصبح العالم يزداد انفتاحاً ويسراًيتعرض هذا المقال إلى هذه المسائل اللغوية من عوامل هيمنة لغات واضمحالل لغات أخرى، لينتقل بعدها إلى تحديد خطوات للحدّ من هذه التحديات والمخاطر اللغوية، والتي يمكن تلخيصها بضرورة اهتمام الأمم بلغاتها أيضاً وتطويرها وتنشيطها في مختلف المجالات التواصلية والحضارية والاقتصادية والسياسية والخدمية والتعليمية والإعلامية، وغيرها.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M