مقدمة :
لاشك أن المؤسسة التربوية-التعليمية تعد من أهم المؤسسات المركزية في فعل التنشئة الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية؛ بحيث لا يمكن أن نتصور مجتمعا يسعى لأن يكون معرفيا ومتقدِّما بدون أن يولي اهتمامه لما تقتضيه مؤسساته التعليمية من برامج تربوية ناجعة، وعدة ديداكتيكية وبيداغوجية فعَّالتين. ومن هذا المنطلق، اعتُبر مجال التربية والتعليم أساس نهضة الأمم، وهو السبيل الذي يهدي إلى المستقبل المنشود؛ بحيث يستحيل أن نتحدث عن مستقبل زاهر بدون تعليم جيدٍّ.
ويبدو أن المؤسسات التربوية-التعليمية بالدول العربية مازالت تعيش تحت جملة من الإكراهات المتعددة الأبعاد والمجالات، ولعل أهم هذه الإكراهات يرتبط بالفوارق التربوية والتعليمية بين المؤسسات التعليمية، إذ يظهر أن التباينات التي نجدها بين درجات مستويات المتعلمين/الطلاب يعود أساسا إلى اختلاف سياق وظروف بناء تعلماتهم ومعارفهم ومهاراتهم؛ ذلك أن المتعلم(ة) الذي تلقى تعليمه وتكوينه في وسط تربوي تتوفر فيه مختلِف الآليات المساعدة على تحصيل المعارف وتطوير المهارات، سيكون مستواه المعرفي أحسن من المتعلم(ة) الذي حظي بتعليم داخل وسط مدرسي خالٍ من اللوازم التعليمية والتربوية.
وعليه، يتحصل أن المؤسسات التربوية-التعليمية لا يمكنها أن تؤدي دورها المجتمعي ما لم تتحقق فيها العدالة التربوية-التعليمية؛ فبدون هذه العدالة لا نستطيع الحديث عن تكافؤ الفرص في التعليم والتعلم، كما لا يمكن الحديث عن جودة التعلمات للجميع، وجعل المتعلم(ة) قادراً على امتلاك مهارات وقدرات تؤهله على ممارسة التعلم الذاتي، ومن ثمة التعلم مدى الحياة. ومادام أن غياب العدالة التربوية-التعليمية بين المؤسسات التعليمية يعد عاملا مركزيا في تفشي جملة من الظواهر التربوية والاجتماعية داخل مؤسساتنا ومجتمعاتنا، فإن هذا ما يستدعي من المتدخلين والفاعلين في المجال التربوي التفكير في إرساء تدابير إجرائية قادرة على الحدِّ من الفوارق المجالية المتعلقة بالمؤسسات التربوية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تحقيق العدالة التربوية-التعليمية لا يمكن حصره في مجال بعينه؛ ذلك أن تحقيقها يضعنا أمام عِدَّة متغيرات وفوارق يتداخل فيها ما هو اجتماعي واقتصادي ونفسي وصحي بما هو ثقافي وأسري وأمني، فضلا عن ما هو تربوي بيداغوجي وديداكتيكي. وبناء على هذا المعطى، تأسس هذا المؤتمر الذي يهدف إلى مقاربة إشكالية اعتبار العدالة التربوية-التعليمية دعامة أساسية ورافعة مهمة لتشييد مؤسسة تربوية-تعليمية نموذجية مستقبلية.
فهرس المحتويات
الصفحة | عنوان المداخلة | الباحث |
29–12 | الشراكة التربوية مدخل أساسي لتدبير المؤسسة التعليمية وإرساء العدالة التربوية | دة. التيجنية خليد |
30–51 | مقترحات لتحسين الحوكمة الرشيدة في الجامعات الاردنية في محافظات شمال الأردن من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها | دة. تهاني ابراهيم العلي |
74-52 | دور سياسات التعليم المدرسي في تحقيق العدالة التربوية في البيئة تعليمية تطبيقات الارشاد النفسي التربوي انموذجا | ا.م.د .حسين حسين زيدان |
94-75 | واقع التعليم الجامعي في الجمهورية اليمنية ودور التشريعات في ضمان تكافؤ فرص الالتحاق فيه «دراسة تحليلية « | د .علي ناصر |
111-95 | العدالة الأكاديمية في البيئة الجامعية العربية: البنية العاملية والخصائص السيكومترية والفروق الثقافية | د. سُـليمان عبد الواحـد يوسُـف
دة. هدى ملوح الفضلي دة. نور الهدى رحال |
117-112 | الدرس الجامعي ومبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب والطالبات | د. خاليد الخطاط |
128-118 | الإنصاف وتكافؤ الفرص في التعليم مؤشرات إحصائية | دة. طبوش صبرينة |
137-129 | جودة التعليم بالمغرب وأهداف التنمية المستدامة | د. بوشعيب زيات
عبد الله وسخين محمد تيزي |
156-138 | التعليم الإلكتروني ومبدأ تحقيق الديمقراطية في التعلم | دة. خديجة بنطالب |
178-157 | دور القيم الجمالية والانسانية في العدالة التربوية | د.إبراهيم عمري |
195-179 | العدالة التربوية ووظائف فلسفة التربية | د. نورالدين أرطيع |
213-196 | مدى تحقّق العدالة التربويّة – التعليميّة في ظلّ المثلّث الديداكتيكي | دة . سماح البرادعي |
234-214 | Challenges of Teaching English during Covid- 19 Pandemic and the implications on Education Equity in Egypt | دة. أمل إسماعيل محمد أبو رزق |
253-235 | العدالة التربوية على فئة المراهقين وعلاقتها بالصحة النفسية | الباحث عدنان فضل الهندي
الباحثة هند عدنان أبو نجيلة |
265-254 | التربية الدامجة ورهان العدالة التربوية: من التنظير إلى هندسة التعلمات – مادة اللغة العربية أنموذجا- | د . زهير ابعيزة
دة. نورة مستغفر |
274-266 | التربية الدامجة: رهان لمؤسسة نموذجية مستقبلية | دة. حسناء قريفة |
286-275 | التربية الدامجة وإكراهات تحقيق العدالة التربوية ـ التعليمية | الباحث إبراهيم نظير |
306-287 | العدالة التربوية التعليمية بالمغرب: دراسة حالة التباين في نتائج امتحانات المراقبة المستمرة للسنة الثانية باكالوريا بين مؤسسات التعليم المدرسي العمومي و مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي – جهة العيون الساقية الحمراء . | د. سيدي ابراهيم فعرس |
335-307 | العدالة التربوية -التعليمية في المدرسة الرسمية في لبنان: واقعٌ مأزوم ومستقبلٌ مجهول | دة. ليلى خليل علي |
349-336 | صعوبات تطبيق العدالة التربوية التعليمية في تونس: الواقع والحلول | دة. خلود بوعصيدة |